المنتدى :
المخابرات والجاسوسية
صراع المخابرات بين حزب الله واسرائيل: حقيقة أم خيال؟
الفصل الجديد من قصص صراع أجهزة المخابرات والمخابرات المضادة تأتي بإتهام المخابرات الاسرائيلية خالد قشقوش وهو فلسطيني يعيش داخل اسرائيل من بلدة قلنسوة بالتخابر مع حزب الله اللبناني.
وكان قشقوش يدرس الطب في ألمانيا وتم اعتقاله منتصف الشهر الماضي حسب التقرير الذي قدمته المخابرات الاسرائيلية إلى مكتب رئيس الحكومة وهو في طريق عودته في مطار بن غوريون، ويشير التقرير إلى أن خالد إعترف بأن رجلاً اسمه الدكتور هشام حسن وهو لبناني تعرف عليه في ألمانيا جنده للعمل لصالح حزب الله وأعطاه مبلغ ثلاثة عشر ألف يورو.
لجنة المتابعة العربية وهي الجهة التي تمثل الفلسطينيين داخل اسرائيل عقدت اجتماعاً طارئاً لتقييم الموقف، وحسب عبد عنبتاوي الناطق بإسم اللجنة فإن السلطات الاسرائيلية في الآونة الاخيرة اعتقلت العشرات من الشبان بحجة التخابر مع حزب الله.
وقال عنبتاوي لبي بي سي "توجد حملة ترهيب و تخويف ضد الجماهير العربية في اسرائيل و معظم التقارير حول الاعتقالات تكون ممنوعة من النشر وسنحاول التوجه إلى القضاء لوقف هذه الهجمة وفي حال فشلنا سنعمل على المستوى السياسي و الشعبي"، وترى اللجنة أن المؤسسة الامنية في اسرائيل تلفق هذه التهم قصداً وهي في معظمها غير حقيقية.
وذكرت المخابرات في التقرير إن هشام حسن يعمل رئيساً لفرع مشروع رعاية الايتام الذي يعد أحد أذرع حزب الله وإنه عرَف خالد بشخص اسمه مازن وطلب منه شراء هاتف خليوي جديد والتواصل معه عبر الانترنت، كما ادعت المخابرات الاسرائيلية أن مازن هو محمد هاشم ضابط المخابرات في حزب الله والمسؤول عن تمويل واعداد الجواسيس الذين يزودون الحزب بمعلومات استخبارتية وهو مكشوف منذ زمن.
خلال التحقيق مع خالد، وحسب التقرير الذي لم يمكن التأكد من صحته إعترف خالد أن المعلومات المطلوبة كانت أسماء لطلاب من فلسطينيي الداخل في اوروبا يمكن تجنيدهم وجمع معلومات عن المستشفيات الاسرائيلية والجنود الجرحى.
وخلال أحد اللقاءات عرضت خارطة على خالد لبلدته قلنسوة من موقع جوجل وطلب منه تحديد مواقع ومبان، و تقول المخابرات إن خالد اعترف خلال التحقيق بتورط شخص آخر إسمه أيمن شحادة بالعمل أيضا لصالح حزب الله.
تربة خصبة
حزب الله من جانبه يتهم اسرائيل منذ سنوات بإنشاء شبكات تجسس، وما اغتيال قائد العمليات عماد مغنية إلا نتيجة لعمل الشبكات التي تنشط في عمليات الاغتيال داخل لبنان.
اسرائيل من جانبها تلاحق منذ سنوات شبكات تجسس تابعة لحزب الله داخل اسرائيل وفي اوروبا واعتقلت عدداً غير معروف من اولئك الذين زودوا حزب الله بالمعلومات وتحديدا بعد الانسحاب في عام ألفين والذين زاد عددهم بعد حرب لبنان الاخيرة.
وترى المؤسسة الامنية أن عرب اسرائيل - كما تسميهم - تربة خصبة للتعاون مع حزب الله من أجل المال أو مقاومة الاحتلال وذلك بسبب الجنسية الاسرائيلية التي تساعدهم على التحرك في كل اسرائيل وتمكنهم من جمع المعلومات الاستراتيجية حسب التقرير.
وهناك أيضاً قصة ألحنان تنمباوم وهو العقيد الذي أسره رجال حزب الله و بادلوه ببعض الاسرى اللبنانين والعرب، وماتزال تلك العملية تشكل نقطة سوداء في ملف جهاز الموساد الذي فشل في منع هذه العملية التي كلفت اسرائيل ثمناً وصف آنذاك بالباهظ جدا، علما أنها قالت إن ألحنان ما كان إلا مواطن عادي ومتورط ببعض التهم الجنائية .
لجنة المتابعة العربية تقول إن كل ذلك من محض الخيال فأحياناً تتهم البعض بالعمل لصالح حزب الله أو القاعدة أو منظمات اسلامية سرية، وخلال السنوات الماضية إعتقل الشيخ رائد صلاح و هو قائد الحركة الاسلامية وحكم عليه بالسجن إضافة إلى بعض رفاقه الذين اتهموا بالانتماء للقاعدة وكذلك إتهم الدكتور عزمي بشارة عضو الكنيست الاسرائيلي بالحصول على أموال من حزب الله وكلاهما نفى تلك التهم ومازال بشارة خارج اسرائيل لعلمه أن السجن بانتظاره إن عاد.
القصص المخابراتية معروفة في الشرق الاوسط وبدأت منذ قيام اسرائيل، فكانت قصص المخابرات المصرية مع الموساد ومن ثم مع منظمة التحرير والآن مع حزب الله وبعض الخبراء الاسرائيلين يقولون إن الكثير من القصص إما ملفقة أو إضيفت إليها الكثير من البهارات لتبدو مشوقة وحقيقية.
أخيراً فإن الصحف الاسرائيلية تناولت أنباء عن توجه رجال الموساد إلى غرب أفريقيا لتنبيه رعايا اسرائيلين بأن حزب الله نشط في غرب أفريقيا و يريد الانتقام لعماد مغنية وقد يكونون هدفاً سهلاً لهذه المنظمة، علماً أن الموساد يرى تزايداً في قوة حزب الله تحديداً في إطار العمليات الخارجية سواء في اوروبا أو افريقيا .
|