المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
إيقاعات
إيقاعات
(1)
ضجر
لأني أحبك
يسكنني الحزن مثل مدينة قديمة،
مثل طفل يتيم،
مثل ميناء لم تزره المراكب منذ سنين.
ألبسه معطفاً أسود وربطة عنق كحبل المشنقة.
لأني أحبك
أحزن أكثر وأفرح أكثر،
وما بين حزن وبعض الفرح
أنام على حلم من ضجر.
(2)
عناق
تمرين بين الأزقة الضيقة
تلفك هالة من ضياء.
ترشين ابتساماتك ذات اليمين وذات الشمال،
وتنشرين عطراً يخرج من مسامات الجسد.
تعطين عاشقاً قديماً خصلة شعر،
وتعطين آخر قطعة سكر،
وأنا أنظر من بعيد
فأراك تفتحين ذراعيك لي
فأقفز من شرفتي
لأعانق الرصيف.
(3)
شوق
لو كان شوقي إليك سحاباً
لغطى مساحة الأفق.
لو كان مطراً لأغرق اليابسة.
لو كان ضياء
لما عاد المساء من جديد.
لكنه نزف عميق،
فمتى توقفين نزيف العروق.
(4)
صوتها
مرة يأتي هامساً مثل حفيف الغصون.
مرة يأتي مرتعشاً كشجرة متعرية في حضن الشتاء.
مرة يأتي حزيناً مثل عينين تودعان مسافراً لن يعود.
مرة يأتي مشتعلاً مثل نهد في لهيب العناق.
مرة يأتي صوفياً مثل تسبيح الملائكة.
وعندما ينقطع النداء،
أجعل صوتها قمراً ونديماً
ثم أسكر.
(5)
كراهية
صرت أكره كل الرجال لأن رجلاً سفك أنوثتك.
صرت أكره كل النساء لأن امرأة تشغلني عنك.
صرت أكرهك أنت لأنك شمعة ترفض أن تحترق.
ماذا تفعل شمعة لا تريد الاحتراق؟
ماذا تفعل جزيرة لا يصل البحّارة إليها؟
ماذا تفعل قلعة لا يدكها الفرسان؟
ماذا يفعل شاعر لا يذيب امرأة في قصيدة؟
ماذا تفعل قصيدة لا تصف غابات عينيك؟
ماذا تفعلين أنت إذا لم أزرْك
ليلة يهطل الثلج
على سفوح نهديك العاريين؟!
|