كاتب الموضوع :
بدر
المنتدى :
الادباء والكتاب العرب
الزميل العزيز bader44
مرة جديدة يأتينا عبد الرحمن منيف, وبجهودكم الرائعة كالمعتاد. لكم كل الإمتنان, مع الأمل برؤية بقية الأجزاء على يديكم الكريمتين.
فيما يخص اللهجة العراقية, وما أشار إليه الزميل العزيز mallouli , فقد تصفحت عدة أوراق من بداية الرواية وأثارت لدي حالا بعض القضايا, التي أحببت مشاركتكم إياها.
تتميز اللهجة العامية العراقية, و البغدادية بالذات, بكونها مطعمة بالعديد من الكلمات الدخيلة على اللغة العربية, بحكم التنوع القومي العراقي أولا, ولطول فترات الخضوع لإحتلالات متتالية من الفرس والترك وتبادلهما السيطرة على العراق لعدة قرون, إنتهت بالإحتلال البريطاني منذ 1914 وحتى الإستقلال في ثلاثينات القرن الماضي. لذا توجد الكلمات التركية والفارسية والإنجليزية والهندية, (إستخدم الجيش البريطاني جنودا هنودا عند إحتلالهم للعراق), في لهجات المدن العراقية, وإن بنسب متفاوتة.
أن يتمكن منيف من إتقان هذه اللهجة رغم صعوبتها الكبيرة, هو أمر جدير بالإشادة والتقدير , لكنه يمكن إرجاعه لطول فترة مكوثه في العراق, وإختلاطه برجل الشارع البسيط, من بائع الخضر, إلى جليس المقهى.
لكن العجيب أشد العجب هو أنه أورد في الرواية كلام عزرا, اليهودي , بلهجة يهود العراق المميزة, والتي كان يمكن سماعها في أربعينيات القرن الماضي, وإختفت بعد تهجير معظمهم من العراق. هذه اللهجة كان يعرفها قلة قليلة جدا من كبار السن (وقت كتابة الرواية). أقول أن ذلك يضيف بعدا جديدا لروعة إبداعه. إذ كيف تسنى له معرفتها, دع عنك إستخدامها بهذا الإتقان?
ولو كان إستعمال هذه اللهجات قد أضاف للرواية طعما ونكهة خاصة لدى القارئ العراقي, وكبير السن بالذات, فأنه أضاف أيضا عبئا إضافيا للقارئ العربي لفهم بعض الكلمات , حسب سياقاتها في الكلام, وخاصة إذا إستعملت في الأمثال العامية الدارجة.
في كل الأحوال يبقى هذا العمل إبداعا متميزا بين جملة إبداعات طيب الذكر عبد الرحمن منيف.
دمتم ودام عطاؤكم.
|