المنتدى :
الارشيف
# .. رواية صرخة البطريق .. # ..حمزة الحسن ..
المخلوقات المحطمة لا تخرج لصد غزو حتى لو كان غزو جراد ـ صرخة البطريق، دار أزمنة
من طبيعة طائر البطريق انه يشعر بقدوم العاصفة قبل هبوبها فيصاب بالتشنج، ويشعر بها مرة أخرى حين تأتي: اي انه يعيش العاصفة مرتين، مرة تحت الجلد وفي الدم، ومرة ثانية في الواقع
لكن من يصغي لصرخة البطريق المحذرة؟ يوم كنا وقبل سنوات من الاحتلال نردد بمناسبة وبدونها ان هذا المجتمع يوشك على الانهيار بحكم عوامل بنيوية داخلية ثقافية وتاريخية وسياسية وان تلك السلطة هي انعكاس للبناء الاجتماعي القائم، وان نخب السياسة امس واليوم غير قادرة على ادارة مشروع التغيير بحكم جهلها بطبيعة هذا المجتمع وانها هي نفسها جزء من المشكلة، يوم كنا نقول ذلك وقد كررناه في عدة روايات، كانت الاراء تأتي موتورة متشنجة وصبيانية في الغالب
اليوم لم يعد للبطريق ما يحذر منه. اندلع الحريق. ظهر المخبوء. انكشفت الحقيقة المخبأة وظهرت الغوريلا الناعمة المستترة تحت شعارات وقيم زائفة ومفاخر هشة كي تستحم في الدم في الشوارع
صرخة البطريق تقول بكل اختزال ان هذا الاحتلال قديم، وانه وقع يوم جرد الانسان من ادميته وهويته وتحول الى كائن محطم ومهان، فكيف يخرج لصد البرابرة اذا كان معبأ بالخوف ومفرغا من الأمل؟
البرابرة؟ نعم
وعلى قول كافافي، ربما يكون البرابرة هم الحل، فماذا نفعل لو لم يكن على ارضنا هؤلاء؟ بكل يقين كنا سنخترعهم. فالدكتاتور لا يأتي على قول ماريا فارغاس يوسا الا اذا استدعيناه
[CENTER]
تحياتي
التعديل الأخير تم بواسطة ali alik ; 22-11-08 الساعة 03:16 PM
|