الأخ علاء سيف الدين المحترم
قرأت موضوعكم هذا, وأعدت قراءته. ونظرا لأهمية الموضوع و الحدة التي وجدتها, رغم تفهمي لأسبابها, فقد وجدت أن من المناسب أن أدرج بعض الحقائق, التي أعلم أنكم والكثير من الأعضاء الآخرين تدركونها جيدا, وأرجو أن يتسع صدركم لها عسى أن تعينكم على إتخاذ قراركم اللاحق:
1. المنتدى تجمع طوعي إختياري لأناس أحرار, جمعهم حب الكتاب والثقافة والمعرفة, فليس هناك من ضربنا على أيادينا وأجبرنا على المساهمة.
وهذه المجموعة من الناس ليست متجانسة فيما بينها في العديد من النواحي, فهناك الفوارق العمرية و الدراسية وفي التجربة والخبرة الحياتية. أضافة لكونهم جاءوا من بيئات مختلفة, وبعضهم يعيش في بلاد غير بلاد العرب.
لذا فأن تصرفاتهم وردود أفعالهم مختلفةأيضا.
2. إن الذين يقومون بتوفير الكتب للآخرين, باذلين الجهد والوقت, حارمين أنفسهم من أعمال أو متع أخرى, إنما يقومون بذلك لأسباب عديدة تختلف من واحد لآخر إعتمادا على ما ورد أعلاه, وبعض هذه الأسباب هي:
- حب الثقافة والمعرفة.
- أبتغاءا لدعاء أو أجر.
- إستجابة لتلك الرغبة "اللعينة" في خدمة الآخرين.
- طريقة لا بأس بها لقتل الوقت, للذين ليس لديهم شيء آخر يعملونه.
- إحدى الغرائز البشرية التالية: "حب الظهور" و "حب الشهرة" و "تقليد الآخرين".
ومهما كانت الأسباب لكل شخص, فالنتيجة في الجانب الآخر واحدة, وهي خدمة جليلة تقدم للآخرين و بدون مقابل, وللأسباب التالية:
- عدم توفر بعض الكتب في الأسواق, إما لنفاذ طبعاتها, أو لمنعها في هذا البلد أو ذاك, أو لعدم أستيرادها في البلدان غير العربية.
- غلاء أثمان بعضها وخاصة الكتب الضخمة أو عديدة الأجزاء.
- محدودية مصدر الدخل قياسا بعدد الكتب التي تستوجب أو تستحق الشراء.
3. وصلنا إلى الطرف الثاني من المعادلة و هو المتلقي أو المستفيد من الكتاب و الذي يقوم بتنزيله. هذه المجموعة هي العامة الغالبة, وهي تتألف من الذين وردوا في (1) أعلاه, ويختلف منتسبيها عن بعضهم البعض أختلافا شديدا, وتختلف اغراضهم من تنزيل الكتب, و سأقدم نفسي مثالا في بعض الفقرات التي أدرجها أدناه.
- هناك بعض المساهمات التي لا أكلف نفسي عناء فتحها وتصفحها, دع عنك تنزيل الكتاب, وهذا يعني الإنتقائية في الإختيار, ودرجة الإهتمام بالموضوع أو بالكاتب, وهنالك كتب سوف لن أقوم بقراءتها, لا في هذه الحياة و لا في أية حياة أخرى.
- هناك بعض المساهمات التي أتصفحها إرضاءا للفضول فقط, أو لأقرأ الموجز أو المقدمة ثم أعود أدراجي.
- بعض الكتب التي أقوم بتنزيلها, إنما هي مساعدة لآخرين ليس لهم إتصال بالشبكة أو لا يعرفون كيف أو من أين يقومون بتنزيلها, دع عنك فتح الضغط لبعضها من zip أو rar .
- بعض الكتب التي أقوم بتنزيلها كنت قد قرأتها سابقا, ولن أقراءها في القريب العاجل, وربما أساعد شخصا يبحث عنها مستقبلا.
- بعض الكتب التي أقوم بتنزيلها هي مشروع لقراءة مستقبلية, فقد أكون مشغولا بقراءة أخرى, أو بعمل آخر حاليا, و أخشى إختفاءها وعطب روابطها بعد حين.
- بعض الكتب التي أقوم بتنزيلها هي نسخة جيدة تعوض النسخة السيئة التي أحتفظ بها, و التي عانت منها عيناي الأمرين.
- يقوم البعض بتنزيل الكتب تمهيدا لرفعها لاحقا بأسمائهم في مواقع أو منتديات أخرى.
أخي المحترم
لا أعتقد أن صرختكم هنا ستغير من الوضع شيئا, وإن أثرت فسيكون تاثيرا مقتصرا على البعض فقط ولأجل محدود يعود الوضع بعده إلى ما كان عليه.
كما أنكم لستم الوحيدين في هذه المعاناة, فكثير من الاخوة لهم مثيلاتها وربما بشكل أقسى.
لقد أسهمت بعدد متواضع من الكتب في المنتدى, ولم يلق أغلبها ردودا, ولم أتأثر بذلك, لأن مساهماتي لم تكن إلا خدمة للآخرين, بل ولرد جزء من جميل المنتدى علي.
إن مساهماتكم المتنوعة, رغم تفاوت أهميتها (بالنسبة لي على الأقل), لهي موضع الإعجاب أولا, والتقدير و الإمتنان من قبلي و العديد من الزملاء.
الكثير ممن يقومون بتنزيل الكتب بدون أن يتكلفوا عناء الرد أو التعقيب معذورون في ذلك, فالعديد منهم يفتقد "الوقت" للرد, و بعضهم يفتقد "المعرفة" بكيفية الرد, وهناك آخرين يملكون الوقت و المعرفة, لكنهم يفتقدون "الأحساس" بضرورة الرد وهم أيضا معذورون, أما الذين يفتقدون "التربية الحسنة" فهم أول المعذورين.
أخيرا أذكركم ببعض العبارات اللطيفة الواردة في توقيعكم:
لا تشكو للناس جرحا أنت صاحبه ....فالجرح لا يألم إلا من كان به الألم
يـوجـد دائـمـاً مـن هـو أشقـى مـنـك...فـابـتـسـم..
وأليكم أحد الأمثال العربية محولا الى الفصحى:
"إعمل خيرا ... وإرمه في البحر"
وهذا القول الرائع هو مسك الختام:
"خير الناس من نفع الناس"
عذرا للإطالة وعذرا لعدم أشتراكي في التصويت