كاتب الموضوع :
علاء سيف الدين
المنتدى :
الارشيف
الاخ علاء سيف الدين المحترم
شكرا لهذه الإسهامة الرائعة حقا.
حضارة سومر هي اقدم حضارة بشرية وصلتنا لحد الآن و السبب هو انها اول من استعمل الكتابة, وهي تحتفظ بسجل حافل في باب "اول من ...", فمن اول من استعمل العجلة, اول نظام حكم كان له مجلسا شيوخ و نواب, وأول مؤلف موسيقي مكتوب, تمكن الباحثون الأمريكيون من حل رموزه وعزفه عام 1977 على القيثارة السومرية, أول قيثارة في التأريخ.. والقائمة تطول حتى ليخيل للمرء ان حضارتنا الحالية ما هي إلا إستمرار لها.
هذه الحضارة تثير الإعجاب و التساؤلات في آن واحد, فمثلا كانت المدرسة السومرية تتألف من ثمانية معلمين, كان احدهم مسؤولا عن الإنضباط و التهرب من المدرسة !!!, و في ميدان الملاحة المائية كان قاموس اللغة السومرية يحوي على 28 إسما فقط لأنواع القوارب و السفن النهرية و البحرية, و القائمة هنا تطول هي الأخرى.
لقد عانت دراسة حضارة سومر من الكثير من الإخفاق والتأخر بسبب اندثار الكثير من شواهدها, فقد كانت حضارة الطين المفخور, كاخواتها من حضارات وادي الرافدين, ولم تكن حضارة الصخر لعدم توفره هناك كوفرته في ارض حضارة النيل مصر او ارض حضارة الازتيك المكسيك او حضارة المايا او الحضارات الصينية و الهندية, وساهم ارتفاع منسوب المياه الجوفية في مجرى الرافدين في تدمير العديد من مواقعها المطمورة. هذا إضافة لتعرض ارض الرافدين للغزو المتلاحق من الجيران الفرس و الترك والمغول وغيرهم ممن ساهموا في نهب او تدمير او طمس آثارها. وكذلك قلة عدد الباحثين المتمكنين من اللغة السومرية, واللذين لا يتجاوز عددهم العشرين في وقتنا الحاضر.
لكن اغرب لغز او احجية باقية لحد الآن تبقى إسم أول مدينة سومرية على الإطلاق وهي مدينة إريدو Eridu أو E.Ri.Du كما في اللغة السومرية, وهي الأصل لكلمة ارض العربية, وEarth الإنكليزية, و Erde الألمانية, و Jord السويدية, و Ara الكلدانية, والعديد من المثيلات في اللغات العالمية الأخرى وكلها تعني "الأرض" أو كوكب الأرض. والأغرب والأعجب أن كلمة E.Ri.Du في اللغة السومرية كانت تعني "المنزل في المكان البعيد"!!!!
قد يسأل سائل من أين لك كل هذه المعلومات (والكثير غيرها), و هنا يكون الجواب هو كتاب "الكوكب الثاني عشر" لمؤلفه الباحث الآثاري Arciologist زكريا سيتشن, وهو أحد العشرين الذين يتقنون اللغة السومرية قراءة و كتابة إضافة لإتقانه للغة العبرية.
هذا الكتاب لم يترجم للعربية لحد الآن, ولا أعتقد بانه سيترجم, وإن ترجم فلن يسمح بنشره بالعربية في بلاد العرب أبدا, لما يحمل في طياته من معلومات ترجع الكثير من القصص التوراتية الى أصول سومرية.
ولكن يبقى ما ورد فيه عن منجزات الحضارة السومرية حقائق لا تقبل الإختلاف أو الجدل.
شكرا مرة أخرى لإسهامتكم, وعسى أن نجد الجزء الرابع من السلسلة قريبا في المنتدى, سواء كان ذلك عن طريقكم أو بمشاركة من زميل آخر, مع خالص الإمتنان.
K I F H@ N
|