بنات هذي الرواية اعجبتني ومالقيتها مكتوبة هنا فحبيت انقلها لكم وهي طبعا كتبت بواسطة عذووب ارجو للجميع قراءة ممتعة
الملخص
كانت تعلم ان اخيها مايك ينسى كثيرا.. فكرت جيما,,,
لكن ان يرحل ويتركها وحدها في فيلا غريبة على جزيرة كريت ,,
بعد ان اقترح عليها الانضمام اليه لقضاء العطله ,, هذا ما لا يمكن احتماله.
والآن وقد وصل مالك الفيلا , واكتشفت جيما ان مايك قد اختفى ..
والكريتي كما فكرت به اراد الثأر من مايك لما فعله ...
وجيما لم تكن لتستسلم له دون مقاومة ,, حتى لو كان الكريتي يملك
الاوراق الرابحه لهذه اللحظة
الفصل الاول :
- تقول ان لم تصلني رسائل حتى الآن ؟.
نظرت جيما بارتون باستغراب الى طاولة المكتب .
- هل انت متأكد ؟
- متأكد تماما يا آنسه. حرك الرجل يديه بطريقه اسفه . وابتسم لها حيث بدت اسنانه بيضاء كثيرا نسبة الى شاربه الكريتي الكثيف .
- هل هذه الرسالة مهمة, حتى تقلقي لهذه الدرجه لعدم وصولها ؟
هزت جيما كتفيها بلا مبالاة.
- في الحقيقة لقد خاب املي اكثر من قلقي . لكن سأتغلب على احساسي . المشكله الوحيده هي انني لا اعلم ماهي خططي حتى اسمع أي خبر من اخي والليلة هي اخر ليلة لي في الفنندق .
- لا عليك . اتى الرد سريعا مطمئنا .
- مازال الموسم في اوله ويمكنك البقاء اذا اردت. كل ما عليك فعله هو اخبارنا برغبتك .
لقد كان هذا مطمئنا لجيما في اية حال. هكذا فكرت وهي تتوجه نحو الغرفة لتناول طعام الفطور. ليس لأنها متأكده من بقائها في هيراكليون بالرغم من انه فندق رخيص . وودود ونظيف ,لكن لديها 10 ايام اخرى لتمضيها في كريت. وعليها الاستفاده منها بأقصى الحدود. خاصة اذا استمر مايك في غيابه المريب .
لقد كان دائما محدودا ذكرت نفسها بقساوة وهي تسكب العصير في كأسها وتأخذ قطعه من الخبز الطازج مايك كان دائما مولعا بعلم النباتات ويبقى غافلا عن أي شيء اخر ووغالبا ما ينسى نفسه في الحقول .
وهذه الزيارة الى كريت كانت جزء من دراسه يقوم بها وكانت فكرته هو انظمامها اليه في اجازتها بدلا من الذهاب مع رفيقتها الى ابيزا .
- هذا هو المكان, بعيدا عن اماكن السياح المعيشة هنا رخيصه جدا يمكنك القيام بالامور السياحية ليومين ثم الانظمام الي لرؤية كريت الحقيقية . اخبرتها احدى رسائله.
رفضت امها في البدء لكن الامر الذي شجع وحث جيما على الموافقه هو قراءتها لكتاب عن جزيرة كريت منذ ايام الدراسة يتحدث عن جمال الجزيرة وروائعها الاسطورية. فحددت موعد سفرها وكتبت اليه لتخبره بوقت وصولها, ولم تدهش لعدم استلامها أي رد منه الا بطاقه بريدية للميناء وعليها امضاءه.
لكنها كانت صدمه لها تقريبا عند وصولها الى مطار هيرا كليون لتجد انه لم يأت ليستقبلها ولكنها سعدت يتكبدها المشقه في حجزها غرفة لنفسها في فندق قريب من الميناء .
في اليوم الاول لها حتى قبل ان تفك حقائبها كتبت ثانءة الى مايك تذكره بوصولها واعطته اسم وعنوان الفندق ورقم هاتفه. لكنها حتلا الآن لم تصلها أي كلمه منه .
لم تكن جيما بحاجه الى اخ كبير يرعاها خاصة في كريت حيث كانت متأكده من ان الناس منا مضيافين وودودين .
لديها الكثير الآن لتفعله لقد اقامت صداقات مع شخصين كانوا يتحدثون عن استئجار سيارة والقيام برحلة حول الجزيرة وقد دعوا جيما لمشاركتهم الرحله فسعدت كثيرا وكادت ان توافق لولا انها تريد رؤية مايك او على الاقل محادثته حتى تستطيع اخذ اخبار مطمئنه الى امها التي ماتزال مريضة من جراء فايروس اصابها اول الربيع .
عندما عادت الى غرفة الطعام لتجد مكانا تجلس فيه رأت جايمس وهيلاري يلوحون لها من طاولة في زاوية الصالة فتقدمت لتنضم اليهم.
- تجاهلي جايمس .
كانت تحي هيلاري بينما تجلس .
- لقد تعرف الى واحده الليلة الماضية وقد تطورت صداقتهم بسرعه لذلك فهو يشعر ببعض الكآبه اليوم ولن يستطيع الذهاب برحلتنا, لكني سأذهب انا . اضافت بسرعه وهي تنظر ببعض الخيبه الى وجه جيما .
-آمل ان تأتي معي .
- لن افوت ذلك . قالت وهي تبتسم باشفاق نحو جايمس .
- اكان شرابا ناريا .
زمجر جايمس : لم الاحظ سوى النار . هيلي بالطبع تبقى ملتصقه بأوزو وكل شيء بخير هذا ليس عادلا .
جعدت زوجته انفها نحوه ثم استدارت الى جيما .
- يقول تاكيس ان الباص الى كنوسوس يغادر بانتظام من الميناء .
- اذا تاكيس كاذب . قال جايمس ورشف من قهوته .
- هو يعرف مثلنا تماما ان الباصات الكريتيه تسير كما يحلو لها . انا لا اعرف لماذا يزعجون انفسهم بوضع لائحة لأوقات الانطلاق .
- آثار الشراب لا تناسب جايمس فأنها تجعله عدائيا .
قالت هيلاري بأسف : في الايام الاولى لوصولنا قال بأنها اول عطله حقيقية يحظى بها.
- مازلت اقول ذلك .
- وتاكيس لايصدق ان الباصات في كل الاحوال هو قال لي ذلك , وقال ايضا انه يجب ان نمشي الـ5 كم او اكثر الى كونسوس مثلما كانوا يفعلون في الايام الغابرة فتاتان قويتان مثلكما .
- ونحمل حزم من الحطب على رؤوسنا بلا شك . قالت جيما بجفاف .
- هناك اوقات يطلب فيها تاكيس لكمة على حنجرته .
- حسنا لكن لا تتوقعي من بانيلوب ان تعطيه واحده .
نصحتها هيلاري بمرح : فهي تظن ان الشمس والقمر والنجوم تشع منه, ومن المحتمل ان تسير الى كونسوس وتعود حاملة اياه على رأسها اذا طلب منها ذلك .
- الرجال الكريتيون محددون في مواقفهم. قال جايمس بمزاجيه .: فهم لا يسمحون لأي تحرر انثوي ان يتدخل في حقوقهم الاساسية .
ضحكت هيلاري : وانت ايضا يا عزيزي في الحقيقة انت وكايس لديكم عدة قواسم مشتركه فبأمكانكم قضاء اليوم سويا تشربان القهوة وانتما جالسان تحت المظلة بيمنا انا وجيما نكتسب بعض الثقافة .
نظرت الى ساعة يدها : نلتقي في البهو بعد 20 دقيقه ثم مع قليل من الحظ سنصل الى القصر قبل ان يصبح الطقس حارا جدا .
قال جايمس : انه حار جدا الآن .
انه محق فكرت جيما وهي تسير مع هيلاري في الشوارع المزدحمه المؤدية الى الميناء بعد فتره لقد اصبحت بشرتها سمرا بالرغم من الكريم الواقي وقبعة القش التي اشترتها منذ وصولها.
كانت طاولات المقاهي ممتلئة محتشده بالناس والاطعمه الاحاديث والضحكات العالية لم تبد ابدا هذه الهمهمات احاديث فكرت جيما بنوع من السلوى , اذا اراد أي يوناني اخبارك شيئا ما فسيفجره في وجهك وكذلك كانوا في امور اخرى ايضا .
ذكرت نفسها وهي تعي نظرات الاعجاب من العيون السوداء التي تحدق بها وبهيلاري, لكانت وجدت هذا الاعجاب الصريح محرجا في وطنها لكن هنا كان شيئا مدفئا للقلب ان تلاحظ وكأنها افروديت تنهض من بين الامواج .
لمفاجئتهم كانت باصات كنوسوس موجوده عند وصولهم فوجدوا مقاعد بسهوله بعدما دفعوا القليل من الدرخمات اجرة الرحله .
كانوا هادئين عندما جلسوا تحققت هيلاري من عدسة كاميرتها, بينما تساءلت جيما كيف يمكن ان تكون جزءا من القربان اللاتيني للملك ماينوس وان تبدأ بالمسيرة المجهدة في الشمس الى كنوسوس مدركه ان الخطر وربما الموت في انتظارها .
كانت سعيده جدا فكرت لأنها عاشت في الـ80 بدلا من الفي سنه قبل الميلاد وان لاخطر بانتظارها .
سرت في جسدها رعشة خفيفة عندما مرت الفكرة في رأسها وكأنها وضعت رأسها على كتفها وهمس صوت محذر في اذنها : احذري ليس هناك من شخص يوناني يستحث قدره ولا يجب ان تفعلي انت .
كانت لحظة غريبة مضطربه وكأن ظلا مفاجئا حجب الشمس لثوان, ثم ابدت هيلاري ملاحظة تافهة حول الضاحي التي مروا بها .
ذكرت هيلاري الرحلة المخطط لها الى الجبال البيضاء وسألت جيما اذا كانت قد فكرت في الامر .
- بالطبع اود المجئ ولا استطيع انتظار مايك للابد حتى يتصل بي في جميع الاحوال فأنا لا اعرف اذا كانت رسالتي الاخيرة قد وصلته, ربما في مكان وجوده لا يوجد تلفون او يصل البريد كل مره في الشهر .
تنهدت ثم اضافت : او ربما اكثر قد يكون مايك استغرق في دراسة عشب نادر ونسي امري تماما .
اعطتها هيلاري نظرة لاهية : هل يفعل امورا كهذه ؟
اومأت جيما : دائما .
ضحكت هيلاري : اذا اقترح عليك ان تعطيه حد اقصى من الافضل ان يكون منتصف الليل هذا اليوم فاذا لم يتصل بك حتى ذلك الوقت تأتين معنا , مارأيك ؟
- يبدو هذا جيدا .
وافقت جيما ثم نظرت حولها منتبهة للنشاط المفاجئ .
- الى ماذا ينظر الجميع ؟ لم نصل بعد اليس كذلك ؟
- السيارة الاكثر جمالا تتبعنا .. قالت هيلاري : جميعهم غارقون في الاعجاب اظن ذلك .. كشرت بازدراء .
- حمدا لله ان جيمس ليس معنا لانه كان قد اصبح خارج الباص الآن يستجوب السائق عن مكوناتها وكل الامور التي يجدها مذهلة هل تذهلك انت السيارات ايضا ام تعتبريهم مثلي قطعه من التنك معده لنقلها من مكان الى آخر ؟
- اظن اني احتل المكان الوسط بينكما لكن يجب ان اعترف ان سيارة رائعه ايطالية على ما اظن لا بد ان ثمنها ثروة . ابتسمت جيما
- حسنا اعتقد ان السيد خلف المقود يستطيع توفير ثمنها.. انت تعجبين بالسيارات وانا اعجب به . هززت هيلاري كتفيها .
السيارة فكرت جيما تستحق نظرة ثانية وثالثة . كان سقفها مفتوحا مما اتاح لها رؤية السائق كليا, لكنها لم تبهر كثيرا هكذا اخبرت نفسها .
كان بلا شك يوناني شعر اسود وبشرة سمراء عيناه مغطتان بظارات شمسية .
لكنها لم تستطع اخفاء حقيقة انه وسيم جدا لدرجة الانذهال لكنه جميلا اكثر من ذلك لولا خطوط فمه وذقنه القاسيين .
فكرت انه لابد قد لاحظ ما يدور في الباص لكنه فضل التظاهر بعدم المعرفة.
"زائف" فكرت محاولة طرده من فكرها لكنها راقبته رغما عن ارادتها لم يكن من نوعها المفضل لكنه عرف سيارته وكيفية التعامل معها .
- اتوقع ان يكون احد الزعماء الاغريق الذين نقرأعنهم . قالت هيلاري على نحو حالم ثم اضافت .
- ربما سنلتقي به يتمشى في كنوسوس اذا كان متيما ودعاك الى رحلة على يخته ارجو ان لا تشعري بالارتباط بدعوتنا السابقه .
- يبدو اكثر وكأنه سائق احدهم مسرور بيوم عطلته .
قالت جيما بتذمر : اذا كان يملك يختا فلا بد انه محشو بالنجمات السينمائيات .
الفصل الثاني :
تنهدت هيلاري بقوة :
- آه جيما انتي واقعه لدرجة الملل احيانا الا تودين الاستغراق في الاحلام بعض الشيء؟
- اجل لكن احلامي لا تتركز حول زعماء يونانيين يقودون سيارات ويعدونها كرموز لرجولتهم .
نظرت اليها هيلاري بفضوليه:
- فقط للمزيد من المعلومات هل لديك أي شخص جدي في حياتك ؟
هزت جيما رأسها بالنفي .. لا احد . اعترفت ثم اضافت
- كانوا يقولون ان النساء تسعى وراء الارتباط الجدي ولا تفكر سوى بالزواج لكن على ما يبدو ان كل الرجال الذين التقيت بهم يريدون دفعي الى نوع من التعهد او الارتباط ومازلت غير مستعده لذلك بعد , ربما هذا خطأ مني لكن احب ان تأخذ علاقاتي وقتها كل خطوة بخطوة .
ابتسمت هيلاري :
- لك كل الحق في ان تكوني حذرة لقد كنت كذلك انا ايضا, حتى التقيت جيمس وفي غضون شهر كنا مخطوبان لا تبعديهم جميعهم يا جيما لربما فقد شيئا رائعا دون ان تدري .
ضحكت جيما :
- لا حتى الآن لم اندم على شيء استطيع ضمان ذلك .
ثم انحنت الى الامان :
- يبدو اننا نكاد نصل .
بعدما نزلوا من الباص مشوا عبر الطريق الضيقة المؤدية الى القصر متخطين الحانات والمحلات التذكارية يشقون طريقهم بمرح بين السيارات المتوقفه على جانب الطريق .
كانت حركة مرور السير متواصله طوال الوقت وكانت جيما تراقب سيارة سوبر فخمة كحلية اللون تمر بسرعه نصف جنونية.
- لن ادع كلام هيلاري يدخل الى عقلي... اخبرت جيما نفسها بقوة
- ان الطقس حار جدا .. قال هيلاري وهم يصطفون ليدخلوا من البوابة مع مجموعه من الفرنسين وصلوا مع دليلهم الخاص وكانوا يتجادلون بشأن الارقام .
- اعتقد انه يجب ان نجوب قليلا ثم نجد شيئا لنشربه.
لكن داخل البوابه كانت وكأنك خطوات الى عالم اخر اشجار وظلال رأت جيما ان الناس يتحركون ببطء ويتحدثون بهدوء , وكأنهم يحترمون حقيقة وجودهم في احد الامكنة الاكثر قدما على الارض .
بعد موافقه متبادله قرروا عدم الالتصاق بأي شخص غريب وبدلا من ذلك ساروا عبر الاروقة والساحة ليروا الاثار والمذابح محاولين معرفة كل شيء عن المكان شاهدوا الرسومات الجصية على الجران تشع تحت الشمس , وتجولوا في الغرف المظلمة التي كانوا يجلسون فيها الملك مانيوس والملكة في روعة وفخامه.
كانت هيلاري مشغولة بكاميراتها جاعله من جيما موديل اما الاعمده الملونه وجانب الجدار المرسومة التي كانت طويلة جدا لتخفي رجلا.
كانوا يقفون اما لوحة للامير ليلي , عندما احست جيما للمرة الاولى انهم مراقبون اخبرت نفسها بأنها سخيفة فهناك المئات من الناس حولها يفعلون ذات الشيء لكن كل ما سعدت به انها خرجت من هذه الغرفة وعادت للهواء الطلق ثانية .
نظرت هيلاري حولها الى تلال العالية, واشجار السرو التي تشكل سورا دفاعيا .
- لم يكون من السهل ابدا الدفاع عن وادي كهذا.. علقت بتشكك.
- لم يضطروا الى ذلك .. قالت جيما .. لم تكن حصن كانت رمز الى عظمة وقوة الامبراطورية اليونانية الناس يأتون الى هنا لتقديم احتراماتهم وليس للمهاجمة .
- لا بد انهم يأتون ليعجبوا بشبكة المياه... يقول كتابي ان جناح الملكة حظى بأول مجرى مياه متدفقة دافئة لمسة بيتيه بين كل هذه الفخامه المنهارة وبالحديث عن الفخامة انظري الى ذلك .
ي زاوية من الاحجار الواقعة اعشاب كبيرة تشق طريقها بين مجموعه من الازهار الزرقاء الناعمه.
دفعت هيلاري جيما بلطف :
- اذهبي وقفي هناك ياعزيزتي اريد لك صورة اخيرة .
اطاعتها جيما وانتظرت حتى تعدل هيلاري كاميراتها
- تذكري لا تبتسمي.. فقط انظري الي عندما اناديك بأسمك .
حدقت جيما بالارض تحت قدميها سمعت صوت هيلاري يناديها جيما فنظرت حولها محاولة النظر في الشمس دون ان تطرف عينيها فرأت شكلا يقف وراء هيلاري طويل وداكن في ذلك الشعاع.
عرفته على الفور كان سائق السيارة التي لحقت بالباص زعيم هيلاري المفترض . كان اخر شخص تتوقع رؤيته ثانية حتى وهي تفكر في ذلك عقلها المصدوم اخبرها شيء اخر .
انه غاضب بشكل مخيف شعرت بوجهها يتغلص وكأنها تواجه عاصفة ما, ثم سمعت هيلاري تزمجر .
- ربما قلت لك لا تبتسمي ولكن لا حاجه بك لتبدي وكأنك رأيت شبح مارلي, انظري لثانية حتى اخذ لك صورة اخرى .
اغمضت جيما عينيها وبللت شفتيها الجافتين بلسانها عندما تكلمت هيلاري ثانية ونظرت اليها كان الرجل قد اختفى .
فكرت بضعف ان الشمس تجعلني ارى اشياء لكنها عرفت انها لم تكن كذلك. لكنها غلطت نفسها بسرعه لحكمها على المظاهر ربما لم يكن شائقا او فتى ثريا .
ربما خبيرا بالحضارة الاغريقية .
ظهوره غير المتوقع كان له سببا منطقيا لكنها لم تستطع تفسير ذلك الاحساس الغريب لغضبه عندما وقف ينظر اليها .
لم تفاجأ ببساطه لرؤيته بل احست انها مهدده وحتى الآن لم تجد أي تعليل منطقيا لذلك. كانوا غرباء عن بعضهم . فكرت لو التقيت به من قبل, لكنت تذكرت ذلك والآن بما انني رأيته ثانية لدي شعور انني لن انساه بسرعه .
انضمت هيلاري اليها واضعه كاميراتها في حقيبتها وقالت :
- هل انت بخير؟ تبدين شاحبه قليلا. هل هي الشمس ؟
اجبرت جيما نفسها على الابتسام .
- ربما ماذا عن الشراب البارد الذي ذكرت من قليل ؟
في طريق عودتهم الى الباب قاومت رغبتها في النظر وراءها لترى اذا كان يتبعها فكرت في نفسها , بأنها اصبحت حمقاء تماما.فهاهي تتخيل امورا هذا كل ما في الامر .
الشمس وقلقها على مايك وجولتها ضغطت على اعصابها فافقدتها توازنها . بيرة بارده وبعض الطعام سيعيدون لها توازنها الطبيعي .
اشتروا بعض البطاقات البريدية وصعدوا ببطء على التلة وجلسوا في احدى الحانات المظلمة.
كان النادل يرش الماء على الارض من خرطوم المياه فعبقت رائحة الهواء المنعش والدافئ عندما جلسوا طلبوا البيرة وسوفلاكي وهي اكله مكونه من قطعه لحم مشوية مع بطاطا مقلية وبعض السلطة اليونانية .
بدأ الاخرون بالوفود بعض الالمان جلسوا على الطازلة المجاورة لهم .واحدهم كان يحمل جهاز الراديو ينبعث منه موسيقى هادئة,
وعندما وصلت البيرة كانت مثلجة فشعرت جيما بالاسترخاء. ثم قالت هيلاري بصوت منخفض :
- يا آلهي لن تصدقي من دخل الآن الى الحانه .
خلعت جيما نظاراتها وقالت :
- ليس الملك الغامض ؟
- بل هو .. احتدت نبرة هيلاري .
- يا الهي انه ينظر نحونا افترضي انه اتى نحونا ....
تذكرت جيما قوة غضبه وقالت :
- لن يأتي .
- لا , معك حق . وافقتها هيلاري
- هاهو يأخذ ابعد طاولة لكنه بمواجهتنا وينظر اليك .
ضحكت ضحكة عريضة .
- ربما هذه هي الرحلة الموافقة
كان فم جيما جافا فرشفت بعض البيرة .
- لا اظن ذلك .
كان الطعام في طريقه اليهم لكنها لم تعد جائعه .
كانت تتذكر عندما شعرت باحد يراقبها في الغرف المظلمة وظهورة المفاجئ خلف هيلاري والآن هاهو ثانية وكأنه يتبعها .
اذا استطاعت رؤية الامر من وجهة نظر هيلاري لكان الامر يسرها ويشعرها بالغرور ولكن بطريقة ما لم يكن كذلك .
اكرهت نفسها على الطعام لأنها فقدت قابليتها تماما.
لكنها انهت طعامها لأنها احست ببعض السخف للسماح لذلك الغريب ان يفقدها هدوءها . بعد انا انتهت طلبت بعض الايس كريم وهي تفعل ذلك نظرت نحو الغريب فلاحظت مع رعشة انه يراقبها. فقد نزع نظارته السوداء وكان عليها ان تعترف ان جاذبيته صاعقة .
التقت نظراتهما فشعرت جيما بخديها يتوردان بينما كشفت شفتيه الحازمتين عن ابتسامه صغيرة وعينيه القاتمتين نظرت اليها بطريقة شهوانية .
ابعدت جيما نظراتها بنفور وفكرت بوحشية:
- اذا ااقتربت من أي يخت يخصه سأغرقه.
قالت هيلاري بنبرة مرحه :
- لا يستطيع ابعاد نظره عنك .
- الا تظنيني اني ارعف ذلك ؟
ابعدت جيما عنها الايس كريم .
- الا يمكننا الحصول على الفاتورة والخروج من هنا ؟
لكن هذا لم يكن سهلا كما بدا . كان النادل غاضبا لخروجهم فعرض عليها بعض القهوة والسجائر على حسابه لكن جيما ابتسمت بتوتر ورفضت وطلبت الفاتورة .
عندما خرجوا وجدت جيما نفسها تصلي بأن لا يلحقهم بالكاد استطاعت تصديق الحالة التي هي فيها .
وهم ينتظرو الباص قالت هيلاري محاولة اغاضتها :
- مشكلتك يا جيما انك لا تعرفين عندما تكونين بصدد امر جيد .
هزت جيما رأسها هو ليس امرا جيدا صدقيني .
وصل الباص اخيرا وهي تصعد استدارت جيما لتتفحص المكان. فلم تر ذلك الغريب لا في السيارة و لا سيرا على الاقدام .
راودها احساس بالراحة قريبا ستكون في هيرا كليون, وغدا ستكون في طريقها الى شانيا مع جيمس وهيلاري وستمحو هذه الاحداث من ذاكرتها .
لكن عندما وصلت الى الفندق ناداها تاكيس المدير , لديك رسالة , فناولها مظروفا طبع عليه اسمها الاول فقط جيما .
فكرت مايك اخيرا .
ابتسمت ال تاكيس وسألته :
- متى وصل هذا ؟
- بعد مغادرتك مباشرة الى كنوسوس قال سبيرو انه سبق هذا اتصال هاتفي فشرح انك لست هنا. ثم عندما عاد من استراحته وجد هذه الرسالة لك . هل هذا يسعدك .
مزقت جيما الظرف وفتحت الرسالة لتجدها ورقة واحده مطبوعه على الآلة الكاتبة .
- عزيزتي جيما لقد طرأ امر علي منعني من مقابلتك في هيراكليون كما اقترحت. ربما باستطاعتك انت المجئ الى فيلا ايون في لوسيناس . هناك باص واحد اسبوعيا , لذلك اقترح ان تستأجري سيارة مع سائق , لا تحاولي ابدا القياده الى هنا لأن الطرقات سيئة جدا هنا , ما يكل .
- هل هي اخبار سيئة ام جيده ... سألت هيلاري .
هزت جيما رأسها وقالت :
- في الحقيقة لست متأكده يريد مني الانظمام اليه لكنه بدا مقتضبا .. تنهدت ... ربما كنت بغيضة ساستأجرسيارة واذهب اليه كما قال .
- لا لن تفعلي هذا .. ناقضتها هيلاري .. سنوصلك نحن الى لوسيناس اينما كانت فاذا كانت في الجبال ستكون جديرة بالمشاهده ونحن لسنا في عجلة من امرنا للذهاب الى شانيا .
- ولا استطيع طلب ذلك منكما ... اعترضت جيما .
- لم تطلبي ذلك .. قالت هيلاري بحزم ..انا خبرك بما سيحصل . وجايمس سيقول نفس الشيء ايضا لذلك لا جدال سأصعد الآن لأخذ حماما .
- وانا ايضا .
ولكن عندما اصبحت في غرفتها لم تذهب مباشرة الى الحمام بل جلست على حافة السرير لتعيد قراءة الرسالى ثانية كانت غريبة ولا تشبه تعليقات مايك. لكنها طردت هذه الاوهام من رأسها فيجب ان تكون شاكرة لأن مايك تكبد مشقة الطبع على الآلة الكاتبة بدلا من خطه الرهيب الذي لا يقرأ.
كانت احداث اليوم التي جعلتها تفكر بصعوبة وقلق , ولا علاقة لمايك بكل ذلك .
كانت سعيده بأن جايمس وهيلاري سيوصلانها الى الفيلا بدلا من سائق مجهول . فاستحمت بسرعه وجمعت اغراضها قبل العشاء لأنها عرفت انهم ربما يودون الذهاب باكرا الى الفيلا ايون .
الفصل الثالث
كان لدى جيما الشعور نفسه في اليوم التالي وهي تقف جانب الاشارة على جانب الطريق التي تقول ان لوسيناس على بعد 1كم حيث راقبت جايمس وهو يعود بالسيارة .
ارادوا ان يوصلوها الى باب الفيلا لكنها اصرت ان تنزل هنا بعدما رأت ان الطرقات تزداد ضيقا وتحفرا.
- لا اود حقا تركك هنا .. قال هيلاري بقلق.. اذا كان مايك كما تقولين ينسى كثيرا لابد انه نسي بشأن قدومك وذهب الى مكان ما عندئذ ماذا سيكون موقفك ؟
- عاقة لكن هذا ما لن يحصل فهو يعيش هنا اذا لم اجده فلا بد انني سأجد من ينتظرني .
بدت هيلاري غير مقتنعه لو نعرف فقط اين ستكون الليله او لو كان في الفيلا هاتف لكنا بقينا على اتصال , خافت المكان موحش هنا . الله يعلم كم نرتفع الآن عن مستوى سطح البحر .
- تعطين الامر اهمية اكبر من حجمه . قال جايمس بجفاف وامسك معصم جيما بدفء :
- عندما نصل الى شانيا نأمل ان نبقى في فندق ديونيسيوس. اذا حصل أي مكروه معك اتركي لنا رساله, وسنأتي بطريقة ما ونأخذك من هذا الجبل اللعين ... توقف ثم قال :
- ولديك عنواننا في انكلترا فمهما يحصل نريد ان نعرف كيف مرت مغمرتك الصغيرة .
غادرو المكان وهيلاري تلوح لها بيأس فلوحت لها جيما حتى اختفت عن الانظار عندما بدأت في الصعود بأتجاه القرية كانت ما تزال تسمع صوت المحرك يضعف ويضعف حتى لم تعد تسمع اخيرا سوى خطوات اقدامها في الحقيقة لم يكن هناك أي دلائل للحياة سواها وسوى طير يحلق في السماء .
تنهدت ونقلت حقيبتها الى يدها الاخرى . انه بالكاد اللقاء المرح الذي تصورته لم تسرع لكنها كانت تعبة ومنهكة في الوقت الذي وصلت في الى البيوت الاولى حيث اصبحت الارض مستوية ومزروعه ويوجد ايضا طاحونه هواء تدور جوانحها بلطف في الهواء .
كانت امرأتان تعملان في احد الحقول وترتديان مناديل سوداء على رؤوسهن لكنهم لم يرفعوا رؤوسهم لينظروا عندما مرت جيما التي وجدت هذا مستغربا .
ففي كل القرى التي مروا بها من قبل في السيارة ذلك اليوم كانوا يلقون الترحيب والابتسامات من الجميع تقريبا
طريق القرية اصبح الآن مفترق صغير من جانب الطريق حيث رأت الماعز يسيرون جنبها وضعت حقيبتها ونظرت حولها حيث اراحت يدها , كل ما استطاعت رؤيته بعض البيوت القروية ونوافذها مقفلة فكرت برجفه ان لاوجود لأي شخص هنا .
المكان مهجور كان هناك قهوة صغيرة لكن لا يوجد احد على مقاعدها.
فيلا ايون لابد ان تكون هنا في مكان ما , لكن جيما تمنت رؤية وجه ودود واحد لتسأله .
الشعب الكريتي هو من اكثر الشعوب المضيافين على الارض يحبون الغريب ويكرمونه تذكرت تاكيس عندما حذرها , انه اذا عرض عليها احد طعاما وشرابا حتى لو شكت انه كل ما يملكه يجب عليها ان لا ترفضه قال لها لأن هذا يعد اهانه لكرامة الكريتي .
القرويون في لوسيناس فكرت جيما بجفاء لا بد انه استثناء لتلك القاعده لقد احست بوجود ناس في تلك البيوت المقفلة لكنه من الجلي ان لا احد منهم يريد الترحيب بها او يعرض عليها ماءا للشرب لم تستطع فعل شيء سوى التقدم بيأس .
ما كان عليها المجييء الى كريت لتكتشف انها شديدة الشك والارتياب.
خلف الكنيسة كان بيت الكاهن وخلف ذلك رأت جدارا ابيض عال بين الاشجار, ففكرت لا بد ان يكون هذا المكان الجميل فيلا ايون كان هناك بوابة ضيقه في الجدار واجراس معلقة بجانبه صدر صوت الاجراس صافيا عندما دقتهم. لكن لم يجبها احد سوى الصمت. فتأوهت جيما هل يوجد احدا هنا ؟
قال المسافر تمتمت وحاولت فتح البوابة اصدرت صريرا خفيفا عندما فتحتها وخطت الى الداخل كانت الحديقة صغيرة ولكنها مشرقة بالازهار البيت نفسه كان حجمه جيدا فتوجهت نحو التراس .
فبدا المنزل وكأن تم دهنه بالابيض من جديد .نظرت جيما عاليا فرأت صحون الطاقه الشمسية لتسخين المياه على السطح .
ربما تكون لوسيناس قديمة لكن احد سكانها يعلم بالتكنولوجيا المتطورة على ما يبدو .
رأت احرف يونانية محفورة على الدرجات فبدت وكأنها اسم ايون هكذا فكرت وصعدت السلم مشت نحو الباب المفتوح ونادت مرحبا .
لا شيء لا صوت لا خطوة فقط الصمت من زاوية عينيها رأت حركة خفيفة فاستدارت لترى هرة من فصيلة نادرة مخططة باللونيني الابيض والرمادي مع عينين كبيرتين .
داعبتها جيما بأصابعها فقوست الهرة ظهرها واختفت بحركة ملتوية .
تجولت قليلا في الغرف فرأت فوانيس في كل الغرف مما يوحي بأنه لا وجود للهرباء ولا يوجد أي اشارة تدل على وجود تليفون.
كان هناك طاولة خشبية في مركز المطبخ حيث وضوع عليها ورقة مسنوده على الشمعدان التقطتها وفتحتها مطبوع عليها خمس كلمات :
- اجعلي نفسك في بيتك يا جيما .
- آه شكر ا سأفعل .. قالت ساخرة .. يجب ان اتوقف عن التكلم مع نفسي والا ستصبح عندي عادة سيئة .
فتحت الثلاجه فبالرغم من صغر حجمها الا ان داخلها محشو بالطعام بينا الرف الاخير فيه كل المرطبات وعلب البيرة. فتحت زجاجه مرطبات وسربتها بامتنان .
خلعت صندلها وتجولت حافية القدمين في البيت بطريقة ما استطاعت ان تفهم لماذا يفضل اخيها البقاء هنا بدلا من الضجه في هيراكليون صعدت الى الطابق الثاني وهي ما تزال تشرب زجاجة المرطبات فسارعت في ممر ضيق يؤدي الى غرفتين نوم كبيرتين ذات اثاث جميل وبسيط لكل غرفة شرفة صغيرة خاصة .
احدى الغرف بدت مستعمله بينما الاخرى بدت مجهزة حديثا بتصميم كريتي جذاب باللونين الاورق والابيض .
احضرت جيما حقيبتها واخذت شنطة الحمام ودخلت لتستحم كان رائعا تشعر بانزلاق التوتر عنها فكرت وهي تغتسل اخذت ادى المناشف ولف نفسها بها .
لم تستطع استخدام مجفف الشعر لكنها تستطيع تجفيفه بالشمس فأخذت قصه من حقيبتها وتمددت على التراس .
كان المنظر من هنا رائعا حيث قمم الجبال تتعانق مع السماء الصافية ووهج الشمس والى اليمين تستطيع رؤية الوادي الملئ باشجار الزيتزن والسرو .
في كل مكان من كريت تستطيع رؤية الجبال فقد ولد الإله زوس فيها فلكل قمة وكهف فيهم إله واسطورة .
ربما ستعود جيما عرفت فجأة السنه القادمه لتكتشف كل الاماكن التي لم ترها بعد . اصبحت كريت في دمها الآن كما توقعت دائما واعتقدت انها لو امضت بضعة ايام في هذه القرية المتجهمة ستحبها بالتأكيد فلربما تكون هي مخطئة بنظرتها الى هذه القرية. فقد اخبرها اشخاص في هيراكليون انهم قد ضاعوا مرة في رحلة حتى انتهوا في قرية بدت ابعد مكان في العالم فعاملهم القروين بملوكية وفرشوا لهم الولائم واعادوهم الى اقرب طريق رئيسية رافضين كل ما عرض عليهم من مال بابتسامة كرامة تنهدت جيما ,
ربما مخيلتها هي التي تجعلها تتصور كل هذا.
لابد ان مايك سيشرح لها عندما يصل اخبرت نفسها حتى في الظل كان التراس حارا جدا فكلما نظرت الى القصة بيدها رقصت الكلمات اما عينيها فوضعتها جانبا واغمضت عينيها لتفكر فقط كم هي مسترخية وحارة فرأت مدخل الكهف يشدها الى الداخل فترددت للحظة وارادت ان تهرب من هذه الظلمة,
لكن بدلا من ذلك وجدت قدميها تجرانها الى الدخا ولم يكن الكهف مظلما كما ظنت فقد كان هناك مشاعل على الجانبين تماما كما في كنوسوس ففكرت في نفسها يجب ان اخبر هيلاري .
كانت متحمسه وخائفة في نفس الوقت كان النور مشعا والظلمة الوحيده كانت شكل رجل طويل ينتظرها يأمرها بأن تأتي اليه كانت بقربه الآن قريبة كفاية لتشعر بيديه تطبقان عليها ونفسه الحار على وجهها فنظرت اليه وشعرت بالصرخه تصعد الى حنجرتها حين رأت لآول مره قناعه الذهبي على شكل ثور اخفى وجهه
جلست جيما فجأة بفزع تحدق حولها محاولة اعادة توازنها .
لابد انها فت لبعض الوقت ولابد ان صراعها كان حقيقيا لأن منشفتها قد انزلقت حتى خصرها فاعادتها وفكرت انه من الجيد عدم وجود احد هنا لرؤيتها
وقد حان وقت ارتداءملابسها في كل الاحوال .
عندها فقط سمعت اغلاق باب سيارة ثم صوت خطوات فتنهدت بارتياح . مايك اخيرا فركضت عبر الرواق نازلة السلالم وبدأت باغاظته ..
- آه في الوقت المحدد ...!
ثم توقفت مصعوقه وتجمدت الكلمات في فمها .
عرفته على الفور كان ذلك الغريب في كنوسوس لكنه بدا مختلفا وهو يرتدي اللباي الكريتي الكامل الحزمة التقليدية حتى الحزام الاسود الملفوف على خصره تاركا شعره مبعثرا مجعدا .
للحظة اعتقدت جيما انها مازالت تحلم لكناه شعرت بألم في يدها عرفت ان كل هذا حقيقة قالت :
- ماذا تفعل هنا ؟
ماذا ستفعل في نفسها اذا لم يكن يتكلم الانجليزية ؟
كلا على ما يبدو انه يعرفها جيدا .
- انتظرك .
قال ثم اضاف برقه مختصرة :
- حتى تستيقظي .
شعرت بالدم يتدفق في جسدها عندما سمعته فلا بد انه رآها نائمة على التراس نصف عارية وارادها ان تعلم ذلك .
- لماذا احمرت وجنتاك ؟
سألها بسخرية قاطعا صمتها المحرج :
-فجميع مواطناتك يظهرون كل ما يستطيعون من اجسادهن على شواطئنا .
- ربما لكن انا لا افعل .
قال جيما بتوتر :
- ومن يعطيك الحق بأن تدخل وتجسس علي ؟
- حق الملكية .. هذا البيت ملكي .
حدقت جيما فيه مذهولة :
- ياآلهي لابد اني ارتكبت خطأ جسيما اعتقدت ان هذه فيلا ايون ...
توقفت فجأة وهي تفرك جبينها :
- لكن لابد ان تكون... او كيف تكون تلك الورقة قد وضعت هناك ؟
- هذه هي فيلا ايون .
حدقت به عابسة :
- اذا لابد انك تعرف مايك . اتعرف اين يكون الآن ومتى سيعود. فهو يستطيع شرح كل شيء ...
- هذا ما اشك فيه فأنا لا اعرف اين هو ميكاليس هذا لكن معلوماتي تقول انه غادر الجزيرة منذ عدة اسابيع .
- غادر ؟
ردت جيما بغباء ..:
- لكن لا يمكن ان يكون هذا صحيحا انه هنا فقد كتب لي تلك الورقة ورقتان يمكنني ان اريك اياهما .
هز رأسه :
- لا تزعجي نفسك آنسه بارتون انا الذي كتب الملاحظات .
احست بجسدها يتقلص ثم قال بضعف :
- انت ؟ لماذا ؟
قال بلا مبالاة :
- لأتأكد من مجئك .
- كنت تعلم بأنني قادمه ؟ اذا لابد ان مايك اخبرك .. .
- بم يخبرني بشيء كيف يمكنه ذلك وانا لم اقبله ابدا ؟ لكنه ترك الرسالة التي ارسلتها له من انكلترا في الغرفة التي كان يشغلها .
- وانت قرأتها ؟ رسالة شخصية موجهة لغيرك ؟
اصبحت انفاسها ساخنه ثم اكملت :
- ربما يكن هذا بيتك ياسيد لكن هذا غير مقبول .
لم يهتز قيد انمله .وقال :
- لديكم مثل يقول الغاية تبرر الوسيلة .
- لكنني لا اصدق ذلك .
قالت جيما بتوتر:
- لا اعرف ماهو الخطأ لكن يبدو هناك شيئا ما سأجمع اشيائي واخرج من هنا .
استدارت وصعدت بسرعه الى الغرفه التي اعتقدت انها لها لكنها لم تجد حقيبتها فركضت الى الحمام لتجد ان الملابس التي خلعتها ايضا مفقوده فلم تجد الا حقيبة الحمام فعادت بسرعه الى الغرفه فتبعها ووقف عند الباب .
فقالت :
- حقيبتي واشيائي كلها اختفت لابد ان احدا قد سرقها .
- لم سرقها احد فهم في امان وسيردون اليك تدريجيا .
- تدريجيا.. كررت بعصبية .. لكن هذا هراء اريد ان ارحل الآن.
هز كتفيه بلا مبالاة وقال :
- اسف ان هذا مستحيل .
صمتت لفترة تفكر في جميع الاحتمالات .
- اذا كنت تنوي احتجازي من اجل الفدية فأنت تضيع وقتك اني اعمل لأحسب عيشي وليس لدي اية مدخرات وكذلك عائلتي .
انه بالكاد يبدو كذلك فكرت جيما وتذكرت سيارته وثيابه الفخمة وساعته الذهبية التي كان يرتديها لكنه الآن يبدو كالفلاح لكن بدا صوته مثقفا وانكليزيته عميقة .
قالت ببطء:
- اذا ماذا تريد ؟
- استرداد دين ... كان صوته مقتضبا .
كانت محتارة تماما فقد قال لتوه ان الامر لايخص المل .
- هل ذهب مايك دون ان يدفع لك الايجار ؟ هل هذا ما عنيته بالدين ؟ حسنا استطيع ان افهم انزعاجك لكني متأكده ان الامر مجرد سهو . لقد قلت بنفسك ان مايك قد ترك وراءه اشياء كثيرة اذا من الواضح انه سيعود ويسوي اموره .
- آمل ذلك , قال برقه .. في الحقيقة فأنا اعتمد على ذلك .
شعرت بالبرد لكنها قاومت رغبتها بوضع يديها حول جسدها حتى لاتظهر اما هذا الرجل كم هي خائفة قالت :
- ربما انت مستعد لانتظاره ياسيد لكن انا لا , وليس منحقك ان تطلب مني البقاء فعطلتي محدوده جدا في كريت وانا متشوقه لأستغلالها والآن اريد اشيائي والتوجيهات التي توصلني الى اقرب تليفون من فضلك .
- وبمن ستتصلين ؟ سألها متهكما .
- اصدقائي اللذين احضروني الى هنا .. قالت بوضوح .. لقد عرضوا علي المجيء لأخذي من هنا .
- اذا لسوء الحظ انك لن تستطيعي الاتصال بهم .
- لكن اعرف اين سيذهبون .. كل ما احتاجه هو تليفون ولابد من وجود واحد في القرية اذا لم يكن يوجد واحد هنا .
- اجل يوجد تليفون في القرية .. اعترف عرضيا .. تقريبا ولكنه دون اهمية يا انسة بارتون لأنه لن يسمح لك باستعماله .
حدقت به وقالت :
- ومن سيمنعني ؟
- انا .. وكذلك الناس في القرية اترين ياآنسة فهم يريدونك ان تبقي ايضا حتى يستعيدوا بطريقة ما الدين الثقيل الذي جلبه ميكاليس اخوك لنفسه ..
توقف ثم اكمل :
- كم تحبينه ؟
- عندما يورطني في مشاكل كهذه ابدا .. ارادت ان تجيب هكذا لكنها غريزيا عرفت انها ليست اللحظة المناسبة لزلات اللسان .
اجابت بهدوء لم تشعر به :
- بما فيه الكفاية .
ارتفع حاجبه وقال :
- فاتره جدا ؟ واتيت كل هذه المسافة لتكوني معه .
- اتيت كل هذه المسافه لأحظى بعطله .
قال ثم اضافت :
- هذا ليس من شأنك .
- بل من شأني يا آنسة ان اعرف مدى عمق علاقتكما .
- نحن اخ واخت كيف تتوقع ان يكون شعورنا ؟ سألت بعصبية
قطل جبينه ثم زمجر قائلا :
الفصل الرابع
- اذا ماهذه القصة ؟ اسمه ليسلي واسمك بارتون .
تنهدت جيما وقالت :
انه نصف اخي كانت امي متزوجه من قبل لكن زوجها الاول قتل وهو يعمل وبعد سنه او اكثر تزوجت من ابي , والآن هل فهمت وتدعني اذهل ؟
قال بنعومه :
- بعد ما قلته يا آنسة ؟ فهذا يقدم لي سببا مضاعفا لآحتفظ بك صدقيني .
شعرت بقلق غريب وقالت :
- ربما ياسيد لو عرفت تلك الاسباب لكني تعبة وسئمت من القضية كلها لا اعرف ما يفترض ان يكون فعله مايك. لكن مهما يكون فأنا لست المسؤوله عنه .
- سأخبرك ماذا فعل . قال بلطف .
- لقد اغوى فتاه من القرية واستغل الثقة الموضوعه فيه والضيافة التي حظي بها .
قالت جيما بغضب:
- كل ما تقوله كذب مايك لا يفعل مثل هذه الاشياء فهو ليس من ذلك النوع ابدا .
- هو ليس رجلا تماما اهذا ما تقولين ؟
- لا .. لكنه ليس زير نساء فلديه فتاة في انكلترا لكنها ليست جدية .
- دفاعك عن اخيك طبيعي لكنه لا يؤثر بي فماريا ستحظى بطفل منه .
عضت شفتيها :
- هل قالت هي ذلك هل اتهمته ؟
- ليس في البداية .. لكنها في النهاية اعترفت بكل شيء كيف التقوا في شانيا عندما كانت تعمل في فندق عمها وكيف اقترحت عليه استخدام الفيلا كأساس لعمله واحضرته الى هنا وكانت ام ماريا تأتي كل يون لتطبخ له وتنظف البيت حتى وقعت واذت رجلها وطلب منها الطبيب ان ترتاح .
توقف قليلا ثم اكمل :
- فحلت ماريا محلها لم ترد العائلة ذلك لأن زواجا قد دبر لها من ابن رئيس القرية الثانية وقد كانوا غير مسرورين من عملها لفترة في شانيا واقنعها بأن تحضره الى هنا ليكملوا علاقتهم السرية , من يدري ربما ظنت ان ميكاليس سيتزوجها لكنها تعرف اكثر الآن . لقد ذهب عريسها وعائسته قد انكروها. لقد فسدت وقد لوث شرف عائلتها وقريتها.
- لكنك لا تؤمن بذلك بالتأكيد ؟ فأنت رجل من العالم الذي يعرف كيف تجري الامور فيه .
قال بهدوء :
- ربما ولكن اناس هذه القرية لايعرفون لقد ولد ابي في هذا البيت هو وستافروس كانوا اصدقاء وقد كان عراب جميع اولاده بما فيهم ماريا. لقد توفي ابي وانا الآن زعيم عائلتي وفي محنتهم هذه ستافروس وانسبائه ينظرون الي .
- ولكني لا افهم ماذا تستطيع ان تفعل .. اعترضت جيما .. انا متأكده انه شيء فضيع بالنسبة لهم لكنك لم تسمع دفاع مايك بعد .
- لا .. لكن عندما اخبرته ماريا بوجود طفل هرب فقد عرف اخاك ماذا سيفعل به ستافروس واولاده اذا قبضوا عليه لكنهم مازالوا يطلبون الثأر والانتقام ... ولهذا يا اخت ميكاليس انت هنا .
- لكني لا استطيع فعل أي شي اذا كان الطفل لمايكل فأنا متأكده انعائلتي ستساعده بطريقة ما بالمال طبعا او مساعدة ماريا على بدء حياة جديدة .
- لا .. مهما كانت غلطتها فماريا لنا وسنحميها اجل ستدفعين يا فتاتي لما ارتكبه اخيك لكن ليس مالا ستدفعين بشيء من العار وعار عائلتك ستقين هنا وتعملين في هذا البيت كخادمه مثلما فعلت ماريا لأخيك وسأخذك عندما اريد مثلما اخذها .
عمق صوته قائلا الكلمات المريرة كالاظافر الحادة في عقلها المشتت.
- هذا هو انتقامي يا آنسة لأخيك ولعائلتك ليعلموا ماذا يعني افساد فتاة صغيرة مدلله من قبل رجل ليس لديه نية في الزواج وربما بالمقابل سيتألمون ايضا لمعرفتهم انها تحمل في احشائها طفل رجل غريب مجهول .
وقفت منذهله تمنت الموت تمنت حدوث أي شي باستثناء هذا النوع من الرعب الذي يهددها به .
ابقي هادئة قالت بصوت بالكاد بدا كصوتها :
- اظن اني سمعت بما فيه الكفاية لا ادري اذا كان الامر كله مزحه ياسيد لكن اذا كانت كذلك فهي من اسوء النكت ... واذا اردت ان تخيفني وتغضبني فقد نجحت لكن هذا اقصى ما سترى اذا كان مايك قد سبب كل هذه الفوضى فعليه ان يسوي الامر بنفسه . انا اتعاطف مع الامر لكني سأتورط وانا بالتأكيد لن ابقى في هذا البيت تحت أي شروط او ضغوط .
- متكلمة شجاعه .. قال بسخرية .. لكن الخيار ليس لك اعتقدت اني وضحت لك الامر جيدا .
- لكنك لا تستطيع ابقائي رغم ارادتي لابد اني سأهرب ..
نظر اليها في سخرية :
- في هذا المنظر يا آنستي ؟ عارية وحافية القدمين . لا اعتقد ذلك .
بدأت تتكلم:
- لكني لست عارية ...
ثم توقفت حيث قرأت الرسالة في نظراته القاتمه فتراجعت الى الوراء متمسكه بمنشفتها:
- لن تفعل .
- انصحك بعدم وضعي في الامتحان بالاضافه الى اين ستهربين الى القرية سيرسلوك الي من جديد .
- لكن لا يمكن ان يكونوا الناس الوحيدين الموجودين هنا يوجد باص و ... .
اختفى صوتها عندما رأته يلوي فمه بحده .
- لقد اتى الباص البارحه ولن يعود قبل اسبوع من يعلم ربما اكون قد اكتفيت منك حتى ذلك الوقت .
- وانا اكتفيت منك الآن .. صرخت جيما في وجهه .
- لابد انك جننت حتى تهددني كذلك لايمكنك ان تتصور انني سأبقى هنا حتى تغتصبني .
- ليس لدي أي نية في اغتصابك .. قال بلطف .
- لن استعمل القوة معك اكثر مما فعل اخاك مع ماريا .
قالت بهمس : المسني وسأقتلك .
ضحك : معنوياتك مرتفعه اوافقك فلابد ان اوقاتنا سويا ستكون ممتعه اكثر مما تصورت .
- لن نمضي أي وقت سويا .. اذا فعلت أي من الاشياء التي ههدت بها سأذهب الى السلطات فانت لا تأمل انك ستنجو بفعلتك فنحن لا نعيش في العصور المظلمة .
- وماذا ستقولين لتلك السلطات ؟ انك ذهبت الى كنوسوس والتقيت رجلا يونانيا غنيا من اجل بعض المغامرة والنادل في الحانه سيؤكد هذا الكلام فقد رآنا ننظر لبعضنا وقد ظن ان مغادرتك السريعه ماهي الا لاغرائي لقد قال لي بأني رجل محظوظ وتمنى لي الحظ السعيد .
- لو انه عرف ماذا كنت تنوي لكان قال بأنك جننت فعلا .
- ربما .. ابتسم يتجهم .
- لكن لا يمكن ان نعرف ابدا .
لماذا ذهب الى كنوسوس في جميع الاحوال ؟ لقد نالت منها فضوليتها .
- احتجت ان ارك قبل ان اضع خطتي عندما اتصلت بالفندق قالوا انك ذهبت في الباص الى كنوسوس فقررت ان الحق بك وكانوا قد قالوا لي في الفندق انكما فتاتان انجليزيتان سويا ولم يكن من الصعب معرفتك وثم نادت رفيقتك جيما فتأكدت منك .
- الم تكن الرحله غير ضورورية .. سألت ببرود .
- ولكن ربما ستكونيني قبيحه او غير مرغوب فيك .. قال برغه .
ابتلعت ريقها :
- واذا كنت كذلك هل كنت غيرت خطنك ؟يا آلهي اتمنى لو كان لدي حدبة في ظهري وحولاء .
- لربما كنت توقفت حينها.. قال بسخرية .. لكن بما انك ..
تجولت نظراته عليها تعريها تقيمها :
- بما انك كذلك لدي تذمر واحد انت نحيفه قليلا نسبة الى ذوقي لكني في حالة كحالتنا لا يمكن الحصول على كل شيء .
كانت مفعمه بالاهانه والفضب تقوصت قبضتاها .
ابتسم بشحوب :
- اخدشيني بالشهوة يا قطتي الصغيرة وليس بالغضب او ستندمين .. حان الوقت لتبدأي واجباتك.
رأى اجفالها فضحك بصوت عالٍ .
- لا ليس هكذا .. فاحتياجاتي الآن عادية الآن ستطهين لي وجبة.
قالت بثباي : اراك في الجحيم .
رفع كتفه بازدراء :
- كما تريدين لكن يجب ان تأخذي بعين الاعتبار انه اذا لم تطهي لن تأكلي ..
نظر حوله .. انها غرفة مرضية لكن اعتقد انك ستتعبين وتملين من جدرانها الاربعه .
لقد عنى ماتكلم وقد ادركت هذا بمراره فنظرت اليه :
- كيف تعلم انني اعرف طريقة الطهي ؟
-انا لا اطلب طعاما معقدا فهناك فخذ غنم للشوي وسلطة للاعداد لابد انك قادرة على ذلك .
كانت قادرة على ذلك واكثر فقد تعلمت جيدا في البيت لكن هذا لم يكن سببا ليستغل هذا الوغد موهبتها .
- سأحاول لكن امل ان لا تلومني اذا افسدت الطعام .
- امل ان لا اضطر الى ذلك..
قال بلطف لكن بشي من التحذير ثم استدار ومشى حيث سمعت خطواته ينزل السلابم تاركا اياها وحدها .
جلست على حافة السرير , واخذت نفسا عميقا , وبدأت بالتفكير بكيفية الهرب من هذه الورطه فأول اشارة لها وجود سيارة خلف الباب ولكن لا بد انه يحمل المفاتيح معه طوال الوقت فقررت ان تأخذها منه عندما ينام .
ثم قامن ودخلت الى الحمام لتغسل يديها ووجهها لأنها لو فكرت اكثر بالامر ستفقد شجاعتها ولن تنفذ ما خططت له .
ثم لفت منشفتها حولها جيدا وتثبتها بدبابيس للشعر كانت قد وضعتهم في حقيبة الحمام . كان الكريتي جالسا على كنبه ضيقه يقرأ الصحيفة عندما نزلت وعبرت غرفة الجلوس متوجهة الى المطبخ .
تدبرت امر تشغيل الفرن ثم حضرت فخذ الغنم لتضعه في الفرن مع بعض البهارات والثوم وبعض زيت الزيتون.
كانت تقطع البندورة من اجل السلطة عندما لاحظت السكين الحاده فلو كانت ترتدي شيئا له اكمام حتى تخفيها .
تمنت لو انها تستطيع التسلل الى فوق دون ان يلاحظها لكن عندما عادت الى غرفة الجلوس كان ينتظرها ويربت على المقعد بجانبه .
- تعالي الى هنا يا جيما .
رأى ترددها فرفع حاجبه بغرور لا لم ترد ذلك . مشت نحو الصوفا وجلست بجانبه .
اذا كانت تحتاج للسكين فالآن هو الوقت المناسب لكن السكين كان في المطبخ .
- هل تريدني ان املأ الوقت بالاعمال المنزليه حتى يحين وقت العشاء سيدي ؟ أم لديك خطط اخرى من اجلي ؟
قال برقه :
- لدغه صغيره . الم يعلمك أي رجل من قبل ان تحلي لسانك ؟ خطتي ان نتكلم قليلا , نتعرف على بعضنا اكثر حتى ...
توقف وكأنه غير متاكد مما سيقوله .
- اذا انت تنوي التودد الي قليلا ؟ لكن بالتاكيد ذلك غير ضروري , لما تخططه انت ؟
نظر اليها بلمحة غضب في عينيه .
- بل ضروري , ظننت ان ذلك سيسهل من الموقف ربما .
- لا شيء بقوة يمكنك ان تفعل ذلك .
- ياللخسارة .. ظننت انه يمكن ان نمتع انفسنا ببعض الادعاء ظننت اننا يمكننا الادعاء ان امس في كنوسوس انضممت اليكما على الغداء ثم ارجعتكما انت ورفيقتك الى هيراكليون ثم تعشينا بعد ذلك انا وان وحدنا .
اصبح صوته رقيقا وعميقا جدا .
- وعندما اقترحت عليك اخذت الى الجبال وافقتوبذلك نكون قد امضينا النهار سويا وحدنا نتمشى ونتحدث والآن نحن هنا بانتظار وجبتنا وكلانا يعلم ان الوقت متأخر لعودتك الى الندق ونحن راضين .
غرق صوته في عبسات وشعرت جيما باصابعه تداعب عنقها وشعرها
- وتكونيني انتي في انتظاري يا جيما الحبيبه حتى اقبلك .
شعرت بجسده يقترب منها وهو يتكلم لكنها قاومت بشده مشاعرها التي اثارها فيها فقد عرفت انها لو قامت بأدنى حركة فتصبح شفتيها بفمه .
- تمتع بخيالاتك ياسيد لكنها لا تؤثر بشيء فكما سيحصل لم امشي معك حتى نهاية الشارع في كنوسوس او أي مكان اخر والآن لو تسمح لي يجب ان اقشر البطاطا فطلباتك الاوليه هي الطعام كما فهمت .
- لهذه اللحظة ... ثم قال من بين اسنانه .. لكن حاجتي الكبرى الاتيه هي ان اعطيك ضربة تتذكرينها دائما من الافضل لك ان تغربي عن وجهي .
رغبت ان تركض كالحيوان المذعور لكنها ثبتت نفسها ورفعت رأسها وكأنها آبهة بالنبرة المهددة في صوته فمهما كرهته لا تستطيع ابدا نكران جاذبيته فكرت هكذا وهي تدخل المطبخ ففي الحالات العادية ربما لن يفكر ابدا ان ينظر الى جيما مرتين بشعرها العادي الاشقر وعيناها الخضراوين .
فلا بد انه يدير الرؤوس اينما سار . لكن مهما كان سحره قويا وجاذبيته مغرية لن تستطيع النسيان بأنه اخذها من اجل دافع الثأروالانتقام .
وهذا ماكان يحميها لاحظت جيما بألم لأنها بدأت تعي لو ان هذا الغريب الذي اقحم طريقة في حياتها ارادها حقا لنفسها لكانت حينها لا تعلم كيف يمكن ان تقاومه .
القت جيما نظرة اخيرة على مظهرها بعدما لبست قميصا قد اخذته من غرفة الكريتي وحزمته بحبل كانت قد وجدته في جارور المطبخ وطوت اكمامه حتى معصمها حيث اخفت ساعة يدها والسكين التي علقته بها .
ثم نظرت الى الخارج فلم تجد سيارته الفاخره بل جيبا صغيرا حيث بدا سهل الاستعمال . وضعت يدها في شعرها
وبللت شفتيها الجافتين من جراء تخيلها وجود رجل على الارض سابحا بدمائه وهي تبحث في جيوبه عن مفاتيح الجيب .
حسنا اذا حصل هذا فسيكون هو الذي طلب ذلك , طمأنت نفسها بعد نظرة اخيرة على نفسها في المرآة نزلت ببطء على السلالم. كانت غرفة الجلوس خالية ,
لكن عندما توقفت اخر الدرج خرج هو من المطبخ , رآها فتوقف وقطب حاجبيه عندما رأى ما ترتدي فأخذت جيما المبادرة :
- اتمنى الا تمانع يا سيد لكن يجب ان ارتدي شيئا والشحاذون ليس لديهم خيار .
- الشحاذون يقتنعون عادة بأقل من افضل قميص عندي .. لكن ارتديه الليله بامكاني استعادته لاحقا . والآن قدمي لي هذه الوجبة .
تجاوزته جيما نخو المطبخ , فجهزت له مكانا على مائدة الطعام ولكن وضعت خاصتها في المطبخ ففي جميع الاحوال لقد قال لها انها ستعمل كالخادمة ومن المتوقع ان تأكل الخادمه في المطبخ .
ثم انها قد خطرت لها فكرة اخرى وهي تعد الطعام فبعد ان اخذت حصتها من البطاطا وضعت كمشة من الملح فوق البطاطا التي وضعتها في صحنه .
على الاقل سوف يتذمر من اكلها وفي افضل الاحوال سيمرض وبأمكانها ان تحتج بعينين بريئتين ان الناس في انكلترا يحبون طعامهم هكذا .
الفصل الخامس
عندما اخذت طبقه الى غرفة الطعام كان يصب كأسين :
- الست جائعه ؟
سأل مستفسرا حين وضعت طبقا واحدا .
- سأتناول طعامي في المطبخ .
تقلصت شفتاه الحازمتان وقال ببرود:
- كلا ستأكلين هنا في كل الاوقات . هل هذا مفهوم ؟
- رائع .
ابقت جيما صوتها دون انفعالات احضرت طبقها وجلست في المقعد المقابل تراقبه وهو يلتقط شوكته.
- لم تضعي لنفسك الكثير من الطعام .
- لدي الكثير .. ردت بسرعه ... وفي جميع الاحوال انا في حمية .
- اذا يجب ان لا تكوني .. فانت نحيله جدا كما اخبرتك .
بهدوء ابدل طبقها بطبقه
- يبدو شهيا .. اضاف ثم بدأ بالطعام .
صرت اسنانها بخيبه ثم التقطت شوكتها وبدأت بالطعام وكانت حذرة جدا في الابتعاد عن قطع البطاطا.
لابد انه عرف بالامر فكرت لكن كيف يمكنه ذلك ؟ فهو لم يكن في المطبخ خلال اعداد الطعام .
- يجب ان تأكلي بعض البطاطا انها رائعه .
- انها طبقي غير المفضل
ردت محاوله تجنبها بأسف .
- وتطبدت المشقه في طبخها بهذه الطريقة الخاصة لي انت قديسة بين النساء يا جيما .
لم تظطر للنظر اليه لتلاحظ سخريته فنبرة صوته اللعوب كانت كافية رشفت من كأس النبيذ ثم ابعدته بسرعه ناظرة اليه بارتياب .
- ماهذا ؟
ضحك ..: ريتسينا نبيذ منكه بالراتنيخ انه آمن لللشراب لكن لم افحصه في اية حال .
وضعت كأسها جانبا :
- اظن انني افضل الماء .
- كما تريدين يوجد زجاجة ماء في الثلاجه.
عندما عادت كان قد انهى طعامه ويقشر حبة خوخ بدأت بتنظيف الصحون فأوقفها .
- هل تنوين تجويع نفسك اما عيني ؟ ام انك عابسة لأن حيلتك في الطعام لم تنجح ؟
- انا لا اعرف عن ماذا تتكلم .. كذبت جيما ببروده .. واذا لم تكن لدي شهية هل هذا امر غريب ؟ فأنا اسوء من سجينه هنا .
- على الاقل تناولي بعض الفاكهة.
دفع طبق الفاكهة نحوها لكنها رفضت بهزة من رأسها .
- جيما انا لست بربريا اذا وعدتك بأنك ستنامين الليلة وحدك هل ستأكلين شيئا ؟
اعطته نظرة مجفلة :
- لماذا عليك ان تعدني بشيء كهذا ؟ وكيف سأعرف انك ستحتفظ بوعدك , بعد ماحصل في اليومين الماضين ؟
- سأحتفظ بوعدي .. ولدي اسبابي لكن لا انوي مشاركتك اياهم او مشاركتك سريري الليلة .
لقد حام امل كبير بنفسها حدقت به .
- كم سيستمر هذا الارجاء يوم اسبوع اكثير ؟
- حتى اقرر شيئا اخر يا جيما الحبيبة ... قال بلا مبالاة .
- انا لا اصدق ذلك اظن انك تعيد التفكير لقد قلت لتوك انك لست بربريا لكن ابقاءك لي هنا كعبدة عمل غير انساني .
توقفت وتركزت عيناها الواسعتان على وجهه بعاطفة :
- اثبت انك لست بربريا ودعني اذهب ارجوك .
لم يجب واستمرت هي ساعدتها شجاعتها .
- اذا اعدتني الى هيراكليون غدا لن اخبر احدا عن الموضوع ففي جميع الاحوال انا لا اعرف اسمك لقد تكلمت سابقا عن الادعاء , حسنا يمكننا الادعاء ان هذا لم يحصل ابدا يمكنك ان تخبر اصقائك قصة ما انني هربت او أي شيء اخر لا يمكنك اقناعي انك متورط بهذه القصة الدنيئة انك حتى لا تنتمي الى هنا , فهذا ليس من اهتماماتك .
ضرب بقبضته على الطاولة فتقلصت جيما وتراجعت الى الوراء.
- انت تتكلمين كالحمقاء يا آنسة , انت من مدينتك الانجليزية الآمنه, ماذا تعرفين عني عن أي منا ؟ اذا وجدت ان هذه القصة دنيئة اذا واحدا من افراد عائلتك افتعلها, اذا اراد امرأة كان عليه ان يذهب الى الكنيسة او يتلاعب مع امرأة من موطنه تعرف بألاعيبكم تظنين ان وجودك معي هنا هو اسوأ ما يمكن ان يحدث ؟ انت مخطئة فأنت محظوظة لأن اخاك مازال على قيد الحياة وانت تشترين حياته, لا تخطئي بشأن ذلك , والآن هل مازلت تريدين الهرب ؟
- اجل , لأني غير مقتنعه بكل هذا فقد حوكم مايك وادين في غيابه دون ان يحظى بأية فرصة للدفاع عن نفسة وماذا عن ماريا البرئية ؟ لا يبدو الامر لي ان كل شيء صار رغما عنها لقد قلت بنفسك انه لم يغتصبها .
- هذا هو السبب تماما الذي يبقيه على قيد الحياة للحظة.. واحذري من كلامك عن ماريا معي , بالنسبة لنا براءة فتياتنا في حمايتهن وكان يجب ان يكون الامر كذلك بالنسبة لأخيك الذي قبل كصديق في قريتنا ونال ثقتنا لكنه خانها وهرب بدلا من مواجهة الامر لكن انت يا جيما لن تهربي ولديك ضمانتي بذلك .
- وانت لديك ضمانتي بأنني سأفعل أي شيء لاهرب منك, انا احتقرك واكرهك لفعلك هذا بي وانا اعلم لماذا تركتني الليلة لأنك تظن بانانيتك انني سأركض واقع بين يديك اذا انتظرت اكثر , لكن انسى ذلك فكل ما ستاخذه مني سيكون بالقوة والاغتصاب لن يكون اسوء من تلوثي في وجودي هنا معك تحت سقف واحد .
وقبل ان تستطيع التحرك امسك عنقها بيده ساحبا اياها نحوه وقال من بين اسنانه :
- لقد اخذت صراحتك حدها اذا لن يكون لديك اعتراض اذا كان لدينا مصدرا واحدا للتلوث على الاقل .
تحركت يده الى الاسفل تفك ازرار قميصها وقد عرفت في تلك اللحظة انها اذا سمحت له بالاستمرار في تعريتها كما ينوي ان يفعل فستكون وسمة عار لها كل الحياة .
تسللت اصابعها تحت لحمها فاستلت السكين في يدها ثم قالت بصوت اجش :
- دعني اذهب لا تلمسني والا استعملت هذا اقسم اني سأفعل .
خطى الى الوراء ناظرا اليها دون اية انفعالات ثم قال :
- استعمليها اذن , هل تعرفين كيف ؟
شدت اصابعها بقوة محاولة ايقاف الرعشة التي اعترتها راقبت بذهول غير مصدقه وهو يفك ازرار قميصه حتى الخصر حتى اصبح صدره عاريا تماما ثم قال ثانية .
- هل تعرفين كيف ؟
امسك معصمها بيده وجرها نحوه وضع يدها الخالية على قفصه الصدري والاخرى على جلده قرب قلبه تماما .
- اضربيها عاليا .. نصحها ببرود .. هكذا .
ضغط على معصمها بقوة وتسمرت تماما رأت القليل من الدماء يظهر على رأس السكين .
صرخت باختناق وخوف وتراجعت الى الوراء رامية السكين سامعه صوتها تقع على الارض .
ارتجت رجلاها فوقعت على ركبتيها وغطت وجهها بيديها تمزقت انفاسها المعذبه في رئتيها.
رفعها بيديه لتقف على رجليها فقاومت منتحبه .
- لا ....لا ....
مرر يده في شعرها محاولا تهدئتها وبدا وجهه الداكن يسبح في وجهها استطاعت رؤية هدف في عينيه وتكونت صرخة احتجاج في حنجرتها المتوترة ولم تخرج ابدا .
لم تستطع التفكير او التنفس ارادت البقاء عادية غير قادرة على تلبية أي متطلبات .
كان وجهه متقلصا مقسما خطوطا كالجبال المحيطة بهم نظر اليها للحظة طويلة ووضع يده على خصرها محاولا تقريبها منه حتى تلتقي اجسادهما حيث شعرت بالتجاوب والرغبة تتأججان في جسدها تطالبان بالمزيد .
وفجأة وجدت نفسها حرة لا اتصال بينهما ابدا وشعرت بالخجل عندما لاحظت انه هو الذي خطى بعيدا عنها ثم قال بقسوة .
- من الافضل ان تذهبي الى غرفتك بينما انا قادرا على ابقاء وعدي لك .
ابتلعت ريقها بتشنج ثم استدارت وابتعدت عنه باتجاه السلالم ثم توقفت ونظرت خلفها.
لم يتحرك على الاطلاق استطاعت رؤية صدره العاري يحاول السيطره على انفاسه وقرب قلبه نقطة الدماء .
وضعت يدها على فمها بصدمه عندما استوعبت القوة الكمالة لكل شيء يحصل بينهم.
تناهى اليها صوته رقيقا وعديم الرحمه . فقال :
- لن يكون اغتصابا .
صرخت جيما بوهن وركضت بعيدا عنه الى الامان الوهمي الذي تؤمنه لها غرفتها .
جلست جيما لوقت طويل في غرفتها تحدق في الفراغ محاولة معرفة ما حصل. لم تستطع اعطاء نفسها أي عذر او تفسير. كان هذا الرجل يجب ان تكرهه رجل لا تعرف اسمه حتى
رجل يستخدمها كأداة لتنفيذ انتقام لا تستطيع فهمه .
اذا لماذا بالرغم من كل شيء وجدت نفسها بين ذراعيه ؟
فكرت بأن اندفاعها قد فاجأه لكنها لم تستطع استخدام عنصر المفاجأة بعد اليوم لأنه سيتوقع منها أي شيء الآن.
لكن لم يكن لديه فكرت بأنها تستطيع القياده اخبرت نفسها مما رفع لها معنوياتها وخطتها الثانية كانت ايجاد مفاتيح الجيب
بالرغم من ان فكرة القيادة في الجبال افزعتها لكن أي خيار آخر لديها وهي دون حذاء لتسير به او ثياب مناسبه ؟
عندما تكون داخل الجيب ستكون آمنه حتى تصل الى شانيا لتجد هيلاري وجايمس وهناك سيذهب جايمس الى السفارة ليستصدر لها جواز سفر جديد وستعطيها هيلاري بعضا من ثيابها .
ولكن عندما تهرب مازال هناك مشكلة مايكل لتتعامل معها يجب ان تجده بطريقة ما وتحذره بان لا يقترب من كريت فخاطفها المجهول يستطيع عمل أي شيء لينفذ انتقامه .
نظرت الى الشعله المتراقصة بجانبها وارتجفت ثانية فلابد انه وضع هذه الشعله عندما كانت هي في المطبخ
مما جعلها تحس بأنها تريد الهرب خلال الـ24 ساعه القادمه.
تلك اللحظات الاليمة العاطفية بين ذراعيه علمتها اشياء كثيرة عن نفسها لم تعرفها من قبل , بالرغم من علاقاتها مع عدة اصدقاء الا انها لم تحاول الاستغراق في علاقاتها مع أي منهم فقد كانت تكتفي بتقبيلهم باستثناء الليلة. فكرت واضعه يدها على فمها .
ردل محتشم ومحترم اراد ان يتزوج منها لكنها رفضت دون أي احساس بالندم وهاهي الآن تتعلم درسها الاول في الرغبة من غريب لا يهتم لها ابدا .
مجهول يأخذها فقط ليطبق بعض المبادئ البدائية للعداله ؟
لكن هو كما يبدو بعيدا عن البدائية فكيف يمكنه ان يكون بربريا ؟.
وكل الوقت ها أي جالسة تحدق بالشعله وتفكر. كانت تستمع لصوت خطواته تصعد السلالم لقد وعدها لكن هل سيبقي وعده خفق قلبها بشده.
فهي ليست مستعده لتكتشف ذلك فأطفأت الشعله بنفخة عصبية . تحركت بهدوء في الظلمة فغسلت وجهها ونظفت اسنانها في الحمام وخلعت القميص وعلقته على الكرسي,
فربما لن يكون لديها غيره لترتديه غدا . ثم تمددت على السرير مرحبه ببرودته المنعشة . لكنها لم تستطع الاسترخاء , كل ما فعلته هو التحديق بالسقف منتظره لما قد يحصل .
سمعته يتحرك في الاسفل من جديد سامعه طقطقة الزجاجة على الكوب بدا وكأنه يشرب الخمر لم تكن متأكده اذا كان هذا سيء ام جيد . مرت فتره وهي تحاول التصميم فغالبها الارهاق اخيرا وغرقت في نوم عميق .
استيقظت جيما في الصباح الباكر للحظة لم تستطع تذكر اين هي فنظرت حولها متسائلة اين هي ثم عادت اليها ذاكرتها فأطلقت تنهيده وغرقت في وسادتها.
تساءلت مالذي ايقظها, فهي لا تستطيع عادة في هذا الوقت المبكر فقامت من سريرها واقتربت من النافذه فتحتها بحذر فرأت فتاه تسير بعيدا عن الفيلا بقليل ذات شعر اسود وترتدي ثوبا احمر .
حتى من تلك المسافه استطاعت جيما رؤية جمال الفتاة وحيويتها, اسرعت جيما بارتداء قميصها فقد احتاجت الى التكلم مع تلك الفتاة وبسرعه.
خرجت بهدوء من غرفتها وتسللت بهدوء عبر السلالم وتوقعت انها ستتصارع مع اقفال الباب لتفتحه لكن لدهشتها لم يكن مقفلا حتى .
فتحته بعناية صرت على اسنانها عندما اصدر صريرا خفيفا لايهم كل ذلك فكرت بتفاؤل فبعد الذي شربه البارحه سيبقى سجانها نائما حتى الظهر .
- هل ستذهبين الى مكان ما ؟
كادت جيما ان تصرخ استدارت وقلبها يخفق بالألم كان يقف بمواجهتها يراقبها ويداه على خصره.
- كنت سأتنشق بعض الهواء ... ردت مدافعه .. ام تظن انه غير ضروري ؟
هز كتفه بلا مبالاة وكأن الهواء المنعش والغاز السام نفش الشيء بالنسبة له .
- افعلي ما تريدين .. قال ببساطه .. ثم يمكنك تحضير وجبة الافطار وستجدين الخبز الطازج في المطبخ .. اضاف باختصار .
- آه ؟ ومن احضره الى هنا ؟ سألت باستغراب .
- احد القروين .. كانت نبرته عصبيه .. والآن اذا لم يعد لديك اسئلة سأذهب لأكمل ارتداء ملابسي .
- لقد رأيت فتاة من النافذه فكرت انها ربما تكون ماريا .
- اذا انطحك ان لا تفكري كثيرا ... قال بغير رضا .. فقط افعلي ماهو مسموح لك وناديني عندما تجهزين الافطار .
الفصل السادس
نظر اليها من فوق كتفه واستدار نحو السلالم .
- بالتأكيد ..ردت جيما ببروده .. واين تحب ان تتناول فطورك في غرفة الطعام او على التراس ؟ ام مرمية عليك قالت في نفسها .
- على التراس .. قال بازدراء .
- وعندما اناديك . ماذا سأقول لك ؟ اكملت بسخرية .
قطب جبينه :
- ماذا تعنين ؟
- انا لا اعرف اسمك .. اذا كيف تحب انا اناديك سيدي ربما ؟ ام صاحب الجلاله ؟
ازدادت عبسته :
- انصحك ان تصوني لسانك يا آنسة فمزاجي لا يحتمل سماجتك .
- لا حظت ذلك .. ردت بجفاء .. احباط جنسي ,واثار خلفها اسرافك في الشراب يبدو وكأنهم مزيج مميت .
ضاقت عينيه بخطر :
- كيف تتجرأين وتقولين لي مثل هذا الكلام ؟.
- لا شيء , لا شيء .. ردت بسرعه مزحه خفيفة , هذا كل شيء لكن في غير مكانها آسفه .
نظر اليها طويلا :
- اظن انك ستكونين ..... قال اخيرا وصعد الى الطابق العلوي .
اخذت جيما نفسا عميقا وزفرته بارتجاف كانت حمقاء لتستفزه هكذا, يجب عليها في مثل هذه الظروف ان تحافظ على تفكيرها المنطقي قررت بجفاف ,
نظفت غرفة الجلوس ثم ذهبت الى المطبخ فحضرت عصير الليمون والقهوة والقليل من المربى والخبز المحمص وحملت الصينية ووضعتها على التراس
جهزت الطاولة وغطت على الطعام بقطعه قماش ثم صعدت الى الطابق العلوي كانت ماتزال ترفع يدها لتطرق الباب حين فتح فجأة مجفلا اياها
كان شعره رطبا من الحمام واستطاعت تنسق شذا البروده في جلده ,كان من اكثر الرجال جاذبيه رأته في حياتها
فكرت جيما وهي تنظر الى طول اهدابه السوداء كالعقيق اليماني وتفاصيل ذلك الفم الخبير ...
قالت باختناق :
- افطارك جاهز ..
استدارت بسرعه لتهرب لكن يدا قويه امسكت ذراعها .
قال بنعومه :
- ربما سيبدأ يومي من هنا يا عزيزتي جيما .
فركضت باتجاه التراس . بعد قليل انضم اليها فتنقلت عيناه بين تعابيرها المتحفظة وطبقها الفارغ امامها .
- الخبز جيد يا جيما . خذي بعضه .
- لست جائعه .. قالت بحده .
- يجب ان تاكلي والا ستمرضين .. اتت نبرته حاده قوية .
رفعت جيما حاجبيها:
- قبل 24 وساعه هددتني انك ستجعلني اموت من الجوع .
- يبدو ان لدي الكثير لأقوله .. قال بتجهم .. لكن فتاه ضعيفه من الجوع غير محببه في السرير .
اشتدت شفتا جيما كانت جائعه كثيرا الشمس الهواء ورائحة الخبز حثتها على الاكل لكن الآن ستلعن نفسها اذا تناولت كسرة خبز امامه .
قالت ببرود:
- لكن حينها تزيدك بهذه المتعه هو اخر ما افكر به .
- اذا ماهو الاول ؟ بدا مهتما بتهذيب ليس الا .
- ان اخرج من هنا ... قالت من بين اسنانها .. واضعك في السجن حيث تنتمي .
- مخطط طموح .. لم يبدو مندهشا .
- لكن ليس مستحيلا .. ترددت .. ففي جميع الاحوال انت لا تأمل بان تفلت من العقاب . فأنا لست وحيده في هذا العالم لدي عملي في انجلترا وعائلتي واذا لم اعود في وقتي المحدد ستتخذ الاجراءات اللازمه .
- وعندما ستتخذ الاجراءات ماذا سيكتشفون ؟ انك كنت هنا معي اننا عشاق انها قصة قديمة كالزمن ولن يفاجئ احد الا عائلتك ربما ومن نواياي ان اجعلهم يتألمون لأخلالك بالشرف .
اصبح صوتها غليظا :
- هو لا يستحقون هذا .
- وستافورس وزوجته ايضا لا يستحقون هذا انه شيء فعله اخوك كان يجب ان يأخذه بعين الاعتبار قبل ان يغوي ماريا .
رفعت رأسها :
- اذا ماذا سيرضيهم ؟ ان يتزوجها مايك ؟
- هل تظنين ان هذا محبب ؟
عضت شفتيها : لا.
قالت بصدق لعد لحظة تفكير :
- هو مازال تلميذا لا يمكنه توفير معيشته للزواج من أي شخص لعدة سنوات مع اني اظن انه يجب ان يخصص شيئا لاعالة الطفل .
اضافت عابسه صمتت لعدة لحظات ثم اضافت بصوت غير مستقر .
- اذا كنت مصمما على معاقبة مايك من خلالي الا يتوقف عند هذا الحد عقابه .
- لست متأكد من انني فهمتك .. شرب بعض القهوة .
تدفق الدم الى وجهها بألم .
- اذا وافقت ان تنال ما تريد مني هل ستتركني اذهب وينتهي العقاب ؟
اشتد فمه بجفاف :
- لقد حظيت بدعوات مسلية اكثر يا عزيزتي , لماذا يجب علي ان اوافق على امر كهذا ؟
- اخبرتك لدي حياة في انكلترا لأعود اليها مهمة .. اريد ان اعود اليهم .. قالت بحده .
- ورجل ربما ؟
كلمات النكران كانت على شفتيها عندما اشتمت جيما رائحة الخطر في هذا السؤال .
- هذا ليس من شأنك .
- تعتقدين ذلك ؟ لكني انا مهتم بمعرفة ما اذا كنت ستأتين الي عذراء . ام انك كنت على علاقة بتلميذ ما .. .
حاولت ان تحفظ على جأشها :
- بالطبع كان هناك رجال . فكما قلت بنفسك الامور مختلفة في انكلترا فحياة الفتيات هناك لا تحظى بحماية وتعصب .
- هل هذه حقيقة ؟ اتكأ على كرسيه محدقا بها ..لكن اذا كنت حره بفضائلك هكذا يا جيما العزيزة لماذا اذا اعتراضاتك العذروية ؟
كادت جيما ان تكسر اسنانها من الغضب لقد كانت متأكده انه يريد منها الاعتراف بعذريتها ربما لأنه اراد انتقامه ان يكون كاملا
فأملت انها لو ادعت بخبرتها ملمحه الى انه سيكون واحدا من عدة سيجد الامر مقززا وربما سيغير رأيه .
فقالت بحده :
- لأني افضل الاختيار فأنت اجبرتني على هذا الوضع ...
ضحك :
- أي قوة استعملتها ؟ .. تحداها .. فانت تتحركين بحرية في هذا البيت لم اربط لك معصميك وجررتك صارخه الى السرير ليس هناك اية علامات عنف على جسدك .
التقت نظراتهما .. ليس بعد . قالت .
- بل ابدا .. رافعا يده .. ولماذا سأستخدم العنف عندما ادرك ان بعض الصبر سينجح في احضار أي شي ارغبه منك ؟
نظر اليها بثبات ..
- مثلما نعرف تماما .
- انت , انت مغرور اناني .
- اذا كنا سننادي بعضنا بالنعوت انت يا عزيزتي منافقة صغيرة, في كنسوس لاحظت وجودي . مثلي تماما كان باستطاعتي ملاحقتك كسائحه جميله انجذبت اليها واحضرتك الى هان فاخذتك روحا وجسدا ثم اقول لك الحقيقة كان الامر مغريا صدقيني يا عزيزتي هل هذا ماكنت تفضلين فعله ؟
جلست مذهوله كان عقلها يرفض كل صور كلماته التي قالها.
لكانت كما قال ستقع بين ذراعيه مصدقه نفسها ثم تستيقظ على الحقيقة المره لكان ذلك دمرها تماما .
سمعته يكرر سؤاله :
- هل هذا ماكنت تفضلين فعله ؟
قالت بصوت اجش :
- لا .
- ذلك مافكرت به ايضا ... ثم نظر الى ساعه يده .
- موعد .. سألت ساخرة .. ارجوك لا تعطل مشاريعك بسببي .
ابتسم بازدراء لها..
- لن تستطيعي تعطيلي اذا لم ارد انا البقاء ولدي موعد عمل بالفعل, آمل ان لا تشعري بالوحده .
حدقت به :
- آه اعتقد انني سأعيش ..
تكلمت بهدوء لكن قلبها كان يخفق بسرعه فهو سيتركها وحدها بالطبع سيأخذ الجيب لكن هناك طرق اخرى ...
- اتوقع منك ذلك , لكن لأطمئنك اكثر تدبرت لك رفيق .
انفجر بالون الامل داخلها بسرعه فاجبرت وجهها وصوتها على البقاء طبيعين .
- هذا لطف منك ياسيد لكني لا احتاج الى نائب سجان .
- تعتقدين هذا ؟ ارجع كرسيه ووقف .. لكنك تحتاجين لشيء يحميك من تهورك ولدي شعور بأني لو تركتك هنا وحدك ستكونين طائشة جدا .
توقف ثم اضاف ..
- سأكون مرتاحا اكثر في عملي عندما اعلم بوجود شخص معك من يعلم ربما ستفتقديني قليلا .
- لن اعتمد على ذلك .. قالت بعصبية .
- وانت كذلك ...
ثم اكمل وكانه لم يسمع ملاحظتها الاخيرة .
- وفكري اكثر بالعرض المغري عن جسدك الذي قدمته لي ففي نيتي القبول فاذا لم تكوني جاده قولي الآن .
- لا لم اكن جدية .
- حكيمة جدا ..
بدا وكأنه يوافقها ..
- فكما ترين لم اكن لأضمن لك شيئا كنت تظنين بأني سأكتفي منك من مرة واحده انت مخطئة يا محبوبتي فعندما احظى بك يا جيما فسأحتفظ بك لفترة على الاقل . ومن المحتمل ايضا عندما تصبحين لي سترفضين انت الذهاب .
ارادت ان تقول شيئا يمزق عجرفته لكنها لم تجد أي كلمة تقولها لكنها اخيرا سمعت نفسها تقول .
- اه عالم مجنون يا جيما العزيزة سأحضر معي الطعام هذا المساء عندما اعود , هل لديك أية طلبات ؟ أي شي تودين مني احضاره لك من البلدة ؟
رفعت حاجبيها بدهشة بالغة ..
- تحاول شرائي ياسيد ؟ بالتأكيد انت لا تفقد الامل في تقنياتك .
نظر اليها طويلا ثم قال:
- كانت بادره عن حسن نية حتى اخفف من حدة الوضع قليلا لكن انسي ماقلته لك .
واستدار ليخرج .
عضت جيما على شفتيها ..
- آنا اسفة .. قالت بصعوبة .
- في الحقيقة اريد منك ان تحضر لي شيئا ارتديه من فضلك شيئا بديلا عن هذا .. دلت على القميص الذي ترديه ... اذا كان بالطبع ليس بالشيء الكثير الذي اطلبه؟ .
- لا .. تابع مراقبته لها .. على الاقل عندما تطلبينه بالطريقة الصحيحه .
- لقد قلت لك من فضلك ... قالت بصوت منخفض .
- سمعتك لكن افضل لو كان الطلب بحرارة اكثر .
- هل تريدني ان اركع ؟
بدأت تجمع الاطباق عن الطاولة متجنبه النظر اليه .
- لا .... اظن اني افضل قبلة .
- اذهب الى الجحيم .. تكلمت بمرارة .
- كما تريدين .. اذا طلبك مرفوض .
حدقت الى الطاولة ..
- تعني اني اذا قبلتك ستجلب لي شيئا ارتديه .
- اجل يا عزيزتي , هذا ما عنيته تماما.. قال بسخرية.. وهل هذا كثير لأطلبه ؟
- انا لا اطلب منك الكثير . فلديك امتعتي ماعليك الا فتح حقيبتي ....
- وما عليك الا ان تمشي بضع خطوات نحوي ...
قال بصوت رجولي قاسي
- القرار لك ..
رأسها منحني وجنتيها تحترقان كارهة له مشت عدة خطوات لم يتحرك هو كان عليها ان تقف على اطراف اصابعها لتصل الى خده الذي طبعت عليه قبله .
امسكت يديه بكتفيها بعنف مجبرا اياها على البقاء حيث هي ناظرا اليها بوحشية .
- هل هذا ما تسمينه قبلة .
طالبها بقساوة اغمضت عينيها لم تستطع التفكير او التكلم او تذوق أي شيء سواه بدا وكأنه يملأ الكون شعرت بالارتجاف في داخلها وادركت انها دون قبضته القوية على كتفيها لكانت انهارت على الارض .
فلم تكن قدميها قويتين كفاية حتى تدعمها . كانت شاحبه شعرت بالموت او ربما ماتت الآن , وهاهي الجنه الآن في متناول يدها .
لم تستطع التنفس وعندما تركها كان الم الانفصال اكثر مما تتحمل .
رفعت يديها وتلمست شفتاها برقة محدقه بالارض حتى لا يرى مدى تأثير وحشيته المحببه عليها .
- اذا ... لم يكن تنفس منتظما ايضا ... الآن بدأنا نفهم بعضنا قليلا .
اخذ ذقنها بيده رافعا اياه لتلتقي بعيناه الداكنتان كالليل .
- لنجعل شمسنا الكريتيه تدفئك يا جيما قبل ان اعود الليلة .
اضاف بتجهم .. فصبري له حدود .
تركها فمشت في البيت في الغرف والمطبخ وكأنه مكان مقدس .
لا لم يكن مقدسا فكرت وهي تغسل بالمياهر البارده معصميها ويديها ليس حتى وهي تحتاج واحدا في قلبها .
بدا وقتا طويلا قبل ان تسمع صوت الجيب يدور ويبتعد فقد امضت معظمه متكئة تصلي بأن لا يلحقها.
فقد كانت مرتبكه وقابله للعطب دون مكان تهرب اليه .
تحركت اخيرا لكن ببطء وكأنها غير متأكده من ان جسدها سيطيع دماغها لكن دماغها ذكرها كم من الخطر عليها ان تستفزه .
تنهدت بحده مجبره نفسها على مصارعه مشاعرها التي تهددها بالسيطرة عليها .
لقد قال سيحصل انه سياخذ وهي ستعطي وقد عرفت الآن كم من السهل ان تدع نسها تنجرف مع التيار تغرق معه في سلوان حسي لم ترد رجل ابدا في حياتها من قبل ولسخرية الاقدار ان يكون هذا الرجل بالذات محرك عواطفها ورغباتها .
تمنت من كل قلبها لو كان لديها الخبرة على الاقل لكانت ادركت كيفية التعامل مع ما يحصل لها.
لا ستطاعت ان تحكم , ان تقدر موقعها من تجاوبات استطاع او بدا وكأنه قادر على تحريكها وليس لديها أي شي مسبق من حياتها.
شعرت بالخجل لكنها لا تستطيع نكران وجوده اكثر اصغت قليلا فلم تسمع أي صوت فلربما قد نسي سجانها احضار نائب عنه
فكرت بأمل واذا كان الامر كذلك.. ركضت بسرعه الى غرفتها فتحت الستائر فعليها ايجاد قميصا ملائما لها اكثر للهرب .
مع حزام من خاصته لكن ماذا ستفعل بالحذاء وهو ضروري جدا فجربت صندلا كبيرا جدا بالطبع, لكنها فكرت انها لو حشت فيه بعض الورق تستطيع المشي على اية حال .
لقد كانت هذه فرصتها الاخيرة وعليها ان تجازف .
ارتدت القميص النظيف ززضعت عليه الحزام وعبست قليلا عندما ذهبت لترى منظرها في المرآه لكنه كان محتشما تماما .
تمنت لو انها كانت تنتبه اكثر لخريطة تاكيس لكانت عرفت الآن القرى الاخرى المجاورة . ربما قرى متمدنه اكثر فكرت بأمل حيث لا يعترفون بالانتقامات الجنسية , فكرت في نفسها وهي تفكر بكيفية الهرب بالتأكيد لابد من وجود شيء اخر , فلا يمكن ان تكون لوسيناس نهاية الخط .
الفصل السابع
اخذت نفسا عميقا كان هناك طريقة واحده لتكتشف ذلك اخبرت نفسها.
للحظة فكرت ان الضجه التي تسمعها هي جراء عاصفة فأخر شيء تريده هو ان يقبض عليها في عاصفة ارادت ان تهرب لكن ليس ان تموت من المرض .
صدرت الضجة ثنية فادركت بتوقف مفاجئ لقلبها انه صادر من حنجرة كلب كبير .
توقفت مصعوقه تحدق بالفراغ والكلب ينظر البها بغضب.
قالت جيما بصوت مذعور :
- اهلا ايها الكلب الطيب .
فكرت جيما بالهاءه ببقايا الطعام من ليلة البارحه لكنها طردت الفكرة من رأسها . فهذا الكيربروس بدا جديا ويريد وجبة مخصصه اكثر من بقايا ترمى له .
قالت بصوت عال:
- كيربورس اسم جميل لك .
وتراجعت نحو البيت ووقفت للحظات تراقب الكلب ينتقي مكانا ظليلا ليستلقي لكنه لم يبد نائما ابدا. لأن اذنيه تتحرك عند كل حركة تقوم بها.
رفيق فكرت بانزعاج لكنها لم تعلم بالنصف الاخر تحركت بحذر بدأت تنظف البيت تكنس تمسح الغبار وبدا الكلب كيربورس وكأنه يتقفى اثر كل حركة ترصد عنها بعينيه المحدقتين .
مرة ومرة فقط حاولت ان تتجاوزه الى الدرجات لكنه زمجر بها حتى انها تخلت عن الفكرة فورا .
عندما صعدت جيما الى فوق وقف وهز نفسه وتبعها وجدت الراحه تقريبا كانت تقدير السقطه عن التراس حيث كانت تأخذ حماما شمسيا في اول يوم لوصولها هل هو حقا البارحه ؟
سألت نفسها بدهشة صريحه ووجود الكلب انها لن تفكر في المحاولة حتى وتجازف بكسر قدمها او ربما اسوأ.
فالناس الذين فضلوا الموت على الاخلال بالشرف من الواضح انه لم يكن لهم أي خيار فكرت بسخرية .
تمدد الكلب في الممرر وراقبها تتحرك من غرفة الى اخرى تنظف الحمامات وترتب الاسرة بينما جيما تعمل , كانت تتكلم معه وكأنه كلبها المدلل وليس سجانها وتدريجيا كانت تكافأ بهزة من ذيلة لكنها فكرت بجفاف ان هذه عاده فيهم ليس اكثر .
عملت ببطء في غرفة الكريتي. آخذه الوقت لتنظر حولها .
لقد كان غامضا كثيرا بالنسبة لها وهده الغرفه لاتحمل أي دلائل على الاطلاق .
كان هناك ملابسه غالية من اصناف ممتازة لكن محتويات اخرى شخصية لا صور رسائل او اوراق تعطي أي معلومات عن هويته .
فكرت اذا كان هذا جزء من الخطة او انه يعيش حياته هكذا باقتضاب رجل يسافر خفيفا لأنه يسافر وحيدا.
لكن من المحتمل ان يكون لديه زوجة وست اولاد في مكان ما . ربما هو معهم الآن في هذه اللحظة يلعب دوره في حياته المقدسة فكرت .
واذا كانت هذه الزوجه موجوده هل تعلم مايفعله في هذه الايام بعيدا عنها ؟ واذا كانت تعلم هل تهتم ؟ هل رغبتها في الانتقام موازية له. حتى انها تلغي كل الاعتبارات الثانية؟
بدا الامر مستحيلا ان تتقبل زوجة فكرة ان ينام زوجها مع اخرى مهما كان الدافع لذلك.
انا لا اقبل فكرت جيما بغضب فوجدت ان يديها قد تحولتا الى قبضتين . اصدرت ضحكة ضعيفة فقد تركت خيالها يسرح بها .
بالاضافة الى ان اية امرأة تتزوج رجل كهذا فأنها تبحث عن المتاعب وتستحق كل مايحدث لها.
وبما انها في غرفته كان احساسا غريبا اعترفت به رغما عنها ترتب له سريره تربت على وسادته كل ذلك كان مذكرا اجباريا لما سيجلبه الليل.
ابتلعت جيما ريقها بغصة. مجرد لمسة السرير تجعلها تتخيلهبقوة حتى تظن انها حين تستدير ستجده وراءها ينتظر حتى يأخذها بين ذراعيه ويجرها الى سريره...
نبح الكلب فقفزت جيما متوقعه ان تجد الكريتي قربها في مكان ما لكن انتباه كيربروس اتجه نحو الاسفل وبينما توقفت جيما لتصغي سمعت صوت اقدام لكنها ليست لرجل .
تبعت جيما الكلب فسمعت صوت فتاه تتحدث بحدة الى الكلب الذي اصغى اليها وجلس بهدوء فمهما قالت الفتاه لا بد انها كلمات سحرية فكرت جيما .
عرفتها على الفور انها الفتاه ذات الرداء الاحمر التي رأتها سابقا .
قال جيما بوضوح وبرود :
- اسمي جيما بارتون واظن انك ماريا ؟
- اذا اهلا . قالت الفتاة بالكريتي .
- اظن انك تفهميني جيدا ولا تقولي انك لم تتحدثي مع مايك الا باللغة اليونانية لأن هذا مستحيل.
مرة فترة صمت ثم قالت الفتاة:
- انت امرأة ميكاليس ؟
- اخته .. صححت لها جيما .
- اخته .. قطبت جبينها .. لكني لاافهم .
- الم يذكر لك مايك ان لديه اخت ؟ الم يتكلم عن عائلته ؟
- قليلا ربما لكن ليس اخته .
- المهم هذه انا .. اجبرت جيما نفسها على الابتسام .
- هل تعلمين اين ميكاليس ؟ هل تستطيعين مساعدتي ؟ قالت الفتاة برجاء .
- اظن انا من بحاجه للمساعده ... قالت جيما بجفاف :
- هل تعلمين لماذا احظروني الى هنا ؟
اومأت الفتاة بالايجاب .
- انه عقاب بالرفم من انني لم اريده , هل تفهمين؟ابي واشقائي كانوا غاضبين جدا. لقد هددوا باشياء كثيره اشياء سيئة.
قالت يجما بلطف :
- وهذا شيئا سيئا ايضا يا ماريا.
توسعت حدقتا الفتاة باستغراب .
- ان تكوني هنا مع السيد اندرياس ؟
كادت ان تضحك .
- هناك الكثير الكثير من النساء لا تظن ذلك.بل سيسعدون وتمنون ان يكونوا مكانك .
- حتى انت ؟ سألت جيما بحده .
- ليس انا يا آنسة ... هزت رأسها.. فوالد السيد اندرياس هو عرابنا في حياته كان رجلا طيبا ومهما ولطيفا دائما خاصة معنا, لكن لم اكن لأبنه , لك يكن ابي ليحلم بشيء كهذا عندما يأخذ السيد اندرياس زوجه له , يجب ان تكون ذات شأن ومال ومناسبه له .
اذا اسمه اندرياس وليس متزوجا فكرت جيما ثم قالت:
- ماريا مهما يكون الخطأ الذي ارتكبه اخي لا استطيع البقاء هنا يجب ان تدركي ذلك , انا متأكده انه لو علم انك حامل لم يكن ليتركك هكذا و ..... .
- لكنه لأنه علم بذلك رحل لأنه لو بقي لكان ابي واشقائي قد قتلوه الآن من الافضل له رحيله ولكنه وعد بأنه سيساعد وسيفعل .
عضت جيما على شفتها وقالت :
- هل تظنين انه سيتزوجك , ربما ؟
- لن يكون ذلك مناسبا .. قالت ببساطه
- لا اؤمن بذلك يا ماريا واهلي كذلك خاصة اذا كنتما متحابان لكن سيكون هناك مشاكل فما زال ميكاليس يدرس ولا يستطيع تأمين نفقات زواجكما . وكيف تظنين انه سيشعر عندما يعرف بأنني مكرهة على البقاء هنا مع اندرياس هذا ؟
- كما قلت ياآنسة لم تكن هذه رغبتي في احضارك الى هنا حاولت اخبارهم لكن ابي لم يصغ ابدا. كل الكلمات كانت عن الانتقام لشرف العائلة ومن اجل هذاالانتقام ذهب الى السيد اندرياس .
احمر لون جيما من الغضب .
- لماذا عليه ان يفعل ذلك ؟ انا متفاجئة من ان اباش لم يجعلني اتنقل بين افراد العائلة .
نظرت اليها ماريا مصدومه .
- لا يستطيع فعل ذلك يا آنسة فهذا سيسبب العار لأمي ولزوجات اشقائي بالاضافة الى ان بيتنا بجوار بيت الكاهن الذي سيغضب كثيرا عند سماعه أي حديث عن الانتقام لكنه اذا سمع عن وجود امرأة مع السيد اندرياس لن يجد ذلك غريبا بالرغم من انه سيهز رأسه .
كانت جيما تفكر بسرعه .
- واذا عرف الحقيقة سيفجر الموضوع ربما ماريا انا لست مرتدية ثيابا مناسبة للزيارة كما ترين, لكن يمكنك الطلب من الكاهن ان يأتي الى هنا يتكلم معي. يجب ان يساعدني خاصة اذا عرف بما يجري . توقفت
- ارجوك ماريا اذا كنت تهتمين لمايك افعلي هذا من اجلي .
- لا استطيع يا آنسة فاليوم ذهب الكاهن لزيارة ابيه خارج القرية لأنه مريض جدا فقد اخذه السيد اندرياس معه الى هيراكليون في الجيب خاصته.
قالت جيما بقدسية :
- يا الهي متى سيعود ؟
- بعد عدة ايام ربما اسبوع لا اعلم لكن لا تحزني يا آنسة . قالت عن طيبة قلب .
- لقد سمعت امي تقول ان السيد اندرياس يمل سريعا من نساءه ربما حتى ذلك الوقت تكونين قد ذهبت من هنا .
فتحت جيما شفتيها لتقول شيئا لكنها توقفت , فلن تجني شيئا اذا ما صبت جام غضبها على ماريا التي يتغير صوتها كلما ذكرت اسم اندرياس.
اذا هو من عائلة ثرية ومهمة ولابد انه يتمتع ببعض النفوذ والتأثير على السلطات اللذين لن يصدقوها اذا ما شرحت لهم قصدتها . ثم قالت ببطء :
- لقد سألتني يا ماريا عن مايك . اليس لديك ادنى فكرة عن مكان وجوده ؟ لابد انك رأيته قبل مغادرته ؟ الم يلمح لك ؟ او ترك لك دليلا ؟.
بدت ماريا وكأنها ستبكي :
- ابدا يا آنسة , كل ما اعرفه انه سينضم الى صديقه ليس اكثر ؟
0 الم تسمعيه ابدا يذكر اسم رفيقه هذا ؟ هل هو انكليزي ؟
- لا اظن ذلك .
- يوناني , كريتي ربما .
- لن اجيب على كل هذه الاسئلة لقد وعدني اخاك بالمساعده وهاهو قد اختفى , ولا اظن انه سيعود لأنه خائف . لقد خلف وعده لي , اذا لماذا سأساعدك .
شعرت جيما بغرابه لهذا التغير المفاجئ في تصرفاتها .
- انا اسفه , ماريا لكني غاضبه انا ايضا , لقد خطفت وهذا عمل خطير جدا في موطني . هذا السيد اندرياس الذي تتكلمين عنه يمكن ان يكون في ورطه كبيره ... .
- ورطه بالنسبة لك , ربما لكن ليس لأندرياس , تقولين انك خطفت لكن الجميع رآك تأتين الى هنا سائرة على قدميك الى الفيلا, من سمعك تصرخين ؟ من سمعك تطلبين النجده ؟ لا احد , واذا تم استجوابنا هذا ما سيقال, سنقول بأنك مغرمه باندرياس . وانك لحقت به الى هنا وانا قلت اشياء فضيعه عنه لأنه مل منك, ولم يعد يرغب بك في سريره .
قال جيما بقوة :
- لغتك الانجليزية قد تحسنت فجأة يا ماريا هل لي ان اسألك عن سبب وجودك هنا, ام انك اتيت لتتفرجي علي فقط ؟
- اتيت من اجل الغسيل الذي تنظفه عمتي ؟ قالت بتجهم.
رفعت جيما حاجبيها :
- اذا هذا شيء مؤكد ان لادخل لي به .
ثم قالت بلطف اكثر :
- ماريا انا متاكده ان اخي سيعود .
انتفضت ماريا :
- لم اعد اهتم اذا عاد ام لا .. قالت بفظاظة .. والآن سآخذ الغسيل .
اخذته لفته بشرشف ولم تنظر او تتكلم ثانية الى جيما ثم اختفت بسرعه . ارادت جيما ان تلحقها فلا يمكنها ان تدعها تذهب هكذا فقد كانت عند الباب عندما سمعت انذار الكلب خلفها , فشعرت بنفسها متجمده في مكانها
فالقميص الذي ترتديه اصبح بين فكي الكلب فاستدارت وعادت الى غرفتها فاحست على الفور بنفسها تتحرر ,فقالت بكآبه كبيره :
- ايها الكلب اللعين .. وانفجرت بالبكاء .
لم يبدو أي يوم طويلا كهذا .
في وقت الغداء اعدت لنفسها سندويشا مندهشة لشهيتها التي جعلتها تشعر بالخجل فقد كانت شاكرة انها وحدها وتستطيع اشباعها دون مراقبة .
عرضت على الكلب بعض اللحم لكنه رفض ان يأخذها من يدها فوضعتها على الارض حيث اخذها وذهب بها الى زاوية وبدأ بأكلها
فلم تنخدع جيما بأن هذا سيسبب الوفاق بينهما فقامت بجولتان محاولة اسفرتا عن نفس النتيجه .
لقد كان الكلب مهذبا لكن حازما فكرت بسخرية .
خلال فترة بعد الظهر الطويلة تذكرت قصتها التي كانت تقرأها حيث دفء الشمس بحمام شمسي ,
فخلعت ملابسها وتمددت على التراس لكن هذه المره كانت حذره جدا من ان تغفو . كانت الشمس تقريبا في المغيب عندما دخلت لتستحم .
واندرياس , تكرر الاسم كثيرا في ذهنها لم يعد بعد . ليس لأنها تريده ان يعود في الحقيقة ستشعر برضا تام لو علمت انه وجيبه في قاع واد ما , لكن لأن عودته تعني انه يجب عليها ارتداء ملابس محتشمه .
فهو يعمل على خطة حملته بحذر فكرت جيما بوحشية فهو يعرف تماما كيفية اللعب على آمالها , مخاوفها , وعليها ان تعترف برغباتها .
ارتجفت عندما دخلت تحت الماء , اغمضت عينيها رفعت رأسها الى المياه المنعشة , تاركة اياها تلهو بشعرها على كتفيها . ثم بتنهيده رضا اوقفت المياه .
لم يكن هناك أي انذار ابدا . لم يصدر أي صوت عن الكلب لابد ان صوت المياه محت كل الاصوات الاخرى .
الفصل الثامن
استدارت لتتناول المنشفة فرآته يقف على الباب يراقبها . كان يبتسم قليلا بينما عيناه الداكنتان تفحصت ببروده .
غريزتها الاولى املتعليها بالتقلص بان تخفي جسدها بيديهاحتى بشعرها لكن شيئا اخبرها ان هذا التصرف سيمتعه كثيرا , لأنه سيكون انتصارا اخر له .
فمن الافضل ان تجعله يعتقد انها غير مهتمه لوجوده . ثم تحركت هو باتجاهها وهي تحركت ايضا لكن بسرعه
حتى انزلقت قدماها على الارض الرطبه فصرخت فكان بقربها على القور ويديه تحت كتفيها ترفها بلا جهد يذكر .
- هل تأذيت ؟ اخبريني ... .
حملها الى الغرفة ووضعها على السرير حيث تناولت القميص ووضعته امامها .
- لا تلمسني اخرج من غرفتي .
كان منحني فوقها لكن عندما سمع كلماتها وقف وتراجع الى الوراء واشار الى القميص .
- اليس الوقت متأخرا لذلك ؟ سألها ضاحكا .
حدقت به بوحشية فهذا كان اخر شيء تستطيع احتماله .
- خاطف مغتصب والآن توم الضاحك يالها من حياة كاملة يا سيد ام اقول يا اندرياس .
تقلص فمه :
- اذاً كان لديك زائرا , مرة اخرى على ما يبدو تحولت فضولية ماريا الى تحريات .
- آه لايجب ان تلومها لاخباري فلابد انها فكرت انني كعشيقتك فعلى الاقل اعرف اسمك .
-بماذا تناقشتم ايضا ؟
- ليس الشيء الكثير الدين والحقيقة انها لم تعد تحب مايك .
- وهل تظنين انها احبته ابدا؟ انت رومنطقية يا جيما , الحب لا يكون في علاقه كمثل التي قاموا بها ماريا واخوك لو كان حبا لكان حافظ على شرفها وطلب منها الزواج .
كان غريبا كم جرحتها تلك الكلمات فقالت بصلابه .
- اذا من حظهم انك ستنتقم لشرف العائلة وتوفر عليهم مشقة العيش سويا بتعاسة والآن ربما ستدعني احظى ببعض الخصوصية لأني اود ارتداء ملابسي اعتقد انك جلبت لي بعضها .
- حذرتك من قبل بالنسبة لقيامك بالافتراضات اذا كنت تشعرين بالحاجه للراحه لقد جلبت لك شيئا.
مد يده في جيبه وقدم لها علبة مربعه , رماها اليها التقطتها مفكرة ماذا سيكون , هل هو يبكيني لكن العلبة كانت صغيرة جدا وثقيلة ايضا فتحتها ناظرة اليها بغباء .
- شاليمار ؟ لكن هذا ... .
- عطرك الذي احضرته من انكلترا وهو المفضل لدي ايضا كم هو لطيف ان تكون اذواقنا متشابهة .
- لطيف .. رددت جيما قافة على قدميها .... كيف تجرؤ على فعل هذا ؟ الم تدني لي مستواي بمافيه الكفاية ؟
- تجدين هذا الفرنسي مدني للمستوى لابد انك فريده من نوع .
- ليس العطر اللعين انها الطريقة وانت تعلم ذلك لم اطلب سوى شيئا ارتديه لكنك تفضل عرض تعري خاص حسنا سأراك في الجحيم اولا , اذا كنت تحبه لهذه الدرجه ارتديه بنفسك .
رمت الزجاجة في وجهه .
- او ابقيها للسيدة التالية ربما ستشاركك رغباتك المختلله .
- كما تريدين لكن رغباتي طبيعية تماما اما بالنسبة لك اشك في انها قيد الحفظ والتي انوي ايقاظها لاحقا .
خرج واقفل الباب وراءه .
وصول الليل بدا نذير شؤم لكل كوابيسها فذعرت .
عندما اصبحت وحدها ارتدت ثيابها بسرعه فاقفلت ازرار القميص ووضعت الحزام فوقه ثم جلست على حافة السرير واضعه يدها على ركبتها وانتظرت .
سمعت صوت المياه في غرفته والصمت الذي اطبق عندما انتهى من حمامه وصوت خطواته فتقلصت في سريرها لكنه تجاوز غرفتها ونزل الى الطابق السفلي .
فاشتمت رائحة اللحم المشوي فتذكرت كم مضى من الوقت منذ اخر مرة اكلت فيها الساندويش .
لم يكن هناك أي نقطة في البقاء خائفة في غرفتها هكذا كل ماعليها فعله هو النزول والرجاء بانها ستجد طريقة ما تقنعه فيها بان يعيد النظر .
ربما ليس من الحكمة ان تغضبة وترمي هدية غالية كهذه في وجههة, لكنها لم تكن نادمة ابدا. فباستطاعتها مقاومة غضبه بغضبها, لكن الخطر يكون عندما يقترب منها ويصبح صوته لطيفا.
كان باب غلافته مفتوحا والمصباح مضاء فتوقفت جيما متساءلة عن ... وفجأة رأت مفاتيح سيارة لابد انها مفاتيح الجيب ,
كادت ان تمد يدها عندما تذكرت ان ليس لديها أي جيوب لتخفيها واذا خبأتها ربما ستفقدهم.
بينما اذا تركتهم في مكانهم واختهم عندما ينام كما خططت فلن يعلم الا عندما يستيقظ في اليوم التالي فتكون قد اختفت هي والجيب .
لكن المشكلة الرئيسية بقيت كيربروس الذي لم تسمع صوته منذ وصول اندرياس لكن هذا لا يعني عدم وجوده في الاسفل ينتظرها للقيام بأي حركة خاطئة .
عندما نزلت لاحظت ان اندرياس على التراس يشوي شرائح اللحم على الشواية , لقد حمدت ربها انها انتظرت قليلا كان ظهره باتجاهها لكن ما ان وصلت الى الباب حتى قال:
- مساء الخير.
ابتلعت جيما ريقها .. مساء الخير... ردت مدعية الهدوء .
- الطعام سيكون جاهزا بعد قليل .
مشيرا الى الطاولة حيث وضع السلطه وزجاجة من النبيذ الاحمر .
- هكذا ارى .... اظن انني اعفيت من مهمة الطبخ .
نظر اليها:
- بعض وصفاتك لا تحمل العبقرية. من يدري ؟ ربما تجولت اليوم في التلال ووجدت بعض الشكران .
- مع ذلك الكلب الذي يسليني ؟ سالت لطف .
- حتى مع انني غير عبقرية. على فكرة اين كيربورس ؟
- لقد ذهب لسيده الذي يعيش في القرية , ربما اشتقت الى الكلب ؟ اتودين الاحتفاظ به بينما انت هنا ؟
- استطيع التفكير باشياء قليلة اود خسارتها ... قالت ومازالت تفتعل اللطف.
- وانا متأكده انني لن اسأل ماهي ... واضعا لها قطعة لحم في صحنها .
- امل الا ترفضي هذه ايضا .
كانت تود لو ان قوتها واخلاقها تساعدها بقذف الشريحه عن التراس نحو الاشجار لكنها لدرجة انها ستأكل الصحن ايضا فابتسمت وهي تراقبه يصب النبيذ في الكؤوس .
- ليس لديك كلب خاص بك ؟
هز رأسه نفيا :
- انا لا اتواجد كثيرا فليس من العدل احضار أي حيوان الى هنا .
- لكني رأيت قطة .. قالت ببساطه .
- هل اطعمتها ؟
ترددت :
- ليس تماما وضعت لها بعض الفتات هذا الصباح .
- اذا انا مندهش لعدم رؤيتك مئات القطط بعدها لأن القطط هنا ليست مدلله مثل انجلترا بل عنيفه ومتسولة .
اعطاها ابتسامه ساخرة :
- والآن انتهينا من مملكة الحيوان يا عزيزتي جيما أي موضوع اخر تقترحين مناقشته بعد ذلك ؟
- فيما يخص اهتماماتي , ليس علينا التحدث على الاطلاق .
- لديك هبة الصمت صفة مدهشة في المرأة .. رافعا حاجبيه .. خاصتي رشفت من نبيذها .. كما تبدو العنصرية من دلالاتك .
توقفت قليلا محدقه به ثم قالت بجفاف :
- هل كان لمايكل اصدقاء مميزين في القرية ؟ اعني رجل .
- ليس على حد علمي . لقد عرف ستافروس بالطبع واشقاء مايا , هل هناك سبب للسؤال ؟
- ليس تماما انه فقد شيء قالته لي ماريا. اخبرتني ان مايك ذهب ليلتقي بصديق ولدي انطباع ان هذا الصديق هو يوناني .
- لا يمكن ان يكون شخص من هذه القرية فلم يعد لديه اصدقاء هنا لكن اظن انه كان في اماكن اخرى قبل ان يأتي الى لوسيناس .
تنهدت :
- اظن انه كذلك, لكن لن اكون متأكده تماما انه من خارج القرية ربما يظن الجميع ان عائلة ماريا يجب ان تفعل هذا واظن انها تعرف صديق مايكل هذا لأنها غضبت كثيرا عندما الحيت على الموضوع .
- ربما لا تظن ماريا انه من الضروري الاحتفاظ بهدوئها مع اخت الذي اغواها ... قال بتهجم.. في جميع الاحوال ليس لديها الحق في المجئ الى هنا يجب ان اتكلم مع ستافروس غدا .
اذهب وكلمه الآن قالت جيما في صمت واخر ما ستراه مني هو اثار اضواء الجيب وهي تختفي في الجبال .
لكنه بالطبع لن يفعل . عندما انهت طعامها سألها اذا كانت تحب بعض الفاكهة كانت على وشك الرفض عندما تذكرت انها حتى لو لم تكن جائعه فالفاكهة ستمد من فترة الوجبة.
لكن عندما اراد ان يملأ كأسها وضعت يدها بسرعه فوقه فهي محتاجه لأن تبقى متيقظه .
ابعدت جيما كرسيها وذهبت الى الدرابزين :
- ماهذا ؟
كان القمر مشعا لاحظت كرة ذهبيه كبيره تتأرجح في السماوات بين سلسلة من النجوم .
قال:
- الموسيقى ؟ انهم يقيمون احتفالا في القرية .
- لاتخبرني لديهم احتفالا عاما .
- انهم اناس طيبون في ظروف اخرى يا جيما العزيزة لكنت اعتقدت ذلك ايضا .
اقترب منها ووضع يده على خصرها ارجعها الى الوراء حتى اصبحت متكئة عليه شعرت بشفتيه تلمسان اذنها فتوترت
والموسيقى في البعيد تعزف لحنا غاويا سمعت صداه في نبضتها بينما سبح ضوء القمر على اجفانها الممضة .
همست :
- لا ..
وابعدت نفسها عنه لقد وضعت خططها ولن تمنعها الآن رغبة او احساس في دمها , لكن الخيار كان لها واكثر,
تساءلت وهو يضع يديه على كتفيها ويديها لتصبح بمواجهته .
كان صوته عميقا محثا جعلها ترتجف .
- انسي يا حبيبتي انسي كل شيء الا اننا هنا سويا ونريد بعضنا .
- لا استطيع... قالت بصوت اجش .. لا استطيع النسيان سأفعل ما تريد واكون أي شي تريد اقسم لكن ليس الآن ليس بعد , اتوسل اليك .
انتظرت بألم رده سمعته يتمتم شيئا ربما تعويذة او صلاة ثم اخذ ذقنها بيده رافعا رأسها نحوه.
- ماذا تحاولين فعله بي يا جيما ؟ اهكذا تعاملين الرجال الاخرين تضعينهم في الجحيم وانت تعرضين عليهم الجنه ؟
هزت رأسها متجنبه نظراته ..
- كانت, كانت تلك كذبة لم يكن هناك ابدا ... ابدا .
توقفت بسرعه ثم اضافت .
- آه انا لا اتوقع منك تصديقي .
- لا اظن انها الحقيقة , اخيرا . قال بتجهم .
- هل هذا يفسر ترددك وكرهك, اتساءل ؟ .. هز رأسه ببطء .. هذا مالا استطيع تصديقه , انت لست طفلة لكن امرأة جميلة .
- انت قلت انك ستكون صبورا . ذكرته
ابتسم بجفاف :
- وانت تقبضين علي بالفخ الذي نصبته يا جيما واذا كنت تذكرين ايضا , قلت بأن صبري له حدود .
حدقت به وكانها تسمرت :
- اذكر ... اهتز صوتها قليلا , .. لكن لن يكون صبرك لفترة طويلة .
- هل هذا وعد ؟ قطب جبينه برقه .
- وعد .
- اذا لدينا صفقة .... انت مخلوقه مزاجية يا جيما في لحظة تكونين فاجرة تشمتين وفي لحظة اخرى حمامة وديعه ايهما اقرب الى حقيقة المرأة التي تعيش وراء عينيك ؟ المرأة التي تتمنى ان تمضي ليلة اخرى وحدها .
تركها وتراجعت هي الى الوراء محاولة اخفاء احساس الراحه الذي تدفق اليها حتى لا تجعله يرتاب , لكنه استدار وصب لنفسه كأس نبيذ بينما وجدتها هي فرصة لتتسلل الى غرفتها
نظرت باتجاه غرفته فرأت المفاتيح في مكانها فأملت ان لا يكون اندرياس قد خطط لامضاء ليلته على التراس يشرب ويستمع للموسيقى .
لم تخلع ثايبها بل بقيت كما هي وغطت نفسها بالشرشف كانت متوترة لكنها جعلت نفسها تسترخي لأنها يجب عليها الانتظار لفترة
في النهاية نامت قليلا ثم استيقظت تدريجيا مقتنعه انه الصباح وفرصتها في الهرب قد فاتت .
لكن الغرفة كانت ماتزال مشعة بضوء القمر والصمت العميق يحل بالمنزل تسللت الى الباب ففتحته بحذر واصغت فلم تسمع أي صوت .
جمعت اغراضها في الوقت الحاضر. ومشت على اطراف اصابعها في الممر فوجدت بابه مغلقا ,لكنها فتحته بسهوله وهدوء , كل ما عليها فعله الآن هو التقاط المفاتيح والذهاب لكن شيئا ما اوقفها لتلقي نظرة اخيرة عليه كان نائما على جنبه، بدا اصغر
فكرت عندما وقفت للحظة طويلة تحدق به , وعقلها يصور لها ومخيلتها تأخذها الى اماكن لم تكن فيها من قبل
ثم عضت باسنانها على شفتيها التي كادت ان تطلق تنهيده فخرجت متسلله بعد ان التقطت المفاتيح بدت وكأنها تودعه مع كل خطوه .
كان الجيب متوقفا قرب المنزل وصلت اليه مرتعشة لكن باستطاعتها القياده ,دلست خلف المقود وشعرت بالارتجاف , حاولت ادخال كل المفاتيح التي معها لكن
بسبب الظلمة وعصبيتها وتوترها , اخطأت المفتاح الصحيح وعليها المحاولة من جديد, هذه المره عدتهم برأسها وهي تستخدمهم ومرة اخرى بسبب سوء حظها , اخطأت .
اخذت نفسا عميقا وهدأت نفسها , المرة الثالثة يجب ان تكون محظوظة.
- هذه مفاتيح سيارتي السوبر يا جيما هل تظنين انني مغفلا تماما؟
كادت ان تصرخ والمفاتيح وقعت من يدها في الجيب .
انحنت لتبحث عنهم لكنه كان هناك قبلها يلتقطهم بيده جامعا معصميها سويا.
صوته استمر ساخرا:
- كدت تقنعيني يا حمامتي الوديعه بمخاوفك العذرية لكن في نفس الوقت كنت متأكدا انك لن تقاومي الطعم الذي امامك.. رافعا المفاتيح اما عينيها .. وكنت محقا .
اهتز صوتها :
- اللعنه عليك .
ضحك بقوة :
- عودة الفاجرة السليطة , انا لست متأكدا من انني لا ارحب بذلك اتساءل كم وجه لشخصيتك سأكتشف قبل ان ينقضي الليل .
لم يكن لديها خيار لقد ادركت الآن انها لم تحظ ابدا بواحد . لقد كانت تلعب لعبة كان هو يملي قواعدها كل خطوة فيها وعندما يريد يغيرها .
في غرفة الجلوس اضاء النور كان حافي القدمين يرتدي بنطلون جينز وعاري الصدر .
وقد ادركت انها لن تدع هذا يحدث فتذكرت كلمات ماريا .. ان اندرياس يمل بسرعه من نسائه .
- انت ترجفين يا عزيزتي ... دعيني ادفئك .
اخذت نفسا سريعا :
- لا .
استدارت بعيدا ضاربه بعرض الحائط العرض المغري للدفء والسعاده والعاطفة واخيرا بالطبع كسر قلبها الذي سيدمرها .
- جيما لا تكوني غبية , تعرفين منذ البداية ... .
- اجل لقد اوضحت موقفك جيدا اعرف لماذا انا هنا واعرف ماتنوي فعله .
- ياحلوتي انوي ممارسة الحب معك .
- لا ليس الحب لقد نطقت اليوم الكلمات الصحيحه عما سيكون الامر مغامرة صغيرة هذه هي كلماتك .
- اجل لكني كنت اتكلم عن ماريا واحوك ليس منا لقد اسأت فهمي ... .
- لم اسيء فهمك ابدا انا اعرف سبب وجودي في هذه الحالة واعرف انك لن تدعني ارحل الا اذا دفعت هذا الدين عن مايكل , اذاً سأدفع اتقبل ان هكذا يجب ان يتم الامر .. لن اقاومك ولن احاول منعك يمكنك ان تحصل علي لكن هذا كل ما ستأخذه ..
احنت رأسها ثم اضافت :
- اذاً ... اذاً لا تحاول ان تجعل الامر يبدو كممارسة الحب او الرغبة لأن هذا ليس جزءا منها .
- تظنين انني لا ارغب فيك او اريدك ؟
- انا لا افكر بهذا ابدا لأني لا اهتم اذا كان الذهاب معك الى السرير هو جواز مروري سأذهب , لكن ارجوك لا مزيد من لعبة القط والفأر ولا مزيد من الكلام عن ممارسة الحب فقط افعل ماتريد وانتهي من الأمر .
الفصل التاسع
- انت لا تعلمين ماتقولين .
- بل اعلم ليس هناك لي طريقة تجعل الامر سهلا علي لذا اكون ممتنه اذا كنت على الاقل سريعا اذا ليس لديك مانع . اضافت كطفلة مهذبة .
- لكني امانع... وانت ستمانعين ايضا ياجيما , فأنت لست مصنوعه من الخشب اذا لماذا تدعين ان ليس لديك ماشاعر ؟
- لأنه من الافضل عدم وجودها .. اذا سمحت لنفسي بأن اشعر بشيء سيكون الكره كرهك لأحضاري الى هنا كرهي لنفسك لأني امرأة.. انا اريد ان اشعر بهذه الاشياء فهي محطمة مدمرة .
- واللامبالاة أليس كذلك ؟ .. تحداها .
- لا اعلم لكن هذا كل ما لدي .
- اذا ليكن كما تتمنين .
ذهبوا الى غرفته راقبته يرتب سريره ثم استدار وخلع بنطلونه .
اذا كانت قد املت بان يقتل خطابها فيه أي رغبة فقد اخطأت بالحساب فكرت بقلق .
- مازلت منتظرا .
القت نظره سريعه لقد كان في السرير متكئاً على مرفق واحد يراقبها بعينين قاسيتين قاتمتين كالعقيق .
- من فضلك اطفئ النور .
- لا .. رد عليها .
انسلت تحت الغطاء واستلقت بجانبه دون ان تلامسه بدت نبضاتها كالرعد في اذنيها تساءلت اذا كان يسمعها هو ايضا .
ازاح بلطف شعرها عن جبينها وقال .
- ياجيما الحبيبة لا يجب ان يكون الامر كذلك بيننا وانت تعلمين ذلك استديري نحوي ياحلوتي وسأجعلك سعيده .
وبعد قليل تعيسه فكرت عندما ينتهي الامر ... لم تنظر اليه :
- لا هكذا يجب ان يكون الامر .
- اذاً فليكن .. قال بقسوة .
شعرت بالالم يملأ قلبها وعقلها بل اجتاح الكون
لكنها رحبت به لأنه ساعدها على البقاء منفصله قالت انها لن تقاوم وهاهي تفعل وكما يبدو هو حافظ على جهته من الصفقه البارده ايضا فمهما كانت تتوقع لم يكن كذلك فكرت محاولة عدم الفشل .
قال ببرود :
- انت غير خبيره بهذه الامور على الاقل قلت الحقيقة .
ادارت رأسها وحدقت بالشعله الصغيرة قربها كان هناك شعله صغيرة اخرى في مكان ما داخلها تصارع لتحيا ولكنها تجاهلتها .
وعندما تمت الصقه اطلقت صرخه ليس من الالم فقط بل لدهشتها ايضا بأن تمازج جسديهما الذي كان يجب ان يكون جرحا كان في النهاية بيسطا بشكل عجائبي
في تلك اللحظة دعن نفسها تدرك بحرية للمرة الاولى انها تحبه .
مسح لها برفق حبيبات العرق عن جبينها وبعد مرور عدة دقائق قالت :
- هل استطيع الذهاب الآن ؟
- لا . لا تستطيعين .. كان هناك نبرة في صوته تحذرها بعدم الضغط على هذه النقطه .
اطفأ النور وضع ذراعه حول كتفيها فتوسد رأسها صدره حتى سمعت خفقات قلبه كخفقه الكون تحت يدها .
بعد ما حصل من الجنون ان تشعر بالامان والراحه فكرت لكن بعد قليل ضد كل العقائد ضد كل الاسباب غفت بين ذراعيه .
استيقظت مع جمال الفجر وادركت انها مراقبه ادارت رأسها ونظرت الى عينيه .
قبّل فمها بخفه وعرفت مالذي ايقظها .
- هل ارتحت جيدا؟ سألها .
- اجل .
- ولم اؤذيك كثيرا اليس كذلك ؟
احنى رأسه وقبلها .
- ماذا تفعل ؟ سألته هامسه .
رفع رأسه وابتسم لها :
- امارس الحب معك يا حبيبتي كما كان يجب ان افعل الليلة الماضية .
ثم قبلها من جديد .
قالت بصوت اجش :
- لا .
- اجل ... ناقضها بخنق مفاجئ في عينيه وصوته .
- في الليلة الماضية ياجيما جعلتني اشعر بأني حيوان لن تفعلي ذلك مرتين من هذه اللحظة اريد ان اشعر كأنسان من جديد , ان اشعر كما يشعر الرجل تجاه امرأته .
- انا لست امرأتك .
- اخبريني ذلك لاحقا .
بعد مرور وقت طويل قالها لها :
- كلميني .
- عن ماذا ؟
- عن نفسك المهنه التي تكلمت عنها مثلا .
- لن تجدها ممتعه .. انا ابيع آلات كاتبه الكترونية .
- لنفسك ؟
- لا انها لشركة , ويستخدم غراهام فريقا من الفتيات .
- هل غراهام هذا رئيسك ؟ اخبريني عنه .
- هو لطيف وعملي ورجل اعمال قاسي , دائما ينتحب بأن الشركة على حافة الكارثة انه يعجبنا جميعا .
- هل هو شا ؟ ام ذا عمر متوسط ؟ متزوج ؟
- تقريبا في الـ40 من عمره ومتزوج جدا له 3 اولاد وزوجته تعمل في الشركة ايضا .
- هذه عادة في موطنكم ان تثبت الزوجه نفسها في مجال العمل مع زوجها ؟
- اقول ان هذا يعتمد كثيرا على العمل نفسه .
- ربما, والاولاد ؟ قلت 3 ماذا سيحل بهم ؟
- جميعهم في المدرسة وجينفر لديها مربية.. يبدو انك لا توافق على ذلك .
- كيف يعيش الرجال الآخرون حياتهم امر بالكاد يهمني لكن عندما اتذكر احتياجاتي في مرحلة طفولتي فأنا سعيده بأن امي كانت هناك لا مربية ولا اي شيء من هذا النوع يمكنه ان يحل مكانها .
- هل مازالت امك على قيد الحياة ؟
- بالطبع .
- وهل كنت انت طفلا وحيدا .
- لدي اخ واختين , جميعهم اصغر مني .
- اذاً انت رأس العائلة .
- اجل .
قبلها ثم تمدد على ظهره محدقا بالسقف .
في الاسفل سمعت صوت تحركات خفيفة فنظر اليها .
- لقد وصل طعام افطارنا , هل انت جائعه ؟
- قليلا .
- اذاً سأحضر لنا بعض الطعام ... الا اذا كان لديك خطط اخرى ؟
- لا .. انكرت بسرعه .. لا ابدا .
- اذا دعيني اعلمك بعض اليونانية رددي ما اقول .
فقال لها جملة كررتها ثم نظرت اليه بارتياب :
- ماذا اقول ؟
- قلت ماكنت خجله جدا من قولها في لغتكم ياجيما الحبيبة لقد قلت لي ابقى هنا معي , فأنا اريدك كثيرا .
- آه .. ايها الوغد , هذا ليس صحيحا .
- ليس صحيحا ؟... اذاً اثبتي ذلك ...
لفت جيما المنشفة فوق جسدها بعد ان انهت حمامها ودخلت الغرفة لقد فتح اندرياس كل النوافذ قبل ان ينزل , فخرجت الى الشرفة ووقفت تجفف شعرها بيديها شاعره بالحيوية والاشراق لم يبد الهواء نظيفا هكذا من قبل وكذلك الوان الصخر والسماء .
نظرت الى نفسها في المرآة وابتسمت كان هناك بعض العلامات على كتفيها وجسدها لم تكن من قبل .
عرضت كتفيها للشمس هاهي الآن لم تعد طفلة بل اصبحت امراة بكل ما للمراة من تأكيدات وقوة امرأته .
رأت حركة خفيفة من زاوية عينها ومضة لم تكن هناك من قبل فادارت رأسها بحده فكانت ماريا بفستانها الاحمر وانعكاسه على الصخور الذي اعطى هذا اللون بينما هي تتسلق صعودا الى الجبل .
قطبت جبينها . من الواضح ان الفتاة لا تريد ان يراها احد فكانت تنظر دائما خلفها نحو القرية في البدء تساءلت جيما ما اذا كانت هاربةلكن يبدو انها لا تحمل شيئا معها , واذا كانت في طريقها لزيارة قرية اخرى لماذا تتصرف هكذا ؟
لكن جيما فكرت ان هذا ليس من شأنها ما ستفعله ماريا لكنها توقفت فجأة مصعوقه منذهله لنها كادت ان تنسى سبب وجودها في الفيلا .
فبسبب ماريا دخل اندرياس حياتها ليس كحبيب بل كمنتقم والآن عليها ان تواجه الحقيقة المرة يان ساعاتهم التي قضوها في السرير كانت لتنفيذ الانتقام .
ارتجفت وكأن غيمة مرت فوق الشمس لقد فعل تماما ما هدد به اخذها لمتعته دون حب لقد فعل تماما ما هدد به لمتعته دون حب او وعد بالارتباط.
لقد بدا الامر ساخرا فمنذ عدة ايام فقط كانت تشتكي لهيلاري كيف ان جميع الرجال اللذين قابلتهم كانوا يريدون بسرعه الارتباط الجدي .
احب ان آخذ الامر ببطء ذكرت نفسها بألم كل خطوة في وقتها وها هي الآن , لا تعرف ماذا ستفعل .
ولا يمكنها الادعاء بأنها لم تر الخطر لأنها ادركته منذ اللحظة الاولى التي راته فيها .
احنت رأسها وهزت جسدها تنهيده في الليلة الماضية كانت تعرف تماما ماذا تفعل لقد قاومت احاسيسها بعقلها وفازت قليلا .
لكنها استمرت في محاربته لكن حبها له خانها واحتياجاتها التي لم تكن تعلم بوجودها حتى , لكنه علم فكرت , فلديه خبرة شيطانية ففي كل مرة كان يلمسها , يقبلها كان يحرك الاحاسيس النائمة فيها ويخطط لكيفية ايقاظها .
عند الفجر فكرت بقوة عندما كانت نصف نائمة لقد نسيت كل شيء ياستثناء كم كان يريدها .
لقد املت فقط ان تستطيع نسيان كل ماحصل بينهم بسهوله .
- بماذا تحلمين ؟
وضع يديه على كتفيها فأجفلها .
- كنت اتأمل المنظر .
ثم اشارت :
- ماهذا هناك ؟
- بعض الماعز الكثير من الصخور وكوخ قديم يستعمله الرعاة, لماذا تسألين ؟
- ظننت ان هناك قرية اخرى .
ثم دخلت الى الغرفة .
- مازلت تحاولين الهرب ياحبيبتي جيما ؟
تكلم بخفة لكن حدقتا عينيه ضاقتا .
- لا. فكما ذكرت من قبل , لن استطيع الابتعاد وانا في هذه الملابس .
- لكن مع ملابسك والجيب . يمكنك الذهاب الى أي مكان تريدين حتى اغيوس نيكولاس .
خفق قلبها بعنف :
- ستدعني , ستدعني اذهب ؟
- لا . ايتها الحمقاء .. يجب ان اذهب الى هناك في عمل وظننت انك ربما تودين المجيء معي .
توقف ثم قال :
- حسنا ما رأيك ؟
- وما هي الخيارات الاخرى يوم اخر مع كيربروس ؟
- ربما .
- اذا سأذهب الى اغيوس نيكولاس .. قالت بغير امتنان فضحك هو .
- انت بالطبع امرأة متناقضه في السرير ملاك عاطفي .على الافطار ذات لسان سليط..
قدم لها الصينيه .. كلي بعض العسل والخبز فربما هذا سيحلي طباعك .
عضت على شفتها :
- لقد ذكرت ملابسي هل تعني انني سأستعيدها ؟
- حقيبتك في الاسفل .
- وماسي ؟ وجواز سفري ؟
- ليس هؤلاء وحتى ليس تذكرة عودتك الة انكلترا .
نظر اليها نصف ابتسامه .. هل انت متشوقه حقا لمغادرتي ؟
- لم يعد لوجودي اهمية الآن فقد حصلت على ما تريد .
- وانت لا ؟
- آه , بالطبع .
جلست على حافة سريرها وصبت لنفسها بعض القهوة .
- لقد كان طموحي دائما بان يغويني رجل خبير سيكون هذا قمة ماحدث لي في رحلتي .
مر بصمت موتر ثم قال بجفاف .
- لكنك نسيت بأني انوي تزويدك بذكرى اكبر لبقائك هنا .
وضعت فنجانها على الصينيه وشعرت بلونها يتغير , ومن غير ارادتها وضعت يدها على معدتها وصرخت .. لا .
- لديك سبب لتفكري بأنك منيعه ؟
لم يكن لديها أي سبب على الاطلاق فقد كانت منهمكة جدا في مقاومتها جاذبيته ونسيت بأن تهديده يتوقف على جعلها حامل .
- يبدو ان الفكرة لا تروق لك الا تودين ان تحملي طفلي قرب قلبك ؟
كان مؤلما ان تلاحظ وجود شيء تريده اكثر لو ان صفعت الافكار من جذورها لقد كان محطما للقلب .
- لن احمله .. قالت .. في انكلترا لدينا وسائل للتعامل مع هذه الامور .
- لكن فقط لمدة معينه من الوقت كيف تعرفين اني سأتركك خلال هذا الوقت .
قالت بصوت منخفض :
- لأني لا اصدق انك بهذه القسوة لقد قلت انك تريد لعائلتي ان تتعذب ؟ فقط معرفتهم اني حامل من رجل لم يلتقوا به يكفيهم ... .
- اذا لننتظر ونرى .
- اجل هل لي ان استعيد حقيبتي من فضلك اود لو ارتدي ملابسي ... قالت بوهن .
- حسنا لكن كلي شيئا فتجويعك لنفسك لن يحل شيئا .
قالت ببرود .. اعتقد هذا .
اخذت قطعة خبز ودهنت عليها زبدة وعسل وبدأت بقضمها لكنها على حق بشيء واحد فكرت وهي تستمع لخطواته على السلالم . هناك حل وحيد وهو الهرب .
شعرت بجيما القديمة عندما ارتدت ثابها ناظرة لنفسها في المرآة. لقد تركها وحدها لتغير وهذا شيء لم تكن تتوقعه لكن عندما سمعته يعود توترت قليلا .
نظر الى ساعه يده :
- حان الوقت للذهاب انها رحلة طويلة .
نظرت جيما الى اظافرها وقالت :
- لقد غيرت رأيي افضل الباقء هنا .
- مع كيربروس . سألها متهكما .
- مع أي شخص او أي شيء .. ارجو ان اكون قد وضحت ما اريد.
- كالبلورة الصافية ... قال واقترب وامسك بذقنها .
- لا تفعلي شيئا احمقا يا حبيبتي .
- ماذا يمكنني ان افعل ؟ فما زلت اسيرة هذه الفيلا , وانت تأخذ الجيب ولدي سجاني اما استعادة ملابسي فلا تشكل أي فرق .
ابتسم بتجهم:
- انت مخطئة صدقيني يا حبيبتي , بل هي الفرق كله .
انحنى وقبل فمها ثم نزل .
فكت جيما امتعتها في غرفتها كانت تضع الثوب الاخير عندما كان انرياس في غرفة الجلوس ينتظرها وقال :
- ها قد وصل رفيقك ... هل احضر لك شيئا من اغيوس نيكولاس ؟
- لا, شكرا.
كانت تود بعض الكتب لكنها تموت قبل ان تخبره .
- ربما نوع اخر من العطور ؟
- لا . حدقت به .
للحظة بدا وكأنه سيقول شيئا آخر لكنه صعد الى الجيب وذهب .
غرقت في الكنبه وبدأت في البكاء , تدحرجت الدموع على خديها الى التنورة التي ترديها ثم رأت كيربروس يضع انفه في حضنها يقدم لها كل اشارات الحمل في ثياب ذئب ثم قالت بانكسار :
- آه ,كيربروس يجب ان اكرهه لكن لا استطيع . لم يمض سوى يومين لكنه يبدو لي دهرا ,وسيكون كذلك لأنني سأحبه حتى مماتي .
نهضت وامسكت طوق كيربروس وقالت :
- انت وانا سنتنزه قليلا .
شعرت بأنه يفهم عليها . فاحست بقليل من الراحه, ولدهشتها اطاعها دون ادنى معارضه عندما اصبحو في الخارج تركت طوقه فسار قربها .
- انت مخادع .. امسكت جيما باحدى اذنيه ... البارحه جعلتني اموت من الخوف واراهن انك في البيت تبحث عن جوارب صاحبك وتحضرها له .
وجدت جيما الطريق صعبه جدا للمشي بالطبع هذا آخر مكان يمكن ان تمشي فيه المرأة الحامل, فكرت كانت تفكر في ماريا لكن بالطبع نفس الشيء سيحصل لها .
صارعت لتنهي الياردات القليلة المتبقية فوصلت الى ما يشبه الواحة كان منظر الوادي ساحرا لكن هل هذا ما اتت ماريا لرؤيته ؟
بجانبها نبح كيربروس بقوة واحذها الى ماظنت انه صخور على شكل جدار لكن ما رأته جيما لابد انه بقايا كوخ الرعاة الذي تحدث عنه اندرياس .
كان هناك باب صغير لكن دون نوافذ وسقف من الخشب. اختفى كيربروس في الداخل فلحقته منحينيه لتجنب رأسها الصدمات . بعدما اعتادت عينيها على ضوء خافت لاحظت ان الكوخ قد استعمل مؤخرا . فوجدت صحن معدني فيه بقايا طعام وزجاجه ماء وكيس نوم .
جف فم جيما فجأة فركضت قرب الامتعه تبحث بها فرأت ما توقعته كتب عليها اسم مايكل ليسلي اذاً كان هنا يعيش في هذا الكوخ مختبئا من عارئلة ماريا , ارتجفت اذاً هذا ما اتت ماريا من اجله لكن الم يفكر احد منهما في العواقب اذا ما ارتابت عائلتها في مشوارها اليومي وتبعتها ؟ وقد آلمها ان تكون ماريا قد اخبرته بوجودها في الفيلا , وسبب ذلك ولم يحاول مساعدتها ,
لابد انه خائف فكرت جيما رفع كيربروس رأسه نبح بقوة وخرج في نفس اللحظة سمعت جيما صوت خطوات تقترب فقالت بارتجاف :
- مايك ؟
وتحركت الشمس .للحظة لم تستطع رؤية شيء اليدين التي امسكتها آلمتها كانت مألوفة لديها وصوته يرتجف من الغضب , وقال اندرياس :
- ماذا تفعلين هنا ؟
- اتيت لأتنزه , ظننت انك ذهبت الى اغيوس نيكولاس , لماذا عدت ؟
- لأني لم اثق بك ويبدو اني كنت على حق عندما وجدت البيت خاليا تذكرت الاسئلة التي سألتني اياها عن الجبل , انت حمقاء صغيرة هذا ليس مكانا لك , لكنت وقعت وجرحت نفسك ومن اجل ماذا ؟
- شكرا لأهتمامك.. ابتعدت عنه..هل هذا الاهتمام من اجلي ام اجل البذور التي زرعتها بي ؟
تطاير الشرر من عينيه, مما جعلها تتقلص بعيدا عنه :
- كيف تجرؤين على الكلام معي بهذه الطريقة ...
توقف فجأة ليهدئ من حدة اعصابه , ثم قال :
- اسألك من جديد ياجيما , ماذا تفعلين هنا ؟ ام يجب على ان احزر ؟
قالت في شبه صوت ..لا ....
لكن قبل ان تستطيع الكلام كان قد تجاوزها الى الكوخ ثم عاد متجهما .
- اذا كان هنا طوال الوقت . لو علم ستافروس , لوكنا نعلم , كنت تضحين من اجله هذا الاخ الذي لا يستحق شيئا فبينما كان هو يختبئ كنت تدفعين ثمن غلطته .
- ربما لا يعلم قالت بيأس .. ربما عاد منذ مدة فقط .
- كان هنا لمدة ايام . الا تعدين اعقاب السجائر ؟
- اعقاب السجائر ؟ لكن مايك لا يدخن . .. قالت بانذهال .
- اذا لا بد انه بدأ منذ اخر مره رأيتيه فيها .
- لا يمكن فهو ينظر الى السيجارة كمصدر تلوث لن يستخدمها ابدا تحت أي ظروف .
- الخوف يصنع اشياء غريبة بالانسان .
- ابدا حتى لو كان جبانا .
مر صمت قصير ثم نادى اندرياس لكيربروس .. تعالى .
بينما وضع ذراعه حولها :
- سنذهب الى الاسفل .
وصلت لاهثة الى البيت فقال ساخرا :
- لقد افسدت حذائك السخيف .
قالت في صوت مرتجف :
- يجب ان ابدل ملابسي .
- اذا افعلي بسرعه .
حدقت به :
- لا تعطني اوامر بالاضافة الى انني اذيت كاحلي . ولا استطيع الاسراع .
- اسمحي لي بمساعدتك .
حملها بين ذراعيه كطفلة الى الغرفة ثم اوقفها على قدميها وسحب ثوبا من الخزانة بلا اكمام مصنوع من القطن .
-ارتدي هذا سأعود بعد عدة دقائق كوني جاهزة لتذهبي معي .
- الى اين سنذهب ؟
- الى القرية .
- لتخبرهم عن مايك ؟ سألته بارتعاش.
قال بنفاذ صبر :
- هذا ليس من شأنك .
- فمهما فعل هو اخي ..
خلعت ثوبها وجعلته يقع على الارض واقتربت منه واضعه يدها في فتحة قميصه ,فهمست قائلة :
- ارجوك اندرياس . لا تسلمة سأفعل أي شيء ارجوك ...
لم يتحرك ابدا في البدء , لكنه لمسها حينها , ليبعدها عنه فقط محدقا بها بسخرية :
- تحاولين رشوتي ياجيما العزيزة ؟ اذا حاولي ان تعرضي علي شيئا لا املكه .
سار الى الباب متجاوزا اياها فخرج وتركها تشعر بالاهانه والوحده .
بعد عدة ساعات كان الجيب يجب ان يعرفها عليها ..ز وعندما نزلا في الفندق كانت هناك مفاجئة انثوية تنتظرهما .
ثم تدخل صوت انثوي يتكلم الانكليزية بطلاقة .
- اندرياس , اين كنت تختبئ طيلة هذا الوقت ؟ لقد اشتقنا اليك .
استدار اندرياس ليقابلها , ابتسم لها بسهولة . قال :
- انت تمدحيني يا هيلفا . انا متأكد ان حياتك مليئة جدا مسلية جدا لتتذكري .
ضحكت :
- اذا انت على خطأ كنا نقول على الغداء منذ قليل كم انت قاسي في نبذناهكذا .
اقتربت منه اكثر واضعه يدها على ذراعه :
- لكن من الجيد رؤيتك لأن لدي دعوة لك . غدا عيد ميلاد والدي ولدينا احتفال خاص سيكون هو وامي سعداء جدا اذا انضممت الينا .
كانت ابتسامتها كالفائزة, واصابعها تتجول على بشرته السمراء راقبتها جيما راغبة في ان تستعمل معها العنف .
- لو كان ذلك ممكنا لكن للأسف لدي ارتباطات لعدة ايام .
- سيخيب املهم فنحن بالكاد رأيناك هذه السنة .
ثم انتقلت نظراتها الى جيما :
- ليس لطيفا منك ان تهجر اصدقاءك القدامى .
- هل فعلت ذلك ؟ اذا سأعتذر اوصلي احترامي الى والديك واكدي لهم انه يشرفني تناول العشاء معهم ربما في الاسبوع القادم .
- سيكون هذا جيدا , سنكون متشوقين لذلك ...والآن الن تعرفني بصديقتك الصغيرة ؟
تصافحت جيما معها بتهذيب وتمتمت ببعض الكلمات تفحصتها عينا هيافا بكل تفاصيلها وافهتمها برفة من حاجبها انها تحتقر شكلها .
كان اندرياس ينظر عابسا الى ساعه يده فحسب جيما الى جانبه وقال :
- يجب ان اذهب ..وازدادت عبسته .. هل ستكونين بخير .
قالت بأشراق .. اجل .
وراقبته يبتعد عن حافة البركة احتاجت الى كل قواها حتى لا تركض وراءه لم تعرف ما نوع العلاقة التي تربطه بالفاتنه هيلفا .
لكنها ضمنت نوعا ما . لقد كانت جميلة ومثيرة ومصممة جدا انها قادرة ادركت جيما .
والاسبوع المقبل عندما ستغادر الى انكلترا والاسبوع المقبل وعدهم بالعشاء معهم مع هيلفا للحلوى .
بلا شك فكرت واظافرها تحفر في راحتي يديها. وقد كانت حمقاء لتشعر بمرارة بالغيرة لأنها علمت منذ البدياة انها موجوده لتحقق انتقاما مريرا وسيكون لفترة مؤقته وعندما سينتهي .. ستكون هيلفا ومثيلاتها في الانتظار ...
وسأنتظر انا ايضا فكرت جيما بألم انتظر لبقية حياتي .
الفصل العاشر
تمددت جيما تحت المظلة مدعية القراءة فقد كان ديمتريس لطيفا معها لأقصى حد مقدما لها كرسيا مريحا ومظلة وعرض عليها مجموعة من اروع القصص لتختار ما يعجبها
والح عليها شراب بارد لكنه لم يستطع اقناعها بمرافقته الى بوتيك الفندق لتختار بيكيني مناسب لها .
السيد اندرياس بقي يردد اسمه هكذا السيد اندرياس لن يكون راضيا اذا لم ينفذوا مهمتهم على افضل وجه .
لكن جيما بقيت على موقفها . لم ترد ان تسبح اخبرت ديمتريس لأن المياه تبدو بارده فهي تفضل البقاء في الظل .
اخيرا هز رأسه بأسى وقال انها اذا ارادت شيئا ليس عليها سوى قول ذلك .
عرفت انها بدت حمقاء لكنها لم تستطع فعل شيء فقد كانت تعي نظرات هيلفا الحادة تتبع كل حركة لها على البركة فهي بالمقارنة معها فضلت ان لا تكشف جسدها امامها ابدا .
حاولت ان تسلي نفسها بالكتاب فقد كان لأحد افضل الادباء لكن مشاكل الشخصيات الرئيسية بدت باهته نسبة الى مشاكلها .
- ماتزالين وحيده ..
سألت هيلفا بحلاوة ماكرة دون ان تنتظر أي دعوه اشارت الى النادل كي تحضر لها كرسي وضعها قرب جيما .
كانت نظاراتها الشمسية معها وزجاجه من الزيت الثمين. بدت وكانها اتت لتبقى وهي تتمدد على الكرسي وتدهن الزيت على جسدها .
- انه شيء سيء من اندرياس حتى يتركك هنا كل هذا الوقت . لكن هكذا هو .
توقفت بينما تساءلت جيما بجفاف عما ستقوله .
- شكرا , للتحذير .
- هل تعرفينه منذ مدة طويلة ؟ وكيف التقيتم ؟
كانت تعاين جيما بغرابه .
قالت جيما بخفة :
- ليس منذ فترة واعتقد بامكاناك القول ان اخي جمعنا سويا .
استطاعت رؤية هيلفا وهي تحاول جعل الامر ينجح لكنها فشلت , ثم قالت هيلفا :
- انت هنا في اجازة اعتقد .
افتراضها كان صحيحا لكن ما ارادت هيفا معرفته هو متى سترحل , وستكون ملعونه اذا اخبرتها.
- اجل دائما اردت المجيء الى كريت .
واكملت تحدثها عن المتاحف التي زارتها والآثارات .
واخيرا قاطعتها هيلفا :
- لكن لايمكن ان تكوني قد التقيت بنيكولايدز في هذه الاماكن , هذا مستحيل. وانت لست من نزلاء الفندق. هل اتيت في علبة سياحية ؟
جعلت الامر يبدو مهنيا وهذا ما ارادته تماما .
وفكرت جيما .. انا لست الوحيده التي اكلتها الغيرة ستكون هنا عندما ارحل انا لكنها غير متأكده .
لكنها قالت في المقابل :
- لا انا باقية هنا لسوء الحظ , انه مكان جميل اليس كذلك ؟ هل تنزلين هنا غالبا ؟
- نحن ننزل هنا كل سنة منذ ان افتتح الفندق ونمضي عادة شهر واحيانا اكثر .
ردت هيلفا بغير امتنان وتودين ان تكوني ابدية, اضافت جيما بصمت , ليس عليك ان تقلقي بشأني فأنا عابرة سبيل فقط .
لكن كل ما قالته كان :
- انه من الرائع الحصول على الحرية .
حيث رات ديمتريس تقريبا يركض نحوها .
- اعذروني ياسيدات .. كان يبتسم بنعومه .. لكن السيد اندرياس يود منك ان تنضمي اليه في جناحه الخاص يا آنسه .
نهضت شاكرة في المقابل نظرت الى هيلفا مبتسمة :
- الى اللقاء ياسيدة .. قالت بتهذيب .. شرف لي ان اتعرف بك .
ابتسمت هيلفا في المقابل :
- الى اللقاء ويمكنك ان تقولي لأندرياس انه اذا اراد تغير رأيه بالنسبة للعشاء غدا, كل ماعليه فعله هو المجيء وسيكون مرحبا به .
- سأخبره .
وافقت جيما بهدوء ومشت بعيدا . بينما مشوا الى الفندق قال ديمتريس :
- امل ان تكون السيده غريتز قد قالت لك شيئا يغضبك , اباها صناعي كبير في شتوتغارت وهي مدللته .
- بل مفسدته لكن استطيع التعامل معها بنفسي .
- لكنها قد تكون صعبه والسيد اندرياس لم يكن مسرورا عندما رآها تتكلم معك .
لم تستطع معرفة السبب فلا يمكن ان تخبرها هيلفا بشيء لا تستطيع معالجته .
لم تستطع معرفة السبب فلا يمكن ان تخبرها هيلفا بشيء لا تستطيع معالجته .
لم يستخدموا المصعد العام بل دخلوا عبر باب في محيط الاستقبال عابرين ممر يؤدي الى مصعد خاص .
- هذا يؤدي الجناح الخاص .
قال ديمتريس وهو يكبس الزر كانت جيما ضائعه تماما عندما بدأ المصعد الصعود .
- اذا ماذا يوجد فوق ؟ مكاتب ؟
- فقط مجلس الادارة يا آنسة وشقة السيد اندرياس التي اعتاد النزول فيها في الفندق .
- وهل ياتي غالبا الى هنا ؟
سالت متساءلة عن تكاليف شقة خاصة في فندق ضخم كهذا .
- قد ما يستطيع فالسيد نيكولايدز يحب ان يدير فنادقه عن قرب كما كان يفعل ابيه قبل .
شعرت بدوار وكأن جدار المصعد ستقع عليها , فقالت لاهثة :
- لم افهم جيدا يا ديمتريس . هل تقول ان هذا الفندق يملكه السيد اندرياس ؟
بينما فتح ابواب المصعد . نظر ديمتريس اليها باستغراب .
- بالطبع , يا آنسة كيف لا تعلمين ؟
- بالطبع كيف ؟ قالت جيما بسخرية .
تجاوزوا مجلس الادارة . ثم قرع ديمتريس على الباب فتح الباب اندرياس ووقف في الممر وكان قريبا جدا حتى كادت ان تلمسه .
اجبرت نفسها على الابتسام وهي تنظر اليه فرأت انه ادرك ذلك .
كانت غرفته جميله مليئة بشعاع الشمس والالوان بعيده عن البساطه في فيلا ايون . كانت هناك نوافذ ضخمة على الجانبين تعطي منظرا متواصلا للخليج وحدائق الفندق اذا هكذا عرف بان هيلفا كانت معي فكرت .
قالت في صوت خشبي :
- فندقك رائع , اية مغفلة ستكون اعتقدتني اتكلم عن غزل النسيج .
- لم افكر بد ابدا كمغفلة يا جيما ... هلو تودين بعض القهوة ؟ او تفضلين الشاي .
- او حتى شمبانيا .
اكملت تحدق خارج النافذة وكأن المشهد اسرها .
- وهذه ايضا ... ايدها .. هل هذا ما تودينه ؟
هزت برأسها :
- القهوة ستكون جيده استطيع الفهم الآن لماذا كنت واثقا بان السلطات ستصدقك.. فالخطف ليس من الاعمال التي يقم بها مالكي الفنادق المحترمين , مما قاله ديمتريس استطيع القول ان لديك مجموعه منهم .
- هناك واحد اخر في ريثيمنون كما في رودوس وكورفو .
- سلسلة نيكولايدز . كان يجب ان ادرك ذلك عندما ذكرت السيده غريتز اسمك لكن حتى وقتها لم افهم الترابط .
- لقد سمعت بهذه الفنادق ؟ بدأ متفاجئا .
- سمعت اجل . لكني لم اتوقع ان ادخلها في يوم من الايام .. ابتسمت باشراق .. خبرة اخرى لأخبرها عندما اعود للوطن الاسبوع القادم .
جلس على صوفا عليها الكثير من الوسائد, وبدأ يصب القهوة .
- اظن ان عودتك للوطن هو امر يجب مناقشته.
جف حلقها :
- تعني انك ستبقيني هنا ؟
- على العكس ياجيما الحبيبة اظن انه من الافضل لك الذهاب الى الوطن على الفور. غدا اذا استطعنا تدبير رحلة مناسبة .
اخذت الفنجان الذي ناولها اياه . لم تهتز اصابعها مما ادهشتها في حين فكرت بان حياتها قد انهارت اما عينيها .
- غدا سيكون رائعا بالنسبة للجميع... شربت بعض القهوة وبقيت مبتسمة.. سيكون بامكانك حضور حفلة السيد غرتز . فهيلفا طلبت مني ان اخبرك بان الدعوة مفتوحه .
- هذا لطف منها .
- فكرت ذلك ايضا .
قالت بالرغم من التكييف في الغرفة الا انها شعرت بحرارة وبرودة حتى انها في اية لحظة ستصطك اسنانها:
- هل تظن انه يمكن الحجز للغد ؟
- سأتصل بمكتب السفريات واطلب منهم تنفيذ الاجراءات اللازمة سيكون من السهل نقل القسم الغير مستعمل من تذكرة عودتك .
بدا كل شيء سليما وكان يجب ان تشكره لكن الامر كان صعبا عليها ان تجد الكلمات وهو تموت في داخلها .
شعرت لرغبة قوية ان ترمي نفسها بين ذراعيه, على قدميه وترجوه الا يرسها بعيدا . وربما احس هو بوحدتها وبيأسها لأنه قال لها بلطف :
- جيما صدقيني من الضروري ان افعل هذا . اتمنى لو استطيع التوضيح لك اكثر .
يشرح ماذا؟ ان بينها وبين تلك الابنية الفاتنه للألماني الصناعي الثري لم يكن هناك وجه للمقارنة ؟
وعندها في مكان ما من عقلها رأت كوخ الراعي وتملكها الخوف .
قالت بحده :
- انه مايك اليس كذلك شيء له علاقة به وانت لا تريدني ان اكون هنا عندما يحصل ذلك ؟. ام حصل وانتهى ؟ صديقك ستافروس, هل وجد مايك ؟ هل اذاه ؟ .
- لا .
وقف اندرياس واقترب منها وضع ذراعيه حولها .
- انه ليس كذلك اقسم لك يجب ان يؤذيني اولا , لكن ارتكبت خطأ جسيما فيك ياجيما , وبطريقة ما احتاج لأن اقدم بعض التعويضات . يجب ان تفهمي ذلك .
هزت رأسها بقلق :
- انا لا افهم شيئا منذ اليوم الاول . ربما يجب ان تتصل بشأن تذكرة السفر الآن .
- اجل .
كان هناك تليفون على الطاولة قرب الصينية وراقبته يرفع السماعه ويطلب الرقم . لم تفهم أي كلمة من المحادثة القصيرة , لكنها شعرت بان صوتها سيبقى مطبوعا في ذهنها للأبد .
- قال كوستاس يتصل بنا حلما يعرف الاخبار .
- هذا جيد . انه امر مؤسف انك لم تضع حقيبتي في الجيب هذا الصباح , فعندها لن نحتاج العودة الى الفيلا لأحضارها .
- لا عليك .
بدا عرضيا في قوله غير مبال فكرت عواطف العاشق التي كان يقدمها في قبلاته لم تكن موجوده وربما لم تكن ابدا .
ربما لم يكن يوجد سوى دم المنتقم لشرف ماريا, دور تمتع به والآن يتمنى النسيان قدر الامكان . تكلم عن التعويضات لكن لم يكن كالمنتقم , بل لقد مل منها واراد العوده الى حياته الطبيعية من جديد .
كانت تعلم ان هذا سيحدث توقعته لكن ليس بهذه السرعه فكرت بوحشية .
اسرعت في الكلام محاولة ايجاد موضوع آمن .
- هذه شقة فاتنه , انا متفاجئة من احتمالك المغادرة منها .
- انها مفيده , لكنها لا توفر لي بعض الخصوصية .
قال بجفاف :
- هل تودين المزيد من القهوة ؟
- لا شكرا . قالت بتهذيب فهي بالكاد رشفت مما معها .
- هل استطيع رؤية باقي الغرف ؟ سألت
رفع حاجبيه وقال ببروده :
- سأكون مسرورا بذلك.. وقف... هل نبدأ من الحمام ؟
لم تكن لتهتم لو عرض عليها رؤية مظلة الحديقة فهي لم ترد رؤية الشقة بل ارادت ان تقول شيئا ان تفعل شيئا ليملأ ذلك الفراغ المؤلم بينما تنتظر سماع ما اذا كانت ستذهب غدا .
تجول معها في الغرف , لكن كل ما كانت تفكر فيه هو رغبتها في ان يحتضنها ويقبلها ان يحملها الى السرير , لكن بدلا من ذلك سمعته يقول لها :
- هكذا اكتملت الجولة .
واحست به يبتعد عنها الى غرفة الجلوس وشعرت بوجنتيها تحترقان بغير طبيعية وقد شكل لها رنين الهاتف راحه مؤقته .
رفع اندرياس السماعه واصغى , لم يدل وجهه على شيء .
ثم اومأ قائلا بعض كلمات الشكر ووضع سماعه الهاتف .
- لقد سوي الامر هناك طائرة في الساعه الرابعه بعد ظهر الغد وقد تم الحجز لك فيها .
شعرت فجأة بالجفاف في فمها كانت خائفة من ان تتشقق شفتاها . قالت .
- شكرا لك , كيف سأصل الى المطار ؟
-انا سأخذك .
- هذا لطف منك . قالت بتهذيب لكن لا اريد ان اسبب لك اية مشكله .
تقلص فمه لكنه لم يرد .
سارت جيما الى النافذة الاخرى , وقفت تحدق تقولم دموعها بكل قواها لا استطيع الانتظار يريد التخلص منها وكل ما لديها الآن هو الذهاب ببعض الكرامة.
فالانفجار بالدموع او اظهار اية عواطف ضعيفة ستكون غير لائقة تمام اخبرت نفسها .
سألها اخيرا :
- هل تودين تناول العشاء هنا , ام العودة الى الفيلا ؟
- لم تنظر اليه , قالت :
- هل تقصد هنا , ام ..... ؟
قال باقتضاب :
- عنيت في المطعم اذا لم يكن لديك تفضيل معين من الافضل لو عدنا الى لوسيناس .
- افضل ذلك ايضا .
- اذا من الافضل ان نذهب .
التقط القصة التي احضرتها معها من مكانها قرب البركة :
- هل هذه لك ؟
- ديمتريس اعطاني اياها اود ان احتفظ بها واقرأها في الطائرة لكن بالطبع سأدفع لك ثمنها عندما استعيد مالي .
- كلك نظر لكن ربما ستقبلينها مني كهدية لأني ادرك انك لن تأخذي شيئا اخر .
نظرت بعيدا .. كما تريد ... قالت بملل .
- لن نناقش رغباتي اظمن. كانت نبرته متجهمة .
والآن دعينا نذهب .
كانت الشمس قد غابت عند وصولهم الى لوسيناس اضاء اندرياس المصابيح فوقفت تراقببه .
- هل انت جائعه ؟
فكرت " لك فقط " لكنها بالطبع لم تعطها أي فكرة هزت رأسها :
- ليس تماما .
- اذا اقترح عليك ان ترتاحي قليلا لقد سافرت كثيرا اليوم ولديك رحله طويلة غدا .
ابتلعت ريقها وقالت بغصة :
وانت ؟
- يجب ان اذهب الى القرية سأحاول عم ازعاجك عند عودتي .
- لكني استخدم كلماتك كلك نظر .
استدارت وصعدت الى غرفتها .
رأته من نافذتها يمشي ببطء باتجاه القرية ورأسه منحنى لم ينظر وراءه ابدا .
سرت قشعريرة في جسدها وعادت الى غرفتها فأخذت الملابس التي فكتهم منذ ساعات ورمتهم في الحقيبة من جديد ودموع الاهانة تحترق تحت جفونها. ثم استحمت وارتدت قميص نومها واستلقت في سريرها نحدق بالظلام .
شعرت بتعب في عظامها لكن عقلها واحاسيسها كانت متيقظة تصرخ بها.
في ايام قليلة قصيرة تغيرت حياتها كليا . الفتاة المعتدمة على نفسها المسؤولة عن عواطفها ومستقبلها لم تعد موجوده ولم تشعر بالندم ابدا.
انزلقت يدها الى حرجها المنبسط متساءلة فقد تمنت ان تحظى بطفل بالرغم من الالام التي سببتها لعائلتها وبالرغم من ان الطفل سيكون جزءا من الانتقام سيترعرع بحب . مهما كانت الصعوبات لن تستخدم الطفل كعذر للأتصال باندرياس ثانية كسلسلة هشة تبقى ارتباطها به , فعندما ستغادر طائرتها غدا ستكون هذه النهاية .
تنهدت فهذا ما سيحدث غدا لكنها الآن عليها مواجهة ليلة طويلة وحيدة .
لم يكن لديها اية فكرة عن الساعات التي مرت لكنها ماتزال مستيقظة سمعته يعود , فتوتر كيانها آملا متوقعا سمعت خطواته الى السلالم. انتظرت تحدق بالباب ارادته ان ياتي اليها , لكن دون تردد تجاوز بابها الى غرفته .
بتنهيدة استلقت جيما هناك لوقت طويل كبرياءها احترامها لنفسها يتصارعان في معركة خاسرة ضد احاسيسها المشتعله .
اخيرا خرجت من سريرها وذهبت الى غرفته كان الباب مقفلا ففتحته بهدوء ودخلت .
كان مستيقظا ايضا فأدار رأسه ببطء ونظر ليها تقف فيي شعاع القمر .قال بهدوء:
-عودي الى غرفتك ياجيما , عودي الآن .
هزت رأسها :
- لا يا حبيبي اندرياس انت سترسلني غدا واتقبل ذلك , لكن دعني احظى بالليلة .
مر صمت ثقيل ثم قال بقسوة :
- انت لا تعلمين ماذا تطلبين .
- آه لكني اعلم ... ابتسمت وفمها يرتجف ... لقد علمتني جيدا ربما لا تدعني امضي بقية الليل وحدي ... لن اسألك شيئا اكثر من ذلك اقسم لك لا متطلبات من أي نوع , لكن دعني ابقى معك الآن .
- آه يا الهي ... كان صوته اجشا .. جيما يا حبيبتي لقد ارتكبت بحقك خطأ جسيما . كم تريدين ان يحتمل ضميري من عذابات .
- ولماذا ستشعر بالذنب ؟ الا اذا كنت لا تريدني؟
- لا ارديك ؟ ياحلوتي الحمقاء. كيف لا اريدك ؟
تسللت اصابعه الى شرائط قميصها وفكها عن كتفيها حتى اصبحت كالغيمة على الارض ثم رفعها بين ذراعيه وحملها الى السرير .
توسدت صدره برأسها وناما وعندما استيقظا كان الفجر يشق طريقة في ظلام الليل فتعلقت والتصقت به مدركة بألم ان هذه هي المرة الاخيرة التي ستقع فيها بين النجوم على الارض معه . وهذا الألم السعيد كان وداعهما لبعضهما .
استيقظت جيما اولا . استلقت للحظة طويلة تراقبه وكأنها تحفظ كل تفاصيله ثم تحركت بحذر شديد حتى لا تزعجه وخرجت من السرير .
هذه هي المرة الاخيرة التي ستحضر فيها الافطار لهما .
نزلت بصمت الى المطبخ بعدما ارتدت قميص نومها فلم تجد خبزا ملآت الابريق ووضعته على النار ليغلي سمعتصوت خطوات على التراس فنادت .
- ما ريا, انا هنا .
مر صمت طويل فعبست متجهمة نحو الباب .ماريا ؟.. ثم تجمدت في مكانها ووضعت يدها على فمها مصدومة .
كان مايكل يقف امامها في غرفة الطعام . فقال في همس مندهشا :
- جيما ؟ ماذا تفعلين ....؟
احست بموجة حريق تكتسحها من قدميها وهي تنظر اليه . استطاعت سماع اصوات تحركات من فوق , فادركت ان اندرياس قد استيقظ. ففي لحظة سينزل الآن ويجدهم .... .
قالت بصوت اجش :
- مايك يجب ان تخرج من هنا , الآن من اين اتيت ؟ هل رآك احد في القرية ؟
نظر اليها وكانهه مجنونه :
- لا اعرف اذا رآني احد ام لا ما بالك؟ وماذا تفعلين هنا ؟ الم تصلك رسالتي الاخيرة ؟
- ربما لا .. قالت بارتجاف .. لكن ليس لدينا الوقت للحديث عنها الآن .
- حسنا نحن بحاجه لأن نتكلم عن عدة امور . قال بصرامه .
- هل طلبت الأذن من احد لتنتقلي الى هنا ؟ فهذا ليس للايجار اتعرفين . يملكه زعيم صاحب فنادق يدعى نيكولايدز ... .
-لكنه ليس صديقك ليس بعد الآن . مايك, انا اعلم بشأنك مع ماريا الجميع يعلم وليس من الامان لك ان تكونا هنا صدقني .
خلع حقيبته عن ظهره ووضعها على الارض .
- آه ياماريا . قال عرضيا .. ماذا تفعل هذه الحمقاء الصغيرة الآن ؟.
- لا تتلاعب معي .. قالت جيما بمرارة ... انها حامل ولا تدعي بعدم المعرفة .
قال بلا مبالاة :
- بل اعلم , ولكن ظننت انها ستكون قد تزوجت الآن , ماذا حصل ؟
نظرت اليه جيما بدهشة :
- ماذا حصل فمن المفترض انك خطيبها من الذي سيكون متفهما لهذه الدرجة ليأخذ على عاتقه طف شخص اخر .
- ليس هو لقد قصدت كيمال. فقد ذهبت الى شانيا لاجده وكان اتيا الى هنا ليتزوجها حتى لو تكبد مشقة الهرب معها . لا تقولي ان الامور سارت في اتجاه خاطئ .
من خلفهم قال اندرياس بتجهم :
- اجل يا صديقي , هذا ما حصل سارت الامور بشكل خاطئ جدا .
اقترب مايك ليصبح في مواجهته وارتسمت على وجهه علامات الدهشة عندما ادرك انه قد خرج من الحمام لتوه ولا يرتدي سوى منشفة حول خصره فتنقل بصره بينه وبين اخته .
- من انت بحق الجحيم ؟ وماذا تفعل اختي هنا معك ؟ بدا دفاعيا .
- هل يجب ان اهجئ هذا لك ؟
سأل انرياس بجفاف لكن صوته لم يحمل اية راحة من التي عهدتها جيما به .
انفجر مايك :
- لا اعتقد ذلك ..
قال بخنق ولم ينظر الى جيما مجددا لكن بدت عليه علامات الاعتراض .
- لقد كنت آمل عودتك ... اكمل اندرياس محادثته ... وكذلك فهمت ان صديقك كيمال . قد امضى وقتا متعبا في التخييم في كوخ الراعي على الجبل .
عبس مايك :
- ولماذا ؟
- السيارة التي كان يستعملها تعطلت في طريقها الى هنا فتركها وترك معها خططه الرومنطقية في الهرب مع ماريا وبدلا من ذلك جلس في الجبال , بينما ماريا تهرب له الطعام بانتظار وصولك لتنقذه .
تنهد مايك :
- ليعلم الله لم ارد التورط في الامر منذ البداية .
- اذا لماذا فعلت ؟
تجهم ما يك :
- لقد التقيت بكيمال في شانيا فبدا وحيدا في البدء لكننا كنا نأكل في نفس المكان ونتحدث وتدريجيا اخبرني انه يحب فتاه من القرويين لكنه قال بأن عائلتها لن تقبل به لأن اباه تركي الاصل ومثل هذا الزواج يعتبر عارا على العائلة ولم يبد الامر منطقيا لي لكني شعرت بالاسف تجاهه وتجاهها خاثة عندما عرفت ان اهلها سيزوجونها من رجل بالكاد تعرفه لكن في الوقت الحالي كانت شانيا تعمل في فندق لأحد اقاربها وكان كيمال يقابلها هناك في السر .
وقفت جيما متجمده تستمع الى القصة التي جعلت تفكيرها مضطربا . بعشيق ماريا كان نصف تركي وهذا سيؤجج كل انواع العداوات القديمة .
تابع ما يك :
- بدا اتفاقا مثاليا حتى ارتابت العائلة واعادوها الى لوسيناس . لم يستطع كيمال الحاق بها فورا فقد طرده ابوها من بيته منذ فتره طويلة , وبالطبع سيكون غاضبا من ظهوره في القرية لكنه عرف انني اود المجيء الى هذه المنطقة لأقوم ببعض الابحاث فطلب مني حراسة ماريا لأتاكد من ان كل شيء يسير على ما يرام وانهم لن يدفعوها للزواج .... استطيع فهم لماذا اراد ان يبتعد عن ابيها ستافروس رجل حازم على الرغم من كونه طيبا فقد بدا لي استخدام هذه الفيلا لم اود حقا خداعه خاصة عندما عرفت ان ماريا كانت تتوقع مني ان اقوم بدور المرسال بينها وبين كيمال . فقط عندها عرفت انها ستحظى بطفل فتوسلت الي لأذهب الى شانيا واخبر كيمال شعرت بأني لا استطيع الرفض في هذه الظروف وكما حصل لقد وصلتني رسالة من وملائي في الجامعه تقول انهم سيأتون برحله الى هنا يريدون مني الانضمام اليهم اليهم ؟ لايمكنك رفض فرصة كهذه لذلك كتبت الى جيما اخبرها بتأجيل رحلتها لشهر او اكثر لم يخطر في بالي انها ستأتي ابدا .
قالت جيما :
- لا بد ان الرسالة تأخرت لأني لم استلمها .
استدار مايك ونظر اليها غاضبا بعض الشيء .
- حسنا هذه الامور تحدث لكن مجيئك الى هنا شيء وان تتورطي مع عرفته لتوك شيء اخر .
توقف بالعا ريقه :
- جيما كأنك لست انت فهذا الامر سيقتل والديك , اذا عرفوا .
- وهل تنوي اخبارهم ؟ عضت على شفتها .
- لا , بالطبع , لا ... انكر بحده ... لكن .....
قال اندرياس بهدوء :
- لا يجب ان تلوم اختك في جميع الاحوال فجدالك سيكون معي وحدي لأن من جراء اكاذيب ماريا التي قالتها لعائلتها بعد مغادرتك القرية لقد صدقوا انك انت والد الطفل .
- انا ؟ .. بدا مايك غاضبا .. لكن هذا جنون اعني انها فتاة لطيفة , اعتقد ... .
- على كل حال هذا ما قالته لهم وصدقوها لقد كانت خائفة من قول الحقيقة فلربما اذوا كيمال , فكما قلت ستافروس رجل حازم ولم يتقبل امر تدمير شرف ابنته ابدا فاراد الانتقام .
- اذا ؟.. ضاقت عينا مايك بحده .
- اذا الرسالة التي كتبتها جيما لك وجدناها في غرفتها تخبرك عن تفاصيل رحلتها وللانتقام لشرف ما ريا وجلب العار عليك , كما فعلت وجلبت العار لستانفورس وعائلته ولمعاقبتك اخذت اختك .
مر صمت طويل ثم اقترب مايك من جيما .
- جيما ها اغتصبك هذا الوغد ؟
احترق وجهها .. لا .. ثم قالت برقه وبسرعه .
- مايك , لا استطيع الشرح ليس لدي أي عذر على الاطلاق لكنه م يكن اغتصابا لقد حصل وسأغادر المنزل بعد الظرهر ولا داعي بان بعرفوا شيئا الا اذا اخبرتهم .
اهتز صوته :
- آه , يا الهي .
اقتحم اندرياس بسرعه :
لا يوجد نعت تطلقه علي لا استحقه , لا شيء يمكن قوله بانني لم اخبر نفسي بذلك مئات المرات . لكن في الوقت الذي ارتبت بالحقيقة كان الاوان قد فات , في البداية لم استطع التصديق باننا كلنا كنا على خطأ ظننت ان كيمال قد ذهب الى الجهة التركية وانضم الى ابيه منذ زمن لكن البارحه تكلمت مع امه وعمته فاخبروني انه لم يغادر كريت ابدا واخبروني ايضا انه ينوي الزواج وسيحضر زوجته قريبا .
قال جيما لنفسها تقريبا :
- المنزل الذي تغطيه شجرة التين .
قال بهدوء:
- اجل ...
مروقت طويل قبل ان يقول ثانية
- هناك طريق واحده استطيع التعويض فيها عن اكاذيب ماريا والاذى الرهيب الذي سببته. ففي غياب ابيها اطلب منك ياسيد ميكاليس الزواج من اختك .
في صوت بالكاد يشبه صوتها قالت جيما بعنف :
- لا .
خطوة كبيرة واحده احضرت اندرياس اليها واخذت من كتفيها وجعل وجهها قبالته وطالبتها بقسوة :
- ماذا تعنين .
قاطعهم مايك :
- ماذا تقول تماما ومن يستطيع لومها ؟ في اية حال انا هنا الآن وليس عليها ان تفعل أي شيءتقولها لها ثانية .
قالت جيما بنعومه :
مايك هذا اندرياس نيكولايدز .
راقبت فكه يسقط من الدهشة لكنه استعاد وعيه :
-والى الجحيم فأنا اتحمل كل كلمة اقولها فأفضل شيء تستطيع جيما فعله لخنزير مثلك هو نسيان وجودك .
- وهل هذا ما تريدينه يا جيما ؟
كانت يداه ما تزال ممسكة بها وتجهمت عيناه وهو يحدق بها .
بطريقة ما وجدت القوة لتحرر نفسها منه :
- اجل .. قالتها بصوت مرتجف .. لقد تعبت من الالتزامات والشرف والتعويضات اريد فقط ان اخرج من هنا بعيدا عنك اريد الذهاب الى وطني .
- اذا ابتعد عنها من الآن فصاعدا . اضاف مايك بغضب .. اتركها وشأنها او سيكون عليك التعامل معي .
اصبح اندرياس ساخرا فجأة لقد كان اطول من مايك , اثقل واقوى , وذا عضلات اكبر, لقد كان تهديد مايك خاويا وجهزت جيما نفسها للكلمات التي سيطلقها لكن كل ما قاله اندرياس كان "حسنا " قبل ان يستدير ويبتعد تاركا اخ واخته سويا .
قالت في صوت عال وجازم :
- من الافضل ان ارتدي ملابسي .
- الاتظنين انه يجب ان نتحدث قبلا؟ .. كان وجهه غير سعيدا وهو يتفحصها ... لقد فهمت الآن لماذا اردت التخلص مني بسرعه لم تريدي ان اراك انت مع مليونيرك هذا .
- لا .
- انا اسف يا حبيبتي كان هذا شيئا سخيفا لاقوله لكني لم افهم علاقتك بكل هذا . لقد اعترفت بنفسك انه لم يستخدم القوة وانت لم تكوني من هذا النوع ولن تكوني.. انا.. انا لا افهم أي شيء من هذا .
قالت بغرابة :
ولا انا صدقني لكني لم اكن احاول طردك لأني خجله من شيء فعلته كنت خائفة عليك هذا كل شيء لم اكن اعلم بوجود كيمال هذا .
للحظة بدا مستغربا :
- لا تعنين انك صدقت سخافات ماريا عني ؟
- لا , لا اظن انني صدقت ابدا لقد قلت منذ البداية انك لست من النوع الذي يغوي احدا ويتركه . لكن .. اندرياس صدقه وكذلك عائلة ماريا, وانا لم استطع ضمان ان ما فعله اندرياس بي كاف لهم .. فقد فكرت انه بالرغم من كل شيء سيقتلوك .
تمتم شيئا وربت على ذراعها ثم نظر الى المطبخ .
- هناك ابريق يكاد ينفجر من الغليان .. حدثها محاولا التخفيف عنها.. اذهبي وارتدي ملابسك وسأعد القهوة .
اعطته ابتسامة امتنان ثم هربت .
كان اندرياس ينتظر في غرفتها مرتد ملابسه نظر اليها بكآبة .
- اليس لديك شيء لتقوليه لي ؟
- ماذا هناك لأقول ؟ سحبت ثوبا ابيض من حقيبتها ووضعته على السرير.. سوى انني عرفت الآن لماذا استيقظ ضميرك بشأني متى ادركت ان كيمال ذلك هو المتورط ؟
- عندما قلت لي ان اخاك لا يدخن وحتى في حينها كنت اعلم عن حبهما في الصغر الذي منعه ستافروش وعندما انتقلت امه من القرية ظننت ان هذه نهايته .
سألت بحده :
- اذا ماذا سيحصل الآن ؟ هل لدى كيمال اخت ام سيصطاده ستافروس ورجاله في الجبل ؟
- لا هذا , ولا ذاك ليلة امس عندما اقنعت ماريا بالاعتراف بالحقيقة لعائلتها كان هناك غضب واسى اكثر مما تعتقدين . لكن ستافروس وافق على الزواج وذهبت ماريا مع احد اشقائها الى الكوخ واحضروه ليواجه التزاماته كان مشهدا يستحق الرثاء .
- ارجوك لا تطلب مني المحاولة والآن هل تتفضل وتخرج من غرفتي ؟ انا انتظر لارتدي ملابسي .
راقبتها عيناه القاتمتين :
- ليلة امس كنت عارية بين ذراعي .. قال لها بحقد وبحزن كبير... اذا لماذا هذه الرغبة المفاجئة في التواضع ؟
- لأن تلك كانت ليلة امس .. حدقت جيما بالارض ..والآن هو اليوم وكل شيء تغير .
- لماذا ياحبيبتي , فأنا اسألك الزواج مني .
- وانا رفضت .. رفعت جيما رأسها بكبرياء .
- هل لي ان اعرف لماذا ؟
- ظننت ان الامر واضح . لو لم يعد مايك هكذا لما كنت سألتني البارحه كل ماكنت تفكر فيه هو كيفية ابعادي عن الجزيرة وانا افضل البقاء على خطتك الاصلية .
- انت لا تفهمين ابدا .. قال بيأس .. يا حبيبتي شعرت انني مضطر لارسالك من اجلك حتى لاتورطنا اية كلمة من هذة في فضيحة .
- تعني انك لم ترد ان يعرف احد بتورطك.. اتهمته غاضبه .. الجميع في الفندق البارحه كان يحدق بي يتساءل من اين التقطتني اظن انني سأشكل جيبة امل بعد سيداتك .
- هذا هراء ... كان غاضبا جدا الآن .
- هراء لاشيء يهم فأرجوك لا تشعر بالذنب نحوي فكما قلنا سابقا لم يكن اغتصاب وانا اردت كل شي حصل الليلة الماضية فأرجوك لا تقلق بشأني _ او بشأن أي شيء .
بدأ مستغربا :
- ماذا تقولين ؟ ان ندعي بأنه لم يحصل شيء بيننا , اننا لم نتقابل ربما ؟ .
مشى نحوها ممسكا بوجهها محدقا بها .
- ياحبيبتي جيما , تعرفين ان هذا مستحيل لقد حصلت اشياء كثيرة لن نستطيع ابدا التحرر من بعضنا حتى لو كان هذا مانريده , وما لا اصدقه اذا لماذا لا تتزوجينني ؟
- لأسباب عديده لأن لدي حياتي الخاصة مهنتي وانا .. انا لا احتاجك .
- وماذا عن احتياجاتي ؟ .. ابتسم ولمعت عيناه .
نظرت جيما بعيدا بسرعه :
- انا متاكده ان السيده غريتز ستكون سعيده بالاهتمام بك .
- ربما ستفعل يا حبيبتي اذا اتحت لها الفرصة والتي اعدك انني لا انوي ذلك .
- ليس حتى في ذلك العشاء الحميم الذي اقترحته عليها الاسبوع المقبل؟
حالما خرجت كلماتها من فمها ندمت عليهم فقد ادركت انها تتيح له فرصة اتهامها بالغيرة .
- في هذا العشاء الحميم الذي تكلمت عنه كنت انوي اعلان زواجنا .
- الهذا اردت فجأة ان يكون لديك زوجه . سألته بجفاف .. للحماية ضد الشقراوات المفترسات .
- لا ياقطتي المتوحشة .
مرر نظره على السرير ثم اضاف :
- اللعنه على اخيك لو لم يكن هنا لكنت اخذتك الى السرير ومارست الحب معك حتى تتوسلين الي لأتزوجك .
- اذا يجب ان اكون لوجوده هنا , وستكون انت كذلك ممتنا ايضا لأن زواجنا سيكون كارثة فنحن غريبان من عالمان مختلفان التقوا لفترة هذا كل مافي الامر ...
توقفت محاولة ايقاف الرجفة في صوتها الواهن:
- والآن ارجوك اتركني وحدي .. اضافت بيأس .
وقف يحدق بها بقوة فاجبرت نفسها على التحديق به وكأنها عنت كل كلمة قالتها وكأنها لا تهتم .
- اسمعي ياجيما ارجوك امي لديها منزل في ريثيمنون وسأخذك لتبقي معها .
- لا لن تفعل شيئا كهذا, لا اريد ان التقي باحد .
- لا تكوني حمقاء فكل ام تود التعرف على الفتاة التي سيتزوجها ابنها .
ارتفع صوتها :
- للمرة الاخيرة لن اتزوج .
- انا سعيده لأنك تقولين هذا لأخر مرة يا حبيبتي ووسنتزوج حالما تنتهي الاجراءات .
قفزت الدموع من عينيها وقالت بصوت منخفض :
- لا تستطيع الزواج مني وانت تعلم ذلك , نحن مختلفان تماما .
نظر اليها بابتسامه :
- آه بالطبع فأنت امرأة وانا رجل .
- لا تمزح انا احاول ان اكون جدية ... انت لطيف جدا لكنك لست مجبرا اعرف انك عرضت علي الزواج لتعوضني ولأنك تظن انني حاومل .
قال بلطف :
- ياحلوتي هذا ليس صحيحا منذ اللحظة التي رأيتك فيها في كنوسوس اردتك قبل ان اسمع رفيقتك تناديك بأسمك وعندما عرفت انك انت المقصودة كرهت ستافروس وادعاءه الصداقه لي كرهت نفسي وكل شيء سيمنعني من الالتقاء والتقرب منك كما تمنيت وعندما قلت لك في الليلة الاولى لندعي بأننا عشاق عنيت كل كلمة , ولولا اكاذيب ماريا لما وصلنا الى هذه الحالة هل تستطيعين انكار ذلك ؟
- لا .
- وبالنسبة للطفل , اذا كنت تحملين طفلنا في احشائك لكن انا اناني كفاية لأتمنى ان لا يكون قد حصل بعد حتى نستطيع التمتع لبعض الوقت واعداد بيتا مناسبا لأولادنا .
طوقها بذراعيه وقبلها :
- فالشقة في الفنادق لا تناسب ابدا, اريد بيتا حقيقيا , هل مازلت اعاني من الاحلام الانانية ؟
قالت :
- لا .
ارتجفت فمها بابتسامه خجولة وهي تضع ذراعها حول عنقه :
- انت تجعل الامر يبدو كالجنه يا حبيبي .
سألها برقة :
- حبيبتي هل تحبينني ؟
- اجل وكنت تعيسة جدا لأنني ظننت اك مللت مني وتريد ابعادي .
- مللت منك ؟ سأكون عندها قد مللت من حياتي لقد قصدت ان اتعرف عليك بشرف وارسلك الى موطنك حتى الحق بك واقنع اهلك بأني عريس مناسب واقنعك لو اضطر الامر , ولذلك يجب ان تحظي بحماية فكونك عروس يجب ان يكون جسدك مقدسا من اجلي , لكن عندما اتيت الى غرفتي لن يستطع في حينها أي قديس مقاومة ذلك الاغراء , ولهذا سآخذك الى امي حتى لا اقع وطأة الاغراء ثانية , واظن اننا لن نحزن امي وامك باخبارهم اننا قد حظينا بمتعة ليلة زواجنا .
- جيما هل تتزوجينني هل ستصبحين حياتي كلها كما سأصبح انا بالنسبة لك .
وهي تلفظ جوابها قرب شفتيه قبلته بعمق حتى اعترفت واخيرا انها لن تفارقه بعد الآن .
& :. *ـــتـمـتــ* .: &