لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-11-08, 10:01 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 97570
المشاركات: 129
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيفي و بس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 22

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيفي و بس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شكرا روز الرواية حلوة و رهيبة
رجائي لا طولي علينا في النهاية
يعطيكي اللللللللللللللللف عافية

 
 

 

عرض البوم صور فيفي و بس   رد مع اقتباس
قديم 14-11-08, 01:19 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيفي و بس مشاهدة المشاركة
  
شكرا روز الرواية حلوة و رهيبة
رجائي لا طولي علينا في النهاية
يعطيكي اللللللللللللللللف عافية


هلا بهالطلة يا أحلى فيفي
شو أخبارك ؟
معليش عذريني شوي مشغولة هاليومين بس أحاول أنزل الفصل الجاي بكرة إنشاء الله و ما أطول
و مشكووووووووووووووورة لمرورك أسعدني وجودك يا عمري

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 14-11-08, 10:51 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

هاااااااااى رووووووزى فينك ادينى فتحت الروايه النهارده لا لقيت فصل ولا غيره هههههه
بهزر خدى راحتك ياقمر مستنيين التكمله للروايه الروعه

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 14-11-08, 09:06 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة safsaf313 مشاهدة المشاركة
  
هاااااااااى رووووووزى فينك ادينى فتحت الروايه النهارده لا لقيت فصل ولا غيره هههههه
بهزر خدى راحتك ياقمر مستنيين التكمله للروايه الروعه

هلا حبي صفصف
شو أخبارك ؟
حبيت أشوقكم شوي للفصل الجاي <<<<<<<< ههههههههه

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 14-11-08, 09:08 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 



الفصـــــــــل الســـــــــابع

توترت أعصاب باريسا و بدأت تغلي غضبا بعدما خرجت ديدي من غرفة الأستقبال و أغلقت الباب وراءها.
"ماذا تظن نفسك فاعلا؟" ثم أنتصبت واقفة ممتقعة الوجه و مرتجفة الجسد تحت تأثير غضبها و تابعت كلامها: "لقد حضرت غلى بيتي مدعيا أنك المالك الجديد للقب السرايا و أنك خطيبي. ما هذه السخافة؟"
"إنه ليس سخافة ، فخبر إعلان خطوبتنا نشر هذا الصباح في جريدة التايمز ، أما بالنسبة إلى شراء اللقب ، فقد حصلت مصادفة غريبة ، و هي ان سمسار العقارات الذي استخدمتيه لبيع اللقب هو موظف من الشركة العقارية التي اشتريتها مؤخرا. عندما رأيت اسم هاردكورت ، لم استطع أن أقاوم الإغراء فاشتريت اللقب ، لأني وجدته مناسبا جدا."
إن كلامه صحيح ، قالت باريسا في نفسها ، فقد كان بريق الإنتصار واضحا في عينيه. و فجأة فكرت بجسامة العمل الذي قام به لوك ، آه ، لقد ادركت أن كل شخص الآن في البلد سوف يعرف بما حصل لها.
منتديات ليلاس
"يا لحظي يا باريسا! إنك تملكين وجها بريئا ، و مع هذا فإن قلبك قاس كالحديد." قال لوك مبددا ذلك السكون الذي عم المكان.
تغير لون باريسا على وقع الجزء الأخير من تعليقه ، فلو أن شخصا ما يملك قلبا من حديد فهو لوك. و لكن قبل أن تفتح فمها لترد عليه ، نهض منتصبا على قدميه و اقترب نحوها و امسكها من كتفيها.
تسمرت باريسا في مكانها و أمطرته بوابل من نظراتها الساخطة التي كانت تتهاوى على عينيه المتعجرفتين.
جال لوك بنظرته الباردة الساخرة على وجهها الغاضب و قال: "لقد مل منك صديقك المسكين ، فهل أزعجت نفسك و أخبرتيه بأنك أمضيت يومين برفقتي؟" و هنا اشتد وجه باريسا إمتقاعا ، فتابع كلامه: "بالطبع لا ، لقد حان الوقت الآن لأن تتحملي نتائج تصرفاتك الأنانية ، و أنا سوف أتكفل بهذا الأمر."
زادت كلماته من غضبها. كيف يجرؤ هذا النذل على أن يدعوها بالأنانية؟ و بدون وعي رفعت يدها لصفعه ، إلا أنه أمسك بيدها و لواها خلف ظهرها ثم جذبها نحوه.
ظهر الغضب و التوتر واضحين بينهما كعاصفة هوجاء ، لم تستطع باريسا أن تصدق ما يجري لها عندما وجدت نفسها تترنح بين ذراعيه.
"إياك أن ترفعي يدك ثانية يا باريسا ، فأنا لا أنوي إيذاءك ، و هذا ليس سبب مجيئي إلى هنا."
"لماذا أتيت إذن؟" سألته باريسا و هي تكافح لأستعادة السيطرة على مشاعرها المرتبكة. لم تستطع باريسا أن تستوعب ما يجري لها ، و كأن عقلها قد توقف عن أداء وظيفته. فعادت و جلست على الأريكة لعجزها عن الوقوف على قدميها المرتجفتين ، و أغمضت عينيها ثم حاولت إقناع نفسها بأن ما يجري لها ليس سوى كابوس ، ففي لحظة قد تستيقظ و تعود حياتها إلى مجراها الطبيعي.
و ببطء شديد فتحت عينيها ، و أدركت أن الأمر لم يكن كذلك. فقد وجدت أن لوك غير مكان وقوفه ليقف متكئا على المدفأة المحفورة من خشب السنديان ، فيما كانت عيناه تجولان في أرجاء الغرفة لتستقر أخيرا على باريسا.
"لقد عرفت الآن لماذا تحتاجين إلى المال يا باريسا ، إنك تملكين بيتا قديما جميلا ، و لكنه يحتاج إلى مبالغ كبيرة من المال لترميمه ، كما أني متعجب من قدرتك على إستئجار شقة في المدينة ، و لكن بعنوان شقة في لندن تستطيعين تضليل الأصدقاء غير المرغوب بهم ، و بذلك تستريحين منهم."
"شيء من هذا القبيل ، و لكن من الواضح أن هذه الطريقة لم تنجح معك."
"إنك كاذبة ، فهي ليست شقتك ، بل شقة صديقتك مويا."
"و إن يكن؟" و فجأة تذكرت يوم ابتاعا الخاتم ، لا عجب إذن أنه أصر على إيصالها إلى البيت ليتسنى له معرفة عنوانها... لأن المبتز الأصلي كان يعرف مكان إقامة مويا بعكسه هو. كم كانت غبية لأنها لم تلاحظ ذلك في الوقت المناسب ، فلو فعلت لكانت وفرت على نفسها الكثير من المتاعب.
"لو لم أعرض اللقب للبيع لما كنت موجودا هنا." قالت باريسا ذلك عن غير وعي و كانها تفكر بصوت عال.
قال لوك ضاحكا: "أهذه طريقتك في تبرير تصرفاتك؟"
أجابت باريسا بحدة: "و لكني لست مضطرة لأن أبرز لك أي إثبات."
إن العكس هو المطلوب ، فعليه أن يبرر تصرفاته و ليس هي. و في هذه اللحظات ، ظهر بصيص أمل لباريسا ، فكيف استطاع أن يعرف أن الشقة ليست لها لو أنه لم يتصل بالمكان بحثا عنها. و لكنها استبعدت هذا الشعور ، فصحيح إنه اتصل و لكن بعد عدة اسابيع ، ثم عادت و أمطرت لوك بوابل من نظراتها السامة.
"عليك أن تفسر لي سبب وجودك هنا و افتراضك السخيف أنني خطيبتك."
"إنه ليس افتراضا يا باريسا بل حقيقة ، و لديك خاتم ثمين يثبت صحة ما أقول."
"أهو تلك الحلية المزيفة التي أدت دورها بالنسبة إليك؟" أجابت باريسا ببرودة لتخفي استياءها العميق. فقد حصل على قيمة تلك الحلية المزيفة في اليومين اللذين قضياهما معا في إيطاليا.
"لو كنت مكانك لما سميت قطعة من الماس الأبيض و الأزرق بالحلية المزيفة. لقد كنت جيدة معي ، و لكن ليس لدرجة أن ادفع ثروة مقابل تمثيلك أمام والدتي." قال ذلك ساخرا و عيناه تنظران إلى عينيها ، فلم تستطع أن تخفي الصدمة التي سببها كلامه.
ماذا يقول هذا الرجل؟ هل أن ذلك الحجر الذي يزين خاتمها قطعة أصلية؟ لم تستطع باريسا أن تصدق ما تسمع ، فقد كانت تعرف أن الماس الأبيض و الأزرق من أغلى أنواع الماس الموجود في العالم.
قال لوك ساخرا: "أنا متعجب من أنك لم تبيعي هذا الخاتم رغم حاجتك إلى المال. أم إنك بعته؟" فجمدت على أريكتها.
قالت متعلثمة: "كلا ، ماذا تريد يا لوك؟ أتريد استرجاع الخاتم؟" ثم نهضت عن الأريكة و هي تنظر إليه مرفوعة الرأس ، فتوجهت نحو الباب و تابعت: "سوف احضره لك ثم يمكنك الرحيل."
قال لوك آمرا: "كلا ، ابقي هنا." فاستدارت و يدها ما تزال ممسكة بمسكة الباب.
قالت مستفسرة ببرود: "هل هناك شيء آخر تطلبه مني؟ إنك تدهشني ، فلقد اشتريت للتو لقب السرايا ، و لكن العقار ليس للبيع ، و عليك أن تكتفي أنت و أمك بتلك الوريقة و بذاك اللقب."
لقد كانت آنا جينيتي على حق ، قالت باريسا في نفسها ، فأسرة دي ماغي لا يبحثون سوى عن المراكز الإجتماعية ، و هو أمر لا تستطيع تحمله.
سيطرت مسحة من الحيرة ثم الغضب على عيني لوك السوداوين و هو يسمع كلامها الجارح. و استجمعت باريسا كل قواها للصمود من دون خجل في وجه نظرته المتفحصة. و دهشت عندما رأت غمامة من الحزن و الأسى تسيطر على تقاسيم وجهه.
"إن أمي في المستشفى الملكي في لندن و تعتقد بأننا مخطوبان ، و قد وعدتها بأن اصطحبك لزيارتها. لذا أعلنت خبر الخطوبة في جريدة التايمز كبديل في حال لم أجدك في البيت. لقد اعتبرت أن الإعلان الرسمي للخبر قد يطمئن أمي. إنها مريضة جدا ، و لا أريد أن تكون حزينة أو قلقة."
إذن هذا هو السبب... و بسرعة صدقت باريسا ما يقول ، و لم لا تصدقه؟ بالطبع ، فهو لم يبحث عنها بسبب مشاعره نحوها ، و قد كان هذا واضحا في كلامه.
"أنا آسفة بشأن والدتك ، ماذا حصل لها؟" لقد بدا الأمر و كأن حاجزا غير مرئي يفصل بينهما ، فقد كانا يتحدثان مع بعضهما و كأنهما غريبين مهذبين ، و هذا الأمر كان يناسب باريسا تماما.
"لقد تعرضت لنوبة قلبة منذ بضعة اسابيع ، و سوف تجري لها عملية جراحية يوم الخميس."
"لقد فهمت."
"أهذا يعني إنك سوف تذهبين معي لزيارتها يوم غد."
لقد كانت باريسا حزينة جدا لمرض السيدة دي ماغي ، و لكنها لم تكن تنوي التورط ثانية مع لوك أو عائلته ، فمرة واحدة تكفي.
"أخشى إنني لا استطيع."
"إنك مدينة لي... و أنا الآن أجمع ديوني." قال لوك ذلك و عيناه تتأجان بالغضب ، ثم اقترب منها.
أدارت باريسا مسكة الباب مصممة على الخروج من المكان ، و لكنها فوجئت بديدي داخلة إلى الغرفة.
"أعتقدت أنه من الأفضل أن أخبرك بان سائقك قد عاد و هو ينتظرك في المطبخ."
الآن عرفت باريسا ، لم لم تر سيارة في المرآب عند وصولها إلى البيت ، ثم تابعت ديدي موجهة كلامها إلى باريسا: "لقد حجزت طاولتكما ابتداء من الساعة السابعة ، و هذا يعطيك متسعا من الوقت لكي تجولي مع السيد لوك في أرجاء المنزل. عندما تذهبين غدا لزيارة والدته..."
"لن أذهب لا غلى العشاء و لا إلى لندن يا ديدي."
"ما هذا الهراء يا فتاة؟ بالطبع سوف تذهبين ، إذ لا يمكنك أن تخذلي السيد لوك و حماتك العتيدة."
"و لكن..." لقد كان على باريسا أن تعرف طباع ديدي جيدا بعد هذا العمر الطويل الذي قضياه معا ، إذ ما من سبيل للتغلب عليها في هذه المجادلة.
بعد عشر دقائق كانت باريسا تستعرض اللوحات المتنوعة المعلقة في الرواق الكبير ، ثم تقود لوك صعودا إلى الطابق العلوي و هي تتساءل عن حقيقة ما جرى لها.
"إنتبه للسجادة." قالت باريسا جملتها بشكل آلي عند وصولهما إلى القسم الممزق منها.
توقفت باريسا أمام لوحة زيتية ضخمة و استدارت نحو لوك الذي كان يقف إلى جانبها.
"لقد عاشت عائلة هاردكورت في هذا البيت منذ القرن الثاني عشر. و قد منح حاكم المنطقة في ذلك الوقت السلطة الإقطاعية لحد أجدادي في مقابل القتال في جيشه ، إذ لم يكن في ذلك الزمن بيع للألقاب كما يحصل الآن. لقد تم ترميم البيت أكثر من مرة عبر القرون ، و كانت آخر مرة عام 1850 ، هذه صورة الليدي بينيلوت ، و هي من أقدم هذه اللوحات." لقد كانت صورة لإمرأة في الزي الذي كان سائدا في القرن السابع عشر. و قد بدت شبيهة جدا بباريسا و تملك ذات الشعر الطويل الأشقر.
ثم تابعت باريسا كلامها و هي تصف اللوحة: "كان زوجها قبطانا و توفي خلال إحدى الرحلات البحرية. و قد سرت شائعات في تلك الفترة تقول إنه كان قرصانا. لم يترك لها سوى إبنة وحيدة و هذا البيت. في تلك الأيام كان يمكن توريث العقار إلى الذكر الثاني في العائلة ، و صودف أن الذكر الثاني كان من قرابة بعيدة ، فكان شهما و تنازل عن حقه المكتسب و سمح بتلطف منه بتغيير الوصية ، و بذلك صار يمكن توريث العقار إلى أول مولود في العائلة بغض النظر عن جنسه. وقد كان تغييرا جذريا في الورثة ، و هكذا تم توارث السرايا عبر سلسلة من الورثة الذكور و الإناث منذ ذلك الحين. و هذا هو السبب في أن بعض اللوحات تحمل اسماء عائلات مختلفة ، و الأسم الأكثر ترددا هو اسم هاردكورت."
و هكذا أنهت باريسا كلامها ، فبدت مثل دليل سياحي ، و لكنها لم تأبه للأمر.
"إنه أمر مثير ، و قد كنت اتساءل عن سبب تغير اسم العائلة في اللوحات."
"نعم ، إنه أمر غير عادي."
قال لوك و هو ينظر إليها: "لقد كانت جميلة جدا ، و أنت تشبهينها."
شعرت باريسا بالأرتباك بعد أن سمعت إطراءه.
"من حسن الحظ إنه تم توارث البيت بهذه الطريقة التقدمية ، لأن الحظ السيء قد حل على رجال عائلة هاردكورت ، فقد توفي معظمهم بطرق غريبة." ثم أشارت إلى اللوحة التالية و هي صورة رجل يرتدي ثيابا أنيقة و تابعت: "إنه هيوبرت هاردكورت ، لقد ذهب في رحلة صيد نمور إلى الهند و افترسه أحد الوحوش التي كان قد نصب لها فخا ، أما الذكر الثاني في العائلة ، فقد فقد في مجاهل افريقيا. أما بالنسبة للنساء ، فقد كان معظم أزواجهن من المتهورين المغامرين." ثم مشت قليلا و وقفت أمام لوحة سيدة ثانية ترتدي ملابس من زي عشرينات هذا القرن.
"حتى النساء اللواتي لم يتزوجن لم يكن حظهن أفضل من المتزوجات. هذه صورة باتريسيا ، كانت من المطالبات بحق المرأة في الانتخاب و أنتهت في السجن. بعد أن أنهت فترة سجنها ، قتل شقيقها في الحرب العالمية الأولى. فعاشت مع ابن و ابنة اخيها ، و قبل أن يتمكن ابن أخيها و هو الذكر الوحيد في عائلة هاردكورت في تلك الفترة من أن يبدد ما تبقى من ثروة العائلة ، فتحت حسابا مصرفيا لصيانة السرايا. فمن سوء الحظ أن الوصية تنص على أن يبقى هذا المكان ملك العائلة."
قال ضاحكا بصوت منخفض: "هذا يفسر الكثير."
نظرت باريسا إليه مستغربة سبب ضحكه ، إذ ليس ثمة ما يضحك. عندما كانت باريسا صغيرة السن اخبرتها جدتها التي لا تنتمي إلى عائلة هاردكورت و التي كانت رقيقة جدا ، كل تاريخ العائلة. و لم يزعج باريسا أن أجدادها كانوا متهورين أو مغامرين. لقد كانت تحب والدها ، و أمها كانت مغامرة تماما كالرجل الذي تزوجته ، و بصفتها طفلة ، كان والداها يتركانها دائما وراءهما كلما انطلقا في مغامرة جديدة. و لم تدرك خطورة ما كانا يقومان به إلا بعد أن توفيا. بعد ذلك بدأت جدتها بمحاولة لفت نظرها إلى أهمية الإبتعاد عن مثل هذه المغامرات الطائشة و عدم التصرف على طريقة والديها ، فلقد كانت تقع على عاتقها مسؤلية السرايا و ساكنيها. و بعد وفاة جدتها ، حاولت باريسا أن تقضي على الجانب المتهور في شخصيتها ، و لكنها صدمت عندما وجدت أن هذا الأمر وراثي و في طبيعتها. و لكنها تكره أن يقال عنها أنها متهورة أو طائشة.
"إني لا أجد ما سمعته مضحكا ، فلو كان لأي شخص منهم حس بالمسؤولية ، لما تورطت بهذا البيت الذي لا استطيع أن ابيعه أو أن اتحمل مصاريفه."
سأل لوك مستفهما: "و ماذا حدث للحساب المصرفي؟"
"إن بضعة آلاف في فترة العشرينات كانت تعتبر ثروة أما اليوم ، فإن المال بالكاد يغطي أتعاب جو و ديدي. أما بالنسبة إلى السرايا فإن الوصية تمنع بيعها و صك الملكية يمنع استعمالها للعمل."
"و لكن من الممكن تغيير صك الملكية."
قالت بتهكم: "و هل تعتقد إني لم أحاول ذلك؟ فبوجود إثنتي عشرة غرفة يمكن أن أحول هذه السرايا إلى فندق ، و بذلك احصل على مدخول جيد ، و لكن السيد جارفيس ابلغني أنه لا يمكن ذلك. أما الآن ، و بفضل سعيك وراء المراكز الإجتماعية صار يمكنني ترميم السقف و ربما تحسين التدفئة."
تجاهل تهكمها و أجابها بنبرة تجارية صرفة: "و لكن هذا ليس حلا طويل الأمد ، اسمعي نصحيتي ، فإن هذه التصليحات قد تكلفك ضعف المبلغ الذي دفعته لك."
ثم أمسك ذراعها ، فأجفلت ، فأبعد ذراعه عنها.
"في الحقيقة إن هذا الأمر لا يعنيك." قالت باريسا ذلك ثم ابتعدت كارهة الأعتراف بصحة كلامه حول المال و التصليحات.
"آه ، لست ادري ، فبصفتي اللورد الجديد..."
"صحيح أنك حصلت على اللقب ، و لكنك لن تكون أبدا سيدا علي ، مهما كان الكلام الذي قلته لديدي."
"من قال إنني أريد ذلك؟" ثم نظر إلى ساعته و أضاف: "لقد قاربت الساعة السادسة ، هل تريدين أن تزيدي جمالك بتحضير نفسك؟"
تورد لون باريسا خجلا على وقع إطرائه.
"نعم ، أنا متأكدة إنك تستطيع النزول إلى الطابق السفلي لوحدك." ثم توجهت إلى غرفتها.
إتكأت باريسا على باب غرفة النوم و أخذت نفسا عميقا ، ثم تنهدت في محاولة منها لإراحة اعصابها التالفة. فلوك موجود هنا في بيتها ، و هو المالك الجديد للقب ، إذ أن الأمر صعب التصديق. دخلت باريسا ببطء غرفة النوم و جلست على السرير ، فهي لم تكن غبية لدرجة أن تصدق إنه قام بهذه الزيارة من أجلها ، لقد انتظرت خمسة أيام في لندن من أجله ، و حتى لو أنه لم يكن يستطيع مغادرة إيطاليا ، فقد كان في إمكانه أن يلتقط سماعة الهاتف و يتصل بها. غن سبب وجوده هو أمه ، و هي تستطيع أن تقدر مشاكله ، كما تشعر بأنها مسؤولة عن هذه المشاكل نوعا ما ، فلقد كانت قد اقنعت السيدة دي ماغي بأنها سوف تتزوج من ابنها. و مما يزيد من همومها الشيك الذي استلمته من السمسار أو معرفة أن ذلك الشيك صادر عن لوك كان حقيقة يصعب تحملها.
لقد كان يراودها شعور بأن لوك لن يقبل باسترجاع المال في مقابل إعادة اللقب إليها. و لم يقبل؟ فمثل هذا المبلغ من المال لا يؤثر على رجل ثري ، و لكن صحة أمه تعني الكثير بالنسبة إليه.
لقد كانت تنوي عدم الذهاب لزيارة السيدة العجوز و لكن ضميرها لم يسمح لها بذلك. لقد أخذت ماله ، و خاتمه ، وهي تشعر الآن بنوع من الواجب...
نهضت باريسا عن السرير ، وبدلت ثيابها بسرعة ، فارتدت الفستان المخملي الأزرق ليس لأنها تريد تذكير لوك بالفترة التي قضياها معا في إيطاليا ، بل لأنها تريد أن تظهر صورة معقدة لها. أما الخاتم ، فهي على الأقل تستطيع إرجاعه. فأخذته و وضعته في علبته ثم نزلت إلى الطابق السفلي و توجهت إلى المطبخ. لقد كان عليها أن تكلم ديدي و تشرح لها أن الأمر كان مجرد غلطة ، فهي لم تكن تريد جرح مشاعر السيدة العجوز. و من سوء الحظ أنها طلبت عدم تبرير موقفها و قالت أنه لا وقت لتضيعه ، و طلبت منها الذهاب إلى غرفة الأستقبال.
لقد زاد من عدائية باريسا تقبل ديدي الأعمى للوك. لذلك ، توجهت إليه بثقة كبيرة و وضعت علبة الخاتم في يده.
"إنه لك يا سيد دي ماغي ، أنا واثقة أنك لن تجد أية صعوبة في العثور على من تضعه في اصبعها."
"باريسا يا حلوتي ، لم أعرف أنك رومنسية." و لدهشة باريسا فتح لوك العلبة و أخذ الخاتم ، و نظر بضعف إلى وجهها الغاضب.
"سوف تتزوجينني ، أليس كذلك يا باريسا؟" ثم وضع الخاتم في اصبعها أمام ديدي المبتسمة.
"لا." قالت باريسا بصوت مبحوح ، و لكن جوابها لم يسمع بعد أن غطت عليه ديدي بكلامها المادح.
"يا لك من رجل شهم يا سيد لوك؟"
بعد أن سيطرت مسحة من الإحراج الممزوج بالغضب على وجه باريسا ، وجدت نفسها تجلس على الأريكة و تشد على يديها من الغضب.
قالت ديدي: "سأخبر السائق بأنك جاهز للرحيل."
انتظرت باريسا المتوترة الأعصاب حتى خروج السيدة العجوز ، ثم نظرت بعينين قاسيتين إلى الرجل الواقف في مواجهتها و سيطرت على نفسها لدرجة لم تكن تعتقد أنها قادرة عليها ، ثم قالت: "سوف أضع الخاتم ليوم واحد فقط ، و سوف أذهب معك لزيارة والدتك ، و ليكن واضحا أني أقوم بهذا الأمر من أجل السيدتين العجوزين و ليس من أجلك... و في المقابل ، عليك أن تنشر خبر فسخ الخطوبة في الجريدة بعد بضعة أيام و ألا تأتي غلى هنا ثانية ، موافق؟"
"إذا كان هذا ما تريدينه ، فأنا موافق. و لكن لنناقش هذا الموضوع على العشاء."
إن كل ما أرادته باريسا هو أن يعود بها الزمن شهرين غلى الوراء ، لكي لا تعود و تلتقي بـ لوك ثانية ، و لكن للأسف ان هذا الأمر مستحيل...
يقع الأولد فورج في منطقة ماغوم داون ، و هو فندق مبني على طراز الأبنية الإنكليزية التي كانت معروفة في القرن السادس عشر ، و مطعمه معروف في كل المنطقة بطعامه الشهي.
راقبت باريسا لوك و هو يأكل طعامه ، فرفع رأسه مبتسما و قال: "كلي طعامك يا باريسا قبل أن يبرد."
"أجل." قالتها متمتمة دون أن تأبه لذلك القلق الذي جعل يديها ترتعشان ، فأبعدت نظرها عنه و بدات بتقطيع شريحة اللحم في طبقها. و تساءلت للمرة المئة عن الدافع الذي يقودها إلى مرافقة لوك رغم احتقارها له.
"هل ترغب في مزيد من البطاطاس؟" قالت ذلك و هي تقدم الطبق في محاولة لتركيز تفكيرها ، و لكنها لم تفلح.
"لا زلت تذكرين شهيتي... لقد غمرتني بلطفك." قال لوك ذلك ضاحكا و كأنه يقرأ أفكارها ، ثم تابع قائلا: "و لكني أتساءل ، هل تذكرين كل شيء؟" ثم إتكأ على كرسيه و هو ينظر إليها ببرودة و أضاف: "لا. لا أعتقد ، فأنت لم تزعجي نفسك حتى بإعطائي عنوانك الصحيح."
شعرت باريسا بصدمة عندما سمعت كلامه ، فلعله كان يرغب في رؤيتها ثانية و يهتم لأمرها ، و لكن بعد أن لاحظت تعبير الغضب مرتسما على وجهه، لامت نفسها على غباءها.
لقد انتظرت إتصاله في لندن و لكنه لم يزعج نفسه بالقيام بهذا الأمر ، إن كل ما جاء من أجله الآن هو أمه.
قالت هامسة: "أخفض صوتك ، فنحن في مكان عام."
"أنا آسف ، فأنا لم أقصد أن أحرجك."
يا لك من كاذب قالت باريسا في نفسها ، فقد كانت تنوي أن تعرب عن شوقها له ، و لكن بعد أن فكرت في الأمر ، عادت و اخفضت عينيها ، لم هو غاضب منها إلى هذه الدرجة؟ فقد كان يتوجب أن يكون الأمر عكس ذلك.
رفعت باريسا كوبها و أخذت منه رشفة ، فقد كان صاحب المطعم و زوجته قد قدما لهما زجاجة من العصير الطبيعي كهدية بعد أن رأيا الإعلان المنشور في صحيفة التايمز. لقد كانت باريسا زبونة دائمة ، و كانا يعرفانها جيدا ، فقاما بهذه البادرة الطيبة ، و لكنها زادت من شعور باريسا بالذنب. لم تستطع باريسا أن تسيطر على شعورها المخدوع. فالماسة الضخمة ، و الشيك الكبير ، شيئان مصدرهما الرجل الجالس قبالتها ، و لم يستطيعا أن يخففا من شعورها بالذنب.
صحيح أن لوك قد خدعها ، ولكنه دفع مبالغ طائلة ليحصل على هذا الإمتياز.
"لم احضرك إلى هنا يا باريسا لكي أجادلك ، إن الأمر عكس ذلك. هل تتزوجينني؟"
غصت باريسا وهي تبلع رشفة العصير التي كانت في فمها و بدأت بالسعال و هي عاجزة عن تصديق أذنيها ، فحملت منديلها و وضعته على فمها ثم نظرت إليه بعينيها الدامعتين من الغصة.
لقد كان سؤالا مباشرا و لم أتوقع أن تغصي ، و لكن بعد أن تستطيعي الكلام ، أود سماع جوابك."
"كلا." قالت باريسا متعلثمة و هي تبلع ريقها بصعوبة و عيناها مفتوحتان على وسعيهما من جراء الصدمة. لقد طلب منها الزواج مرتين هذا اليوم و لو عرض عليها هذا الأمر منذ شهرين لكانت طارت من الفرح. أما الآن فقد أصبحت أكثر حكمة...
"ما زلت طائشة كما عهدتك يا باريسا ، فأنت لم تفكري بالموضوع إطلاقا. فكري في الأمر و كل مشاكلك تحل على الفور. أنا رجل أعمال ثري ، و لست محتالا كما كنت تعتقدين. كوني زوجتي لمدة اسبوعين فقط و زوري أمي ، و سوف أحول مبلغا كبيرا من المال إلى حسابك."
يا له من مغرور متعجرف. ماذا يعني بقوله أنه سوف يحول مبلغا كبيرا من المال؟ و كأنها سوف تقبل بعرضه...
"و لكنك كاذ. لقد كنت تستمتع بجعلي أعتقد أنك محتال و عضو في المافيا ، و لم أكن سوى تسلية كبيرة بالنسبة لك. لقد عرفت بالصدفة فقط و عندما كنت أقرأ إحدى صحف يوم الأحد أنك رجل أعمال. صحيح انك قدمت لويجي رينو إلى المحاكمة و لكنك لم تكن أفضل منه عندما استعملت الصور لخداعي. في الواقع إنك مبتز مثله تماما."
"و لكن ذلك لم يمنعك من السفر معي إلى إيطاليا يا حلوتي."
"لست في حاجة لأن تذكرني كم كنت بلهاء." قالت جملتها بحدة و الغضب يقطر من عينيها.
"إنك لا تعرفين إلام تحتاجين؟" قال لوك ذلك قبل أن يركز اهتمامه على الطعام الموجود أمامه.
سيطر تعبير مشوب بالمرارة على وجه باريسا ، و تعجبت من إمكانيته على قول الكلام الصاعق و من ثم تجاهله. لقد مر ما يزيد على الشهرين على سفرها ، و الآن أتى ليذكرها بتلك الفترة... و لكي تخفي باريسا صدمتها و خوفها التقطت كأس العصير و شربت ما فيه بجرعة واحدة.
سأل لوك بأدب: "أترغبين في مزيد من العصير؟" ثم ملأ كأسها و تابع: "أنهي طعامك و فكري في الموضوع يا باريسا." عم السكون المكان بسبب إنشغال لوك بتناول الطعام الذي بدا واضحا أنه يستلذه.
"لقد كانت ديدي محقة في كلامها عن هذا المطعم. فقد كان الطعام رائعا."
"أجل." قالتها باريسا بشكل آلي و هي تأكل طعامها بلا تلذذ ، لأن عقلها كان عاجزا عن التركيز على الطعام بسبب أفكارها المشوشة.
"إذا وافقت ، نتزوج يوم الخميس عند الساعة الحادية عشرة و من بعدها نزور أمي قبل أن تدخل غرفة العمليات."
قالت متعلثمة: "كلا ، أقصد نعم ، إن الطعام رائع." فقد كانت مذهولة من الأحداث التي تتالت في الساعات القليلة الماضية لدرجة أنها أصبحت عاجزة عن التفكير بشكل سوي ، الأمر الذي جعلها لا تلاحظ لوك و هو يضحك عليها.
"هل أنت متأكدة من إنك فكرت بعرضي جيدا يا باريسا؟ فقد كنت تحدثينني في بداية هذه السهرة عن أجدادك المتهورين و تهزأين من عدم قدرتهم على القيام بعمل ناجح ، و ها أنت الآن ترفضين عرضا ممتازا بلا أي تفكير."
التقت عينا لوك بعينيها و بدت فيهما مسحة من التحدي ، فأخفضت نظرها بعدما نجحت في إقناع نفسها بأنه لم يفعل ما يهددها في السابق ، أما الآن فهي ليست متأكدة.
قال متهكما: "لعلك ورثت التهور عن أجدادك."
"هذا غير صحيح..." قالت ذلك بحدة بعد أن تلاشى خوفها على وقع تهكمه. "أنا..." ثم توقفت عن الكلام ، لقد كان على حق ، و هي تسرعت في الرد عليه. ربما حان الوقت لأن تستعمل عقلها بطريقة سليمة ، فمنذ اللحظة الأولى التي رأت فيها لوك هذا اليوم ، انصب تفكيرها على الرد عليه دون أي تركيز ، علما أنه ليس من عادتها التسرع.
"ما الذي تعنيه بالضبط بكلمة عرض؟" قالت مستفسرة و هي تنظر إلى الأعلى إلى عينيه و الشمعة التي تتوسط الطاولة ترخي بظلالها على تقاسيم وجهه الوسيم.
"لقد سألتك سؤالا مباشرا و واضحا ، و كما قلت لك فإن أمي في المستشفى و سوف تجري عملية جراحية ، و أريدها أن تراني متزوجا قبل أن تستسلم لمبضع الجراح. و أنت ، كما أعرف ، تحتاجين إلى مبالغ كبيرة من المال لإعادة ترميم بيت العائلة. أعلم أن لديك المبلغ الذي قبضته مني مقابل اللقب ، و لكنه لن يكفيك لمدة طويلة و سوف تعودين بسرعة إلى وضعك السابق و حاجتك للمال. في حال قبلت أن تتزوجيني فسوف أخصص لك دخلا لمدى الحياة ، و بالإضافة إلى ذلك سوف أقوم بترميم و تصليح البيت بأسرع وقت ممكن. و في المقابل فإن كل ما أريده منك هو حضورك كزوجة لي في لندن يوم الخميس و لمدة اسبوعين على الأكثر. إنها صفقة تجارية ناجحة ، و كل ما عليك هو أن تعملي بل تمثلي لمدة اسبوعين."
"اسبوعان من حياتي في مقابل ثروة ، هذا كل ما في الأمر؟" قالت باريسا و نبرة السخرية واضحة في صوتها.
"نعم ، هذا كل ما في الأمر ، و حسب كلام ديدي فقد بقي لديك ثلاثة اسابيع من العطلة المدرسية مما يعني أن اتفاقنا هذا لن يؤثر على عملك و سوف يكون لديك متسع من الوقت قبل أن تعودي إلى مدرستك لبدء التدريس. لا أعتقد أن الوضع يمكن أن يكون مناسبا أكثر من ذلك ، فكري يا باريسا و كل مشاكلك المالية سوف تحل ، و سوف تحصل ديدي و جو على تقاعدهما و تريحين نفسك من هموم إصلاح السرايا. أنا ثري و مستعد لأن أدفع كل ما يلزم لأربح راحة والدتي."
قالت مستفسرة: "ألن تلزمني بأي أمر آخر؟" لقد كان لوك على حق ، فهي ما كانت لتحصل على عرض أفضل لإعادة السرايا إلى وضعها الطبيعي. مسحت باريسا كفيها الرطبتين بتنورتها المخملية ، فأخيرا سوف تقدر أن تدفع راتبا تقاعديا إلى ديدي و جو.
"على الإطلاق. أعدك بذلك. سوف نسجل زواجنا بشكل لائق دينيا و رسميا في مكتب في مكتب تسجيل الزواج يوم الخميس ، و نقيم في الفندق و نزور أمي يوميا لمدة عشرة أيام تقريبا و هي المدة التي سيخبرنا فيها الطبيب إذا ما كان وضعها الصحي قد أصبح سليما للعودة إلى إيطاليا ، و على أي حال يمكنك العودة إلى سرايا هاردكورت في الوقت المناسب لكي تعودي إلى مدرستك."
"ألن تجد والدتك اختفائي بعد فترة زواجنا القصيرة غريبا؟" سألت باريسا دون أن تنتبه لبريق الانتصار الذي الذي كان يلمع في عيني لوك كرد فعل على قبولها.
"لا أعتقد ذلك. سوف نخبرها بأنك كنت مشغولة بترميم السرايا. فبما أنك سيدة السرايا ، من الطبيعي أن تشرفي على كل شيء أما أنا فسأتردد إلى إنكلترا بعد إمتلاكي لإحدى الشركات. لذا ، لن يكون هناك سبب يجعلها تشك في أن هناك خطبا ما بيني و بينك."
"يبدو أنك فكرت بكل شيء ، و لكن أمك لن تكون قادرة على رؤيتي." قالت باريسا ذلك و هي تشرب رشفة من العصير.
"إن أمل أمي في الحياة ليس كبيرا ، فهي لن تعيش أكثر من سنة ، أو سنتين حتى لو أجرت العملية."
"أنا آسفة ، لم أكن أعتقد أن وضعها بهذا السوء."
"و لماذا تأسفين؟ فهي ليست سوى إنسانة غريبة عنك. و لكن إذا وافقت تجعلينها سعيدة ما تبقى من حياتها." كانت باريسا متأكدة أنه يقول الحقيقة ، فقد كان الصدق واضحا في بريق عينيه و هو يقول: "قولي نعم..."
"لماذا أنا؟" فهو يعرف الكثير من النساء و كل واحدة منهن تتمنى أن يطلب الزواج منها ، و دون أن تكلفه المبلغ الذي بدا واضحا أنه يريد دفعه لها. و مرة ثانية لاحظت أنه عاد لقراءة أفكارها.
"لقد نسيت أن والدتي تعتقد أننا مخطوبان ، شخصيا لست راغبا في الزواج ، مثلك تماما و يسعدني أنك تتصورين أنني أستطيع الزواج من أي إمرأة ساعة أشاء. و لكن فكري في الأمر يا باريسا ، فإذا ما أحضرت إمرأة غريبة تماما يوم غد و قدمتها إلى أمي على أنها زوجتي العتيدة من الصعب عليها أن تقتنع مرة ثانية بجديتي في الزواج."
قررت باريسا أن تفكر في الأمر بعقلانية فرفعت كأسها و أخذت منه رشفة. أن ما يقوله منطقي جدا ، و لكن يجب أن لا تنسى أن لوك دي ماغي هو من يقول هذا الكلام... لا ، إن الأمر مستحيل ، أليس كذلك؟
"لا تعرضي نفسك للخسارة يا باريسا. الجميع هنا ينادونك بلقبك. ماذا ستقولين لهم؟ أستخبرينهم بأنك لم تعودي ليدي؟ إن هذا اللقب محفوظ للمرأة التي سأتزوجها."
"لا داعي لمناقشة هذا الأمر. فلو كنت أهتم لأمر اللقب لما بعته." قالت ذلك بحدة و تضايقت عندما سمعت أن لوك يمكن أن يتزوج من إمرأة أخرى.
رفعت باريسا رأسها فتدلى شعرها الطويل على كتفيها ، فقد تركته منسدلا هذه الليلة. ليس لأن لوك يفضله كذلك... بل لأنها كانت في عجلة من أمرها. أسندت باريسا مرفقها على الطاولة و لفت خصلة من شعرها الذهبي على اصبعها قبل أن تبدأ بتأمل لوك ، و لكنها لم تستطع أن تقرأ أي شيء من تعابير وجهه ، لقد كان متعبا و كان يبدو الصدق واضحا في عينيه.
و لكن هل تستطيع أن تثق به؟ و هل أن هذين الأسبوعين يؤثران عليها؟
"حسنا ، أنا موافقة. لقد أبرم الاتفاق." ثم مدت يدها الرشيقة لمصافحته.
مد يده الكبيرة و أمسك بيدها قائلا: "اتفقنا يا باريسا."
ثم دهشت عندما رفع يدها و قبلها و قال: "شكرا لك."
لم تستطع باريسا أن تجيبه أن تجيبه بأي كلمة ، و كل ما استطاعت عمله هو أن تسحب يدها من يده و تضعها في حجرها ثم تتساءل إذا ما كانت قد اقترفت أفظع غلطة في حياتها.
لم يمنح لوك باريسا أي وقت لتغيير رأيها ، فواصل كلامه بلا توقف و هما يتناولان الحلوى و القهوة. لم تكن واثقة مما جرى لها. فبعد أن وقفا أخيرا للمغادرة بدأت تتساءل إذا ما كانت قد فكرت جيدا قبل الموافقة على الزواج منه. فمشت إلى خارج المطعم و هي مشوشة التفكير ، و لم تعد إلى وعيها إلا بعد أن سمعت لوك وهو يصرخ.
"آخ." نظرت باريسا حولها فوجدته يترنح ثم يستقيم في وقفته ، فلم تتمالك نفسها و انفجرت بالضحك. لقد كان مغمض العينين و يضع يده على رأسه.
"إنه مطعم قديم جدا ، و خشب السنديان البارز ، و السقف المنخفض جزء من سحره كان عليك أن تكون أكثر انتباها ، فهناك لافتة فوق باب القاعة مكتوب عليها بأحرف كبيرة: انتبه لرأسك."
فنظر لوك إلى المكان الذي أشارت إليه باريسا و ضحك: "ها ، ها." ثم بدأ بالتأوه.
"هل أنت بخير؟" سألته باريسا ثم وضعت يدها على ذراعه و تابعت: "هل أذيت نفسك؟" في هذه اللحظات خرج السائق من حانوت ملاصق للمطعم.
قال و هو يستقيم في وقفته: "كلا ، أنا بخير." ثم أمسك ذراعها و توجها نحو السيارة.
جلست باريسا على المقعد الخلفي لسيارة الليموزين و التصقت بالنافذة محاولة إبقاء أكبر مسافة بينها و بين لوك.
"لا يوجد أي داع للخوف يا باريسا..." ثم نظر إليها بطرف عينه و رفع أحد حاجبيه بسخرية و تابع: "ليس لدي نية في الأقتراب منك ، سوف يكون زواجنا صفقة تجارية صرفة."
قالت باريسا بتصميم: "لو لم يكن الأمر كذلك لما وافقت." و لكن شيئا ما في داخلها كان يشك في صدق كلامها.

**********************
يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ثمرة الابتزاز, دار النحاس, جاكلين بيرد, jacqueline baird, master of passion, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t97516.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
sosoroman's Bookmarks on Delicious This thread Refback 25-12-09 06:41 AM


الساعة الآن 05:51 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية