لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-11-08, 08:26 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 44675
المشاركات: 6,796
الجنس أنثى
معدل التقييم: majedana عضو ماسيmajedana عضو ماسيmajedana عضو ماسيmajedana عضو ماسيmajedana عضو ماسيmajedana عضو ماسيmajedana عضو ماسيmajedana عضو ماسيmajedana عضو ماسيmajedana عضو ماسيmajedana عضو ماسي
نقاط التقييم: 4832

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
majedana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

يعطيكي الف عافية

بكملي بسررررعة انا حبيتها كتير

 
 

 

عرض البوم صور majedana   رد مع اقتباس
قديم 05-11-08, 12:08 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 34599
المشاركات: 13
الجنس أنثى
معدل التقييم: فرحة افق عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فرحة افق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مجهود رائع


في الانتظار عزيزتي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

 
 

 

عرض البوم صور فرحة افق   رد مع اقتباس
قديم 05-11-08, 12:37 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أسعدني مروركم
موني الأردن ، مجدانا ، و فرحة أفق
ومشكوررررررين على الردود الحلوة

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 05-11-08, 12:43 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 



الفـصل الثانــــــــــــــــــي


شعرت باريسا بتعب شديد و هي تدخل الحمام ، ثم فتحت الماء الساخن و وقفت تحت الدوش. يا لهذه الليلة المتعبة! ففي كل مرة تصغي للجانب المتهور من شخصيتها تنتهي بمأزق ، و مجرد التفكير بأن تصبح لصة لم يكن بالأمر الصائب.
منتديات ليلاس
كانت باريسا تحب صديقتها ، و لكن كان على الأخيرة أن تكون أكثر حسا بالمسؤلية. كانت باريسا قد تعرفت على مويا و هي في الرابعة عشرة من عمرها في مدرسة "برنلودج" للأناث ، و كانت في مثل عمرها. كانت باريسا في تلك الفترة تعاني من فقدها لوالديها ، اللذين قضيا أثناء محاولتهما عبور الأطلنطي بواسطة المنطاد. في نفس الفترة كانت أم مويا قد توفيت في حادث سيارة ، أما والدها فقد كان رجلا عصاميا يقضي كل وقته في العمل دون أن يعير ابنته أي اهتمام. فما كان منه إلا أن أدخل ابنته في مدرسة داخلية. و هكذا اصبحت باريسا و مويا صديقتين حميمتين. فصارت مويا تقضي معظم عطلها المدرسية في منزل باريسا الكائن في "هاردكورت" في الوقت الذي كان والدها يقطن في منطقة "نورفوك".
بعد أن دخلت باريسا الجامعة و تخرجت ، و عينت مدرسة في إحدى المدارس الخاصة ، بقيت على اتصال دائم مع صديقتها. و صودف أن مويا كانت مدعوة مرة لقضاء سهرة في ضيافة باريسا ، فالتقت بسيمون و وقعت في حبه من النظرة الأولى.
تنهدت باريسا و شعرت بأنها مسؤولة لدرجة ما عن صديقتها ، و لكنها لم تكن تدري كيف تستطيع مساعدتها.
أقفلت باريسا حنفية الماء و خرجت من الحمام بعدما جففت نفسها. أن كل ما تستطيع أن تفعله الآن هو الجدال مع لوك دي ماغي ، و لكنها عادت و استبعدت الفكرة ، كانت متعبة جدا و تعاني من صداع عنيف ، فكل ما تريده في هذا الوقت هو النوم. مشت في إتجاه غرفة النوم و رمت المنشفة على الأرض ثم اعتلت السرير ، إلا أن النعاس فارق جفنيها فكلما كانت تغمض عينيها محاولة النوم ، كانت تظهر لها صورة لوك دي ماغي. كان قد غاب عن تفكيرها منذ سنوات ، و لكن الليلة بعد أن رأته هو و تينا ، عادت كل الذكريات.
لم تتغير باريسا كثيرا منذ سن الرابعة عشرة حتى الآن من ناحية الشكل. يقارب طولها 170 سنتيمترا ، ذات شعر ذهبي و جسم ممتلئ. كانت تحب مدرستها و كانت متفوقة في الرياضة بشكل خاص ، و ربما أختارتها تينا لهذه الأسباب جميعا لتنفذ الخدعة.
كانت تينا في الثامنة عشرة من العمر و في الصف النهائي ، و في صباح أحد أيام السبت ، طلبت أن تتحدث مع باريسا على انفراد سائلة إياها إذا ما كانت تستطيع أن تؤدي لها خدمة. يبدو أن صديقها كان قادما لقضاء بعض الوقت معها في ذلك اليوم ، إلا أن ابن عمها كان قادما معه ايضا ليلعب دور المراقب للقائهما ، فقامت بتخطيط حيلة لالهاء ابن عمها و ابعاده عنها.
و لسذاجة باريسا ، وافقت على مخطط تينا ، فسمحت لها بوداعة أن تلبسها إحدى تنانيرها مع بلوزة تليق بها ، و بإضافة بعض المكياج على وجهها بدت باريسا و كأن عمرها ثمانية عشر عاما.
قامت تينا بتدريب باريسا بتلقينها بعض الكلمات ثم قالت: "تذكري ، أنت في الثامنة عشرة من عمرك ، في صفي و من أعز صديقاتي ، فلا تنسي ذلك إذا ما سألك لوك ، اذبلي له عينيك و تحدثي معه بنفس طريقة الكبار ، فيصبح رهن إشارتك، إنه مولع بالشقراوات و هذا يسهل عليك مهمتك. و بما أنك رئيسة فريق التجديف ، هل تحملين مفتاح مرآب القوارب؟"
ردت باريسا بسرعة بالإيجاب ، فقالت تينا: "حسنا ، أريدك أن ترافقي لوك لمشاهدة القوارب ، و بعد أن يدخل المرآب ، أقفلي عليه لبعض الوقت."
إلا أن الأمور لم تجر كما خططت لها تينا. نظرت باريسا إلى ذلك الشاب الطويل ، فعرفت رغم سنها اليافع أنه ليس من النوع الذي يتقبل الألاعيب. في البدء سار كل شيء على ما يرام ، فمشت برفقته عبر ضفة النهر ، و لم يجد أية صعوبة في اختيار حديثهما. أخبرها أنه في السادسة و العشرين من عمره عازب و يبحث عمن يتزوجها ، فردت عليه بأنها في الثامنة عشرة من عمرها ، و تبحث عمن يتزوجها.
لقد كان حديثه مرحا جدا ، الأمر الذي جعلها لا تتصنع الإعجاب به ، لأنها أعجبت به فعلا. كان لوك جذابا و غامضا في نفس الوقت ، بعد أن سألته عن عمله فأجاب بأنه يعمل في مختلف المجالات.
بعد وصولهما إلى مرآب القوارب ، اقتربت تينا من باريسا و ربتت على ظهرها لتذكيرها بالمخطط. نظرت باريسا إلى لوك مبتسمة ثم أذبلت له عينيها و سألته إذا ما كان يرغب في رؤية القارب الذي تقوده برفقة أربع طالبات أخريات.
فرد عليها مداعبا: "سوف أكون سعيدا برؤية اهتماماتك."
استدارت باريسا و فتحت الباب ، كانت تنوي أن تتنحى جانبا لتسمح له بالدخول أولا ، و لكنه أغدق عليها بأدبه ، فأمسك يدها و رافقها إلى الداخل.
في هذه الأثناء حضرت تينا و أقفلت القفل فحبستهما معا في الداخل. كان الضوء خافتا في داخل المرآب ، فأخذ لوك ينظر إلى القوارب متفحصا. و لدهشتها الكبيرة ، حول نظره باتجاهها و بدأ يتأملها بهدوء.
تململت باريسا في سريرها ، فبعد عشر سنوات استطاعت أن تتذكر كل نظرة و كل كلمة قالها لها.
قال لوك مغازلا: "كم أنت جميلة. لما كنت استطعت الحصول على مكان أفضل للقائنا ، لو كنت خططت لذلك بنفسي."
ما زالت باريسا تشعر بالخوف و الإهانة كلما استذكرت تلك اللحظات. كانت تعتقد أنها نسيت كل ما حصل في الماضي ، و لكن عادت إليها كل تلك الذكريات بعد أن شاهدته هذه الليلة.
صرخت باريسا: "كلا..." و حاولت أن تبعده عنها إلا أنه أمسكها بإحكام و بغضب.
"كلا! كيف تجرؤين على رفضي ، لقد كنت طوال فترة الظهيرة تحاولين استدراجي لهذا الأمر."
ذعرت باريسا و تمكنت من الإفلات من بين براثنه ثم أجهشت بالبكاء لشعورها بالمذلة.
في تلك اللحظة ، فتح باب المرآب و شعرت باريسا بحالة من الرعب تعتريها عندما شاهدت استاذة الرياضة تدخل إلى المكان. نظرت الآنسة شبلاي إليهما و طلبت شرح ما يجري.
أخبرها لوك دي ماغي ، الذي كان يتحكم بأعصابه بشكل كبير بأنه ابن عم تينا ، و قد أتى لزيارتها هذا اليوم ، فعرضت عليه باريسا مرافقته لرؤية القوارب و فجأة أقفل الباب خلفهما ، أما سبب بكاء باريسا فهو خوفها من الظلام.
وجهت الآنسة شبلاي كلامها إلى باريسا قائلة: "هل صحيح ما قاله يا فتاة؟" فردت عليها بالإيجاب.
"حسنا ، اعتقد أنه لا يوجد أي مانع لذلك." ثم أضافت: "و لكن بما أنك رجل ناضج ما كان يجدر بك اختيار طفلة عمرها أربعة عشر عاما لمرافقتك. بل كان عليك مرافقة ابنة عمك تينا فتتجول معك بدل إزعاج الليدي باريسا هاردكورت بلمونت". كانت نبرة الإزدراء في صوت الآنسة شبلاي واضحة و قاسية.
رد لوك دي ماغي متعجبا: "أربعة عشر عاما؟!"
سحب وجهه الوسيم و ركز بصره المرتاب على طول و جسد باريسا الممتلئ.
تقلبت باريسا في سريرها ، فحتى الآن لا تعرف سبب تجاهل الآنسة شبلاي لما رأت ، و حسب ظن باريسا هناك احتمالان: الأحتمال الأول هو أنها حاولت تفادي إحراج الفتاة اليافعة ، و الأحتمال الثاني ، و هو أنه المرجح ، هو أنه كان سيجري في اليوم التالي سباق بطولة المدارس في التجديف ، و بما أن باريسا كانت نجمة في هذا النوع من الرياضة ، تجاهلت الآنسة شبلاي الأمر و لم تعاقبها.
تثاءبت باريسا في سريرها ، فرفعت الملاءة و قربتها من ذقنها. لقد مضت تلك الذكريات و لم تعد لها أية قيمة، و نظرا لما حدث في الماضي ، لم تستغرب أن يصبح لوك نصابا.إن صورته محفورة في ذاكرتها على أنه إنسان عديم الرحمة.
في تلك اللحظة ، سمعت باريسا نحيب مويا في الغرفة المجاورة ، فأصغت لذلك الصوت الحزين ، و أدركت أنه لا يوجد أمامها أي خيار آخر سوى الموافقة على مرافقة لوك دي ماغي إلى إيطاليا. ما كانت باريسا لتقبل بأن تكون سببا في تدمير سعادة صديقتها خاصة و أن بيدها مفتاح الحل.
أيمكن أن يكون الأمر رهيبا إلى هذه الدرجة؟ و ما المشكلةفي قضاء يومين في إيطاليا مع عائلة لوك دي ماغي؟ قالت متسائلة، فهي لم تعد الآن فتاة يافعة بل إمرأة ناضجة عمرها أربعة و عشرون عاما و ذات مركز اجتماعي مهم. أما بالنسبةإلى لوك دي ماغي ، فلن يكون سمجا في منزل والدته. و لم يفعل ذلك؟ فصديقته الجميلة مارغوت ماي تكفيه.
في صبيحة اليوم التالي ، و بينما كانت باريسا جالسة في المطبخ لاحتساء فنجان من القهوة ، أخذت تتفحص وجه مويا الحزين و عينيها الشاحبتين ، ثم قالت: "حسنا مويا ، سوف أقوم بذلك ، اعطني رقم هاتف الرجل وسوف اتصل به." تفوهت باريسا بهذه الكلمات بصوت مخنوق و متعلثم.
قالت مويا بسعادة: "أحسنت يا حبيبتي ، لقد كنت واثقة من أنني يمكنني الاعتماد عليك." و الابتسامة تظهر على وجهها الشاحب.
بعد أن خلصت نفسها من بين ذراعي مويا ، عادت باريسا و كررت: "أعطني الرقم."
"إني لا أعرف الرقم ، لا يهم ،فسيمون سوف يصل بعد قليل." ثم تابعت كلامها بنبرة حب: "نحن ذاهبان لشراء خاتمي الخطبة ، تعالي معنا لنوصلك إلى منطقة ماي فير ، أما سيمون فنخبره بأنك ذاهبة لزيارة صديقة ، و هكذا تتحدثين مع الرجل شخصيا." و بنبرة شاكرة اضافت: "أشكرك يا باريسا ، لقد أنقذت حياتي لأني ما كنت لأحتمل خسارة سيمون ، فأنا أحبه جدا."
كم كرهت باريسا فكرة الصفقة و لكنها لم تعد تستطيع أن تبدل رأيها بعد رؤية الارتياح الذي بدا على وجه صديقتها.
و هكذا ، في تمام الساعة التاسعة و النصف صباحا ، كانت تقف على مدخل بناء سبق لها أن زارته من قبل. و بطريقة مترددة ضغطت على جرس شقة الطابق الثالث متمنية لو أنها كانت موجودة في أي مكان آخر في العالم غير هذا المكان.
قال بصوت مزمجر عبر جهاز الهاتف الداخلي: "نعم ، من هناك؟"
أجابت بصوت أجش: "باريسا."
"لا تتحركي... اصعدي مباشرة."
دفعت باريسا البوابة و دخلت المدخل الرئيسي و بدأت بصعود الدرج ، و ما أن وصلت إلى الطبقة الأولى من البناء حتى ظهر لها لوك دي ماغي ، فتوقفت خائفة من وقع الصدمة.
بدا و كأنه استيقظ لتوه من النوم ، كان يرتدي قميصا قطنيا و بنطلون جينز. أبتلعت باريسا ريقها بصعوبة ، و قبل أن تتفوه بأية كلمة اقترب منها و أمسك ذراعها بقبضته الفولاذية.
"ما الذي فعلتيه يا باريسا؟ لا بد أنك مجنونة ، فخروجك من الشباك و نزولك عبر درج الحرائق الخلفي هو عمل طائش ، كان يمكن أن تقعي و تكسري رقبتك الجميلة ، يا غبية."
كان لوك غاضبا جدا ، فسلط عينيه السوداوين على عينيها الزرقاوين بطريقة جعلتها ترتعش من الخوف ، فكانت نظرته توحي بأنه يبغي معاقبتها.
قالت باريسا مستهزئة: "أنا في أحسن حال ، ما القصة يا لوك ، أكنت خائفا أن يتم القبض عليك بسبب القتل بدل الابتزاز؟" محاولة أن تشعره باحتقارها له.
شد لوك يده قليلا على ذراع باريسا ثم عاد و اعتقها في الوقت الذي كان يركز بصره على وجهها الجميل.
"كلا يا باريسا، لست خائفا من أي شيء و لا من أي أحد ، و من الأفضل لك أن تكوني أكثر حكمة خلال مخاطبتك لي ، فهناك أشياء كثيرة سوف أستفيد منها بواسطتك يا سيدتي الصغيرة. ففي الأمس و في خلال عشر دقائق اعدت إلي ذكريات عشر سنين خلت."
اتسعت عينا باريسا الزرقاوان من الدهشة ، و شعرت لبرهة باهتمامه الزائد بها و ذلك قبل أن يغمض عينيه في محاولة منه لإخفاء تعبيرهما.
"إذا ، كنت تنوين مساعدة صديقتك ، و هذا ما اعتقد أنك أتيت من أجله ، اتبعيني..." قال ذلك بلهجة آمرة.
تبعته على مضض صاعدة الدرج، و هي تتمنى لو أنها تحمل سكينا لتغرزه بين كتفيه ، و لكنها على الرغم من هذا الشعور لم تستطع إلا أن تعجب بوسامته و مشيته المميزة.
ما الذي يجري لها؟ فهي لم يسبق لها أن اهتمت بمظاهر الرجال الخارجية من قبل. لقد كانت تائهة في تفكيرها لدرجة أنها تقدمت و دفعت لوك من ظهره و ادخلته إلى شقته.
"يا لهذه العجلة ، لقد غمرتني بلطفك." ثم استدار و أمسك بذراعها جاذبا إياها إلى داخل الشقة و مضيفا: "أم انك فعلت ذلك خوفا من أن يراك أحد معي ، أنا النذل السيء السمعة؟"
بعد أن وطات قدما باريسا أرض تلك الشقة للمرة الثانية ، نظرت إليه بإشمئزاز ، فهي لم تعتد أن تجب من قبل أي رجل بهذه الطريقة و شعرت بأنه يهزأ منها. و بعد أن استعادت باريسا سيطرتها على نفسها ، اجابته في محاولة منها لرد الإهانة: "إن الخطبة بيننا لمجرد يومين ، شيء لا يشرف أي إمرأة ، لأنه يسيء إلى سمعتها."
قال ساخرا: "آه ، الآن عرفت سبب زيارتك غير المتوقعة يبدو أنك ندمت على مغادرتك المتسرعة الليلة الماضية ، و قررت قبول العرض ، أليس كذلك؟"
أجابت متمتمة و كارهة الأعتراف بالهزيمة: "تقريبا."
"حسنا ، فلنناقش الموضوع و نحن نحتسي فنجانا من القهوة." ثم أضاف آمرا: "أتبعيني."
إذا ما عاد الحقير و أمرها بأن تتبعه فإنها سوف تقتله، قالت باريسا بينها و بين نفسها ، و لكنها عادت و تبعته إلى المطبخ.
"إجلسي يا باريسا ، بينما أصنع القهوة."
"أليس من الأفضل أن تنهي ارتداء ثيابك أولا."
قال مازحا: "تقبلي إعتذاري. و لكنني لم أنم إلا عند الفجر ، و لعل سبب ذلك هو أني قضيت معظم الليل و أنا قلق على الليدي باريسا."
يا له من كاذب ، فطبيعة عمله تفرض عليه أن يقضي الليل ساهرا حتى الصباح. اشاحت باريسا برأسها و قررت عدم الرد على سخريته حتى و لو أدى ذلك إلى اختناقها من الكلمات التي لم تكن تستطيع كبتها. ثم كزت على أسنانها و قالت بحنق: "و لكن باريسا على أحسن ما يرام." عادت باريسا و تذكرت صديقتها مويا و حفلة الزفاف ، و قررت أن تتصرف بطريقة لبقة مع الرجل ، كما حاولت اقناع نفسها بأن الوقت الذي ستقضيه معه هو يومان فقط و ليس العمر كله ، كما أن رحلة مجانية إلى إيطاليا ليست بالأمر السيئ ، و هي لا تستطيع تحمل نفقات رحلة إلى خارج بريطانيا من جيبها الخاص ، أما بالنسبة لصديقها ديفيد ، الذي كان يعمل مدرسا معها في نفس المدرسة ، فإن فكرته المفضلة لقضاء عطلة كانت التخييم مع الكشافة. عبست باريسا قليلا ثم عادت و تناست أمر ديفيد.
انتفضت باريسا على كرسيها عندما رأت يدا ضخمة تضع فنجانا من القهوة امامها على الطاولة ، فرفعت رأسها لتجد لوك جالسا في مواجهتها على نفس الطاولة حاملا في اليد الأولى فنجانا من القهوة و ممسكا باليد الثانية ذقنه.
بعد أن تناول رشفة من قهوته الساخنة وجه كلامه إلى باريسا في محاولة منه لبدء حديث معها.
"إن باريسا اسم غريب ، فكيف سميت بهذا الأسم؟"
ركزت باريسا بصرها على حنجرة لوك و راقبت حلقه و هو يتحرك خلال ابتلاع القهوة ، ثم أخذت رشفة من فنجانها و اجابت:
"لقد سافر والداي مرة في رحلة تنقيب عن الآثار إلى الشرق ، و هناك سمعا بهذا الأسم و أعجبا به ، يظهر أنه اسم شرقي و يعني ، ذات الشكل الجميل."
"أنه يناسبك تماما ، أنك إمرأة رائعة الجمال ، تماما كما كنت طفلة رائعة الجمال."
شعرت باريسا بالارتباك عندما سمعت اطراءه المفرط ، فأدارت رأسها و تفادت النظر إلى وجهه.
"أخجلت؟ إنك تدهشينني يا باريسا." ثم مد يده و مرر اصبعه على خدها و اضاف برقة بالغة: "أني اتذكرك عندما كنت في الثامنة عشرة ، لا بل في الرابعة عشرة من عمرك ، أليس كذلك؟"
أحست باريسا بحرارة اصبعه ، فأجفلت و تراجعت ، ثم عادت و حدقت بوجهه الوسيم البسام ، كانت نظرة لوك المتفحصة ذات تأثير عليها مما أدى إلى شعورها بالخجل.
قالت هامسة: "حسنا، ألام ترمي؟"
"ربما كنت تكذبين علي في ذلك الوقت و لكنك كنت عاطفية جدا ، فبعض الأمور لا يمكن تصنعها أبدا."
قالت بغضب شديد: "إن كلامك غير صحيح على الإطلاق ، لقد كانت ابنة عمك هي سبب إقحامي في تلك الخدعة." فهي ما كانت لتقبل بأن تنعت "بالكاذبة" خصوصا من قبل محتال مثله ، أما بالنسبة لطبيعتها العاطفية ، فهي لم تكن تملك هذه الصفة.
"ربما ، و لكن لم تكن تينا هي من ينظر إلي بشغف ، و لم تكن تينا برفقتي ، بل أنت يا باريسا ، و هذا ما جعلني ادهش عندما رأيتك تخجلين الآن ، لا بد تعرفت على الكثير من الرجال منذ ذلك الوقت و تعاملت معهم بنفس الطريقة التي عاملتني بها حينذاك."
قالت فاقدة اعصابها: "ماذا؟! إنك تهينني بـ..."
فقاطعها لوك محاولا استرضاءها: "ما بك يا باريسا ، إنني امازحك لا أكثر ، إنك تقعين بسرعة في الفخ."
"حسنا، فلنتوقف عن الحديث حول الماضي." قالت باريسا هذا الكلام في محاولة منها لإعادة مسار الحديث إلى موضوع مويا.
"إنني أهوى التحدث عن الأيام الغابرة. خاصة و أنها ذات معان فريدة من نوعها. تصوري أن يضبط شاب في السادسة و العشرين من عمره و هو يجلس مع طالبة يافعة! لقد كانت من أحرج اللحظات التي مرت في حياتي لطالما كنت متشوقا لمعرفة ما حدث لك بعد ذلك ، لا بد و أن المعلمة قد عاقبتك."
"لا ، لا. لم تفعل." ثم أخذت باريسا رشفة من فنجانها بعد أن شعرت بأن الحديث عن الماضي ليس بالأمر المؤلم، ثم ابتسمت ، أنها ذكريات مضحكة حقا.
"لم تفعل لك أي شيء بعد كل ما رأته! لا بد و أنها قالت لك شيئا ما. لقد تضايقت في بادئ الأمر لأني شعرت بإني خدعت من قبل طفلة، و لكني عدت و شعرت بالذنب عندما تخيلتك و أنت تبعدين عن الدراسة لبقية الفصل و تحرمين من كل الأمتيازات التي كنت حاصلة عليها."
أجابت باريسا: "لقد حدث العكس تماما." إن شعور الألم الذي أحس به أعطى باريسا بعض الطمئنينة ، فلم تناقشه في هذا الأمر. و تابعت:
"لقد كنت نجمة بالنسبة للآنسة شبلاي في فريق التجذيف ، وكانت بطولة المدارس في التجديف على وشك الأفتتاح ، فلم تبلغ مدير المدرسة بما حدث ، لأنها لو فعلت ذلك تكون قد خسرت أفضل مجذفة في الفريق."
"لم أكن أعرف أنك حقا تجيدين التجذيف. لقد كنت أعتقد إن كلامك هو مجرد تباه."
"ماذا تقول؟ لقد كنت أنا من ألف الفريق الأولمبي و ذلك خلال دراستي في الجامعة." قالت بفخر شديد متناسية إلى من توجه كلامها: "كما أنني كنت بطلة البلاد في التجذيف الانفرادي عندما كنت في التاسعة عشرة من عمري."
"و هل ربحت أي ميدالية في الأولمبياد؟"
قالت متنهدة: "كلا." فهذا الأمر أكثر ما ندمت عليه في حياتها: "لأنني لم أشترك في التجذيف." ثم سيطرت مسحة من الألم على عينيها الجميلتين.
"دعيني أحزر سبب ذلك.لا بد و أنك تسللت من القرية الأولمبية في وقت كان يمنع فيه التجول ، و هكذا منعت من الأشتراك."
ابتسم لوك محاولا تشجيعها على الابتسام ، و دون أن تشعر ، وجدت نفسها تخبره حقيقة ما حصل.
"ليس بالضبط، لقد كنت في ذلك الوقت قد تعرفت إلى شاب هولندي يدعى جان ، و كان يهوى اللعب على الرفاس النطاط ، و هي لعبة لطالما أحببت ممارستها ، و كان من سوء حظي إني وقعت و كسرت ساقي."
و لدهشة باريسا، أحنى لوك رأسه إلى الخلف و شرع بالضحك ، و لكن ما المضحك في الأمر؟ قالت بينها و بين نفسها بغضب.
لقد تلاشى الجو الهادئ الذي كان سائدا بينهما منذ دقائق و حل محله الغضب و الحنق.
"إن الأمر ليس بالمضحك ، لقد كنت منهارة تماما."
"صحيح ، صحيح ، بالطبع." قال لوك محاولا وقف ضحكه و تابع: "ماذا حدث لصديقك؟ هل ربح أي ميدالية؟"
"لا ، لأنني كنت قد حطمت رفاسه المفضل."
قررت باريسا في هذه اللحظة أن تصب القهوة على وجهه إذا ما عاد و ضحك ثانية. كان عليها أن تعرف كيف يمكن أن تكون ردة فعل رجل مثله على مثل هذه الأحداث. فكيف لنذل مثل لوك دي ماغي أن يقدر التعب و الجهد الذي بذلته للوصول إلى الألعاب الأولمبية؟ فمحتال مثله يستطيع أن يحصل على كل ما يريد بالطرق الملتوية.ط
"إن هذا الأمر لم يحدث إلا لك يا باريسا." ثم هز رأسه و تابع كلامه ضاحكا: "لقد حطمت الرفاس... ها... ها."
وقف لوك منتصبا ثم فرك ذقنه و قال يجب أن أحلق ذقني." و خرج من المطبخ.
لا بد و أن هذا الرجل غير طبيعي ، قالت باريسا في نفسها بعد أن سمعت قهقهته المنبعثة من الحمام. بعد ذلك شعرت بدافع يحثها على النهوض و الخروج من ذلك المكان.
فنهضت ، و لكن ليس إلى الخارج ، بل إلى البهو ، لقد كانت وشك الخروج ، و لم يمنعها من ذلك سوى صدى نحيب مويا الذي لا يزال يرن في أذنيها ، لقد وعدتها بأن تقبل العرض و تصمد حتى النهاية ، و لكن كيف السبيل إلى ذلك؟ نظرت باريسا إلى باب غرفة الجلوس ، فكان مفتوحا على مصراعيه ، ثم أصغت فسمعت صوت الماء الجاري في الحمام ، فأيقنت أن لوك لا يزال مشغولا.
و بهدوء شديد دخلت الغرفة و توجهت نحو الطاولة و فتحت الدرج بحذر ، لمعت عينا باريسا بعلامة النصر بعد أن رأت مظروف الصور و بحذر شديد ، ألتقطت المظروف و مشت على رؤوس اصابعها في إتجاه الرواق ، ومنه إلى الباب الخارجي و ابتسامة الرضى ترتسم على ثغرها. لقد كان الأمر سهلا جدا.
أدارات باريسا مسكة الباب النحاسية و هي غير مصدقة حظها الرائع.
يا لحظي السيء! قالت و هي تلتقط أنفاسها ، ثم أدارات المسكة في الإتجاه المعاكس.
"أعتقد أنك سوف تحتاجين إلى هذا..."
أستدارت باريسا بهدوء ، فرأت لوك واقفا مستندا إلى الحائط و مادا ذراعه و المفتاح يتدلى من بين اصابعه الطويلة.
نظرت إليه و شعرت بأن كل المعنويات المرتفعة التي كانت تشعر بها منذ لحظات قد تلاشت ، و أحست بقشعريرة تعتري جسدها. تذكرت باريسا أن هذا الرجل ليس سوى مجرم قد لا يتوانى عن قتلها ليحصل على ما يريد.
لقد جردها من كل أسرارها بحديثه الودود خلال احتسائهما القهوة ، و قد كان في كل تحركاته يسبقها في التنقل في أرجاء المنزل ، لا بد و أنه أغلق الباب و سحب منه المفتاح بعد وصولهما مباشرة ، لقد بدا الآن كحيوان هائج مستعد للانقضاض في أية لحظة.
نظر لوك بغضب إلى باريسا التي كانت ترتعش من الخوف ، ثم اقترب منها و هو يحدق بالمظروف الذي كانت تحمله.
"إذن ، ما زلت تحاولين السرقة." قال ذلك في الوقت الذي كان يضع المفتاح في جيبه: "و كما أفترض ، فإن تلك السيارة في انتظارك ثانية في الشارع الخلفي."
"إن افتراضك غير صحيح." أجابت باريسا مرتعشة الصوت. فالتقط بيده الأولى رسغها و سحب بالثانية مظروف الصور من بين اصابعها المرتجفة.
"إنها ملكي على ما أعتقد." و حرك فمه باستهزاء بينما كان يرمي بالصور برعونة على الطاولة و أضاف: "إلا إذا كنت تشعرين بأنها أصبحت ملكك يا باريسا." ثم أمسك بذقنها و أدار رأسها مجبرا إياها على النظر إلى وجهه.
كانت باريسا مرتعبة و غاضبة في نفس الوقت ، و لكنها كانت تكافح من أجل عدم إظهار ذلك ، لقد كانت على وشك أن تنجح في تمالكها لنفسها ، و لكنها فشلت في ذلك بعد أن اقترب بجسده الضخم منها فشمت شذا عطره. حاولت الابتعاد ، فما كان منه إلا ان ضغط باصابعه على ذقنها.
"إنك تقرفني، لقد أخبرتني مويا عن مطالبك ، إما المال و إما... و لكنك لا تخيفيني ، يا لك من حقير." قالت ذلك بغضب بعد أن ازداد خوفها.
نظر إليها بصمت ثم ترك رسغها دون أن يترك ذقنها.
"نعم ، أن الأمر يستحق هذا العناء ، على الرغم من أن معظم النساء يتمنين أن أطلب منهن ذلك."
قالت باريسا بحنق: "يا لك من مغرور."
"هذا يكفي يا باريسا ، فأنا لم أعد احتمل المزيد من إهاناتك. إما أن ترافقيني إلى إيطاليا يوم الأثنين أو أبعث بالصور إلى الصحف. إن القرار عائد لك. و أؤكد لك أني لن أحاول التحرش بك ، أو مضايقتك." ثم أرخى يده من على ذقنها و تراجع إلى الوراء خالي الوجه من أي تعبير.
"إني جائع ، في إمكانك إخباري قرارك النهائي و نحن نتناول طعام الفطور ، خذي وقتك." ثم أدار إليها ظهره و ألتقط الصور متوجها إلى غرفته.
راقبته باريسا و هو يغادرها بعبسة غضب. فهي لم تعرف ما إذا كان عليها أن تفرح أو أن تشعر بالإهانة لعدم إهتمامه بها.
قال بغير إهتمام: "هل أنت جاهزة للذهاب؟"
لاحظت باريسا مدى غضب لوك من خلال مراقبتها له و هو يرتدي معطفه فلم تستطع منع نفسها من الكلام.
"كنت أحسب أنك تريد تناول طعام الفطور."
"صحيح ، و لهذا نحن ذاهبان."
"ألا تستطيع أن تحضر طعامك في المنزل؟"
"إذا كنت تنوين فعل ذلك أكون لك من الشاكرين." ثم ابتسم ، فقفز قلب باريسا من مكانه من الفرح بعد أن رأت الأبتسامة تعود إلى وجهه الوسيم. لقد تذكرت باريسا المرة الأولى التي رأته فيها مبتسما في تلك الأيام الخوالي.
قال متأسفا: "و لكن لا يوجد طعام في الشقة."
بعد نصف ساعة تقريبا ، كان الأثنان جالسين إلى مائدة أنيقة في أحد أفخم مطاعم لندن ، نظرت باريسا إلى لوك مندهشة في الوقت الذي كان يطلب فيه فطورا إنكليزيا كاملا مؤلفا من اللحم ، البيض ، النقانق ، الفطر ، الطماطم ، والخبز المحمص. رشفت باريسا رشفة من فنجان قهوتها الخامس في ذلك الصباح و عادت للتفكير بابتسامته الدافئة. إنه غريب الأطوار ، ففي لحظة واحدة يمكن أن يتحول من الشراسة إلى الأبتسام مما يشعرها بأنه صديق وفي.
"هل قررت؟"
غصت باريسا بقهوتها ، ونظرت إليه.
"كيف يمكنك أن تأكل كل هذا الطعام في الصباح؟" قالت ذلك مستفسرة في محاولة منها لتغيير الحديث.
"هذا سهل جدا ، فكما تلاحظين ، أنا رجل ضخم و لدي شهية جيدة..." ثم ابتسم ابتسامة سطحية.
"الآن أجيبي عن سؤالي." قال ذلك آمرا و عيناه تحدقان بوجهها. أن عليها مرافقته إلى إيطاليا ، تماما كما سبق لها و وعدت مويا ، و لكن بما أنها جالسة برفقته في أحد المطاعم الفخمة ، سوف تحاول و لو لمرة واحدة أن تتقرب من الجانب الطيب في شخصية لوك الجذاب ، المسترخي.
"لوك ، أني لا أصدق أنك في حاجة إلى المال لدرجة أن تفسخ خطوبة مويا و تدمر حياتها من أجل هذا الشيء البغيض. إنها مغرمة جدا بسيمون ، لقد أوصلاني غلى منزلك هذا الصباح ثم تابعا طريقهما لشراء خاتمي الزواج ، ثم لم لا تعطيني الصور و تنسى الموضوع؟ و لو لهذه المرة فقط."
راقبت باريسا وجهه الوسيم آملة أن يتقبل الفكرة ، و لكن بد ذلك عبس وجهه و قطب حاجبيه.
قال ساخرا: "و لو لهذه المرة فقط! و هل يجب عليك أن تمدحيني و تستغلي شكلك الجذاب بالنسبة لي لكي اعطيك الصور؟ و ماذا أفعل بالنسبة لضحاياي الآخرين؟ ألا يستحقون بعض هذه الشفقة؟"
"أنا لا يهمني الأخرون يا لوك ، فإذا نسيت موضوع مويا ، أعدك بأن لا أخبر أحدا عن عملك."
قال متهكما: "لقد أرحتني قليلا ، و لكني غير موافق ، إن كل ما أريد أن أعرفه الآن هو نعم أم لا."
نظرت باريسا إليه نظرة ثاقبة و فتحت عينيها الزرقاوين محدقة بعينيه و قالت: "نعم ، تبا لك! سوف أذهب معك إلى إيطاليا و لمدة يومين فقط و سوف أدعي بأني خطيبتك ، أما يوم الأربعاء فعليك أن تسلمني الصور.ط
نهضت باريسا شاعرة بأنها أخطأت عندما حاولت التقرب من الجانب الطيب لشخصية لوك ، لأن هذا الجانب غير موجود.
"أحسنت. في هذه الحال يجب أن نحذو حذو صديقتك و نذهب لشراء الخاتم."
أمسك بيدها و قادها إلى خارج المطعم. دهشت باريسا عندما رأت سيارة ليموزين سوداء ضخمة مع سائقها الخاص متوقفة في انتظارهما على مدخل المطعم.
"صباح الخير سيد دي ماغي ، لقد سررت لرؤيتك ثانية."
هذا ما قاله السائق الذي يرتدي زيه الخاص مرحبا ، ثم فتح لهما الباب الخلفي.
"صباح الخير يا جونسون."
و قفت باريسا فاغرة فاها لدهشتها ، فدعاها لوك إلى دخول السيارة ، لم تستطع أن تفهم ما يجري حولها ، فلقد كانا استقلا سيارة أجرة لكي يذهبا إلى المطعم.
"من فضلك يا جونسون ، خذنا إلى سوق الصاغة." قال لوك آمرا و مغلقا الزجاج الذي يفصل بين السائق و المقعد الخلفي ثم استقر في جلسته على المقعد الجلدي.
"من الذي قال أن العمل الأجرامي لا يطعم خبزا؟" قالت باريسا ذلك مذهولة و فاتحة عينيها من الدهشة.
نظر إليها لوك نظرة جانبية و قال: "أستأجر سيارة ليموزين دائما عندما أكون في لندن. فمن الصعب أن يحصل الانسان على موقف ليركن سيارته الخاصة. و لكن قبل أن نصل إلى أي مكان أريدك أن تتوقفي عن مناداتي بالمجرم في الأيام القليلة القادمة ، فبالنسبة لعائلتي و أصدقائي أنا رجل أعمال."
يا له من عمل! قالت في نفسها ، ثم نظرت إلى وجهه و قررت الاحتفاظ برأيها لنفسها.
"و هل من الضروري أن نشتري خاتما؟ فأنا لا أملك متسعا من الوقت لأقوم بذلك و علي أن أعود إلى بيتي و أخبر..." لقد كانت على وشك أن تقول مدبرة منزلي.
و لكنها استدركت الأمر في الوقت المناسب: "علي أن أوضب حقيبتي..." محاولة تصحيح الخطأ الذي كادت تقع فيه. ثم نظرت من الشباك فلاحظت أن السيارة توقفت جانبا.
"نعم ، إن الخاتم ضروري ، و لا تقلقي ، فسوف أوصلك إلى المنزل بعد أن ننتهي ، ثم تخبريني من أين أقلك صباح يوم الأثنين. من سوء الحظ أن لدي عملا هذه الليلة و يوم غد و علي أن ألتزم به ، لو لم يكن الأمر كذلك لكنا أمضينا بعض الوقت معا نتمرن على تمثيل دورنا." ثم لمعت عيناه مرسلة رسالة إلى باريسا التي تجاهلت الأمر. لقد تذكرت صورة لوك و مارغوت ماي و هما يتجادلان في المنزل ، فحركت شفتيها بابتسامة ساخرة ، فقد عرفت تماما ما هو العمل الذي يجب عليه الألتزام به.
دخلت باريسا إلى محل الصائغ ، فما كان منه إلا أن حيا لوك بابتسامة عريضة.
"لقد عدت بسرعة يا سيد دي ماغي ، هل كان ثمة خطب في السوار الذي اشتريته البارحة؟"
كادت باريسا أن تضحك بصوت عال. فلقد أجبرت على الذهاب إلى إيطاليا من أجل صديقتها ، و لكنها لاحظت الآن أنه لا يوجد ما يخيفها من لوك دي ماغي الذي ابتسم بظرافة و أجاب: "لا ، فالسوار رائع و أنا متأكد من أن السيدة سوف تعجب به. لقد أتيت اليوم من أجل شراء خاتمين."
نظر الصائغ إلى باريسا بطريقة معتذرة . فدفعها حسها النسائي ، أو لنقل كبرياؤها الأنثوية إلى القول: "أريد أن أرى أجمل و أضخم خواتم مزيفة لديك." لقد أرادت أن تتصرف كالفتيات الوقحات لترى ردة فعله.
نظر الرجل إلى لوك و بعد أن تبادل معه بضع كلمات بالإيطالية ، هز لوك رأسه علامة الموافقة ، فاختفى الرجل و عاد بعد دقائق و معه علبة مليئة بالخواتم.
اختارت باريسا أكبرخاتم. لقد كان خاتما ضخما ذا لون مائل إلى الزرقة لدرجة بدا فيها و كأنه حقيقي. وضعت باريسا الخاتم في اصبعها فناسبه بشكل رائع.
"لقد أعجبني هذا الخاتم يا حبيبي لوك." ثم نظرت إلى مرافقها و ابتسمت ابتسامة مصطنعة.
"هل أنت متأكدة يا باريسا؟ فهناك تشكيلة واسعة." قال ذلك لوك و عيناه تتأججان بالغضب المكبوت.
"أنا متأكدة يا عزيزي." أجابت متصنعة الابتسامة و سعيدة بما تقوم به. و لكن بعد عشر دقائق و خلال وجودها في السيارة بجانب غريب مهان ، كم تمنت لو أنها لم تحاول الإيقاع به.
بعد ذلك توقفت السيارة جانبا ، فنزل السائق و فتح باب باريسا التي نظرت إلى لوك.
قال لوك: "حسنا ، يوم الأثنين الساعة العاشرة صباحا إذن ، و لا تنسي الخاتم."
أجابت متمتمة: "بالتأكيد."

****************************

يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 05-11-08, 11:10 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وااااااااااو روزى روايه باين عليها روعه انا لسه ماقريتش الفصلين بس شكل الروايه اكشن زى رواياتك التانيه انتى بتجبيها من فين؟؟؟؟؟؟ نفسى اعرف الروايات الحلوه دى من فين؟؟

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ثمرة الابتزاز, دار النحاس, جاكلين بيرد, jacqueline baird, master of passion, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t97516.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
sosoroman's Bookmarks on Delicious This thread Refback 25-12-09 06:41 AM


الساعة الآن 03:21 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية