كاتب الموضوع :
redroses309
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصــــــــل العــــاشـــر
و "الأخـــــير"
أنهت باريسا حمامها ، فلبست رداءها ، ولفت شعرها بالمنشفة ، ثم نظرت إلى صورتها في المرآة ، و لم يقاطعها سوى صوت قرع الباب. هل عاد لوك سريعا؟ قالت في نفسها و هي تبتسم ، فربطت حزام ردائها بإحكام حول خصرها و أسرعت عبر الرواق و فتحت الباب.
حدقت باريسا بالمرأة الواقفة عند المدخل ، و أبقت يدها على مسكة الباب و هي مرتعبة النفس و مرتعدة الأوصال من أثر الصدمة. إنها مارغوت ماي!
"آه ، أنا آسفة ، فأنت ما زلت هنا. كم أنا سخيفة ، لقد قال لوك يوم الأثنين الماضي أنك ستغادرين المكان يوم الخميس. أتمانعين دخولي؟" أنزلت باريسا يدها عن المسكة ثم أشارت لها بالدخول و هي تحاول أن تستجمع قواها المنهارة ، ثم تابعت مارغوت ماي كلامها: "هل لوك هنا؟ إن لم يكن موجودا فسوف أمر على مكتبه و أترك له رسالة ، فأنا أتشوق لشكره على السوار الجميل." ثم مدت ذراعها الرشيقة و استعضت سوارها المرصع بالماس و تابعت: "إنه إنسان محب و كريم للغاية ، طبعا ، لا بد أنك تعرفين ذلك." ثم ضحكت فبدت قهقهتها و كأنها زفرة موت بالنسبة إلى باريسا المصدومة.
رحبت باريسا بهدوء بالمتطفلة التي اجتاحت خلوتها ، ثم استجمعت قوتها المعنوية و ردت عليها بتهذيب ساخر: "خذي راحتك. أنا متأكدة من أنك تعرفين المكان جيدا. و اعذريني لأني سوف أتركك لأوضب ثيابي." و بقدمين متثاقلتين ، توجهت باريسا إلى غرفة النوم الرئيسية و أقفلت الباب وراءها.
قالت باريسا في نفسها ، أما من نهاية لهذا الغباء؟ لقد قالت مارغوت أنها رأته يوم الأثنين ، و هو اليوم الذي قال لوك أن لديه خلاله أعمال مهمة ، و اقترح عليها الذهاب فيه إلى سرايا هاردكورت لبضع ساعات لتفقد أعمال الترميم. أما الآن ، فقد عرفت السبب ، لقد كان يخطط للقاء هذه المرأة!
لبست فستانا قطنيا بسيطا ، ثم فتحت الخزانة و وضبت في حقيبتها ثيابها التي أحضرتها معها متجاهلة الثياب الكثيرة التي اختارها لها لوك في عدة جولات تسوقية ، ثم خرجت من الغرفة.
جالت باريسا بنظرها في أرجاء غرفة الجلوس ، فلم تجد أثرا لـ مارغوت ماي ، و لكن لفت نظرها اصبع أحمر شفاه مرميا على السجادة ، فالتقطته و هي واثقة أنه لمارغوت ماي و كتبت على المرآة: "لقد أنتهت الصفقة. باريسا."
بعد مرور اسبوعين بالضبط على وصولها ، غادرت باريسا الفندق ، فأوقفت سيارة أجرة و مضت. لقد فارقها الآن الإذالال الذي شعرت به منذ برهة ، و أحست بألم في معدتها ، فأغمضت عينيها من الألم.
بعد فترة ، كانت باريسا تركن سيارتها القديمة خارج السرايا ، فجلست للحظات تتأمل كتلة الصقالة التي تزنر منزلها. كان وكيل العمل قد أكد لها أنه سوف ينتهي من العمل في السطح الجديد قبل عطلة نهاية الأسبوع. شخصيا ، لم تهتم باريسا كثيرا للأمر ، فقد كانت متضايقة في الصميم. لقد ساعد اليومان الماضيان اللذان قضتهما في التخييم و في تدريب فرقة الكشافة التي يرئسها ديفيد على التجذيف في الأنهار ، على تحسين وضعها النفسي. لقد كان ديفيد يتصرف و كأنه تلميذ مستاء ، محاولا تذكيرها بأنها عاملته بشكل سيئ جدا ، و لم يكن في إمكانها أن تقول له أي شيء دفاعا عن نفسها ، لأنه كان على حق ، فهي تعرف أنها تصرفت معه بشكل أرعن.
منتديات ليلاس
ترجلت من سيارتها بهدوء ، ثم ولجت داخل البيت ، فبدت لها التغييرات واضحة جدا. فقد تم نزع أرضيات المنزل الخشبية و أعيد تحسينها و تلميعها ، و أعيد دهن السقف و الجدران ، و تم وضع سجادة جديدة على الدرج الداخلي و وضع عليه أيضا ، إطار من النحاس. أما التأثير البارز الوحيد فهو نزع لوحات العائلة من إطاراتها الخشبية لتنظيفها.
بعد مضي ثلاثة أسابيع على مغادرتها الفندق ، أحدثت التغييرات الجذرية في منزلها تطورا بارزا ، فقد كانت ديدي فرحة جدا بالمطبخ الجديد و الحمامات الحديثة ، و قد قام السمكري اليوم بتركيب حمام في الجناح الرئيسي الذي صمم حديثا. لقد كانت باريسا قد اختارت التصميم و الألوان عندما كانت في لندن برفقة لوك ، و الآن لم يعد في إمكانها أن تحتمل الأقتراب من الغرفة لأنها تذكرها به.
رمت باريسا بحقيبة الرحلات في الرواق ثم فكت ربطة عنقها و أسدلت شعرها. عليها أن تسرع في خلع بزة الكشافة لترتاح قليلا ، و قد تضحي بأي شيء في مقابل نوم هادئ ، و لكنها تعلم أن كل مال العالم لا يستطيع أن يشتري لها راحة البال.
قالت ديدي و هي تقف على الدرج الداخلي: "جيد ، لقد عدت يا باريسا ، لقد اعتقدت أني سمعت شيئا."
"أجل يا ديدي ، سوف أستحم و أنام باكرا ، فلدي مدرسة في الصباح."
"و لكن الساعة ما زالت الخامسة ، و ماذا عن العشاء؟ لقد حضرت لك كل المأكولات التي تحبينها."
توقفت باريسا بعد أن كانت قد صعدت درجة واحدة ، ثم استدارت و نظرت إلى السيدة العجوز ، إنها تعلم جيدا أنها جرحت مشاعر ديدي عندما رفضت مناقشتها في أمر زواجها ، مع أنها لم تكن تقصد ذلك.
"أرجوك يا ديدي ، أنا منهكة."
"و ماذا أفعل بالطعام الذي طهوته للتو؟"
قالت باريسامسايرة: "حسنا ، أمهليني ساعة." ثم استدارت و تابعت صعود الدرج. لقد كانت السجادة السميكة الوبر تداعب قدميها ، و لكن ارتسمت على وجهها علامة عدم الرضا ، فيما كانت تعبر الرواق العلوي ، فكيف استطاعت أن تقتنع بفكرة بيع البيت؟ لا بد أن عقلها كان مشوشا ، إذ ما من تفسير غير ذلك. كانت تتضايق كلما رأت التغييرات في البيت ، لأنها تذكرها بمن دفع ثمنها... و هكذا ، دخلت غرفة نومها و أقفلت الباب خلفها و هي تتنهد من الصميم.
إن مخدعها هو المكان الوحيد الذي تم تسريع العمل فيه. عاينت باريسا سريرها القديم الرباعي الأعمدة ، و ضغطت على نفسها لخلع البزة ، ثم دخلت الحمام ، فأخذت حماما سريعا و عادت إلى الغرفة ، ثم تمددت على سريرها.
و فجأة اجتاحت مخيلتها صورة لوك ، تذكرت أملها الساذج في أن يقع في حبها.
و أعادت استذكار رحلتها بعد تركها للفندق.
كانت قد ترجلت من سيارة الأجرة في محطة السكة الحديدية ، ثم دخلت غرفة السيدات ، حيث شعرت بتعب شديد ، و لم يكن لديها فكرة عن الوقت الذي قضته في ذلك المكان إلى أن حضر موظف في المحطة و أبلغها بأنهم سوف يقفلون بسبب حلول الليل و بأن آخر قطار قد غادر ، فأمضت الليل مستلقية على سرير صغير في أحد الفنادق الصغيرة البائسة و هي تبكي.
في الصباح التالي ، و بعد أن وصلت إلى السرايا هاردكورت ، رحبت بها ديدي بحرارة بالغة. و قد اتصل بها لوك عدة مرات ، و لكنها رفضت التحدث معه أو حتى الاتصال على الرقم الذي تركه ، مما أثار غيظ ديدي.
لم تكن باريسا ترغب في التحدث معه ثانية. كانت ثيابها التي تركتها عنده قد وصلتها بواسطة البريد في اليوم التالي لمغادرتها الفندق ، مما قطع بصيص الأمل في عودتها إليه ، و قد أرفق بطرد الثياب وريقة كتب عليها: "لقد شقيت من أجلها ، فاحتفظي بها. لوك."
تنهدت باريسا ، فقد استطاعت أن تنام. آه ، لقد عاد ذلك الحلم لمروادتها ثانية ، ألن ينتهي هذا الأمر أبدا؟ شعرت باريسا بالدم يغلي في جسدها ، فتململت بتعب في سريرها الواسع. لقد حلمت به و هو يداعب شعرها ، فأرادت أن تسترخي و تتابع حلمها ، و لكنها استدركت الأمر لكي لا تصحى و تجد نفسها وحيدة و تعاني من الاكتئاب.
ضغطت باريسا على نفسها لفتح عينيها ثم شهقت ، فالأمر لم يكن حلما. لقد رأت لوك و هو يجلس إلى جانب سريرها و واضعا يده على شعرها.
قالت متعجبة: "أنت..."
قال لوك متهكما: "أجل أنا. فمن غير زوجك يستطيع أن يدخل غرفتك؟"
"كيف استطعت...؟ من أدخلك؟" قالت بصوت مبحوح و الدم يكاد ينفر من وجنتيها.
راقبت باريسا لوك و هو ينهض و يتوجه نحو النافذة مديرا ظهره لها. فنهضت بدورها و اقتربت منه.
قالت باريسا ببرود: "ماذا تفعل هنا؟" و هي مندهشة من النبرة المحذرة التي تغلف صوتها ، فقد كانت تشعر بأنها تحترق في الصميم.
"إن رغبة الرجل في أن يرى زوجته ليس بالأمر المستغرب." قال لوك و هو يجلس على عتبة الشباك و يمد ساقيه أمامه.
"إن هذا الأمر لا ينطبق على حالتنا." ثم قطبت حاجبيها بتهكم ، و واجهته بشجاعة. لقد كانت شمس الأصيل تعكس على شعره الأسود شعاعا ذهبيا ، و كان الهدوء واضحا على تقاسيم وجهه ، و لكن لسبب ما كانت عيناه السوداوان تتحاشيان نظرتها المباشرة. فلو لم تكن تعرفه جيدا ، لكانت أكدت أنه ضائع و حائر. و لكن لوك لا يعرف شيئا اسمه ضياع في هذه الحياة ، فهو يعرف ما يريد و يحصل عليه ساعة يشاء. إنها تعرف ذلك جيدا.
"حالتنا! لقد ذكرتني ، هل قضيت عطلة جيدة؟"
"كانت مجهدة ، و لكنها مسلية." أجابت باريسا و هي تتساءل عن الطريقة التي عرف بها بأمر العطلة.
"لقد اتصلت بك يوم السبت ، فأخبرتني ديدي بأنك ذهبت لتمضية عطلة نهاية الأسبوع. إنه لأمر مهين أن يعرف الانسان مكان وجود زوجته من مدبرة المنزل. إنه ديفيد. أليس كذلك؟" ثم ظهرت علامة السخرية على وجهه و وقف منتصبا ، و عيناه تبحثان عن عينيها و تابع: "إنه صديقك القديم ، هل كان جيدا معك يا باريسا؟ هل جعلك تستمتعين بوقتك كما فعلت أنا؟ هل لف شعرك الجميل هكذا." و أخذ خصلة من شعرها الطويل و شدها نحوه و نبرة الغضب واضحة في صوته و هو يتابع: "هل تمتعت بوقتك معه؟ هل فعلت؟ يا لك من..."
"و ما علاقتك بهذا الأمر؟" قالت باريسا ذلك و يداها تحاولان إبعاده عنها ، ثم نظرت صعودا إلى عينيه الغاضبتين و تابعت: "لقد كنا بصدد صفقة ، و قد انتهت."
كيف يجرؤ هذا النذل على نعتها بهذه الصفات و يتهمها بأنها عديمة الأخلاق مثله؟ لقد بكت طويلا عليه ، لكن الأمر كان مضيعة للوقت.
"حسنا يا باريسا ، لا تستفزيني كثيرا لكي لا أجعلك تندمين على ذلك."
ارتسمت ابتسامة مستهزئة على ثغر باريسا ، و بالنسبة إلى الندم ، فهي ما زالت تلعن اليوم الذي التقت فيه بلوك.
"لا زال لدي الكثير من الأشياء التي يمكن أن تستفزك ، لذلك أنصحك بالرحيل." قالت باريسا ذلك متهكمة في الوقت الذي كانت تكافح فيه من أجل السيطرة على نفسها.
"لا يوجد أحد ، بمن فيهم أنت يا زوجتي الحبيبة ، يستطيع أن يأمرني بالخروج." ثم أقترب و أمسك يدها بقوة.
"من الواضح أن ديفيد هذا لم يسعدك. ما زلت تحبينني يا باريسا ، إني أرى ذلك في عينيك ، فلا تحاولي أن تنكري ذلك."
إن هذا صحيح ، فهي تحبه. و لكنها ضغطت على نفسها و انسحبت من بين ذراعيه متجاهلة الاجابة ، فتراجعت إلى الوراء و الغضب يسيطر على عينيها الزرقاوين.
"لا داعي للنكران يا باريسا." قال ذلك و هو يقترب منها ثانية.
"يا لك من مغرور ، متعجرف ، سافل ، إذا كان لي حبيب ، فهو ليس سوى واحد ، أما أنت... فإنك لم تستطع أن تبقى وفيا لأمرأة لمدة أسبوعين فقط." ثم حركت يدها و هي ترسم إيماءة الانصراف و تابعت: "لقد قلت لي إذهبي إلى السرايا يا باريسا ، فأنا لدي أعمال كثيرة اليوم. لقد قلت أعمال يا لها من نكتة. إنها أعمال مع تلك التي تدعى مارغوت. هل تعتقدني بلهاء لهذه الدرجة؟ يا لك من حقير. أما بالنسبة لحبي لك ، فيسرني أن أخبرك بأني أفضل الوحدة على أقترابك مني ، و الآن أخرج من هنا..."
"أتعلمين بأمر مارغوت؟" و شحب وجهه الوسيم و أنزل يديه قرب جسمه.
"إني أعلم بأمر مارغوت ماي قبل أن التقيك ثانية." قالت باريسا ذلك و هي تضحك بصوت ساخر و تابعت: "عندما سطوت على شقتك كنت دخلت من شباك الحمام و ليس من الباب ، وسمعتك تقول للآنسة ماي ، لا يوجد لديك وقت ، و قد وعدتها بأن تزورها لاحقا. لقد قلت لي نفس الكلمات التي قلتها لـ مارغوت ماي عندما تركتني في إيطاليا. إن ما يدهشني هو فعاليتك الفائقة قد خذلتك أخيرا ، و أصبحت متورطا مع إمرأتين."
استدارت باريسا في مكانها و توجهت مباشرة نحو الباب ، فهذا الرجل لم يسبب لها سوى الألم و جرح المشاعر منذ اللحظة الأولى التي رأته فيها.
"انتظري يا باريسا." قال لوك ذلك و هو يلف ذراعه القوية حول خصرها و يحملها عن الأرض.
"دعني أيها القذر."
"كلا ، يا باريسا ، أرجوك..."
قاومت باريسا بكل قوتها ، لكن لوك ضخم و قوي. و بشعور بالإهانة رماها على الأريكة ثم جلس بجانبها و ثبت يديها قرب جسدها ، مما جعلها مقيدة.
"لا يمكنك أن تمطريني باتهاماتك بهذه الطريقة دون أن تدعي لي فرصة لأدافع عن نفسي."
"و لم لا أفعل ذلك..."
"حسنا ، باريسا ، من أي نوع من الرجال تظينني؟ هل حقا تعتقدين بأنني قليل الوفاء و عديم الأخلاق لدرجة أن أتورط مع إمرأتين في نفس الوقت؟"
"نعم. دعني انهض لم يعد هناك ما نقوله لبعضنا."
"لكن هناك الكثير لأقوله لك ، و لن تذهبي إلى أي مكان إلى أن ننهي حديثنا ، ما الذي جعلك تهربين في تلك الليلة بعد أن تركتك لزيارة أمي؟ ماذا حدث بالضبط؟"
"لماذا تريد أن تعرف؟" قالت باريسا جملتها بعد أن أدارت رأسها جانبا ، فهي لم تكن تريد أن تواجهه خوفا من أن تظهر مشاعر لم تكن تنوي إظهارها.
"اخبريني ، أريد أن أعرف. لقد تركت إمرأة سعيدة قبل خروجي ، و عندما عدت وجدت الجناح فارغا و رأيت الكلمات المكتوبة باصبع أحمر الشفاه."
"إنه أحمر فاتح." ثم حرك جسده الضخم بقلق و تابع: "إنك لا تستعملين أحمر شفاه بهذا اللون. لقد زارتك مارغوت ماي في الفندق. أليس كذلك؟"
"إنك سريع البديهة."
"لقد شعرت بالغيرة..."
نظرت باريسا إليه فوجدت ذلك الماكر مبتسما.
"إنك مجنون ، مجنون حقا."
"أجل ، إنك على حق ، فأنا مجنون. لقد كنت أشك في أني كنت مجنونا قليلا ، و الآن أصبحت مجنونا تماما ، إني مجنون بحب سارقة زرقاء العينين."
أخذت باريسا تغمض عينيها ثم تفتحهما ،إذ لا بد من أنها تحلم. لقد تصورت أن لوك قد صرح لها بحبه. لكن لا ، إن الأمر ليس حلما ، لقد سمعت تنهيدته العنيفة و هو ينهض و ينتصب على قدميه.
"أليس لديك ما تقولينه يا باريسا؟"
عم السكون المزعج للمكان ، و لكنها لم تستطع أن تخرقه لأنها لم تكن تجرؤ على هدم ما تبقى من ذلك الحاجز المتصدع الذي بنته حول قلبها في الأسابيع القليلة الماضية. لقد كانت خائفة من أن تجعل من نفسها بلهاء ، للمرة الثانية مع هذا الرجل.
"و لماذا تصدقينني؟ فقد عاملتك بشكل بغيض و كان عذري الوحيد هو الجنون." ثم ضحك ساخرا و تابع: "لقد كنت محقة بشأن غضبي و غروري عندما تركت الفندق ، لقد وضبت ثيابك في لحظة غضب ، و قلت في نفسي أنه يجب أن أدعك تحترقين لمدة أسبوعين ، و لكني تذكرت حين قضيت شهرين أعاني من بعادك ، و في النهاية قررت أن آتي إليك."
"لقد قضيت عطلة نهاية الأسبوع و أنا أدرب فرقة الكشافة على التجذيف في الأنهار. و قد صودف أن ديفيد كان القائد ، و هو في هذه الأيام لا يتكلم معي كثيرا لأني تزوجتك. لقد كنت في خيمة الفتيات ، و كان ديفيد في خيمة الأولاد." قالت باريسا ذلك و هي تشعر ببصيص أمل.
"التجذيف؟ الكشافة؟ لقد كان يجب أن أعرف. لقد أخبرتني ديدي بأنك ذهبت مع دفيد ، و أنت أيضا جعلتيني اعتقد بأنك قضيت كل وقتك معه."
"أما أنا فلم أكن اعتقد ، بل كنت متأكدة من أنك كنت مع إمرأة أخرى ، فقد التقيت بها."
"أنا أحبك ، و قد أتيت اليوم لأقنعك بهدوء و بعقلانية بأن تمنحي زواجنا فرصة ، و أيضا لأقتلك إذا ما كان الكلام الذي أخبرتني به ديدي على الهاتف صحيحا. إن فكرة لمسك من قبل أي رجل آخر تقودني إلى الجنون من الغيرة."
هل أن هذا الرجل الخاطئ ، و الزوج المتعجرف يغار عليها حقا؟ إنه سؤال لم تكن مقتنعة به تماما ، و لكن كم كانت ترغب في أن تصدقه.
"اعتقد أن ديدي كانت تحاول أن تغيظك قليلا ، و مهما قالت لم يكن يجدر بك تصديقها." ثم نهضت و لفت ثوب النوم حولها. كان لوك ما زال جالسا ، لكنها تجاهلته و لم تنظر إليه و أضافت: "لم يسبق لك قط أن أخبرتني بأنك تهتم لأمري."
قال متضاحكا: "لم أخبرك قط...؟ آه ، يا باريسا ، كنت دائما أعبر لك عن حبي مرارا و تكرارا. لقد وضعت قلبي بين يديك ، و لكن على طريقتي الخاصة."
"آه ، يا لوك ، لم أكن أعرف ذلك." ثم ابتلعت ريقها و تابعت: "هل أن أمك و كل شيء..." و هنا قاطعها لوك قائلا: "باريسا ، أنا أشعر بالعار ، و أنا أعترف لك بأني استغليت أمي عن قصد و بعكس التصور الذي جعلتك تعتقدينه في الأسابيع الماضية ، فأنا أحب أمي كثيرا و لكني نادرا ما أقضي معها فترات زمنية طويلة ، إن لديها شقتها الخاصة في جنوى ، و لديها شلة من الأصدقاء ، و هي في واقع الأمر لا تعيش معي ، و لم تبق في فيلتي سوى في ليلة الحفلة ، لأن الحفلة كانت على شرفها ، صحيح أنها تريد مني أن أستقر ، و لكني قضيت سبعة و ثلاثين عاما من عمري و أنا أتفادى أي ارتباط ، و قد حان الوقت لكي أغير رأيي ، و هذا يعني أني لم أخطبك لأرضي أمي..."
"و لكنك قلت..." لقد كانت تريد أن تصدقه ، و لكن...
"هس ، يا باريسا و اصغي إلي. يجب أن أعترف لك بكل شيء الآن قبل أن أفقد شجاعتي. لقد تملكني حبك منذ وجدت نفسي جالسا مع إمرأة معينة ترتدي اللون الأسود ، و لعلني أحببتك قبل ذلك بكثير ، أي منذ أن استدرجتني تلك الطالبة ذات العينين الزرقاوين و أثارت حفيظتي. لا أعرف ماذا حصل لي ، و لكن كل ما أعرفه هو أنني منذ التقيتك في الشقة وددت أن أراك دائما. و عندما بدأت تثرثرين عن موضوع الابتزاز ، منحتني فرصة مثالية ، و لم استطع أن أقاوم ذلك الذي كان يهمس لي بأن أبقيك بصحبتي لبضعة أيام. أنا أعرف أن خداعي لك كان مقيتا ، و لكن لم أشعر بهذا الأمر إلا عندما وصلنا إلى إيطاليا و حاولت إغوائك فارتعبت و نعتني بالمبتز ، في هذا الوقت فقط ، أدركت فظاعة فعلي و عدت إلى رشدي. لقد شعرت فجأة بأنني لا أقل نذالة عن المبتز الحقيقي. في تلك الليلة ، و بينما كنا نتناول العشاء ، و بعدما أشارت أمي إلى مدى البراءة التي أنت عليها ، شعرت بأني إنسان بغيض ، وهو شعور لم أكن أحسد عليه. عندها فقط ، أدركت أني أحبك ، و أردت أن أعترف لك بكل شيء و أن أقنعك بأن نجعل خطوبتنا حقيقة. فأخذتك إلى غرفة المكتب و هذا الخاطر في ذهني ، و لكن قبل أن أتطرق إلى الموضوع الذي كنت أود أن أثيره ، أنضمت إلينا أمي لشرب القهوة. في اليوم التالي ، كنا قد تمتعنا كثيرا بوقتنا ، فلم أسمح لنفسي بأن أفسد مرحنا بإعترافي بأني خدعتك ، فقد كنت اعتقد بأن لدي الكثير من الوقت لذلك ، فأنا لم أكن أنوي أن أزجك في علاقة كاملة بشكل مفاجئ. و لم يكن يخامرني أي شك بأنك سوف تشكين بحقيقة شعوري نحوك ، و لكن بعدما حصل لي الحادث و لم تتصلي بي..."
"لم أكن أعرف بذلك ، لقد انتظرتك في شقة مويا خمسة أيام من أجل اتصالك ، و لم أترك المكان إلا عندما حان الوقت لأعود إلى عماي."
"حسنا ، لا داعي لأن ندخل في هذا الموضوع ، فما حصل قد حصل و قد انتهينا منه."
"و لكن يا لوك..."
"باريسا ، أنا لا أطلب منك أن تحبيني بشكل مباشر ، فأنا أعرف أنك لا تبادلينني نفس الشعور. عندما تركت تلك الرسالة الهاتفية في آلة الرد الأوتوماتيكية الموجودة في شقة مويا ، اعتقدت بأن أقل ما يمكنك فعله هو الرد عليها."
قالت متعجبة: "أية رسالة هاتفية؟ لم أعرف قط..."
"أرجوك يا باريسا ، لا تزعجي نفسك باختلاق الأعذار ، لقد أخبرتني بنفسك أنك تشاركين مويا شقتها و أنك تبقين على إتصال دائم معها. لقد اتصلت بعد عشرة أيام من الحادث ، أي بعد أن استطعت الكلام ، لا بد و أنها مررت الرسالة إليك."
"آه ، يا لوك..." و تنهدت و هي تقترب منه و تابعت: "أنت مخطئ ، فلا أنا و لا مويا عرفنا بأمر اتصالك ، أنا متأكدة من ذلك. لقد غادرت مويا في نفس يوم الأحد الذي غادرت فيه أنا ، فقد توجهت إلى منزل والدها لتحضير نفسها لحفلة الزفاف ، و بقيت هناك إلى أن سافرت لقضاء شهر العسل ، و سوف تعود يوم غد. لو عرفت بأمر الحادث لكنت أسرعت إليك و بقيت إلى جانبك."
"آه ، كم كنت غبيا! فقد كنت غاضبا جدا في المستشفى في نابولي و أنا أتشوق لسماع صوتك. بعد ذلك ، و حين صار في إمكاني السفر ، زاد غضبي لأنك لم تردي على إتصالي و قررت أن أسافر إليك و أطلب تفسيرا للأمر ، و لكن أمي أصيبت بالمرض ثم أتتني فرصة ، و اضطررت للمجيء إلى لندن و توجهت مباشرة إلى الشقة ، حيث عرفت من أحد الجيران أنك حتى لم تعطيني عنوانك الحقيقي ، فصممت على أن أجدك ثانية و أجعلك تدفعين ثمن الصدمة العاطفية التي سببتها لي."
إن الأمر ساخر حقا ، قالت باريسا في نفسها و هي تبتسم ، فاللحظة الحذرة الوحيدة التي قضتها في إيطاليا ، كانت عندما أعطت لوك رقم هاتف مويا ، و هي اللحظة التي تسببت بكل هذا الألم العاطفي الذي عانى منه الأثنان.
"لقد اكتشفت بالصدفة أن شركتي تتولى أمر بيع لقبك ، فلم استطع أن أصدق كم أنا محظوظ. أن اسمك هو اسم غير عادي ، و بعد أن تحريت الأمر عرفت أنه أنت. لقد اشتريت اللقب أملا في أن أصل إليك. أنا أعترف بذلك."
"ألم تشتريه من أجل حب أمك للعظمة ، أو أي شيء من هذا القبيل؟"
"هل أنت مجنونة؟ من أدخل في رأسك هذه الفكرة؟"
"آنا ، في إيطاليا. لقد قالت لي أن أمك أرادتك أن تتزوجني لكي تحصل على مركز اجتماعي."
"هراء. فأنا رجل معروف و ثري جدا ، و لدي المركز الاجتماعي الذي أريده." ثم نظر إليها مبتسما و تابع: "الآن دعيني أنهي كلامي. منذ أن عدت و رأيتك ثانية و عرفت ظروفك ، أدركت كم أنا أحتاجك. لقد كنت حقا كما وصفتني متعجرفا و متلاعبا. و لكني كنت اعتقد بأنه بعدما أعيدك إلى جناحي سوف أتمكن من إقناعك بالبقاء معي. هناك الكثير من الأشياء التي أود أن أعتذر لك عنها ، إذ ربما أنني لن أملك الشجاعة لأعتذر لك ثانية. إنه لأمر صعب على رجل مثلي أن يدرك أنه وقع في حب إمرأة تتنازل عن حبيبها الأول بسبب تعرضه لحادث ما تصبح أقرب إلى المرتزقة. لذلك ، قررت أن أعقد معك اتفاقا ، و قلت في نفسي أن هذا الأمر لتلقينك درسا ، و لكني لم أكن اخدع سوى نفسي. لقد كنت أتمنى في الصميم لكي تبقي معي و لا تتركيني بعد نهاية الأسبوعين."
قالت باريسا متمتمة باعترافها: "لم أكن أنوي أن أتركك أبدا." و لكن يبدو أن لوك لم ينتبه لها ، لأنه كان مستغرقا في اعترافاته.
"عندما تزوجنا ، اعتقدت بأني نجحت. ففي الليلة الأخيرة ، و عندما كنت عائدا في طريقي إلى الفندق متشوقا لاصطحابك للعشاء لكي أعرب لك عن حبي النابض ، كنت واثقا من أنك تبادلينني نفس الشعور. لم أصدق أنك تركتني بهذه السهولة ، فأصبحت كالمسعور الهائج. و عندما عرفت في صباح اليوم التالي أنك عدت غلى هنا ، كان قد فات الآوان لعمل أي شيء. فقد اضطررت لمرافقة والدتي في رحلة العودة إلى إيطاليا ، كما أن الأعمال كانت قد تراكمت خلال فترة غيابي..."
"لقد قلت سابقا أنك تنوي أن تجعلني أحترق ، بصراحة ، لقد أصبحت الآن محترقة."
أغمضت باريسا عينيها و هي ممتلئة بالحب و الطمأنينة ، فرفع ذقنها و مسح دمعة سالت على خدها.
"باريسا ، هل ما زال هناك أي أمل لي؟ هل ستمنحين زواجنا فرصة؟ سامحيني ، و دعيني أحاول أن أجعلك تحبينني."
"لقد أحببتك منذ اليوم الأول الذي قضيناه معا في إيطاليا ، و لكنك عندما لم تتصل بي لمدة خمسة أيام ، عدت إلى بيتي و أنا مقتنعة بأنك استغليتني لا أكثر. لقد رأيتك عندما كنت تحدث مارغوت ، وسمعتك و أنت تعدها بأنك سوف تقضي عطلة نهاية الأسبوع معها ، و بعد يومين فقط ، صرت على علاقة معي."
"باريسا. أصغي إلي ، لا أعرف ماذا سمعت ، و لكني استطيع أن أؤكد لك أنني لم أمض أي وقت مع مارغوت في تلك العطلة ، فبعد أن التقيت بك و عرفت منك أن مدير المطعم مبتز ،،،ن قضيت باقي أيام الأسبوع و أنا اساعد الشرطة لإلقاء القبض عليه. و أنا لم أرى مارغوت منذ عدة أشهر ، فقد كانت علاقتنا عادية جدا ، عندما كنت في لندن كانت شريكة مناسبة في العمل ، أنا لست فخورا بهذا الواقع و لكنها الحقيقة ، و قد قررت أن أنهي هذه الشراكة. و لو استمعت جيدا لما دار بيننا من حديث للاحظت أنني لم أخبرها بمكان إقامتي الحقيقي." وهنا تذكرت باريسا قول مارغوت أنها أخذت عنوانه من المطعم ، و تابع لوك كلامه: "لقد حضرت إلى لندن في ذلك اليوم خصيصا لحل الفوضى التي كانت قائمة في المطعم ، و قد كانت الشقة جزء من هذه الفوضى و كانت تستغل من قبل مدير المطعم. لقد بقيت معه حتى وضب متاعه و رحل ، و كنت أنتظر وصول تينا مع مزيد من المستندات التي كنت قد طلبتها ، و كنت على وشك الخروج عندما وصلت مارغوت ، أنا أعترف بأني اشتريت سوارا من ذهب الكارتييه في اليوم السابق لشرائنا للخاتم. و قد كان لمارغوت ، كهدية وداع ، إن عملي لا يستحق الثناء ، أنا أعرف ذلك ، و من بعدها ، لم أعد أرى مارغوت ، مع أنها تضجرني بالمكالمات الهاتفية ، و قد تحدثت معها هاتفيا للمرة الأخيرة يوم الأثنين. لقد أرسلت إليها السوار مع شخص ، و قد أرفقته برسالة أوضح فيها أنني أحب زوجتي و ليست لدي أية نية في رؤيتها ثانية."
"دفع مبلغ لقاء أتعاب..." قالت باريسا ذلك و هي مصدقة ما يقول ، ألم تحذرها آنا في اليوم التالي للحفلة بأنها قد تحصل على الخاتم و لكنها سوف تحصل لاحقا على السوار ، تماما كالباقيات؟ لكن باريسا لم تتوقف بل تابعت: "لقد دفعت لآنا بنفس الطريقة."
"آه ، إنك تجعلينني أبدو فظيعا يا باريسا. لكن كلامك صحيح نوعا ما ، فأنا لم أكن أفكر بما أقوم به. هدية فوداع كان كل ما استطيع تقديمه لكل إمرأة لقاء عدم ارتباطي بها ، إلى أن التقيتك."
قالت باريسا: "و لكن إياك من أن تشتري لي سوارا."
"إنك فتاة كشافة ممتازة يا باريسا ، فهل أن ازعاج الرجال جزء من تدريسك؟ أم أنك متهورة هكذا دائما؟"
"لست متهورة."
قال لوك ضاحكا: "باريسا! ألم تدركي هذا الأمر بعد؟"
"أدرك ماذا؟"
"تدركين أنك مغامرة و طائشة ، تماما كأجدادك القدماء ، لقد كان هذا هو الشيء الوحيد الذي اعتمدت عليه في ملاحقتي لك."
"لا أعتقد أني معجبة بهذه الملاحظة." فهل أن لوك يعرفها أكثر من نفسها؟
"لقد قضيت عطلة نهاية الأسبوع و أنت تجذفين في النهر ، إنه عمل خطر يا حلوتي! و كنت في الرابعة عشرة من عمرك عندما تهندمت بلباس إمرأة... أنها ليست تصرفات أناس حذرين. و أيضا وصلت الألعاب الأولمبية نتيجة جهد كبير ، و قضيت على هذا الحدث لأ،: فضلت أن تجربي الرفاس النطاط ، ثم تسلقت سلم الطوارئ و دخلت شقة بواسطة الخلع من أجل صديقة ، و سافرت إلى إيطاليا برفقة رجل بالكاد تعرفينه و أنت مقتنعة في ذلك الوقت بأنه محتال... كما بعت اللقب دون أن تفكري بعواقب الأمر ، و تقولين الآن أنك لست متهورة."
"حسنا ، ربما كنت متهورة قليلا ، لكني أتحمل المسؤلية. فأنا أعمل... آه!" ثم توقفت عن الكلام بعد أن أدركت فجأة أنها لا تستطيع أن تسافر بعيدا لأن لديها الكثير من الألتزامات و تابعت: "إن علي أن أبقى هنا يا لوك ، فأنا سعيدة بعملي."
"أعرف ذلك يا باريسا ، إنك إمرأة ممتلئة بالنشاط و الحيوية ، و سوف أنقل عملي و أبقى معك. ولكن لا تقلقي ، فقد رتبت كل يء لأني سوف أعيش هنا ، إن المكان واسع بما يكفي ، و لا يوجد هناك ما يمنع رب المنزل من أن يكون له مكتب مجهز بكمبيوتر حديث في بيته. أما بالنسبة لعملك ، فلن أطلب منك أن تتوقفي عنه ، و لكني أحب أن تكوني قادرة على السفر معي عند الضرورة ، لذلك سوف تعملين بشكل جزئي ، حيث تبدأين بناد للياقة البدنية خاص بك ، أو تعملين كمدربة ، و طالما أنت تحبينني ، فلا يهمني ماذا تعملين."
ذهلت باريسا من أفكار لوك المثمرة ، لكن هناك سؤال واحد لم يجبها عنه بعد.
"هل تعتبرني حقا كالمرتزقة يا لوك؟"
"أعرف نك وافقت على الزواج مني عندما كنت تكرهينني ، و لكني كنت على ثقة بأنك فعلت ذلك من أجل ديدي و جو و ليس من أجل المال."
كان قلب باريسا يخفق بالحب لهذا الرجل الضخم الذي أعرب ببضع كلمات عن مدى حبه لها و ولعه بها فرفعت عينيها اللامعتين و نظرت إليه.
قالت باريسا: "أحبك يا لوك." ثم أضافت مازحة: "لم أعد متأكدة الآن من هو السيد و اللورد."
"ألم تعرفي بعد يا باريسا؟ لو كان في إمكاني لقدمت لك العالم بأسره. فأنا أحبك... و بعكس ما كنت تتصورين ، فأنا لا أحب المراكز على الإطلاق."
"هل سيكون هناك إبتزاز آخر؟" قالت باريسا ذلك مازحة و هي تراقبه جيدا ، لكنها لم تلحظ أي تعبير بالإساءة على وجهه كرد فعل على كلامها ، و كل ما لاحظته هو ذلك الشعور الواضح بالرضى.
"لكن ليست لدي نية لأكون كذلك ، و أشك في أن أحدا ما سوف يستطيع أن يفعل ذلك. يا حبيبتي المتهورة باريسا و يا سيدتي و زوجتي."
*******************************
تمـــــــــــــــــــــ بحمد الله ـــــــــــــــــــــــــــت
|