كاتب الموضوع :
مني عباس ميرغني
المنتدى :
الارشيف
وظل فترة طويلة يحدق في وجهها الجميل ، الذي يدل على القوة والشخصية المستقلة ويتسم بملامح متناسقة رائعة ... ومرة أخرى صاح يسألها :
( ما الذي جاء بك إلى هنا ؟ )
شعرت بشيء من الحرج ولكنها استطاعت في الوقت نفسه ملاحظة التغيرات الواضة التي طرأت عليه خلال السنوات الأربع . ظهرت بعض الخطوط والتجاعيد في وجهه ، وبرقت عيناه الزرقاوان بوميض ساخر ، وحتى صوته بدا حاسما جادا رزينا ، لا يمكن أن يكون صوت الرجل الذي كانت تعرفه،
وحاولت رسم ابتسامة على شفتيها ، وأخيرا قالت :
( إنني أقيم في الفندق . )
( إذا أنت أيضا في إجازة ، يالها من صدفة ! منذ متى قدمت غلى هنا ؟ )
وترددت ، وشعرت بشيء من الضيق ، وأخذت تحرك يديها فظهر خاتم الزواج ، وأخيرا قالت :
( إنني في أجازة ... )
( هل تزوجت ؟ )
قال سكوت هذا وعيناه على الخاتم ،كم أصبح مختلفا عن الرجل الذي كانت قد عرفته ، ومضى يقول:
( هل استطعت ان تجدي مثلك الأعلى ؟ الرجل القوي بسماته المتسلطة الضرورية لسعادتك ؟ )
وإحمر وجه جين وردت :
( آسفة اذا كنت قد أهنتك يا سكوت . )
( أهنتني ؟ كانت الذكرى تسليني فقط . إنك لم تردي على سؤالي ، هل وجدت هذا الطاغية المستبد
الذي يسعدك بالخضوع له ؟ )
وزادت حمرة وجنتي جين غضبا ،وكان من الصعب عليها ان تتمسك بآداب السلوك فانفجرت قائلة :
( إنك تهينني يا سكوت ، إن مثل هذه السخرية تعني وقاحة سافرة ! )
ولم يهتم بهذا التأنيب ، كان محصنا ضده ن ولم تستطيع جين التصديق بأن هذا الرجل هو الذي كان رقيقا جدا ، لطيفا جدا ... طيبا جدا ... ومهما امتد خيالها لا تتصور انه لطيف الآن ... لقد كان عكس ذلك في
الواقع ، وسألها بشيء من الفضول :
( أعتقد أن زوجك معك 1 )
( أنا ... نعم ... إنه معي ... )
قالت ذلك ببطء محاولة اخفاء الكذبة المتعمدة التي بدت على شفتيها ، من الصعب عليها أن تكذب
على سكوت ! الإسبوع الأول الذي قضته في الفندق مر بسلام ، حتى كادت تنسى وضعها المزيف
كزوجة لمدير الفندق ، أما الآن فشعرت بالحرج وأدركت تماما أن زوجها لابد ان يظهر في الصورة .
وأخبرته أنه مدير فندق كورال غيبلز ورفضت أن تكون صريحة معه ، وتكشف له عنحقيقة اللعبة ،
وتوضح ان الخداع جاء نتيجة رفض خطيبة شقيقها الزواج منه .
وبدا في عيني سكوت تعبير غريب جدا ... وأشاح بوجهه وأخذ يتطلع الى بعض الأشخاص الجالسين
بعيدا على الشاطيء ، وتعمد تجنب النظر الى عينيها ، ووجدت جين في هذا معنى أثار قلقها ،
وسألها وهو ينظر الى أصابعها :
( ألم تغيري اسمك بعد الزواج ؟ )
وشعرت بالارتباك والحيرة وهو يحاول أن يتجنب النظر اليها . بدت نبرة صوته الناعمة مشوبة بشيء
غامض غير محدد اثار الرعشة في أعصاب جين ... هناك شيء غريب في سلوك سكوت الذي
لم تعرف عمق أغواره ... وسألته وهي تحاول تغير الموضوع :
( متى وصلت ؟ )
( منذ حوال ساعة . )
( ألم تحجز غرفة مقدما ؟ )
وتساءلت ... ترى ما الذي كانت ستفعله لو أنه حجز مقدما وقرأت اسمه بين الضيوف المتوقعين ؟
وأدت هذه الفكرة الى سؤال آخر ... سؤال أفلت منها رغما عنها :
( هل أنت بمفردك ؟ )
ولاحت شبه ابتسامة على فمه وقال :
( إنني بمفردي تماما . )
وبعد وقفة صغيرة أضاف :
( هل تريدين ان تعرفي إذا كنت متزوجا ؟ )
( طبعا لا ... لماذا أهتم بذلك ؟ )
هز سكوت كتفيه وقال موافقا بلا اهتمام :
( لا يوجد سبب معين ، ولكنني ظننت فقط أن سؤالك قد يخفي تساؤلا ! )
ومرت لحظة صمت أخرى ، كانت ابتسامته الساخرة مقدمة لعبارات احتقار ، وقال :
( لقد اكتشفت أن الزواج ليس ضروريا . لمذا يتحمل الرجل أيه مسؤولية عندما يستطيع الحصول
كل المسرات بدونها ؟ )
|