كاتب الموضوع :
مني عباس ميرغني
المنتدى :
الارشيف
ونزلت من السيارة ، فلم ترغب الاستمرار في حديث يثير ضيقها ، على أن الحديث ظل معها .
ووجدت نفسها تفكر اكثر في الرجل الذي تمنى ان يتزوجها . كان بعض معارف جين سمعوا عن أبيه الذي يمتلك عدة متاجر لبيع الأحذية ، وقد أشيع أن سكوت اختلف مع أبيه بسبب رفضه العمل معه .
وعندما لمح جين لأول مرة أسرت قلبه ، وأعقب ذلك فترة قصيرة من الصداقة ، أدركت جين خلالها
أن كل نزواتها يحققها لها الرجل الذي يبدو شخصا قويا من مظهره الجسماني وتصرفه النبيل ، والواقع
أن جين دهشت تأنها تستطيع التصرف كما تريد وهي معه ، كما شعرت بخيبة أمل لسبب لم تستطيع
معرفته ... كانت تحس بالفخر وهي في صحبته ، لاشك في ذلك ... لأنه يجذب اليه العيون لطول قامته ووجاهته ، ويوحي بالاتزان والثقة ويثير الإحترام أينما ذهب . وكان كل هذا يتناقض مع نعومته ولطفه مع
جين ... وهو أسبه بقطة من الشمع في يديها ، وكانت واثقة ان ضعفه سينفرها منه لو أنها تزوجته ،
والواقع أنها منعت نفسها من الوقوع في غرامه بدافع حرصها الغريزي .
وتذكرت ذلك اليوم الذي صحبته فيه في سيارته الى شاطيء البحر وبعد أن تريضا سيرا على الأقام على الشاطيء الهاديء ثم جلسا تحت ظل شمسية ، طلبها للزواج ... إن جين لم تستطيع أن تنسى تعبير وجهه ... لم تنسى الدهشة وعدم التصديق عندما رفضته ! قال لها :
( إنني أحبك يا جين ... وأقسم انك تبادلينني الشعور نفسه . )
كان واضحا أنه لم تكن لديه خبرة بالنساء ، ولم يكن يروق لها الرجل عديم الخبرة ، اعتقدت أن الرجل يتعين عليه أن يعرف الكثير عن المرأه قبل أن يقرر الزواج ، وسألها :
( هل ترفضينني حقا ؟ )
( نعم يا سكوت ، أنا أسفة . )
ولأول مرة كاد يغضب ... كاد فقط فلم تكن لديه حتى القدرة على الغضب من قرارها ، وسألها :
( لماذا ترفضينني يا جين ؟ على الأقل أخبريني لماذا ؟ )
وقالت له الحقيقة ...أخبرته أنه ليس من الطراز الذي تحبه ، وعندما سألها في دهشة عن الطراز الذي تحبه وقعت في مأزق ! كيف تقول له انه لطيف ولين أكثر مما يجب ؟ كانت تأمره فيلبي أوامرها ... لقد
تعمدت مرة أن ترفض الذهاب الى المكان الذي اقترح أن يتناولا فيه العشاء ، فقالت له بتعال :
( أريد أن أذهب إلى مطعم غراند ! )
( كما تريدين يا عزيزتي ! )
إن استسلامه السريع جعلها تحتقره ، ومن الغريب أنه خيب أملها أيضا ، من أي نوع من الرجال هو حتى يسمح لنسه بالانسياق لرغباتها دائما ؟ وكيف ترضى بأن تتزوج سمكة هلامية بدون عمود فقري ؟
وفي النهاية اضطرت جين ؛ تحت الحاح سكوت ، أن تقول له بصراحة انه يفتقر الى قوة الشخصية
التي تحتاج اليها لسعادتها ، ودهش وسألها :
( كنت أعتقد دائما أن المرأة تريد الرقة واللطف في زوجها . )
( نعم... نعم ، ولكنها تريد أيضا أن يرغمها على النظر اليه ... يجب أن يتسم بشيء ... من .. من السيادة.)
هز سكوت كتفيه وقال :
( هذا شيء مؤلم لكل منا ، فلنترك هذا الموضوع .. كنت سعيدا بمعرفتك ،ولكن هذه هي النهاية ، شكرا)
وتوقف لحظة .. وشعرت بغريزتها أنه كان يسأل نفسه .. لماذا أفشل ؟ ثم قال :
( الواقع انك قلت انني ضعيف ، كما لمحت أيضا الى انه ليس لدي خبرة بالنساء .)
وردت وهي تشعر بالحرج والذنب لأنها أهانته إهانة بالغة :
( أرجوك يا سكوت ... دعنا نترك هذا الموضوع . )
ونظر اليها ... رأت الوجوم في عينيه ، الوجوم الذي يدل على ألم يمس القلب . يبدو في نظرها أصغر من
سنه ، لو كانت هي نفسها في السابعة عشرة من عمرها لاختلف الأمر ، ولكنها في العشرين ، واثقة من نفسها ، تعرف تماما ما تريده في الرجل الذي تقبله زوجا .
|