كاتب الموضوع :
safsaf313
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وأخيراً بدأت الحياة تبتسم لها فجأة ، شرحت لها السيدة التي قابلتها في الى د.س.د بأنها فتاة محظوظة جداً، فقد كانوا على وشك ان يرفضوا طلبها لأن الإفتتاح لذلك الموسم كان قد انتهى وامتلأت الأماكن.
-لكن ، هناك شاب رفض طلبه، لأن اوراقه وعلاماته ناقصة ولم تكتمل.
- يالسوء طالعه.
أومأت السيدة برأسها :
-نعم ، فذلك الشاب هو ابن اخ لأحد مدرائنا لكنني أراهن من انه سينال مركزاً للصيف ان استطاع ان ينظم اوراقه.
- اتعنين بأنني قد اصرف من هذه المهنة؟
- آه, لا, لاشيء كهذا فعندما توقعين العقد، نرتبط بك، وبالتالي أنت ترتبطين بنا.
اسرعت كارولين توقع امضاءها على لائحة الطلب ، ما من شيء يوقفها عن عزمها، فهي في طريقها إلى باريس الآن، وإلى حياة جديدة...
هذا مافكرت فيه على الأقل، إلى ان جاء اليوم السابق لموعد سفرها، عندما اتصل بها أحد ممثلي ال د.س.د ليقول لها انه هناك تغيير في البرنامج.ليلاس
- آسف لذلك، ياآنسة بيشوب ، أخشى بأننا سنعينك في مهمة أخرى.
شحب وجه كارولين:
- ألن أذهب إلى باريس؟
- لا، لكنك ستذهبين إلى مكان آخر ، وأرى انه سيرضيك، بالنسبة لما قرأناه في الوثاق التي قدمتها لنا سابقاً.
انها حتماً ميلانو ، فكرت فيه على الأقل، إلى أن جاء بيصيرتها التي حاولن دوماً تجنبها.
لم تكن ميلانو، بل كانت روما.
لم يكن لها أي مجال لرفض ذلك، فقد وقعت العقد ومع ذلك، لماذا عليها أن تضرب عرض الحائط بتعاليم الاسابيع الست التي اخذتها على يد خبير في عالم تصميم الأزياء لأنها ونيكولو ساباتيني ستجمعهما مدينة واحدة؟ فربما تضم أربعة ملايين نسمة، انه من المستحيل ان تلقاه في منعطف ما وتواجهه وجهاً لوجه، وحتى لوحدث ذلك، فماذا سيحصل؟ فعندما كانت صغيرة جداً،وليس بعد فترة طويلة من موت والديهاكانت تحلم بأحلام رهيبة.
منتديات ليلاس
- هناك شيء مخيف في الخزانة.
كانت تشكو لجدتها وكانت الجدة تحملها وتهون الأمر عليها، ثم تفتح لها باب الخزانة وتدعها ترى بأن لا شيء داخلها سوى الملابس.
كانت تقول لها الجدة:
- إن كنت تخشين من شيء واجهيه بعين ثابتة وسوف يرحل عنك.
هذا ماستفعله الآن، ان صادفت نيكولو، لانها لم تفعل ذلك، فمع مرور الأيام ، لم تكن كارولين تتعلم فقط، بل كانت توجه طاقاتها وقدراتها على نحو ثابت وأكيد.
لكن ذلك لم يساعدها، فبدل ان تقل نسبة تفكيرها بنيكولو، اصبحت تفكر فيه أكثر وأكثر ، والسبب في ذلك كان واضحاً، فقد كان كل شارع ضيق وكل عامود اثار رخامي، وكل مطعم صغير، يذكرها بنيكولو وبالأيام الممتعة التي قضتها معه.
اخذت تشغل نفسها بالعمل، وتقوم بأي شيء يطلب منها، إلى كنس أرض حجرة التصاميم وإلى المساعدة بوضع المساحيق التجميلية على وجوه عارضات الأزياء، والشيء الوحيد الذي رفضت أن تقوم به هو عرض الأزياء.
* * *
يتبـــع
|