كاتب الموضوع :
safsaf313
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثامن
وقفت كارولين مع نيكولو ودليلهما في البانثيون،وهو عبارة عن هيكل وكان تادليل قصير القامة يتميز بالصبر والتحمل.
وكان قد التقى بهما منذ ساعتين من الوقت في بيازا فينيزيا وذلك بعد ان اتصل نيكولو بواسطة
الهاتف وقام بالتحضيرات اللازمة.
"سوف اريكما افضل مافي روما" قال لها بأبتسامة متواضعة ،واعتقدت كارولين مع صفاء نيتها بأنه فعلا كان يقوم بأفضل مالديه من وسائل.
لكنها لم يكن لها اي مزاج في اقتفاء تلك الأثارات التاريخية ،كذلك كام نيكولو الذي ظهر على وجهه ذلك فهو لم يعبر عن ذلك بكلمة واحدة كما انه لم يخاطبها ولا مرة منذ ان انضم ذلك لدليل اليهما.
كذلك انهمالم يتظاهرا بالعجب حتى لأي ملاحظة حول تلك الأعمدة والأقواس الحجرية التي هي كنز العالم القديم.
لكن نيكولو كان على حق فلا خيار لهما .والعودة الى القصر تعني انه عليهما اختلاق الأعذار لرجوعهما المبكر الى آنا ،وكيف سيتدبران ذلك؟
افضل مايمكن عمله،فكرت كارولين بينها وبين نفسها،هو ان تغرق بأحسيسها الى جمال وروعة كل شيء حول المدينة التاريخية روما.
وكان بأستطاعتها ان تقوم بذلك لو ان الدليل سمح لها ان تفعل ذلك.
لكنه كان موسوعة من الحقائق والأرقام التي تعود ترديدها،وعزم على ان لا يخفي عنهما لاشاردة ولا واردة وبتأثر شديد جاعلا من السكون يردد كلماته بنوع من الهمس في معابد تلك العصور القديمة،ولم يستطع اي شيء ان يرده عن المهمة التي اوكلت اليه
والتي حفظها عن ظهر قلب،ولاحتى عدم استجابة الجمهور له ولشرحه.
"...وشيد هذا في سنه 27 ماقبل المسيح بواسطة ماركوس اغريبيا،وهو صهر الأمبراطور اوغستوس ويبلغ قطر القبة حوالي ثلاثة واربعون مترا.
ويبلغ كذلك طول المبنى تماما مثل قطر القية لاحظوا من فضلكم وسط الفتحة."
ادارت كارولين رأسها مستجيبة الى ملاحظته.
منتديات ليلاس
"يبلغ عرض الفتحة تسعة امتار والتي تسمح بدخول الشمس اليها،وقد تأثر السياح عبر التاريخ بجمال وتناسق وانسجام تلك القياسات."
"شيء فريد فعلا."قالت ذلك عندما احست بأنه كان يتوقع منها تعليق ما.
هز برأسه ثم نظر اى نيكولو ونظرت كارولين اليه ايضا،وعيناهما تتسعان من شدة الغيظ لقد كان ضجره وتقوس فمها كانها تمنع نفسها من التثاؤب،
لكن نيكولو كان يبدو عليه وكـأنه سينفجر من الملل والضجر بين لحظة وأخرى.
كانت تبدو فعلا التعاسة على وجهه!كم لذيذ ذلك.
وابتسمت لأول مرة منذ ساعات.
قالت كارولين"انه شيء ممتع فعلا"
نظر الدليل الى نيكولو الذي عقد مابين حاجبيه قال بملل تمزجه الكآبة "نعم هذا ممتع"
ظهرت علامات الرضا على الدليل ثم تقدم وهو يتابع:"تماثيل الآلهة التي وقفت عبر الآجيال في كوات في الجدران التي تحيط بنا ربما استعيرت في وقت من الأوقات الغابرة ولم تستعاد،
واقول "استعيرت لأن ذلك قد يدل على قلة تهذيب فيما لو انني قلت انها سرقت باكملها."
وابتسم كي يظهر بأنه قام بمزحة.
قالت كارولين"هل فعلوا ذلك حقا؟"
"قامو بماذا ياسنيورا؟"
"سرقوا التماثيل؟"
لم يكن الدليل مستعدا لأسئلة كهذه وقد ظهر ذلك بالتقطيب الذي بدا على وجهه.
ابدى نيكولو اشارة دلت على عدم احتماله اكثر:"طبعا سرقت،فالبربر هم الذين سرقوا التماثيل."
"ربما ياسمو الأمير والأن لو اسألكما ان تتبعاني.."
"سرق البربر تلك التماثيل" كرر نيكولو الكلمة وكأنه لايقبل اي جدل آخر:"لكن اربان الثامن احذ الأشياء البرونزية من داخل المعبد واعطاها لبرنيني وذلك كي يخترع بالادشينو وهو عبارة عن ظلة فوق مذبح الكنيسة الباباوية."
دهشت كارولين "وكيف تعرف كل ذلك؟"
قال نيكولو بكبرياء ظاهر "انها معلومات عامة وكنت قد قرأت قصة برنيني في مذكرات غريغوريو ساباتيني."
واشرق وجه كارولين:"مذكرات؟تعني من ايام بدء النهضة الأوربية؟"
"نعم"وكان غريغوريو الصبي الذي تتلمذ على ايدي المخترع برنيني و.."
"آه هذا مثير للغاية وهل قام ..؟"
"انني على ثقة بأنكما تودان رؤية ماتبقى من المكان ."
قال الدليل بتهجم وأخذ يخطو الى الأمام .
تنهدت كارولين ولحقت به وتبعها نيكولو بعد لحظة
"يبل عرض رواق المعبد نحو ثلاثةعشر مترا وله سته اعمدة من الصوان الصلب ومتوجة بزخارف على الطريقة الكورنثية اليونانية وطول كل منها اثني عشر مترا تقريبا
حدقت كارولين والدليل بنيكولو الذي حملق هو الأخر فيهما بدهشة "اذكر ذلك من كتب التاريخ في المدرسة ."
قال وهو يرسم ابتسامة كبيرة"اذن قد تذكر ان الأبواب التي مررنا بها منذ لحظات يبلغ قياسها سبعة امتار تقريبا وبأنه كان هناك خمس درجات تصلنا الى المبعد والتي يبلغ قياسها.."
"اللعنة!"انطلقت الكلمة من حنجرة نيكولو بثورة جامحة .
علت الدهشة الكبيرة على وجه الدليل "هل هناك اية مشكلة ياسيدي؟"
علت حمرة من الخجل فوق خدي نيكولو ."لالا مشكلة انه فقط.."ومد يده الى جيب سرواله وسحب منها كمية من المال وقال :"سيفي هذا بالغرض.."
"لكن..انني لاأفهم.هل انتم غير راضين عن هذه الزيارة.."
"لا،لا لقد كانت جيدة آسف جدا لقد تذكرت الأن ان لدي موعدا او بالأحرى لقاء."وسحب يد الرجل ليدس فيها المال "وهذه خمسون الف لير اضافية كعلاوة على المعلومات الدقيقة والممتازة التي قدمتها لنا."
ابتسم الدليل ابتسامة محيرة ومربكة:"هذا كثير ياسمو الأمير،فنحن لم ننه بعد الجولة المفروضة؟"
"لاتقلق بشأن ذلك،سوف اتصل بك في المرة القادمة عندما نكون غير مرتبطين بالعمل ،وسنتجول على الأمكنة المتبقية،أليس كذلك؟"
"نعم اذا كانت هذه رغبتك لكن.."
"انها كذلك بالتأكيد ."قال وهو يضع ذراعه حول كتف الدليل ويصرفه بلطف من رواق المعبد كأنه مضيف يرافق ضيفا ارهقه السهر الطويل عنده.
وعندما عاد اليها ابتسمت له بأشراق وقالت له"حسنا لقد كان ذلك ممتعا."
"نعم.ارجو الا اكون قد افسدت عليك بعض الأمور."
"موعد ،همم؟"
التقت عيناه بعينيها :"سأقوم بأتصال من أجل دليل آخر.ان كنت تودين الأنتظار هنا.."
هزت كتفيها من دون مبالاة"لا.لا ارجوك لاتتعب نفسك!في استطاعتي ان ان استمر في تجوالي دون دليل.هل هذا ممكن؟"
حملق نيكولو فيها "اعتقد انه لابأس بذلك لكنني كمواطن اعرف اشياء لايعرفها غيري في هذه المدينه."
"اذا.."
"لكنني لست دليلا ولا اتمتع بخبرة واسعة في هذه الأمور ياكارولين.."
قالت وهي تحني رأسها:"فهمت.هذا يعني انك لن تتمكن من ان تطلعني على طول معبد سيستين؟"
"اخشى انني لن اتمكن من ذلك."
"ولاحتى عدد الأيام التي استنفدت في تشيد قصر فارنيسي؟"
بدا غير مبال وقال"لافكرة لدي عن هذا"
ابتسمت كارولين قليلا"ولكنك لابد ان تعرف شيئا عن تاريخ عائلة فارنيسي."
"نعم ،بالتأكيد..ففي الواقع كان قد انتسب ال فارنسي الى آل ساباتيني."
"متى؟"
"ليس من مدة طويلة وقد كان ذلك في آواخر سنة 1700 اوربما اوائل سنة 1800 لاأذكر بالضبط."
تنهدت مازحة وقالت:"اخبرني عن ذلك الزواج؟"
اخبرها عن كل شيء وهما يعبران الرواق المسقوف فأخذت تضحك في نهاية القصة.
"آه هذا ممتع اكثر من ان اسمع كم من اطنان الرخام قد استعمل في تشيد قنطرة قسطنطين!"
قهقه نيكولو ضاحكا.."اوافق معك كان ذلك الرجل المسكين مستحيلا.."
"لابل اسوأ من ذلك كان عندي مدرسة انكليزية تشبهه تماما.وكانت تدعى السيدة بنغز.كان من المفروض عليها ان تدرسنا الشعر لكن.."
"لكن كل الذي كانت تتكلم به هو حول الأكتار فقط."
ابتسمت كارولين له :"وكيف عرفت ذلك؟"
"لأنني عانيت كثيرا لأحفظ الشعر الأمريكي والذي يعود الى القرن التاسع عشر وكان الأستاذ في مدرستي يقوم بنفس الشيء."
وتوقفا قليلا الى جانب حافة الطريق واحاط نيكولو ذراعه حول خصر كارولين وهو يرشدها الى الجانب الأخر من الشارع."وقد تأملت خيرا في الدروس التي كنت اتلقاها في جامعة امريكية،لكن.."
"اية جامعة؟"
"جامعة يال."
"ذهبت الى جامعة يال؟"
"نعم وكان ذلك ماقبل التخرج."
فكرت في الذي تكلم عنه حول نيو انكلاند في ذلك اليوم الذي احضرها فيه الى روما وكيف تجاوبت معه بكبرياء.
"اذن انت تعرف شيئا حول نيو انكلاند.."
اجاب نيكولو:"لقد غشت في القسم الشمالي الشرقي لمدة ست سنوات اولا في كونيكتيكات ثم في بنسلفانيا وتخرجت في وارتون.."
"في حقل الأعمال؟"
اجاب مبتسما"طبعا،وهل تؤهل وارتون غير ذلك؟ لماذا تبدو عليك الدهشة ياعزيزتي ؟هل لأنني تلقيت العلوم نفسها؟"
تورد وجه كارولين:"عنيت فقط..."
"كنت اداعبك فقط ياكاروليم .وعلى اية حال مهما درس وتعمق المرء في ذلك الحقل فقد يجد انه من الصعب عليه التداول في عالم المال فالبارحة مثلا ،وفي لقائي في كان.."
"كام؟اتعني انك كنت هناك من اجل العمل؟"
نظر نيكولو اليها كمن ينظر الى شخص فقد عقله.
"بالـتأكيد ..وقد قلت لك قبل مغادرتي .كنا قد تكلمنا بالتجارة منذ عدة اشهر مع هؤلاء الناس وهل يرغبون في ان نتوسع معهم في منتجاتهم الفرنسية ؟او ربما على الشاطيئ الأيطالي اوعلى الريفييرا؟"
وكان مازال يلفها بذراعه وهما يقطعان الشارع مرة اخرى :"ولم يتوصلوا الى اي قرار.وبعد ذلك وفجأة اتوا الى روما في الأسبوع الماضي.نعم لقد ارادوا مالا من ساباتيني وينتظرون ان يحصلو على جواب مني شخصيا."
"تعني انك انت المسؤول المكلف؟"
حدق نيكولو في وجهها وكأنه يتفحصها :"وهل هذا يدهشك ايضا؟آه ياعزيزتي انك تشبهين لوحا من الزجاج انك في غاية الشفانية."
"تقصد الشفافية"
"مالفرق في ذلك؟فالشمس تعكس على كليهما اليس كذلك؟"
"لاأقصد ،نعم،لكنك تستطيع ان ترى جيدا خلال واحد منهما،بينما الأخر.."
"بينما الأخر لاتستطيعين .."ومنحها ابتسامة سريعة:
"اعرف الفرق ياعزيزتي لكن انت لاتعرفين."
قالت ضاحكة:"أنا؟لاتكن سخيفا."
"فقد ادعيت منذ البداية بأنك تستطيعين رؤية مابداخلي وقراءة افكاري."
تدفق الدم الحار الى وجه كارولين:"هذا ليس عدلا."
"انني الأمير اللعوب وتحيط بي السيدات من كل حدب وصوب وثري كبير بينما تنقصني القدرة على ان املأ ابريقا من الشاي،هل انا محق في ذلك؟"
"لقد رجغت تخطيء في التعبير مرة أخرى،فيجب ان تقول فنجانا من الشاي وليس ابريق الشاي."
هز نيكولو رأسه قليلا"اقر بذلك وانت لست كما ظننت."
"مالذي تقصده بالفعل؟"
قال وهو يبتسم قليلا:"الذي اقصده انني اخطأت في الحكم على مبادءك واخلاقك.."
قالت بتصلب شديد:"نعم لقد فعلت ذلك حقا."
"ماكان علي ان اقوم بأفتراضات سريغة بشأنك."
"لاماكان عليك فعل ذلك."
ابتسم نيكولو"انك لاتهني الأمر علي اليس كذلك؟"
"ولم علي ذلك فقد اهنتني و.."
"وها قد اعتذرت وهذا شيء اكبر من الذي قمت به."
فوجئت كارولين بقوله"انا؟لكن...."
غرقت كلماتها في السكون واخذت تفكر هل عليها ان تعتذر منه ؟ربما عليها ذلك فبطريقتها التي اعتمدتها كانت تهينه في كل مرة كان هو يهينها فيها.
"كارولين؟"تقدم نيكولو ليقف امامها وهويبتسم لها.
"ماقولك؟هل سندفن الفأس؟"
كان من المستحيل ان لاتبتسم فقالت مصححة "عدت الى الخطا بالتعبير،والأصح ان تقول،هل نغقد صلحا؟"
ضحك وهو يمد يده:"سندفنه على اي حال ومهما كان القول اتوافقين؟:"
نظرت اليه وكانت ابتسامته توحي عن مودة واخلاص.
وادركت فجأة انه من المستحيل عليهما ان يظلا هنا،في زاوية شارع روماني وهي تناقش الرجل الذي انتشلها من حال طالما كرهته ليضعها في حال اخر لم تحلم به في دنيا الأحلام.
اتسعت ابتسامتها:"حسنا ووضعت يدها في يده كانها تعقد صلحا معه.
رفع نيكولو يدها الى شفتيه فاحست بقشعريرة حارة تجري في عروقها.
"اذن هيا ياعزيزتي سوف اريك مدينتي."
وعاد الى منبر روما التاريخي.
قال لها نيكولو "مشاهدته من السيارة لايستوفيه حقه."
لا،فكرت كارولين وهو يدلها على الأرض القديمة لا لم يستوفيه حقه.كما انها لم تستوف نيكولو حقه كذلك كانت تتوقع منه ان يهمس لها بشيء عذب بدل ان يروي لهاقصصا حول آلاريك رئيس الحملة الالمانية الذي فتح روما في 410 م
"احرق هذا المبنى الروماني القديم العهد_الباسيلسيا اميليا_ولم يتبق منه سوى الأطلال وكان ذلك خسارة فادحة على البلاد لأن هذا المبنى كان قديما حتى ذلك الحين ."
نظرت كارولين الى الأثار والخرائب التي بقيت الأن من ذلك المبنى "من اي نوع من المباني كانت عليه؟هل كانت حصنا اومعبدا رومانيا؟"
"كانت ملجأ للتجار الذين يأتون بأستمرار لبيع وشراء السلع."واحاطها بذراعيه حول كتفيه وتابعا سيرهما.
"وقد سمي هذا الملجأ بأسم الذي شيده وهو ماركوس اميليوس."
"فهمت فقد كان فندقا صغيرا."
هز نيكولو راسه غير موافق"لا كان مبنى للعموم،والمقصود به ان يحمي التجار والزبائن من العوامل الطبيعية."
وابتسم ابتسامة واسعة "يتذمر الجميع اليوم من ثقل وطأة الضرائب لكن في الماضي كان يفرض على الرومانين الاثرياء ليس فقط ذفع مايتوجب عليهم من ضرائب لكن المساهمة ماليا في تشيد اماكن عامة ايضا."
ضحكت كارولين قائلة:"قد يظن البعض بأنها فكرة تستأهل الدرس من جديد،وماهذه؟"
واشارت الى مجموعة هائلة من الحجارة الكبيرة رصت فوق بعضها البعض.
"انه معبد فينوس آلهة الحب والجمال .وفي اقصى الشارع كان معبد فيستا وهذين الألهين في وضع متناقض على بعضهما الأخر اذا صح التعبير فقد اقسم من اتبع ألهة فيستا وهي آلهة النار ان ينذروا نفسهم للغفة والطهارة وان نخثوا بقسمهم ونذرهم.."
واشار الى عنقه وكأنه يريد ان يقول ان من يخنث بقصمه يقطع رأسه.
وارتعدت كارولين بخوف:"آه! وكيف كانوا يدفعون بالمرأة لتحيا حياة مثل هذه."
"لسبب واحد ،وهو الشرف الرفيع."
توقف قليلا واستطاعت ان ترى نوعا من الضحك يتماوج في عينيه.
"وكانت الفتيات تقدم الى الكاهن من عائلاتهن وذلك عندما يبلغن سن العاشرة او الحادية عشر."
"لكن هذا مريع جدا."
"لأنها كانت الطريقة الوحيدة ليضمنوا لهن عذريتهن."
ضحكا بفرح معا ثم قالت كارولين بأعجاب:"هناك الكثير لنعرفه،فكيف تستطيع انت ان تتذكر كل ذلك؟"
امسك نيكولو بيدها بلطف وهما يميشيان"لقد تربيت على هذه القصص وكان جدي عالم آثار كبير،,.."
"تعني زوج الأميرة؟"
هز برأسه علامة الأيجاب "نعم وكان دائما منهمكا في الحفريات هنا وهناك وكان احيانا يسمح لي بمرافقته وكان يفرحني جدا ان استمع الى رواياته التي تعود الى الأيام الغابرة."
قالت كارولين مبتسمة:"الايام القديمة جدا،لكنني اسألك لماذا لم تتبع خطواته كعالم آثار؟"
"لقد فكرت بذلك صدقيني ."وشبك اصابع يده باصابع يدها"ولكن عندما بلغت الثامنة عشر ادركت انه بالرغم من ولعي الشديد في دراسة التاريخ ففرحي العظيم يكمن في..حسنا،اظن انك قد تصنفيه بتخطيط الاشياء ثم مراقبتها وهي تنمو."
قالت كارولين بخفة:"اذن هذه هي الطريقة التي يصل بها الى رئاسة مجلس الشركة بان تظهر موهبة تنسيق الحدائق."
ابتسم نيكولو ابتسامة واسعة بينما كان يجلسها الى جانبه على الممقعد الرخامي "لسوء الحظ ليس عندي اي موهبة في امور الحدائق ياعزيزتي وتلقبني آنا الى بوليس نيرو.اي ليست يدي خضراء في الزرع."
ابتسما لبعضهما،واخذ يداعب خصلة من شعرها من وراء اذنها"جاء دورك مع اني استطيع الأدراك كيف تتوصل المرأه الى ان تصل عارضة ازياء عالمية فهي تبدأ حياتها كصغيرة ناعمة ثم تنمو لتصبح امرأة رائعة الجمال."|
هزت رأسها غير مقتنعة:"كنت بالفعل فتاة صغيرة بلهاء."
"انت؟لااصدق ذلك؟"
"انها الحقيقة .كنت طويلة جدا ونحيفة جدا،ويعلو وجهي النمش.."
قال بلطف:"احب النمش.."
منتديات ليلاس
"كانت جدتي تقول ذلك ايضا فهي التي ربتني بعد وفاة والداي.."
لماذا كانت تطلعه على كل هذه الأمور؟وماذا يهم من امر طفولتها او امر جدتها؟لكنه بدا ساكتا لايتكلم وتعابير وجهه جدية ومهتمة.
"نعم كان كذلك الحال معي اهذا الذي جعلك تحبين آنا بسرعة؟الأنها تذكرك كثيرا بجدتك؟"
"انها كذلك ولكن قليلا."
ابتسم قائلا:"ولكن جدتك هي التي اقنعتك بأنك ستكونين تلك الفتاة البشعة البلهاء ثم ستغدين امرأة جميلة وساحرة؟"
ضحكت لتقول:"اعتقد ان هذا اقرب الى الحقيقة."
وتقلصت ابتسامة كارولين لتتابع قولها:"لكني لم افكر قط في ان اكون عارضة ازياء في يوم من الأيام انما كان ذلك بعد وقاة جدتي.."
مد نيكولو يده ليميل رأسها نحوه:"لم وجهك حزين ياعزيزتي ماذا حدث وقتها؟"
تنهدت كارولين بألم:"لقد كانت مريصة لفترة طويلة وكنا نقاسي من فقر مدقع ولامجال لنا للعمل لا في شاتام او في فرومنت لذا اضطررت ان اذهب الى نيويورك ولم اعثر حتى هناك على عمل ،حتى لوكنت تحمل شهادة جامعية او ان كنت تطبع مليون كلمة في الدقيقة الواحدة على الألة الكاتبة وبعد ذلك.."
"بعد ذلك في يوم من الأيام التقيت برجل في الشارع ."
واخذ نيكولو يقلد لهجة اهالي نيويورك بشكل عظيم ."انت يافتاة هل فكرت تيوما ان تكوني عارضة ازياء؟"
انفجرت كارولين ضاحكة :"كانت في الحقيقة امرأة وليست رجلا وتعمل في دور لعرض الأزياء وهذا تقريبا الكلام الذي قالته لي وتقريبا نفس الأسلوب والصوت."
نهض ومد يده لها ثما تابعا نزهتهما من جديد.
"هكذا وقعت عقد عمل في دور الأزياء العالمية؟"
"لا ليس عندها فقد عملت مدة سنتين مع شركات تبيع الملابس بواسطة البريد وعن طريق كتاب موسع عن الأزياء الحديثة مع سيرس ومع سيجال وبني..حسنا قد لا تعرف هذه الأسماء لكن العمل كان دائما والراتب لابأس به."
"لكن يبدو انه لم يكن كافيا كما يلزم؟"
هزت كتفيها دون مبالاة.:"لكنني عرفت وقتئذ ان الذي اريده فعلا هو ان اكون مصممة ازياء لم يكن قرارا مفاجئا بالفعل فلطالما قمت بخياطة معظم اثوابي،و.."
قال نيكولو بلطف:"اصدق ذلك ياعزيزتي."
تنهدت كارولين لتتابع:"آسفة لكن الذين يديرون دور الأزياء في نيويورك لايطلبونك للعمل الا اذا كنت متخرجا من معهد كبير لتصميم الأزياء."
"لذلك قررت العمل كعارضة ازياء والتي راتبها افضل بكثير وهكذا تدخرين المال اللازم لذلك وتنتمين الى احدى تلك المعاهد.."
نظرت اليه بتعجب:"هل قلت ذلك من قبل؟"
قال مبتسما:"لا لكن هذا ماتوقعته."
وتنفست بعمق:"نعم هذا مااعتقدته انا ايضا ولهذا السبب وقعت عقد عمل مع وكالة اخرى،وهكذا يزيد راتبي لفترة ما،واكون قد اقتربت من تحقيق الحلم الذي لطالما راودني ." ولوت فمها بأبتسامة مرهقة .:"وقد جعلوا الأمر يبدو رائعا.."
"لكنه كان ثل الجحيم في الواقع."
رفعت رأسها لتنظر في وجهه فقد كانت نبرة صوته حادة وعيناه تتجهمان غضبا.
قالت بعد لحظة:"لا،ليست جحيما،اعني كان من الممكن ان تكون اسوأ من ذلك بكثير." ورمقته بنظرة ثابته وعميقة"على اية حال الشكر لك الأن وللآنا لأنني بعيدة عن هذه القصة كلها."
نعم انت كذلك ياعزيزتي ولن تعودي الى تلك الحياة ابدا.
لماذا كان ينظر اليها على ذلك النحو؟وكأنه يعرف شيئا لاتعرفه ؟لقد رأته على هذه الصورة من قبل في تلك الليله التي التقيا فيها عندما كان عازما على ان يقوم بالأشياء على طريقته وهاهي تراه اللآن مرة اخرى ،وعندما اشار لها بأنها لن تعود الى ميلانو..
ارتعدت كارولين بشدة.
"مابك ياعزيزتي؟هل تشعرين بالبرد؟"
"اشعر قليلا بذلك.."ونظرت حولها حيث خفت الزحمة والنهار اوشك على نهايته وكانت الشمس تعلو في الأفق وهي تحول تلك الآثار القديمة الة أمكنة تبهج النظر هذا المكان الذي يخطو فيه الرومان فقط بل البرابرة ايضا،اخذت ترتجف مرة اخرى فرحة بالجمال الذي يحيط بها "اظن بأنني لم انتبه الى ان الوقت قد تاخر
الى هذا الحد."
عبس نيكولو قليلا "ارجو معذرتك فقد جعلتك تتكلمين كثيرا.."
"يجدر بنا ان نعود فسوف بنشغل بال آنا بسبب تأخرنا."
"الذي تعنيه بانها سوف تتساءل عن سبب عودتنا المبكرة .هل نسيت ياعزيزتي ؟فعلينا تناول بعض المشروبات ثم العشاء وذلك قبل ان احاو ل الشرح لأنا سبب تجاهلي لأوامرها العليا.."
ابتسم وهو يحضن ذراعها بذراعه:"اترين مايقرأ في كل انحاء روما؟فوق الأبنية والأرصفة وحتى فوق علب البريد؟."
نظرت اليه وابتسمت بتردد:"اتعني ،م،ش،د؟نعم لاحظت ذلك فماذا تعني هذه الأحرف؟"
"تعني ان مجلس الشيوخ والشعب والدولة هم جميعهم يد واحدة وهي عقيدة رومانية قديمة جدا لكن يجب ان تلحق تلك الأحرف بشيء وهو م.ش.د. من سمو الأميرة ساباتيني لأنها تصدر القانون والحكم معا وتحول صوته الى نوع من اللطف "هذا ومع ذلك هل تستطيعين ان ترفضي كاس شراب منعش في مقهى فوق تلة بينيشو حيث المناظر الخلابة
تمتد الى مالا نهاية ؟او من تناول العشاء في مطعم جيرون السادس حيث يصعب عليك ان تقرري من الأعظم امثر هل تلك اجدران التي تعود الى القرن السابع..ام المكرونة الأصلية بصلصة الجوز الشهية؟"
"المعكرونة الأصلية مع صلصة الجوز؟"
"وأفضل ماقد تحبذين تذوقة."
ضحكت كارولين:"تقصد ان تقول المكرونة الوحيدة مع صلصة الجوز والتي اتذوقها لأول مرة."
قال مبتسما "لقد عشت حياة حرمان طويلة ياعزيزتي ومن واجبي ان اعيد اليك السعادة والرفاهية."
ابتسما لبعضهما البعض وشعرت كارولين بأنقباض في صدرها لأن هذا ماكانت تخشاه فقد قام بتغيرات جديدة ليس فقط فيما يختص بحياتها الشخصية ولكن ,,"
قال نيكولو وهو يضع يده فوق كتفها:"مارأيك بذلك؟"
اخذت نفسا عميقا وقالت"الذي افكر فيه الآن انني اتضور جوعا."
ضمها نيكولو اليه وهو يدلها الى حيث تركا سيارة الفيراري .
كان نيكولو يراقب كارولين وهي تتناول البقية الفيليلة من صحن الحلوى وعندما انتهت من ذلك وضع فنجان القهوة على الطاولة ثم مال بمرفقيه فوق الطاول ليحتضن وجهه بين يديه.
"ستعتز بك كثيرا لتناولك انتيباستو بصلصة الجوز وسالتيمبكا.."
طتحتوي كل لقمة منها على الف وحدة حرارية."|
هز برأسه موافقا:"هذا على الأقل."
"ليس من واجبك ان توافق معي على ذلك يانيكولو بل على العكس عليك ان تهدئي من نفسي وتؤكد انني تناولت طغاما يحتوي القليل من الوحدات الحرارية."
ضحك نيكولو وهو يرفع فنجان القهوة الى شفتيه.
"كنت اتصور دائما ان العارضات يعشن على ورق الخس والماء البارد."
"هذا ماتفعلنه .كما اقوم انا ايضا بذلك.قد ارسلتني الوكالة التي عملت بها الى مصور فوتوغرافي ليلتقط لي صورا متنوعة لكنه قال لي ان ارحل سريعا واعود بعد ان اخفف من وزني بضع كيلوغرامات."
"اكان رجلا؟"
"نعم لكنه معه حق بذلك فتلتقط صورا افضل عندما.."
"اؤكد بأن لارجل ولاحتى مصور فوتوغرافي يرغب بان يزيل ذلك الجمال من جسد المراة."
كان نيكولو مازال يبتسم لكن صوته خشن بعض الشيء.
وتنحنحت كارولين قبل ان تقول:
"في الحقيقة تلك المرة الأولى التي خطر ببالي ان مامن احد يصمم ملابس جميلة وخياطة متقنة ورائعة للمرأة الحقيقية و.."
"اهذا مايهمك ياعزيزتي ان تكوني امراة حقيقية؟"
"انني فعلا امرأة حقيقية لقد قلت لك اكرة الأشياء التي لاطعم لها والتي يصممها فابيانوللناس و.."
"اعني اترغبين بالزواج في يوما ما ويكون لك زوج واطفال؟"
حدقت به وهي تتساءل كيف تحول الحديث فجأة الى موضوع شخصي قالت بصدق:
"لااعرف فعلا انني لم افكر يوما بهذا الأمر."
"لماذا لم تفكري يه؟فمن المؤكد ان امرأة تتمتع بجمال مثلك قد سئلت مرارا وطلب منها الزواج."
رفعت رأسها بعنف:"ماذا تعني بقولك؟"
تعجب من حركتها المفاجئة:"لاشيء سوى انني لأستطيع ان اصدق بأن ولا اي رجل سألك الزواج منه."
تأوهت وهي تنظر الى الطاولة:"آه آسفة اعتقدت.."
"لكن كان هناك رجل في حياتك ياكارولين اليس كذلك؟"
نظرت اليه وكان لايزال يبتسم ولكن كان هناك معنى في ابتسامته جعلتها ترتعش في داخلها.
مانوع تلك الأسئلة التي يطرحها عليها انها فعلا امرأة حقيقية او هل كان يعتقد فقط بأنها رأس وجسد وبأنها مفتونة بنفسها وبمهنتها وخالية من المشاعر والأحاسيس؟
"كبعا كان هناك رجال في حياتي."
كان هناك فعلا واحد او اثنان لكن ماعلاقته هو بهذا الامر؟
مال نيكولو قليلا الى الأمام"رجال لكن من دون اي ارتباط فعلي."
نظرت اليه تتساءل لماذا ينظر اليها على هذا النحو،وهو يبتسم ابتسامة تدل على انه يعرف شيئا لاتعرفه هي؟
قالت دون اكتراث:"كنت منشغلة ببناء مستقبلي المهني وقد قلت لك اني سأغدومصممة في يوم من الأيام.."
"هذا عندي اكثر اهمية من اي شيء اخر."
حبست انفاسها فما الذي يجري لها ؟فهي بالكاد تعرف هذا الرجل ومع ذلك..
قالت بسرعة:"طبعا ولماذا لايكون ذلك؟"
"لماذا بالفعل." كان صوته باردا وعلى نحو مسلي او ربما على نحو ساخر لكنها عندما نظرت اليه كان يبتسم بأرتياح تام وقال وهو يسحب بعض المال من جيبه ويضعه على الطاولة
ثم نهض من كرسيه :"اعتقد بأننا قمنا بما فيه الكفاية لهذا اليوم في ارضاء الجميع حتى الأميرة هل تسمحين بالذهاب؟"
قفلا عائدين في السيارة وهما يغرقان في صمت عميق.
لكنها كانت تحس بشيء غامض هذا اليوم.وهذا ماكانت تفكر فيه لكن ماهو هذا الشئ؟
ويبدو على نيكولو الأرتياح الشديد وهو يجلس الى جانبها بصلابة جسده المشدود اوربما كان مشدودا من الغضب ومع ذلك لاتستطيع معرفة من ماذا.
كان يخيم على القصر سكون شديد عندما وصلا.هذا جيد فكرت كارولين فلم تكن في مزاج يسمح لها برؤية آنا وكل ماكانت ترغب به الذهاب الى غرفتها وتخلد الى الراحة وتطلق العنان لأفكارها.
قالت له:"تصبح على خير"وكان صوتهت يرتعش قليلا لكنها هدأت من نفسها:"وشكرا لك.."
وضع نيكولو يده فوق ذراعها:"ليس بعد."وجاء صوته متوترا جدا لكنه ابتسم وكان يلطف من ذلك التوتر"لقد تذكرت لتوي بأننا وعدنا آنا برؤية بيازا اي الساحة الرومانية على ضوء القمر."
"لا،لا،لقد تأخر الوقت."
"شيء نشربه؟"
"شكرا لك اريد فقط الذهاب الى غرفتي."
لف ذراعه حول خصرها بخفه"اذن سأرافقك الى هناك."
"لاداعي لذلك .."
واحست بقلبها يهوي من مكانه كان هناك شيء فيه غير عادي وكان في استطاعتها ان تشعر بذلك بسبب مايختلج في نفسها لكن ماكان ذلك؟وعندما وصلا ال باب الغرفة استدارت وقالت هقدوصلنا وشكرا لك مرة اخرى يانيكولو،من اجل..
"هل فعلا انك استمتعت بوقتك ياعزيزتي؟"
قالت وهي تبتسم قليلا"نعم."
"يسرني ان اسمع ذلك."
طأطأت برأسها:"حسنا عمت.."
"كارولين ."وتمكن من ان يلامس شعرها بلطف:"ان شعرك ناعما مثل الحرير ياعزيزتي."
عادت تحس قلبها يهوي من مكانه:"نيكولو لقد تأخر الوقت و.."
"عيناك.."قال وهو يحوي وجهها بين يديه:"انهما تبدوان بلون بحر الجزر اليونانية."
"نيكولو."
هل فعلا صدر عنها ذلك الصوت الناعم الرقيق؟"نيكولو اسمع.."
"اما شفتاك.." وأخذ يداعب بأبهامه ثغرها :"ياعزيزتي ماأجمل هذا الثغر انه لرائع حقا."
همست برجاء:"لا،ارجوك.."
مال براسه نحوها وطبع قبلة لطيفة وعذبة لدرجة انها لم تشعر بها.
وابتسم لعينيها الحلوتين وعاد يميل برأسه نحوها وأخذت تراقب عينيه الحالكتين وهو يغلقهما بأهدابه الطويلة،
بدأ قلبها ينبض بشدة.
"نيكولو،نيكولو ارجوك توقف.."
"نعم ياعزيزتي هاأنا معك قولي مالذي تريدينه وسوف اقوم به حالا وسريعا."
هزت برأسها ودفنته في صدره."لاأريد..نيكولو لاأعرف..انا,,"
هذا ماكانت تريده فقد كانت ماأرادته فعلا,
ويعود الى البداية وعندما كان يراقبها في معرض فابيانو بأنها تريده وتحبه،وقد فعلت المستحيل لتنكر تلك الحقيقة لكن كيف تستطيع ان تنكر ذلك الآن،
وهي تختلج حبا وهياما من ملامسته لها؟
رفعت رأسه لتنظر في عينيه وهي تأخذ وجهه بين يديها:"نيكولو.."
همس بعنف:"آه ،نعم." فقد كان يطوقها بشده وضحك بلطف.
:"لقد فهمت الآن بأنني على حق وبأنك لست قطعة من الجليد بل تشتعلين حبا وهياما."
كان ذلك اشبه بعاصفة هوجاء فتحت النوافذ وسارت داخل الغرفة لكنها كانت هادئة بين ذراعيه ولاتخشى شيئا.
اهتزت كارولين بثورة وهي تفتش على محور النور ووجدته اخيرا اطبقت يدها فوقه وشع النور واختفى الظلام.
منتديات ليلاس
اخذت عينا نيكولو تطرفان من شدة النور المفاجيء "ياعزيزتي ؟"
"لاتنادني ياعزيزتي..انت ..." وتكورت يدها بشدة:"ارحل عن هذا المكانّ"
"كارولين ." قال وهو يحدق بها والحيرة تتماوج في عينيه"ماذا هناك؟"
"ارحل او امنعني عن ماسأقوم به فسأصرخ عاليا جدا بحيث اوقظ كل من في البيت وسأوقظ اسلافك كما يمكنني ان اوقظ نصف سكان روما!"
تلاشت ابتسامة نيكولو وتحولت الى غضب شديد وهو مازال يقبض بقوة على يدها الى ان احست بأنها ستبكي من الألم لكنها لن تمنحه ذلك الأقناع والرضا عن نفسه
وبالمقابل وقفت تواجهه تماما ورأسها مرتفع بكبرياء وعيناها ثابتتين على عينيه.
"نساء على شاكلتك يلعبن بألعاب خطرة ياعزيزتي."
"انك لاتعرف شيئا حول نساء مثلي !"
قال غاضبا:"انك تشبهين آريانا هذا كل ماأعرفه."
تحول عنها وخطى خطوات واسعة نحو الفناء واختفى.
انتهى الفصل ترقبوا الفصل التاسع قريبا
قــــــراءة مــــــــمــــــــــــــتـــــــــــعـــــــــة
|