كاتب الموضوع :
safsaf313
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل السابع
تمتمت كارولين بكلام غير واضح وهى تصعد الدرجات الواسعه و الطويله الى الطابق الثانى من القصر وكانت اشعه الشمس ترسل عليها ظلالا خفيفه عبر النوافذ المقوسه وهى تسرع الخطى فوق السجاد المحاك يدويا والذى امتد بطول البهو وعندما وصلت الى غرفه نومها فتحت بابها وتوجهت الى طاوله التجميل ثم اخذت تستعيد بذاكرتها الاحداث الماضيه وتتوقف عند كل حادثه منها
كم كان جميلا وانيقا ذلك البيت وحتى بعد ما مضى اسبوعان من اقامتها فيه كان لا يزال يسلب عقلها بروعته وفخامته كانت تتأمل اللوحات الزيتيه القديمه التى تعود الى عصر النهضه الاوربيه والتى علقت بأجلال واحكام على الحائط من القاعه المركزيه للمنزل وذات الاضيه الفسيفسائيه الرائعه والمتناسقه
- يقول الخبراء فى علم التاريخ ان هذه القاعه تعود الى اوائل هذه القرن
قالت آنا ساباتينى عندما لاحظت اندهاش كارولين بها
- وقد جئ بها من قصر كان قد شيد فوق التلال الرائعه فى خارج هذه المدينه وتصورى بأنهم كانوا على وشك ان يدمرونها؟ وقد تايقت ونيكولو كثيرا من ذلك الخبر وكان منزعجا للغايه وكان لهذا الطابق من القصر جمال فريد ومن المؤسف ان يؤول به الزمن الى خراب هذا ما كان يقوله نيكولو
ثم خفضت آنا صوتها الى درجه الهمس
- ولابد انه كلف ثوره كبيره من حيث تفكيكه الى قطع صغيره واعاده بناءه من جديد لكن نيكولو الحبيب لم يتردد لخظه واحده الم يكن ذلك رائعا من؟
ابتسمت عندها كارولين وقالت:
- نعم كان ذلك رائعا منه
لكن الذى كانت على وشك ان تقوله فيما لو كان نيكولو يتردد فعلا فى الاشياء التى يريدها فى حياته ككل فقد ولد وفى فمه ملعقه من الذهب كما انه ورث معها السلطه والجاه والوسامه والملامح الجميله وبما انه جمع تلك الصفات النادره التى يصعب تواجهها فى شخص واحد فلماذا يتردد فى اى شئ يريده؟ وكأنه يملك العالم بأسره ومن فيه والا لما كان نظم حياتها بالطريقه التى تلائمه وتناسبه
لكنها لم تذكر شيئا من ذلك امامها لانها لا رغبه لها بأن تؤذى مشاعر آنا فكيف تستطيع ان تتذمر بينما انها تقول انها اليوم اكثر سعاده فى هذا القصر مما كانت عليه منذ زمن طويل؟ ربما ذلك يتعلق بآنا لما تظهره من موده ومحبه او قد يكون ذلك من جمال وهدوء ذلك القصر
لم تر نيكولو كثيرا تلك الايام فقد كان لا يظهر سوى فى اول السهره ولكن عدا الليله الاولى فأنه لم يشارك العشاء فى القصر حتى
قال بلطف:
- سوف تعذريننى يا كارولين لاننى لم ازاول اى عمل فى المده الاخيره لكن بما ان جدتى تتحسن صحتها الان...
- لا عليك ان تبرر اى موقف تتخذه
ردت عليه كارولين بأدب مع انها كادت ان تضحك فى وجهه لانه لا يبدو عليه اى دليل للعمل وهو يرتدى بذله السهره ويستعد للخروج فى الساعه التاسعه مساءً هل كان يظن انها غبيه؟ فما هو نوع العمل الذى قد يزاوله الرجل فى مثل هذا الوقت وهو متأنق بهذا الشكل الرائع؟
لكنا لم تكترث بالامر كثيرا وكل ما كان يبعدها عن نيكولو ساباتينى كان راحه لها وهذا ما دعاها الى الغبطه فى داخلها وهو يتناول طعام الافطار عندما قال لها انه سيضطر الى التغيب عده ايام فكانت كلما وجدته كل صباح ينتظرها يثير فى نفسها الدهشه لا. انها ليست الكلمه المناسبه ربما يثير فى نفسها الارتباك فقد كان هناك شئ غريب عندما تراه على هذا النحو وفى صباح كل يوم ولكن فى صباح احد الايام رأته يرتدى قميصا قطنيا وسروالا من الجينز كعادته واحست بأضطراب شديد لكنه لم يرفع نظره عن فنجان قهوته كى يشعر بقدومها كان فى الامكان ان تعود الى غرفتها وتنتظره الى ان يغادر كليا من البيت
لكنه رفع نظره وكانت عيناه صافيتان بلون البحر فى فصل الصيف واخذ يتفحصها مليا وببطء قبل ان تستقر عيناه على وجهها:
- صباح الخير يا كارولين
هزت برأسها لترد التحيه الصباح وهى تسير نحو طاوله جانبيه حيث سكبت لنفسها بعضا من القهوه
- صباح الخير
- قولى صباح الخير يا نيكولو
- المعذره؟
كانت ابتسامته خفيفه ومتثاقله قال بلطف شديد:
- لاحظت بأنك لا تستعملين اسمى عندما تتوجهين الى بالكلام
التقت عينا كارولين بعينيه:
- لا تكن سخيفا
قالت ذلك وهى تشعر بحراره فى وجهها لانه كان على حق انها لم تستعمل اسمه وتمنت لو انها تستطيع ان تتجنب ذلك لو انه فقط يوجد حل وسط وما بين ان تناديه بصاحب السمو وبين اسمه نيكولو..
ضحك بلطف:
- استطيع قراءه افكارك مره اخرى يا عزيزتى انك تفكرين الان بأنه اسهل عليك لو تنادينى بالسينيور ساباتينى اليس كذلك؟
قالت كارولين وهى تحمل فنجانها:
- لا وهذا ما ظننته ايضا لانك تفضل اللقب الذى ينادونك به عن...
- افضل اكثر لو ان المرأه التى تعيش معى ان تنادينى بأسمى المجرد
قالت بحده:
- اننى لا اعيش معك
فأبتسم لملامح الغضب التى ظهرت على وجهها
ادارت كارولين ظهرها له كفى عن التصرف بغباء قالت لنفسها بغضب لانها تشترك فى لعبه لن يكتب لها النجاح فيها فهو واسع الخبره فى شؤون المرأه فاللعب على الكلام كان طبيعه اخرى مميزه عنده لكنها لا تستطيع مواجهته لانها غير معتاده على مجابهه الرجال على ذلك النحو والحل الوحيد هو ان تتراجع عن معالجه تلك الامور التى كانت تنجح بها دوما فالرجال الذين يجتذبهم الوجه الجميل يعبرون فى الوقت نفسه عن اذدراء فى الوقت نفسه وعليها ان تستجمع قواها وتدير ظهرها ببروده اعصاب لهم
- انت على حق فأنا اعيش تحت سقف بيتك وانال راتبا منك واننى ملزمه ان اناديك بالاسم الذى يعجبك وتفضله يا نيكولو
بقى على وضعه يبتسم بغير تردد:
- شكرا لك
ابتسمت بأدب:
- انك على الرحب والسعه والان هل هذا كل..
- لا ليس كله
ووضع فنجان القهوه جانبا ليعود النظر اليها مجددا وكانت تعابير وجهه جديه وفيها بعض القسوه:
- تحسنت صحه جدتى كثيرا والاطباء يؤكدون ذلك
لم تجب كارولين لكنها هزت رأسها موافقه لانها احست انه من الاسلم لها الا تخوض فى ذلك الموضوع
- اعتقد ذلك ايضا هل اخبرتك انها امضت بعد ظهر البارحه معى فى الحديقه؟
استوى نيكولو فى مقعده ووضع اصبعا قريبا من فمه
- كما قلت لك اننى كنت ازاول بعض المهام العمليه
كان من الصعب عليه الا تبتسم:
- آه استطيع ان اتصور ذلك
- فعلا؟ لان الامر لم يكن سهلا كيف لى ان احقق ارتباطاتى وعقودى وانا قابع بجوار الاميره
ابتسمت كارولين بعذوبه:
- فعلا
ابعد نيكولو كرسيه عن الطاوله ووقف
- ما الذى تقولينه ان قلت لك اننى مضطر الى الغياب لمده اسبوع كامل؟ ولكننى سوف اتصل بكما مرتين فى اليوم الواحد وسوف اعلمك ايضا عن مكانى ان احتجت الى هل تشعرين بالراحه لوجودك بمفردك مع الاميره؟
- وحيده؟ تعيش هنا مع السينيورا؟ ومع الطباخ والجنائنى وديره المنزل ومع الخادمه فى الجناح الاخر؟ ومع الطبيب الذى يزور المكان كل يوم؟
تحولت عبسته الى ابتسامه:
- انك لن تفتقدينى اذا؟
- بكلمه واحده,لا,لن افتقدك
لكنها لم تنجح بأن تجرح احاسيسه لانه انطلق ضاحكا
- لن استطيع ان اعتاد على لسانك يا كارولين الذى لو اسقط فى سائل الاسيد لعاد الى النطق بطريقه تدهش الجميع بالرغم من جمالك كأمرأه
قالت وهى تهتز غضبا:
- الذى يصدم ايضا اننى منيعه ومحصنه لسحرك
كان ما قالته قولا غبيا وقد ادركت ذلك عندما خرجت الكلمات من فمها فأبتسم نيكولو بمكر ودهاء وهو يقترب ببطئ منها وحاولت ان تحافظ على رباطه جأشها
- اهو تحدى من نوعٍ ما يا عزيزتى؟
- لا,ابدا انه تصريح واقعى
نظر اليها للحظه وكان قد وضع يده على عنقها من الوراء ومن تحت شعرها الطويل وعندما تكلم جاء صوته منخفضا:
- تعلمين جيدا ان هناك عملا لم يتم فيما بيننا يا كارولين
- العمل الوحيد الذى بيننا هو الاتفاق الذى عقدناه بالنسبه الى دورى بأن ارافق جدتك
ابتسم نيكولو قائلا:
- اعرف من اننى محق فى امر ما
وزاد من ضغط يده على عنقها وهو يشدها نحوه ولم يكن لها خيار سوى ان تسمح برأسه يدنو من رأسها:
- اشعر بلهيب يتأجج فى داخلك فذلك الجدار الداخلى الذى تملكينه يجعل الرجل متحمسا اكثر لتفتيته
- اذكر انك قلت لى فى مره انك لا تجد شيئا جذابا فى المرأه البارده
ضرب بأبهام يده خدها المتورد
- ربما لانك لست بارده كما يبدو عليك يا عزيزتى
- فى استطاعتك ان تضيف هذا التعبير الاميركى لمجموعه مصطلحاتك يا نيكولو وهو الذى تراه هو فقط الذى يمكنك ان تحصل عليه
- لماذا اعلم وبصوره غرائزيه من انك لا تريدين ان تصرحى بمشاعرك نحوى يا عزيزتى؟
التقت عيناها بعينيه:
- لانك تعلم جيدا بأننى لا اريد ذلك
حوى خدها بيده:
- لكنك تشعرين بشئ نحوى يا عزيزتى فعيناك تنطقان بذلك
- لكن الذى تراه فى عينى هو الملل والضجر فيجب لهذا الحديث..
لكنها لم تستطع ان تنتهى من الرد المتوتر لان نيكولو منعها بقبله منه وعندما حررها تراجعت الى الوراء لتتكئ على الطاوله لكى تحافظ على توازنها وهى تستجمع قواها العقليه والذاتيه لتقوم بعمل ذكى يوضح بأن تلك القبله لم تؤثر عليها ولا بأى شكل من الاشكال
لكنه لم يدع لها مجالا لتتكلم
قال بلطف:
- سأراك بعد عشره ايام يا عزيزتى وبعدها سنرى واحد منا كان على حق
عندما عزمت على ما ارادت قوله كان الوقت قد فات على ذلك شدت فمها وهى تشق طريقها الى المكتبه حيث كانت نسخه من جدول اعماله ملقاه قرب الهاتف لقد امضى تلك الايام القليله يتنقل من مكان الى آخر فمن نادٍ لكره المضرب فى اسبانيا الى نادى اليخوت على الشاطئ الايطالى والى عطله مشتركه على شاطئ الريفيرا
آه نعم فكرت وهى تضع النظاره على عينيها وفتحت الباب لتخرج الى الحديقه انك نيكولو ساباتينى منهمك جدا فى اعماله فلا عجب بأن يكون شديد الحماس فى ان تكون لآنا رفيقه لكنه رجل ناضج يمتلئ بالصحه والعافيه وتشده الحياه اليها بكل معانيها حياه تعود ان يحياها منذ وقت طويل فبوجودها هنا بالقرب من الاميره يستطيع ان ينغمس فى ملذاته ويمتع نفسه وان استطاع ان يغويها بالاضافه الى ذلك وبين مواعيده الكثيره فسيكون ربحا عائدا له
توقفت عنما وصلت الى آنا ولطفت وجهها بأبتسامه كانت الاميره ما تزال نائمه فى مقعدها الطويل وهى تتشح بوشاح ناعم وجلست كارولين بجوارها على كرسى وهى تتنهد كم يعم الهدوء ذلك المكان فخارج تلك الجدران الحجريه العاليه التى تحيط بالحديقه كان السياح يتنزهون فى الشوارع التى رصت بالحصى الكبيره ويشقون طريقهم فى الزحمه كى يتمتعوا برؤيه روائع روما الاثريه.كانت شجره السرو تعلو الى جانب الجدران وممرات حجريه بين مساكب الازهار الربيعيه تمتد الى قلب الحديقه حيث تمثال من البرونز على شكل ذئب يقف وكأنه يحرس الطبيعه وتتبع من فمه شلالات ساحره من المياه تسقط فى البركه وهى تهمس همسات موسيقيه وكان هذا هو الصوت الوحيد لذى اصغت اليه كارولين فى حراره الجو فى ظهر ذلك اليوم
قالت آنا فى صبيحه ذلك اليوم:
- هذه الحراره لا شئ لايام الصيف اللاهبه
فكرت كارولين وهى تتثاءب بأن ذلك يجلب النعاس لمن يؤم الحديقه وفكت بعض ازرار قميصها واخذت تهوى بيدها طلبا لبعض الهواء المنعش
تململت الاميره فى اثناء جلستها وتمتمت بأشياء اثناء نومها ومالت كارولين نحوها لتمسك بيدها
قالت بلطف:
- آنا؟اتحلمين حلما مزعجا؟
تنهدت السيد العجوز وهى تفتح عينيها:
- هل مر على وقت طويل وانا نائمه؟
- لا على الاطلاق كيف تشعرين الان؟
- افضل من اى وقت مضى افضل من اى سيده عجوز اخرى فى مثل سنى
- انت لست عجوزا
- بالطبع اننى كذلك! ولكننى لا اشعر بذلك والفضل يعود لك فشكرا لكِ وقد كنت محقه عندما قلت ان وجودك بقربى سيفيدنى اكثر من اى دواء فى العالم
وشبكت اصابعها يد كارولين
- ويسرنى جدا ان الاقامه هنا تعجبك يا صغيرتى
- من لا يعجبه هذا المكان؟
تحركت السيده العجوز وهى تعنى شيئا:
- قد تجد بعض الفتيات ان الحياه التى نحياها هنا تفتقد الى النشاط لكنك لا تشعرين بشئ من ذلك
- لكن روما لا تقف عقبه فى وجهى
- آه لانك لم ترِ شيئا من مدينتا بعد سنغير ذلك عندما يعود نيكولو
قالت كارولين بحذر:
- هذا لا يهم .اعنى اعرف جيدا ان المدينه جميله ورائعه انما ...
- لكن لسوء الحظ اضطر للمغادره بعد وصولك مباشره
- لميكن ذلك من سوء الحظ ابدا
لم يكن ذلك من سوء الحظ بل بالعكس كان ذلك رائعا منه وقد يكون رائعا اكثر لو ان يتصل ويقول انه سيضطر الى التغيب اسبوعا آخرا
- يا لعزيزى المسكين نيكولو انه يعمل بشقاء مضنى ولكن ما الذى يستطيع فعله غير ذلك؟
وتثائبت آنا واصبح صوتها اكثر لطفا وناعسا:
- فهذا ليس بالامر السهل فى ان يتحمل اعباء ومسؤليات عائله ساباتينى...
اغمضت السيده العجوز عينيها واخذت تشخر بلطف تنهدت كارولين بعد فتره وخلعت عنها نظارتها الشمسيه واغمضت عينيها هى الاخرى وتأملت آه نعم ياله من مسكين نيكولو فهو قد يكون الان على شاطئ الريفييرا وهو يتحمل كل اعباء ومسؤليات عائله ساباتينى الثقيله والكثير والكثير من المطاعم الفاخره ليتناول العشاء فيها والعديد والعديد من اليخوت لللابحار والتنزه
- كارولين
فتحت عينيها بسرعه وهى تشعر بلهيب فى وجنتيها فقد كان نيكولو يقف الى جانبها بوجهه الهادئ الرزين
- ما الى تحلمين به والذى يجعل الدم حارا على وجنتيك؟
- لم..لم اكن احلم كنت فقط..
لم تستطع الكلام وبخاصه وهو ينظر اليها بتلك الطريقه من اين جاء يا ترى؟ وكم مضى عليه من الوقت وهو يقف بقربها؟ وحملقت فيه وفى عينيه الزرقاوين العميقتين والى ابتسامته المتلاشيه والى شعره الداكن والذى تجعد وسقط اسفل ياقته وكان قد خلع عنه سترته وشلحها على كتفيه وامسكها بأصبع من يده كما طوى كمى قميصه ليظهر عضلات ذراعيه الملوحتان من اشعه الشمس وقد فك الزرّين الاولين من قميصه وبهذا تمكنت من رؤيه عنقه الاسمر
استوت كارولين فى مكانها بسرعه وهى تضع يديها فوق وجنتيها:
- ان..ان الطقس حار ولا يطاق هذا اليوم لقد انذرتى آنا من الجلوس تحت حراره الشمس لكننى..
ثم تنحنحت لتصفى نبره صوتها ونظرت اليه:
- ما الذى تفعله هنا؟
ابتسم ابتسامه واسعه وهو يضع سترته فوق الكرسى الى جانبه
- اننى اعيش هنا يا عزيزتى او انك تريدين ان تضعى هذه الفكره التعيسه خارج ذهنك؟
وقفت كارولين لتقول:
- علمت انك ستغيب لاسبوع وربما اكثر من ذلك
- ها انا هنا الان
وانحنى لها بمكر:
- اعذرينى فقد انهيت من اعمالى فى وقت اسرع ما توقعت
رفعت حاجبيها بدهشه:
- حقا؟ ماذا حدث؟ الم يكن الطقس جيدا على شاطئ الريفييرا؟
نظر اليها طويلا ثم انفجر ضاحكا:
- كم انت شديده الملاحظه يا عزيزتى. لا, لك يكن الامر كذلك يومان ممطران افسدا كل مشاريعى
اومأت برأسها
- استطيع تصور ذلك ستفرح آنا لرؤيتك فقد كانت تقول منذ قليل...
- بالفعل يسرنى ان اعود باكرا الى البيت
- من اجل رؤيه آنا؟
ابتسم بطريقه جعلت قلبها يتوقف عن خفقانه:
- لا بل كى نضع رهاننا تحت الاختيار
- اى رهان؟ فأنا لا...
التقت نظراتهما وتوردت وجنتى كارولين وعادت تقول:
- لم نقم بأى رهان
ضحك نيكولو بلطف:
- ربما كان علينا فعل ذلك دعينى ارى ما الربح الاكثر لذه؟
كان السكون الذى خيم الان اكثر وطأه عليها فقد سقطت نظرات نيكولو على القميص القطنى وادركت فجأه ان قميصها غير مزرر وبأرتعاش من اصابعها المرتجفه احكمت تزريرها
قالت بصوت هامس:
- اللعنه. لقد وعدت! لقد قلت...
يتبع..............
|