كاتب الموضوع :
safsaf313
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
شكرا خالص لحبيبات قلبى فوفّا وبطوطه اسعدنى ردكم والتكمله دى لعيونكم الحلوه
كان القصر رائعا يسلب اللب وكان مؤلفا من ثلاث طبقات من الحجر الذى يستعمل فى رصف الشوارع شيدت بنظام واتاقان كما ان الباب الخارجى المقوّس يحمل اشاره الاسد والدرع كما فى طائره نيكولو الخاصه وفتح ردهه مقفله على الطريقه الرومانيه القت كارولين نظره سريعه وخاطفه على ارضيه المكان المرمريه والتى امتدت الى ما لا نهايه لكنه السقف هو الذى سلب لبها فقد رفعت رأسها وهى تحدق فيه بذهول كبير ورأت انه من آلهه الاغريق صوّر على شكل فرسا يتنقل بين حدائق من الازهار المختلفه
- حسنا؟
حولت نظرها عن التصوير الرائع وحدقت بنيكولو وكان قد مر من جانبها ووقف عند اول درجات السلم الطويل ويديه حول خاصرته لانه كان يراقب نظرتها بأستياء
- ان كان عليك ان تنتهى من هذه الزياره بسرعه فعلىّ فى هذه الحال ان ارشدك الى جدتى بسرعه
شدت كارولين من عزيمتها وقالت :
- طبعا
تابعت خطواته الى الطابق الثالث ومن ثم الى رواق طويل الى باب مغلق طرق نيكولو الباب ثم فتحه ودخلا غرفه مضيئه تشع اشراقا وبهجه
- سينيورا بريسيا؟
- اجل يا سمو الامير
وهرعت سيده نحوهما تتجلى بثوب ابيض اللون وبدأت تتكلم بسرعه بالغه فما كان من نيكولو الا ان رفع يده وكأنه يشير اليها الى ان تتوقف عن الكلام
- ارجو ان تتكلمى باللغه الانكليزيه يا سينيورا
ثم اشار الى كارولين:
- فالسينيورا لا تتكلم لغتنا
- كنت اقول ان الاميره فى حاله جيده يا صاحب السعاده فضغط الدم...
- آهمنتديات ليلاس
كان الصوت الآتى من الغرفه المتصله واهيا لكنه واضحا
- توقفى يا ايما عن اصدار القرارات الطبيه فأنا بخير هل هذا انت يا نيكولو؟ هل احضرتها معك؟ كارولين؟ تعالى ودعينى ارى وجهك البهى
كانت الاميره مستلقيه فى سرير فرش بأفخر انواع القماش وكانت تبتسم وهى تمد ذراعيها نحو كارولين وكانت تجمع شعرها الفضى بعقده زرقاء كلون قماش السرير وكان خداها متوردان قليلا
فكرت كارولين عندما وقعت عيناها عليها انها على احسن ما يرام لكنها عندما اقتربت منها استطاعت ان ترى اللون المتورد هو ناتج عن حمى تعانى منها وان اليدين اللتين امتدتا اليها ترحيبا كانتا ترتعشان
قالت الاميره ساباتينى ترافقها ضحكه صغيره:
- لقد جئت فعلا
ابتسمت كارولين وهى تشبك يدها بيدى الاميره:
- طبعا فقد سرنى ان تتاح لى فرصه رؤيتك مره اخرى ايتها الاميره ساباتينى
تغير وجه العجوز قليلا
- ياله من تعبير طويل الا ترين ذلك؟ ارجوك نادنى بأسمى المجرد آنا
- آه ولكن..
- ارجوك فهذا يزيد السرور فى نفسى يا طفلتى العزيزه
اتسعت ابتسامه كارولين وقالت:
- وسيسرنى كثيرا ايضا
نظرت الاميره الى نيكولو حيث عبر الغرفه الى جانب كارولين:
- حسنا ما قولك الان يا نيكولو؟ لقد اصريت فى قولك ان آريانا لن تحضر بسبب انهماكها فى العمل لكنها ها حضرت ارأيت كم انت مخطئ فى شأنها؟
قال بلطف:
- نونا انها ليست آريانها فهى كارولين
قالت ضاحكه:
- حسنا هى كذلك بالطبع انها زله لسان منى هذا هو كل شئ
وربتت الى جانب السرير وقالت :
- اجلسى يا عزيزتى
- يجب الا ترهقى نفسك يا نونا وتذكرى ارشادات الطبيب
- الطبيب آه ان تمضيه ساعه من الزمن مع هذه الفتاه الرائعه ستفيدنى اكثر من حبوب الادويه هيا يا نيكولو قم بأى عمل مفيد عوضا على ان تثرثر فيما لا نفع منه سنكون على احسن حال اليس كذلك يا آريانا؟
- نونا..
نظرت كارولين الى نيكولو وقالت:
- سنكون على احسن حال بالفعل
اومأ برأسه, بعد لحظات من التردد
- حسنا جدا سأجهز غرفه نومك وعندما تجهزين ما عليك الا ان تقرعى الجرس وسوف ترشدك اليها احدى الخادمات
اشرقت ملامح الاميره
- آه يا عزيزتى! هل وافقت على البقاء معنا؟
- حسنا نعم لكن فقط لغايه....
- لا لن نتكلم بشأن مغادرتك الان
وعادت تربت بيدها فوق السرير:
- تعالى واجلسى الى جانبى واخبرينى بكل شئ اكنت فى نيويورك مؤخرا؟امازال مسرح شوبرت قائما هناك؟ اتذكر عندما...
استغرقت الاميره فى نوم عميق بعد مضى ساعه من الوقت وهى ما تزال تمسك بيد كارولين فما كان من كارولين الا ان حررت يدها بحذر شديد ونهضت من على السرير لتجلس على الكرسى المقابل لها وتضائلت انوار النهار لتأذن بهبوط الظلام فأغمضت عينيها وهى تشعر بأرهاق شديد
لقد انقضى زمن طويل منذ ان كانت تجلس مع جدتها مثل هذه الجلسات الحميمه وكانت تشعر بأنها مرتاحه البال ومطمئنه تماما كما هى الان انها تشعر بأرتياح كبير فى هذا المكان فهو يبعث الى الطمأنينه والراحه وهدوء البال من كل النواحى عدا الرجل الذى احضرها اليه
ان نيكولو ساباتينى رجل لا يحتمل ابدا فقد سبق لها وقابلت رجالا متغطرسين لكن ليس مثل هذا الرجل ابدا بأنانيته الشديده ومتطلباته الكثيره ,ايضا...وايضا..
تحركت فى كرسيها بصعوبه انه رجل بكل ما فى الكلمه من معنى وكامل النشاط والحيويه فهو قادر على اظهار الكثير من العطف والموده...
- كارولين؟
فتحت عينيها بينما يد هبطت على كتفها
- نيكولو!
واستوت فى كرسيها
- لم انتبه الى دخولك
منذ متى كان يقف هناك؟ وتمنت لو انها تستطيع قراءه ما يقصد فى نظراته لكن ظلمه المكان حجبت عنها وجهه
- تعالى
- لكن جدتك..
- لا تخشى شيئا فأنها تنام نوما عميقا
- لحقت به خارج الغرفه وعبر البهو الكبير ومن ثم نزلا فوق السلالم الى غرفه المكتبه وهى مازالت خلفه تماما الى ان استدار نحوها فجأه
قال بسرعه:
- لماذا بقيت معها؟ فقد اخبرتنى الممرضه انها استغرقت فى النوم منذ قتره من الوقت
- اعرف لكن يبدو لها ان وجودى لها مهما هناك اننى لم ازعجها بشئ ان كان هذا ما يقلقك
تأمل وجهها لحظات ثم تحول عنها الى خزانه فى الناحيه المقابله
- اترغبين فى شراب منعش ام تفضلين شيئا اقوى مفعولا؟
اخذت تخطو فى ارجاء الغرفه بينما كان هو يسكب الشراب فأقتربت من تمثال صغير من المرمر واحبت ان تلمسه بأصبع يدها ثم تقدمت من علبه مطليه بالمينا واخيرا وقفت بأعجاب امام لوحه زيتيه لرجل وكانت اللوحه تلمع من شده النور
- ارى انك تعرفت الى والد جدى ساباتينى
عادت تلتفت كارولين الى اللوحه تتأملها من جديد:
- هذا ما يجب اعتقاده تبدو وكأنها رسمت منذ زمن بعيدا جدا
- تعود هذه اللوحه للعام 1560 بالنسبه الى سجلات العائله
- للعام 1560 كم هو رائع ان تنتقل هذه اللوحه من جيل الى جيل لابد وانها لا تقدر بثمن بالنسبه اليك
ابتسم بمراره:
- بالفعل فقد رسم هذه اللوحه تيتيان
اتسعت عيناها بأعجاب
- تيتيان؟منتديات ليلاس
وحدقت اكثر كى ترى التوقيع
- لاعجب من روعتها اذن
- لكنك اعجبت بها على كل حال حتى ولو كانت غير موقعه وذلك لانها قديمه العهد
- طبعا فهناك شئ مميز فى الاشياء التى تأتينا من قرون مضت
دارت نحوه وكان يراقبها بنظرت غريبه فيها شئ من الاستمتاع وفيها شيئا ايضا لم تفهمه فشعرت بتصلب فى نفسها
- وربما تشعر وكأنك ابله اذا اعتبرنا انك تعيش محاطا بأشياء كهذه لكن..
- لا على الاطلاق فقد ادهشنى ان اسمع تأييدا منك بالذات...
- على اعتبار اننى امريكيه الاصل؟
ارتفع حاجباه قليلا وقال بخفه شديده:
- على اعتبار انك امرأه من هذا القرن لاننا ننتمى الى مجتمع غير ذلك المجتمع القديم يا كارولين وزمننا هو دمغه على اصاله ووجود الماضى
- ربما لكن لا يعتقد به الجميع وذلك قياسا لبعض الافراد الذين يستعملون الافكار المبتذله المبتذله والباليه من دون تفكير وتروى من انها تصرفات خطره؟
- او ربما عادات نتقاسمها وهى ان نثب بسهوله الى نتائج سهله
- القفز
لم تستطع منع نفسها من الابتسام
- عليك ان تقول القفز بالنتائج لا الوثب
بادلها الابتسام
- مازلت اعانى من القدره على التعبير انها فى غايه الصعوبه
وقفا ينظران الى بعضهما ثم تنحنح قليلا قبل ان يقول:
- اذا ما الاحاديث التى تداولتها مع جدتى؟
هزت كارولين كتفيها بعدم اكتراث:
- عن هذه وعن تلك فقد ارادت ان تعرف كل شئ جديد عن نيويورك..
- واخبرتها
- بقدر ما استطعت فلست ادرى عنها الشئ الكثير ذلك لاننى عشت فيها سنتين فقط
- آه وقد ذهبت الى نيويورك بحثا عن مستقبلك المهنى؟
- لا يولد احدا وفى فمه ملعقه من ذهب لذلك انتقلت الى هناك كى ابحث عن عمل اكسب فيه قوت يومى
- هذا ما فعلته
رحلت عينا كارولين الى عينيه وكان ما يزال يبتسم لها بتهذيب لكن كان هناك رنه انفه فى صوته
قالت ببروده شديده:
- كنا نتحدث بأمر جدتك
ارسل نيكولو زفره حاده:
- نعم هكذا كنا نفعل لقد سرنى ان زيارتك كانت مفيده لها
- لماذا تدعونى بأسم آريانا؟
كان فى استطاعتها ان ترى تصلب كتفيه
- اعتقد بان ذلك عن عجزها وارباكها من وقات لآخر
- لم اعنِ ذلك بالتمام عنيت من هى آريانا؟
- كانت آريانا اعنى انها قريبه لنا وكانت تعيش هنا فى هذا القصر بعد ان توفيا والداها
- انها مازالت طفله اذا؟
ضحك بمراره
- كانت طفله عندما جاءت الينا لكنها كبرت الان, آه نعم, لقد كبرت واصبحت فتاه جميله مدللة
سألت كارولين بعد فتره قليله:
- ماذا بعد؟
بدا غير مبالٍ وقال:
- بعد ذلك تركتنا
تركتنا هذا ما قاله لكنها ليست الحقيقه فكرت كارولين .آريانا تركته
- لكن ...لكن لماذا؟
- من يدرى؟ فقد كانت تبدو سعيده وراضيه فى البدايه لكن بعد ذلك ومع مرور الوقت..رغبت فى حياه مختلفه حياه مليئه بالاثاره والاستقلاليه كانت تشعر بأنها مقيده تحت هذا السقف فقد كان لى نظامى الخاص وتصرفاتى الخاصه ايضا..
حبست كارولين انفاسها لقد كان مغرما بآريانا لانها تستطيع ان تلتمس ذلك من نبرات صوته وكانت آريانا مغرمه به ايضا او ربما هكذا ظنت الى ان بدأ يدير نظام حياتها
كان من السهل ان تتصور كيف جرت الامور بينهما فالفتاه لم تولد فى عالمه القديم ولم تكن مهيأه لحبيب كان متطلبا وانانيا مثلما كان نيكولو ايه امرأه عصريه تتحمل ذلك؟ فقد كانت رغبته فى ان يمتلكها او ان يحتفظ بها لنفسه وكانت يتوقع منها ان تهرع اليه بمجرد ان يهمس باسمها...
- كارولين؟
التفتت كارولين مجفله وكانت عيناها تتسعان وكأنها لا ترى شيئا فقد كان نيكولو قريبا جدا منها ..
سقط الكأس الفارغ من يدها وتحطم الى قطع صغيره فوق الارض
- آه
وانحنت لتلتقط القطع الصغيره التى تناثرت فى كل مكان
- اننى آسفه جدا
- هذا لا يهم
ومال بجسده وقبض على رسغها ثم سحبها نحو
- كارولين...
لكنها حررت يدها من قبضته
- لقد ذكرت بأنه جهز لى غرفه نوم..اشعر بالتعب وارغب فى الذهاب اليها الان
- اود ان اكلمك اولا حول مغادرتك نهار غد
- نعم
لكن لماذا كانت تلهث؟ وتراجعت خطوه الى الوراء:
- انك على حق يجب ان نتباحث فى امر ذلك فعلينا ان نغادر باكرا جدا حتى..
- كى تحافظى على صلتك الوثيقه مع باولو؟
- باولو؟
قالت وهى تحدق به يعلوها الارتباك للحظه لكنها عادت وتذكرت :
- نعم فأنا لن افتقد تلك ..تلك الصله الوثيقه مقابل العالم فى تمام السادسه و..
- لا
- ماذا تقصد بقولك لا؟
كانت ابتسامته مسره تماما مثل صوته
- لن نغادر فى الساعه السادسه
- آه لكننا سنفعل
واحاطت خاصرتيها بيدها
- موعدى مع باولو فى..
- من اجل التقاط بعض الصور
حدقت به مليا :
- كيف..كيف..؟
وتحولت ابتسامته الى نوع من الثقه الذاتيه
- لقد اخبرنى سيلفيو
قال ذلك ومشى ليملأ كأسه وكأسا جديدا لها
- متى قال لك ؟ هذا الصباح؟
وارتجفت شفتاها وهى تقول:
- اتعنى انك كنت تعلم طوال الوقت وجعلتنى ابدو غبيه امامك؟
تقدم نيكولو وهو يحمل كأسها
- لقد تكلمت مع سيلفيو ما يقارب الساعه يا كارولين
- هل اتصل هاتفيا؟ حسنا ارجو ان تكون قد شرحت له من اننى سأعود الى ميلانو فى وقت قد يكون متأخرا بعض الشئ لتصوير تلك اللقطات لان...
- اخبرته بأنك لن تعودى الى ميلانو قبل عده ايام
صرخت كارولين فى وجهه:
- ماذا تقصد بأننى لن اعود؟
وتقدمت بضع خطوات نحوه
- لقد اتفقت معك على ان ابقى فقط لصباح اليوم التالى اللعنه وفى الحقيقه اننى لم اوافق على شئ لانك انت الذى فرض هذا القرار انت..
- كنت مخطئاً
ففغرت فاها مندهشه:
- ايكون بمثابه اعتذار؟
منتديات ليلاس
- الذى كان ينبغى على فعله
قال بلطف شديد بينما كان يضع الكأس فى يدها:
- هو ان اقول لك انك لن تعودى الى ميلانو على الاطلاق
*******
التعديل الأخير تم بواسطة safsaf313 ; 07-01-09 الساعة 10:07 PM
|