المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
في حياتها حب آخر
لملمت أشيائهاَ وأودعتهاَ حقائبهاَ.. ارتدت حلة مشرقة تناولت معطفهاَ.!! تتشدق بابتسامه واهية .. نظرت في المرآة وجههاَ شاحب جداً , كجثه لا حياة فيهَا ؛ لم تتبرج لم تكحل تلك العينين الواسعتين.. أجفلت حين اطل
برأسه، أنا بالأسفل انتظاركٍ في السيارة.. بحزنٍ يمزق القلبَ ويهز الروحَ تجاهَ وطنهاَ حبهَا رسوماتهاَ غرفتهَا أشيائهاَ تركتهاَ خلفهاَ.. دلفت إلى سيارة تحملُ حقيبتها..ومعها بعض كتابته أشعاره صورته الثمينة..
وأشعار لنزار ..ورواية لأحلام.. ألقت نظرةً وداع نحوَ زوايا المباني و الشوارع ..والطرقات.. وكأنها تودُ غرسها في ذاكرتها ، تشاكسها أشعةَ الشمسِ الحارة المغروسةَ بخاصرتهاَ كسكين تثقبُ الذاكرةَ وتنسل
الذكريات نحوَ الركنِ القصي من الروحِ , بكتَ كثيراً لم تشأ أن تودع عائلتهاَ في المطارِ رغمَ إصرارهم ؛ فالوداع قاسٍ ، ووصلوا إلى المطار.. أُغلق النافذة ألقى في وجهها ابتسامة لذيذة ترطب القلب، إنهاء إجراءات المغادرة المعتادة ودلفوا إلى الطائرة استحضرت بعضاً من أنفاس لندن لربما نسيها راكب قبلها ،..وهي تشبثت بالحياة كـ عروس عتيدة تحب الحياة السهر و المرَح ، آو أي.. أي شئ آخر.. ! تغمِض عينيها تتخيل سمائها الملبدة بالغيوم وإمطارها الغزيرة.. وصور المباني الحديثة
و القديمة و أجراس الكنائس ،.. على مقربه منهما تجلس سيدتان .. لهنُ مظهر البراءة.. وضحكاتهن تتردد أصداؤها في إذنيها.. شجاعتها تنادي بانتظام..أن لا خوف هي خطواتكـ الأولى التي تضيف إلى عمركـ نضجاُ .. وعقلا ً ممتلئ بحياة جديدة وان كانت سخيفة ! كـ تبديد مالهُ بين شراء آخر فساتين أرماني و أحذية جيمي تشو، والذهاب لرحلات و إيجار السيارات التي تشبه الخُنفساء! هبطت الطائرة مع بوادر الغد الندي .. ها هو مطار هيثرو,.نظرت إلى يسارها ومدت يدها ورفعت الستارة البيضاء من على نافذة لترى تلك المسطحات الخضراء وتلك المدرجات التي بالكاد غادرها نزف السماء...وامتزج الخريف بالشتاء ..لندن القارص,.وحانت لحظة ملامسة الأرض من جديد هذه اللحظة التي تعشقها دوما. وقفت الطائرة تماما وحان موعد النزول ..بدأ الضجيج داخل الطائرة وكأن كل هؤلاء البشر يعشقون لحظة ملامسة الأرض.. كانت السعادة تشع من عيونهم... انتظروا أمام ممر الحقائب لمدة دقائق معدودة مرت وكأنها لم تكن كان كل شيء يبدو رائعا وأنيقا, أرضية المطار صنعت بحرفية بالغه . وأخيرا أقبلت حقائبهم .. ومع كل تلك التعقيدات الأمنية التي تعكر صفو أزوار ..!! دلفوا لـٍ التاكسي وما هي إلا لحظات وهم داخل المقصورة الخلفية لسيارة, طلب من سائقها أن يقلهم إلى نزل...!!!!! وانطلقوا عبر شوارعها .. حيث المتسكعين ذهابا وجيئتاُ .. وهناك من برزت عظام وجههم.. و جسدهم كهيكل دمثة .. أحاديث مكتومة.. لهجات مختلفة .. وصراخ يسبق السكون ..تساءل..؟؟هل مازال أمامنا الكثير لنقطعه..؟ لا.. انهُ مكان مثالي ومنظم لرحلة شهر العسل.. هنا يتساوى الجميع لا يقودهم سوى سريرتهم , مرو بزقاق صغير إلى شارع رئيسي ..أشار لبناية وسط المدينة سنمكث هنا ..ودلفوا لنزل بعد لحظات همس لها بصوت خافت :تبدين منهكة أتودين الخلود لنوم أومأت برأسها بالإيجاب" نظرت نحو الحجرة التي كانت باردةِ كبرودةِ الدم في شريانها.. نادمةٍ على القدوم للندن ، تاركه خلفها عائلتها ووطنها حيثُ الدفءُ يُدثر تربتها " قطعة من القلب هناك "
ومع تباشير الفجر.. تحركت ببطء مدت يدها لٍتستقبل بصيصَ الضوءِ المنشقّ مِن غيمَة ، وتمارِسُ هوَايَتها الطفولية ..تُدخِل إِبهامها في ثقُوب الدانتيل وتسرح بخيالها حيث هو ..آنا بدونكـ لا شيء أريدكـ أرضي وسمائي وليلي ونهاري ...أريدكـ أكثر من ذلكـ بكثير . وأنت؟.. آتـاها صوت المنبه لِيذكرها أنها في المدينةَ الّتي تَثمل كُلمَا هطل المطرْ عليها.. سمعت قرعٍ خفيف على الباب المتهالك.. بابتسامته البهية..ولج..!! حبيبتي!! سنتناول القهوة والفطور في الردهة الأمامية.. أغمضت عينيها تبتلع ريقها بصعوبة.. آتيه خلفك..رفع حاجبيه مشككاً.. لكن لم لا ..نهضت مسرعه !!اغتسلت وارتدت ثيابها بعناية شديدة!! بدئ كل شئ مقبول هذا الصّباح, تجولت في الشقة مرتبة وباره جداُ, ووقفت أمام النافذة..ورأت المطر وكأنه يغزل من حباته صورته..!! تلك الصورة كفيل بسحق كل محاولاتها الفاشلة لاستقطاب قليل من الفرح لحياتها الجديدة..!! تبرجت كثيراً لتخفي شحوب وجهها ودموعها.. حاولت جاهده محاكاته إلا أنها مازلت ترفض التعايش معه ..وتتمسك بٍـ...؟؟ لماذا هي ها هنا وماذا تفعل ما كان لها آن تفعل ذالك ؟ وفي الوقع ما هو الخيار الذي كان أمامها..!! ثوانٍ فصلتها عن الغَرق في كٌوبِها. أعطني كُوب آخر من القهوة .. هاكٍ .. استعجلها بنظراته بإلحاح ؛ كـٍ يبدأُ جولتهما.. ترنحت قليلا في الزّقاق و يتطرطش المَاء على عباءتها ..امسك بيدها حتى استقَمت على الطّريق.. من بعيدا تتراءى لها سفوح الجبال الرمادية الداكنة ما أروعها ..ترى الأطياف يتجاذبون الحديث.. والعشاق يتهامسون.. تنم ضحكاتهم عن نعيم يجمعهم..متمسكين به.. لم يعد لهم أسماء .. فكل ينادى الأخر بـٍ..... وتنطق بها عيونهم قبل ثغورهم, تتساقط زخات المطر تباعا وتمتزج حباته صغيرة بدموعها.. وأحسوا بالبلل منعش يغزوهما فارتعشت و دنا من خلفها ولمها بين ضلوعه يدفئها.. اغتصبت ضحكة وقالت : ربما أشعر بالبرد قليلاً .. الجو بارد هنا , أليس كذلك ؟ أظن أنه الهواء المحيط رغم أننا في الخريف. تباً .. إنها تثرثر كالمجانين .. أحست أنها تبدو غبية.. همس لها بأن " ..هيا إلى النزل إنها الخامسة مساءاً " وفي طريق العودة رءوا السكارى وهم يثورون على صاحب الحانوت .. يوسعونه ضربا جعلوا جسده مطروحاً..على الأرض.. تسقوننا لنثمل وننسى الوقت والمكان ؛ ما هي إلا عبارات يتحذلقون بها ليتخلصوا من دفع النقود لصاحب الحانوت .. بدأت تشرق الشمس بحياء ، تحت سياط الصقيع ، في الصباح. تذهب للحديقة العامة بقرب النزل؛تمضي بعض الوقت وحيده.. جلست على كرسي نقشت عليه أحرف اسمه وأسمها.. بجوارها تجلس سيده .. في عينيها يأس وأمل وطموح.. تناقض يفيض ومازالت تمعن النظر فيها, وبتردد ألقت عليها التحية.. من سحنتها عرفت أنها مغتربة عن ديارها .. أحست فضولا ربما .. !!.. ضحكت مطولا بعد أن ردت تحيتها .. بـ العربية! سألتها من أين أنتٍ ؟من دار البيضاء.. ولكن ماذا تفعلين هنا ؟ قصتي طويلة فأوُمأت بيدها ورحلت.. ووجدت نفسها غارقة .. في أحداث لا شأن لها بها. أحست سلاسل غليظة بداخلها تلتف حول صدرها وآلم يعتصر فوأدها .. ها قد اطل يوم جديد ..وهما على حالتها؛ تتمنع عنه ..!!ومرت أسابيع .. ومازال صبوراُ .. ينتظر منها أي شيء ..!!ماعدا هذه الحياة الرتيبة.. اقترب منها..وهو يتمتم ((لقد حان الوقت يا حبيبتي........ ولا بد آن تعلمي انكِ لي طول الحياة))كان كلامه منطقياً لكن هي لم تهضم ألفكره ..؟؟لم تعلم حينها أتبكي على نفسها. . أم تواسيه !! فكان الحل وسطاً بابتسامة هزيلة... يا الهي .. ما أجمل هذا الصباح .. السحبُ الداكنة تخترقها خيوط ذهبيه..وهو أمامها بسروره الدائم.. يضحك ضحكة الفوز .. ويتم حديثه بابتسامة خبيثة من سيدرك ذلك..وجذبها إليه و لمها بين ضلوعه.. سأفعل أي شيء تريدينه ؟! شعرت بنفسها تنوء تحت وطأة الهزيمة..وبدأ الأمل يضمحل تدريجياً.. . وهذا يحدث معها لأول مرة في عمرها التعيس كله..
وتنساب دموعها من طرفها سخية مثل قطع من بلور مهدور وتحاول أن تقسم على اجتثاث الحب من قلبها إلى الأبد لكن القسم يقف على تلك الشفتين القرمزيتين المرتجفتين ,وتقسم بأن لا تحب سواه، بعصبية تزيح شعرها المنسدل فى فوضى على كتفيها ووجنتاها ، تسير بجنب شاطئ ,كانت بالأمس تنسج أحلامها معه وله واليوم تسترجع طيفه وخياله وضحكاته وصوته الرخيم حين يهمس بحبه لها ,تسترجع شريط ذكرياته معه بصمت وقد أغرورقت عينيها دمعا غزير.. تتأمل زرقة البحر الممتدة على مد البصر تنظر إلى هذا الأزرق الممتد و ترى صورته وهو يبتسم لها مرسومة في السحاب هناك وكئن زرقة السماء تتحدها آن تقترب، كان الصمت سيد الموقف إلا من صوت الموج الذي اختلط بذكرياتها معه . تفلت صرخة في الفضاء لتعبث بها نسائم البحر ثم تبعثرها على الكون ..تتمتم بعض الكلمات أمام البحر ليعلم وحوش الغياب كم تحبه من الأعماق ، تحلق فوق رأسها طيور النورس وترسل أصوات كأنها تشاركها حزنها تواسي قلبها العليل . مضت نحو سيارة وقبل أن تمتد يدها لتفتح بابها امتدت يده إلى يدها شعرت بارتجافه تسري في كل جسدها رفعت عينيها ببطء له وإذا بدفء غريب يسري في كل ذرة منها وتنهمر مدامعها وهو يهوى بقبلة على أناملها الرقيقة وترتمي في حضنه باكية وهي تردد على صدره:يا الله كم أشتاق..؟؟ أما هو فاعتراه الصمت وقلبه يذوب وجدا ؛لـ علمه إنها لا تحبه، واحتواها بكل قوته حتى ذهل عن نفسه وتسربت في صدره كطفلة تكاد تنام في حضن أبيها..؟!! وأغمض عينيه وأرهف السمع إلى قلبها يئن بين ضلوعه.. يا الهي في حياتها..حب آخر ..!!وهي حياته؟؟؟ وتلكـ الليلة استعملا المصعد ليصلا إلى المطعم كان شكله بيضاوي وعالٍ وهما في المطعم لم يتحدثا كثيراً.. وبعد آن طلبا الطعام أكلا بصمت فيما كان يرمقها بنظرات غامضة آو كـ شخص فقد شيئاً. طلبا شراباً,همس لها هل آنتِ سعيدة ؟أطالت صامته..وألح قائلاً"هل تستمتعين بشهر العسل..؟؟فاستجمعت شجاعته وردت كاذبة (( نعم أحببت لندن فهي تضج بالحياة)) وكسا وجهه عبوس ينبئ بالشر آنتِ لم تجيبي على سوائلي..؟؟ نظر لها وسألها أنهيتما الخطوبة من سنه ونصف ولا زلتي تكنين لها نفس المشاعر ؟؟قاطعته بحرارة: لا..قلت لك لم يعد يعني لي شيء, وأغمضت عينيها نعم هي تحب لكن ليس خطيبها السابق أبداً فهو لا يستحق , ولو شفتيه غير مصدقاً وقال لها:تبدين كامرأة مجروحة وأنا لدي الدواء الناجع لجروحك..جاءها صوته كشلال الماء البارد مم جعل فرائسها ترتجف..نظرت له ووجهه شاحب فتحت شفتيها ثم أطبقتهما, بدا لها كنمر مجروح..بعد لحظات قال من الأفضل لكِ آن تلقي بالماضي خلفك حملت كلماته تهديد ونظرته غضباً شديداً كانت الموسيقى تصدح أكثر فأكثر وتناهى إلى مسمعها صوته يحثها لرحيل هيا انهي شرابك رفعت رأسها نحوه بكبرياء قالت :أود آن أعود " قال لها بصوت عميق :سأتدبر ذالك ، وعندما دخلا مرت من إمامه تجتازه امسك بذراعها وأدارها نحيته
سألها بصوت عالٍ:حسنا يا زوجتي العزيزة اخبريني ماذا بربك علي آن افعل ..؟ التزمت الصمت.. و ضاقت عينيه بشكل مخيف ثم امسكها من معصميها يهزها بعنف ,ورما بها عند قدميه وكأنه يتعمد إيذاءها وجرح مشاعرها ,أخافتها قوته الرجولية ,كان قلبها يخفق بقوه ولم تتمكن من كبت دموعها وشهقاتها ..قال: لها بفضاضه .."لا تبكي هذا فيض من غيض " لم تستطع النوم ودموعها تجري على خدها ,رق قلبه لهاو اقترب منها لا بس عليكِ حبيبتي واخذ يمرر يده على شعرها وهو يهمس اهدئي.. ولعنت نفسها أنها أفسدت الأمور واختلطت مشاعرها بين خيبه أملها وجراح عميقة..
وفي الغد استقلا طائرة العودة وكانت رحلة طويلة جداً..!!..
أطلت الأنوار القادمة من وطنها الحبيب مُختلطة بنسماته المُعطّرة بأنفاس البحرِ الأحمر..
همسة لك حبيبي: "فراقك"
مزيج من الموت وقليل من الحياة والعقل ..و كثير من الجنون ...!!!؟
حبيبي أن اللقاءُ يلوّحُ لكلينا أنْنا سنلتقي على إيقاع الحروف بإذن الله...؟؟.
على الهامش : اعترف بـ إنني كتبتها.. دونما تحضير او تحديد فكرة مسبقة ,, بل تركتها تكتبني كما هي العادة مع كتابات ,, لذا فـ لتعذروا هفواتي ها هنا..
|