المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
حين يلتقي المشرق بالمغرب
يُحكى أن مشرقيا صار الدرب الطويل وقطع الفيافي كي يلتقي بمن لم يلتقي من قبل.وكان لقاء وأي لقاء !جمع بين قلبين .كان قلبها ذاك القلب الحاوي الدفي إذ ملأت عليه أوقاته ولم تتركه ولا لحظة وأغمض عينيه على الدنيا وما فيها ,فأصبح لا يرى إلا هي.
لم تكن تدري يوما أن ورود بستانها ستتمايل بنسيمه الهادي وأن شمس الحب ستطرق باب قلبها من جديد.
صارا سويا بدرب مزهر كان رحيقه يغمر كل لحظات تجمعهما, دخلا طورا كان الود بينهما متساميا حتى بدى للناظرين أنه خِبالة,فأصبحا ينطقان الذي لا ينطق ويفعلان الذي لا يفعل;النوم صحوة و الصحو نوم .هذا ما بدى في النفس من وجْد وما خفي كان أعظم .
كان يتحداها بالقول والفعل ,فانهزم قولا وفازت فعلا .ومن ظن أن النصر حليفه والجمال كله عند الآخرين.لقد تخلخل الزمن وهما معا حتى بدت الأيام كلحظات جميلة وكم تمنيا ألا تتلاشى ولكن للدهر حكم وهما بحكم الدهر مرتضيان.ألآ يا دهر اجمع بينهما واجعل الشمس لا تنطفئ ,فالدهر يوم بهما ولا يومان.
وها قد حانت لحظة الفراق !ولعلها لم تكن ,شديدة الوقع على النفس. لكن يبقى الأمل يضيء لهما الدرب. ويبقى حلمهما الوحيد هو لقاء يجمعهما بطي المسافات.
|