كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
_حسنا..ادخل.
عبرت الصالون في اتجاه المطبخ وليوك في اعقابها وهو يلقي نظرة شاردة على ماحوله ثم وقف في اعجاب امام النيران المستعرة داخل المدفأة،والمقعد الهزاز والروب الموهير الملقى على الأريكة.
في المطبخ احضرت برطمانا ضخما من الزجاج من الزجاج مملوء بالسكر وملأت منه اناء ليوك وقالت وهي تناوله الأناء:
_هاهو السكر!وارجو ان تعذرني اذا طلبت منك الخروج من الباب الخلفي.لااريد ان تبدأ جيزابيل بالنباح مرة اخرى.
ابتسم وخفض عينيه نحو اناء السكر ثم نظر اليها بأمعان وقال:
_هل هذا كل شيء!
نظرت آنجي الى اناء السكر وقالت:
_هل تريد اكثر من هذا!خذ..لم يتبقى سوى ان تأخذ برطمان السكر كله وان تعيده عندما تنتهي منه.
-في الحقيقة وحتى اكون امينا معك.لم اكن في حاجة على الأطلاق الى السكر.كل ماهنالك اني فكرت بأننا افترقنا امس بسوء تفاهم،وقد حضرت كجار طيب كي نثرثر.
_هل اتيت كجار طيب؟على عكس تصرفك امس الذي اتسم بالتياهي!
_لم يكن تباهيا وانما اختبار.
قالت وهي تستند على بوفيه المطبخ:
_آوه حقا!وماذا كانت نتيجة اختبارك؟
_هل تريديني ان اكشف كل ورقي على المائدة؟
_آوه..لاطبعا..هل تريد قدحا من الشاي؟
_شكرا،بكل سرور.
ابتسم وجلس امام المائدة،ملأت آنجي البراد ووضعته على الموقد الضخم المعدني والمطلي بالمينا.
قال ليوك وهو يتجول بنظراته فوق جدران المطبخ:
_ان هذا البيت فخم حقا..ماهذا الشيء المعلق على الجدار؟هل انت من رسمها؟
كانت لوحة على شكل افريز تمثل اوراق العنب المتشابكة تدور حول السقف.
_لا لقد استخدمت ورق الاستنلس لطبعها مكررة.
_جميلة جدا واحب ان يكون هناك شيء مماثل في مطبخي،عندما اجد طريقة تمنع تساقط قطع المونه من السقف كل صباح في قدح قهوتي.
امتعضت آنجي:
_حسنا..يبدو ان بيتك يحتاج الى الأصلاحات ويوجد بناؤون ممتازون للحفاظ على المباني القديمة.
-لقد فكرت ان اقوم بالعمل بنفسي.
بدأت الغلاية تطلق صفيرا واستدارت آنجي نحو الموقد لتعد الشاي وقالت:
_حقا؟ان الأمر ليس بالسهولة التي تتصورها.
-ومن قال ان الأمر يبدو سهلا؟
وضعت ابريق الشاي الفاخر على المائدة وهو يغلي ووضعت قدحين وطبقين من البيتي فور.
سألها:
_وأنت هل جددت بيتك بنفسك؟
_نعم تقريبا كله..هل تعلم شيئا عن الترميم.
قال وهو يأكل قطعة من البسكويت:
_لا على الأطلاق ولكني احب ان اتعلم كل شيء.
ردت عليه وهي تبتسم:
_اذن فلن تشعر بالملل.
_اخبريني ان كنت مخطئا..ولكني اعتقد اني احس بلمحة من الشك في صوتك ياجارتي العزيزة؟
_هل كانت مجردلمحة؟هل ظننت اني صريحة؟
_انني اثير حيرتك ..اليس كذلك؟
هيا اعترفي انه مكتوب بالأبيض والأسود فوق حاجبيك.انك لاتوافقين ياآنجي واعتقد انك على استعداد للرهان بكل ماتملكين على انني لن احتمل خمس دقائق في خلع الباركيه او ملء الثقوب.
_هل هذا واضح علي؟
_نعم.مالذي يجعلك تنسبين الي عدم الثقة؟انني سليم العقل والبدن ومع ذلك ليست لدي ادنى فكرة من اي طرف امسك المطرقة.
ابتسمت آنجي رغما عنها ان ليوك يستطيع بسهولة ان يبدو ساحرا.
قالت وهي تهز كتفيها:
_أوه!لست ادري اعرف انك تحاول ان تكون شابا مفكرا،لكن من الغريب انني لااستطيع ان آخذك على محمل الجد.فالجد ليست طبيعتك.
_طبيعتي؟آه انك تقولين ذلك لأنني نسيت صندوق العدة في البيت؟
حسننا..انني اكره ان اخرج بدونه لأنني احس وكأنني بدون ملابس.
تجاهلت آنجي تلميحاته ومعانيه المزدوجة واكملت:
_لقد رأيت الكثيرين من اهل المدينه يستقرون في بيوت قديمة ولديهم عزم اكيد بان يقوموا بأعمال الترميم بمفردهم.ثم سرعان مايصابون بالملل ولايتأخرون اما عن البيع مرة اخرى اواللجوء الى مقاول ترميم.ثم لايبدو عليك انك من النوع الذي يمكن ان يستقر في مكان واحد.
_هذا صحيح.فأنا لا استقر في مكان واحد ابدا وهذا يدل على نظرتك الثاقبة.
اجابت وهي ترتشف من الشاي:
_شكرا!
قال:
_لهذا يهمني ان اقوم بترميم فيلاروزوود بنفسي.لقد بدأت بأحتراف كرة البايسبول في سن التاسعة عشر واثناء الموسم كنت اتجول من مدينة لأخرى،كنت استمر في الرحلات الى اوروبا والشرق الأقصى والى اي مكان.كنت احتاج فعلا للأسترخاء قبل ان استأنف تدريبات الربيع.
_يالها من حياة تشبه الجيش!
_لم اشعر مطلقا بالأستقرار و بأني في بيتي.
_ونيويورك؟
_كنت امتلك شقة في الجانب الشرقي قريبة من المنتزه وكان المنظر رائعا والخدمة ممتازة دون شك.
_طبعا..
_لقد كانت شقتي فاخرة لكنها ليست شخصية.
_واعمالك؟هل هي التي تجعلك تقفز من نيويورك الى شاذم فولز؟هل تنوي ان تكون انتقالاتك بالهليكوبتر اوطائرة خاصة؟
_ان طائرتي السياحية الخاصة في سقيفة الأصلاح الدوري.اما بالنسبة للهيلوكبتر فهي فكرة ليست سيئة ولو استطاعت سارة فيرجسون قيادتها فمن باب اولى انني استطيع ذلك.واخيرا لو سمحت لي بالهبوط في الحقل الخلفي لمرعاك حول روز وود الا انه موحل جدا..
_افعل ماتشاء وكأنك في بيتك.
_على اي حال لن احتاج للنزول الى المدينة سوى مرة او اثنين في الأسبوع.والعمل تدور عجلتع بطريقة أليه.ولدي فريق من الشباب يتولون كل شيء ويعطونني احساسا بأنني اتعدى على اختصاصهم لوتدخلت ومررت على المكتب.
وجدت آنجي صعوبة في تصديقه.انه تجد فيه نوع رجل الأعمال الذي لايعزو نجاحه الى معارفه وانما الى غريزة حادة.
_اتود ان تقول :انه على عكس الأعتقاد العام فأن رئيس المشروع ليس شخصا يمكن الأستغناء عنه؟
_لايوجد لاعب يمكن الأستغناء عنه في البيسبول ولاحتى في الأعمال.
اتعلمين لقد خطر ببالي ان هناك كما هائلا من الأشياء الرائعة في الحياة اهم من الحصول على المال .وهي اشياء قد اهملتها وقتا طويلا.
_مثل تعلم قيادة الهليوكبتر؟
_يجب اولا ان اعثر علي الهليوكبتر.لا..انني افكر اكثر في امور مثل الزواج وانجاب الأطفال او النضوج اذا كنت تفضلين هذا التعبير..اشياء صغيرة من هذا القبيل.
قالت وهي شاردة:
_يجب اولا ان تجد الفتاه التي تكون معها اسرة.
_لقد بدأت بالبحث عنها.
_هذا ليس صعبا فشخص مثلك من السهل عليه العثور على مايناسبه.
_فعلا،لكني اريدها ان تكون المرأة التي تسعدني تحبني والتيتدوم معي طوال الحياة.
تطلعت اليه لحظات.اما انه رومانسي حقيقي اوممثل موهوب ومقنع.
_وكيف تعرف انها المرأة المطلوبة؟
_عندما اعثر عليها سأعرفها.
سكتت آنجي مرة ثانية وهي تحس بثقل نظراته:
_هل تريد مزيدا من الشاي؟
_لاشكرا.
قالت وهي تملأقدحها:
_هناك شيء لاافهمه ..لماذا هنا؟في شاذام فولز؟
هزكتفيه:
_ولم لا انها بلدة صغيرة وجميلة وهي نظيفة ومحافظة وعلى بعد مسافة كبيرة من المدينة.لقد كنت اجهل حتى الآن اسمها الى ان وقعت فيلا روز وود بين يدي.في البداية كان عندي نية ان اعيد بيعها في الحال ثم بعد ان حضرت لرؤية المكان رأيت امامي كل الأشيساء الجميلة التي كنت تشغل بالي منذ شهور.فقررت ان احاول الأستقرار هنا.
ردت وهي ساهمة:
_فهمت.
ضحك برقة وامتلئت الحجرة برنين صوته الحار.
_لالست اعتقد انك فهمت ياآنجي.اعتقد انك مازلت تسخرين مني ولكني لن الح هذه المرة.
_هذا لطف منك. شكرا
_العفو.لنقل ببساطة ان الجوبارد في الخارج وان الطريق الى بيتي بعيد..ولا اريد ان اخاطر بقد كرمك الذي تقدميه بكل رقة.
_انت وحيد في ذلك البيت ولاتوجد لديك اسرة تفرغ فيها نشاطك.
_بالضبط!
ابتسم مرة اخرى.
احست بانها منجذبة نحوه كالأبرة نحو المغناطيس.
ان صحبته ممتعه جدا ومريحة للغاية ومهدئة للأعصاب ومع ذلك كان هناك تيار كهربائي بينهما او شعلة لاتحتاج الى شرارة حتى تشتعل.
قال لها:
_لو اردت ان اشاركك افكارك السوداء التي تختمر في ذهنك فلا مانع لدي.
_آوه..انا آسفة..انني افكر في الثلوج.
_نظر اليها نظرة متشككة اقنعت آنجي انه لم يصدق هذا الشرح وقال متهكما:
_آوه حسنا.
اضاف:
_سأكون شاكرا لو أريتني بقية بيتك.ان لم يكن ذلك تطفلا مني.
_لاعلى الأطلاق..هيا اتبعني.
وهكذا بقي..واعترفت رغما عنها ان بقاءه اسعدها.
تبعها ليوك عبر الحجرات في البيت الريفي المكون من طابقين .
كانت عيناه تتفحصان كل شيء.
في نهاية الزيارة اصر ليوك على ان تريه آنجي الصور القديمة عن البيت قبل الأصلاح والترميم.
جلسا كل منهما جوار الآخر امام المدفاة وهما يشاهدان صندوقا مليئا بالصور.
لم يعد خافيا بعد ان حاولت آنجي اخفاء مشاعرها الا ان تعترف بأنها تشعر بالأضطراب الشديد من وجود ليوك.وتسائلت :هل يشعر هو بمثل ماتشعر به نحوه من انجذاب؟كانت وهي تعلق على الصور تتلامس ايديهما وكتفاهما من وقت لآخر وكان وجهاهما متقاربين بدرجة شديدة،ومع ذلك لم يحاول ان يستغل ذلك في اقتناص قبلة .احست ببعض الخيبة لذلك.
عندما اغلقت آنجي الصندوق سقطت احدى الصور لتستقر امام ليوك الذي صاح:
_انتظري لقد اسقطت واحدة.
التقطها واستعد ليناولها اياها عندما جذب انتباهه شيء فأخذ يمعن النظر في الصورة.
لم يكن من الصعب عليه معرفة مالذي أثار انتباهه.كانت صورة لها مع تشاد التقطت اثناء جولة سياحيه في جزر الكاريبي.
كان تشاد حينها يصور فيلما مهما وكانت آنجي قد سافرت اليه لتقضي معه عطلة نهاية الأسبوع.
كانا فوق سطح مركب شراعي وقد احتضن كل منهما الاخر بقوة.
قالت:
_انه زوجي السابق تشاد دانيلز ربما تعرفه انه ممثل.
_أوه..نعم طبعا
ظل صامتا لحظات وهو ينظر اليها وكانت بدورها تنظر الى الفراغ.
مد ساقيه للأما واستند على كوعه وقال:
_انه امر مثير للعجب حقا .انت مع تشاد دانيلز !!دون ان اغيظك اسمحي لي ان اقول انكما زوجان فريدان من نوعكما.
ابتسمت آنجي:
_لقد كنا اسوأ تشكيلة زوجين في العالم ولهذا السبب ربما لم ينجح زواجنا.
سحب وسادة من فوق الأريكة ووضعها خلف راسه.
_هذا واضح،والأن مالا افهمه كيف لفتاة مثلك ينتهي بها الأمر الى مخلوق مثله؟
رغبت آنجيث في البداية ان تجيبه بأدب وحزم ان هذا الموضوع لايخصه.لقد كانت دائما متحفظة وحريصة وليس من عادتها ان تحكي مشاكلها العاطفيه العاصفة حول قد ح من الشاي وبعض البسكويت.ولكن لهجة ليوك المطمئنة والعلاقة التي قامت بينهما وان ظلت غير مؤكدة بعد حيث لم يمر عليها سوى ساعات جعلتها تؤمن بأنها تستطيع ان تأتمنه على سرها.
_كنت اعمل في مانهاتن عندما تقابلنا في ملهى للعلاقات العامة.
ولقد تعرفت على تشاد عندما حضر لأداء مشاهد للدعاية .كان جالسا في قاعة الأستقبال ومعه مجموعة من الممثلين الشباب.
واستطاع ان يقنعني بأن اضعه على رأس القائمة حتى لايضطر الى الأنتظار مثل الباقين.
في اليوم التالي طلب مني الخروج معه.
_ثم؟؟
_ثم قلت نعم .ذهبنا للمطعم الصيني و..تزوجنا.
_آوه..حسنا انت لم تضيعي وقتك ؟
_لا ..اننا لم نتزوج في الحال وانما فيما بعد غير ان..
_لماذا اسقطت التفاصيل؟؟هل تسبب لك توترا ..؟
_لا ليس الأمر كذلك.
ااذن ماذا بشأن اسباب الأنفصال؟هل كان يحبي النوم والنافذة مفتوحة وانت تحبينها مغلقة؟
او كنت تجدين احمر شفاه مريبا على ياقة قميصه عندما يعود متأخرا الى البيت؟
_هذه المرة لم ترد عليه آنجي ولكن صمتها كان بليغا.
_أنا آسف.
_لا داعي.
_بالنسبة له انه مخبول دون شك .ثم في الحقيقة انه لايستحقك واتمنى ان تكوني مدركة لذلك.
_لم يستطع الأمر ان ينجح ،لقد كنا مختلفين تماما وتشاد لايستطيعغ ان يظل مخلصا للزواج وكنت اعرف ذلك قبل الزواج ولكن ظننت ان بأمكاني تغييره.
مرر ليوك يده في شعره واعتدل بعض الشيء.
_اذن رغم كل شيء سامحته؟
_عندما كانت خياناته تحدث كنت اتمنى الموت وكنت اصبح ثائرة واحس بمرارة وأهانه وكنت اكرهه واحتقره.ولكن ذلك اصبح ماضيا وقد سامحته بل انني لم افكر في الأمر بعد ذلك سوى..
قطعت آنجي حديثها .لم تفهم لماذا تعترف بكل سهولة.قالت:
_انني لم اعد افكر فيه..هاذا كل ماهناك.
_لا..انتظري لقد كنت ستقولين شيئا..سوى ماذا؟
_سوى لاشيء..لقد نسيت.
قال لها بألحاح وتوسل:
_آنجي..هيا قوليه..هناك شيء ما لاتريدين مسامحته عليه..ماهو؟
_واي فرق سيحدث؟
_اريد ان اعرف.هل ضربك هذا القذر؟
_لا..لا..لم يحدث هذا ابدا.
_اذن ماذا؟
_انها الطريقة التي استغل بها الطلاق للدعاية عن نفسه.لرغم انه كان يعرف الى اي مدى كان ذلك يؤلمني.
لقد حرص تشاد على نشر كل التفاصيل الدقيقة في صحف الفضائح،كم كان مهينا ان اخدع في زوجي.
وأرى ان حياتي الخاصة ملوثة ومعروضة في وسائل الأعلام الوضيعة..
انقطع صوتها وهي تنتحب.أمرها ليوك وهو يلف ذراعيه حول كتفيها:
_لاتقولي اكثر من ذلك..لقد فهمت..لابد ان الأمر كان مرعبا بالنسبة لك.
_فترة ما.كنت لاأستطيع ان اخرج أنفي خارج باب بيتي دون ان افاجأ بعدسات المصورين.كانوا يتصلون بي ليلا ونهارا ليسألوا عن تأثير اكتشافي ل..
_افهم بأنك الأن قد فقدت ميلك للعلاقات العامة.
_لقد كان تشاد وعملي يمثلان لي عملة ذات وجهين قاتمين،
ويمثلان كل ما أكرهه واحتقره وكل ماأود الهرب منه بأي ثمن.لقد اردت التغير..التغير الى شيء حقيقي..اتفهم ماأعني؟
استدارت نحو ليوك وكان وجهه على بعد سنتيمترات منها ،كان شعره الكثيف يلمع وكأنه لهيب منعكس من المدفأة.بدت عيناه لامعتين كالزمرد الأزرق في الليل.وقد علا فمه آثار ابتسامة مثيرة.قال بصوت خافت جعل العاطفة تولد داخل قلبها:
_اعتقد اننا نحن الأثنان نبحث عن نفس الشيء.
اقترب من شفتيها وقبلها،
كانا يحسان احساسا طيبا مخلوطا بالجو الهاديء المحيط بهما والعلاقة الحميمة التي نشأت بينهما اخذت تنمو شيئا فشيئا.
كانت آنجي تعلم جيدا انه منذ اللحظة التي التقت فيها عيناها بعينيه لأول مرة في المحل هي التي قادتهما الى هذه اللحظة التي يتشاركان فيها كل هذه الأحاسيس والمشاعر الفياضة.
كم مرة خلال ال24ساعة الماضية تمنت مثل هذه اللحظة.وهذه اللحظة الساحرة والمنتظرة حدثت وتجاوزت كل احلامها.
_احمد الله على ان منحني هذه السعادة. لقد اكتشفت الآن مدى سذاجة وغباء زوجك.
فتحت آنجي عينيها ببطء.فجأة انقطع سحر اللحظة.نعم لقد كان زوجها ساذجا وغبيا.لكنها هي الآخرى غبية لأنها صدقت رجلا مثله.
وكل شيء سيبدأ من جديد مع ليوك كماحدث مع تشاد،لقد كان ليوك جذابا لدرجة لاتصدق مثل تشاد وكان لديه القدرة ان يولد لديها كل اغنيات السعادة ولكن كل ذلك ليس من أجلها ويجب انتنهي ذلك قبل فوات الأوان.
حاول ليوك ان يقترب منها مرة آخرى ولكنها آشاحت بوجهها وتصلب جسدها.
سألها:
_ماذا هناك يآنجي؟
_لقد تاه منا الطريق..وهذا بالضبط ماأريد ان أتجنبه.
_آوه .حقا؟ولكني اعتقدت ان مابيننا يسعدك ولااعتقد ان رد فعلك يعبر عن عدم رغبتك في اقامة علاقة سليمة بيننا..هل يمك ان تشرحي لي ؟
_لقد كنت فضوليه وحائرة ولهذا السبب استجبت لنظراتك وقبلاتك واعترفت لك بمكنونات قلبي،هذا كل ماهناك.
_هذا كل ماهناك؟ اذا كانت هذه طريقتك لأرضاء فضولك الغامض فأنني اود ان اراكي عندما تكونين مهتمة فعلا..
قاطعته آنجي بحدة:
_اسمع انني لا اريد مغمرة معك.ليس بهذه الطريقة.يمكننا ان نكون جارين اوحتى صديقين ولكن لا اكثر من ذلك.
_هل هذا بسبب سبنسربيترسون؟هل لازلت عاشقة له؟
_لا انني لا استجيب لمحاولاته والأمر ليس كما بيني وبينك.
_بعد ان التقيت به فأن الأمر واضح بالنسبة لي بدرجة كافيه.
اخذ السويتر الجلد من فوق الأريكة وارتداه وقال:
_كما يقولون في لعبة البيسبول"سأعود لألعب في يوم آخر"
كانت آنجي مذهولة فلم تنطق بكلمة واحدة ردا على ثقته بنفسه التي لاتطاق.
اتجه نحو الباب وكان عليها ان تسرع الخطى للحاق به .
صاحت عندما فتح الباب على اتساعه:
_لقد نسيت ان تأخذ وعاء السكر.
هبت ريح مثلجة جعلتها تتراجع خطوة الى الوراء ودون ان يلتفت قال:
_لاداعي للتعب..لقد حصلت على ماأتيت من أجله تصبحين على خير ياجارتي العزيزة.
ودت لو القت بوعاء السكر في وجهه.
ولم تجد امامها بديلا لتهديء من ثورتها سوى ان تصفق الباب بعنف.
لم يسبق لها في حياتها ان رأت على وجه رجل هذا التعبير عن الرضا التام والغرور الكبير.
|