كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لكل المتابعين يلله نبدأ بالرواية وانشالله تلاقي استحسانكم.
الفصل الأول
اعلنت اودري وهي تلوي عنقها لتتمكن من الرؤية افضل خلال فترينة العرض للمحل:
_هاهو ..مرة اخرى..في التاسعة تماما..الم اقل لك؟
بعد ان وضعت آنجي اخر تورتة على الرف مالت بدورها لترى.
كان هذا اول يوم بعد ان كانت طريحة الفراش نتيجة انفيلونزا حادة لمدة اسبوعا كاملا.
وظلت اودري طوال الصباح تثرثر عن ذلك الزبون الذي يأتي في موعده تماما.
بدا ان ذلك المجهول لديه ولع لايقاوم نحو الحلةى فهو من اسبوع يأتي كل صباح في نفس الساعة الى محل "دام تارت"ليشتري من الحلوى وكانت اودري تؤيد ذوقه الذي اثر بها اكثر من تأثير جماله.
_صدقيني ان رجلا يستطيع ان يأكل كل حلوى الشوكولاته هذه من اجل عشاءه لابد ان له وحا حساسة.
اجابت آنجي بتهكم:
_او ربما يعاني نقصا في السكر.
اضطرت آانجي تحتت الحاح اودري ان تلقي نظرة عبر الفاترينه(واجهة المحل)والتي كان زجاجها مغبشا بعض الشيء.
رأت السيارة الفاروميو الحمراء تركن امام المحل مباشرة على الرصيف المقابل ورغم اننا في شهر نوفمبر الا ان الجو كان شديد البرودة والسيارة مكشوفه وكان سائقها شابا يرتدي نظارة سوداء وسويتر من الجلد كستنائي اللون،فكرت آنجي في نفسها:ياله من عملاق حقيقي وهي تتأمل كتفيه العريضتين وساقيه مفتولي العضلات. لم يتجه الى المحل بل سار في الأتجاه المعاكس.
شرحت اودري:
_انه يذهب ليشتري جريدة فهو يقرأها وهو يحتسي قهوته.واراهن انه سيطلب اليوم الأصابع المحشوة بالعسل وقد اكل منها ثلاثة يوم الثلاثاء.
كانت آنجي قد سمعت هذه الرواية عدة مرات وعلى مايبدو ان اودري لم تتعب من تكرارها مرارا.
افرغت بسكويتا في لبرطمان الزجاجي التقليدي ومسحت يديها الملوثتين بالسكر في مريلتها.
قالت:
_لوكانت له الشهية التي تصفينه بها فقد نستطيع ان نقنعه بشراء فطيرة فهي اكثر ربح من الحلوى.
_ياصغيرتي المسكينة انت لست معي على الآطلاق.
رأت اودري صورتها في المرآة التي تغطي الجدار الداخلي للمحل خلف مائدة الحساب والتسليم.
نفشت اولا شعرها الطويل البني المجعد على شكل خصلات وراجعت زينتها وقالت بصوت منغم متصنعة البراءة:
_لدي احساس انه غير متزوج..انه يبدو عليه ذلك المظهر المتحرر الذي يميز العزاب.
ردت عليها انجي وهي تضحك:
_هذه طبعا ليست حالتك مالم تكوني قد نويت التخلي عن زوجك برايان والأولاد لتتفرغي تماما لهاوي حلوى الشوكولاته هذا.
_ظريفة جدا ياآنجي، انت تعرفين اني لا افكر فيه لأجلي.
تابعت حديثها:
-انت تعرفين تماما اني اقول هذا من اجل فتاة ملعونة لم تتزوج.
لسوء حظي اني اعرفها وتفعل خيرا لو اهتمت بعض الشيء بجنس الرجال اذا رغبت الا تستيقظ يوما ما لتدرك ان الوقت فاتها وان معرض الزواج قد اغلق امامها.
_ربما كنت لا احب معرض الزواج..على اية حال لقد نسيتي سبنسر الا يدخل في الحساب؟
_انني اتحدث عن معارض الزواج ومهرجاناته من صواريخ ورقص والعاب وبهجة.ان سبنسر شخص لطيف ولكن لنكن صادقين انه لايمثل اي شيء مفرح.
قالت آنجي وهي تخفض عينيها الخضراوين:
_ليس لطيفا ماتقولينه عنه ،ثم هل نسيتي انه كان لي نصيبي من معرض الزواج ولا اريد ان اعيد التجربة.
_اسمعي ياآنجي...
لم تكمل حيث الأجراس المعلقة بالباب اخذت تصلصل ودخل احد الزبائن.
قالت انجي وابتسامة ماكرة تعلو شفنيها :
_لابد انه الرجل الساحر جاء يأخذ حاجته من الحلوى.
وفي محاولة منها لمضايقة اودري قررت ان تتجاهل الرجل المجهول فأدارت له ظهرها.واخذت تعيد تنظيم المعروضات فوق ارفف الفاترينة من جاتوهات وتورتات.
كانت تورتة الفواكه هي تخصص المحل وقد كانت معروضة بطريقة رائعة على ارفف الفاترينة.
صاح صوت حاد ومليء بالجرأة:
_صباح الخير ياأودري .كيف حالك؟
_اجابت بلهجة مرحة:
_بأفضل حال،ماذا تريد هذا الصباح؟
_ياألهي انني لا اعرف بعد.ان هذه الكعكات الصغيرة تبدو لذيذه.
كانت آنجي تتلهف شوقا لتراه ولو لثانية واحدة لعنت اودري التي استطاعت حقا ان تثير فضولها رغم محاولاتها انكار ذلك.
القت نظرة على المرآة المعلقة على الجدار الداخلي لترى انها لم تكن الكعكعات مايمتدحها وانما كان الأعجاب موجها لها هي.
تشابكت نظراتهما لحظة،في حياتها لم ترى عينين بهذه الزرقة.
حولت رأسها بسرعة ووضعت علبة من اصابع السابليه وفتحتها لترص محتوياتها .
قالت اودري للرجل:
_ان آنجي هي التي صنعت الكعك هذا الصباح انه كعك بالزبد والجوز.
_بالزبد والجوز؟هذا ابتكار رائع!انا لا اعرفه.
دون ان تنظر اليه آنجي كانت تدرك ان الكلام موجه اليها وليس الى اودري.
تضايقت وهي تحس بثقل النظرة الفاحصة التي ثبتها عليها.
واخذت تشغل نفسها بأعداد اكوام من علب الجاتوه فوق مائدة التسليم،بعد ان لجأت اليها هربا من نظراته واستمرت بأعطاء ظهرها في عناد لصديقتها والزبون.ولسوء حظها ان اودري كانت ذا طبيعة عنيدة ولا تعلن استسلامها بسهولة.
صاحت اودري وهي تهرع نحو المطبخ وفي طريقها ابتسمت لآنجي ابتسامة خبيثة:
_آوه ياالهي,اني اشم رائحة شيء يحترق.
وقفت آنجي فاغرة فمها،ان تلجأ اودري الى هذه الأعذار الزائفة كي تتركها بمفردها مع الرجل امر غير مقبول وشنيع.
سأل الرجل:
_اتظنين انها تحتاج للمساعدة؟
لم تجد آنجي امامها مفر الا ان تستدير رغما عنها وفي الحال نسيت اي فكرة حول عقاب اودري عقابا شديدا،
لقد كان رائعا،خصلات شعره الشقراء تحيط بوجهه كأكليل من الورد.كانت تقاطيع وجهه متناسقة ورقيقة.بشرته لفحتها الشمس قليلا.
ابتسم لها وظهرت غمازتين في خديه.
كان لون عينيه ازرق وكان يرتدي جينز ازرق حائل اللون وقمميص ابيض وقد اظهر زيه رشاقته وفوق كل ذلك مايشع منه حيوية وقوة وشباب زاد من اضطراب آنجي.
اجابت اخير بلهجة مشوبه بالأستهتار:
_لوكانت بحاجة الي في المطبخ لماترددت ان تطلبني.
وانت ماأسمك؟
_انجي باريش صاحبة هذا المحل.
القى عليها نظرة اعجاب من رأسها حتى قدميها وقال:
_اذن دام تارت هو انت؟
احست آنجي بأن خديها يشتعلان.واجابت:
_الى حد ما نعم.
_لست ادري لماذا تصورتك غير هذا!!اقصد انني لم اتعود على مقابلة حلوانية بهذا الجمال.
بدأت آنجي تحس بالضيق شيئا فشيئا في حين اخذت تمتع نظرها بجسده الرياضي الممشوق.
سألته فجأة وهي تحاول تغير الموضوع:
_اتحب احتساء القهوة؟
-ارجو المعذرة؟
_هل تحب ان تحتسي قهوة؟
_آه نعم بكل سرور، في الحقيقة لم اقدم نفسي،انا ليوك وايلدر.
مد يده ولم تجد آنجي مفرا من ان تصافحه.
كانت يده دافئة وقوية وعريضة،احاطت بكفها .
سحبت كفها في الحال وكانها تلقت اشارة سريعة بوجود خطر داخل يده.عندما استدارت لتصب لع القهوة اخذت نفسا عميقا لتسترد اعصابها المتوترة.
ودت لو تضحك.ماذا حدث لها ؟هل كان لتثرثرات اودري تأثيرا عليها؟
كانت وسامة الرجل الأخاذة عبارة عن علامة داخل نفس الشابة وتحذير ينبهها ان تبتعد عنه تماما.
فقد عانت زواجا قد تدهور على مدى 5 سنوات وانتهى بالطلاق وقد تناولته وسائل الأعلام بأستفاضة.
كان زواجها من تشاد دانياليز الممثل المشهور هو السبب فيما اصابها من عدم الثقة التي وصلت لحالة مرضية.
لقد كانت حكايتها مع تشاد درسا لن تنساه،كان جنون زوجها هو جرس الأنذار لأنتهاء علاقتهما.
كان تشاد بالنسبة لها ليس سوى آخر صيحة من الممثلين ذائعي الصيت ممن ينالون اعجاب المشاهدات.
قاطع الشاب احلام آنجي:
-هل من مدة طويلة تزاولين التجارة؟
_قالت وهي تضع قدح القهوة فوق صينية مع فوطة وملعقة سكر ولبن:
_من حوالي ثلاثة سنين.
-هل تريد سكرا ولبنا على القهوة؟
احتسى رشفات صغيرة من القهوة الساخنه ثم وضع القدح ليتطلع الى آنجي وهو يبتسم ابتسامة واسعة وقال:
_انها لذيذة.
_هل استقر رأيك على ماتختار؟
اجاب دون ان تغادر عيناه وجهها:
_انه سؤال صعب اعتقد اني سأبدأ بفطيرة التفاح.
تجاهلت آنجي نظراته الملحة الثقيلة والمليئة بالأيحاءات وكتبت طلبه بالدفتر.
_تفضل بالجلوس وسأحضر ماطلبته بالحال.
_افضل ان انتظر هنا.
اجابته وهي تعطيه ظهرها لتاخذ فطير التفاح من فوق الرف:
_كما تحب.سأسخنها لك في الفرن
-جيد،اذا كان لايزعجك ذلك.
_لاعلى الأطلاق.
وضعت فطيرة التفاح في الميكرويف واغلقت بابه بعنف ضبطت الساعة الأليه وانتظرت حتى انتهى الوقت المحدد.
اخرجتها من الفرن ووضعتها على صينية ثم سألته:
_هاهي اصبحت جاهزة،اين تود الجلوس!
استعدت لحمل الصينية ولكنه كان اسرع منها وامسك بها دون ان يسمح لها بالتحرك وقال:
_بعد اذنك استطيع التصرف بمفردي.
حمل الصينية وجريدة مطويه بعناية تحت ذراعه وذهب الى واحدة من الموائد الصغيرة ذات الصطح الرخامي ثم جلس.
عادت انجي للعمل الذي كانت تقوم به من صف علب الجاتوه استعدادا لفترة مابعد الظهر.
ومع ذلك لم تستطع منع نفسهخا من القاء نظرة مستترة الى الشاب:انه يقضم قضمة من فطيرته ويرشف رشفة من قهوته قبل ان يخفي وجهه وراء الجريدة.وفي كل مرة يقلب صفحة من جريدته تستدير آنجي بسرعة محولة عينيها عنه.
لكنه استطاع ان يضبطها وتشتبك عيناه مع عيناها.....منتديات ليلاس
ادارت انجي ظهرها له في الحال وكأن شيئا لم يكن.
صلصل ناقوس الباب معلنا عن وصول عميل جديد وتعرفت آنجي في الحال على جسد الفأرة اميليا ثورسون.
كانت ايميليا تنتمي الى شاذام فولز كما انها تعتبر ملكة البلد والأم الروحية للطبقة الراقية المحليه.
اما بالنسبة لآنجي فكانت تراها اكبر متحذلقة لاتطاق رأتها في حياتها.
قالت ايميليا بمرح وهي تلوح بيدها المغطاه بقفاز قطيفة طويل اسود:
_صباح الخيرآنجي.
كانت ايميليا مشهورة بقبعاتها واليوم كانت خصلاتها الفضية مغطاة بطبقة لامعة من الفازلين وفوقها غطاء عال له حواف عريضة من الفرو يعلوه ثلاث ريشات من طير الدراج وعقدة على شكل فراشه من القطيفة السوداء كعش العصافير،ان هذه القبعة قمة مايثير السخرية في رأي آنجي.
وبعد جولتها المعتادة وطقوس استعراض شخصيتها اختارت ايميليا صندوقا من البسكويت والخبز:قالت في صوت ممطوط وهي تدفع الحساب:
_لقد اخبرتني اودري انك كنت مريضة طوال الأسبوع ياعزيزتي الغاليه اتعشم الا يكون الأمر خطيرا.
-لا مجرد انفيلونزا واحسن الأن بالتحسن الكامل.
_جيد اعتني بنفسك نحن نعتمد على وجودك في المهرجان يوم السبت.
وطبعا حضور الدكتور بيترستون.
هكذا ودون مواربة حاولت ايميليا ان تعرف ان كان سبنسر سيصطحب آنجي في هذه المناسبة ام لا.
قالت:
_آه ان سبنسر لايمكن ان تفوته هذه المناسبة امام اي ظرف من الظروف.
احست آنجي بشعور من الضيق لأن هناك من يتصنت على حديثهما،كان ليوك وايلدر يقرأ صفحة الرياضة من أولها لأخرها ومع ذلك كانت آنجي مقتنعة تماما انه لم تفته كلمة واحدة ممادار بينهما.
كانت لجنة الأعداد للمهرجان قد اوكلت لآنجي اعداد طلب ضخم من التورتات والباتيه والميل في وكان عليها ان تعامل السيدة ثورسون كعميلة مهمة وعليها ان تنصت الى ثرثرتها دون ملل وان يبدو عليها الأبتهاج.
قال ليوك وايلدر فجأة وهو يقترب من مائدة التسليم:
_هل يمكن ان تعطيني بعض القهوة.؟
اخذت ايميليل تفحصه من قمة رأسه حتى اخمص قدميه بفضول لم تحاول اخفاؤه كعادتها في كل مرة تجد فيها شخصا غريبا.
بدا ليوك غير متضايق من هذا المسلك الغريب وابتسم لها ابتسامة عريضة ثم قال:
_اعذري لي صراحتي ولكني لاأستطيع ان امنع نفسي من الأعجاب بهذه القبعة الفاخرة.
كانت انجي التي انشغلت في اعداد القهوة قد بدا عليها الأمتعاض والتقزز،ياله من منافق لايحتمل.
قالت ايميليا وهي تمسح احدى الريشات:
_اوه حسنا شكرا لقد اشتريتها من ساراتوجا سبرنجز نطقت الكلمات الاخيرة كأنها تتحدث عن باريس اوروما.
قال لها ليوك في احترام مصطنع:
_انها مبهجة جدا لابد ان تكون من الطبقة الراقيه.
انتفخت أوداج ايميليا وقالت:
_هيا..هيا..كم انت لطيف ولكني لست في السن التي تسمح لي بأن اسمع هذا الأطراء،انا لأذكر اني رأيتك هنا ياسيد...؟
اجاب بأهتمام:
_وايلدر وقد سكنت مؤخرا في فيلا روزوود القديمة.
اوشكت ويندي ان تسقط قدح القهوة من يديها لقد لاحظت بالفعل انوار في المساء في فيلا روزوود لكنها لم تعر الأمر اي انتباه.
اذن ليوك وايلدر هو جارها الجديد الملاصق.
-اذن اسمح لي ان ارحب بك في بلدتنا الصغيرة واتعشم ان تكون قد اعجبتك.فهي منطقة هادئة ولايوجد بها عابرون كثيرون.
_لهذا السبب اعجبتني،ثم ان الناس لطيفون معي.
_هل سمعت ياسيد وايلدر عن امسية المهرجان الخاص بالجمعية التاريخية؟لابد ان تحضرها،ثم انها ستكون فرصة لاتحلم بها لعقد صداقات جديدة اليس كذلك؟
قالت آنجي تؤكد بلهجة ساخرة:
_انها فرصة عمرك.
اخرجت المرأة من حقيبتها قلم وبطاقة تعارف صغيرة:
_هذا هو رقم تيلفوننا في الجمعية،سعدت لمعرفتك سيد وايلدر.
اجاب الشاب وهو يسرع ليفتح الباب امامها:
_ان الشرف لي يامدام ثورسون.
صاحت ايميليا وهي تخفض من جسدها حتى لاتصطدم قبعتها الرهيبة بأعلى الباب:
_آوه ..قبعتي..الى اللقاء ياآنجي.
عاد ليوك الى مائدة التسليم وهو يوشك ان يختنق من الضحك.
_يالها من شخصية ..
_انها تنين عجوز فعلا ولكنك انسجمت معها جدا.زهاك قهوتك..هل تريد شيئا آخر؟
تفحصها ليوك وقد لوى فمه بسرور:
_نعم في الحقيقة اريد شيئا آخر.هل يمكنك ان تتناولي العشاء معي هذا المساء؟
_لا..آوه..اريد ان اقول لاشكرا.
قال بألحاح:
_اذن مرة اخرى؟
كان واقفا بالقرب منها فتراجعت خطوة الى الوراء.
_لا..لا اظن انها فكرة حسنة.
اقترب منها اكثر وهذه المرة لم تستطع انجي التراجع لأن مائدة التسليم كانت وراءها مباشرة،واضطرت اخيرا ان تقابل نظراته.
قال متسائلا:
_هل يمكن ان اعرف مالضرر في ذلك ولماذا يضايقك الى هذه الدرجة؟هل وضعت قاعدة ذهبية بألا تتعاطي مع زبائنك؟
_لاتكن غبيا ..طبعا الأمر ليس كذلك..
_ربما لاتكونين خاليه؟؟
_اعتقد ان هذا ليس من شأنك.كل ماهنالك ان الأمر لايثير اهتمامي.
قالت هذه العبارة بلهجة عادية وان كانت بداخلها ترتجف تماما.
فالمدعو ليوك هذا يثير لديها ردود الفعل الغريبة بل شديدة الغرابة .لو اكتفى بقبول رفضها بكل بساطة لما اضطرت لمتابعة هذه المناقشة الغبية.
وبدلا من ان تثبط همته امام صراحتها وجد نفسه متمتعا بتلك الصراحة.تابع في تهكم:
_ان لدي فضولا شديدا ان اعرف لماذا انت غير مهتمة؟ولكن هناك شيء يقول لي:ان هذا السؤال ايضا ليس من شأني.؟اليس كذلك؟
همست:
_بالضبط.
سكتا لحظة بدت كأنها الدهر بالنسبة لآنجي.خفضت عينيها لأسفل مرة اخرى لانها لونظرت الى عينيه فأن الأمر سينتهي بقبول دعوته لامحال .قالت وهي تحمل قدح القهوة:
_لقد بردت قهوتك وسأصب لك اخرى ساخنة.
_لاداعي لأنني لم اعد ارغب فيها.كم حسابك؟
حسبت آنجي حسابه وقدم لها بعض الأوراق الماليه فأخذتها وقالت:
_شكرا جزيلا.
همهم وهو يأخذ السويتر والجريدة:
_العفو..الى اللقاءفي ...
صلصل جرس الباب ندما اختفى ..
عادت آنجي مرة ثانية الى مائدته ورفعت الفوطة والملعقة .كانت رائحة السويتر الجلد وكولونيا مابعد الحلاقة تعبق في الجو.
احست فجأة بأنها تختنق وكأنها استنفدت كل طاقتها في محاولة التظاهر بتجاهل مدى انجذابها للشاب.
قالت اودري فجأة وهي تحمل صينية من الجاتوه لازالت دافئة ومغطاه بالكريمة والمكسرات الشهيه:
_اذا نقص الجاتوه بالشوكولاته هنا فتوجد صينيتان بالخلف قررت ان اضع عليهما البندق وليس عين الجمل.
ردت آنجي بغضب:
_هذا آخر عمل رسمي لك في محلي !ولاتعتقدي بأني سأحس بالشفقة نحوك لأنك ام لثلاثة اطفال.
_لو لم تكوني متوحشة وغير اجتماعية لما لجأت لمثل هذا الأسلوب!لقد كنت اعلم بأنه يكاد يموت شغفا للتحدث معك!بل وقد طلب ايضا منك الخروج معه.
قالت آنجي:
_الأدهى والأمر انكي تتصنتين ايضا من خلف الأبواب.
_طبعا عزيزتي فهذا سر المهنة عند الخاطبات.بصراحة ياآنجي هل كان من الضروري ان تصديه بهذه الوحشية؟
لم يكن هناك من داعي لجرح شعور هذا المسكين؟
_انه سيشفى من جرحه صدقيني..من المؤكد ان هذا النوع من الرجال المغرورين الواثقين بتأثير رجولتهم قد قوبل بالكثير من الرفض.
لاشك انه سيتحمل هذا الصد انه متمرس على المطاردة وهو على استعداد ان يلقي شبكته على اول حسناء يقابلها في طريقه.
انها تعرف هذا النوع وهم جميعا على شاكلة واحدة.
قالت اودري:
_انت اكثر فتاة عنيدة قابلتها في حياتي.
القت عليها آنجي نظرة غاضبة ولكن اودري تظاهرت بتجاهلها.
انتهى الفصل.
|