كاتب الموضوع :
ماري-أنطوانيت
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
هذا الفصل كتبته العزيزه الشيخه زوزو
=======================
9- زوجة مع وقف التنفيذ...
حمل سائق الليموزين حقائب كاسندرا الى الشقة. بينما امسك جيرد وكاسندرا يبدي الطفلتين وساروا جميعا نحو المصعد بصمت. وعندما وصلوا الى الشقة، افلتت الطفلتان يديهما واسرعتا نحو الباب. منح جيرد السائق هبة سخية، وادخل الطفلتين.
منتديات ليلاس
-اذهبا الى غرفتكما وسأكون معكما بعد لحظة لتغيرا ملابسكما.
قال لهما جيرد هذا، ثم دخل حقائب كاسندرا والتفت ينظر اليها:"هل ستدخلين؟"
اومات بصمت ثم دخلت كارهه . كانت تحلم بأن يحملها عريسها ويخطو بها فوق عتبة بيتها الجديد.
اغلقت الباب ثم حاولت ان تتصرف بتعقل ، فذكرت نفسها بأن ما يربطها بجيرد ليس علاقة حب، وكانت متأكدة من ان جيرد لم يفكر في ذلك قط.
نقل حقائبها الى غرفة نومه فيما رفعت هي قبعتها ووضعتها على منضدة بجانب الباب، وتوجهت الى غرفة التوأمين. كانت ملابسهما جميلة للغاية، ولم تشأ ان تفسد الطفلتان ثوبيهما.
هل تشعر كل عروس بالخذل عندما ينتهي الاحتفال وتعود الى الحياة الواقعية؟
نادته قائلة:"سأساعد الفتاتين في تغيير ملابسهما."
كانت تكافح في إلباس اشلي بنطلونها عندما ظهر جيرد عند العتبة.
-يمكنني ان اقوم بنفسي بهذا العمل، اذا كنت تشائين ان تغيري ثيابك.
كان قد غير ملابسه فارتدي بنطلونا عاديا وقميصا مريحا.
-لابأس، ماذا تريد ان تفعل الان ، ماذا علي ان البس؟
-فكرت في اخذ الطفلتين الى الحديقة العامة، علهما تنامان باكرا
-لن اتأخر إذن.
-يمكنك ان تفرغي حقائبكاذا شئت . يمكننا ان نذهب وتلحقي بنا بعد ان تنتهي من تغيير ملابسك، تذكري كيف اصرت التوأمان على مساعدتنا في حزم الحقائب وكيف فعلتا ذلك، ولا اظن انهم ماهرتان في افراغ الحقائب كذلك!
تمتمت كاسندرا موافقة، ثم توجهت الى غرفة النوم. لم تكن تتوقع كل ذلك. كانت تظن انه سيقترح عليها ان يتناولا العشاء على ضوء الشموع، او يصطحبها الى ذلك المكان الذي دعاها اليه من قبل ، حيث يرقصان.
ارتدت بنطلون جينز وكنزة وردية. واخذت تستكشف غرفته. وعندما سمعت جيرد والطفلتين يخرجون ، بدأت تعلق ملابسها.
ثم اخذت تجول في انحاء الشقه، محاولة ان توحي الى نفسها بأنه بيتها الجديد ، وبدا ذلك لها غريبا.
بعد ذلك توجهت الى الحديقة العامة.
كان عثورها على اسرتها سهلا، بفضل صراخ التوأمين وضحكاتهما. كانت هناك منطقة صغير للعب مع اراجيح، واجهزة للتسلق والتزحلق. وكان جيرد يدفع طفلتيه في الارجوحة، كانتا تضحكان وتصيحان بأن يدفعهما اعلى فأعلى
سألتهم كاسندرا عند وصولها :" اتريدون مساعدة؟"
-اتريدين ان تتأرجحي؟
سألها هذا ضاحكا لها. كان النسيم القادم من الخليج قد عبث بشعره.
وجعله يبدو فتى عابثا. فابتسمت وراودها خاطر بأن زواجهما سينجح.
-لا ، سأجلس وارواقبكم.
فقالت بريتاني :" اريد التزحلق"
ومدت قدمها من الارجوحه فصرخ بها جيرد" أوووه..."
امسك بها وأوقف الارجوحة وهو يقول:"يبدوا انها لا تعلم بأن عليها الا تنزل قبل ان تتوقف الارجوحة".
-سآخذها انا الى المكان الذي تتزحلق فيه ! يمكنك ان تستمر في ارجحة اشلي.
نظر اليها متأملا من رأسها حتى اخمص قدميها ، ثم مال نحوها قائلا:" تبدين جميلة ، ياحبيبتي".
كادت ساقا كاسندرا تتهاويان تحتها، فقد كان إطراؤه هذا اخر ما توقعته، فتمتمت وقد بلغ الارتباك منها مبلغه:" شكرا لك!"
لم تتوقع قط ان يقول لها جيرد شيئا كهذا... اخذت تنظر اليه والى بريتاني، فبدا لها اصغر سنا وهو يضحك مع ابنته. كانت قد اعتادت عليه بمظهر رجل الاعمال الرزين، ماجعلها تشعر بالاستغراب وهي تراه بهذا الشكل المختلف الحميم . لم ير اي من الموظفين الاخرين في شركة هنتر هذه الناحية منه . ولاحتى مارلين ، كما تظن!
عندما عادوا الى البيت ، كانت كاسندرا تعبة كالتوأمين ، وبعد ان امضوا طوال فترة العصر في اللعب والركض.
-ستناول عشاء سريعا ثم تستعدان للنوم.
تمتمت بذلك عندما وصلوا الى الشقة . ولم تكن المتأكدة ما اذا كانت هي ستنام ايضا. فقد كان يوما شاقا، وكانت تتصور نفسها في كل لحظة، في سرير جيرد تلك الليلة، وانهما متزوجان.
عندما دخلا المطبخ معا، سألها:" كان يجب ان اسألك ماذا ستفعلين بالنسبة الى العشاء؟ يمكننا ان نجد مقهى اذا لم ترغبي في الطهي هذه الليلة.
شعرت كاسندرا لحظة بأنها زوجة قديمة. السهولة التي امضيا بعا عصر هذا اليوم اثبتت انهما منسجمان، لكن خفقان قلبها جعلها متوترة الاعصاب. وتساءلت عما اذا كانت ستعتاد على صحبة جيرد حتى ولو بعد سنوات.
-الاتظن ان التوأمين تعبتان بحيث انهما لن تستطيعا الخروج؟
سألت وهي تبحث في الثلاجة التي بدت ممتلئة ، ثم تابعت تقول:
"ستنامان حتما اثناء انتظارنا الطعام في لمطعم، ابد ان ثمة شيء هنا يمكننا اعداده بسرعة، ماذا ترغب ان تتناول؟".
بجانب ذلك، كانت هذه ليلة عرسها، ولم تكن ترغب بالاهتمام بالطفلتين اذا تعبتا.
اجابها :"كل شيء واكتري منه!"
فابتسمت كاسندرا وقالت:" اتذكر امنا في دار الرعاية وهي تقول عندما كان الاولاد يأكلون وكأن ليس هناك غد، بأن هذا يعني ان الوقت قد حان لالبسة واحذية جديدة في القريب العاجل."
سألها وهو يقف متكئا على الجدار:" اما زلت تتصلين بوالديك بالتبني في دار الرعاية؟"
فهزت رأسها نفيا وهي تسحب بعض اللحم المفروم من الثلاجة.
-لا! هل لديك المكونات لصنع المعكرونة؟
-نعم، لكن لماذا لا تتصلين بهما؟
نظرت اليه بدهشة لسؤاله:" لم نكت متآلفين، كانا يعتبرانني حاضنة اطفال ممتازة. وكنت امثل، بالنسبة ليهما، الاجر الذي كانت الوزارة تدفعه لهما لرعايتهما الاطفال. لم افكر فيهما قد بصفتهما ابوين، وانما فقط اناس يحرسونني الى ان اكبر واعتمد على نفسي"
وهزت كتفيها محاولة الا تظهر اي الم. كانت متلهفة الى ان يحبها احد.
وفجأة ، خطر لها شيء، فاستدارت تواجهه قائلة:" انت لا تظن ان بريتاني واشلي ستفكران بذلك الشكل ، اليس كذلك؟"
استقام جيرد في وقفته ببطء، ثم تقدم اليها وهو يهز رأسه:" انهما تحبانك منذ الان، وانت تحبينهما، هذا واضح ياكاسي! ستكونين الام الوحيدة التي يعرفانها ويتذكرانها، وستحبانك دوما"
تأمل وجهها، وقال:" لقد قبلت الشمس وجنتيك فهما ورديتان، شعرك الاسود يبدو وكأن ضوءا يتخلله ولمعان عينيك كأضواء النجوم، وفمك كان يجذبني طوال النهار".
ثم انحنى وقبلها، فمدت كاسندرا يديها تحتضنه بشدة وكانها تطير. انحبست انفاسها لفرط البهجة، وتمنت لو ان هذه اللحظة تدوم الى الابد، راجية ان تكون متعته في تقبيلها بقدر متعتها في عناقه لها.
راح جيرد ينثر القبلات على وجهها وعنقها، ممسكا بها بقوة، ومرت دقائق لم تعد كاسندرا تفكر فيها بشيء سوى بجيرد وبالسعادة التي تجدها بين ذراعيه. كان دمها يغلي، وانفاسها مقطوعة تقريبا، واحاسيسها تتلاطم كالموج.
هل من الممكن ان تغمر كل هذه السعادة شخصا؟ فتحت عينيها فرأته يحدق في عينيها. شعرت ان قلبها سينفجر من فرط حبها له.
قال لها :" الافضل ان نؤمن للطفلتين ماتريدانه والاستقطعان علينا هذه الاوقات الحميمة!"
فعادت الى ارض الواقع بصدمة بالغة.
اخذت تعد العشاء، وهي تشعر وكأنها تعيش في زمن اخر. ذكرها هذا بتلك الليلة في نيويورك بعد ان ارغمت على السفر مع جيرد. الم يرغمها على هذا الزواج؟
لكن هذا الحكم غير عادل، فقد اقدمت على هذا الامل بملء ارادتها.
بعد ان اكلت الطفلتان، ذهبت كاسندرا لتعد لهما الحمام بينما اخذتا تساعدان ابيهما على تنظيف المائدة. وعندما استعدتا للنوم ، جلسوا جميعا معا لسماع الحكاية. وسرعان ما استولى النوم على التوأمين . تمهلت كاسندرا في مغادرة غرفة الطفلتين قدر امكانها . كان قلبها يخقف في صدرها. لم تستطع التركيز على شيء . شعرت بالدقائق تزيدها قربا من وقت النوم... ومن سرير جيرد الضخم.
واخيرا، توجهت الى غرفة الجلوس وهي تتساءل عما اذا كان جيرد يشعر بمثل لهفتها. وازداد تساؤلها حين رأته جالسا على كرسي مريح وهو يقرأ تقارير العمل؟ هذه ليلة عرسهما ، وهو يعمل!
من الواضح ان هذا النهار لايعني له شيئا اكثر من الحصول على ام مناسبة لاجل ابنتيه، وتنحنحت
رفع بصره، ثم القى الاوراق على ركبته واشار الى الاريكة. وعندما جلست، سألته:" ماذا ستفعل بالطفلتين يوم الاثنين؟"
-اتعقد ان جينيفر مازالت ترغ في العمل هنا.
-اظن انه من الافضل ان تبحث عن دار للرعاية اليومية لهما، فمن الافضل لهما ان تختلطا باطفال من سنهما. وبهذه الحالة، لن نضطر الى الاعتماد على امرأة واحدة قد تتذمر منهما في اي وقت، او تترك العمل لعذر ما.
-جينيفر تبدو جديره بالثقة، واذا غابت يوما يمكن لاحدنا ان يبقى في البيت معهما، يكفيهما ما مرتا به من ظروف صعبة، وافضل الا اخذهما الى دور الرعاية اليومية حاليا.
اومأت كاسندرا برأسها واخذت تنظر من خلال النافذه ، لقد كان جيرد محقا في ماقاله، فقد جرت الكثير من الاحداث مع الطفلتين في الاسابيع الماضية ، وكذلك في حياتها!
-كدت انسى.
ومد يده الى حقيبة اوراف بجانب كرسيه واخرج مغلفا عريضا اعطاه الى كاسندرا.
-ماهذا؟
سألته وهي تفتح المغلف وتخرج اوراقا رسمية ثم ترى اسهما لشركة هنتر باسمها.
فقالت:" ظننت اننا سنتظر"
فسألها:" ولم الانتظار؟ انا احفظ عهودي ياكاسندرا ، وهذا هو جزء من الصفقة."
جزء من الصفقة. اترها فسرت خطأ قبلته تلك بأنها علامة اهتمام صادق بها؟ شعرت بالارتباك والتعب، فنهضت واقفه... اعادت الاوراق الى المغلف ثم توجهت نحو الردهة قائلة:" انا متعبة واريد ان انام."
ولكن ليس في سريره! ادركت كاسندرا بحزن، ان حياتها الزوجية مع جيرد لن تغمرها السعادة، لقد وافقت على هذا الزواج وستعيشه حتى النهاية، وتمثل دور الام لاشلي وبريتاني، ولكنها ستتابع عملها بجدية، وتبني لنفسها حياة بعيدة عن رعاية الاطفال. قال جيرد :" سأكون هناك بعد دقائق قليلة."
اخذت قميص نومها واستعملت حمام الطفلتين لغسل اسنانها، ثم تسللت الى غرفة الضيوف دون ان تعبا بالنور، رفعت الاغطية ثم صعدت الى السرير، وحاولت ان تنام. من خلف اجفانها المغمضة، اخذت احداث النهار تتراقص امام عينيها. حماسة سوزي، الطفلتان تراقبان..
حفل الزفاف ، النزهة في الحديقة العامة... لم يحدث قط ان امضت مثل ذلك القدر من الوقت في احلام اليقظة عن العرس. لذا لايمكنها ان تعتبر نفسها خائبة الامل. فقد كان الاحتفال الكنسي جميلا بكل ما حفل به ، بما في ذلك قبلة جيرد. لكنها تذكرت اكثر القبلة التي كانت بينهما قبل العشاء.
واذا بالنور يشتعل فجأة في الغرفة، وسمعت صوت جيرد الغاضب يسألها:" ماذا تفعلين هنا بحق الله؟ لقد بحثت عنك في الشقة بأكملها؟"
انقلبت على ظهرها، شبه مغمضة العينين ازاء الضوء المفاجئ، ونظرت اليه:" قلت انني ذاهبة لانام لانني متعبة."
-هذا ليس سريري.
-لا، لكنه سريري انا .
وجلست تواجهه. ارادت ان تقف ، لكن قميص نومها كان اكثر شفافية من ان يسمح لها بذلك.
-مالذي تقولينه؟ انت تعلمين انني اردت ان يكون هذا الزواج طبيعيا من كل النواحي بما في ذلك النوم معا. لقد سبق وتحدثنا عن هذا.
-لا ياجيرد ، لقد امليت ماتريده انت . فانا لا اكاد اعرفك ، كماى انك
لاتعرفني! اتفهم ماتريد، لكن ليس قبل ان نعرف بعضنا البعض...
-وماهو افضل ، لتعرف بعضنا بعضا ، من ان ننام معا؟
-ليس الليلة.
فتردد، وعيناه تخترقان عينها.
-متى اذن؟
بدا صوته هادئا، احست بغضبه، فقالت بشجاعة:" بعد ان نعرف بعضنا بعضا جيدا".
واخذ قلبها يخفق عندما اخذت تمسح عرق راحتيها بالبطانية خلسة. وتابعت تقول:" لقد تزوجنا ، لاكون اما لابنتيك، وسأتمم الجزء المتعلق بي في هذه الصفقة!
-ولكن ليس الليلة؟
فهزت رأسها
حدق اليها لحظة اخرى ، ثم استدار وخرج من الغرفة، وضرب الباب خلفه بعنف. وحالما سمع الصوت، وقف ينصت . اتراه ايقظ الطفلتين؟ لاشيء سوى السكون.
سار نحو غرفته، وتردد عند بابها، لكنه اغلقه بهدوء، اراد ان يصفقه بقدر ما يمكنه من القوة لكي ينفس بعض الغضب الذي كان يغلي في داخله. منذ لحظات كان يتوقع ان يجد كاسندرا تنتظره في سريره، ظانا انه كان يتصرف بأدب، اذ يجعلها تستعمل الحمام قبله ـ وتسنعد قبله. وعندما جاء الى الغرفة رآها خالية كما كانت حين تركها قبل ذهابه الى العرس.
تبا لها ! ماالذي تفعله ؟ لقد اوضح لها تماما انه يريد زواجا طبيعيا.
اتراها تزوجته لاجل حصة في اسهم الشركة؟ وعندما حصلت عليها لم يعد هناك مايرغمها على فعل شيء اخر؟ كان عليه ان يؤخر تسجيل الاسهم باسمها ... ولكن .. الم تقترح هي الشيء نفسه؟ ربما الاسهم ليست هي السبب، وتساءل ان كانت خجولا.
لكن قبلتها في المطبخ اثبتت العكس، كان يظن انه يسحصل عليها الليلة في سريره. ازداد غضبه، ربما بإمكانه ان يعود ويطلب منها مشاركته فراشه ،ويريها ، منذ البداية ، كيف سيكون زواجها.
ثم تلاشى غضبه ببطء . ن يفعل ذلك، واذا لم تأت هي اليه طائعة، فهو لايريدها على الاطلاق. لقد نال من عدم مبالاة مارلين مايكفيه مدى الحياة، ولايستطيع ا يكرر ذلك مرة ثانية.
انها ليلة واحدة فقط، وغدا سيصر عليها بان تنام هنا معه. توجه نحو الحمام، ليأخذ دوشا باردا ويرى ان كان استطاعته النوم.
&&&
وفي الصباح عندما دخل جيرد المطبخ ، حيته كاسندرا بابتسامه
مشرقه وسلوك متحفظ لم يره قط من قبل ، وكانت الطفلتان قد ارتدتا ملابسهما ، تتناولان فطورهما وقد وضعت امامهما اكواب العصير ، فبدا
شاربان برتقاليان على وجهيهما المتشابهين . أخذ ينظر إلى كاسندرا وهي
تروح وتجيء . لم يتغير شيء من الليلة الماضية . إنها زوجته ، لكنها لم
تمنحه حتى قبلة الصباح . سألته : ((اتريد بيضا" ام شيئا" اخر؟))
ماذا عندك ؟
وجر كرسيا" جلس عليه ، مفتونا" بها . كان الجينز الذي ترتديه يبرز
مستديراتها وساقيها الرشيقتين ، وكان قميصها المقفل الفضفاض ينسدل
إليه . انتابه إحساس عميق بالرضى للتفكير بذلك.
- يمكننا ان نساعدك ، إذا شئت.
ابتسمت للطفلتين "لا اظن ذلك ، يمكنني تدبر أموري بنفسي ، خذ الطفلتين"
&&&
كانت تقوده إلى الجنون . أخذ يفكر بذلك وهو يميل إلى الخلف في كرسي مكتبه ، ويحدق في خليج سان فرانسيسكو . ادرك من الامواج
المزبدة ان الرياح شديدة . لكن الشمس كانت ساطعه والسماء صافية وتمنى لو ان حياته كانت نقية كهذا المشهد . مازال ينام وحده ، كانت كل
ليلة تأتي بعذر ما ، فتكرر له بأنهما لايعرفان بعضهما بعضا" بما يكفي ، أما كبف تتوقع ان يعرفا بعضهما البعض ، فهذا مابقي غامضا" في نظره . لقد امضت طوال العطلة الأسبوعيه في حزم امتعتها . ومساء الإثنين ذهبت لتنظف شقتها ، وتستعيد التأمين . يالجهنم! لقد اعطاها لتوه
عشرين بالمئة من شركة هنتر ، ومع ذلك تريد ان تستعيد سند التأمين !
يوم الثلاثاء انشغل بمعالجة وضع طارئ في بانكوك ، وعندما وصل إلى البيت ، كانت نائمة ، أولعلها تظاهرت بالنوم . لم يكن يدري والليلة الماضية احضرت معها عملا" إلى البيت وبقيت تعمل مدة طويلة بعد ان نام هو.
كانت تبدو كل يوم ودودا" ، لكن الهوة بينهما كانت تزداد عمقا" . اين هي تللك الزوجة المطيعة التي توقعها ؟ زوجة تشكره على منحها اسهما" في شركة هنتر ، زوجة من المفروض ان تنفذ كل مايريد!
رشف قهوته وهز رأسه . لم تعد كاسي مستعدة للموافقة على خطط
أي شخص ، أكثر منه هو. هل هذا جزء من المشكلة ؟ وهل زواجهما
لم يكن متناسبا" من ناحية ما؟
وصلت كاسندرا إلى البيت قبل وصول جيرد بدقائق . كان قد اقترح عليها ان يعودا دوما" معا" ، ولكنها رفضت ذلك ، بعد نهار الثلاثاءعندما تأخر كثيرا" في العودة إلى البيت . لم تكن تريد أن تبقى في العمل إذا اضطر هو ان يتأخر . وكانت هناك مناسبات تتأخر هي فيها ، فلا تريد ان تؤخره معها . فعلى احدهما ان يكون في البيت كل يوم عندما يحين وقت مغادرة حاضنة الأطفال.
تحدثت مع جينيفر عدة دقائق ، ثم احتضنت الطفلتين ودعتهما إلى
المجيء معها اثناء تغييرها ملابسها . تحدثتا بحماسة عن يومهما . لقد
اخذتهما جينيفر إلى الحديقة العامة ، واخبرنا كاسندرا بأنهما رأتا كلبا"
وتساءلت هي عما إذا كانت المرة الأولى التي تريان فيها كلبا"
كانت تخلع بلوزتها وتنورتها ، عندما ظهر جيرد فجأة عند العتبة .
كان صوت الطفلتين وهما تتحدثان عن مغامراتهما عاليا" فغطى على كل صوت آخر . كان جيرد يضع سترته على كتفه وهو يمسكها بإصبع واحدة . رفع حاجبه وأخذ يتفرس جسدها وعلى فمه إبتسامة إعجاب.
فجمعت ملابسها وهربت إلى الحمام ، واغلقت الباب خلفها وهي
تسمه الطفلتين ترحبان بأبيهما . استندت إلى الباب وقلبها يخفق ، ارتدت ثيابها ، وترددت قبل ان تخرج من عرينها الآمن . ولكن إلى متى تبقى
محبوسة؟
وإذا ينقر على الباب يجيب على تساؤلها ففتحته واخذت تحدق في جيرد.
ابتسم ساخرا" ، ثم مال عليها برقة ، قائلا" بصوت احرقها "الليلة ياكسندرا لن اقبل بأي عذر!"
تحولت عيناها إلى السرير الواسع دون وعي . كانت الطفلتان تتناقزان
عليه ، مازال يبدوا واسعا" ضخما" . لم تجلس مطلقا" حتى على حافته
ولكن الليلة ، لم يكن يبدو وكأن الخيار بيدها.
فتحت فمها لترد عليه ، لكن فمه كان هناك قبل ان تتمكن من قول شيء
، قبلها مرة اخرى ، ثم جذبها بلطف إلى خارج الحمام واغلق الباب .
بدا وكأن العشاء انتهى بسرعه . حاولت ان تؤخر انتهاءه ، لكن هذا بدا
مستحيلا" إزاء رغبة التوأمين في اللعب قليلا" قبل الاستحمام والنوم
حتى غسل الأطباق انتهى بسرعه قياسية.
أوشكت نظرات جيرد العنيدة ان تبعث فيها الجنون . كان يراقبها اثناء
العشاء وكأنها ستهرب . استند على الجدار اثناء غسلها الأطباق وهو
يتحدث معها عن مختلف المشاريع في الشركة ، ويسألها عن معلوماتها
ساعدها في حمام البنتين ثم جلسوا جميعا" على الأريكة يقرأون الحكاية
ولكن هذه الليلة لم يستطع صوت كاسندرا ان يطيعها ، واصرت على ان يقرأ جيرد الحكاية.
أثرت نبرة صوته على اعصابها بقوة تأثير لمساته ، اغمضت عينيها واصغت إلى نبراته الغنية وهي تبعث الحياة في القصة لابنتيه. وانتهى كل شيء بسرعه غير عادية ، وحان وضع الطفلتين في السرير.
ارادت كاسندرا ان تزحف إلى السرير مع أشلي ، وتضع بطانية الطفله فوق رأسها وتختبئ تلك الليلة . لكن جيرد كان معها هناك، وعندما منح
طفلته قبلة المساء الأخيرة ، أمسك بذراع كاسندرا وقال " تعالي معي!"
أخذ قلبها يخفق . لم تستطع ان ترى شيئا" سوى جيرد ، ذقنه العنيده
ملامحه المتوترة . لم تؤذها يده ، لكن قبضته كانت من القوة بحيث ان التملص منها كان مستحيلا"
اغلق باب الغرفة ثم اخذ بيدها بين ذراعيه ، وقبل ان تتمكن هي من الإحتجاج ، وشن عليها هجوما" عنيفا" تركها عاجزة ، وهمد احتجاجها
وهي تبادله مشاعره المحمومة ، حتى شعرت بأن شوقها العنيف سيقودها إلى الجنون.
- نهايه الفصل التاسع -
|