لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-10-08, 02:06 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29212
المشاركات: 47
الجنس أنثى
معدل التقييم: ماري-أنطوانيت عضو له عدد لاباس به من النقاطماري-أنطوانيت عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 102

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ماري-أنطوانيت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ماري-أنطوانيت المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

هذا الفصل كتبته العزيزه ((shining tears))
=========================


5-لا وقت للأحلام

جلس جيرد على الأريكة بجانبها ، تاركاً بينهما مسافة . ثم مدّ ساقيه الطويلتين أمامه ، وأراح رأسه على الوسائد خلفه .
-أنا متعب . إن الاعتناء بهاتين الطفلتين أمر مرهق حقاً .
تأثرت كاسندرا لمظهر ضعفه هذا ، بينما كان يبدو في المكتب بالغ الصلابة ، لا يحتمل عدم الكفاءة أو الاهمال في العمل . وأعجبت بطول صبره وجلده فعلى الرغم من الألعاب المتناثرة في كل مكان ، وأطباق الطعام القذرة في المطبخ ، لم يفقد جيرد أعصابه مع الطفلتين ، بل اصطحبهما غلى مدينة الملاهي . وشعرت بالعطف لمحاولات جيرد مواجهة هذه الأبوة المفاجئة .
منتديات ليلاس
فقالت : " لديهما طاقة هائلة . فكر كم هو مثير كل شيء بالنسبة إليهما في هذا العمر ، وما أكثر الأشياء التي تكتشفانها !"
-وما أكثر المخاطر التي قد تعرضان نفسيهما لها ! اعتقدت في مدينة الملاهي اليوم ، انني فقدت بريتاني ، وتملكني خوف فضيع للحظات من أن تكون سقطت في الماء أو أن يكون هناك من اختطفها ، كما أن اخذ طفلتين إلى الحمام ليس أمراص سهلاً.
ضحكت كاسندرا بهدوء :" جيرد ، أنا احب حقاً ابنتيك ولكن هلا أرجأنا الحديث عنهما فترة ؟"
فالتفت ينظر إليها ، وقال :" أنت ضد الأطفال ، كدت أنسى ذلك ."
-نعم،نوعاً ما .
-هذا أمر مؤسف ، فأنت تجيدين التامل معهم.
-قد يكون الانسان كفوءا في امور لايحبها.
فتمتم يقول:"آه، لا تقولي لي انني ابدو ذاك الوالد الشغوف الذي يضجر الناس بحديثه عن اولاده النوابغ!"
-ليس الامر كذلك، ياجيرد، انهما رائعتان وانا احبهما حقا، ولكن...
-ولكن لديك مهنة ولاوقت لديك للاطفال!.
-اظن ذلك.
بدا كلامها بغاية البرود ، وقطبت جبينها، لم تكن تعني انها لاتريد اطفالا، ولكن ليس الان! حدقت به، وودت لو تعرف مالذي يفكر فيه.
-حسنا ، اختر موضوعا.
فقال باسما بمكر:" اختاري انت."
-انا؟ مامن امر هام بشأني . فضلا عن ذلك، لقد سبق ان عرفت كل شيء عني.
-ما اعرفه هو انك ولدت في لوس انجلوس والان تعيشين هنا، ثم ذهبت الى الكلية. ومما اذكره من مقابلة العمل هو انه كان لديك قائمة انجازات تدعو الى الاعجاب.
تملكها الارتياح إزاء مديحه غير المنظر، فقالت:" احب المثلجات والقراءة ومشاهدة التلفزيون . احب الاثواب الجميلة. لكنني بصراحة افضل بنطلونات الجينز المريحة. هل هذا ماتريد ان تعرفه؟
-انها بداية. ما نوع الكتب التي تحبين قراءتها؟ انا شخصيا، احب قراءة الروايات البوليسية.
مر الوقت سريعا وهما ينتقلان من الكتب التي يحبانها الى الافلام التي شاهداها. تحدث جيرد عن الرحلات التي قام بها بحكم العمل، واعترفت هيبشوقها لزيارة البلاد الاجنبية.
عندما نهض جيرد ليتفقد ابنتيه، كادت كاسندرا تذهب معه. وادركت انها تتصرف بحماقة في الابتعاد عن الطفلتين، لكنها كانت تخشى من ان تتملكها مشاعر تحد من طموحها المهني. ذلك ان من السهل على المرأة لتي لم يكن لها اسرة قط ، ان تحن الى اسرة. ان تنسى للحظة اهدافها الحقيقة، وتخضع لحلم هو ان تصبح جزاء من اسرة محبة.
عندما عاد سألته :"هل نامتا؟"
-انهما مستغرقتان في النوم. شكرا لمساعدتك مع بريتاني. لم اكن عرف ماذا افعل.
-عليك ان تتعرف الى طبيب اطفال معين. لو كانت مريضة حقا لكان عليك ان تأخذها الى المستشفى وتجعل اي طبيب يفحصها.
-تترتب على الابوة واجبات اكثر مما كنت اتوقع.
-لكنك كفؤ للغاية في ذلك، لاتقلق!
قالت هذا باسمة، فقال:" احب ان اشعر بأنني اسيطر على الوضع. لكنني شعرت بكل شيء ، هذا المساء، ماعدا ذلك. اظن ان النساء افضل من الرجال في هذه الامور. لو كان لدي زوجة لعرفت ماعليها ان تفعل".
هبط قلب كاسندرا:"المرأة لاتاتي بشكل آلي وفي يدها كتيب ارشادات حول تربية الاطفال. وهناك الكثير من الرجال الذين نجحوا في تربية اطفالهم. كما ان هناك الكثير من نساء الاعمال اللواتي لايعرفن شيئا.
-مثل هيلين. لقد اتصلت بها قبلك ولم يكن لديها اي فكرة سوى ان اتصل بك.
واذ شعرت بشيء من الذلة لكونها الاختيار الثاني، ونظرت الى ساعتها وقالت:" لقد تأخر الوقت، على ان اذهب!"
-سأستدعي لك تاكسي. شكرا لبقائك! كنت متلهفا الى الحديث مع شخص راشد بعد اقتصاري على الحديث مع الطفلتين ليومين كاملين.
اخذت تتأمله وهو يطلب التاكسي. ثم نهضت فجأة واخذت تجول في انحاء الغرفة، محاولة الهروب من تلك الافكار التي ساورتها . اتراه سيعانقها مرة اخرى قبل ان تغادر بيته؟ جعلها مجرد تفكيرها في تلك الامكانية تتلهف شوقا.
-سيكون التاكسي هنا بعد دقائق قليلة. لم ادرك كم الساعة متأخرة، لقد مر الوقت بسرعة
ثم سار نحو النافذة ينتظر حضور التاكسي.
-لقد سرني المجئ الى هنا، وانا سعيدة لان بريتاني بير الان.
-كنت اتمنى لو استطيع مرافقتك الى الاسفل او حتى الذهاب معك الى البيت.
قال هذا هو يتكئ الى الجدار بجانب النافذة حيث يمكنه ان يراها ويراقب الشارع في الوقت نفسه.
-سأكون بخير.
-اتصاي بي عندما تصيلن الى بيتك.
اومأت ازاء هذه الحرارة غير المتوقعة مرة اخرى.
-هاقد جاءت السيارة.
وسار جيرد اليها يضع يديه على كتفيها:" سأراك في المكتب الاسبوع القادم ، ومن ثم سوف نذهب يوم السبت الى "سورونا" وارتدي بنطلون جينز مريح، ولكن احضري ثوبا للعشاء.
-حسنا.
كانت تتنفس بصعوبة، اذ كان كل نفس يملا احاسيسها برئحته الذكية.
حدق في عينيها للحظة طويلة، فحبست كاسندرا انفاسها خوفا من ان يعانقها مجددا رغم انها كانت متلهفة الى ذلك من كل قلبها.
وفي غمرة العواطف التي اعتصرت قلبها، عاملها جيرد بكل برودة قائلا:" الافضل ان تذهبي الان!"
-الى اللقاء.
كادت تركض خارجة من الشقة. اتراه لاحظ مدى رغبتها بمعانقته؟.
لو كان هذا صحيحا، ستموت خجلا. عندما جلست في التاكسي، نظرت الى النوافذ المضأة، فلوح لها بيده.
***
وصلت كاسندرا يوم الاثنين الى العمل، قبل جيرد بعشر دقائق . وعندما وصل، مارا بمكتبها ، راحت تراقبه بنظراتها وهو يخرج من المصعد، مركزا نظراته على اوراق في يده. فهادت الى عملها وقد خاب املها ، فحاولت ان تقنع نفسها بأن هذا ماتريده ، انه مكان عمل ولا وقت للامور الشخصية . ولكن لاضير من ابتسامة سريعة.
عزت نفسها بالتفكير بالعطلة الاسبوعية التي كانت تتطلع اليها بشوق، حيث تمضي يومين مع الطفلتين وابيهما الجذاب. جذاب؟ ونظرت الى الورق امامها فلم ترى سوى صورة جيرد وضحكته وحرارة نظراته...
لم تر جيرد بقية ذلك النهار . واذ كان الفضول يتملكها لمعرفة رأيه في المربية الجديدة ، تمنت لو انه واقف عند مكتبها لكي يخبرها عن تلك المرأة.
ككل ثلاثاء، عقد اجتماع الموظفين مع مدراء المشاريع. واتخذت كاسندرا مقعدها المعتاد على طاولة الاجتماعات بعيدا عن جيرد . التحق هو بالجميع عند الساعة التاسعة، وبدا على الفور بطلب معلومات عن المشاريع التي فاتته. وعندما جاء دور كاسندرا، تحدثت بإيجاز ووضوح . لم تتحول عيناه عن وجهها قط اثناء حديثها، ولكن لم يبد على وجهه اي تعبير يشير الى انهما تقابلا مرات عدة خلال ذلك الشهر، اودعاها لقضاء عطلة الاسبوع معه ومع اسرته بعد اربعة ايام.
كانت تصرفاته نحوها مهذبة عملية ، كما كانت مع موظفيه الاخرين. دام الاجتماع مدة طويلة لكون جيرد تغيب عن مكتبه لاكثر من شهر وعندما انتهى الاجتماع خرجت لتناول غذاء خفيف. كان الهواء باردا في الشارع ومنعشا للغاية . وكانت كاسندراتعشق التجوال في الشوارع عندما يسمح الجو بذلك. ولطالما فتنتها سان فرانسيسكو. واتجهت الى شارع (بونيون سكوير) حيث وجدت مقعدا خشبيا ، فجلست عليه تحت اشعة الشمس.
كانت قد اجتازت وفريقها في العمل ، خطوات واسعة بالنسبة الى مشروع "اتحاد الشركات العالمية" وكانت في المراحل النهائية من مشروعين اخرين، وبدا لها انها قد بدأت تبني اسسا ثابتة في مهنتها ، وقد تفكر في اقامة شركة خاصة بها او تشارك شخصا اخر.
ونقز جيرد الى ذهنها.
وتركت نفسها تحلم بأن تكون شريكته حتى تصبح شركتهما احدى اوائل الشركات على ساحل المحيط الهادئ . كانت تحب الأعمال التحليلية ، ووضع الخطط ، وكم سيزداد عملها اثارة مع ازدياد خبرتها .
لكن افكارها لم تقتصر على مستقبلها العملي ، بل تحولت الى جيرد نفسه ، والى الموسيقى التي يحب ان يسمعها والى حيرته وضعفه إزاء ابنتيه ، ومحاولته توفير الأفضل لهما . وأكثر ما تذكرته هو عناقه الحار .
وقفت كاسندرا فجأة ، واستعدت للعودة الى العمل ، فقد ضيعت وقتاً كافياً في أحلام يقظة حمقاء.
عندما وصلت الى العمل يوم الخميس ، وجدت المكان يموج بالهمهمات . فقد كانوا يتوقعون مجيء زبون رفيع الشأن عند الساعة العاشرة . واذا ما تم التعامل معه ، فسيحقق ذلك للشركة أرباحاً ضخمة ، ويرفع اسم شركة هنتر عالياً ، ورغم أنه لم يكن لكاسندرا حصة في هذا المشروع ، إلا أنها شعرت بالاثارة نفسها التي تملكت الهيئة الإدارية . فتمنت لو ينجح الاحتفال .
وقبل أن تحين الساعة العاشرة بدقائق قليلة ، توجهت هيلين الى مكتب كاسندرا ، والقلق بادٍ على وجهها . وقالت لها :" هلاّ تحدثنا على انفراد ، يا كاسندرا ؟"
-بكل تأكيد !
ونهضت كاسندرا وتبعتها الى مكتب جيرد حيث دخلتا ، وأغلقت هيلين الباب خلفهما .
-لقد طرأت مشكلة . رحلت المربية التي استخدمتها لجيرد هذا الصباح ، دون إنذار مسبق ، وحاولت ان اجد واحدة اخرى ، لكنني لم انجح حتى الآن ... وسيبدأ الاحتفال بعد أقل من نصف ساعة . على جيرد أن يكون هنا ، ولا أدري ماذا أفعل . هل يمكنك أن تذهبي لرعاية الطفلتين .
-أنا ؟
-أعرف أنا ليست وظيفتك . لكن هذه حالة طارئة ! إذا أخبرنا جيرد بأنك قادمة ، سوف يرتاح تماماً . التوأمان تعرفانك ، وأنت تعرفين كيف تتصرفين معهما . لو لم يكن الأمر ملحاً ، لما طلبت منك ذلك . أرجوك!
-هل طلب منك جيرد أن تكلميني ؟
سألتها كاسندرا ذلك وقد تملكها الغضب لفكرة انهم بدأوا يتجاهلون عملها ويركزون أكثر على كونها مجرد مربية .
-لا! إنه يعتقد أنني مازلت أحاول مع مختلف الوكالات . إذا رفضت ، ربما سيكون علي أن أذهب بنفسي . أنا لا أعرف شيئاً عن الأطفال . بالإضافة إلى أنه عليّ تجهيز القهوة للمجموعة ، وإعداد نسخ عن القرارات إذا احتاجوا لذلك ، أو حتى إرسال رسالة بالفاكس . لقد قررت تلك المربية أن تتركهم اليوم . لا أدري لماذا لم تنتظر تلك المرأة حتى نهاية الأسبوع . لم يحدث ذلك إلا هذا اليوم . أرجوك يا كاسندرا قومي بهذه الخدمة لهذا اليوم فقط . وغداً يمكن لجيرد أن يبقى في البيت معهما الى ان أجد حاضنة أخرى . ولكنه اليوم مضطر لحضور هذا الاجتماع ، فهو بالغ الأهمية !
وبدا الكدر البالغ على هيلين .
فقالت كاسندرا وهي تحاول أن تتذكر ما خططت له هذا النهار :
"دعيني أفكر قليلاً ، كنت أقوم بتحليل بعض المعلومات من هونغ كونغ ".
-استعملي جهاز كمبيوتر جيرد في بيته . إنه موصول بالجهاز الموجود هنا ، وهو يستعمله طوال الوقت . إذا استطعت العمل من هناك ، فهذا أفضل . ما رأيك ؟
نظرت هيلين إلى الساعة ، فكانت حوالي العاشرة إلا ربعاً.
-لا بأس ، سأحضر أوراقي وأذهب على الفور !
-دعيني أخبر جيرد أولاً.
أمسكت الهاتف وطلبت الرقم .
-جيرد ؟ لم أجد أحداً بعد . لكن كاسندرا قالت إنها ستأتي لترعاهما ... لا بأس، سأخبرها .
أعادت هيلين السماعة وهي تبتسم :
-شكراً يا كاسندرا . قال جيرد إنك أنقذت حياته وحياة الشركة وسيكون مديناً لك للآبد . سيحضر الطفلتين إلى هنا ، ويمكنك أن تقابليهما عند أسفل المبنى ، إذ لاوقت لديه لكي ينتظر حضورك .
-جيدا ! هذا يمنحني الوقت لأجمع أوراقي .
عادت كاسندرا الى مكتبها و المشاعر تتنازعها . كانت مسرورة بالمساعدة ... لكنها كانت تريد ان تكون من ضمن فريق العمل . فهي لا ترى في دورها كحاضنة أطفال مستقبلاً واعداً . ومع ذلك ، كان حسناً أن يشعر صاحب الشركة بأنه مدين لها .
انتظرت في الردهة ، وكانت قد جمعت في حقيبتها ، كل المواد التي تحتاجها لتحليل سوق هونغ كونغ –لا بأس بالقيام بهذه الخدمة ، مادام بامكانها استعمال كمبيوتر جيرد في بيته – ولكنها لن تستطيع ان تعمل ، الا بعد ان تأخذ الطفلتين القيلولة . وهكذا ستحظى بساعتين على الأقل ، وربما بإمكانها أن تلهيهما برؤية برنامج على التلفزيون .
دخل جيرد مسرعاً من الباب الزجاجي ، ممسكاً بطفلة في كل يد ، وكان على الضغيرتين أن تركضا لتلحقاه في خطواته الواسعة . بدا مسرعاً مندفعاً، ورائعاً للغاية ، فشعرت بخفقات قلبها تتزايد.
-كاسي ، أنت رائعة !
ومال عليها يعانقها بخفة ، ثم انحنى ينظر الى طفلتيه :" كونا مطيعتين ، ولا تسببا لكاسي المتاعب ، مفهوم ؟"
فأومأتا ، وقالت آشلي :" نعم ... بابا ".
وقالت بريتاني :" حسناً ، بابا "
ثم منحتا كاسندرا ابتسامة مشرقة .
فاستقام جيرد وتركهما لكاسندرا ، قائلاً :" لا أدري كم سأتأخر . لقد سبق أن دعوت الزبون الى العشاء . ولكن سأحاول التخلص من ذاك الموعد !"
-لا تقلق بهذا الشأن يا جيرد . افعل مابوسعك للحصول على العقد ، فأنا سأستعمل جهاز الكمبيوتر خاصتك ، وأعمل في الليل إذا انت تأخرت . سأقوم بعمل أكبر بعد ان تناما ، ارجو لك حظاً سعيداً.
حدقت عيناه في عينيها لحظة طويلة ، ثم قال :" شكراً يا كاسي ، انا مدين لك ."
طبع قبلة سريعة على جبينها ، وسار نحو المصعد . راقبته بكآبة ، متمنية لو أنها تعود معه إلى المكتب ، وتساهم في الاحتفال .
وسألتها أشلي باسمة :" هل ستلعبين معنا يا كاسي ؟"
-نعم ، سألعب معكما ، ولكن علينا اولاً أن نذهب الى بيتي لأغير ملابسي ، ثم نذهب الى الحديقة العامة . من ثم سوف نتناول الغداء ، ونأخذ قيلولة طويلة .
بعد ان نامت الطفلتان ، اخذت كاسندرا حقيبة اوراقها وتوجهت الى غرفة نوم جيرد . رأت السرير المزدوج غير المرتب ، وبحثت عن الكمبيوتر في أنحاء الغرفة فوجدته على منضدة صغيرة بجانب الجدار المقابل . كانت رائحة جيرد تفوح في الغرفة ، فاستيقظت أحاسيسها على الفور . لكنها ذكرت نفسها بأنه لديها ساعات قليلة فقط للعمل ، قبل أن تستيقظ الفتاتان ، ولا وقت لديها لأحلام اليقظة !
عندما سمعت كاسندرا المفتاح يدور في القفل ، كانت الساعة قد تخطت العشرة . دخل جيرد غرفة الجلوس ثم ابتسم ببطء . فقالت له وهي تقف :
-كيف سارت الأمور ؟
كانت قد أنهت عملها منذ ثوان ، وسرها أن يجدها في غرفة الجلوس بدلاً من غرفته . كانت نظاراتها على المنضدة وقد أسدلت شعرها .
-لقد وقعنا العقد عند الساعة الرابعة عصراً ، ثم ذهبنا للعشاء في مطعم ، وقد أوصلتهم الى فندقهم لتوي .
-تهانيّ ، كنت أعلم أنه بإمكانك أن تنجح . سمعت عن الخطة من "بوب فاريل "، وبدت لي منطقية للغاية ، يمكن أن تتحقق على أحسن وجه.
وابتسمت بسعادة وكأنه كان مشروعها ، فيما خلع سترته وألقى بها على مسند الأريكة ، قائلاً :" أرجو ذلك ! كيف حال الطفلتين ؟"
-لقد تصرفتا بشكل جيد .
فرك جيرد عينيه بأصابعه ، ثم نظر إليها وهو يهز رأسه ببطء :" لم تكونا كذلك مع "أنينا غود" ، المربية التي أحضرتها هيلين "ز
-ماذا حدث ؟
وتمنت لو تمكنت من أن تربت على كتفه ، لتخفف عنه .
-كانت مرافقة لفتاة مراهقة ، وعندما انتقلت اسرة تلك الفتاة الى بلجيكا ، لم تشأ أنيتا الذهاب معهم فقدمت استقالتها . لكنني استنتجت من كلامها أن الفتاة كانت مثالاً للكمال ، خلافاً للطفلتين اللتين كانت عنيدتين للغاية وتتدخلان في كل شيء .
-ولكن لِمَ رحلت في منتصف الأسبوع ؟ ألم تدرك التأثير السلبي لذلك عليك ؟
-لا أظنها تهتم ! حين كانت ترتدي ملابسها هذا الصباح ، عبثت الفتاتان بأدوات تجميلها في الحمام ، فلطختا نفسيهما بشكل بالغ ، وأفرغتا كل زجاجاتها عليهما ن وقد مزجتا البودرة بمعجون الأسنان ليحدث تأثيراً أفضل .
انفجرت كاسندرا ضاحكة .
-اراهن على أنهما وجدتا نفسيهما رائعتي الجمال ، بعد ذلك . فهمت الآن ما الذي كانتا تعنيانه حين قالتا لي إنهما كانتا جميلتين هذا الصباح ، بالطبع أن هذا لم يعجب انيتا ، أليس كذلك ؟
-أنا في الواقع مسرورة لذهابها ، فقد كانت أكبر سناً من أن تلائمهما ، كما أظن . كانت تريدهما أن تبقيا هادئتين طوال الوقت ، ولكنني لم أرهما كذلك قط .
-إلا عندما تقرأ لهما الحكاية !
قالت كاسندرا هذا فيما بقيت الابتاسمة تضيء وجهها .
راح جيرد يحدق بها . وقد تحول انتباهه من ابنتيه إلى المرأة الجالسة أمامه . كان يراها فاتنة على الدوام ،وقد حاول أن يبقي علاقته بها مجرد علاقة عمل . حتى أنه حاول يوم الثلاثاء أن يعاملها كغيرها من الموظفين ، لكن رؤيته لشعرها القاتم اللامع منسدلاً حول كتفيها جعل أصابعه تشتاق إلى لمسه . كانت عيناها تتألقان وهي تنظر إليه بعد أن أزالت نظاراتها عنهما ، وكان شعورها بالسعادة لنجاح المشروع يماثل شعوره .
تمنى لو كانت في الاجتماع ، وحضرت العشاء الاحتفالي . ما أجمل أن يشعر المرء بأن هنالك من يسر لنجاحه ويسعد لأجله .
-أشكرك لأنك انقذتني ، وجدت هيلين بعد الظهر امرأة شابة ، يمكنها أن ترعي الطفلتين خلال النهار ، وستتابع البحث عن مربية داخلية ، ويبدو أن هذا أمر صعب للغاية .
-إذاً ، فقد حان الوقت لكي تحصل على تلك الزوجة التي لا تنفك عن ذكرها .
أومأ جيرد برأسه وهو ينظر إليها تجمع أغراضها . لم يكن بناء عائلة الدافع خلف زواجه الأول ، فهو لم يمض مع زوجته الراحلة إلا الوقت القليل ، وعندما كانا يجلسان معاً ، كانت أكثر أحاديثهما عن العمل . وشعر فجأة وكأنه يعرف كاسندرا منذ وقت طويل ، أكثر مما كان يعرف عن مارلين طوال السنوات التي أمضياها معاً.
ماكانت كاسندرا لتخفي عنه قط حقيقة ابوته . لكنها شغوف بالعمل ، مثل مارلين .
بحث عن رقم هاتف خدمات التاكسي وهو يقول :
-عليذ أن اعتاد على طلب هذا الرقم ، من دون النظر في الدليل .
رآها تتردد ، لم ترفع رأسها لتنظر إليه باحتراس وتقول :" أنا لا أفكر في جعل هذا عادة ".
-ارجو ذلك من كل قلبي ، فأنت موهوبة في عملك إلى درجة أنه من الخسارة أن تمضي أوقاتك في رعاية الأطفال .
عبس وهو يراها تفرح لسماعها كلماته العفوية هذه . إنها رائعة مع طفلتيه ، وهذا ليس بفضل الخبرة التي اكتسبتها أثناء نموها ، وانما يفضل دفء قلبها الطبيعي واهتمامها المخلص . إنها موهوبة في العمل ، كما هي موهوبة في التعامل مع الأطفال .
عندما صعدت كاسندرا في التاكسي ، كان جيرد ينظر إليها من النافذة ، وكانت هذه المرة الثالثة . أليس هناك قول شائع بأن هذا الرقم يجلب الحظ السعيد ؟ كان جيرد يتمنى أن يوصلها الى بيتها ، ويرى شقتها ، ويعرف المزيد عنها .
وفيما كان ينتظر اتصالها لتطمئنه على وصولها ، تفقد الطفلتين ، ثم توجه الى غرفة نومه ، ولاحظ السرير غير المنظم ، ففكر أنه كان عليه أن يرتبه على الأقل ، هذا الصباح . ماذا قالت كاسي ياترى حين رأته ؟ ونظر إلى الكمبيوتر ، فوجد ان المنضدة كانت مرتبة ، فقد نظمت كاسي أوراقه لتمنح نفسها مساحة تضع عليها أوراقها . فك ربطة عنقه ثم سار إلى الكرسي ولمسها بخفة محاولاً ان يتصورها جالسة عليها تعمل . يمكنه أن يتخيل ملامحها الجادة أثناء استغراقها في العمل ، فقد لاحظ ذلك مرة أو اثنتين أثناء السنتين اللتين عملت فيهما عنده .
أتراه يشمّ أثراً خفيفاً من عطر الورد ؟ واغمض عينيه واخذ يتذكر رحلتهما إلى نيويورك . بدت له وكأنها حدثت منذ دهر طويل وليس مجرد أيام .
وعندما جاءته المكالمة ، كان قد صعد الى سريره وانتبه للمرة الاولى كم هو واسع ويوحي بالوحدة .
-وصلت الى بيتي سالمة .
-حسناً ، هذا جيد ! نسيت أن أسألك عما اذا كنت تمكنت من انجاز اي عمل هذا النهار .
-نعم استطعت العمل لمدة ساعتين اثناء قيلولة الطفلتين ، ثم انجزت الباقي بعد ان خلدتا للنوم . في الواقع يمكنني القيام بمزيد من العمل ، عندما لا يكون بقربي أحد يقاطعني ، لا شيء يماثل الحصول على ذلك العقد على كل حال . لابد أنك تشعر بالراحة الآن !
-علي أن اعترف بأنني مسرور ، فقد عملنا طويلاً وبجهد بالغ ، وأنا واثق من أن مشاريعنا ستجلب مالاً كثيراً .
-الأفضل أن أنهي المكالمة لأنك يجب أن تذهب إلى الفراش.
-أنا في فراشي الآن !!!
ساد صمت طويل ، وتمنى جيرد لو يرى ما ارتسم على ملامحها .
وأخيراً قالت :" هل هذا صحيح ؟"
-الساعة السادسة صباحاً هي ساعة مبكرة ، ويبدو أنها الوقت الذي تحب أشلي فيه ان تركض لتقفز على سريري .
-وبريتاني خلفها مباشرة ، كما أتصور .
ضحك بصوت خافت :" لقد أدهشني ذلك كثيراً في أول صباح ، وكان مزعجاً . فقد اعتدت ان انام عارياً ، وذلك الصباح لم أعرف ما إذا كنت مأتمكن من الخروج من سريري ."
سمع ضحكتها الرقيقة ، عبر الهاتف ، فشدد قبضته على السماعة ، وتمنى لو بقيت الليلة بجانبه لدة أطول ، وخيل إليه أن كلامه قد صدمها .
وسألته :" ثم ماذا فعلت ؟"
-تحايلت عليهما لكي تركضا إلى غرفتهما لإحضار كتاب ، ثم قفزت من السرير ولبست بنطلوناً بسرعة ، وماكدت ادخل الحمام حتى عادتا بسرعة البرق ، كما تعرفين !
-أعرف ، وأنت الآن صرت تلبس البيجاما .
-البنطلون فقط ، فأنا اشعر بحرارة بالغة في الفراش اذا لبست السترة .
وقد افتتتنتا بشعر صدري.
ساد بينهما صمت ، وابتسم هو مرة أخرى و قال :" كاسي ، بماذا تفكرين ؟"
فقالت باندفاع :" أفكر في أن هذه محادثة غير ملائمة على الإطلاق مع رئيسي . بإمكاني أن أتصور افتتان الطفلتين ، وربما أنا أيضاً كذلك ! آه ، رباه .. يجب أن أذهب ."
وقطعت الاتصال .
ظل جيرد ممسكاً بالسماعة لحظة بعدها . إنها ردة فعل ممتعة ، يبدو أنها ليست بالمناعة التي كان يظنها . ووضع السماعة برفق ، ثم وضع يديه تحت رأسه وأخذ يحدق في الظلام . كاسي باولز امرأة ممتعة حقاً.
***
آه ، لم تقل ذلك ، رباه ! فليخبرها أحدهم بأنها لم تعترف بأنها تشارك التوأمين افتتانهما بجيرد . وتوهج وجهها ، لن تتمكن قط من مواجهته مرة آخرى ، سترسل إليه استقالتها غداً بالفاكس ، ولن تذهب نعه خلال العطلة الأسبوعية ، وستمتنع عن الإجابة على مكالمتها الهاتفية إلى الأبد !
ياليت الأرض تنشق وتبتلعها ، ما الذي جعلها تتفوه بهذه الحماقة ؟ لابد انه يضحك الآن لسذاجة ما قالته . خاطبت نفسها :" أنت معتوهة من الدرجة الاولى . الرجل رائع ، ولكن لا ينبغي ان تتصرفي كالمراهقات" هذا الى انه يبحث عن زوجة ترعى ابنتيه ، وبما ان تاريخه يشمل زواج مصلحة ، ماذا تتوقعين غير ذلك ؟"
هذا لا يعني انها تهتم بالزواج ، فلديها مهنة عليها ان تمارسها ، وهي تريد لحياتها الاستقرار كما تريد ان تثبت لنفسها و للعالم ان بامكانها ان تهتم بنفسها ، وسيمضي وقت طويل قبل أن تفكر في الزواج !
ربما بإمكانها ان تبقى في عملها في شركة هنتر ، لكن مالم تكن واثقة منه هو ما اذا كان بامكانها ان تعيش من دون جيرد .
لابد ان الله استجاب لدعائها ، فقد سمعت اثنين من الموظفين بذكر ان جيرد سيغيب مرة اخرى . كانا متعاطفين معه لصعوبة العثور على حاضنة لابنتيه . ورغم اسفها لانه لم يجد تلك الحاضنة الا انها شعرت بالسرور لهذه المهلة ، فهي على الاقل ، لن تصل الى مواجهته ، واذا ساعدها الحظ ، ستلتقط عدوى الانفلونزا قبل صباح الغد ، وسيكون هذا عذراً جيداً لعدم ذهابها في رحلة آخر الاسبوع معه .
لكن يوم السبت كان صباحاً مشمساً ، وبالرغم عنها شعرت بنشاط رائع ، وكان عليها ان تعترف بما تملكها من اثارة لكونها ستمضي نهاية الاسبوع مع جيرد ولو بصفة حاضنة اطفال . كانت تعلم انها ستمضي معظم الوقت معه ، كما انهما سيذهبان الى العشاء وحدهما .
وضعت ثوبا من الدانتيل في حقيبتها ، وكان يبدو اكثر انوثة بكثير من بذلات عملها - واملت ان يكون صالحاً للذهاب الى مطعم .
نظرت من النافذة فرأت جيرد وابنتيه ، متوجهتين نحو بيتها .
بدا جذاباً الى حد لا يصدق ، فشعرت أن بامكانها ان تنظر اليه طوال اليوم دون ان تشبع . وابتلعت ريقها بصعوبة ، وتساءلت عما اذا كانت مجنونة ، لكونها قبلت بقضاء نهاية الاسبوع معهم .
وعندما رن الجرس ، فتحت الباب وقالت :" مرحباً !"
قالت هذا ، خائفة من مواجهة عينيه بعد اعترافها ذاك عبر الهاتف ، تلك الليلة ، وبدلاً من ذلك ابتسمت للطفلتين .
-مرحباً يا كاسي !
وألقت آشلي بنفسها على كاسندرا ، وانحنت هذه تحتضن الطفلتين ، أشلي أولاً ثم بريتاني . بعد ذلك ، ركضت الطفلتان الى غرفة الجلوس وابتدأتا بالاستكشاف .
فصاح بهما جيرد :" لا تلمسا شيئاً !"
ضحكت كاسندرا وقابلت عينيه قائلة :" لاشيء أخشى عليه منهما !"
-ربما لا ، ولكن التربية ضرورية ، أليس كذلك ؟
ثم امسك بيدها ووضعها على صدره .
واحمرّ وجه كاسندرا وهو ينحني ليضمها بين ذراعيه .

* * *

نهاية الفصل الخامس

 
 

 

عرض البوم صور ماري-أنطوانيت   رد مع اقتباس
قديم 30-10-08, 02:10 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29212
المشاركات: 47
الجنس أنثى
معدل التقييم: ماري-أنطوانيت عضو له عدد لاباس به من النقاطماري-أنطوانيت عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 102

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ماري-أنطوانيت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ماري-أنطوانيت المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

هذا الفصل كتبته العزيزه ((وردة قايين))
=======================


6- اسأل مجربا ...

عندما ابتعد جيرد عنها ,بقيت كاسندرا مغمضة العينين , وكادت تموت من الخجل .
- كاسي ؟

كان وسيما , ينضح بالرجولة.
- ماذا ؟

وحاولت ان تخفض رأسها مبقية عينيها مغمضتين , لكن أصابعه استمرت في رفع ذقنها :" افتحي عينيك "
هزت رأسها رافضة , فسألها :" لم لا ؟"
بدا صوته منطقيا .
- لأنني أذا أبقيت عيني مغمضتين , فلن يراني أحد .

فضحك جيرد وقال : " لا أريد أن أحطم اعتقادك هذا , لكن بأمكاني أن اراك وألمسك , وأنت مغمضة العينين "
ألقت بجبهتها على كتفه بعد أن أدركت أن ما من سبيل لخروج من ورطة الخجل هذه .
وتأوهت قائلة :" يا ليتني أموت الآن !.
سمعت ضحكته فتملكها الغيظ . أتراها مجرد شخص يسليه ؟
- أما أنا فأرجو الا تموتي . هي بنا .. فهذا يوم رائع ولدينا طفلتان مشاغبتان , علينا أن نغريهما لكي تصعدا الى السيارة . لقد أمضيت ربع ساعة أحاول ان اتدبر أمر أجلاسهما في مقعديهما , ولكن ما أن أحاول ادخال واحدة منهما , حتى تصبح الأخرى طليقة في الشارع .

وأخذ ينادي ": أشلي , بريتاني , ماذا تفعلان ؟

- لاشئ !
- أه , لا !

هتفت كاسندرا بهذا وهي تستدير بسرعة وتهرع اليهما . كانت تعرف أن " لاشئ " من الطفل تعني انه يفعل شيئا لاينبغي له أن يقوم به . ركضت الى غرفة الجلوس فلم تجدهما , وانتقلت الى المطبخ ثم وقفت عند الباب , وكان جيرد قد اندفع خلفها وأخذ ينظر من فوق كتفها ." وردة قايين "
كانت الطفلتان جالستين على أرض المطبخ . والخبز متناثر من كل ناحية . وكانت بريتاني تحاول ان تمسح قطعة خبز بمقدار ضخم من الزبدة . فلطخت المكان بالزبدة ز
- هذا سيء!
أزاح جيرد كاسندرا جانبا , ودخل المطبخ عابسا بالطفلتين , وانحنى يأخذ الزبدة من أصابع بريتاني .
- الم أقل لكما ألا تلمسا شيئا ؟

فأومأت الطفلتان برزانة . وقد بدا عليهما الخوف .
- لقد وسختما مطبخ كاسي الجميل , وأتلفتما الطعام . اعتذر حالا من كاسي .

انحنى وجه أشلي الصغير بحزن , وقالت : " أسفة , يا كاسي ! "

بينما اندفع أبهام بريتاني الى فمها واغرورقت عيناها بالدموع : " آسفة يا كاسي ! "
- بابا محق ! هذا عمل سيء . أظن أن خمس دقائق تمضيانها بصمت هو العقاب المناسب !

وعادت لترى جيرد يرمي فتات الخبز في القمامه .
نظر اليها مستفهما , فقالت له :" عليهما أن تجلسا على الكرسيين مدة خمس دقائق من دون كلام ".

وتناولت ساعة التوقيت . وضبطتهما ثم ضعتها على المائدة بين الطفلتين . وقالت : " تذكرا . لا أريد أن أسمع أي كلمة قبل أن يرن جرس الساعة ! وعندما يقول لكما بابا مرة أخرى بألا تلمسا شيئا , عليكما أن تطيعاه !

أومأت الطفلتان برزانه . وأستمرت بريتاني في مص ابهامها .
تبع جيرد كاسندرا الى خارج المطبخ : " أظنهما آسفين . أليست الدقائق الخمس بالوقت الطويل ؟"

سألها وهو ينظر الى الطفلتين التعيستين . فهزت رأسها : " قد يبدو هذا وقتا لانهاية له بالنسبة الى طفلتين في الثانية من عمرهما . ولكن عليهما أن تتعلما أن تطيعاك . مافعلناه ليس أمرا هاما , ولكن أذا أمرتهما بألا تلعبا في الشارع فلم تطيعاك , يمكن أن تتضررا تماما أو حتى تقتلا . عليهما أن تتبعا أرشاداتك "
- أنحنى احتراما لمعرفتك وخبرتك .
- أنت مسرور فقط لأن لديك من يساعدك على تربيتهما .
- هذا صحيح ! أنهما صغيرتان حجما وسنا .

- لكنهما بحاجة الى ارشاد وحسن تربية , لاتدللهما يا جيرد !
- لن أفكر في القيام بهذا . هل أنت جاهزة لنخرج ؟
- نعم .
- أليس من الأفضل الا تربطي شعرك ؟ فنحن في أجازة آخر الأسبوع والمفروض أن ننطلق ونمرح .

فلمست ضفيرتها قائلة :" ألا تعجبك ؟"

اشتبكت أصابعه بأصابعها وهما يحاولان حل الضفيرة وأجاب " أحب شعرك منسدلا على كتفيك , وكذلك تعجبينني من دون نظارات !"
وسكت , ثم رفع نظاراتها عن أنفها ...

أرادت أن تتشبث بنظاراتها , لكنه أبعدها عن يدها .
فقالت باحتجاج :" أنا بحاجة اليها "

فرفعها ونظر من خلالها مقطبا جبينه " درجتها غير قوية "
فأمسكت بها وقالت :" لكنها تجعل المسافات البعيدة أكثر وضوحا !"
- ولكن ليس للمسافات القريبة ؟

سألها هذا وهو يقترب منها , فتراجعت الى الخلف وهي تهز رأسها . فتعمد التقدم نحوها خطوة أخرى , وكاد يضحك عندما تراجعت مرة أخرى , وظل يتقدم وهي تبتعد حتى اصطدمت بالجدار .
- ماذا ستفعل الأن ؟

رفعت يدها وكأنها توقفه عند حده , وأذا بالجرس في المطبخ يرن .
وصاحت آشلي :" بابا".
فتمتم يقول وهو يربت على ذقن كاسندرا :" أنقذك الجرس ".
أخذت كاسندرا نفسا مرتجفا , وهي تنظر اليه يدخل الى المطبخ .
أخذ قلبها يخفق وكأنها كانت في سباق , ماذا لو أن الجرس لم يرن ؟
عندما غادروا الشقه , حمل جيرد كيس ملابسها بينما أمسكت هي بيدي
الطفلتين , فكانتا تقفزان بجانبيها , وتتحدثان عن زيارتهما لجدهما .ورده : قايين
سألها جيرد :" أتراهما تدركان معنى كلمة جد ؟"
- أنا واثقة من أنهما لاتدركان . وربما تظنان هذا أسمه !

- هذه سيارتي !
ووقف أمام سيارة حديثة الطراز . كان لونها الداكن يتلاءم مع داخلها الرمادي الباهت . وفي المقعد الخلفي , رأت مقعدي أطفال ...
فتح الباب ومد يديه لبريتاني , بينما دخلت أشلي بنفسها الى السيارة . وبعد خمس دقائق , انطلقوا.
- أخبرني شيئا عن جدك .
- ماذا أخبرك ! أنه في الثالثة والثمانين , عجوز صلب , وقد عاش وحده , منذ ماتت جدتي عندما كان أبي في المدرسة الثانوية ... بيته قديم !

فقالت بنعومة : أراهن على أنه سيجن بالتوأمين "
- ربما سيدهش .
- كما دهشت أنت . ألم تجد بعد السبب الذي جعل زوجتك تخفي عنك أمرهما ؟
- لا , فهي لم تترك رسالة تعترف فيها بكل شئ , أذا كان هذا ما تعنينه . لكن رأي محاميها هو أنها خافت من أن ألح أنا عليها بالبقاء في البيت لتقوم بدور الأم بدلا من العمل . كانت مارلين مهووسه بدنيا الأعمال . كانت تريد أن تكون ذات شأن كبير في هذا الحقل .
- وماذا تريد أنت يا جيرد ؟
- أريد أن تكون لي شركة ناجحة وأستمتع بتحديات أي عمل جديد . ولكن " شركة هنتر " ناجحة فعلا , ولا أريد ان تكبر الى حد أفقد السيطرة عليها .
- ماذا تريد أيضا من الحياة ؟
منتديات ليلاس
فنظر اليها , ثم عاد ينظر الى الطريق .
- من المضحك أن تلقي سؤالا كهذا . لكان جوابي مختلفا لو طرحته علي منذ شهر , ولكن بعد موت مارلين المفاجئ هذا , ومعرفتي بأنني أب , لم اعد أعرف ما الذي أريده . لقد تغيرت حياتي بشكل بالغ , فأنا أفكر في شراء منزل واسع للطفلتين وأن أوفر لهما حسابا للجامعة . ماذا تريدين أنت ؟

- فرصة لأثبات ذاتي , أنا أعشق العمل في : شركة هنتر " وأعمل بشكل جيد , ومشروعي عظيم , وأتوقع أن احقق نجاحا كبيرا . وبعد ذلك أريد أن أطلب زيادة في المسؤولية والراتب .

فضحك وقال : " المال هو دوما الهدف الرئيسي!"
- اليس هذا هدف العمل ؟
- ماذا عن حياتك الخاصة ؟ الا تقيمين أي علاقة جدية مع أحد ؟

وأجابت : لا , ليس لي أي علاقات !"
- ليس هناك أذن من يلهيك أثناء صعودك الى القمه ؟
- الى حد ما .

طلبت بريتاني حكاية . وتملك كاسندرا الأرتياح لأنهاء حديثهما هذا غير المريح .
وصلوا الى سونورا بعد الظهر . بعد أن توقفوا مرتين للأستراحه ولأعطاء الطفلتين مجالا للركض واللعب . شعرت كاسندرا بالراحة والأسترخاء عند وصولهم. لم يحدث لها قط أن جاءت الى هذا الجزء من الولاية وافتتنت برؤية جبال " سييرا نيفادا " المغطاة بأشجار الصنوبر والتنوب السامقة نحو السماء الزرقاء . وكان الجو يعبق بروائح شجر الصنوبر والأرز .

تحول جيرد الى طريق مرصوف بالحصى ليقف أمام منزل بدا حسن الترميم ولاينقصه سوى تجديد طلائه .
فتح الباب رجل عجوز أطل برأسه ليرى من القادم , ورق وجهه حين عرف جيرد الذي حياه بقوله :" مرحبا يا جدي !"
ثم عاد ليفتح باب السيارة ويفك حزام بريتاني بينما كانت كاسندرا تفك حزام أشلي من الناحية الأخرى . وتساءل عما سيظنه العجوز بالنسبة الى أبنتيه , وشعر فجأة برغبة في أن يحبهما جده بقدر ما يحبهما هو .
أخذ بريتاني بين ذراعيه , ثم التقط الكيس الأبيض من على المقعد وتوجه الى البيت .


- كان علي أن أتصل بك قبل ذلك .

تبعته كاسندرا وهي تنظر بلهفة الى العجوز وهو ينظر الى جيرد , والى الطفلتين ثم اليها . ويقول :" هذا بيتك يافتى , ويمكنك أن تأتي في أي وقت , أرى معك ضيوفا , أهلا بك يا سيدتي !"
- أنها كاسندرا باولز . وهي موظفة عندي . هذا جدي يا كاسي , سيلاس هنتر . وهاتان الأنستان الصغيرتان هما أشلي وبريتاني هنتر , أبنتاي .


صعق الرجل العجوز , ثم حدق في الطفلتين وقال بفظاظة : " كان الأجدر بك أن تعلمني بأمرهما منذ ولدا !".
- أنا نفسي لم أكن أعلم عنهما شيئا قبل أسبوع , فلندخل وسأشرح لك كل شئ . لقد أحضرنا معنا بعض الهمبرغر للغداء . وأرجو ألا تكون قد أكلت .
- لم آكل بعد تفضلي يا آنسة باولز !
- كاسندرا من فضلك .

قالت هذا وهي تضع أشلي على الأرض , فقال جيرد :" أو كاسي كما نسميها جميعا "

دخلت الطفلتان المنزل المعتم قليلا , فقال لهما الجد محذرا :" أيتها الصغيرتان , لاتعبثان بشئ !
نظرتا اليه بعينين متسعتين ولم تتحركا .
- همم ..زأظن أن لدي المكعبات التي كان أبوكما يلعب بها عندما كان صغيرا , أين وضعتهما يا ترى ؟

عندما انتهى الغداء بدا أن الطفلتين قد تألفتا مع سيلاس هنتر وكما تنبأت كاسندرا , افتتن الجد بالتوأمين .
قال جيرد :" فكرت في أن آخذ كاسي الى كولمبيا . لم يسبق لها أن أتت الى بلدان الذهب من قبل , الطفلتان بحاجة الى قيلولة . هل يمكننا أن نتركهما معك عندما نخرج؟
- لا أعرف شيئا عن البنات الصغيرات . أما الصبيان فيمكنني التعامل معهم .
فابتسمت كاسندرا :" انهما لاتحتاجان الكثير من الأنتباه , عندما تنامان . وحتى الآن كنت ممتازا معهما . أظن أنهما تستمعان برفقة جدهما !"
- لم أحلم قط بأنني سأرى هذا اليوم . خصوصا بعد زواجك الأحمق ذاك , يا جيرد . ولكن يبدو أنها لم تكن مجرد علاقة أفلاطونية . فقد أثمرت .


بدا الضيق على جيرد . لكنه هز كتفيه , وبدا أنه معتاد على طريقة كلام جده الفظة . عندما نامت الطفلتان خرج هو وكاسندرا .
استمتعت كاسندرا بالتنزه في كولمبيا . سحرتهما المدينة القديمة فأخذت تقف عند كل أعلان . وتلقي أسئلة لاتحصى . وبدا أن جيرد كان يملك جوابا لكل سؤال .
فسألته :" كيف تعلم كل هذا ؟ أم أنك تخترع الأجابات ".
فضحك وشبك أصابعه بأصابعها , وقال :" لاتنسي أنني نشأت هنا ! لايمكن لك أن تعيشي في بلدان الذهب دون أن تستوعبي تاريخها , الهجوم للبحث عن الذهب في كاليفورنيا كان أحد أهم أسباب الهجرة في التاريخ . جاء الرجال من كل انحاء العالم بأمل العثور على الذهب . كنت أذهب الى نهر " ستاينزلاوس " وكنت أبحث فيه عن الذهب .
- الم تجد أثرا للذهب على الأطلاق .
- وجدت عدة رقائق ما زلت أحتفظ بها حتى الآن في بيت جدي , لكنها ليست بالثمينة .
- هل يمكننا الذهاب للبحث عن الذهب ؟
- بكل تأكيد ! هناك مكان في المدينة تدفعين فيه عدة دولارات ويضمنون لك أن تجدي بعض الذهب .
- أفضل أن اذهب الى النهر .

- سنقوم بذلك يوما ما , ربما ما زال بأمكاننا أن نجد رقائق من الذهب . ماذا ستفعلين أذا وجدت الذهب ؟
- انشئ شركة لي . آه , ذلك لايعني انني لا أعشق العمل في شركة هنتر . لكنني أحب أن أدير شركتي الخاصة يوما ما .

فسألها وكأنه مهتم حقا :" ماذا كنت ستغيرين في الشركة لو أمكنك ذلك ؟"
- لا أعرف ! ربما كنت اقترحت تغييرات كبرى . أعلم انه علي أن


أتعلم الكثير , لكن لدي أفكارا , وأريد أن أرى تأثيرها على بعض المشاريع . ستمر سنوات قبل أن أتمكن من أن أدير مؤسسة . ولكن أذا عثرت على منجم ذهب , يمكنني عندئذ أن استأجر ذوي الكفاءة كما تفعل أنت .
- وستصبحين منافسة لي أذن ؟

وقفت كاسندرا وفكرت في الأمر لحظة ثم قالت :" أظن هذا , ولكن حتى ذلك الوقت , ستكون شركة هنتر قد أصبحت شركة ضخمة للغاية بينما ستكون شركتي صغيرة وفي بدايتها , تتعامل مع الناس البسطاء الذين لايمكنهم الطموح الى التعامل معك ".
- العواطف الرقيقة لاتمنحك الدولارات !

- لكن المال ليس مهما الى هذا الحد . المهم هو أن يعرف المرء كيف يجيد عمله . أليس كذلك ؟
- انا أعمل لأسباب عديدة , والمال هو أحدهما . لكن الرضى الذي أحصل عليه أهم عندي من المال !

فقالت تغيظه :" ولكن هل ما زلت تريد منجم الذهب ذاك ؟"
- نعم , مازلت أريده !

لم تتناول كاسندرا عشاءها في الخارج ذلك المساء , لأنهما عندما وصلا الى بيت جده , وجداه يطهي قدرا ضخما من اللحم مع البصل وعندما علم بخطتهما للعشاء في الخارج . بدت عليه خيبة الأمل الى حد جعل كاسندرا تخبر جيرد على الفور أن عليهما أن يتناولا العشاء معه ومع الطفلتين .


- لكن خطتي كانت أن آخذك الى الفندق , لديهم طعام رائع وفرقة موسيقية صغيرة تعزف ألحانا جميلة .
- - خذها في وقت آخر . يافتى , أريد أن أسمع المزيد عنك , وعما تنوي فعله مع هاتين التوأمين . تبدوان كملاكين وهما نائمتان . ولكن عندما تستيقظان . تكونان مشاغبتين , كما كنت أنت في سنهما !


ومر العصر بسرعة لم تكد تصدقها , وقد اكتشفت المزيد عن رئيسها ... وهو أنه رجل ساحر .
وبعد أن أنتهى جيرد من الكلام عن ابنتيه . ضحك الجد لتصرفات التوأمين , ورمق كاسندرا مرتين , وقال أخيرا :" يبدو لي أنه عليك أن تفكر في الزواج مرة أخرى "
تظاهرت كاسندرا بأنها لم تلاحظ ما قاله الجد . فآخر ما تريده هو أن تتملك جيرد فكرة أنها ستكون الزوجة المناسبة . فقد ذكر لها ذلك أكثر من مرة . بعد أن ساعدته .

كان العشاء مرحا , فقد حاولت الطفلتان أن تستلما دفة الحديث . وقد افتتنتا بالرجل العجوز وشغفتا بالثرثرة معه . وكان هو يومئ ويبتسم ويتظاهر بأنه يفهم كل كلمة . وعندما غسلت الأطباق , دون مساعدة الطفلتين هذه المرة . جلسوا جميعا في غرفة الجلوس . اندست بريتاني في حضن جيرد أما أشلي فقد ترددت بين جد أبيها الذي تعرفت اليه حديثا وبين كاسي . وأخيرا سارت الى كاسي ورفعت ذراعيها قائلة " احمليني !"


وأبتدأ سيلاس يروي الحكايات عن جيرد الصبي الصغير .
استمتعت كاسندرا بكل قصه , واهتمت بكل لمحة عن ماضي جيرد . كانت حياته مختلفة تماما عن حياتها , فقد وجد الحب والحماية مع جده وكان محظوظا جدا . أما هي , فكل ما حصلت عليه هو صندوق من التذكارات من مختلف دور الرعاية التي تنقلت بينها ودميتها الوحيدة العزيزة . لاأحد يجلس معها . فيسترجعان معا ذكريات الماضي .


عندما نامت بريتاني بين ذراعي أبيها . نهض ليضعها في فراشها , قائلا :" سأعود لأجل الأخرى "
ابتدأت كاسندرا بالنهوض . لكن سيلاس هز رأسه . وعندما غادر جيرد الغرفة , التفت هو اليها :" دعيه يفعل ذلك بنفسه ! فأنا أريد فرصة أتحدث فيها معك . وربما هذه هي الفرصة الوحيدة التي سأحصل عليها .


لم أر جيرد قط مهتما بأمرأة كما يهتم بك الآن , فهو لايدعك تغيبين عن نظره !"
أحمر وجه كاسي وقالت :" لا أظن الأمر كذلك , فقد جئت معه لأساعده على العناية بأبنتيه فحسب ".
- الطفلتان هما ما أفكر فيه . أنه بحاجه الى زوجه , أمرأة تساعده على تربية الصغيرتين , ويبدو أنك على دراية بهذا الأمر . هل لديك أولاد ؟
- في الواقع كنت أرعى الأطفال في حداثتي , وبعد العودة من المدرسة وفي العطل الأسبوعية وفي الليالي .

- هممم .. هذا واضح , أنت حنون جدا على هاتين الطفلتين , ومما لاحظته اليوم , انت أحن عليهما من أمهما , يالحماقة من يقدم على الزواج لأنشاء عمل ! جيرد بحاجة الى امرأة تريه كيف ينشئ أسرة . لم يكن لدينا أسرة طبيعية لأنه لم يكن لدينا امرأة !

فابتسمت بأدب :" الا تظن أن على جيرد أن يتزوج لأجل الحب ؟ لا لأقتناء زوجة فحسب ؟"

- لايعلم أحد ان كان الحب سيأتي أم لا . أحيانا الرفيق الجيد هو أفضل ما يمكن للمرء أن يتوقعه . عرفت ذلك من " ايما " ذلك أن والد جيرد كان يحب زوجته , لكنهما كانا دوما يتعاركان , أنا لا أؤمن بزواج الحب , المهم هو أن ينجح الزواج !
شعرت كاسندرا بأن آشلي نامت , فزادت من احتضانها وراحت تتنشق رائحتها الذكية . ربما يملك جيرد عذرا لفشل زواجه الأول , لكنه سيسبب الأذى لنفسه ولزوجته لو تزوج مرة أخرى من دون حب , أتراه يعرف حتى


ماهو الحب ؟ وكيف يعبر عنه ؟ أنه يعرف ذلك طبعا , فهو محب لأبنتيه وشغوف بهما , رغم أنه لم يعلم بوجودهما الا منذ أسبوعين .
تمنت لحظة لو أنه يعاملها بالعطف نفسه , ويهتم بها كما يهتم بابنتيه , لكنها كانت تدرك حماقة هذه الأفكار الكئيبة ,
- نامت واحدة , وجاء دور الأخرى الآن !


قال جيرد هذا وهو يتجه نحو كاسندرا ليأخذ أشلي من حضنها . حدق في عينيها فكادت تذوب في نظراته , لكنها تمالكت نفسها وحولت نظراتها بعيدا لتنصبا مباشرة على عيني سيلاس هنتر الحكيمتين .نظر بسرعة الى حفيده ثم أخذ يحدق في الفضاء . لكن كاسندرا عرفت ماالذي كان يفكر به الرجل العجوز . كان يريد أن يتقربا بعضهما بعضا . كل ما يريده هو امرأة تساعد حفيده !

تردد جيرد عند العتبة . كانت الفتاتان مستغرقتين في نوم عميق , وكان الوقت مبكرا , ما يسمح لهما , هو وكاسندرا , بالذهاب الى الفندق وتناول بعض الحلوى , وربما يرقصان لفترة . لم يمضيا لحظة بمفردهما منذ التقى بالطفلتين . وكان متشوقا الى الخروج معها .
كان يسمع همهمة صوتها وصوت جده ولكنه لم يستطع أن يستطع أن يميز الكلمات . وعرف من تعليقات جده انه يرى كاسندرا زوجة ممتازة لحفيده . كان جيرد يفكر أحيانا بالشئ نفسه , أتراها تقبل الزواج به ؟ أذا هي تزوجته وأصبحت ربة منزل , سيحل هذا مشكلات كثيرة , وهز رأسه . هو يعلم أنها لن توافق أبدا على هذا الأمر ! فمهنتها بالغة الأهمية بالنسبة اليها , تماما مثل مارلين .


عندما دخل غرفة الجلوس , سألته كاسندرا :" هل نامتا ؟"
- اظنهما ستنامان حتى الصباح .

ونظر الى جده فقال :" مازال الوقت باكرا , هلا انتبهت لهما , بينما أذهب مع كاسندرا الى المدينة ؟"
- بكل تأكيد ! يمكنني ذلك أذا كانتا نائمتين .
- ما رأيك يا كاسي ؟ هل تريدين الذهاب لنتناول الحلوى ؟
- لا أدري يا جيرد . كنت أفكر في الجلوس مع جدك ومشاركته المزيد من ذكرياته . أفكر في ابتزازك للسكوت عما سأعلمه عنك .


قالت هذا مازحة , فقال لها جيرد :" سأجعلك تقسمين على الصمت قبل أن نرحل "
أجاب بذلك وهو يجلس على كرسي أمامها , متابعا كلامه : " مازال الجو دافئا , هل تريدين الذهاب في نزهة ؟"
فقالت وهي تقفز واقفة :" هذا ما أحبه , سنعود حالا يا سيلاس . فننفض الغبار عن كل تلك القصص القديمة "
وقفت كاسندرا فجأة خارج الباب , فسألها :" ماذا حدث ؟"
- الشوارع تتدفق من المباني . هنا كل شئ أسود .


- امنحي عينيك فرصة تعتادان فيها على الظلام , النجوم توفر ضوءا وعندما يصبح القمر فوق الأشجار , سنتمكن من الرؤية جيدا , أنا أعرف كل الطرقات هنا . هيا بنا !
- وأمسك بيدها يشبك أصابعها بأصابعه , ثم سار في وسط طريق البيت المرصوف .
- المكان هنا هادئ .

قالت هذا أثناء سيرهما , وعندما وصلا الى الطريق الريفي , انعطف جيرد يسارا .
سألته :" لابد أن نشأتك هنا كانت مرحة للغاية . هل كان لديك حصن على الشجرة ؟"


- طبعا . كما كنا نسبح في أحد الجداول التي تروي الزرع .
- لاعجب في انك تريد بيتا ذا فناء لطفلتيك .
- وأما أيضا .

ووقف جيرد وجذب كاسي اليه , وأراح يديه على كتفيها وهو ينحني عليها ليرى وجهها في الضوء الخافت :" هل لك أن تمنحيهما ذلك , يا كاسي ؟ هل تتزوجيني ؟"
* * *



نهاية الفصل السادس

 
 

 

عرض البوم صور ماري-أنطوانيت   رد مع اقتباس
قديم 30-10-08, 02:17 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29212
المشاركات: 47
الجنس أنثى
معدل التقييم: ماري-أنطوانيت عضو له عدد لاباس به من النقاطماري-أنطوانيت عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 102

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ماري-أنطوانيت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ماري-أنطوانيت المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

كتبت هذا الفصل العزيزه ((لحــ الوفاء ــن))
=========================


7- أم للتوأمين...

حدقت كاسندرا اليه بذعر، ثم ابتعدت عنه عائده بخفه من الطريق الذي سلكاه لتوهما. حاولت ان تركض ، لكنها ما لبتث ان وقفت وانتابها الغضب بعد ان تعذرت عليها الرؤية على ضوء النجوم.
-كاسي، انتظري لحظة...


وامسك بذراعها. ثم اشتدت قبضته وهو يقول :"ناقشي الأمر على الأقل!"
-وماذا أناقش ؟ لا اريد ام اكون حاضنة أطفال بقية حياتي. لقج بذلت كثيرا من الجهد لكي أحصل على شهادة إدارة أعمال تنقذني من ذلك العمل، وأنا أريد استغلالها

-لم اقل قط إن ليس بإمكانك أن تستغلي شهادتك، او إنني لا أريد ان تعملي. لكنك تجيدين التعامل مع الطفلتين وهما تحبانك وانت تحبينهما ، والزواج حل ممتاز!
-ممتاز لأجلك فقط ، فأنا لا اراه ممتازا من اي ناحية اخرى.
-يوما ما ستريدين الزواج ، اليس كذلك؟ هذا ما تفعله أغلب النساء.
اننامنسجمان ، وقد أمضينا وقتا رائعا اليوم ...
أسكت ياجيراد، فكوننا أمضينا وقتا مرحا بعد ظهر هذا اليو ، لا يعني اننا ثنائي ملائم، استمع الى نفسك, لايمكنك حتى ان تدعي انك تريدني لنفسي . كل ماتريده هم ام لابنتيك. المرأه لا ترغب في الزواج، الا اذا كانت محبوبة ، او ، على الاقل ، لأجلها شخصيا . اننا حتى لانعرف بعضنا بعضا
-انت تعملين عندي منذ سنتين ، وهذا كاف لأحكم على تصرفاتك.
فضلا عن ذلك ، لقد كنت بغاية اللطافة مع الطفلتين أثناء الأسبوعين الماضيين. لدينا الأساس لزواج متين، ثم أنا لم أكذب عليك قط .
أتريدينني أن أركع على ركبتي وأعلن عن حب لايموت وكشفت لهجته اللاذعة عن مشاعره. فقالت:"لا، لأنك لن تكون صادقا!"
-انت على صواب ، فأنا لا اؤمن بالحب. على الاقل ليس كما تتحدث عنه الحكايات الخرافية. ولكن بإمكاننا أن ننشئ معا حياة جيدة. لا تقولي لا ، هذه الليلة ، يا كاسي. فكري في الامر!
-لست بحاجة الى التفكير بالامر و ...
وقبل ان تنهي كلامها ضمها جيراد اليه .نسي انه اصبح أبا فجأة، ونسي متطلبات المكتب. الحقيقة الوحيدة الأن هي هذه الفتاة الموجودة بين ذراعيه والنار التي اوقدتها في كيانه.
أبعد رأسه أخيرا وأخذ يحدق في ملامحها الذاهلة. كان جيراد يريدها وينوي ان يحصل عليها ، ولكن الالحاح قد يقتل الصفقه احيانا، لذا قرر ان يعالج الموضوع بالحيلة والصبر، ويرشوها اذا قضى الامر. لكنه يريدها اما لابنتيه، وسيجاهد في سبيل ذلك
قال وهو يتركها:"فلنعد الى البيت . لاظنك تريدين ان نتمشى وسنتحدث اكثر عن هذا الامر فيما بعد."
حرص على ان يبقى قريبا منها ، لكنه لم يلمسها اثناء عودتهما، ولاح لهما الضوء امام الباب، فأسرعت كاسندرا ، وعندما صعدت الدرجات الى الباب، قالت:" لا اريد ان نتحدث عن هذا الامر اكثر من ذلك!"
بقيت هادئة اثناء سيرها وقد منعها الذهول، لما حدث ، من تنظيم افكارها ، لكنها ارادت ان توضح موقفها قبل ان تذهب للنوم.
-وانا لن اقبل بأي جواب الليلة. ادخلي ، لانني مازلت اريد ان اتمشى.
وانتظر حتى اصبحت عند الباب، فاستدارت نحو الطريق.
واخذت تنظر اليه مبتعدا وقلبها يخفق في صدرها بعنف . كان عناقه مدمرا، لولا انه كان يمسكها لتهاوت، فقد شعرت عندها بوهن في ركبتيها.
منتديات ليلاس
امضت كاسندرا بعض الوقت في الحديث مع الجد. حدثها عن المدينة سونورا والتغيير الذي رآه في تلك المدينة الصغيرة النائمة اثناء اندفاع الناس للبحث عن الذهب. ولم يمض وقت طويل حتى اخذ يتثاءب، فأدركت كاسندرا انه متعب ،وقالت وهي تقف:" اظن انه على ان اخلد للنوم". ثم انصرفت الى غرفتها.
أطفاءت النور بعد فترة، ثم استلقت في الظلام. حاولت ان تتجاهل اضطراب حواسها عندما تذكرت عرضه الزواج. لم يذكر الحب او الاخلاص، بل ذكر فقط ، وبكل بساطة ، ان ابنتيه بحاجة الى ام وانه يريدها لهذاالعمل، هل هذه هي نظرته الى الزوحة؟ كأي موظف عنده؟
ارادت ان تثور للطريقة القاسية التي صاغ بها الاشياء ، لكنها لم تستطع الامنتاع من ان تتصور نفسها زوجة له ، زوجة تراه كل يوم وكل ليلة، تذهب برفقته وبرفقة التوأمين في نزهة. تراها حمقاء في رفضها عرضه؟ لقد اعجبت به منذ اليوم الذي عرفته. هذا لايعني ان الاعجاب
هو اساس للزواج. منذ ماتت امها، اخذت تبحث عن الحب. فهل يمكنها القبول بأقل من هذا؟
وماذا يحدث اذا رفضت؟ سيبحث عن امرأة اخرى، طبعا ، فاهتمامه بها مرتبط بالتوأمين.
كيف يمكن ان يعرض علاقة مصلحة مرة اخرى؟ ولكن ، من الاقاصيص التي سمعتها الليلة عن طفولته، مالذي يعرفه جيراد عن الاسرة؟ كان واضحا ان والديه كانا يتشاجران في كل لحظة من زواجهما. وعندما توفيا، ذهب ليعيش مع جده الفظ، لقد اعترف سيلاس بأن زوجته أنشأت ابنهما وحدها، ولهذا ، عندما اضطر لتربيه جيرد، كانت خبرته محدودة للغاية في ذلك المجال.
عليها ان تجد رجلا يحبها... عليها ان ترفض جيرد . ان مهنتها مهمة جدا لها... ويوما ما ، ستجد رجلا يحبها... عليها ان ترفض جيرد .ان مهنتها مهمة جدا لها ... ويوما ما ، ستجد رجلا يحبها حقا.
سمعت كاسندرا وقع خطوات هادئة في الردهة ، فعرفت على الفور انها خطوات جيرد. لقد وصل جيرد الى البيت بالسلامة . واذا اطمانت لوصوله ، استغرقت بالنوم
استيقظت في الصباح التالي عندما انفتح بابها، وارتمى جسدان صغيران على جانب سريرها. فتحت عينيها ببطء واخذت تحدق في وجهين متشابهين مشرقين. وقالت باسمه:"مرحبا".
رفعت أشلي ذراعيها:" احمليني يا كاسي!"
فقالت بريتاني:" وانا ايضا!"
رفعت كاسي الطفلتين الى سريرها ، واحتضنت كلا منهما.
وقالت أشلي:"اروي لنا قصة!"
كتمت كاسندرا ابتسامتها. فقد بدت الطفلة متسلطة كأبيها . وشعرت انها تحب تينك الطفلتين الغاليتين. انهما متشابهتان للغاية، ومختلفتان في الوقت عينه.
اخذت تروي لهما قصة وتسهب في وصف المناظر ، وتستعمل صوتا خشنا فظا لتقليد العملاق.
سألها جيرد من عند الباب/:اليس هذا مخيفا نوعا ما لطفلتين في الثانية من عمرهما؟"
رفعت كاسندرا بصرها مجفلة . كانت مستغرقه في تسلية الطفلتين الى درجة انها لم تسمعه. كان يرتدي بنطلون جينز وقميصا قطنيا أزرق، وقد اتكأ على مسكة الباب واخذ ينظر اليهن.
-انها مجرد قصة خرافية، والعديد من تلك القصص مخيفة نوعا ما ولكن الم تسمعها عندما كنت صغيرا؟
فأوما قائلا:" لكنني كنت صبيا!"
-وهل يشكل ذلك فرقا؟
ولوحت له اشلي بيدها:"مرحبا بابا اننا نتدفأ مع كاسي"
-هل من مكان لي؟
احر وجه كاسندرا ونظرت اليه:" لا ، مامن مكان لك!"
-انه سرير صغير، سريري الواسع المزدوج في البيت يتسع لنا جميعا.
تذكرت كاسندرا ذلك السرير الضخم الذي كان يحتل معظم مساحة الغرفة تقريبا، وتذكرت حين قال لها انه عندما تستيقظ الطفلتان تنضمان اليه لتندسا تحت الاغطية وتسمعا المزيد من الحكايات. بامكانها ان تعيش كل هذا بقولها كلمة "نعم" فحسب.
قال جيرد هازلا:" حان وقت النهوض من النوم، فجدي يحضر لكم الفطور".
تمنت كاسندرا لو يذهب ، فقد كانت تود الخروج من السرير . ولكنها وجدت ذلك صعبا لوقوفه هناك ينظر الى كل حركة!
ابتسم وبقي واقفا مكانه.
سألته :" أتريد ان ترتدي الطفلتان ملابسهما اولا؟"
-لا، افضل ان تبقيا بملابس النوم.
-اما انا فافضل ان ارتدي ملابسي قبل تناول الفطور.
-اسرعي اذن ، فقد وضع جدي اول دفعه من الكعك في المقلاة
فقزت الطفلتان من السرير تنتظر رحيله كي تنهض.
-اتريدين مساعدة؟
حملقت فيه، كان يعلم بحيرتها... تبا له!
-اذهب وساعد ابنتيك!
ضحك برقة، ثم ابتعد عن الباب، لكنه لم يتوجه الى المطبخ وانما
دخل الغرفة. واخذت تنظر اليه ، متسمرة في مكانها ، وهو يتوجه الى سريرها. كان قلبها يخفق ولم تستطع ان تتنفس. واحكمت قبضتها على البطانية وهي تراقب كل حركة منه. لم تثق بذلك اللمعان في عينيه ، لم تثق به على الاطلاق!
قال وهو يميل نحوها : "صبح الخير"
ولم تعرف هي كيف مال رأسها الى رأسه، وكيف ارتفعت ذراعاها لتطوقا عنقه؟ ومالذي جعلها تتشبث به هكذا؟ لم تكن تريد ان تشجع هذا الرجل ! فلديه مايكفي من الافكار الخطرة!
سمعت صوت سيلاس ينادي من المطبخ:"جيرد! بات الفطور جاهزا على المائدة!"
ابتعد جيرد عنها وجلس على حافة السرير قائلا:"آه، صوته هذا يعني (تعال الى هنا حالا) ، فأنا اتذكر تلك النبرة منذ كنت صبيا"
-الا تظن انه من الافضل ان تذهب ؟
ارادت ان تلقي بنفسها بين ذراعيه مرة اخرى ، وشعرت بأن دما ساخنا يجري في عروقها.
-هل ستنهضين؟
-نعم، بعد ان تذهب.
وشدت الاغطية على جسمها الى الاعلى وراحت تحدق به:"ماكان عليك ان تكون هنا!"
فابتسم بجرأة:"انا احب هذا المكان كما احب ان اكون بقربك!"
-مازال الجواب (لا)
قالت ذلك ، تذكره بعرضه المشين للزواج بها.
-لا اتذكر أنني القيت عليك اي سؤال.
-هذا يتعلق بالليلة الماضية.
-آه، ذلك السؤال، لا اريد ان اناقشه الان. ربما فيما بعد.
-لا، لقد سبق واعلمتك بجوابي.
-كاسندرا ، انت جديدة في مسألة التفاوض! لم تسمعي كل النقاط بعد. هناك ثمن على الدوام. وعلى ان اعرف مالذي تريدينه الان لقاء قبولك عرضي؟
وامسك يبدها يتأملها ، ويمرر أنامله على بشرتها الناعمة.
-انت تجعلني اشعر الان وكأنني قطعة أثاث تريد ان تشتريها.
-وربما أرشوك؟
وفكرت كاسندرا بأنه يكفي ان يعانقها ست مرات يوميا.
استجمعت كرامتها وسحبت يدها قائلة:"ارجو ان تتركني وحدي لارتدي ثيابي".
-لاترتدي ثيابك لاجلي!
-لكنك ترتدي ثيابك!
-يمكنني ان اغيرها
ومد يده الى الزر الاعلى في قميصه فأغمضت عينيها وقالت:"لا، اذهب وتناول فطورك".
عندما نهض واقفا، سمعت كاسندرا ضحكته الخافتة وهو يبتعد. وفكرت كم هو مثير للاعصاب.
(لن اتزوج لاكون مجرد حاضنة) . قالت هذا وهي تمشط شعرها بالفرشاة. وعندما رضيت عن مظهرها غب البنطلون الجينز المريح والقميص الاصفر ، القت بقميص نومها في غرفة النوم واسرعت الى المطبخ. ليس من اللائق ان تسئ معاملة سيلاس:"هل نمت جيدا؟"
-بشكل ممتاز!

وجلست على الكرسي الذي اشار اليه الجد، متجاهلة جيرد، ثم نظرت الىكومة الكعك في طبقها. فقالت:"لن استطع ان آكل كل هذه!
فقال جيرد:"كلي قدر ماتشائين، وسنلقي الباقي خارجا للعصافير"
فقالت بريتاني والقطر يتلألا على ذقنها :" انه كعك حلو"
وقالت اشلي بفم محشو :"ولذيذ جدا".
فقالت لها كاسندرا:" ابلعي الطعام قبل ان تتكلمي!"
لقد تكلمت من دون ان تفكر بما قالته، فبدت كالام تماما. ثم نظرت الى جيرد ولم تعجبها تعابير وجهه. لقد قالت له (لا) عشرات مرات. الم يسمعها؟
أكلت كاسندرا بسرعة، راجية ان يتمكنوا من الرحيل في اسرع مايمكن.
كان قدومها الى هنا، غلطة . انها بحاجة الى البقاء بعيدا عن جيرد، فهو لن يصغي اليها . فليذهب ويبحث عن ام اخرى لابنتيه.
نقبض قلبها لهذه الفكرة. اذا وجد امرأة اخرى، لن يدعوها لكي تساعده برعاية بريتاني واشلي. ستكون هناك امرأة اخرى تفتنها الطفلتان وتضحك لتصرفاتهما، ويذوب قلبها عندما تراهما فرحتين وتبتسم راضية. قررت كاسندرا ان تهتم بعملها، وفكرت انه عليها ان تعود الى بيتها، لتفكر بكل هذا بهدوء ، ولكن جيرد لم يكن مستعجلا. عندما اغتسلت الطفلتان وارتدتا ملابسهما، خرجوا، ورافقهم كاسندرا بعد ان طلب منها جيرد ذلك، كونها خبيرة بأمور الاولاد.
كان النهار رائعا والشمس تتألق في سماء صافية والنسيم يحمل شذا الصنوبر والارز.
اقترحت كاسندرا عليهم لعبة فراحت الطفلتان تركضان بسرعة وتقهقهان ضاحكتين. وبعد عدة جولات، قالت كاسندرا للطفلتين:"لم اتوقع ان يشترك والدكما معنا".
نام جيرد ووضع يديه تحت رأسع قائلا:"لم العب هكذا منذ اكثر من خمسة وعشرون عاما".
نظرت اليه كاسندرا وقد اغمض عينيه. وتمنت لو تلمس وجهه بأصابعها وتشعر بحرارة جلده.
جلست بريتاني بجانب جيرد واخذت تضربه قائلة:"لاتنم"
ففتح عينا واحدة وابتسم قائلا:"لست نائما، انا ارتاح فقط!"
فقالت كاسندرا:"بابا رجل عجوز يريد ان يرتاح بعد اللعب".
فقال دون حرارة:" خداعه، ستجعلينهما تصدقان ذلك!"
وصرخت بريتاني لاشلي:"بابا عجوز"
-اثنان وثلاثون لاتعني انني عجوز!
-اذا كنت في الثانية من عمرك ستعتبر عجوزا كذلك!
-كم عمرك انت؟
-خمسة وعشرون .
فقال دون ان يفتح عينيه:" هذا يجعله زواجا حقيقيا ياكاسي. يمكنك ان تنجبي لي المزيد من الاطفال الى جانب هاتين الطفلتين. وعندما يكبرون ويذهبون الى المدرسة، تعودين انت الى ممارسة عملك!"
اخذت كاسي تنظر الى الطفلتين بينما سرت في جسدها الحرارة لكلماته. اطفال من جيرد؟ ربما تنجب صبيا صغيرا في المرة التالية...
صبيا صغيرا قد يرغب بأن يمضي فصول الصيف مع سيلاس، ويلعب في الجبال وينشأ مثل ابيه. اخذت نفسا مرتجفا ثم وقفت وقالت:"لقد تأخرنا، علينا ان نحزم امتعتنا لنعود الى بلدنا. اظننا انهكناهما بالركض، وقد تنامان وال رحلة العودة!"
اخذت كاسندرا تتأمل جيرد وهو ينهض من دون جهد. ولم تستطع ان تمنع نفسها من ان تلاحظ قوة جسمه وعرض كتفيه. كان يبدو في بذلة العمل جادا رزينا، اما الملابس العادية فكانت تبرز رجولته ومظهره الجذاب. اغمضت عينيها واشاحت بوجهها ، فاقترب منها.
-كاسي؟
-ماذا؟
-حان الوقت لتنحدث في امر معين، امر اظن انه سيعجبك.
نظرت اليه حابسة انفاسها ، وفجأة ادركت انها تحبه! لقد بقيت شهرا معجبه به. وكانت تسر لاي إطراء يوجهه لها حول عملها . لكنها تنبهت خلال هذين الاسبوعين كم هو عزيز عليها.
خفق قلبها، لايمكنها ان تتزوج هذا الرجل.. ومع ذلك، لايمكنها ان تسمح له بأ، يتوزج امرأة غيرها؟
مال جيرد نحوها وراح يتأمل وجهها، ثم رفع ببطء نظاراتها عن وجهها ووضعها في جيب قميصه.
-اذا تزوجتني سأقدم لك مجانا عشرين في المئة من شركة هنتر ، وبذلك تضمنين مهنتك الى الابد!
نظرت اليه مذهولة، وكادا ان يغمي عليها . حاولت ان تركز على عينيه القاتمتين وكان صدى كلماته يترجع في رأسها.
-ماذا قلت؟
-لقد سمعتني ، عشرون في المئة نسبة جيدة! فأنا نفسي املك فقط واحدا وخمسين في المئة ، والتسعه والاربعون الاخرى هي ارث اشلي وبريتاني من امهما، لكنه سيبقى ضمن الاسرة.
اغرورقت عيناها بالدموع. لقد ادركت لتوها بأنها تحب هذا الرجل بينما هو يرشوها لكي تتزوجه، وتملكها الالم. ازاح جيرد خصلة من شعرها الى خلف اذنها وبقيت اصابعه لحظة اطول على وجهها وكأنه يستمع بنعومة بشرتها. ثم اخترق الصمت السائد قائلا:" انت تحللين كل شيء حتى النهاية،كما تحللين التسوق تماما. قولي نعم ، ياكاسي."
-لكن ذلك لن ينجح ابدا!
-بل سينجح طبعا، سنحرص على ذلك! قولي نعم.
حبست انفاسها، والافكار تدور في رأسها. تنفست بعمق والقت بالحذر عرض الحائط ، ثم أومأت بالقبول.
ابتسم جيرد ومال نحوها. واذ لفحت انفاسه وجنتيها، اغمضت عينيها وانتظرت ان يعانقها، واذا بصوته يهذر في اذنها:"اشلي ، لا".
وتركها واندفع نحو لطفلة، التي كانت على وشك وضع ازهار بريه في فمها. فنظرت اليه كاسندرا وقد تملكها الاضطراب، انهما خطيبان منذ ثمانية ثوان فقط، ومع ذلك تجاهلها لاجل طفلتيه، هل هذا يدل على نوع حياتهما المقبلة؟ ستحاول ان تمنع ذلك ، لكنها ستحرص على الا تدعه يعلم انها تحبه، فهو من ذلك النوع الذي ينتهز ذلك لمصلحته.
كانت رحلة العودة هادئة، فقد نامت الطفلتان في مقعديهما حالما ابتعد جيرد بالسيارة عن بيت جده, اما هي فراحت تفكر بعملها، وبالمسودة التمهيديه التي عليهم ان يضعوها قبل المباشرة بالمشروع الذي خططت له. اترى"ميلاني" انهت الجزء الخاص بها في المشروع؟ سيكون على كاسندرا ان تتأكد من ذلك في الصباح الباكر. بعد العمل، سوف تنصرف لشراء بعض الاغراض. حاولت ان تبعد ذهنها عن التغيير البالغ الاهمية الذي قلب حياتها ، لكنها لم تستطع الاستمرار في ذلك طويلا.
اذا تزوجا فلن تعود بحاجة الى شقتها. لقد وافقت على الزواج من جيرد هنتر. اتراها اقترفت خطأ بذلك؟ نظرت اليه متسائلة متى تراه ينوي الزواج بها؟ وهل يمكنها حقا اتمام هذا الامر. اذا لم تتزوجه، سيتزوج امرأة اخرى. وهذا ما قوى من تصميمها على الزواج به.
نظر اليها جيرد وهي غارقة في التفكير ، فقال لها بهدوء:"هل تراجعين افكارك؟"
-ربما.
فقطب حاجبيه وقال:" افكر في اتمام الزواج يوم الجمعة القادم. سأطلب من هيلين انجاز المعاملات لتتزوج في اي يوم من هذا الاسبوع!"
فتملكها الذعر:"بهذه السرعة؟"
-هل من سبب للانتظار؟
هزت رأسها نفيا... آملة بأن تعتاد على هذا.
تجاوز جيرد بيتها وتابع السير الى بيته مبارشة، حيث ساعدته في اطعام الطفلتين. كانت قبلا تشعر بالارتباك والغربة في تلك الشقة. اما الان فقد بدأ كل شيء يبدو مألوفا.
بعد ان استعدت الطفلتان للنوم، ركضتا الى غرفة الجلوس، جاهزتين للاستماع الى الحكاية.
قال جيرد وهو يحمل اشلي ويضعها على ركبتيه:"اليوم ، ستحكي لنا كاسي الحكاية".
عندما جلست كاسندرا، مال عليها بسرعة يطبع قبلة على جبينها وقد برز تحد غريب في عينيه. لم تستطع كاسندرا ان تتنفس او ان تركز على سرد الحكاية. وما ان انتهت حتى كانت الطفلتان غارقتين في النوم ، على الرغم من قيلولتهما الطويلة. فحملتهما مع جيرد ، الى غرفتهما ووضعتهما في سريريهما. وللمرة الاولى، اخذت تفكر في ما وافقت عليه. سيكون لها دور فعال في حياة هاتين الطفلتين الغاليتين. وستكون الذكرى التي يتذكرانها. وستأخذهما الى المدرسة ، وتحضر مسرحياتهما في اعياد الميلاد، وتسمع لها دروسهما، وتمسح دموعهما عندنا تصبحان مراهقتين، ويصبح الفتيان بالنسبة لهما مصدر ارباك وخيبة امل.
وكانت تعلم انها ستحبهما الى ان تموت ، تماما كما تحب اباهما والتفتت تبتسم لجيرد بخجل.
وسار امامها الى غرفة الجلوس وهو يسألها:"هل انت متلهفة للخروج ام يمكنك البقاء لنتحدث عدة دقائق؟"
اجابت:"يمكنني البقاء اذا اردتني ان ابقى"
فنظر اليها متأملا:"تتكلمين كموظفة ممتازة. انت شريكة الان، ياكاسي ، وبعد اقل من اسبوع ستكونين زوجتي".
-وماذا تتوقع من هذا الزواج ياجيرد؟ الطاعة؟ ان انحني لارادتك بخنوع؟
فضحك قائلا:" لا انتظر ذلك منك، بل اتوقع منك ان تفعلي ما تريه صوابا ، وتعلميني به فيما بعد."
وبدا الجد على وجهه فجأة، وجذبها اليه واراح جبهته على جبهتها:"اريد ان تكوني زوة محبة، تساعدني مع الاطفال وفي العمل. لا اتوقع منك ان تبقي في البيت وتكوسي نفسك لاشلي وبريتاني. ولكنك ستكونين موجودة كل ليلة وكل اجازة اسبوعية، كما سأكون انا تماما".
تمنت لو يكف عن الحديث ويعانقها ليبدد كل شك اخر في حياتها
-اريد امرأة تشاركني اموري. اياك ان تهربي الى نيويورك.
وجدت ان ما قاله غير ممكن ، فوعدته بعدم التخلي عنه.
احتضنها بشده وكأن ليس على كوكب الارض سواهما. وكانت كاسندرا هي ايضا، تنسى انهما ليسا وحيدين على هذاالكوكب!
* * *


- نهاية الفصل السابع -

 
 

 

عرض البوم صور ماري-أنطوانيت   رد مع اقتباس
قديم 30-10-08, 02:23 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29212
المشاركات: 47
الجنس أنثى
معدل التقييم: ماري-أنطوانيت عضو له عدد لاباس به من النقاطماري-أنطوانيت عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 102

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ماري-أنطوانيت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ماري-أنطوانيت المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

كتبت هذا الفصل العزيزه ((لحــ الوفاء ــن))
========================


8- ماما رقم اثنين...

عندما اخبر جيرد هيلين ، في اليوم التالي، عن خطبتهما، لم تندهش لذلك. كان يتوقع شيئا من الذهول بدلا من تلك الابتسامة الماكرة التي ارتسمت على وجهها . نظر اليها بغيظ ، ثم طلب منها الدخول الى مكتبه. وعندما اغلقت الباب خلفها، بادرته قائلة:" تهاني، اظن انه حان الوقت لذلك!"
=حان الوقت؟ ولكن لم يمض شهران على موت مارلين؟ انا استعجلت الزواج.
- اعني ان تعثر على امرأة تحبها وتتزوجها . انت ومارلين كنتما متشابهتين جدا ، اعرف انكما تزوجتما لتنشئا شركة. اما الان فقد حان الوقت لتحصل على زوجة لنفسك، وليس كما الامر مع مارلين! كن سعيدا ايها الرئيس ، ولا تقلق لذلك.
فتح جيرد فمه ليصحح لهيلين معلوماتها الخاطئة، لكنه عاد فأطبقه اذا شاءت ان ترى في هذا الزواج حب ، فلا داعي لان يحطم لها فكرتها هذه. يكفي ان كاسندرا تعلم الحقيقة. لقد ذكرت الحب امس ، لكن جيرد كان يعتبر ان الحب شعور غير واضح من المفروض ان يربط الناس ببعضهم البعض. والزواج من دون حب يمكن ان ينجح، عندما يحترم الزوجان بعضهمابعضا ويتشاركا هدفا واحدا. كان جيرد متشوقا للعمل، فبدأ يوضع قائمة بالمهمات التي سيكلف بها هيلين. عندما ينتهي من امر الزفاف، يمكنه ان يركز افكاره على عمله.
سألته هيلين:"وماهو شعور كاسندرا حيال هذا؟"
-لقد وافقت على الزواج بي.
قال هذا وقد تملكه شعور بالرضى عن النفس، لقد وافقت ولن يدعها تغير رأيها.
-لا اعني بالنسبة لذلك، اعني عن خططكما بالنسبة الى العرس، من المعتاد ان تقرر العروس هذه الامور بنفسها.
فقطب جبينه:"لا ادري".
-انصحك ايها الرئيس بإن تسألها على الاقل! Shinging tears
فأمرخا قائلا:"استدعيها!"
دخلت كاسندرا مكتب جيرد تلبيه لدعوة هيلين.نظرت اولا الى جيرد ثم الى هيلين. Shinging tearsهل كان هذا اجتماعا؟وابتسمت هيلين بحرارة:"تهاني، وتمنياتي الطيبة!".
بادلتها كاسندرا ابتسامتها وانتابها التوتر. كلما فكرت بالامر، زاذ توترها.ولكن ، نظر للحب الذي كانت تكنه لجيرد، لم تكن تستطيع ان تقف جانبا وتدع امرأة اخرى تتزوجه وتشاركه حياته وحياة التوأمين. كانت تريد ذلك لنفسها.
-طلبت من هيلين ان تضع ترتيبات حفلة الزفاف، ستحجز قاعة في "سيتي هول" ليوم الجمعة، وترى الاجراءات التي يجب ان نقوم بها.
عندما جلست كاسندرا بجانبه الى المكتب،قالت:"في الواقع ، ياجيرد، علينا ان نتحدث اكثر عن هذا الامر!"
-ماذا هناك لنتحدث عنه؟ لقد وافقت على الزواج بي وانتهى الامر.
-لا ، بل هي البداية! ولكن ليس هذا ما اعنيه. بعد ان عدت الى بيتي الليلة الماضية، اخذت افكر. هذا هو عرسي الوحيد، ولهذا لا اريد حفلا سريعا في "سيتي هول".
مال الى الخلف بحيرة:"لاتقولي انك تريدين عرسا فخما تستغرق ترتيباته ستة اشهر او اكثر؟"
-لا، ليس كذلك، فأنا لا انتمي لاسرة كبيرة، ولكن لي بعض الاصدقاء الذين اريدهم ان يحضروا، وافترض ان لديك اصدقاء يجب ان يحضروا. وكذلك جدك!. اريد عرسا في كنيسة، فكرت في ان تقيم العرس في كنيسة صغيرة قرب"كولوميس"اذا لم يكن لدى هيلين مانع، لم لا نحجزه ليوم الجمعة، سنتبع الخطة نفسها التي رسمتها ، ولكنني لن اتزوج في "سيتي هول."
فسألها"كم من الاصدقاء ستدعين الى العرس".
-اريد ان ادعو اعضاء فريقي في العمل، وبعض الجيران. كما ان بامكان صديقتي سوزي ان تكون اشبينتي... اي حوالي عشرة اشخاص.
-عشرة!
وحدق اليها. لم يكن يتوقع هذا العدد، فقد كان ينوي اقامة احتفال بسيط لشرعيةة العلاقة. هكذا كان عرسه مع مارلين، والان كاسندرا تتحدث وكانها عروس حقيقة. لكنها كذلك طبعا. ونظر اليها لحظة، وتساءل عما اذا ان على صواب في الالحاح عليها بقبول الزواج منه. انها صغيرة وامامها الحياة كلها، هل من العدل ان يربطها برجل لديه طفلتان، سبق له ان تزوج لمجرد المصلحة. هل ستكرهه على مر السنين؟
اضافت هيلين:"هناك عدة اشخاص سيتكدرون جدا اذا اقام جيرد عرسه دون ان يدعوهم".
فقال لها بحدة:"لست بحاجة الى رأيك".
فقالت كاسندرا:"بل انت بحاجة اليه! اذا كانت هي منظمة حفلة العرس، علينا ، نحن الاثنين، ان نصغي اليها، كم علينا ان ندعو من ناحية جيرد؟"
وكان كلامها الاخير موجها الى هيلين.
-مدير موظفيه، ووكيله القضائي، وعدة اصدقاء من مختلف المنظمات التي ينتمي هو اليها. هذا بالاضافة الى جده. فيبلغ مجموع المدعوين اثني عشر مدعو او اكثر.
فقال :"هذا يعني ان العرس اكثر من عشرين شخصا!"
فقالت كاسندرا:"انت ماهر في الارقام دوما. والمشكلة في هذا؟ ولاتنسى ان الطفلتين يجب ان تكونا حاضرتين".
-انهما طفلتان، والاطفال لايذهبون الى الاعراس.
-بل ستذهبان، عليهما ان تكونا هناك!
ولم تدع كاسندرا نفسها تنزعج رغم ان نظراته الغاضبة جعلت نبضات قلبها تتسارع. لقد فكرت الليلة الماضية طويلا في كل شيء . اذا كانت سترغم على زواج المصلحة، فهي ستصر على ان يكون لها رأي في الامور. وكما كانت تقول امها بالتبني(ابدأ بالشكل الذي تريد ان تستمر عليه) حدق جيرد اليها لحظة طويلة، ثم أوما قائلا:" تصرفي كما تريد العروس ، ياهيلين"
***
مر الاسبوع سريعا. وكانت كاسندرا تتساءل ما اذا قامت بالعمل الصواب. واذ كانت افكارها مشتته، اصبحت عرضة للمزاح بين افراد فريقها في العمل. وقد تملكتهم الرهبة في البداية، لفكرة زواجها من الرئيس، لكنهم سرعان ماعادوا يعاملونها كزميلة لهم بعد ان رأوا ان تصرفها لم يختلف معهم. فكاسندرا لم تكن من أولئك الاشخاص الذين يتباهون بالمظاهر، هذا لأن الوضع بأجمعه بدا لها اشبه بحلم ، فكيف تؤمن به، وتتصرف بوحيه؟
عندما اقترح جيرد عليها ان تنقل مكتبها بجانب مكتبه، رفضت ذلك، اذ لم تكن تريد اي تمييز لها بصفتها زوجة الرئيس. عندما اصرت على الرفض ، قال لها:" انت ايضا شريكة في المؤسسة وهذا يجعلك الرئيسة!".
-هذا بعد الزواج، وعلى الاوراق فقط. فأنا لا اعرف الا القليل بالمقارنة بك وببقية المدراء ذوي الاسبقية. وستمضي سنوات قبل ان اتمكن من اتخاذ قرارات كبرى، وربما ندع جانبا مسألة إعطائي حصة في الاسهم".
-ندع جانبا؟
ونظر اليها بإضطراب . ماذا تعنين بقولك(ندع جانبا)؟ هل تحاولين ان تقولي لي انك غيرت رأيك وأنك ترجئين الزفاف؟"
فهزت رأسها ساخطة:" لا، انا لا احاول ان ارجئ أي شيء ... ما عدا وضع الاسهم بإسمي، ظننتك ستكون سعيدا لهذا!"
قال مفكرا:" ظننت أن هذا ما رجح كفة الميزان فجعلك تقبلين"
فابتلعت ريقها ونظرت الى الملاحظات على الورق امامها. لم تستطع ان تخبره انها قبلت الزواج به كي لا تتزوجه امرأة اخرى، فهو سيطلب ان يعرف السبب، وهذا ما لا تستطيع ان تخبره به.
-اظن فقط انه عليناان نتنظر. هذا كل شيء!
-لاباس إذن، دعيني اعلم حين تشائين ذلك.
قال هذا ، وعاد يناقش معها المشروع الذي كان بين يديه.
&&&
عندما حل صباح الجمعة ، كانت كاسندرا متوترة الاعصاب كثيرا، كانت قد قامت بكافة الاستعدادات، فوضعت في حقائبها ما يكفي من الملابس، كما قامت بعرض شقتها للبيع.
عندما كانت ترتدي ملابسها صباح يوم الجمعة، كانت تتساءل بقلق عما اذا كان قرارها قبول الزواج به ، صائبا.
سألتها سوزي صديقتها، التي كانت ترتدي فستانا وردي اللون، يبرز سمرة لونها :"كاسندرا... هل انت بخير؟"
طرقت كاسندرا بعينيها ، ثم ابتسمت وقالت:" نعم، طبعا! اظنني متوترة قليلا، هذا كل شيء!"
تأوهت سوزي وقالت ضاحكة:" كم اتمنى ان يكتسحني حب رجل طويل وسيم واسمر، انا ايضا!"
بادرت كاسندرا الى تصحيح خطأ سوزي ، لكنها عادت وغيرت رأيها، فلتدع صديقتها تظن بأن زواجهما شاعري، لانها سوف تشتت احلامها، اذا اخبرتها بالحقيقة.
&&&
-انا اساعد ... بابا.
قالت بريتاني هذا عندما ربطت شريط حذاء ابيها.
-شكرا ياحبيبتي، لكنني أظن انه بإمكان بابا ان يربط شريط حذائه بنفسه!
ورفع فردة الحذاء من بين يديها واخذ يفك الشريط المربوط، متسائلا عما اذا كان من الاسرع ان يقطعه ويضع مكانه شريطا جديدا.
كانت الاثنتان تريدان مساعدته، والقى باللوم على كاسندرا فقد اصرت على ان تحضرا العرس، والا لكانتا بقيتا مع جينيفر، دون ان تعلما شيئا عن الامر.
القى بفردة الحذاء وسط السرير لبيقيه بعيدا عن يدي بريتاني، واندفع نحو الحمام بحثا عن اشلي، فرآها على كرسي المرحاض، وكريم الحلاقة يغطي وجهها. كانت الرغوة منتشرة في كل مكان ، على الجدران والمرآة وقميص نومها.
قال لها معنفا:" اشلي ، الم اقل لك امس الا تعبثي بأغراض بابا؟"
-اريد ان احلق!
-البنات الصغيرات لا يحتجن الى الحلاقة، وكذلك الصبيان الصغار!
وجاءت بريتاني الى الباب فضحكت قائلة بإبتهاج:" رجل الثلج ! وانا ايضا".
واخرج بريتاني من الحمام، ثم اخذ ينظف اشلي. ود لو كانت كاسندرا معه ، فتهتم بواحده منها، او على الاقل كان هذا مايرجوه.
غسل وجه اشلي وانتبه الا يلطخ ثيابه بالكريم، ثم شطف شعرها بالماء وارسلها الى غرفتها، وحاول ان ينظف الحمام.
غير جيرد ملاءات سريره حالما استيقظ هذا الصباح، وافسح في غرفة ملابسه مكانا لملابسها.
-بابا... اريد كاسي.
-سآتي اليك بعد لحظة!
كان يرجو ان تغط ابنتاه في نوم عميق الليلة. ربما عليه ان يأخذهما بعد الظهر الى الحديقة العامة ، فتلعبان كثيرا وتستغرقان في النوم سريعا.
&&&
كان جيرد قد ارسل الى كاسندرا سيارة ليموزين ، صعدت كاسي الى المقعد الخلفي وكانها اعتادت على ذلك طوال حياتها وساعد السائق سوزي على الدخول، ثم وضع الحقائب في صندوق السيارة.
سألتها سوزي وهي تفحص كل شيء :" انها سيارة بغاية الترف، هل ستسافرين دوما بالليموزين؟"
-طبعا لا، لدي جيرد سيارة جيدة، وقد ذهبنا فيها الى سونورا، خلال العطلة الاسبوعية الماضية.
-لم تتحدث الا القليل عن هذا الرجل. اريد ان اعرف عنكما كل شيء. انت افضل صديقاتي ولن اسمح لك بالزواج الا بعد ان ابارك الزواج!
وضحكت سوزي مازحة.
-وماذا تريدين ان تعلمي؟
-متى ادركت انك تحبينه؟
-في فناء بيته في سونورا ، اثناء العطلة الاسبوعية الماضية ، وقبل ان بعرض على الزواج مباشرة
-آه ، اخبريني المزيد.
رأت كاسندرا انه لم يكن هناك الكثير ليقال، لكنها حاولت جهدها ن تصور لصديقتها علاقتها بجيرد ، علاقة شاعرية وسعيدة، وبالغت في عدد المرات التي كانا يمضيانها وحدهما وادركت كاسندرا انهما لم يخرجا قط في موعد حقيقي، وانها ستتزوج قبل ان تحصل على فرصة للخروج معه. تجاهلت وخزة خيبة الامل التي انتابتها، واخذت تزخرف كل اجتماع، مركزة حديثها على مظهره وحديثه وكيف يذوب قلبها بمجرد النظر اليه.
وعندما توقفت الليموزين امام الكنيسة، عانقت سوزي كاسندرا وقالت، بينما كانت الساعة تشير الى الحادية عشرة . حياها الكاهن ودخلت هيلين بابتسامة عريضة.
منتديات ليلاس
قالت لها هيلين:" لن تكوني عروسا من دون باقة ورد!"
ثم تقدمت الى كاسندرا باقة الورود البيضاء والوردية، كما قدمت الى سوزي باقة من الورد الاصفر.
عانقت كاسندرا هيلين وقد تأثرت برقتها واهتمامها وشكرتها وقد اغرورقت عيناها بالدموع ، ثم اخذت تطرف بعينيها بسرعة محاولة ان تستعيد اتزانها.
سألتها هيلين:" هل انت جاهزة؟"
وعندما أومات كاسندرا، ابتسمت هيلين وقالت لها :" ثمة شيء اخر، لقد طلب مني جيرد ان ارفع نظاراتك"
-نظاراتي؟ لكنني بحجة اليها.
-اطيعي الرجل ، ياحبيبتي ! انه لايطلب الكثير
فأومات كاسندرا ، ورفعتها عن عينيها وناولتها اياها فصار كل شيء بعيدا عنها.
كادت كاسندرا تختنق فلم تستطع الكلام، انه عرسها وسيبدأ بعد ثوان ، وسترتبط بجيرد حتى اخر حياتها.
ابتسمت سوزي لها وسارت نحو الباب. وعندما علاصوت الموسيقى، فتح الباب على مصرعيه.
اجفلت كاسندرا لرؤية كل هؤلاء الناس ، وترددت . كانت تعلم انهم لايتجاوزون الثلاثين شخصا الذين تحدثا عنهم ، ولكنهم بدوا لها وكأنهم جمع غفير. كانت كل الاعين عليها، فجمدت مكانها ، وهمست لها سوزي وهي تدفعها بمؤفقها:" هيا! انها الموسيقى الزفاف".
وامام المذبح ، رات جيرد ، فبدا لها طويلا وبعيدا ، ورغم انها لم تكن تستطع رؤيته بالضبط، استطاعت ان تشعر بقوة نظراته من حيث كان يقف. ثم تحولتنظراتها الى اليمين . كان قد طلب من جده ان يكون شاهده، وادركت ان سيلاس سعيد.
تنفست بعمق وهي تسير نحو الامام، وكادت تتعثر بقدميها ، عندما رأت طفلتين متماثلتين تحدقان اليها وتضحكان لها . كان ثوبهما وردي اللون كلون ورود باقتها. وبدت الطفلتان رائعتين للغاية. وادركت ان قبولها بهذا الزواج هو قرار صائب ، لكونها ستعتني بنفسها وبهاتين الطفلتين. فرق قلبها واغرورقت عيناها بالدموع وهي تسير في الممر خلف سوزي.
عندما وصلت الى جيرد ، اوما لها برأسه ثم التفت الى الكاهن
وقالت اشلي :" مرحبا، كاسي!"
فابتسمت وهمست لها "مرحبا"
وبدا الكاهن يقول " أعزائي..."
واذا ببريتاني تقف اما كاسندرا وتقول لها رافعة ذراعيها :"احمليني".
وقالت اشلي :" وانا ايضا!"
فقال لهما جيرد بهدوء:"ليس الان!"
فهمست كاسندرا :" يمكنهمت ان يريا بشكل افضل اذا كانتا عاليتين".
وناولت سوزي باقة الورد ثم انحنت لتحمل بريتاني ، وبعد ان سوت ثوب الطفلة، منحت جيرد ابتسامة مشرقة ثم تحولت نحو الكاهن.
-وانت تتهمينني بأنني ادللهما!
وبعد ثانيتين ، كان جيرد يحمل اشلي وقد بدا كل شيء طبيعيا ، وكأن كل عريس يحمل طفلا على ذراعه اثناء تبادل العهود مع عروسه.
ارتسمت على وجه الكاهن ابتسامة عريضة ثم بدا مرة اخرى .
التقت عينا كاسندرا يعيني جيرد . واجه كل منهما الاخر بينما الكاهن يتلو كلماته الازلية . وعندما سأل جيرد عما اذا كان سيأخذ كاسندرا زوجة له رن صوته عاليا وهو يقول:"نعم!"
كانت الطفلتان هادئتين، متأثرتين برهبة الموقف. وعندما طلب الكاهن من كاسندرا ان تكرر عهودها ، اشتدت قبضتيها على بريتاني. لم تكن تزوج جيرد هنتر فحسب، بل توافق ايضا على ان تكون اما لهاتين الطفلتين الصغيرتين. وجدت ان وجودهما في هذا الاحتفال كان ملائما وكان تبادل الخاتمين والطفلتين على ذاعيهما، مربكا تماما، لكنه انتهى على خير.
-يمكنك ان تقبل عروسك.
تألقت عينا جيرد ، ثم انحى ببطء ليقبل كاسندرا. فأعلنت اشلي " بابا قبل كاسي!"
تعرفت كاسندرا على نصف المدعوين، املة ان تتمكن من ان تتذكر اسماءهم. وسرها ان ترى النساء والرجال الذين تعمل معهم وجيرانها سعداء يشاركونها فرحة هذا اليوم.
بدا سيلاس وكأنه صديق قديم، احتضنها بشدة وهو يقول بخشونة " كوني طيبة مع ولدي!"
كانت هيلين قد رتبت امر حفلة غذاء صغيرة في ناد خاص في "نورث بيتش" فتوجه جميع المدعوين الى هناك.
&&&
اخذت كاسندرا ترشف العصير باسمة ، وراحت تشكر كل ضيف لقدومه. وعندما حل العصر كانت وجنتاها تؤلمانها، وكذلك قدماها، وشعرت بدوار ولكنها لم تشأ ان ينتهي النهار. فقد كانت تستمتع بوقتها كثيرا. وعندما غادرا، انتقلا الى شقة جيرد لكي يبدآ حياتهما الجديدة معا.
شعرت بقلبها يخفق، وبافكارها تتشابك بحيث لم تستطع التفكير بوضوح، كان ذاك اليوم يوم الجمعة، وكانا سيذهبان الى البيت بعد الحلفة الاستقبال. وبعد ان يضعا الطفلتين في فراشيهما ، يبدآ حياتهما الجديدة معا.
لم يكن عليهما ان يذهبا للعمل قبل يوم الاثنين، وهذا يعني ان لديهما يومين كاملين لايعملان فيهما شيء سوى....
-يبدو وجهك متوهجا، هل الجو حار هنا؟
سألتها هيلين، فأجابت:"لا، انا بأحسن حال. والحفلة رائعة. لا اصدق انك انجزت كل هذا بهذه السرعة. كل شيء بالغ الجمال. اعلم طبعا مدى كفاءتك، ولا يمكن لجيرد ان يتدبر اموره من دونك، لكن عملك هذا لايصدق.."
وسكتت كاسندرا فجأة، فقد كانت تثرثر دون وعي . ونظرت الى جيرد خلسة ، وسرها ان تراه يتحدث الى احد اصدقائه. ومنحها هذا فرصة تتأمله فيها ، من جون ان يشعر.
كان يبدو بنفس الهدوء الذي يبدو فيه اثناء اجتماعات العمل. ولم لا؟ فهذا الامر، بالنسبة اليه، هو مجرد صفقة اخرى. صفقة عقدت ونفذت.
وفجأة تمنت من كل قلبها لو ان هذا الزواج كان زواجا طبيعيا حقا،
ولو انه يحبها بقدر ماتحبه. كيف يمكنها ان تحتمل هذا سنة بعد سنة..؟
ان تطلب منه الخلاص ، فلاتحصل على غير التهذيب والكياسة؟
نظر اليها فالتقت اعينهما ، ابتسم واشار اليها بأن تأتي اليه. وعندما دنت منه ، عانقها وشدها اليه يسألها:"هل انت جاهزة للخروج؟"
فتملكها الذعر:" الان؟"
-لقد اكلنا، وتحدثنا مع الجميع، وقطعنا كعكة الزفاف. هل هناك سبب لبقائنا؟
فهزت رأسها:"لا اظن ذلك. اين البنتان؟"
-بريتاني مع جدي واظن هيلين اخذت اشلي منذ فترة.
-امنح هذه المرأة ترقية، انها تستحقها!
-هل لانها اخذت احدى التوأمين الفظيعتين ام لاجل هذا النهار؟
-لاجل الاثنين!
وامالت رأسهاا بشجاعة ونظرت مباشرة في عينيه:"لقد كانت حفلة استقبال جميلة للغاية."
-رغم وجود الطفلتين المشاغبتين معنا؟
-لم تكونا مشاغبتين بل كانتا حسنتي السلوك تماما
-الم تشعري بأي خيبة امل؟
- ولم اشعر بذلك؟ كان اليوم رائعا، والليموزين سلبت لب سوزي
-وانت؟
فأومات:"شكرا ياجيرد، كان كل شيء رائعا!"
-ولم ينته بعد.
سرت الحرارة في جسدها وقالت بصوت خافت:"لا . لا اظن ذلك!"
وهكذا ودعا ضيوفهما، وحملا الطفلتين وصعدا الى الليموزين، وعندما جلست في لمقعد الجلدي الناعم، حاولت ان تبدو طبيعية وقالت اشلي من مقعدها المقابل:" احكي لنا حكاية ياكاسي."
فقال جيرد:" اسمها الان ماما"
فقالت بريتاني:" ماما ذهبت"
-كاسي هي ماما الان، يمكنك ان تناديها ماما!
فنظرت اسلي حولها وقالت:"ماما؟"
-جيرد، اظنك تربكهما، يمكنهما ان تستمرا بمناداتي كاسي.
-اذن سيحدث الارتباك عندما تنجب اطفالا وانا وانت . اشبس ، بريتاني ، كاسي هي ماما الجديدة، ماما الاولى ذهبت، لكن كاسي ستكون ماما الجديدة. ماما رقم اثنين.
فحاولت اشلي ان تفهم:" ماما اثنين؟"
لم تتفوه كاسندرا بأي كلمة، فقد اخذ قلبها يخفق لذكر انجاب اطفال منهما ، هما الاثنين
فسألته بريتاني:" كاسي، ماما اثنين؟"
-نعم ، كاسي هي ماما رقم اثنين!
* * *


نهاية الفصل الثامن

 
 

 

عرض البوم صور ماري-أنطوانيت   رد مع اقتباس
قديم 30-10-08, 08:08 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 43937
المشاركات: 27
الجنس أنثى
معدل التقييم: رايقه وفاضيه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رايقه وفاضيه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ماري-أنطوانيت المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تحممممممممممممممممممممممممممممست مع الروايه اتمنى تكتمل

 
 

 

عرض البوم صور رايقه وفاضيه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, لن تندمي, barbara mcmahon, daddy and daughters, باربرة ماكماهون, دار الفراشة, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t96902.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 07-05-10 01:18 PM


الساعة الآن 11:27 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية