كاتب الموضوع :
sasa sasa
المنتدى :
الارشيف
الفصل الثانى
اللقاء
كان برايت ادامز رجلا مكتمل الرجوله والوسامه
بقامته المديده وذراعيه المفتوله العضلات
وكتفيه العريضين ووجهه المستطيل وخدوده العاليه وانفه الدقيق وفمه المتناسق
وقد بدت فى عينيه الان علامات عدم الاستحسان وهما ترمقانها
وتعجبت من ضعف اعصابها الذى جعلها مهمومه من نظراته
كان صوته قويا ومؤثرا مثل عيونه وصافح يدها "انت اصغر سنا بكثير مما توقعت تخيلت انك فى الثلاثينات "
"دكتور والبول اخبرك بذلك؟"
"لا لا مجرد توقع وانطباع من رسالتك بعيدا عن اسم ايما كونستانس فيلدنج الذى يرتبط بالكاد بمراهقه كم عمرك؟18؟"
رفعت رأسها "23وكل ما ذكرته فى رسالتى حقيقى فأنا مدرسه تمريض مؤهله لرعايه صغار الاطفال "
رد بدون ابتسام "خبرتك ستوضع محك للاختبار والتجريب مع ساندى بالتأكيد واشك انك تستطيعين السيطره عليها "
"هل دائما لك اراء مسبقه سيد ادامز ؟"
رمقتها عيونه الفاحصه بما لا يدع مجالا للشك انه غير معتاد على الرد على كلامه بسؤال
وتجاهل سؤالها واستطرد "افترض انك قادره على تطوير قدرات ساندى"
"هذا جزء من تدريبى "
"جزء وماذا غير ذلك يمكنكى ان تفعلى ؟"
"التعامل مع الاطفال الشكسين ومعرفه دوافع واسباب سلوكهم فالهياج دليل على ملل الطفل بينما ...."
لقد اوضحتى نفسك بما فيه الكفايه انسه فيلدينج لكننا سنحتاج كل خبرتك للتعامل مع ابنتى
ففى خلال عامين تناوب عليها خمس مربيات وهذا دليل كاف على الوضع "
"لدى انطباع انهن تركن عملهن بسببك لا بسبب ابنتك "
وندمت على ما تفوهت به عندما رمق بيل بنظرات غاضبه
"اسفه هذه رعونه منى "
جدا لم يكن سلوكى هو سبب رحيلهن "
"اعرف واريد ان اقول انك لن تجد معى صعوبه او متاعب "
"بيل خذ الانسه فيلدنج لتقابل ساندى "
"اليس من الافضل ان تقدمنى بنفسك لابنتك؟"
لا ارى داع لذلك فهى تعرف اننى مشغول جدا وهذا هو سبب وجودك هنا لتشعريها بالسعاده وتبعديها عن طريقى "
استدار على عقبيه والتفت "بالمناسبه ستتناولين الطعام مع ساندى الا ايام الاحاد عندما اكون انا هنا ستتناولان الطعام معى "
ردت ببرود "كم هو لطيف منك "
خطا داخل الغرفه المواجهه واغلق الباب خلفه دون ان ينبس
غمغم بيل "تشعلين شراره الغضب كنت اتوقع بدايه افضل من هذه "
تنهدت ايما "فقط عندما يشعل احدهم عود الثقاب واوافقك انها بدايه فظيعه لكنه فظ وقاسى بمجرد ان رأنى وبأسلوبه معى فقدت اعصابى "
قال بيل "حاولى ان تنظرى للامر من زاويته كان يتوقع سيده كبيره فى السن مجربه وفوجئ بك هل عمرك فعلا 23؟"
"معى جواز سفرى يمكنك رؤيته "
هز رأسه معترضا فتوقفت عن اخراجه وانحنت لتحمل حقيبتها
فأمرها بيل اتركيها سيحملها احد الخدم
"ربما من المفضل ترك معظم حقائبى هنا استعدادا للرحيل "
قهقه بيل "ليس سيئا لهذه الدرجه فى الغد سينسى الامر كله "
"هل هو دوما سريع الغضب هكذا "
"احيانا اسوء لا تنزعجى انا امزح كل ما هنالك ان مجيئك لم يحالفه التوقيت فهو عصبى بشأن عيب فى السياره الجديده سيضطره لارجاء وتعطيل تدريباته تعالى لنبحث عن ساندى "صعدا السلم لحجره الطفله ونداها بيل ولم تظهر ولحظت ايما اختبائها خلف الستائر ولكنها تظاهرت بعدم ملاحظتها كما علم بيل بذلك الذى قال لها "لابد انها مختبأه ساطلب من الخدم البحث عنها "
"افضل الا تفعل فانا لا ارغب فى رؤيتها الان "
حسنا كما تشائين"
لم ارى غرفتى بعد "
قادها لغرفتها الجميله
وقال لها "اعرف ان بريت يتوقع ان تتناولى الافطار والغداء مع ساندى اما العشاء فبامكانكى تناوله معى ومع باقى العاملين ان اردتى وغالبا ما اخرج لاتناوله بالخارج لو اردتى مرافقتى فانه سيسعدنى الليله ...."
"شكرا لك بيل ولكن ليس الليله فانا متعبه وارغب فى ان استريح واريد ان اقابل ساندى باسرع وقت وانام "
"حسنا ربما مره اخرى ولكن لماذا رفضت البحث عنها بينما كنت قد علمتى بانها خلف الستائر "
"اردت ان اثير فضولها فتسعى هى لمقابلتى بدلا من ان اسعى انا واذا لم تجيئ ففضولها سيكون اقوى غدا صباحا "
ضحك بيل "ساندى المسكينه ستجد بغيتها عندك "
"ليس هناك مجالا للشك بذلك "
غارها بيل وانفتح الباب وهى تفرغ فى حقيبتها الثانيه واندفعت ساندى مقتحمه الغرفه
وكادت ايما تنفجر ضاحكه لولا امسكت نفسها كانت الطفله اطول من عمرها وجهها نحيل وانفها وذقنها مدببه شعرها معقوص للخلف فى ضفيرتين عيناها مثل لون عيون ابيها
بنيه لامعه وتتصرف بمثل عصبيته
صاحت ساندى بصوت مرتفع "انتى مربيتى الجديده؟ لن تطول فتره اقامتك هنا "
ابتسمت ايما ومدت يدها تصافحها "اهلا ساندى نعم انا ايما فيلدنج "
"سأناديكى ايما كما كنت انادى كل مربياتى بأسمائهن الاولى "
"هذا لطيف واعتقد ان الاسماء الاولى اكثر وديه "
اضافت ساندى وهى تهز رأسها تدللا "بابا اعطانى رسالتك لاقرئها لقد قال لى اذا لم اعجب بك فسيعيدك من حيث جئتى "
ردت ايما متجاهله تعليقها الاخير " يا لذكائك وقدرتك على قراءه خطابات الكبار معظم من فى عمرك لا يستطيعون قراءه سوى الحروف المطبوعه "
"انا افضل قارئه فى العالم "
"يسعدنى سماع ذلك هل ستثبتين لى هذا ؟"
"انا لا اخذ اى دروس بعد الرابعه ولن تستحوذى على قبل الصباح "
"انا لا استحوذ على احد فى اى وقت يا ساندى "
"كل المربيات يحببن السيطره "
"ستكتشفين سريعا اننى لست كذلك "
وقالت ايما لنفسها ساندى ليست الا طفله صغيره محرومه من الحنان
قالت ايما وهى تضع لفه ملابسها على السرير
"لقد احضرت لك هذه "
"لماذا انك لا تعرفيننى "
"انها هديه تعارف "
"لم احضر لك هديه "
"لا يهم انظرى الى هديتى لو اردتى "
مزقت ساندى ورق الهديه وصاحت باعجاب وحملقت مفتوحه الفم فى نموذج اله الخياطه الصغير
"هل هى لعبه "
"نوع من اللعب ولكن تعمل ايضا وسأريكى كيفيه عملها اياها فى وقت لاحق "
"ماذا يمكنها خياطته ؟"
"اشياء كثيره فساتين لعرائسك ...."
"انا لا العب بالعرائس احب السيارات والقوارب "
فهمت ايما ان السبب رغبتها فى الاقتراب من ابيها باللعب بما يحب
"مفرش للمائده ملابس للبيت لكى بيجامه لوالدك "
بابا لا يلبس بيجامه ويقول ..."
"او حقيبه تواليت احضرت بعض القماش معى وسنقطعه ونخيطه غدا "
بل الان
" انا متعبه وسأخذ حمام واستريح "
"هل تعيشين فى لندن ؟"
"نعم فى قريه خارج لندن "
"مع ماما وبابا ؟"
"لا فهما متوفيان "
انا معى فقط بابا وهو سيأخذنى معه اينما ذهب حول العالم"
تشككت ايما فى كلامها وقالت "لا اظن اننى ارتاح للسفر كثيرا فهو لا يتيح لى تكوين صداقات "
"لا اريد اى صداقات يكفينى بابا وهو لا يكون سعيدا عندما لا اكون معه "
قررت ايما ان تسأل بيل اذا كان برايت يصطحب ساندى فى رحلاته حقا ام لا ذلك الذى لا يجد وقتا لتقديم المربيه الجديده لابنته يبدو ان الطفله تحيا فى عالم خيالى وتصدق ما تريد تصديقه
سألتها لتغيير الموضوع
"متى ستتناولين عشاءك؟"
وقتما اريد وهو ليس عشاء بل غداء "
"اعتقد ان وجبتك الغداء الاساسيه ينبغى ان تكون فى الظهر وتتناولين شيئ خفيف فى المساء "
دائما اتناول الطعاغم فى نفس اوقات ابى "
سألتها ايما "معا؟"لمعرفه مدى تطاول خيال البنت وادعائها
"نعم باستثناء اوقات انشغاله "
لمحت ايما نبره الاسى فى صوت ساندى
"مازلت اؤمن ان من الافضل تناول وجبتك الاساسيه فى الغداء " قالتها واسرعت للحمام
كانت قد انتهت من خلع ملابسها حين ظهرت ساندى بباب الحمام فقالت لها
"انتظرى فى غرفه النوم يا ساندى من فضلك"
"لماذا اعتدت مشاهده المربيتين السابقتين وكانتا ترتديان البيكينى طيله اليوم وكنا نقوم بكل الدروس فى الحديقه وناخذ حمامات الشمس فى نفس الوقت "
قالت ايما فى سرها "طبعا كن يفعلن ذلك من اجل برايت ادامز ولا عجب ان يحتقر النساء اللاتى يعملن لديه "
ثم قالت بصوت عالى "حسنا انا مختلفه عنهن وافضل خلع ملابسى وحدى ولا اظن ان بامكانك التركيز على دروسك وانتى جالسه بالبيكينى تحت الشمس "
ردت ساندى "انت ثقيله الظل ولا تحبين المتعه "
"اخشى انى كذلك "
وامسكت يد الطفله ودفعتها خارجا بلطف
"انا لا اريد ان اراك عاريه عموما فانت عجوز وقبيحه ولست مثل الاخريات "
اغلقت ايما الباب وهى تقول لنفسها ستثير ساندى المتاعب بلا شك ولم لم استطع التعامل مع طفله عمرها سبع سنوات سأعتزل التدريس نهائيا
والقت نفسها فى الماء وهى تقول يجب ان اكون حازمه ولكن لطيفه مع الطفله فمن الواضح انها ناقمه على تباعد ابيها عنها واهماله لها واهتمام مربياتها به واهمالهن لها قد زاد من شعورها بالعزله والرفض
جففت نفسها وعادت لغرفتها لتجد ساندى قد انصرفت فاستلقت على الفراش ونامت وهى تقول
"لقد اقحمتنى دكتور والبول فى شيئ لم اكن اتوقعه فلا يمكن مقارنه فصل كامل بهذه الطفله ذات الاعوام السبعه المتوحشه"
استيقظت ايما على صوت طرقات الباب فقالت ادخل وهى تتثائب وتفرك عينيها
فدخلت فتاه سمراء ترتدى فستان ازرق ومريله بيضاء وبيدها فنجان قهوه وطبق كعك قالت ايما
"ياللروعه "
ردت الفتاه بانجليزيه ركيكه "السيد جيبون يظنك جوعانه فاحضرت لكى الطعام"
"هذا لطف منك اخشى اننى لا اعرف اسمك"
"ماريا "
"هل تعملين هنا منذ زمن ماريا؟"
"اربعه اعوام"
اذا تعرفى ام ساندى "
"نعم" وتلاشت ابتسامتها واحنت رأسها وانصرفت
على الفور اشتعل فضول ايما وتسائلت فى اى ظروف ماتت المرأه؟وهل كان زواجها سعيد؟وندمت انها لم تسأل دكتور والبول
وقررت ايما ان تعرف مدى علاقه ساندى بابيها ففقدانها امها فى هذا العمر امر مأساوى ويفسر فقرها العاطفى واعتمادها على ابيها وهذا امر غير صحى
فما تدركه ايما ان مهما بلغ غرام برايت بابنته الا ان مشاعره نحوها لاتوفر لها اشباعا عاطفيا
وتمنت لو علمت المزيد من المعلومات على الرغم من عدم اهتمامها بحياه مخدومها الا ان معرفتها خلفيه نشأه ساندى قد تفسر لها الكثير وتساعدها على محاوله فهمها واصلاحها والتعامل معها بشكل ملائم
لذا فيجب عليها اختيار الوقت المناسب لطرح تساؤلاتها ان لم ترد ان تجد نفسها على متن الطائره العائده للندن بأقصى سرعه ممكنه
فى تمام الساعه الساسه ارتدت فستانا ابيض يظهر عيونها البنيه الغامقه واتجهت للمطبخ وتعرفت على طاقم المطبخ المكون من خمسه افراد
انا الطاهيه ومساعدتها لويزا ثم الخادمات الثلاث ماريا وبنات عمها جميعهم يرتدى ملابس قطنيه زرقاء
رحبو بها بود وضحكات تتعالى الى قهقهات عندما قالت لهم انها مربيه ساندى وستمكث حتى موعد دخول ساندى المدرسه الداخليه
قالت انا "معظمهن قلن نفس الكلام لكنهن رحلن بسرعه "
تجاهلت تعليقاتهن وسألت اذ كان من الممكن تناول ساندى وجبتها الاساسيه فى الغداء
اومأت الطاهيه وانحنت لترفع طاجن ضخم من الفرن فانبعثت رائحه لحم شهى وعبقت الهواء
فتشممتها ايما بتلذذ قائله "اممم ما هذا؟"
"فيجوادا"
نظرت ايما اليه فوجدت لوبياء سوداء وقطع لحم والصلصه
فسألت هل هذا لعشاءنا الليله؟
"لا هل قطع لحم الضأن لا تكفيكى؟ان هذا هذه للسيد ادامز والرجال وانا اجهز ارز بشرائح البرتقال"
بدا الطعام شهيا ولذيذا وقالت ايما فى نفسها يمكننى تناول شرائح الضأن فى بلدى وقتما اريد لكن هل يمكننى تناول الاطباق البرازيليه كلما امكن وغادرت المطبخ
وتجولت تشاهد مدى جمال وروعه المنزل
وعلى الرغم من فخامته الا انه يتسم بجو الفندق اكثر من جو المنزل ربما لافتقاده للاغراض واللمسات الشخصيه
وفكرت فى برايت ادامز الا يفكر فى خضم مهنته المحفوفه بالمخاطر بما سيحدث لابنته اذا ما قتل فى احدى سباقاته الخطيره تلك؟ ربما كان هذا هو السبب لادخال ساندى المدرسه الداخليه حتى لا ترتبط به ولكن بالنسبه لساندى
فلن يحل احدا محل ابيها قط
حذرت ايما نفسها راقبى الامر بحذر ولا تقفزى لنهايات دون دليل كاف برايت ادامز ناجح جدا ولا يتوقع احد منه تكريس وقته لطفله عمرها سبع سنوات
حتى انه لا يجد خمس دقائق لتقديم مربيتها لها
غمغمت ايما "عموما لن يدوم بقائى "
وخرجت من الباب الرئيسى لتجد حديقه جميله وهدأت اعصابها عندما رأت الحشائش الخضراء الهفهافه واشجار النخيل والزهور غايه فى الجمال ورائحتها نفاذه تملأالجو تحت تغريد الطيور
سمعت صوتا رقيقا "كم تبدين جميله رقيقه وسط الزهور "
التفتت لترى بيل يسألها"هل نمت جيدا "
نعم شكرا لك"
"كيف وجدت ساندى ؟"
"صعبه لكن محتمله كانت تريد البقاء معى وانا استحم "
"لا يمكننى لومها لوكنت مكانها لفعلت "
تورد وجهها خجلا "انا اترفع عن ذلك"
"بالتأكيد"واكمل"اتمنى ان تكونى قد ارتحتى لساندى فهى طفله جيده حقا وانا مغرم بها "
"وهل ابوها مغرم بها؟"
فوجئ بالسؤال وقال "بالطبع "
الحت ايما "هل يراها كثيرا ؟انا لست فضوليه يا بيل ولا اتطفل ولكن هناك مبرر لسؤالى "
"برايت رجل مشغول السباق يجعله يساف كثيرا حول العالم واذا لم يكون مسافر فهناك العديد من الاشياء تشغله "
"مثل ؟"
"تجريب المحركات العمل على تصميمات وترويج مبيعات شركه ادامز فهى وظيفه تسرق كل وقته صدقينى"
"معظم الرجال اعمالهم مرهقه ولكنهم ينظمون اوقاتهم ليجدو وقت لاسرهم فالاطفال ليسوا زينه توضع على الرف وتلعب بها وقتما يواتيك مزاجك اذا كان هذا ما يؤمن به كان يجب الا ينجب طفله اصلا"
احتج بيل"هذا ند قاسى لا يلائمه عموما لم يكن برايت مشهور عندما انجب ساندى وظل هكذا الى ان توفيت زوجته وبدء ينطلق نحو عالم الشهره فى السباقات "تعجبت ايما اهى رغبه فى الموت؟ولكنها احجمت عن سؤال بيل
تناقشا فى السباق قليلا فقال بيل لا يجب ان نتكلم عن السباق طوال الوقت
اظن ان السيد ادامز لا يفكر فيما سيحدث لساندى اذا ما حدث له شيئ
"برايت حساس تجاه هذه النقطه لا احد يذكر هذا الامر امامه "
لماذا تنجبون اطفال لا تهتمون بهم "
وجودك هنا دليل اهتمامه بها "
" كلا انا هنا لانه لا يمكنه العنايه بساندى فيوقع هذا العبأ عن كاهله بينما هو الشخص المناسب للعنايه بها "
"استمرى كم عدد الرجال الذين يهتمون باطفالهم ؟"
"ليس هذا ما اعنيه فانا اعنى انه مهما بلغت كفائه المربيه فذلك لا يعوض الطفل عن حنان الابوين وساندى بحاجه لحب ابيها "
"وهى تلقى حبه وحنانه"
هى لا تظن ذلك ربما النقيض تماما فى الواقع "
انظر ربما يجب ان اقول ذلك للسيد ادامز فلا يجب ان انتقده فى غيابه "
"ولكن هذا امان لكى فهو لا يستريح للنقد خصوصا من الجدد فتريثى فقد تغيرين رأيك "
صمتت وهزت رأسها
"لكى وجه معبر يا ايما فى الحقيقه انا سعيد باهتمامك بساندى لكن لا مبرر لانزعاجك "
"اتمنى ذلك"
عندما همت بالدخول اوقفها مازحا بشأن تغيير رأيها والعشاء معه
"ليس الليله يجب ان اتناوله مع ساندى "
"لو لم توافق اخبرينى "
ابتسمت ودخلت وهى تفكر فى المواجهه الحتميه التى لابد ان تحدث بينها وبين برايت ادامز ان عاجلا او اجلا فمن الواضح انه عليها حتما اقتحام عرين الاسد دخلت ايما فى السابعه غرفه اللعب ولم تجد ساندى وكانت تدرك انها معركه اراده بينهما وقد بدأت هل ابحث عن الطفله ام اتجاهلها تماما؟
وبينما هى تتأمل الحديقه من النافذه وتفكر فاذا بصوت ساندى الحاد يقول
"بابا يريدنى دائما ان اكون لطيفه مع الضيوف لذا فسأتناول عشائى معكى الليله"
"هذا لطف كبير منكى يسعدنى ان اتناوله معك فانا لا احب تناول الطعام وحدى وافضل ان اتحدث الى شخص "
"مارلين مربيتى السابقه كانت تقول انها تتضايق من الاطفال"
"انا لا اتضايق منهم ولهذا استمتع برعايتهم "
"هذا ما كانت تقوله ديانا ولكنها كانت غير جاده كانت تريد الزواج بابى وعندما لم يهتم رحلت "
امسكت ساندى بذراعها وسألتها اتريدين مشاهده غرفه نومى ؟"
"يسعدنى ذلك"
"بابا يدللنى يشترى لى كل ما اريد "
"انت طفله محظوظه "
"هل والدك يدللك؟"
"لا اذكر مات والدى وعمرى سنتان "
حدقت بها ساندى "امى ماتت وعمرى خمس اعوام واتذكرها دائما لكن احب ابى اكثر فهو ارق رجل فى العالم "
قالت ايما الطفله تضع اباها مثال وهربت من الموضوع قائله
"احب اللون الوردى كم هو جميل "
"وانا ايضا انه لونى المفضل دائما كانت تلبسه امى هل تريدين مشاهده صورتها؟"
دون انتظار الرد اسرعت ساندى لدولابها واخرجت صوره لامرأه جميله جدا بشرتها صافيه وشعرها فضى اشقر ملامحها مثل مادونا وعيونها داكنه زرقاء
"امك جميله جدا لماذا لا تضعين صورتها على تسريحتك او بجوار سريرك؟"
"بابا لا يريد ذلك يقول ان تعليقها يجلب الوساوس هل تظنين انه على حق؟"
لم ترد ايما ان تكذب الاب او تكذب هى على الطفله فقالت "هذا يعتمد على تأثير الصوره وشعورك بها اذا كانت تسعدك فلتعلقيها اما اذا كانت تجلب لكى الحزن فالافضل عدم تعليقها كما قال والدك "
جذبت ساندى الصوره من يدها ووضعتها بالدولاب وقالت لها هيا بنا نلعب
"سنتناول عشاؤنا حالا "
"لا يهمنى يمكن للعشاء ان ينتظر "
وذهبت واحضرت اللعب ووضعتها على مائده وجلست وقالت بلهجه امره "هيا انا جاهزه "
"وانا ايضا جاهزه ولكن للعشاء"
وقررت ان المزاح ربما يجدى اكثر مع الطفله فقالت
"لو لم اكل فورا فسأسقط واقع على الارض"
"لماذا"
"لان سيقانى مجوفه فارغه ويجب انا املئها بالطعام "
انفجرت ساندى ضاحكه ووقعت على الارض غير قادره على امساك نفسها من الضحك لما قالته ايما
خلت ماريا حامله صينيه العشاء وذهلت لهذا المشهد وانبعثت رائحه شهيه لذيذه فى انحاء الغرفه
"اظنك قلتى اننا لن نتناول غداء حقيقى الليله"
"من الغد سنتناول عشاء خفيف ولكن لست واثقه من قدرتكى على تناول غداء كامل ظهرا"
"فقط اتناول البطاطس لقد انتظرتك ولكنك جئت متأخره"
تأثرت ايما بهذا التلميح وشعرت بالاسى للطفله التى لا يهتم احد بطعامها طيله اليوم
"بابا يريدنى ان اتناول الغداء معه لكنى قلت له اننى مشغوله "
كانت ايما واثقه ان الطفله تختلق الاعذار لابيها وتوترت لذلك
ذلك الرجل المقرف اللعين الذى لا يدرك حتى اذا ما كانت ساندى تموت جوعا طيله اليوم ام لا ولا يدرك مبلغ بؤسها وحرمانها
تذكرت حوارها مع بيل وقررت الانتظار حتى لا يطردها فذلك ليس لمصلحه ساندى
يجب ان تتأنى لاعطائه تقرير عن حاله ساندى موقظه ضميره ليمارس دوره كأب فعلى
لكن كيف سيكون الحال لو رفض؟
يا له من سؤال لا تجرؤ على الاجابه عليه
|