المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو راقي |
|
البيانات |
التسجيل: |
Feb 2008 |
العضوية: |
62940 |
المشاركات: |
1,517 |
الجنس |
أنثى |
معدل التقييم: |
|
نقاط التقييم: |
247 |
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
**أميرة الحب**
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل العاشر
فافلت خوسيه روكسان ولتفت الى بيتر بهدوء ثمى مشىنحوه ويداه في جيب سرواله وقال :
" اهكذا تقول؟ " فجمع بيتر قبضته ولطمه علىذقنه قائلا :
" اللعنة عليك" فوجئ خوسيه باللطمة فوقع على الارض عند قدمي روكسان, فانحنت وجلست الى جانبه ووضعت راسه على ركبتيها فصاح بيتر كالمجنون قائلا :
" انهض وقاتل مثل الرجال" ففرك خوسيه ذقنه بيده فيما صرخت روكسان في وجه بيترقائلة :
" هل جننت؟ لا يحق لك ان تدخل الى هنا وتتصرف كوحش مفترس " فما كان من بيتر الا ان امسكها بعنف واوقفها على قدميها وهو يقول :
" كيف لا افعل هذا؟ بعد ان شاهدت خطيبتي معه في وضع كهذا؟ " فتخلصت روكسان من قبضته وصاحت به قائلة :
" على الاقل اعطني فرصة ان اشرح لك !" نهض خوسيه عن الارض ببطء قائلا :
" وكيف ستشرحين له هذا الذي جرى؟" فنظرت اليه والى بيتر بعينين معذبتين, فقال بيتر غاضبا :
" روكسان هي خطيبتي ومهما كان كلامك فهو لا يغير هذا الواقع" فقال خوسيه وهويرتب قميصه :
" هل انت متاكد من ذلك؟" ثم التفت الى روكسان وقال :
" وانت مارايك يا حبيبتي ؟" فهزت راسها ايجابا وهي تقف بين الاثنين وادركت انها خطت اكبرخطوة في حياتها, بوغت بيتر كمن لا يصدق ما تراه عيناه وسمعته اذناه :
" روكسان... اياك ان تفعلي" ثم اشار الى خوسيه واضاف :
" هذا الرجل يتلاعب بعواطفك ويخدعك كما خدع العديد من النساء.... تعالي معي الان , ساغفر لك كل شيء ولكن لاتهدمي حياتك" قالت بمنتهى الهدوء :
" لا اقدر يا بيتر"
" روكسان لا تجعلي هذه النزوة العابرة تسيطر عليك وتدفعك الى ارتكاب خطر فظيع"
" لا استطيع الامر ليس بيدي" ثم احنت راسها واضافت :
" ارجوك ان تذهب يا بيتر" فتردد بيتر قليلا كانه يفكر في الهجوم على خوسيه مرة اخرى, ولكنه لم يفعل , بل استدار وخرج من الغرفة وبعدخروجه قال لها خوسيه بشيء من السخرية :
" هكذا اذن احرقت مرتكبك" فاجابته قائلة :
" نعم وهل ستنسى موضوع الزواج؟" فنظر اليها يتاملها وهو يسرح شعره باصابعه قائلا :
" لا, لا يمكن ان انسى " واخرج من جيبه ورقة مطوية وقال :
" هذه رخصةالزواج سنحتفل به غدا" فارتبكت روكسان وقالت :
" وكيف تاكدت من قبولي بك... كيف؟ "
" هذا شاني والان خذي قسطك من النوم وهذه الغرفة لك الليلة وغدا سنرى.
وقبل أن تتكلم فتح الباب وخرج من الغرفة, لم تستطع النوم بسهولة تلك الليلة , وهي تتساءل هل هي هنا بالفعل ؟ ام انها تتخيل ؟ وهي حقا ستتزوج خوسيه؟ ايمكن ان يكون كل ما حدث الليلة حقيقة؟ كل ما تعرفه ان شعورها تجاه خوسيه كالتيار الصاعق , استلقت علىفراشها منهوكة القوى ثم غرقت في نوم عميق, وحين استيقظت في صباح اليوم التالي كانت الساعة تشير الى الحادية عشر, فسارعت الى النهوض, وهي تترنح وتعجبت كيف مضى كل هذا لوقت دون ان يزعجها احد, كانت ثيابها في مكانها عند قدم السرير غير انه لم يرق لهاان ترتديها ثانية, فهل كان ذلك اليوم يوم زفافها؟ وهنا دخل ماركوس بهدوء وكانه خشيان تكون بعد نائمة, قال لها :
" اراك استيقظتي انتظري قليلا يا انستي" وغادرالغرفة فخرجت الى الشرفة وسرعان ما عاد وهو يحمل طعام الافطار وفيما هي تتناولطعامها قال لها ماركوس:
" هل يمكننا ان نتحدث الا قليلا يا انستي؟" فابتسمت قائلة :
" نعم بماذا نتحدث يا ماركوس ؟"
" عن زواجك بالسيد خوسيه اليس كذلك؟"
" نعم يا ماركوس, اعلم انه حدث مفاجئا, قل لي لماذا فعل ذلك يا ماركوس؟لماذا يريد ان يتزوجني؟ "
" لست انا الذي يجيب على هذا الؤال يا أنستي, لماذاتحسبين ان زواج السيد خوسيه منك امر يثير الاستغراب؟ انت فتاة رائعة الجمال, فضلا عن ان السيد خوسيه لا يفعل شيئا لا يريده"
" هذا كرم اخلاق من السيد خوسيه"
منتديات ليلاس
نهض ونظر اليها باحترام قائلا : " دعينا ننسى هذاالنوع من الاحاديث يا انستي فلدينا ما هو اهم" قالت وهي ترتشف قهوتها :
" ماذاارتدي لحفلة العرس؟ فستان العرس لا يزال في بيت واغنر"
" هذا ليس ضروريا ياانستي , طار ريكاردو هذا الصباح الى الريو ليجلب لك فستانا وسيعود يعد قليل , فقداعطاه السيد خوسيه مقاسك وسيشتريه من المحل الذي كانت تشتري منه الانسة مارياملابسها "
" ومتى ستكون حفلة الزواج؟"
" في الساعة الثاثة يا انستي ثم يعقبهاحفلة استقبال في الفندق" .
بعد عدة ساعات على تحضير روكسان نفسها نزلت الى البهووجابت بنظرها تبحث عن خوسيه , فاذ به يقف عند المذبح بكامل اناقته يتاملها بعينين براقتين.
وبعد ان تمت المراسم والبس كل منهما الاخر خاتم الزواج, كانت تنظر اليه فوجدت ان تعابير وجهه قاسية غاضبة . بعد لحظات وفي طريق الخروج لاحظت وجود بيتر وماهي الا ثواني حتى توارى عن الانظار .
راحت تبتسم للجمهور وما ان اصبحت في خارج الكنيسة حتى ارتفع صراخ التهنئة وراح الجمهور يمطرهما بوابل من الورود والزهورالمختلفة , ضحك خوسيه ودفع روكسان وهو يحملها الى السيارة ودخل وراءها, احمرت وجنتاروكسان مما زاد في حماس الجمهور .
اقلعت السيارة التي كان يقودها ماركوس , نظرت روكسان الى زوجها قائلة :
" هل اشكرك على هذا الثوب الرائع الذي اخترته لهذه المناسبة, ام اسالك ان كان يعجبك ام لا؟" التفت اليها متاملا وقال:
" انه ثوب جميل, ولكنني اتوق الى رؤيتك من دونه فيما بعد"
احمر خداها وخلال بعض الوقت وصلا الى القصر وعندما اصبحوا في غرفتهما فاذا به يطوقها بذراعيه ويشدها اليه , ثم تمتم باذنها قائلا:
" كل مرة لمستك فيها كنت تنكرين حاجتك الي... اريدك ان تريدينني فهل انت كذلك الان؟ " تنهدت موافقة .
" حسنا يا ماركوس هل هناك سيارة يمكن لي ان استخدمها بعد الغداء؟اريد ان اذهب الى منزل واغنر لجلب امتعتي "
" السيد لم يقل شيئا عن ذهابك الى هناك, في وسعي ان اذهب انا الى منزل واغنر مكانك, فلا بد ان السيدة واغنر تحزم امتعتك لاجلبها اليك "
" لا يا ماركوس من واجبي على كل حال ان اذهب عاجلا اماجلا لزيارة بيت واغنر , واظن انه من الخير ان افعل ذلك الان " لم يرق ذلك لماركوس لكنه قال :
" حسنا كما تريدين يا سيدتي , والان هيا لاريك جغرافية القصر, ريثما ينتهي طعام الغداء"
وبعد الغداء اخذت روكسان السيارة وذهبت الى بيت واغنر , وعندما وصلت رات من النافذة كولين وسوزان جالستين تشربان الشاي , فاستاءت لوجود سوزان وحارت ماذا ستقول لها كولين . ولما شاهدتاها نهضت واقتربتا منها . وقالت لهاكولين وهي تفتح الباب:
" ماذا جاء بك الى احيائنا القذرة؟"
" جئت لاخذ حوائجي"
" وأين عريسك الوسيم؟" فاجابت وهي تدخل :
" ذهب لامر مهم "
" خذي حوائجك واذهبي, واياك ان تظني ان خوسيه مغرم بك " وبدات اعصاب روكسان تتوتر وقالت لها :
" لا احسب انك في وضع يحق لك ان تحكمي على علاقتنا " فضحكت كولين بسخرية قائلة :
" كفى يا روكسان.... ظننتك امراة واقعية وارائك عصرية, فاذا بك فتاةطائشة بسيطة القلب, هناك محاكم طلاق كما تعلمين... وانت لست زوجته الاولى " ثارت روكسان حين سمعت عبارة لست زوجته الاولى, هل هذا صحيح؟ وان كان لماذا لم يخبرها ؟وتذكرت انه لم يخبرها الا القليل عن حياته وهي تكاد لا تعرف شيئا عنه , وسارت الىالغرفة التي كانت تشغلها وهي تترنح تحت وطأة ما سمعته , وحين دخلت الغرفة ارتمت علىالفراش منهوكة القوى, هل تزوج حقا؟ واين هي الان؟ وهل لهما اولاد؟ لماذا لم يخبرها؟هل كان هذا ما خشى منه ماركوس حين حاول اقناعها ان لا تاتي الى بيت واغنر؟وادركت انها يجب ان اامالك نفسها وتحزم امتعتها, وعندما انتهت من ذلك خرجت من الغرفة واتجهت صوب باب غرفة الجلوس وحين اقتربت سمعت اسمها يتردد على شفاهما فتوقفت تنصت, كانت تتوق الى معرفة ما تتحدثان به عنها مهما كانت المحاذير, فقالت كولين بهدوء :
" يبدو واضحا ان روكسان لا تعرف ما فعل بيتر , انني اشفق عليها علىالرغم من كل شيء ذلك لان خوسيه يستعملها للانتقام من بيتر على الضرر الذي الحقه بماريا" قالت سوزان :
" اعرف ذلك, وكل الناس تعرف ولكن دخول ماريا الدير ما هوالا حماقة , وانا متاكدة ان بيتر لم يشجعها على ذلك وما اتعس ان لايستطيع الرجل ان يبني علاقة مع امراة من دون ان تتصور انه مغرم بها"
" ومع ذلك فاننا فوجئنا لردةفعل خوسيه في ذلك الحين, اعني انه لم يصرفه من العمل"
" الحق معك, ولكن من الواضح انه كان يفكر في طريقة اخرى للانتقام غير انه ما لا استطيع فهمه هو لماذاكان عليه ان يتزوجها؟" قالت سوزان :
" اظن كان عليه في مجتمع صغير كهذا ان يسايربعض التقاليد والاعراف ولعله حاول ان بغلم يستطع ولذلك تزوجها" فقالت كولين :
" اصبت.... والكارثة وقعت على بيتر وهو الان في حالة يرثى لها "
الفصل الحادي عشر
منتديات ليلاس
استندت روكسان الى الحائط غير قادرة ان تصدق ماسمعته اذناها... على الرغم من انه بدا لها معقولا تماما. وتذكرت تصرف خوسيه نحوهافي الليلة الاولى لحضورها الى الريو وذهابها الى شقته وكيف تغير صوته حين حدثها عن ماريا بعد ان رات صورتها, وخطر لها ان عداوته لبيتر كانت اقوى من الغيرة, فهو لم يكن يغار منه بل يحقد عليه , اذن صدق ما قالته كولين وسوزان, ووضعت يدها على جبينهافي محاولة لاسترجاع ما حدث لها مع خوسيه فاعترفت انه بالفعل مال اليها, غير ان ذلك ربما كان بدافع عاطفة عابرة فخوسيه بشهادة الجميع يهوى النساء الجميلات ويعرف كيف يوقعن بشباكه .
والان اذا كان الامر كذلك فما هو مستقبلها؟ وكيف ستقضي الايام القادمة معه في ريبة من امر صدق مشاعره تجاهها؟ تالمت لهذه الافكار ولم تستطع ان ترى سببا لزواج خوسيه لها الا الانتقام من بيتر لما فعله مع ماريا, فهناك نساءجميلات جدا في البرازيل , فلماذا اختارها هي الغريبة عن محيطه دون سائر النساءجميعهن وبهذه السرعة ؟ ثم هناك زواجه الاول .
تمالكت نفسها واتجهت نحو الغرفةقائلة لكولين :
" شكرا حزمت حقائبي" وودعتهما وسارت خارجة من البيت . ثم وضعت حقائبها في السيارة وهي ترتجف من الانفعال . وفي الطريق لامت نفسها على ضعفها وتوتراعصابها, فالآن يجب عليها ان تكون قوية وتحتفظ بكامل وعيها ورباطة جاشها لمقاومةخوسيه ومنعه من التغلب عليها بمآربه الخاصة, وحين وصلت نزلت بسرعة من السيارة وصعدت بسرعة الى غرفة الجلوس وفوجئت بخوسيه امامها , حيث كان جالسا ينتظرها , فاحمر وجههالهذه المفاجاة فبادرها قائلا :
" هل كان ذهابك الى هناك ضروريا؟ كان بامكان ماركوس ان يجلب امتعتك ."
" نعم كان بامكانه, ولكني فضلت ان اجلبها بنفسي" وهنادخل ماركوس الغرفة قائلا :
" ساضع حقائبك في غرفتك يا سيدتي" فقالت :
" لادعها في الممر " فظهر الاستياء على وجه خوسيه وقال بحزم :
" خذها الى غرفتها ياماركوس"
" نعم يا سيدي" فازداد غيظ روكسان, فقال خوسيه بهدوء :
" يبدو واضحاانك كنزعجة من امر ما " فقالت له غاضبة :
" خوسيه! لا تحاول ان تتظاهر بأنك لاتعرف ما يزعجني"
" هل تنكر انك تزوجت من قبل؟" لم يظهر انه تاثر من كلامها , كان وجهه كالقناع . ففي الليلة الفائتة ظنت انها اكتشفت خوسيه الحقيقي , اما الان فهي لم تعد متاكدة من ذلك. قال لها :
" انا لا انكر اني تزوجت مرة... فهل هذا هو سبب كل الغضب ؟ فما علاقة هذا بنا نحن ؟"
" كان عليك ان تخبرني "
" لو اخبرتك هل كان ذلك منعك عن الزواج بي؟ بربك يا روكسان لا تكوني سطحية"
" ليس هذا كل شيء . اريد ان اعرف لماذا تزوجتني؟"
" الا تعلمين؟ انا متاكد انك تعلمين, تزوجتك لانتزعك من بيتر" غطت روكسان وجهها بيديها وهي تصيح قائلة :
" يا الهي! ليتني لم اكن على قيد الحياة!" فامسكها خوسيه من كتفيها وادارها نحوه بعنف قائلا :
" هذاما اردت سماعه مني اليس كذلك؟"
" نعم"
" الم تسمعي كولين تذكر ماريا في حديثها؟ هل تعلمين الى أي حد وصلت علاقة بيتر باختي ماريا؟ وهل تعلمين لماذا دخلت الدير؟"
" وهل تعلم انت ؟"
" نعم اعلم. ولكن لا تظني ان اقراري بهذه الحقيقة هو بمثابة اعتراف. فاسباب زواجي بك هي شاني الخاص , مهما كانت هذه الاسباب "
" اتريد ان تقول لي اني على خطأ؟ وكولين كذلك؟" نظر اليها بعينين حادتين وقال :
" وماذا لو اردت ان اقول ذلك" هل تعتقدين انه بامكانك ان تاتي لتتهميني باني خدعتك, وعندما انكر هذه الاتهامات استعيد احترامك لي من جديد وبدوري اقبل ثقتك بي مرة ثانية ؟" وضع يديه بجيوبه باحباط وبمرارة واضاف :
" لا فهذه الاتهامات قائمة و اشك سيبقى داخلك يؤرقك ويجعل مشاعرك تبني جدارا بيني وبينك وهذا ما لا استطيع احتماله " غرز اصابعه بشعره بعصبية وبشيء من الخيبة اضاف :
" لم اكن اعتقد...." لكنه لم يكمل عبارته بل استدار وخرج .
كرهت روكسان نفسها لانها ارادت ان تستعيد ثقتها به, ترى هل اخطات فى الحكم عليه, ام هو ممثلا بارعا؟ صعدت الى غرفتها بوهن وهي ترتجف, فمع ذلك كله لا تزال عالقة بحبه وهنا يكمن مصدر المها, واذا كانت تشعربالمهانة فذلك لخيبة املها, وفكرت أنها يجب ان تتحدث مع بيتر لتكتشف بنفسها حقيقةالعلاقة التي كانت بينه وبين ماريا , حتى لا تبقى في الظلمة كما هي الان . كانت الساعة تشير الى الثانية عشرة وخوسيه لم يعد بعد الى المنزل , فاخذت تتساءل عن مكان وجود, هل لجا الى احدى النساء اللواتي يعرفهن طلبا للهو والنسيان ؟ واخذت تلوم نفسها على تسرعها في مواجهته, اذ كان عليها ان تتقصى الحقائق بغير هذا الاسلوب, وفي ساعة متاخرة اوت لى فراشها .
بعد عودته متاخرا ايقظها ليتحدث اليها وهو غاضب جدا . اقترب خوسيه منها وهو ينظر اليها بعينين معذبتين وقبض على كتفيها بعنف وهويصرخ قائلا :
" توقفي عن هذه العواطف الهستيرية, انت لا تعلمين ما تقولين انت تظني اني اخفي عليك المزيد من مساوئي لانني لا اعتذر اليك, دونما الحاجة للاعتذارعن شيء لا علاقة له بنا .... هل جننت لتعتقدي ان الانتقام يصل بي الى حد الزواج؟كبري عقلك يا روكسان انت امراة ناضجة الان ولا طفلة رعناء... وانا رجل لا ابالي ان اعامل كحيوان!" قالت له روكسان وهي تنظر اليه :
" اخبرني قصة ماريا وبيتر" فافلتها فجاة وقال :
" يبدو لي انك لم تسمعي كلمة واحدة مما قلته لك الان . ليس في كيانك ذرة واحدة من الثقة بي؟" فقالت له بمرارة :
" انت تريدني ان اكون خاضعة"
" اريد امراة لا محققا قضائيا... ثم لماذا تشغلين بالك بالذي مضى ؟ ان المستقبل هو الذي يعنينا"
" المستقبل؟ أي مستقبل؟ دعني اذهب"
" ادعك تذهبين؟ماذا يعني هذا الكلام؟ تريدين ان تتحرري مني؟ هل هذا ما تطمحين اليه؟ اتريدين حريتك لتعودي الى بيتر ؟"كانت روكسان تدرك جيدا انها لن تعود الى بيتر ولكنها قالت بكبرياءفارغ :
" وهل تجد ذلك مستحيلا؟ فهو رغم كل شيء كان خطيبي ويحبني" فتجهم وجه خوسيه من شدة الغيظ وصاح قائلا :
" ذلك الانكليزي لا يعرف معنى كلمة حب"
" وهل انت تعرف" فنظر اليها بطريقة غريبة وسار الى الباب وهو يقول :
" نعم اعرف" وغادرتاركا اياها وحيدة وحائرة, وبعده بقليل خرجت الى حديقة قريبة وجلست في احضان الطبيعة لتريح اعصابها, نظرت الى ساعتها بعد حين فوجئت بانها الثالثة بعد الظهر, نهضت واسرعت بالعودة الى المنزل. وحين وصلت اخبرها ماركوس بان خوسيه قد حضر اثناءغيابها وسأل عنها ثم اخذ بعض الملابس الخفيفة في حقيبة وخرج دون ان يقول أي كلمة . وهنا سمعت صوتا من الباب يقول :
" لماذا؟" التفتا الى مصدر الصوت فرات روكسان فتاة محتشمة بالسواد , سمراء ذات وجه فاتن. وعندما شاهدها ماركوس حياها بحرارة وهويقول :
" انستي ماريا ! لا اصدق" فقالت :
" جئت لارى اخي وابارك له زواجه " ثم تحدثت مع ماركوس بالبرازيلية فلم تفهم روكسان التي كانت مندهشة من الذي يحدث, فخرج ماركوس وبعدها جلست مع روكسان وبادرتها قائلة :
"ما الذي جرى بينك وبين خوسيه؟ ولماذا هو ناقم على عروسه التي لم يمض على زواجه بها ثلاثة ايام؟" فتاوهت روكسان وتسائلت كيف تسرد لها خلافها مع خوسيه وتخبرها ان الامر يتعلق بعلاقتها مع بيتر استجمعت قواها واجابت قائلة :
" لم يخبرني عندما تزوجني انه تزوج سابقابامراة اخرى"
" ولكن متى يا روكسان تعرفت الى اخي" احمر وجهها وقالت :
" منذ مدة وجيزة "
" اذن لم تسنح لك الفرصة للتعرف اليه جيدا, ولا من حيث طباعه فقط, بل من حيث ماضيه وتجاربه الخاصة في الحياة ايضا "
" هذا صحيح اكاد لا اعرف عنه شيىءوربما كنت في نظرك فتاة حمقاء اذا قلت لك ان الكلام لم يكن شيئا مهما في علاقتنا فهل انت تخبريني عنه؟" نهضت ماريا واتجهت نحو النافذة ثم التفتت الىروكسان قائلة :
" انا افهم اخي جيدا , هناك شيء ما يقلقه ويزعجه ويدفعه للمغادرةدون أي كلمة, ساخبرك ما اعتقد ان عليك ان تعرفيه , ابدأ بالقول ان خوسيه وانا لسنا ولدين وحيدين فلنا اخوة واخوات ولكننا لا نعرفهم " فسالتها روكسان بدهشة :
" وكيف يكون ذلك؟"
" كان والدانا فقيرين جدا, وكان لهما على ما اظن تسعة اولاد, فلم يستطيعا اعالتهم جميعا, كنا نحن شيء من الهزال وكنت انا وخوسيه نعيش مع اخوتنا , وهو يكبرني سنا بعدة سنوات, وفي احد الايام جاء رجل ثري جدا الى حينا الفقير لان والدي كان يعمل في احدى شركاته فسرق بعض المال, وهدد الرجل والدي باستدعاء الشرطةفتضرع اليه ان يرحم عائلته هذه من الجوع" واضافت ماريا بمرارة :
" على كل حال كان الرجل عطوفا فنظر الى والدي وابتسم له , كانت ابتسامة مشرقة جميلة فبادله خوسيه بابتسامة مشابهة, اما انا فاختبات وراء خوسيه واقبل الرجل نحو خوسيه وسال والدي عنه فاجابه بانه ولده الاكبر , لم يكن ذلك صحيحا غير ان والدي اعتقد ان ذلك يزيد في عطف الرجل عليه, ولم نكن نعلم ماذا كانت نية الرجل, الا اننا عرفنا فيمابعد انه يدعى فانتوس وله امراة عاقر وانه كان يرغب في ان يتبنى خوسيه. فقبل والدي على ان يتقاضى لقاء ذلك مبلغ كبير من المال , ولسوء الحظ رفض خوسيه ان يذهب مع الرجل الااذا ذهبت انا معه . اقول لسوء الحظ لانني فيما بعد سببت لخوسيه كثيرا من المتاعب, ولم نر والدينا بعد ذلك لانهما انتقلا من مكان سكناهما, وكانت والدتي اداةطيعة لابي"
" هذا شيء فظيع ولكن ماذا عن زوجته الاولى؟ وهل كان يحبها؟"
التعديل الأخير تم بواسطة **أميرة الحب** ; 23-10-08 الساعة 01:28 PM
|