لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-10-08, 09:35 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 



الفصل السابع
الخطوبة

عندما استيقظت كولين لتواجه يوما مشرقا جديدا ، تذكرت ما حدث ليلة أمس ، وكيف أنها ردت على جوليانو بأنها "ليست قلقة لهذه الدرجة" على قوله لها دون اكتراث "سأتزوجك".. و لم يتأثر أبدا برفضها له ، و توقف لإعادة الكرسي مكانها قبل أن يخرج بهدوء من الغرفة .
و تركت فراشها ، في وقت ما من هذا النهار ستواجه مدبرة المنزل وجها لوجه . و كما توقعت ، النظرات القاتمة كانت سيدة هذا اليوم . و حتى ايما ، التي كانت دائما مرحة و متألقة ، بدت متأثرة بتصرفات تينا الحادة و غير المبتسمة .
و عندما غادرت ايما إلى منزلها ، صعدت كولين إلى غرفتها لتغسل شعرها خلال الوقت الباقي ، و تمنت لو أن هناك وسيلة سحرية تنقلها على الفور إلى إنكلترا ، فوجه تينا كان داكنا مثل الرعد طول اليوم ، و حتى أمادو نجح في أن يبقى صامتا .
منتديات ليلاس
هل هكذا سيدوم الحال إلى أن تكسب ما يكفي لثمن تذكرتها ؟
و كيف ستكسبها إذا كان جوليانو مصرا على أن يعاملها و كأنها نصف معاقة و لا يسمح لها بأن تفعل شيئا ؟
كان شعرها يشع بالنظافة و الحيوية عندما ارتدت فستانها الطويل الوحيد ، الذي تم غسله الآن عدة مرات مع كل ما تحتويه خزانة ثيابها ، و هكذا أصبحت مستعدة للانضمام إلى جوليانو لتناول العشاء.
و لم يكن جوليانو على موعد عشاء في الخارج ، و لا في مكتبته ، بل شاهدته و هو على وشك الصعود على السلم عندما بدأت هي تنزل .و أحست بأنه يراقب كل خطوة تخطوها و هو واقف عند أسفل السلم وعيناه مثبتتان على شعرها الأشقر اللماع ، دون ذكر الاحمرار الفجائي الذي لون خديها لذكرى حرارة جسده بالقرب منها ليلة الأمس .
و لم يكن لديها أي شيء تقوله إلى أن وصلت إليه ، فقال والابتسامة في عينيه و قد لاحظ ازدياد الاحمرار الذي غطى وجهها:
-كنت على وشك الصعود لأصطحبك .
-أوه...
و تساءلت في نفسها لماذا لا تستطيع أن تتعامل مع ما حدث ليلة أمس بينهما بطريقة عفوية كما تفعل باقي الفتيات . و دون ذلك الخفقان في قلبها ، الذي بدأ منذ أن شاهدته . و جمعت كل برودها لتتابع قولها :
-ستتناول العشاء في المنزل الليلة إذا ؟
و تلاشت الابتسامة عن وجهه على الفور لهذا التصرف المتعجرف . فصاح بها :
-توقفي عن هذا يا كولي!
و فهمت ما يقصده ، و لكنها تظاهرت أنها لم تفهم محاولة الحفاظ على موقفها :
-أتوقف؟
و حاولت تجاوزه و المرور أمامه و رأسها مرفوع عاليا ، و لكنه أوقفها و أمسكها بيده القوية بحزم و منعها من أن تتقدم خطوة واحدة .
و نظرت بازدراء إلى يده على ذراعها ، ثم إلى عينيه الزرقاوين.
و لكنه سيطر على الغضب الذي أثارته فيه بأعصاب فولاذية :
-هذا الاحمرار على وجهك يقول لي إن كولين شادو الطبيعية دافئة. إمرأة بدم أنثوي كامل احتويتها بضع مرات بين ذراعي.. لذا تنازلي عن كبريائك يا كولين شادو .
و عادت الابتسامة إلى وجهه ثانية ، و رفع حاجبه و هو يقول ممازحا:
-إلا إذا أحببت أن أفعل شيئا لأخرج المرأة الكاملة فيك ، من مخبئها ؟
و تهاوت عجرفتها المصطنعة ، فقالت و كأنها تعتذر ، فهي تعرف تماما أنه لا يمزح ، فقد فعل هذا من قبل :
-أنا.. متحفظة بطبعي.. و.. لا تظن أنني أتعمد العجرفة... فمرتين بين ذراعيك تكفياني...
-أنت لست بارعة في العد.
و بدا أنه تفهم أن تحفظها أمر طبيعي فيها ، فأنزل يده عن ذراعها و أشار بنفس اليد أن تدخل غرفة الطعام . قائلا ببرود :
-العشاء يبدو أفضل من هذا الحديث .
و مع عودة جوليانو لبروده ، وغضب كولين المختفي وراء تحفظها ، كان جو العشاء غير مريح.
و زاد الأمر سوءا بدخول تينا لتقدم الطعام ، و لم تبتسم لأي منهما ، و أخذت كولين تحرك اللحم و الخضار دون شهية ، فقال لها :
-ماذا دهاك بحق الشيطان ؟
-لا شيء .
و جعله جوابها على حافة الانفجار . فصاح :
-بل هناك شيء و حق الجحيم! لم تأكلي ما يكفي لقوت عصفور ، و تجنبتي النظر إلى تينا في كل مرة دخلت فيها إلى هنا... فهل أنت ضعيفة الشخصية لدرجة أن لا تتقبلي فكرة نسيان تربيتك الباردة حتى و لو في بعض الأحيان ؟ هل هذه هي مشكلتك ؟
-أنا لست ضعيفة الشخصية...
ربما كانت تظن هذا بنفسها ، ولكنها علمت العكس بعدما غادرت إنكلترا ، و لكنه أطلق غضبا في داخلها ، لم تكن تعترف بأنها تمتلكه ، و أكملت كلامها :
-و إذا كانت شهيتي ضعيفة ، فماذا تتوقع غير هذا و تينا تبدو و كأنها تأمل أن أختنق بكل ما آكله .
و صمتت فجأة ، مرتعبة مما قالته ، فقد جلس يستمع إليها مطبق الشفتين . و غادره غضبه،و انتابها شعور رهيب بأن كل ما فعلته هو أنها سببت المشاكل لتينا ، و قال :
-تينا ؟ و ما دخلها بكل هذا ؟
و أحنت كولين رأسها و قالت :
-إنها.. ليست غلطة تينا.. فكلانا نعرف أنها إمرأة تقية متدينة ، و عندها مبادئ أخلاقية عالية.. و لابد أنها صدمت لما... لما شاهدته.. أو لما ظنته ليلة أمس .
-آه.. فهمت .
و لاحظت في عينيه تلك النظرة اليقظة التي تشير إلى أن عقله يعمل :
-تينا تعاملك ببرود كعادتها.. أليس كذلك ؟
فقالت بسرعة "لايهم" ثم أدركت أن ليس هناك من سبب لتنزعج من أجل تينا فكلتاهما خادمتان عنده . و حاولت الابتعاد عن الموضوع فقد أرادت أن تذكره بعملها ، و أنها كلما بدأت العمل سريعا كلما استطاعت مغادرة منزله في وقت أسرع ، و لكن جولينو كان البادئ بتغيير الموضوع .
-أخبريني المزيد يا كولين عن حياتك في إنكلترا .
-أظن أنني أخبرتك كل ما يمكن أن يقال .
-لقد قلت لي إنك كنت تدبرين أمر منزل والدك.. و لكن لا بد أن هناك أكثر من هذا .
-لقد كانت.. حياة... غير مهمة .
-ألم يكن لديك أصدقاء شبان ؟
و تمنت أن تقول له نعم ، و تذكرت ذلك الولد الذي كان يسكن قربهم و الذي عانقها يوما و ارتجفت لعدم إعجابها بهذه التجربة ، و لكنها وجدت نفسها تقول :
-لم تكن أول رجل عانقني .
-و لكنك لم تتلقي الكثير من التدريب ؟
-أنا.. لم أصل إلى مرحلة البطولة بعد .
و لم تدرك إلى أين يقود حديثه عندما سأل:
-و لكن ليس لديك شاب خاص.. في إنكلترا ؟
و فتح الباب و عادت تينا الغاضبة إلى الغرفة ، فأجابت "لا" و لكنها لاحظت أن ردها لم يثر اهتمامه. و توجهت ابتسامته إلى تينا و هو يتحدث إليها بالإسبانية.
و التفتت تينا إليها ، فأدركت أنه قد تكلم معها في موضوع نظراتها المستنكرة لها . فقد ابتسمت تينا فجأة بأعرض ابتسامة وجهتها إليها ، و ليس ذلك فقط ، بل استدارت حول الطاولة و تقدمت منها لتصافحها ، و الكلمات تتدفق من فمها ، و لكن بعض الكلمات بدت مألوفة ، فذهلت كولين و سألته :
-ماذا.. لقد قالت تينا شيئا عن.. نوفيا والسنيور! أنت لم تقل لها.. أنت لم تقل إنني خطيبتك أليس كذلك ؟
و رد عليها مسرورا :
-لقد ظننت أن هذا يسعدك .
-و لكن.. و لكنني قلت لك الليلة الماضية إنني لن أتزوجك .
-الأمر كان مختلفا ليلة أمس... و أنا أعترف أنني قد استعجلت في اقتراح أن نتزوج.. فلم أكن أدري ماذا سأفعل لو وافقت. و لكنني لم أقل شيئا اليوم عن الزواج منك .
-و لكنك.. قلت لتينا ، إننا مخطوبان ؟
-سي.. و لكنك تعرفين جيدا ، كما أعرف ، أن الخطوبة يمكن أن تفسخ بسهولة .
و جمدت في مكانها ، فقد أدركت أنه تذكر معاملة شقيقها لإيزابيلا ، و أنه لم ينس و لا للحظة ، العار الذي لحق بعائلته على يد أحد أفراد عائلتها . و هذا سبب عودة الجفاء إلى صوته عندما قال :
-و سأقدر لك أن توافقي على اتفاقية ودية عندما نفسخ الخطوبة بيننا بدل أن أسمع بها مثل إيزابيلا و يعرف الجميع بأنك تخليت عني .
و كانت تريد أن تخبره أنها لا تنوي المشاركة بأية خطبة زائفة ، ولكن ما قاله أسكتها ، فقد فات الأوان لإنكار الخطوبة إذا كانت لا تريد الإساءة إلى عائلته مرة ثانية . فقد أسرعت تينا خارج الغرفة لتخبر زوجها أمادو ، و لابد أنها الآن تستخدم الهاتف و أن نصف سكان "دورانغو" قد علموا بالأمر.
و صاحت كولين بوجهه:
-اللعنة عليك يا جوليانو إنريكو .
فتساءل بكل براءة :
-و ماذا فعلت ؟
-تعلم جيدا ماذا فعلت! أنت تعرف أنني لا استطيع نكران الخطوبة . دون أن..
و توقفت عن الكلام فقد أدركت أنها ألزمت نفسها بهذا . وعلمت أنه أدرك ذلك أيضا ، عندها غادرته القسوة و انفرجت شفتاه ، و تراجع قليلا على كرسيه و قال بنعومة:
-لقد فعلت ذلك لحمايتك يا كولين الحلوة .

***

في الصباح التلي ، انتظرت كعادتها منذ أن وصفها جوليانو بالمريضة ، إلى أن خرج من المنزل ، ونزلت إلى الطابق الأرضي.
يبدو أن لا جدوى من المناقشة و الغضب حول الوضع الجديد الذي وجدت نفسها فيه .
هل هذا يعني أنها ستصدق ما قاله جوليانو عن رايان ؟ و قطبت غير قادرة على تصديق أن رايان الذي تعرفه ، يمكن له أن يتقدم لخطبة فتاة ثم يهجرها بعد أن يعلم بأنها ليست الوريثة التي كان يظنها...
في الطابق الأرضي ، كان اللقاء الذي استقبلت به يوم أمس لا يقارن أبدا بما لقيته اليوم . فقد استقبلتها تينا بالابتسام وايما بالسعادة و الفرح فمن الواضح أنها قد علمت بخطبة السنيور لها . و تقدمت لتصافحها بحرارة .
و بالتدريج بدأ جو المنزل السعيد يؤثر بها ، و حان وقت الغداء ، ثم مضى ، و بدأت تحس بالراحة . و عند منتصف وقت بعد الظهر ، و تينا ترتاح ، وبيللا نائمة ، و ايما تقوم بكوي الثياب كانت كولين تقطع الردهة حاملة بعض ثيابها لتكويها في غرفتها فاعترضتها ايما رافضة تركها تقوم بالعمل بنفسها.. عندها التفتت وجها لوجه مع جوليانو .
و أجفلت ، و حاولت أن تقول بأنها لم تكن تتوقع رؤيته قبل العشاء ، و لكنها فوجئت به يتقدم منها ويقبلها على خدها محدثا صوتا عاليا ، و لم تستطع أن تبعده لوجود الثياب بين يديها ، و حاولت التراجع ، و الرد عليه بحدة ، و لكنه منعها بنظرة شيطانية و قال هامسا :
-يجب علينا أن نحافظ على المظاهر يا كولين .
-آه.. بالطبع .
فضحك و قال معلقا :
-توقفي عن الجدية يا عزيزتي الصغيرة.. لم تكن قبلة بالمعنى الكامل.
-و هل هكذا تراني.. طفلة؟
فابتسم ، و النظرة الشريرة لا تزال في عينيه و قال :
-قد تكونين محافظة ، و غير مجربة يا صغيرتي كولين ، و لكن بالرغم من هذا يجب أن تعلمي أنني عرفتك إمرأة ناضجة عندما احتويتك بين ذراعي.. و أن المرأة الناضجة قد أثبتت نفسها في تجاوبك معي .
و إذا كان يبحث عن طريقة لمنعها من الجدل ، و إذا كان هدفه السعي كي تحمر خجلا ، فإن كولين لم تخيب أمله ، في أي من المسألتين ، و قالت :
-سأراك عند العشاء .
-و لكنني أتيت إلى المنزل لأراك.
-لتراني؟
لماذا خفق قلبها لكلماته ؟ و لم تجد الجواب رغم التركيز الذي بذلته ، إلى أن ظنت بأنه يريد أن يتحدث معها حول الأسئلة التي تقلقها ، فقالت :
-أوه.. بالطبع.. نحن لم نتوصل لاتفاق حول موعد إعلاننا أننا لن نتزوج.. أليس كذلك ؟
و هجرته روحه المرحة في الحال ، وقال لها بجفاء :
-سنتكلم في غرفة الجلوس.
-سآخذ غسيلي إلى...
و فوجئت بغضبه ، و أمسك بثيابها المكوية و رماها على السلم . و أخذها من ذراعها و هو يقول :
-سنتكلم الآن..
و جرها نحو غرفة الجلوس الكبيرة ، و بدا عليه أنه يجاهد كي يتغلب على الغضب الذي أثارته فيه ، و قال لها :
-هذه أول فرصة لي لأعطيك هذا .
و وضع يده في جيبه ، و أخرج منها علبة خاتم . و فتحها ليظهر فيها أبهى خاتم سوليتير الماس رأته في حياتها ، و حدقت غير قادرة على إبعاد نظرها عن ما يلمع و يشع في يده ، ثم قالت و قد خنقتها الدموع :
-هذا.. ليس ضروريا ل...
-بل ضروري جدا . و أول ما ستنظر إليه تينا الليلة هو الخاتم الماسي الذي يعطيه المكسيكي للأسباسا المستقبلية .
زوجة المستقبل ؟ و لكنها لن تصبح زوجته! لقد تمادى كثيرا ، و لن تضع خاتمه ، و لكن جوليانو أمسك بيدها و دفع الخاتم في اصبعها ، و قبل أن تدري ما ستقول ، وجدت نفسها تصيح من الفرح .
-أوه ، جوليانو.. إنه خاتم جميل جدا!
و بدا أن كلامها أسعده . أو ربما كان ذلك مجرد رضى لأنه تغلب على رفضها ، و لم تتحرك لانتزاعه من يدها . فقال متوددا:
-الحلية المناسبة لأجمل يد .
و لكن كولين كانت قد استعادت تعقلها ، فجذبت يدها من يده ، و لم يتمسك جوليانو بها ، و أنزل يده إلى جانبه مستعدا لتلقي المعارضة . و لكن معارضتها جاءت هزيلة جدا .
-هل ستتوقع تينا أن ترى خاتم الالماس في اصبعي عند العشاء حقا؟
-ليس هذا فقط ، بل هي تتوقع أن أطير بأسرع وقت إلى إنكلترا لأطلب يدك من والدك .
-لا تستطيع أن تفعل هذا!
و تلقى جوليانو هذا بتكبر المكسيكي المفاخر ، و هو يقول بخشونة :
-و هل سيعارض والدك ؟
و اخفضت كولين عينيها ، فهي تشك في أن يكون والدها مهتما بالأمر كثيرا . مع أن أي والد في الدنيا لا يتمنى صهرا أفضل من هذا المكسيكي الطويل الوسيم الثري . و ما من أب يعارض في تسليم ابنته إلى يد تحميها بشكل أفضل منه . و رفعت عينيها لترى الفخر و الكبرياء في نظرته و هو ينتظر ردها . فقالت بهدوء :
-ما من أب قد يعترض عليك.. و بالتأكيد لن يكون أبي.. هل هذه عادة في بلدكم أن يسعى العريس لرضى والد العروس ؟
و هز رأسه بالإيجاب ، و شعرت بالسعادة عندما لاحظت أن التوتر المتكبر قد غادره . و قال شارحا :
-العادة أن لا يطلب العريس بنفسه هذا مع أنه يكون موجودا بالطبع . فالعادة أن يقوم والده أو شقيقه بالتحدث عنه .
و بدت هذه العادة جميلة و رسمية لكولين . وسألت سؤالا لو أنها فكرت به لما سألته :
-و هل طبق رايان هذه العادة ؟
فأجاب ببرود :
-لقد فعل ، في غياب والده ، لقد أثر على كاهن ابن عمتي بصدقه و جعله يقوم بهذا الدور . و كلانا يعرف كم كان صادقا في مشاعره لإيزابيلا عندما أخبرته أنها لا تتوقع أي مال خاص بها .
-شقيقي...
-أنه حشرة... سأراك وقت العشاء .
و تركها واقفة ، وكان واضحا إنه غير مهتم بكل ماقد تقوله للدفاع عن رايان . لم يكن لديها ما تدافع به عنه ، و لكنها كانت واثقة أنه ، بالرغم من طيشه و حماقته أحيانا ، لم يكن أبدا من النوع الذي يستحوذ المال على عقله ، و لا تستطيع تقبل فكرة أنه يجري وراء المال كوالدهما .

***

و ابتسمت تينا لها ونسيت أن تقدم الحساء و هي تقول بدهشة :
-أوه.. بونيتا.. كم هو جميل!
و وقفت قرب كرسيها مبهورة بالخاتم الرائع في اصبعها.
و ابتسمت كولين لها ، لأنها في الحقيقة لا تعرف كيف ترد عليها . و لكن الابتسامة تلاشت حال إن غادرت تينا الغرفة ، فقد دخل جوليانو و أخذ يحدق بها ، و سألها بهدوء :
-هل أزعجك شيء ما ؟
-و من أين تريدني أن أبدأ ؟
-لقد كنت تبكين.. لماذا يا كولين ؟
لم تكن تريد أن تجيب ، مع أنها تعلم أنها ستضطر . و سوف يعرف لماذا كانت تبكي قبل أن ينتهي العشاء . وتنهدت بيأس و قالت :
-لست واثقة من أنني أعرف ما بي... أنت، أنا ، رايان...
-شقيقك؟
-أجل.. في كل مرة تسمع فيها اسمه تصبح شريرا!
-و لي أسبابي كما أظن . أهذا ماجعلك تبكين ؟ ألأنني أصبح شريرا عندما أسمع ذكر شقيقك ؟
-أنا لست مسؤولة عما فعل .
-أنت تعترفين إذا بأنه مذنب ؟
-لا.. أنا لا أعترف. ومهما تكن صفات رايان ، فأنا أعرف أنه لا يهتم بالمال.. إنه ليس كذلك.. و أنا أعرفه.
جوليانو لن يصدق أبدا ما تقوله للدفاع عن شقيقها ، و هي مقتنعة بهذا ، لذا فقد ذهلت عندما قال لها بعد تفكير :
-لقد كان علي أن أعيد النظر في رأيي بك يا كولين , و قد يستغرقني و قت أطول لأغير رأيي بشقيقك .
و ابتسم لذهولها لما قاله. و أضاف :
-هل يسعدك لو وافقت على أن لا أكون شريرا عندما نتحدث عن شقيقك فيما بيننا في المرة القادمة ؟
و لم يكن أمامها مجال للتفكير بمدى تأثير سحره عليها ، فقد دخلت تينا المبتسمة لتقدم الوجبة الرئيسية . و وجدت نفسها تقول بعد أن خرجت تينا :
-لقد ذكرت أنك قد أعدت التفكير برأيك بي .
-لقد أعدت التفكير برأيي أنك قدمت إلى هنا لاصطياد الثروة ، اعتذاري عن هذا قد فاته الوقت كما أخشى . فهل ستسامحيني يا كولين الحلوة ، لأنني فكرت بمثل هذه الأفكار عنك ؟
-أولم تعد تفكر بأنني...
-لا.. لم اعد.
و عندما تكلم ثانية ، كان حديثه في موضوع مختلف . و أدركت أن ما كان يفكر به عنها لم يعد مهما أبدا .
-يجب أن نقرر بسرعة في أي يوم سنقيم حفلة خطوبتنا.
-حفلة خطوبة! و لكن لا لزوم لها.. حقا .
و نظر إليها بعينيه الحادتين ، و قال بصوت هادئ :
-أخشى أن تكون الحفلة ضرورية . فقد تلقيت التهاني عدة مرات اليوم ، و هذه المكالمةالهاتفية قبل أن أدخل للعشاء كانت من شخص يتمنى لي السعادة ، فقد أصبح خبر خطوبتنا في كل مكان .
-و لكن من السخف إقامة حفلة خطوبة و نحن نعرف كلينا أن الخطوبة ستفسخ و أنني لن أبقى هنا طويلا .
-هل تفكرين بالذهاب إلى مكان آخر؟
-أنت تعرف هذا. فور أن أكسب ثمن تذكرة السفر ، و هذا أمر آخر أود الحديث فيه، كيف سأكسب هذا المال في وقت أمضي فيه نهاري في كسل دون أن أفعل شيئا ؟
-كنت بحاجة للراحة ، و أنت...
-و لكنني لم أعد أحتاج للراحة ، فها أنا عالقة في بلد ليس بلدي ، متلهفة لأقوم بعمل أكسب منه أجرة سفري ، و مع ذلك فكل عرض أتقدم به للعمل يرفض . و كأن هذا لا يكفيني ، فأستيقظ ذات صباح لأجد نفسي متورطة في خطبة إجبارية دون أن يكون هناك مجال للخلاص منها ، لأنه.. لأنه..
-لأن ماذا ؟
- اللعنة عليك! كيف أستطيع نكران الخطبة ؟ لقد عانت عائلتك ما يكفي من إذلال من عائلتي .
-و هل هذا يزعجك ؟
-ألن يزعج أي إنسان لديه ذرة شرف و كرامة ؟
-و هل تعترفين بأن شقيقك يفتقر للشرف و الكرامة ؟
و لم تبدو نظرة الشر في عينيه ، كما وعد ، عندما ذكر اسم شقيقها ، و لكنها قلقت ، فقد كانت لهجته حادة مع ذلك .
فقالت له بإرتباك :
-هل يمكن أن نبقي شقيقي خارج الموضوع ؟ الأمر ينتهي بنا إلى الخصام كلما ذكرنا اسمه.
-ألا ترغبين في الخصام معي ؟
-لا.. لا أريد .
و لم تكن تريد حقا ، و لكنها في نفس الوقت لم تكن تريد الخضوع .
-كل ما أريده.. أن.. أن أخرج من هنا و أعود إلى بلدي .
و تأخر كثيرا في الرد حتى ظنت أنه لن يرد ، و كأنه لا يهتم بما قالته . و لكنه أنهى صمته ، و بدا في صوته نبرة سرور لم تكن متوقعة ، و قال :
-من المستحيل علي أن أعلن في وقت قريب أن خطوبتنا قد انتهت ، و بما أن الجميع الآن يعرفون بها فلا بد أنك تتفهمين الأمر .
-أجل..
فهي تعلم أنه سيكون هناك الكثير من الكلام إذا أعلنا أنهما غيرا رأيهما خلال أربع و عشرين ساعة ، دون ذكر المعاناة التي ستتحملها لعودة تينا إلى إمرأة مشاكسة كما كانت بالأمس . و قال جوليانو :
-و لكن.. أظن أننا سنتمكن من تجنب إقامة الحفلة ، و سأذيع بأن صحتك لم تصبح بعد ملائمة لمثل هذه الإثارة .
و لم تعترض ، فبالرغم من شعورها بأنها بقوة الحصان ، إلا أنها هي من بدأت بمعارضة فكرة الحفلة . فتمتمت قائلة :
-شكرا لك .
-و بما أنك متلهفة جدا للعودة إلى أرض ميلادك.. فأنا أقترح ، وهذا يتعلق بموافقتك ، أن نبقى مخطوبين لثلاثة أشهر ، عندها نعلن أننا أخطأنا ، ثم أشتري لك تذكرة سفرك إلى إنكلترا .
-ثلاثة أشهر ؟
-هل أنت موافقة؟
-أوافق.. و هل أستطيع العودة للعمل ؟
-ليس من المناسب لخطيبة جوليانو إنريكو غاتورادي أن تقوم بالأعمال المنزلية..
و علمت من لهجة التفاخر هذه أنها لن تستطيع الجدال ، ثم ابتسم ، و غمرتها موجة من الافتتان بسحره ، و قال :
-و لكن إذا رغبت ، بإمكانك مساعدتي في أعمالي المكتبية .

و اعتادت كولين على العمل المكتبي بسرعة كما البطة معتادة على الماء . و اكتشفت أن عدم معرفتها بلغته ليس عائقا لها . فمعظم أعماله كانت مع شركات أميركية ، و في هذا المجال تركها تعمل .
طباعتها على الآلة الكاتبة ، بالرغم من استخدامها لاصبعين فقط ، أخذت تتحسن أيضا ، كما لاحظت بعد أسبوعين ، و أحست بسعادة أكبر لم تكن تتوقعها .
و إذا كان خجلها قد بدأ يذوب أيضا فهذا شيء أسعدها أكثر ، و لم تعد تتردد في دخول معقل تينا ، المطبخ ، بل كانت تجد الترحيب هناك كما في أي مكان آخر.. و لاحظت في تينا حرارة أكثر تجاههافي هذه الأيام ، و تمنت أن لا يكون هذا بسبب خطبتها إلى السنيور فقط .
و سمح لها أيضا بتذوق الطعام المكسيكي ، دون بهارات كثيرة ، و طعام الغذاء كان يتألف في هذه الأيام من نوع يدعى "تورتيلا" يحضر بعدة طرق : مع فاصوليا و يدعى"فرايجولس" أو الجبنة و يدعى "تاكوس" و التورتيلا المقلية مع اللحم و الفلفل الأخضر و البندورة و الخس و تدعى "توستادس" ، و تورتيلا مطوية محشوة باللحم و الجبنة و الصلصة و تدعى "انشيلادس" .
و لكن الطبق المفضل لديها إضافة إلى القهوة بنكهة القرفة ، كان الفلفل الأخضر الحلو المحشو بالجبنة و المغموس بالبيض ، المطبوخ .
و تأملت كولين نفسها في مرآة غرفة نومها قبل أن تنزل إلى الطابق الأرضي لتبدأ عملها يوم السبت . لقد قال لها جوليانو إن لا لزوم لأن تعمل اليوم ، و لكن هناك بعض الرسائل يجب أن تطبعها يوم الاثنين ، الأفضل أن تطبعها اليوم ، و ابتسمت لنفسها في المرآة ، و قد لاحظت أنها بدأت تكتسب اللون الأسمر ، و أن هذا يناسبها .
و تركت المرآة ، و فكرها مشغول بجوليانو ، لم يكن قد لمسها منذ اليوم الذي قبلها و هي تحمل الغسيل بحيث لم تتمكن من منعه . و تذكرت أيضا ذلك اليوم الذي عاد فيه باكرا ليجدها في ثوب استحمام قديم من أيام المدرسة تتمشى قرب بركة السباحة . و كانت قد أنهت كل ما لديها من عمل... فقالت له :
-لقد كنت أعمل .
و ابتسمت ، فقد أنهت الذي تركه لها ، و بدت و كأنها تشعر بالذنب لأنه ضبطها و هي ترتاح . و أجاب ضاحكا:
-أنا واثق من هذا.. و لكن يسمح لنا جميعا ببعض التسلية .
و تجولت عيناه عليها و هي في ثوب السباحة . الطريقة التي تكلم بها معها ، و الطريقة التي توقف بها أمامها و انحنى حتى أصبح وجهه قريبا منها ، كلها كانت تشير إلى أنه يلمح إلى أن خطوبتهما تسمح له ببعض التسلية ، و عندها تأكدت و قد اقترب وجهه منها كثيرا ، أنه سيعانقها.
شعورها بأنها لن تمانع ، جعلها تنهض بسرعة و تقول بخشونة :
-سأذهب.. و أستحم .
و دخلت المنزل ، و لاحقتها ضحكة جوليانو ، و أسعدها سماع ضحكته ، و سألت نفسها : ماذا هناك في هذا الرجل الذي جعل مشاعرها الداخلية تثور بهذا الطريقة .
و غادرت كولين غرفتها ، و أخرجت معها الصينية التي كانت تينا تصر على أن تحضرها لها كل صباح إلى غرفتها.. و نادت تينا بمرح قائلة :
-بونس دياس تينا..
و ردت تينا التحية و هي تبتسم ، ثم توجهت نحو المكتبة ، و غادرها مرحها عندما فكرت بالساعات التي ستقضيها قبل رؤية جوليانو عند العشاء .
و دخلت المكتبة ، عندها لم يعد لديها أي وقت للتفكير لماذا يجب أن تنزعج إذا لم تشاهد جوليانو قبل العشاء . فقد كان هناك في المكتبة ، و لم يخرج . و لاحظت أن تعابير وجهه كثيرة الجدية و هو يقفل سماعة الهاتف ، و عرفت أن شيئا مريعا قد حدث . فسألته بسرعة :
-ماذا.. حدث ؟
و لم يجب جوليانو على الفور ، و لكنه ثبت نظره عليها ، و أحست من تأخره في الكلام أن ما حدث ، لا بد أنه يعنيها ، فسألته :
-ما الذي حدث ؟ لا بد أنه حدث شيء ما.. أليس كذلك ؟
و هز رأسه متجهما :
-شقيقك... لقد أصيب .

****************
يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 25-10-08, 12:59 AM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 43829
المشاركات: 156
الجنس أنثى
معدل التقييم: R-obe عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
R-obe غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

بليزززززززز لا تطولى علينا

الروايه روعه ... مثلك ياذوق

تسلمى على مجهودك

 
 

 

عرض البوم صور R-obe   رد مع اقتباس
قديم 25-10-08, 07:28 AM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 97570
المشاركات: 129
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيفي و بس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 22

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيفي و بس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

يسلموا الايادي على هذه التكملة وارجوا ان تكملي الرواية بسرعة .هل بقي الكثير من الاجزاء؟

 
 

 

عرض البوم صور فيفي و بس   رد مع اقتباس
قديم 25-10-08, 09:53 AM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

شكرا جزيلا على الفصل الحلو ده واحنا مستنيين باقى الاحداث المشوقه مسنينك يا عسوله

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 25-10-08, 10:13 AM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 75682
المشاركات: 2
الجنس أنثى
معدل التقييم: أم عمار وصهيب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أم عمار وصهيب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

شكرا لكِ


الرواية جميلة

لا تتاخري ارجوكِ

 
 

 

عرض البوم صور أم عمار وصهيب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من روايات أحلام القديمة, روايات احلام القديمة, رواية سجن العمر, سجن العمر, كاتلين نيلز
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t96331.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 23-04-10 10:16 PM


الساعة الآن 08:17 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية