لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-10-08, 06:44 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


الفصل الخامس
لن تستطعي الرحيل!



نامت كولين معظم النهار... كان يقطع نومها لحظات صحو.. تحاول فيها إعادة جمع شتات أفكارها ، و تعود تتذكر ذلك العناق الذي تشاركت فيه مع جوليانو إنريكو ، كان عناق رجل لإمرأة، بغض النظر عن أنه عاملها فيما بعد كطفلة.
لم يكن عندها وقت للتفكير لماذا لم تدفعه عنها ، و لماذا لم تجد عناقه مزعجا في وقت كانت تظن أنها تكرهه كثيرا . فكلما كانت تفتح عينيها و يجول هذا الخاطر في ذهنها كانت تجد إما تينا أو ايما تنتظر صحوها.
و عندما استيقظت تماما ، و شعرت بأنها أكتفت من النوم ، و بأن طاقتها قد عادت إليها ، كانت الشمس قد غابت في الخارج ، و لأول مرة هذا اليوم لم تكن لا تينا و لا ايما في غرفتها.
و عادت تفكر بالعناق بينهما، و أدركت عندها ، و الدماء تدفئ خديها ، أنها لن تستطيع مواجهته على طاولة العشاء . هي فقط غير مستعدة بعد لرؤيته.
و اكتشفت، سريعا بينما كانت تسمع وقع خطوات رجالية في الممشى، أن جوليانو ليس من النوع الذي ينتظر دعوة لزيارتها.
و فتشت بسرعة عن فرشاة الشعر ، و لم تجد الوقت كي ترتب خصلات الشعر المشعثة ، و لا أن تسرح شعرها على كتفيها . فبدون أن يزعج نفسه بالقرع على الباب ، فتحه و دخل متقدما من سريرها ، و قال بخشونة و هو يرمي لها ساعتها على الفراش :
-لقد كذبت علي .
و انتقلت عيناها من الساعة التي كانت قد نسيتها حيث كانت تعمل إلى وجهه ، فقال :
-اعتقدت أنك ستحتاجينها.
و علمت أن اللحظة غير مناسبة لشكره ، فقد كان غاضبا جدا!
-لا بد أنك أرهقت نفسك كي تنجزي ما أنجزتيه من عمل . و لا عجب أن أصبحت مريضة!
و كأنما لم يتحمل النظر إليها ، اتجه نحو النافذة لينظر إلى الخارج . و أدركت أن عليها قول شيء ما . و لكنها لاحظت أنه على وشك فقدان السيطرة على أعصابه . و كانت معتادة على استرضاء أبيها . و أوشكت أن تستخدم نفس الأسلوب معه ، عندما أتتها فكرة... لماذا تفعل ؟ منقسمة ما بين الشخص الذي كانته و بين ما تريد أن تكونه ،
أدركت أنها لن تستطيع التخلص من آثار الماضي لو أنها استسلمت عند أول صعوبة.. لماذا قد تفكر باسترضائه بعد كل الأشياء الفضيعة التي قالها لها في الماضي... و لماذا يجب أن تخاف من غضبه على كل الأحوال؟
-متى كذبت عليك ؟
-لقد كذبت علي بصمتك.. كان بإمكانك القول لي ، بالأمس و قبل الأمس ، أنك قررت تنظيف ذلك المكان ابتداء من فوق . و لم تقولي كلمة واحدة عندما دعوتك بالكسولة المثالية . هذة الكلمة أزعجتك و أنا أعلم هذا ، و مع ذلك لم تقولي كلمة واحدة.
-لقد توقعت منك أن تتجول في المكان لترى بنفسك ما فعلت .على كلٍ.. لقد أفادك هذا.. و ما كان يجب أن تظن...
-و لكنني لست أنا من عانى من التعب ، أيتها الحمقاء!
و هكذا أضاف لقبا جديدا مما يحتفظ به لها من ألقاب في جعبته.
-أجل لقد عانيت.. و لكنني بخير الآن . لذا لا حاجة للجدال في الموضوع... و أرجوك أن تغلق الباب و أنت خارج.
النار التي لمعت في عينيه لهذه الإهانة جعلتها تتمنى لو أنها لم تقلها ، و بدا و كأنه على وشك أن يخنقها ، و صاح :
- أيتها ال...
و صمت فجأة.. و استعدت لتصرخ... أنا آسفة.. آسفة.. آسفة! ثم شعرت بالسرور لأنها لم تفعل.. فبطريقة ما استطاع أن يسيطر على أعصابه ، و ربما لاحظ كيف شحب وجهها لعدوانيته. و قال :
-أنت على حق...
إذا كان لم يستخدم العقاب الجسدي عليها ، فهذا لأنها سوف تضطر إلى تحمل لسع لسانه .
-كنت مخطئا في افتراض أنك كسولة . أنت مستعدة للعمل الشاق لتحصلي على ما تريدين.. أليس كذلك يا جميلتي ؟
-أحصل على ما أريد؟
-ألست كذلك ؟ ألا تسعين للحصول على انطباع جيد عنك ؟ ألم تعملي على غسل و كوي الستائر و أنت على وشك الانهيار ، بقصد واحد و هو الظهور بمظهر البائسة عندما وجدتك منهارة ليلة الأمس؟
و تطلعت مشدوهة و شهقت قائلة :
- أتظن أنني...
-إنك أدركتي أن هناك أشياء تستطيعين الحصول عليها أكبر مما كنت ستحصلين عليه عن طريق شقيقك... على كل ، سأترك لك مهمة إثبات أنني على خطأ.. كولين شادو.
و تركها تغلي بالغضب و خرج .
استيقظت كولين باكرا في اليوم التالي . و غضبت من نفسها لأن رأي جوليانو لم يهمها . و لم تكن تنوي كذلك أن تبرهن له عن شيء. و كل ما كان في ذهنها و هي تنزل إلى الطابق الأرضي ، رغم شعورها بأنها ليست على ما يرام تماما ، أنها كلما عادت إلى العمل أسرع، أنها كلما كسبت ثمن تذكرتها بسرعة أكثر ، و تستطيع عندها أن تبتعد عنه و عن انتقاداته المريرة.
و خرج جوليانو من خلال أحد الأبواب عندما وصلت إلى أسفل السلم فقال لها فورا ونظرة ساخرة تطل من عينيه :
-و ما هي الملاحظات الطريفة التي تجول في رأسك هذا الصباح؟
-قبل أن تعتقد أنني أتيت لأبرهن لك شيئا.. أقول لك إنني سأعمل اليوم .
و مرت نظرة السخط على وجهه بسرعة ، لكنها لم تدم طويلا . و أصبحت نظرته فجأة مفكرة ، و عاد الشيطان إلى عينيه :
-ظنوني حولك ثبت أنها كانت خاطئة . ألم تكوني محرجة يوم أمس؟ هل خدعتني عيناي لرؤيتك محمرة الوجه عندما عانقتك قبل وضعك في الفراش؟
-ما.. ماذا تعني!
فقال بحدة:
-سأعطيك عشر ثواني للعودة إلى فوق .و إذا لم تتحركي سأحملك إلى غرفتك . و سأضعك بنفسي في فراشك.
-لن تفعل!
-أربعة.. خمسة...
و صرخت بغضب :
- أيها القذر!.. أيها المكسيكي القذر!
-ثمانية.. تسعة...
و في منتصف طريقها على السلم ، سمعت ضحكته من خلفها ، و تمنت لو أن في يدها شيء تقذفه به. كما سمعت ، الرجال المكسيكيون يتوقعون من نسائهم الخضوع التام ، و لكنها ليست إمرأته، و لا تنوي أن تكون خاضعة له.
لقد كانت خاضعة طوال حياتها... و لم يقع اختيارها إلا على المكسيك من بين بلدان العالم لتحقق حريتها!
و شاهدته من نافذة غرفتها و هو يخرج.. ليس بالسيارة كما هي عادته ، بل سمعت وقع حوافر جواد فقفزت إلى النافذة ، و رأته يبتعد على ظهر جواد أسود رائع ، كم تمنت أن يرميه الجواد عن ظهره، ولكن لا أمل بأن يحدث هذا ، كما لاحظت ، فالجواد و خياله كانا يسيران و كأنهما جسم واحد .
يبدو أنه ذهب إلى المزرعة ، و سيبقى هناك طوال النهار ، و كانت مصممة أن لا تخضع لإرادته بالعودة إلى الفراش ، فنزلت إلى المطبخ لتعرض المساعدة في اللحظة التي اختفت فيها أصوات وقع حوافر الجواد.
و أخذت تشير لتينا ، و كأنها تكنس و تغسل و تنفض الغبار ، متمنية أن تفهم ما تريد . و ظنت أن تينا فهمت عليها ، عندما أشارت إليها لتتبعها.
و لكن أملها خاب بعد أن لحقت بها عبر الردهة إلى الباحة المرصوفة خارج المنزل ، حيث أشارت إلى كولين بالاستلقاء تحت الشمس على كرسي نوم و ترتاح ، و كانت كلمة "السنيور" التي مرت من خلال تدفق الكلمات بالإسبانية منها ، كافية لتوضيح أن السنيور أمر بأن لا تمد يدها إلى شيء هذا النهار.
و لم ترد أن تزعج تينا التي كانت كالملاك معها يوم أمس ، فتمددت على الكرسي . و ابتسمت لها تينا ابتسامة مفاجئة ، و انسحبت لتكمل عملها .
و تمددت كولين تحت الشمس أكثر من ساعة ، دون أن تفكر بشيء .
المناظر الخلابة من حولها ، للمزارع على التلال العالية ، الخضراء التي تحيط بها السماء الزرقاء الصافية ، لم تترك مجالا لأية أفكار مزعجة في نفسها ، بالقرب منها كان بركة سباحة ، مياهها مغرية ، مع أنها لم تكن سباحة ماهرة ، وراء البركة تمتد مروج خضراء ، و زهور ، ملونة بكل الألوان ، و ورود و مارغريت ، بينما الهدوء يلف المكان كله من حولها .
و انتقلت عيناها عن مساكب الزهور الجميلة ، ليشد انتباهها رجل يقوم بالحفر ، كان في حوالي الخمسين من عمره ، و شاهدها بدوره ، و كان قريبا منها بحيث أنه رآها تبتسم . و لكن شيئا ما في الطريقة التي كان ينظر بها إليها جعل ابتسامتها تختفي . شيء ما جعلها غير مرتاحة ، شيء يجب أن تعرف ما هو مما جعلها تقرر أن لا تجرب بركة السباحة اليوم .
و كانت على وشك أن تقرر أنها لم تعد تتمتع بالاستلقاء هنا ، عندما خرجت ايما تحمل صينية قهوة .
-لم أعلم بأنك وصلت .
و قابلت ايما هذه الكلمات التي لم تفهمها بابتسامة ، ثم لاحظت أن الفتاة شاهدت البستاني ، و علمت أنه مسالم عندما نادته ايما :
-ماركو.. القهوة!
و ارتشفت كولين قهوتها ، و لم يعد ماركو موجودا ، فعاودها الشعور بالارتياح، حتى أنها بدأت تشعر بالسعادة عندما ركضت الصغيرة بيللا إليها، و قد تغلبت على خجلها من كولين ، و هي تصيح بسرور ، دون اهتمام إذا كانت كولين تفهمها أو هي تفهم عليها مكررة كلمة "فياستا" أي الاحتفال مرات و مرات ، و علمت بعد أن خرجت ايما وراء الصغيرة ، أنهم سيقيمون لها حفلة عيد ميلاد قريبا ، و رفعت ايما يدها إشارة إلى أن الصغيرة سيصبح عمرها أربع سنوات .
و عندما بلغت الساعة الثامنة , كان شعور بالجوع يسيطر عليها ، بالرغم من أنها لم تفعل شيئا هذا اليوم ، فتناولت طعاما خفيفا ، و كان امادو و ماركو يأكلان في المطبخ عندما أدخلت الأطباق الفارغة ، وسط احتجاجات ايما و تينا ، و علمت عندها أن ماركو هو من يقوم بالأعمال المختلفة في المكان.
و قررت أن الاستلقاء طويلا تحت الشمس أمر غير حكيم ، فخرجت لتتمشى بعد الظهر ، و قامت بجولة على العديد من المباني و الاسطبلات حيث يعمل العديد من الرجال ، ذوي الشعر الأسود و العينين البنيتين على عكس رب عملهم ، و كلهم يرتدون قبعات القش ، و لم تكن من طراز (سومبريرو) المكسيكي المشهور كما تصورت كولين .
عند المساء ، ارتدت فستانها الطويل الذي ارتدته يوم تعشت مع جوليانو آخر مرة ، كانت متأكدة أن تينا قد أخبرته بكل ما فعلته خلال اليوم .
و لم ترغب في أن يأتي إليها بنفسه ليأمرها بالنزول ، فدخلت غرفة الجلوس عند الساعة الثامنة إلا ربع ، و وجدته هناك يصب لنفسه كأسا من الشراب...
و بدأت الكلام معه لتظهر له أنها على استعداد لأن تكون مؤدبة :
-يبدو أنك غير معتاد على الشراب الوطني.. كما أرى؟
-في بعض الأحيان.. يبدو أنك تحسنت.. ماذا تحبين أن تشربي؟
-أشرب مثلك.
و أشار إليها بالجلوس ، ثم قدم لها كأس الشراب ، و جلس في المقعد المقابل لها . كانت مصممة على البقاء هادئه و عادية ، و تريده أن يبقى هادئا إلى أن تجد جوابا على سؤال ظل يجول في ذهنها طوال اليوم ، و قالت له:
-لون شعرك أفتح من باقي المكسيكيين الذين قابلتهم.
و شعرت بالندم فسارعت للقول:
-آسفة لم أقصد أن أكون غير مهذبة معك؟
-هل يحيرك لون شعري؟
-أجل.. أنا لم أشاهد مكسيكيا لون عينيه أزرق أيضا.
-هناك الكثير هكذا في الشمال.. و من المعروف أننا أخذنا هذه الألوان من أسلاف فرنسيين و ليس من أسلاف اسبانيين.
ثم بدأ يروي لها كيف تلقى الامبراطور مكسيمليان الدعم من الفرنسيين ، و كيف أن البعض منهم بقي في البلاد و تزوج من فتيات محليات. عذوبة حديثه جعلت تفكيرها يبتعد عن السؤال الذي كانت ترغب حقا في طرحه عليه ، و وجدت نفسها تسأله عما إذا كان قد تعلم الفرنسية عن طريق أسلافه . فأجاب بالفرنسية "وي" ، و ابتسمت مرغمة ، لأنه تلفظ بهذه الكلمة بطريقة مضحكة.
خلال هذا عيناه بقيتا مثبتتان عليها ، و لم تفهم لماذا ، ثم قال :
-تصبحين أجمل عندما تبتسمين يا كولين ، يجب أن تبتسمي دائما .
و أزعجها هذا التعليق الذي يجب أن يكون إطراء ، فهو قد جعله يبدو و كأنه تقرير أمر واقع ، فربما لم يكن يقصد به الإطراء . و قالت له :
-أنت تتكلم الإنكليزية بطلاقة أيضا .
-لقد تلقيت تعليمي لسنوات في أمريكا... أرى أنك أنهيت شرابك ، فهل ترغبين في المزيد أم نذهب لتناول العشاء
-أفضل العشاء.
و قال لها بعد أن رآها تبتسم :
-أعتقد أن فكرة ما أضحكتك ؟
-كنت.. أفكر فقط بشيء ما .
و انتظرت كولين إلى نهاية العشاء لتسأل السؤال الذي كان يلح على الخروج من لسانها:
-جوليانو... كنت أتساءل...
-أنا مصغ إليك .
-حسنا... لا يبدو أنني أعمل بشكل جيد لكسب ثمن تذكرة سفري.
-غريب.. و لكن من رأيي أنك قمت بعمل أكثر من جيد فيما طلبته منك .
-و لكنني لا أظن هذا . لذا كنت أتساءل.. إذا...
و نظرت إليه ، و انزعجت لأن تعبيراته لم تتغير ، و انزعجت أكثر لأنه قنع بالجلوس و تركها تجمع شتات تفكيرها لما ستقوله :
-هل تستطيع أن تقرضني ثمن تلك التذكرة ؟
و هكذا خرج السؤال منها ، و انتظرت رده مقطوعة الأنفاس . و رفعت رأسها عاليا بانتظار رفضه. و سألها بعد توقف بدا لها طويلا :
-أقرضك ؟
و وجدت بعض التشجيع لأنه لم يجابهها برفض قاطع . و بدا أن كبرياؤها قد فارقها و هي تقول له :
-سأعيد لك ، كل قرش منها.. و أعلم أنك لن تتضايق من دفعها..
-هكذا إذا... لقد كنت تتجولين بفضول اليوم لتعرفي مدى ثرائي .
-لا.. ليس الأمر هكذا. لقد خرجت لأتمشى ، صحيح، و لكن ليس لأتجسس ، كما تسمي الأمر.
اللعنة عليه ، لقد فهم بشكل خاطئ ، و ابتعد كثيرا عن محاولة فهم وجهة نظرها . و كل ما نجحت به هو أنها أكدت له بأنها تسعى وراء المال تماما كأخيها.
منتديات ليلاس
و لم يكن عندها أدنى فكرة عن كيفية إقناعه كم هي مخلصة ، و لكن مهما يكن ، عليها أن تحاول . و عليها أن تجلس و تتحمل كل ما سيتهمها به ، فهي لن تتمكن من الصراخ في وجهه كما ترغب .
فعليها أن تخرج من هنا , و عن طريقه هو فقط يمكن تحقيق هذا .
و لكن قبل أن تتمكن من ترتيب الكلام الذي ستقوله ، كان يسخر منها قائلا :
-يبدو عليك أنك متشوقة للذهاب... هل هذا يعني أنك لا تحبين هذا المكان ؟
-منزلك في منطقة جميلة جدا... و لو.. أن الظروف كانت مختلفة ، فأظن بأنني سأكون مسرورة جدا لهذه الفرصة.. لقضاء بعض الوقت هنا.. و لكن...
-و لكنك أدركت أنني لست فريسة سهلة لعينيك؟
و ازداد غضبها ، فصاحت و قد آلمها اتهامه لها ثانية بأنها صائدة فرص.
-اللعنة عليك!
و كان رده مع ابتسامة باردة لأنه نجح في تحطيم برودها .
-تقولين بأنك ستردين المبلغ لي.. فهل يجب أن أقبل بطلبك؟
و هكذا بهدوء ، أطفأ نار غضبها بالعودة إلى الموضوع المهم ، و بدلا من أن ترميه بكوب الماء تنفست الصعداء ، و بدا لها أنه على استعداد لبحث الأمر.
-أجل بالطبع. سيكون هذا مجرد قرض .
-و هل لي أن أسأل كيف تنوين أن تدفعيه؟ مما فهمته منك ، فوالدك هو معدم مثلك تماما ، و إلا لكنت أبرقت له لتطلبي المبلغ عندما كنت في الفندق في (كواريتارو).
-والدي لا يفتقر إلى المال!
-و لكنه لا يميل لإرسال أي مبلغ من ماله لك ؟
-لقد دفع ثمن تذكرة سفري إلى هنا .
-بالنسبة لرجل بخيل هكذا ، يبدو أنه كان مستعدا للدفع لمجرد الخلاص منك . هل كان سعيدا للخلاص منك؟
و آلمها السؤال ، مما أجبرها أن تدافع عن والدها ، فقالت بهدوء :
-لم يكن في منزله الجديد مع زوجته مكان لي.
-ألم يكن والدك يحبك ؟
و جاء دورها للسخرية، فلم ترغب في أن يلاحظ أن الرد على سؤاله يؤلمها أيضا :
-لم يقل لي هذا ابدا.
-عندما يكون الحب موجودا فلا حاجة للكلام فيه ، فمعرفته غريزية .
و عادت إليها كراهيته ثانية و هي تجيبه:
-إذا..قد أفهم من هذا أن والدي لم يكن يحبني .
و شعرت بالغضب من هذا الحديث ، و استمر جوليانو بالنظر إليها دون أن يرد ، فتابعت:
-و أفضل أن لا نتكلم عن والدي أو عن نقص عاطفته لي ، لو سمحت .
-حسن جدا... و لنعد إلى ما تقترحينه لرد القرض الذي قد أفكر بأن أعطيه لك .
-سأحصل على وظيفة.. عندما أعود إلى بريطانيا.
-و ماذا ستعملين ؟ إذا كنت قلت لي الحقيقة ، فإنك لم تعملي من قبل .
-أعترف بأنني لم أعمل من قبل لقاء أجر ، و لكنني كنت مدبرة منزل والدي و كنت أنظفه أيضا .
و عرف جوليانو أنها لا تخاف من العمل أبدا .
-لا شك في هذا .
و بدا صادقا ، و علمت أنه تذكر ما قامت به في منزل المدير .
-لم أكن أريد أن أطلب منك ، و لكن بما أنني لم أجد رايان.. فأنا...
ها قد أفسدت الأمر . و أدركت هذا عندما ذكرت أسم رايان فكل ما سيتذكره الآن هو ايذاء شقيقها لفرد من أفراد أسرته، و استنتجت هذا من تصلب فكه الفجائي . يبدو أن كراهيته لرايان و كل ما فعله أكبر من أن ينساها ، و دفع بكرسيه إلى الخلف و وقف:
-أرى أن شهيتك قد تحسنت ، و لكن بما أن الوجبة قد انتهت فأرجو أن تعذريني.. فلدي أوراق يجب أن أدرسها.
-و لكن.. ماذا عن تكاليف سفري ؟
و وقفت بسرعة ، و تقدمت نحو الباب لتصل إليه في نفس الوقت الذي وصله. فهي لم تجلس هنا طوال السهرة حتى يخرج في النهاية و يصفق الباب في وجه آمالها.
-تكاليف سفرك؟ لقد اقترحت بنفسك أن تعملي لاكتسابها. و هكذا ستفعلين ، و لكن ليس في بلادك.
-و هل سأبقى.. هنا؟
-لبعض الوقت كما أظن... هذا إلا إذا كنت تنوين ان تتبعي مثال ما فعله شقيقك.
إذا.. فتفكيره لا يزال مركزا على رايان ، و أجابته:
-أنا.. لم أفهم عليك.
-لم تفهمي؟.. شقيقك ظن أنه وجد لنفسه إمرأة ثرية ، ألم يفعل هذا؟
-و هل تعتقد... هل تظن أنني قد أمثل عليك كي أحصل على تكاليف سفري دون أن أعمل بالمقابل؟
-لا أذكر أنك عارضتيني يوم أمس عندما عانقتك .
و لم تدري ما لذي يزعجها أكثر ، أهي عجرفته التي لا تطاق ، أم الخجل الذي غمرها لأنه كان يقول الحقيقة، و لكن يدها اليمنى التي تلهفت أكثر من مرة للوصول إليه ، لم يعد باستطاعتها إسكاتها ، و قبل أن تفكر ، اختارت يدها اللحظة المناسبة لتنطلق في الهواء .
و صفعته على وجهه تماما ، و هي بالكاد تعرف ماذا تفعل ، فيدها كانت تتصرف باندفاع ذاتي عنيف . و قالت بعد الصمت الذي تلا :
-بما أننا لا زلنا في مجال التذكر ، أتذكر أنني نسيت أن أعطيك هذا بالأمس .
الابتسامة التي ظهرت على وجهه لم تعجبها أبدا . و قال بنعومة :
-أنا أشعر بالفعل يا كولين شادو ، أن هذه العقوبة أكبر من الجريمة . لذا اسمحي لي يا عزيزتي كولين أن أصحح هذا التوازن.
و لم يكن لديها أية فكرة عما سيفعل ، مع أنه قد خطر في بالها أكثر من مرة بأنه يرغب في ضربها، و لكنها لم تكن تظن بأنه سيرد على التحية التي قدمتها له لتوها.
مع ذلك ، فقد أسرعت بالتراجع ، و اكتشفت أنه أسرع منها في الحركة ، و لكن ليس ليضربها.. و في لحظات لم تدري بنفسها إلا و هي ما بين ذراعيه . و جسده الذي لامسها يوم أمس قد عاد ليلامسها ثانية.
و لكن هذه المرة لا تقارن بالمرة السابقة ، و قاومت كي تتخلص ، فهي لا تريد أن تبقى بين ذراعيه.. و لكن يا للسماء.. مالذي يحدث لها ؟ إنها تشعر بالسلامة و الأمان بين ذراعيه ، و مع ذلك فلا يجب أن تشعر هكذا. و شهقت :
-لا تفعل هذا!
و استطاعت أن تبعد نفسها قليلا عنه ، و لكنه عاد ليحكم ذراعيه من حولها ، و حاولت التخلص بقوة ، و أن تجذب جسدها بعيدا عنه ، و لكنه استمر في الضغط عليها بشدة ، ثم ذهلت لشعورها بأن الخوف قد بدأ يختفي من داخلها ليخلي الطريق أمام مشاعر جديدة .
و لم تعد تقاوم بل أحست بالدوار ، و عندما تركها ، و جدت أنها تحدق بغباء في عينيه اللتان بدتا و كأنهما تكشفان كل ما يدور في أعماقها .
-ألم تكوني تتوقعين وجود هذه المشاعر في داخلك ؟
و أحست بغضب شديد لأنه يسخر من سذاجتها . و أخذت تفكر بماذا سترمي في وجهه، ثم قفزت إلى ذهنها فكرة قد تكون الحل لكل مشاكلها .
-بإمكانك الأحتفاظ بمالك... فأنا لست بحاجة إليك! أول شيء سأفعله في الغد أن أذهب إلى القنصلية البريطانية . فهم موجودون هنا لحل مشاكل مثل مشكلتي ، و لمساعدة البريطانيين المقطوعين هنا .
و تمنت أن تكون محقة... و لكن غضبها لم يؤثر به أبدا.. و لاحظت على الفور أن ما يجري وراء عينيه الذكيتين لن يعجبها أبدا .
-بعيدا عن أن ليس هناك قنصلية بريطانية في "دورانغو" فعائلتك مدينة لعائلتي سنيوريتا .
و أخذ يحدق بها ، و الجليد في عينيه على عكس المظهر اللامبالي الذي كان يتقنع به . يجب عليها إذن أن تدفع الدين قبل أن يوافق على ذهابها . لكنها ستحاول إيجاد قنصلية بريطانية في مكان ما ولو كلفها هذا المال القليل الذي تملكه ، و لكنه قال لها :
-لو حاولت الخطو خطوة واحدة خارج أملاكي ، أيتها الآنسة الشامخة الأنف ، فسوف أضع شقيقك في السجن قبل أن تحصلي على مقعد في أية طائرة .
-السجن ؟ لا تستطيع ، فأنت لا تعرف مكانه .
-لدي اتصالاتي ، و أستطيع معرفة أين ذهب . و لن يكون صعبا على البوليس أن يلقي القبض على رجل إنكليزي .
و تمنت كولين أن يبقى شقيقها مختفيا ، بالرغم من رغبتها في أن تجده . و أخفت خوفها ثم قالت متحدية :
-لا تملك شيئا ضده... و لم يرتكب أي خطأ!
-لنتخلى عن الجدال الأخلاقي ، بما أنك ملوثة مثله.. و يكفي أن أقول ، إنني أستطيع التفكير بشيء سيبقيه في قبضة البوليس إلى أن يقدم للمحاكمة .
-و لكن.. بإمكان محام بارع أن يظهر بأنه اتهم زورا.
-ربما.. و لكن ليس قبل أن يختبر الحياة في سجن مكسيكي .
و بينما كانت تحاول فهم ما يقصده ، تركها و توجه نحو الباب ، و فتحه منتظرا أن تخرج منه و تابع :
-قوانينا مختلفة عن قوانين بلدكم ، فهنا نعتبر المسجون مذنبا حتى تثبت براءته .
و تحركت كولين و كأنها إنسان آلي ، مذهولة ، لا تستطيع التصديق بأن هذا الرجل الذي عانقها بكل لطف يمكن أن ينقلب إلى رجل بارد يجري الثلج في عروقه . و نظر إليها و قد لاحظ كم أثرت كلماته بها .
-و هل ذكرت لك أن جدول محاكمنا مشغول جدا ؟ و أن على شقيقك مواجهة وقت طويل في السجن قبل ...
و تركته إلى غرفتها قبل أن يكمل كلامه.. لقد هزمها ، و هو يعرف هذا . و ليس أمامها أية فرصة سوى أن تطيعه في كل شيء إذا كانت تريد ان لا يختبر رايان شكل السجن في المكسيك من الداخل .

*******************

يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 22-10-08, 09:12 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 60067
المشاركات: 15
الجنس أنثى
معدل التقييم: anabela عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدNetherlands
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
anabela غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

بإنتظارك على احر من الجمر . جزاك الله الف خير

 
 

 

عرض البوم صور anabela   رد مع اقتباس
قديم 22-10-08, 09:34 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

حبيبتى روووزى والله مجهود رائع وروايه رائعه واحنا مستنيين التكمله سلمت اناملك الورديه يا سكر

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 23-10-08, 01:28 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 43829
المشاركات: 156
الجنس أنثى
معدل التقييم: R-obe عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
R-obe غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

روايه روعه

تشكرى خيتوو وننتظر التكمله

 
 

 

عرض البوم صور R-obe   رد مع اقتباس
قديم 23-10-08, 01:31 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تسلموا على المرور انابيلا ، صفصف ، روبي.

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من روايات أحلام القديمة, روايات احلام القديمة, رواية سجن العمر, سجن العمر, كاتلين نيلز
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t96331.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 23-04-10 10:16 PM


الساعة الآن 08:16 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية