لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-10-08, 07:14 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 97570
المشاركات: 129
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيفي و بس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 22

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيفي و بس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

عطيكي الف عافية على الرواية الحلوة و بانتظار التكملة

 
 

 

عرض البوم صور فيفي و بس   رد مع اقتباس
قديم 21-10-08, 12:07 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي روووووووزى

 

رائعه رائعه رائعه وانتى عسل ياريدروز روايتك جميله جدا زى ما احنا متعودين منك وده بيدل على انك زووووووووق ومستنييين التكمله على احر من الجمر بليز ما تتأخريش علينا اوكى




 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 21-10-08, 07:28 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

أهلين فيكم همبوش ، فيفي و بس و أكيد safsaf313
و ميرسي على المرور و التشجيع نورتو الصفحة بوجودكم

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 21-10-08, 07:31 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 



الفصل الرابع
لا تكن قاسيا!


ظلت كولين جالسة في مكانها فترة طويلة ، بعد أن خرج جوليانو. و نظرت إلى الساعة التي رماها لها. كانت ساعة ثمينة ، كما لاحظت دون كثير من الأهتمام، و لكنها كانت تقول لها إن أمامها أقل من ساعة لتقرر إذا كانت ستنضم إليه على المائدة هذه الليلة .
كانت تعلم لماذا يريد أن يجبرها على تناول الطعام ، فلن يكون لديها الطاقة اللازمة كي تختبر "العمل الشريف".. إنها لا تشعر بالجوع فعلا ، و ليس لديها شهية ، و هذا واقع واضح . و لكن هذا المستبد المكسيكي المتغطرس لن يتقبل هذا.
و تذكرت نظرته إليها عندما كانت تستيقظ ، و لكنها لم ترغب في أن تتذكر أنه لم يكن هناك قسوة في عينيه ، بل شيء قريب من الدفء. الدفء! وضحكت.. هذا مستحيل .
منتديات ليلاس
و مع ذلك فقد كانت هناك فكرة تقول لها إنه يستطيع أن يحادثها دون أن يحاول إهانتها .
و كأنما استيقظت فعلا الآن... فنزلت عن السرير و ذهبت لتنظر خارج النافذة . و تأملت طويلا شجرة الخوخ التي تنمو خارج غرفتها تماما. ثم تحركت نحو خزانتها ، و هي تشعر بكراهية أكثر له، سوف تتناول العشاء معه ، إذ يبدو أنها مجبرة . إذا كان يظن بأنه سيتنعم طويلا مفكرا أنه هزمها ، فعليه أن يفكر ثانية!
عند الثامنة تماما ، حسب ساعة جوليانو التي في معصمها ، تركت الغرفة . واثقة أن فستانها الطويل دون أكمام يناسبها تماما ، فقد أخبرتها المرآة بهذا.
و توقعت أن تشاهد رفيقها لا يزال غاضبا كما رأته آخر مرة ، و لكنها أخفت دهشتها عندما حياها بإيجابية أكبر .
-هل ترغبين في شراب قبل الطعام يا كولين ؟
إذا.. لقد عادت "كولين" ثانية ، و خلعت الساعة و أعطتها له :
-لا.. شكرا سنيور .
-اسمحي لي إذا أن أرافقك إلى غرفة الطعام . تينا تنتظر أن تقدم العشاء .
كان وجه تينا دون ابتسام عندما صبت لها الحساء في طبقها . و لم تكن كولين تنتظر أن تبتسم لها ، و لكن على الأقل أن تبتسم لمخدومها ، و هذا ما لم تفعله .
و رغم أنها لم تكن تشعر بالجوع ، فقد رفعت ملعقة من الحساء إلى فمها . و كان الحساء لذيذا . و تناولت ملعقة أخرى ، ُثم دخلت تينا ثانية و معها طبق نسيت وضعه على المائدة ، و سمعت جوليانو يقول لها شيئا بالإسبانية،
و أحست أن شهيتها قد غادرتها بعد أن شاهدت تينا تبتسم و هي ترد عليه . فوقعت الملعقة من يدها.
-ألم يعجبك الحساء ؟
إن له عينا صقر تراقبانها! و ردت عليه بأدب:
-الحساء لذيذ .
-لماذا لا تتناولينه كله إذا ؟
-لأن شهيتي للأكل ضعيفة ، لقد قلت لك هذا . أظن أن علي ترك مجال لما سيتبع الحساء .
ما تبعه كان أشهى لحم مشوي "ستيك" عرفته، قدمت معه السلطة . فقالت قبل أن تستطيع التراجع :
-لقد كنت أظن أن الطعام المكسيكي يقدم عادة مع الكثير من الفلفل الحار.
-و أنا ظننت أن الأفضل لك أن تأكلي الطعام الذي تعودت عليه ، طالما شهيتك بحاجة لتشجيع.
-و هل جعلت تينا تحضر وجبة إنكليزية خاصة لي ؟
-كانت مسرورة لهذا. و لقد هنأتها على الحساء على الطريقة الإنكليزية .
إذا لهذا ابتسمت له تينا ، فكل موظف يحب أن يمدحه رب عمله على عمله الجيد . لكنها يجب أن تنتظر طويلا قبل أن يمدح عملها .
بالطبع هي ليست بحاجة لمديحه.. و لاحظت أنه يراقب عدم تحرك السكين و الشوكة في يديها، فقطعت قطعة صغيرة من اللحم . لقد تعبت تينا كي تحضر هذا الطعام الخاص ، لذا ، و من أجلها ، وضعت قطعة اللحم في فمها.
-أخبريني شيئا عن حياتك في إنكلترا يا كولين .
كانت تتوقع وجبة طعام دون كلام ، فأدهشها سؤاله و لكنها أجابت بأدب :
-ليس هناك الكثير لأقول لك سينور.
-إذا أخبريني عن القليل الموجود، و ناديني جوليانو بالمناسبة .
لقد قلت إنك لم تكوني تعملين في إنكلترا؟
-آه.. لا..
كانت لا تزال مستغربة لتنازله من عليائه و طلبه منها أن تناديه باسمه الأول ، و خاصة أن باقي عماله يدعونه "السنيور".
-حسنا.. أنا..
و سعلت . و تملكها الرعب من أنها سوف تستغرق في إحدى نوباتها حتى تدمع عيناها و تنقطع أنفاسها . و لكن هذا لم يحدث ، و ابتسمت له بارتياح:
-لقد عشت في منزل كبير للغاية مع والدي .
و لم تعد تبتسم ، إذ أنها لم تتذكر فقط كم كان والدها مثيرا للمشاكل معها . بل أيضا كيف أنها و هي في الثالثة و العشرين قد اختصرت كل حياتها بهذه الكلمات القليلة .
لقد عاشت في ذلك المنزل الذي يشبه القبر الضخم مع والدها ، و هذا كان كل حياتها و وجودها و أخرجها سؤال جوليانو التالي من أفكارها البائسة :
-ألم يكن لديك أم ؟
-لا.. لقد توفيت و أنا في السابعة.
-و هل سيكون والدك وحيدا دونك ؟
بوجود آغي باركر أو بدونها ، فهو لن يشعر أبدا بالوحدة. و لن يكون أكثر سعادة لو علم أنها أختفت عن وجه الأرض. لن يفتقدها أحد.
-سوف يتزوج ثانية عن قريب.
-أوه.. لهذا إذا قررت ترك إنكلترا.. فأنت لم تحبي زوجته المستقبلية.. أنت تغارين منها.
أغار منها! كم هو مخطئ ، فوصول آغي باركر أتاح لها فرصة الخلاص . إنها لا تحبها ، و لكن ليس بدافع الغيرة ، و ستكون دائما ممتنة لها ،
فبسببها حصلت على حريتها... و تطلعت بالرجل الذي كان يتفرس بها و منعت ضحكة هستيرية من الأنطلاق... أية حرية هذه! فعندما تكون تذيب أصابعها حتى العظام في العمل لهذا المستبد ، فهي مازالت عبدة له كما كانت لوالدها.
-ظننت بأنك اتخذت قرارا حول سبب مغادرتي إنكلترا ، و لا تقل لي إنك غيرت رأيك و اقتنعت الآن أنني لم أجئ إلى هنا لأنشب مخالبي فيما قد أستطيع الحصول عليه؟
و أحست فجأة بأنها اكتفت ، و غادرتها شهيتها ، فوقفت .
-و لكنك لم تنهِ طعامك بعد.
و وقف بدوره . و طوله الفارع يغطي عليها و هو يمنعها من الخروج ، القسوة في عينيه ذكرتها بإيزابيلا و كيف هجرها شقيقها المخادع ، و نظر إلى قطعة اللحم التي لم تنهها بعد ثم عاود النظر إليها ، فقالت بعناد :
-لقد أكلت كل ما أستطيعه.
و علمت بأنه سيجرها لتعاود الجلوس إذا لم تفعل بنفسها .
-إذا تناولت المزيد سوف أحس بالغثيان .
و اختفت قسوته فورا. و مد يده ليمسك بذراعها و يسندها قائلا:
-و هل أنت مريضة ؟ لقد فكرت من قبل بشحوبك...
و ردت عليه بجفاء:
-لم أشعر بأنني أفضل حالا في حياتي . و لكنني سأشعر أفضل بعشر مرات لو تركت ذراعي و سمحت لي بالذهاب إلى غرفتي .
و هي تتكلم كانت تفكر أن ليس هناك أمل بأن يفعل ماطلبت منه لذا ، و عندما ترك ذراعها ، وقفت دون حراك . بينما أخذت عيناه الزرقاوان تتفحصان شحوب وجهها.
-لا يبدو عليك...
-ليلة سعيدة يا سنيور.
و لم ترغب في البقاء لحظة أخرى لتسمع ما سيقول حتى لا يغير رأيه . و تجاوزته لتخرج ، فناداها:
-كولين!
و توقفت عند السلم ، و أبقت ظهرها إليه حتى لا يرى عينيها المبللتين بالدموع، فتابع:
-سنخرج في وقت متأخر غدا صباحا.
و أخذت تفكر و هي مستلقية في الفراش ، من أين ستجد القوة اللازمة لتعلق الستائر في الغد.
و أيقظتها نوبة سعال في الليل ، و تركتها مقطوعة النفس تشهق ، يجب أن يكون سعالها قد تلاشى الآن و لكن بما أنها منزوية لوحدها داخل ذلك المنزل فهي لم تتعرض كثيرا للشمس التي أمرها الطبيب أن تعرض نفسها لها.
و أرهقها السعال ، فاستلقت ثانية ، و بدأت على الفور بالسعال من جديد و أحست بالتعب ، فجلست في الفراش و هي مبللة بالعرق.
فرفعت الأغطية عنها ، و قد شعرت بحاجة ملحة لبعض عصير الليمون الساخن ، فهذا أوقف السعال من قبل ، سوف تنظف كل شيء من ورائها و لن تحس تينا بأنها كانت في المطبخ . و استندت إلى باب غرفتها محاولة إيقاف السعال قبل أن تفتحه.
و غطت فمها بيدها ، و ذهبت إلى المطبخ حيث أضاءت النور و أغلقت الباب ، و لكن قبل أن تبحث عن الليمون جلست قليلا،
و أحست بالتعب و الإرهاق، و بالسرور لأن أحدا لا يراها و هي على هذا الحال. كرامتها تطالبها بأن لايعرف جوليانو أي شيء عن هذا ، فسيقول بأنها تسببت به لنفسها لأنها لا تأكل جيدا ، و شعرت برأسها يدور.
و أجبرت نفسها على ترك الكرسي ، فهي بحاجة إلى قدر ما تستطيع من النوم كي تكون مستعدة لعمل الغد ، و لكنها لم تبتعد سوى خطوات عندما فتح الباب وراءها فالتفتت بسرعة .
و من خلال نظرها الغائم رأت الرجل الذي لم ترد أن يعرف ما يحدث لها ليلا ، و لكن كلمة "يا إلّهي" التي خرجت منه بعد أن رآها أعطتها فكرة بأنه لم يكن سعيدا بما رآه.
و بدأت تترنح ، و وجدت راحة كبيرة عندما ، و بخطوة واسعة ، و صل إليها و أمسك بها ، و تعلقت به بضعف ، و أسندت جسدها عليه إلى أن أحست أن الدنيا من حولها تعود لطبيعتها، و علمت بأنها لم تعد مهددة بالإغماء فحاولت التحرك ، و لكنها لم تستطع ، فبقيت متعلقة به و نسيت أنها لا تريده أن يعرف حالتها.
-لقد.. أتيت إلى هنا.. لأحصل على... بعض الليموناضة... الساخنة.. السعال لا يتوقف...
و تعلثمت بآخر كلمة قالتها ، و انهارت ثانية، و عادت تسعل السعال القاسي الجاف.. و كان جسدها مليئا بالعرق ، حتى أن ملابسها أصبحت مبللة ، ثم تحرك الكتف الذي عادت للاتكاء عليه ، و أبعدها قليلا لينظر إلى وجهها المجهد ، و فيما هي تقول له:
"أنا آسفة" لاحظت أن لا قساوة في وجهه
و ظنت كولين أنها تهذي عندما شاهدت فمه يتحرك و كأنه يبتسم.. هل يبتسم لها؟ ثم بدأت يداه القويتان تحركانها نحو الكرسي ، و قال لها:
-اجلسي هنا قليلا يا كولين.
كان صوته ناعما ، رقيقا لطيفا جدا حتى أنها ظنت بأنها تحلم، فهو لم يكلمها أبدا بمثل هذه الطريقة من قبل . و جلست حيث قال.
لأنها بكل بساطة لم تكن تملك القوة الكافية لفعل شيء آخر .
و راقبت الطريقة الفعالة التي تعامل بها مع الليمون و السكر و الماء ، ثم وضعها في وعاء فوق النار، و مع أنها كانت تحس بالدوار فقد كانت أكيدة أنها لا تتخيل أن هذا المستبد يحضر لها شراب الليمون الساخن الذي تحتاجه. و قال لها مبتسما :
-لن أتأخر عليك.
و تركها و خرج ، و لم يتأخر ، و لكن عندما عاد كان السعال قد تملكها ثانية، و لم يضع أي وقت في فحص حرارة محتويات الوعاء على النار، أو في صبه في كوب و إعطاءه لها:
-أشربيه على مهل .
و أحست بالراحة فورا. و كان مريحا جدا لحنجرتها المجروحة ، فهمست :
-شكرا لك.. أنا بخير الآن ، و لكن هل لي أن آخذ بعضا من الشراب معي إلى الغرفة ؟
-سأضعه لك في ابريق.
-لا داعي لذلك.
و كل ما حصلت عليه من رد كان ابتسامة ، و ظنت أنه لن يحضر الابريق لها، فحاولت صب كوب آخر لتأخذه معها ، فقال لها بسرعة:
-اتركيه يا كولين.. سوف أجلبه إلى غرفتك.
و كانت بحاجة لكل قواها كي تصعد السلم ، فوقفت و ساقاها ضعيفتان ، فقال:
-هل أنت مستعدة للعودة إلى فراشك ؟
-نعم.. شكرا لك يا جوليانو.
و لكنها ما إن خطت خطوتين على السلم حتى شعرت بأن ذراعيه أصبحا حولها ، و لم تدرك إلا و قد حملها إلى فراشها ، و قال لها بلهجة ناعمة :
-أعتقد أن هذه الطريقة أسرع.
و أحست بالارتباك ، ربما المرض يظهر أفضل ما لدى الرجل .
مع أنها ليست مريضة، بل تشعر بالانزعاج من السعال الذي يستغرق وقتا طويلا ليتركها ، و كانت تشعر بالدوار و هو يفتح الباب ، و رأسها مرتاح إلى صدره و وضعها بكل لطف في فراشها و سألها:
-هل تستطيعين تدبير أمرك لوحدك ؟
-أوه.. أجل.. أنا أفضل بكثير الآن .
و لأنه أصبح جوليانو إنريكو جديد أمامها ، شخص يبتسم لها ، فقد ذاب كل تحفظها التقليدي . و ابتسمت له بدورها.
-سأذهب الآن لأحضر لك الليموناضة .
كانت تفكر بأنها ستنتظر عودته ، ثم خروجه من جديد ، كي تغير ثوب نومها المبلل بآخر جاف ، عندما شاهدت أنوار سيارة تصل و تنعكس على نافذتها ، و تساءلت من يكون هذا الزائر الليلي يا ترى ؟ أم أنها تتخيل هذا كما تخيلت سرور جوليانو عندما نادته باسمه الأول ؟
و عندما عاد جوليانو و في يده كوب الليمون ، لم يكن لوحده ، و أوضح لها قائلا :
-هذا صديقي الدكتور بريغادينو.
-دكتور ؟ و لكنني لا...
-لست بحاجة لدكتور.. لقد اكتشفت فيك يا كولين شادو ، التصميم على عدم الاستسلام . و اسمحي لي ، بما أنني الرجل الذي سيكون مسؤولا عنك خلال إقامتك في بلادي ، أن أعرف ما هو الأفضل لك .
و لم يكن هناك مجال للجدال مع لهجته هذه . و تقدم الدكتور من فراشها ليفحصها ، و لكن جوليانو استرعى انتباهها عندما قال :
-سأحضر تينا .
و صرخت "لا..!" ، و تركز انتباه الرجلين عليها .
-و لكن راوول سيفحصك .
-لقد سببت مايكفي من إزعاج ، أولا أخرجتك من فراشك ، ثم في منتصف الليل الدكتور بريغادينو . و لن أقبل أن أزعج نوم تينا .
-لا خيار لك في الأمر ، إلا إذا قبلت أن أبقى كي أساعدك في خلع ملابسك .
فصرخت بحدة و قد أجفلت للفكرة "لا!" و عادت النظرة الناعمة إليه و هو يبتسم و غادر الغرفة لإيقاظ تينا .
و جلس الطبيب إلى جانب السرير ، و سألها بإنكليزية جيدة حول كل المعلومات التي يريد أن يعرفها عن مرضها ، و دخلت تينا مسرعة إلى الغرفة.
و بدت كل هذه الجلبة على شيء لا يذكر . ففي غضون دقائق كان الطبيب قد فحصها ، و ساعدتها تينا في تغيير ملابسها.. كل ما بها سعال لا يريد أن ينتهي . و تمنت لو يتركونها بسلام ، فهي تعبة و يمكن لها أن تنام لفترة طويلة.
و ما إن غادر الدكتور و تينا الغرفة حتى غرقت بالنوم . و لم تعلم بأن جوليانو أمضى دقائق طويلة يتحدث إلى الطبيب ، و لم تعلم أيضا أنه عاد للدخول إلى غرفتها و وقف يتأمل بوجهها الشاحب ، و شعرها الأشقر المتموج المنتشر على الوسادة ، ثم أطفأ المصباح الصغير بجانب السرير ، و خرج .
و بدا لها كل شيء كالحلم عندما استيقظت في الصباح التالي .
و لم تكن متأكدة أن ما حدث ليس حلما . إلى أن نظرت إلى ما كانت ترتديه مرميا على الأرض ، و شاهدت ابريق الليموناضة . فهل حقا نادت جوليانو إنريكو باسمه الأول ؟
تحت ماء الدوش تمنت لو أنها تعرف كم الساعة الآن . و أحست بالانزعاج لأنه سيشرف اليوم على عملها . و تذكرت الطريقة القاسية التي نظر بها إليها عندما رفضت ازعاج تينا من نومها . لابد أنه سيكون غاضبا جدا إذا لم تسرع في التحرك في عملها .
عندما خرجت من الحمام و جدت جوليانو في غرفتها . كان يقف مستندا إلى طاولة الزينة ، و عيناه تراقبانها . فقالت قبل أن يقول لها أية كلمة قد لا تحب سماعها :
-لقد تأخرت.. أعرف هذا.. و أنت تعلم أن ساعتي...
-و ماذا تريدين أن تفعلي بحق الجحيم ؟
-أنا مستعدة للذهاب إلى العمل.. لم تكن بحاجة لأن تحضر لتأخذني.. كنت على وشك...
-و هل أنا ظالم إلى هذا الحد ؟
و تذكرت ليلة أمس ، لطفه ، الطريقة التي حملها بها إلى غرفتها ، و الطريقة اللطيفة التي وضعها بها في الفراش . و شعرت بالضعف ، و لكن لا يمكن أن تسمح لنفسها أن تضعف أمامه .
-في الحقيقة أجل.. أنت ظالم.. و إذا سمحت أخرج من الغرفة لأستعد للذهاب...
-المكان الوحيد الذي ستذهبين إليه يا كولين الصغيرة هو إلى الفراش.
كم تبدو هذه الفكرة رائعة! و أرادت بكل يأس أن تستسلم لها ثم فكرت بأنها لن تتمكن بهذه الطريقة من الهرب من تحت سقف منزل هذا الرجل.. فصاحت:
-ماذا... و أعطيك الفرصة لتقول بأنني ادعيت المرض بقصد أبقى هنا ؟ لا.. هذا مستحيل!
-لم أكن أعلم عندها أنك مريضة . لماذا لم تقولي لي ؟
-يا إلّهي.. إنها مجرد انفلونزا.
-و لكنك التقطت جرثومة قوية بشكل خاص... و هذا ما عرفه راوول بريغادينو من وصفي له لطريقة سعالك ، و مما قلتيه له.
-لا شيء في صحتي لا يمكن لقليل من الشمس شفاؤه ، طبيبي في إنكلترا قال لي.. و لذلك...
-و هكذا لقد أتيت إلى المكان المناسب دون شك . و بما أن قدميك ترتجفان ، فمن الأفضل أن أضعك في الفراش .
-لن أفعل هذا...
و أحست أنها على وشك الأنهيار ، فتقدم منها و كأنه يحاول إقناعها و لكنه أمسك بذراعها ، و كأنما يريد أن يهزها بعنف فقالت :
-لا تكن قاسيا معي!
كانت تشعر بأنها على وشك البكاء ثانية ، و خافت أن لا تستطيع منع دموعها فيما لو هزمها ، و أجابها بصوت هادئ :
-أنا لا أنوي أن أكون قاسيا معك .
ثم جذبها لتجلس على السرير ، و جلس بقربها مضيفا :
-راوول قال لي إنك بحاجة لراحة تامة... فاستسلمي يا كولين ، أنت تعرفين جيدا أنك لا تصلحين للعمل .
و أرادت أن تجادله ، و أدرك أنها لن تعترف بالهزيمة . ثم رأت الابتسامة على وجهه من جديد ، و قال :
-استسلمي ، أنت تعرفين أنني لن أصطحبك إلى ذلك المنزل ثانية.. هل ستجعليني أعترف بأنني كنت قذرا معك لأنك لم تنجزي العمل الذي أردت أن أراه ، في وقت كنت فيه مريضة أمس و قبل الأمس .
-و لكنني لست...
-ألست مريضة يا كولين ؟
-بلى...
و ابتلعت ريقها ، و قد سحرتها فتنته . عندها ، و بكل لطف ، أخذها بين ذراعيه معانقا ، فاستسلمت ، دون أن يكون في ذهنها أي تفكير بالتراجع .
و ارتفعت حرارة جسدها حتى ظنت بأنها ستحترق ، و تعالى اللون الأحمر إلى وجهها بحيث أنه لا يمكن أن يراه حتى و لو كان قصير النظر .
و عاودتها كراهيتها له ، و هي تسمعه يضحك للمرة الأولى . ثم توقف عن ضحكه و قال مداعبا:
-كولين شادو... لقد تملكك الخجل! لماذا ؟ أعتقد أنني أول رجل خارج مهنة الطب يلامس جسدك!
و ازداد لونها احمرارا من الخجل ، مضافا إليه شعور بأنه يعتقد أنها من الطراز القديم ، ثم قال و كأنه يؤكد ظنه بأنها لم تكتمل أنوثتها:
-هيا الآن يا طفلتي.. استلقي في الفراش.. تينا تنتظر لتحضر لك البيض المسلوق و الخبز المحمص على الطريقة الإنكليزية.

******************
يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 21-10-08, 08:50 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 97570
المشاركات: 129
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيفي و بس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 22

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيفي و بس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

مساء الخير شكرا على الفصل الرابع بهذة السرعة ارجوا ان تخبريني متى تنزل الاجزاء القادمة في الصبح ام المساء حتى يتسنى لي قراءتها بسرعة لاني احببت الرواية

 
 

 

عرض البوم صور فيفي و بس   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من روايات أحلام القديمة, روايات احلام القديمة, رواية سجن العمر, سجن العمر, كاتلين نيلز
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t96331.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 23-04-10 10:16 PM


الساعة الآن 03:03 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية