كاتب الموضوع :
فتاة بلا الم
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجــزء الثـالث عـشـرا
وحــان الــوداع
صـوت الرعد دوى من بعيد ..والبرق شق بالسماء نوره وقسم العالم الى قسمين
وزخات المطر وهي تتساقط على الأرض تبعث الأمل وتجدد الحياة لجميع.. الا في قلوبهن ..والأرض استقبلت المطر بحفاوة والبشر بضحكات وهن بخوف ورعب مشردات ببلاد الحرمين .. مشرادت بجميع ماتعنيه هذي الكلمة من معاني .. مياه الأمطار بلت ملابسهن ونسمات الشتاء الشديدة.. وهبوب الموجة القارسة.. ثلجت أطرافهن .. ماشيات بلا هدف وبدون موى ..وقلوبهم تتراقص على اوتار من الخوف والالم ..وطقطقات أسنانهن مع بعض كانت اجمل إيقاع يعبر عن موسم الشتاء
يمشن بالشارع الرئيسي بحذر ويتلفتن على وراء على الحياة الي فتحت لها ابوابها
تراخت أعضاء وسن من التعب وبصوت واهن تكلمت : فتون والله تعبت من المشيء خلينا نتمرض في المستشفى
وقفت فتون وزفرت: اص مابقى مستشفى ماتمرضنا فيه اخاف الحين يشكوا فينا ويحولنا على الشرطه والشرطه تحولنا على دار الأيتام ياويل حالنا وقتها
تكلمت وسن بعد ما شهقت : دار الأيتام اعوذ بالله لا تتفاولي على ابوي انه مات بس والله تعبت وهلكت من المشيء لنا اكثر من ساعتين واحنا ندور
فتون : طيب اصبري خلاص لوصلنا مكان النقل الجماعي وركبنا الباص ارتاحي ونامي مثل ماتبي
وسن والقوة الي معها نفذت : يووووه هالنقل الجماعي الي لنا يومين واحنا نسأل عنه ليش ماناخذ سيارة اجرة ونروح القرية احسن
وقفت فتون بوسط الشارع ولفت عليها بعصبية : ومن وين نجيب راعي تاكسي يخاف الله ابوي كان معه حق لما منعنا عن العالم انت شوفي كل مادخلنا مجمع ولا سوق ولا مكان عام كيف الشباب علينا همج كانهم مطفوحين حريم الله لايبالنا
تنهدت وسن بصوت مسموع وكلام أختها اسكتها وفتحت شنطتها ناظرت بالصوره الي ماتفارقها ودائما تتامل بصاحبها : تتوقعي ان هذا الشخص يقرب لنا
شهقت فتون بصوت عالي : انت مين سمح لك تاخذي الصوره
وسن ببرود : انا سمحت لنفسي وبعدين وش فيها لو استفدنا منها يمكن نلاقي صاحب الصورة ويكون قريب لنا ويدلنا على مكان ابوي
فتون باستنكار : لا ابوي ماله قرايب هو دائم يقول لنا كذا
وسن بخيبة امل : يعني احنا مقطوعين من شجرة ...وبغصة مخنوقة : طيب ليش ماجلسنا عند فارس وانت تزوجتيه ماهو كان احسن
فتون بارتباك وهزت رأسها تطرد صورة فارس عن بالها : فكينا منه شايف نفسه علينا ويتحكم واخرتها يبي يستغفلنا ويظننا غبيات
وسن والمطر زادت كميتها عليهن وبغيظ: والله صدق انا غبيات ووو
قاطعتها فتون تتصنع التذمر وطيف فارس متمكن منها : يوووووه منك انا رايحه لمجمع الي هناك نتمشى فيه على بال ما يخلص المطر
مسكتها وسن مع كمها وبخوف : وين رايحه رجلي على رجلك
ومسكن يدين بعض وقطعن الشارع الرئيسي ودخلن المجمع
***
أسدلت الستارة بعدما ضاقت نفسها وهي تتأمل لوحة طبيعه من إبداع الخالق
وجلست على الكنب بقلب الصالة وحطت يدها تحت خدها ودمعتها متعلقه برمشها
لمحتها روعه وجلست جنبها وماحبت تقطع عليها استرسالها..وتبحيرها بهمومها
و أوجاعها..سمعتها تتنهد وباين عليها الضيق لفت عليها ومسكت يدها وشدتها بحب وحنان : شروق وش فيك متضايقة
شروق بغصة مخنوقة : كيف ما تبني أتضايق وانا كل شيء خسرته امي اخواني دراستي وبالأخير سمعتي الي صارت على كل لسان
روعه بضيق وزفرت بقوة : هذولا ناس ماتخاف ربها ولازم نربيهم لازم نحط حد لتصرفاتهم اسمعي لا تتنازلي ابدا عن حقك مهما كان الثمن وخليه ينجلد قدام الله وخلقه عشان يعرف ان بنات حمود ماهن سهلات
قطبت شروق حاجبيها : لاوالله اذا اعتذر ورجع ملفي مثل ماسحبه بتنازل
روعه بقهر وتنافخ : غبيه لا تتازلي حتى يتنازل عن ...كانت بتقول اخواننا كلمتها المعتاده و عمرها مافرقت بينهم بس تصرفات بندر هي الي فرقت بينهم وبلعت ريقها وتكلمت بثقل : حتى يتنازل عن بندر وفارس...
شروق بتذمر قامت عنها وجلست قدام الدفاية تدفي نفسها من برودة الجوء : اقووول روعه ترا راسي مصدع ومافيني لمشاكل
اندق الجوال وشافت شروق رقم بندر وناظرت بروعه وبلعت ريقها
و رفعت الجوال وردت بابتسامة : هلا بندر
بندر بأنفاس حارقه وصوت غاضب ممزوج بنبرة لاسعة : افتح باب الملحق
جحظت عيونها وناظرت بروعه وكررت كلمته : افتح باب الملحق
قاطعها بندر : بسرعة افتحي الباب
روعه بحيرة وفتحت عيونها : مــين
نشف حلق شروق ونظرت لروعه بغرابة وقالت بصوت متقطع : بندر عند الباب
وقامت وفتحت الباب بدون استيعاب
دخل بندر بطوله وهيبته وقفل الباب وراه بكل قوتة وهو يرتجف من القهر والدم متجمع في وجهه ..وملابسه مبلله وتقطر مويا.. وشعره منثور على وجهه بعشوائية وشفائفه ترتجف من البرد.. وعيونه تبشر بشر رمى جاكيته المبلل بالمويا على الكنب المقابلة وناظر فيهن بعيون غاضبة وميزتها الحمرة ومن قوتها بي تخرج : ايش سويتن بالمحكمة
شهقن بصوت واحد وناظرن بعض نظرات خائف وبعدها رجعن ناظرن بندر نزلت شروق رأسها وبلعت ريقها ولفت على روعه تنقذها .. وروعه غمضت عيونها بقوة وحست الخوف يطعن بقلبها طعن ولا قدرت تــرد
زادت بروز عيون بندر وتكلم وهو يضغط على يدينه الاثنتين وحبس الدماء عن يده فصارت بيضاء شاحبه : تكلمنا ليش رحتن المحكمة
شدت روعه يدين شروق وبلعت ريقها لممره العاشره ورجعت لصقت بالجدار وبإنكار خائف : مين قال انا رحنا للمحكمة
قاطعها بندر بنظرة قاتله وشيء بداخله يجبره يتماسك : انا راسل واحد من الهنود يراقبكم وحارس عليكم افهمنها عاد ثـقـه ماهي ثـقـه المهم تكلمنا وش سويتن بالمحكمة
حاولت روعه تخرج لها مخرج وتتهرب من سؤاله : ليش ما انت واثق فينا عشان ترسل احد يراقبنا
صرخ بندر بصوت عالي وبنيران تنهش جسمه وتجعله جمرة مشتعله تحرق أي شيء يواجهه : تبيني اثق فيك وانت ماتخافي من احد والي براسك تسويه لاتظنيني اني ساكت تهديدك لي بعامر و عن هربك من المزرعه مع واحد اجنبي ومدري كيف سلمتي
وصاح وصوته بدت البحه فيه واضحة : جاوبين وش سويتن بالمحكمة
تمالكت شروق نفسها وحاولت تمتص غضبه : بندر احنا اخواتك ومانسوي الغلط
قاطعها بندر بنيرة محروقه وضربها كف بقسوة وتصورت انامله الغليظه على خدها البري : انت انطمي ولا كلمة شكل الكلام الطيب ماينفع معك انا ماقلت لك لاتسمعي كلام روعه لتردي على سخافات هالمجنونة
تكلمت روعه بصوت عالي تخفي خوفها : وش شايفني عندك جراره تبني اجرها لحرام
حط بندر يده على فمها وشدها بقوة : فمك هذا سكريه لو اسمع كلمة زايدة لجرب القتل فيك لجرب كيف ازهق روحك انا ماقتلت ولا عمري قتلت بس الليله باقتل وارتاح منكم ولا تسودن وجهي ولا راسي ينداس بالارض من اخواتي
بعدت روعه يده عن فمها و تكلمت بصراخ : واذا خايف انا نسود وجهك ليش تركتنا بروحنا ليش ماحمياتنا ليش تخلينا عرضه لرايح والجاي
ناظر فيها بندر وحط اصابعه على رقبتها وخنقها بقوة : لاتحاسبيني على الماضي فاهمه
صاحت شروق ويدها على خدها : خلاص بندر والله روعه مالها دخل انا الي طلبتها تروح معي وماعاش من يسود وجهك
ناظر اخته ويده لسه خانقه روعه : شروق ماهو حلو عليك الكذب وانا عارف هذا تفكير روعه طووول عمرها تفكر بالغلط بس والله ترباتها على يدي.. واشر بيدها بعصبية : يللا انقلعي لمي عفشك وامشي معي
شهقت روعه وعيونها بزت : وين بتاخذني والله ماني رايحه معك
قام وغرز خناجرة الخمسه في شعرها : روعه والله ماهو بندر الي اخواته يكسروا كلمته واذا ماعلمتك شلون تمشى على راسك ولا تفكري باحد ما كون بندر
صرخت روعه بصوت عالي : بس انا ماني اختك مالك دخل في انا بنت عمك واخت فارس وبس
بندر ويسك على اسنانه وبغضب : وعشانك اخت فارس ما ابي اسود وجهه بافعالك ولا تكثري بالكلام لانها واصله معي ...ولف على شروق: : يللا تكلمي وش كنت تسوي
شروق وهي تتشاهق : انا رحت ورفعت قضية على عامر لانه قذفني وتكلم علي وشوه سمعتي هو واخته وجماعته وانا بوقف المهزله وبعدين ووووو وشهقت شهقه قويه وسكتت
بعد بندر يده عن روعه ومسك شروق وهو لسه بصدمته : شروق تكلمي وش سـوا عامـر لك
غطت شروق وجهها بيدها وصاحت وصوتها مرتجف : هو دائما يتهمني بشرفي يتهمني بعرضي ودائما يسبب لنا مشاكل وصارت الناس كلها تقول انا بينا علاقات واخر مره اتهمني لما نمن عندك اني رحت الحرام وقال لي لاخبر ابوك عليك وسحب الملف من الجامعة ورماه بوجهي وقال الي مثلك مايصلح تربي اجيال
تكلم بندر ويده تهتز من القهر وجسمه يرتجف : والنذل وش شايف عليكم عشان يتهمكم بشرفكم ... وجلس على الكنب بقهر ومن هول الصدمه حط يده على راسه : بس الي سوتيه غلط بغلط ليش تهمشينا ليش ماخبرتيني وانا اتفاهم معه ليش تسوي الغلط بالغلط
تكلمت شروق بين شهقاتها : ما تعودنا على وجودكم ماتعودنا انا لنا حامي وساند عشان كذا طلبت بحق بحقوقنا دافعت عن شرفنا وعرفنا كيف ناخذ حقنا ماتعودنا وجودكم تعودنا ناخذ حقنا بيدنا والي يدوسنا ندوسه انتم السبب بكل شيء انت وفارس وعمر الي خليتوا الكل يتجرا علينا ولا يهابنا
تنهد بندر بقوة وتبعتها تنهيدة اقل منها : عامر خلوووه علي انا اخذ حقك منه.. واشر بيده على روعه : وانت انقلعي البسي عباتك ويللا قدامي.. ولف على شروق وبتهديد واضح : وانت بكره امرك تتنازلي عن القضيه وربي وهذا انا اقسمت تسوي شيء من وراي اني لموتك على يدي واخذ نفس عميق واسرخى بجسمه على الكنب دقائق .. وين غروب ابي اسلم عليها
اشرت شروق بيدها على غرفة نومهن : قام ودخلت وراه شروق وروعه
شافها نايمه براحه وهي نفسها غروب ما تغيرت مسالمه لابعد درجة وحالمية زيادة عن اللزوم .. باس جبينها وحط يده على فمه وبتهديد : اص خلوها تنام لاتصحوها
حكت غروب جبينها وقامت مفزوعه وعلقت عيونها عليه : مين.. بندر ..وحطت يدها على فمها بصدمه : بندر انت رجعت
جلس جنبها وابتسم لها بحب وحنان : ايووووه بندر بشحمه ولحمه
فركت عيونها بقوة وبدون تصديق : بندر لا تقول انا بحلم .. لاتقول انك مارجعت
مسح بندر على شعر غروب : لا حقيقه يللا غمضي عينك وافتحيها وشوفيني مارحت
غمضت غروب عيونها ورجعت فتحتها ولما شافته قدامه قفزت بفرح وضمته بقوة : الحمد الله على السلامه بندر الحمد الله على سلامتك مشتاقين لك وينك تاركنا
مسك يدها بحنان وتركزت عيونه على الدبله ورفع عينه عليها مصدومه وبنفس الوقت مستغربة : انت ملكتي
تلون وجهها بخجل وهزت راسها بمعني ايييييه
لف بدون تصديق على شروق وروعه وهزن رؤوسهن
التفت على غروب وباستفسار : واخذت مين
غروب بابتسامة : نادر أخو عزيزة
برزت عيونه وناظر فيها وبدون استيعاب تكلم : نادر اخو ناصر ولما استوعب كلمتها قام مثل الملدوغ والتفت على غروب وهو يكتم ضيقه : الله يسامحك يا غروب
والتفت على شروق ورجع التفت على غروب : اسمعن بأخذ روعه معي إذا أحد سأل قولوا أخوها فارس أخذها
روعه : ما ابي اروح معك ايش تبي في انا ماغلطت عشان تحبسنني عندك
مشى بندر وهو يتكلم واخذ جاكيته : اطلعي من مواقف السيارات وروحي على الشارع الفرعي تلاقي سيارتي هناك وانا ثواني جاي لك على بال ما قفز واطلع بدون ما حد يحس وبتهديد واضح : قسم بالله لو ما لاقك بر لذبحك
***
في المجمع التجاري الانوار اغلقت وبعض المحلات اقفلت وهن ماشيات مع بعض وكل دقيقه يوقفن عند محلن ويقلبن بملابسه ..يضحكن مع بعض ويعلقن على البضاعة .. جلسن ثواني يستريحن بالكوفي وبعدها دخلن المحل المقابل وكان محل للفساتين سهرات
مسكت فتون الفستان المعروض على البترينا : وش رايك فيه يجنن صح
مالت وسن فمها : لا ماهو حلووو طالعي ذاك احلى واشرت بيدها
فتون وعينها على الفستان : كلهم يهبلو ..وسالت صاحب المحل باستفسار :كم سعره
صاحب المحل : أي واحد بدك في الوان وماسات مثل مابدك وهدا ايمته تمان الالف ونص
كشرت وسن وجهها وهمسة بصوت خافض : يووووه غالي
وكزتها فتون بضحكة : الي يشوفك يقول تبي تشتريه يللا بلا فضائح خلينا نطلع
ابتسمت وسن بأحلام مراهقه : تدري لو تزوجت بكره بروح لمحل هذا
وطلعت وناظرت بالوحة وحاولت تحفظ اسم المحل وبعدها خطر بالها تأخذ كرت من صاحب المحل
دخلت وطلبت كرت وطلعت..كانت تمشي وهي مبهوره وتناظر على المحلات بإعجاب وبنفس الوقت بحسرة انها ما عندها فلوس تشتري طلعت من الباب الثاني والجهة الأخرى للمحل واختها فتون طلعت من الباب الرئيسي
ثواني مرت ..تبعتها دقائق ..تبعتها ساعة ..ساعة ونصف ..وكل وحده تدور عن الثانية وكل وحده تسأل عن الثانية طلعت فتون من المجمع من البوابة رقم6 وسن من البوابه رقم 2 و صارت فتون تركض بالشارع مثل المجنونة مابقت احد وسألته عن اختها بلمحة عين افترقن عن بعض وكل وحده تاهت عن الثانية صرخت بهستريا ولا اهتمت بالناس الي حولها : وسن لاتضيعي مثل ماضاع ابوي
الساعه صارت وحدة والظلام زاد كآبته و سن جالسة بالكراسي الخارجية وهي ماهي راضيه تتحرك من مكانها وعينها على البوابة تنتظر فتون تطلع منها
ولما حست بالخوف يتسرب لقلبها قطعت الشارع ولا انتبهت لسياره المسرعه دهستها السيارة بكل قوة ووحشيه وولت هاربه وتركتها تصارع الموت
طارت وسن بالسماء وبلحظات استقرت رأسها على الرصيف بقوة وانتشرت الدماء من جسمها وغطوتها طيرتها قوة الصدمة وكل هذا تحت عين بسام وعمر
شهق بسام بهلع وعيونه على الدم : طالع الرجال دهس البنت وهرب
وركض بالشارع بدون وعـي
لحقه عمر ومسكة مع كتفه : بسام وين رايح
دزة بسام بدون عقل وركض بسرعه جنونيه دف الناس الي حولها وقدر يتخطى الزحمه وانتشلها من بينهم ولا انتظر احد يسعفها
شاف المشهد قدامه كثير وماهو اول مره يشوفه دائما يتكرر قدام عينه و قلبه قاسي ولا عمره فكر يسعف احد اما هي مجرد ما شافها مرميه على الارض و الدماء ماليه المكان شالها بدون تفكير وانطلق فيها لقرب مستشفى وعيونه بين لحظة ولحظة تسرق النظر لمحلامحها الي معترف انها شدته بقوة ...و تقاسيم وجهها الهادئة .. الي عكست شيء بداخله وبقلبه شيء يتفطر ويتقطع ولا يدري ليش تهور وشالها وناااااسي الي حوله
\
\
\
اما فتون كانت تمشي بالشارع الأخـر بدون وعي وهي تسأل كل شخص يمر عليها صاحت بدموع تنهش وجهها بعد ما شافت الشارع قل الماره فيه و الأنوار طفت وشبح الظلام زاد قسوة عليها وين تروح وين تحتمي تذل نفسها وترجع لفارس ولا تضيع مثل ما ضاعت اختها
* * *
وقف سيارة عند باب بيته المتهالك والموجود بالمزرعه ونزل وفتح باب الراكب : انزلي بدون ولا كلمة
روعه بعناد ولمت يديها حول بعض : ما ني نازله رجعني ماكان ما اخذتي ولا اطلع اوقف سيارة بـرا وارجع مثل ما جيت
تكلم بندر وهو ويتمالك أعصابه ويضبط توازنه : ادخلي لو اسمع كلمة زايده قسم بالله ماهو بصالحك ماجبك هنا الا جنون الي براسك
نزلت من السياره ودخلت جوا وفكت غطوتها ورمتها و بنفاخ : لاتتدخل في مالك شغل في فاهم ما انت ولي امري
بندر رمى عليها الغطوة : تغطي يا بنت الناس تراني ماني اخوك ومن هذا ورايح ما ابي اشوف وجهك
رمت روعه غطوتها بعيد : قلت لك والله ما راح اتغطى عنك اعتبرني مصريه اردنيه خلاص هونت عن المذهب الحنبلي ابي اتبع المذهب الشافعي ولا المالكي عندك مانع
وبعدين لاتسوي نفسك ملتزم زي احمد وانت تجي الدين من شرق وتخالفه من غرب الحين اذا انا بنت الناس ومحرم وش له تاخذني عندك وتحبسني وباي حق اجلس عندك طووول ماتبني اتغطى عنك
عصب بندر وتغيرت نبرة صوته : روعه شوفي لاتخليني اذبحك وادفنك واريح العالم من سواد وجهك
طالعت فيه وامتلى وجهها بالقهر وسكتت على مضض وقامت وشغلت التلفزيون وحطت على قناة المجد للقران الكريم ورفعت الصوت لاخر شيء
تضايق بندر من تصرفاتها الطفوليه : روعه قصري ابي انام
روعه بعناد رفعت صوت لاعلى شيء وتكلمت : انا ابي اسمع قران ولا كمان القران تبي تحرمني ياها خليني اطرد الشياطين الي راكبتك
قام بندر ومسك سلك التلفزيون وقطعه : ارتحتي الحين
ابتسمت روعه بقهر وشغلت انوار كلها : يلللا كسر الانوار
بندر بطولة بال : روعه يرحم ولدينك ريحني ابي اناااام بكره وراي اشغال كثيرة
روعه برودة : وانا ماوراي الا رقعة وجهك
طنشها وحط رأسه بفراشه وتقلب يمين وشمال ومايبي يعصب اكثر من كذا :
وقفت روعه عند راسه : اعطيني جوالك اتسل عليه
رمى بندر عليها الجوال بدون مايتكلم وغطى راسه بالبطانية
تكلمت روعه بقرف : يا قدم جوالك ماعندك لعبة الا لثعبان من عهد جدتي مزنة
تكلم بندر تحت البطانية وهو يضحك على تصرفاته الي ماتتغير : جدتك اسمها سلمى ماهي مزنة .. وبرجاء : روعه مليون مره اكررها ابي انام لازم اصحى من الفجر
روعه : وانا معرف انام الا شروق عندي جيب لي شروق عشان انام
طش البطانية عن وجهه : وش تبي انت
لفت روعه الجهه الثانية ونزلت دموعها وحاولت تعدل نبرة صوتها : انت ليش تكرهني
بندر وهز راسه وبصوت حنون : انا ما أكرهك بس اكره تصرفاتك المتهوره
مالت فمها على جنب وحاولت تكتم العبرة : طيب ابي شروق ابي اكلمها من يوم ماطلعت على الدنيا وانا وياها مع بعض
تقلب بندر على الفراش : وشروق ماتبيك ....واخذ الجوال واتصل عليها وانتظر ثواني : ماترد تلاقيها نائمه ولا هي داريه عنك
زفرت بضيق : طيب اطلع نام بغرفتك الي زي وجهك وانا بنام بالصالة
بندر بصوت ناعس والنعاس غلبه : روعه نامي بغرفتي انا اصحى بدري واجلس بالصالة ودفن نفسه بالمخدة ونام باستسلام
* * *
قــامت من نـومها وناظرت بساعتها وهي تشير لسادسة ونصف شافت دبها عندها حظنته بقوة وانعمت بفروه وكلام نادر لسه يدوي باذنها وشوفة اخوها بندر اسعدتها ناظرت سرير روعه مرتب على حاله وشروق لسه نائمه ..حطت يدها على بطنها من الجوع ودخلت الحمام وغسلت وجهها واستعدت لمدرسة و اخذت حجابها ولفته حول وجهها وطلعت وقفت بالطبخ تسوي لها شيء تاكله وبعدها تذكرت ان في الوقت هذا مافي احد موجود اما نائم او مداوم وطلعت من الملحق دخلت المطبخ من الباب الخارجي وطلبت الطباخه تعد لها شيء خفيف قبل ماتروح المدرسة
وجلست على الطاولة بشرود وهي تفكر بزيارة بندر الغريبة
ابتسم لما شافها قدامه وحط كفوفه البارده على خدودها المحمرة : شخبار دلوعتي
شهقت وقامت مفزوعة وبعدها تحولت صدمتها لابتسامة خجولة : ناااادر
عبس نادر وجهة بطفولة : لا تكلميني انا زعلان عليك
انقبض قلب غروب : اسفه يا نادر بس انا ما اذكر اني سويت شيء يزعلك
ناظر نادر فيها بحب : وليش امس لما كلمتك وعزمتك على المطعم مارضيتي تطلعي معي
نزلت غروب راسها باحراج وما عرفت كيف تقنعه وبارتباك : اناااا
ضحك نادر وهو يضغط على يدها : أخواتك رفضن صح
ابتسمت ابتسامة خفيفه وهزت راسها : ايوووه يقلون مافي طلعات قبل الزواج
تنفس نادر براحه وناظر برجاء : اجل بنعوضها الحين
قطب جيبنه غروب : بس وراي مدرسه
ضحك ومرر اصبعه على خدها : غيبي وانا بحول ملفك لمدرسة اهلية
ابتسمت بخفيف وناظرت بالأرض : خلاص بس ما نطووول
ابتسم نادر على خجلها الزايد وتذكر شيء : وذكريني اوريك صورتك وانت صغيرة
غروب بغرابة : صورتي متى اختها ومين اعطاك اياها
نادر وقرب منها : محد اعطاني صورتك كانت عندنا ولما ملكة طبعها عامر ونزلها بس الي قاهرني اني ماني متذكرك
حست غروب بخيبة امل توقعته خلال السنين الي طافت يذكرها ويفكر فيها مثل ماتفكر فيه هزت راسها واسدلت رموشها الكثيفة : بس انا اذكرك وعمرك ماغبت عن بالي ومواقفنا كثيرة مع بعض معقوله نسيتها كلها
ناظر فيها نادر بتشتت وحاول يعصر عقله ويتذكر اشياء بس موجة الصداع القوية الي داهمته خلته يفشل حط يده على الكرسي وقربه منه وجلس وهو ضاغط على راسه بقوة
مسكته غروب بخوف وهلع : نادر وش فيك
ابتسم نادر بالم وحط يده على كتفها : لا تخافي مجرد صداع خفيف يمكن لاني اتعب نفسي خلال هاليومين بالتفكير
غروب وبإشفاق وعيونها تفيض بحزن على منظره المتألم : طيب اجيب لك حبوب مسكنة
قام نادر وقاوم الألم بصعوبة : لا بس هاتي يدك تروحي لمدرستك تسحبي الملف واقدم لك على أي مدرسة اهلية وبعدها نفطر سوى
***
رأسه على الدركسون وحاااطه عقاله على المرتبه وشماااغه على كتفه وتارك باب السياره فاتح من يوم ما طلع من عند خالته ايمان وقف عند باب بيتهم وهذا حاله
يفكر بالقضية يفكر بنات حمود يفكر موقفه وهو خلف القضبان .. يفكر بكلامه الي رماه عليها بدون سبب ووعـي تنفس بصعوبة وتحرك ببطى ونزل من السيارة بخطوات ثقيله من كبر الهموام والمصائب المجتمعة عليه.. وهو عاجز يلاقي حل لها
وبقايا الحرارة واضحة على مشيه المهتزه ونظرته الواهنة كل الي يذكره انه انهار بعد الخطاب الي وصله من المحكمة و اتصل على السواق وصله عند خالته ايمان وبعدها
ما يدري الا لما صحا ثاني يوم
وقف عند المدخل الرئيسي و استوقفته عزيزة وهي طالعه وبلؤم : هلا بعامر
رفع عينه لها وبضيق : اهلين وين طالعه بالصباح
عزيزة : عندي موعد بالمستشفى
عامر : ومن متى هالمواعيد الي انطلقت عليك الايام
عزيزة : تراك ما انت مسؤول عني وحـدك بنات حمود وبس
ضاق قلبه من ذكرهن وبعصبية: لا تجيبي سيرتهن قدامي لعن سابع جدك
عزيزة بضحكة منتصر : استغفر الله العظيم وش دخل جدي تلعنه كل هذا ضيق من بنات حمود وصح نسيت ابشرك احلام رفضتك تقووول مقدر اخذ واحد له علاقات بالحرام مع غيري حسبي الله على شروق ما ارتاحت غير ملت راسة البنت وشوهت سمعتك وخلت البنت ترفض
رفع عينه مفزوع : احـلام رفضتني ليش
طنشته عزيزة وتكلمت وهي ماشية : اسأل وفاء
ركض على الـدرج ونفسه سريع واضح وبعصبية فتح الباب وتكلم بدون تصديق : وفاء صدق ان بنت عمك رفضتني
وفاء بخوف من شكل عامر المعصب : ايووووه كلمتني اليوم واعطتني ردها
عامر بشده وصوت مرتفع : وش شايفتني عندها
وفاء تكلمت بتردد : هي قالت لي خلي اخوك يشوف نصيبه بالي احسن مني وياليته ياخذ شروق لانه حرام يلعب على البنت ويخطب غيرها..
شـد يديه بقوة وطلع من غرفته يرد كرامته واعتباره ويصفي حسابه مع بنات حمود
طلع وهو ما يشوف طريقه وقف عند باب للملحق وبداخله تيار جارف مستعد يقضي على أي شيء يواجهه الغل الي بداخله تحون لساكين قاتلة والقهر الي بقلبه الى نيران تلتهب يذبحـها يقـتلها يطعنها المهم يتخلص منها فتح باب الملحـق ودخل عن طريق الممر الطويل المكان هادي عكس قلبه.. والجوء بارد وغير ملائم لطبيعة جسمة ..دخـل الصاله ودارت عيونه فيها وطلع لمطبخ وبعدها لغرفتهن وهو يتكلم مع نفسه كالمجنون " طيب يا شروق وانت والي معك ان ماربيتك وعلمتك مين عامر جايه ثبت نفسك انها اشرف بنت وانت لك يومين نائمة خارج البيت ومستغفله ابوك اذا ما فضحتك وخليتك تسحبي الدعوى وتركعي على الارض وتحبي رجلي ماكون عامر.." وكلام كثير يهذز فيه من قوة غضبة كره بيتهم والملحق واسمه لما يقترن باسمها وكل حاجة يذكره فيهن
سمع صوت فتح باب وباقتحام مجنون لف عليها بكل قسـوة ولا رحمـة
ولـحظات تبـخر كـل شـيء قـدامـه وصـارت عيونه مشدوده عليها
شافها بنت طالعة من الحمام ولابسة روب علاقي لفوق الركبة وشعرها الاسود الطويل مسدول على وجهها بإتقان وبعيون مصدومه ميزتها رموش كثيفه وطويله
استنشق بقوة نفس الريحة الي شمها على سريرة وحرمته النوم ونفس طول الشعر الي كان بين اصابعه منظرها الملاكي وبشرتها المبلله وقطرات المويا وهي تتسل لداخل جسمها خلته صريع للهوى ومفتون بمنظرها خاصة عيون شروق الي اجبرته انه يبحر فيها ويغوص بأعماقها وقلبه الي انتعش وبدا يشدوا بالحان جعلت أعضاءه تطرب
اما شروق لما شافته قدامها شهقت بصوت عالي وانشل كل عضو فيها حاولت تتحرك وتستر نفسها وتحمي نفسها من عيونها الحادة ووقفته الغريبه قدامها وحدة عيونه خوفتها ..حركه جفونها زادت عن الحد المعقول وضربات قلبها كاد ان تمزق جسمها وتخرج توقف العيون المصوبة عليها والي تأكلها أكل
وبعيون بارزة وفك مرتجف قدرت تتكلم بحروف قليلة : اطلع بـر يا سكـران اطلع ياقليل الحياء
انتبه لنفسه وهز راسه بقوه يثبت نفسه ولكن دون جدوى مسكها مع كتفها وهو لسه بحالة ذهول وكل الي يتحرك بجسمة مجرد اليا وتكلم بلسان غير مصدق : أنت شـروق ولا روعـه
دفته شروق عن وجهها بقوة ودخلت غرفتها وسكرت الباب وراها بكل قوته وقلبها يترقص من منظر عامر الغريب الي واضح انه سكران ولا داري عن نفسه
بقت عيونه على طيفها الراحل شافها دخلت الغرفة وضربت الباب وراه بكل قوتها وهي تصارخ وتسب وتشتم وهو لسه واقف مشدود حتى صوتها وهي تسب يتهيا له انه اجمل صوت سمعه بحياته
ناظر بالمرايا وانعكست صورتها ما عاد يشوف بالدنيا الا شكلها ماعاد يذكر شيء الا عيونها ملامحها شعرها سب نفسه بقوة وصرخ بقهر بين نفسه " اصح يا عامر نظرة وحده منها ضيعتك قضت عليك ونستك حياتك وعشت ثواني بقصور معها وناسي انها اخت بندر وفارس انها بنت حمود الي دائم تزعل نادر على حسابهن انها رافعه عليك دعوى وقتها كل شيء بيضيع منك وظيفتك .. سمعتك ..شخصيتك.. وانت تفكر بلوحة مزيفه اعجبك ظاهرها وباطنها قذارة ضرب بيده على الجدار وطلع من عندها وهو يتوعد لنفسه ويتوعد لها
***
دخلت البيت بخطوات هااادئه وخائفه وحمدت ربها ان عمتها نائمه وماهي منتظرتها كالعادة .. شااافت البيت هااادى الا من اصوت دقائق الساعه ..واصوات جريان المويا من الشلال الموجود تحت الدرج وتنفست بارتياح
طلعت بدور من المطبخ وتكلمت بضيق : اسيل بدري كان نمتي شوي
شهقت اسيل بصدمه وردت وهي تتظاهر بشعور اللامباله وهي تقلب بجوالها وعباتها على كتفها وطرحتها على اكتافها : بدري من عمرك
قربت بدور منها وناظرت وبستفسار غاضب: وين كنتي الساعه ثلاث الفجر
اسيل بملل: يووووه بدور هانم تراني طفشانه من نصائحك انا اعرف وين مصلحتي
شدتها بدور مع كتفها : لا ما انت عارفه انا مسؤوله عنك واذا رحتي عند اهلك سوي الي تبيه
لفت عليها اسيل وباشمئزاز : شلي يدك عني وانتبهي لنفسك انا ماني صغيره عشان تنافخي علي وترفعي صوتك
هزتها بدور بقوة : اسيل احترمي نفسك انا عمتك ماني وحده من صديقاتك طولي لسانك عليها
كتفت اسيل يدينها حول بعض: يللا حضرة العمه الموقره تكلمي وقولي وش عندك لاني تعبانه وابي انااام
ناظرت فيها بدور لثواني وبعدها تكلمت باشفقاق على حال اسيل الي انقلبت مائة وثمانين درجة بعد وفاة اخوها قربت منها وبحنان : اسيل ليش تغيرتي ليش ماترجعي مثل اول مثل اسيل الخلوقه الي اكبر همها كيف تحمي نفسها وترضي ربها
كلامها اوجعها وذكرها بالماضي خنقتها العبرة ودموعها تغررت بعيونها : تبني ارجع مثل اول جيبي لي اخوي وانا اوعدك اني ارجع لكم اسيل الاوليه خلي هشام يرجع وانا لكون اسيل المطيعه والخلوقه ابي هشام ابي اخوي وطاحت دموعها على خدها وسالت بغزاره وركضت ودخلت غرفتها وسكرت الباب وراها وقفت عليه وهي تتشاهق ودموعها ملت وجهها مسحت دموعها بكمها بقوة وصوت شهقاتها كل ماله ويضعف رمت أغراضها على السرير ودخلت الحمام " وانتم بكرامة " وغسلت وجهها وطلعت وهي تنشف وجهها واخذت التلفون والانتقام رجع انولد بداخلها من جديد ..اتصلت على شقتهم وثواني ورد الطرف الاخـر
حاولت تلين نبرتها وتخضع بقولها : الـو مـرحبـا
بل عمر شفائفه ونبرتها ذوبته : اهلــين مـين معي
اسيل بدلع ومسحت اخر دمعه بعينها: ما عـرفتـني انا الي اتصلت على مكتبك بخصوص الفلة المعروضه عندكم
ضرب عمر راسه وتذكرها : هلا اختي ايوووه تذكرتك الحمد الله على السلامه رجعتي من السفر
ضحكت أسيل بميوعه وحاولت تخفي بحتها من بكاءها : لا انا ما سافرت بس انشغلت شوي المهم وش سويت على الموضوع الفله انباعت ولا لسه
عمر : ايووه انباعت بس عندنا فلل كثيره اذا تبي
اسيل : اممم لا خلاص هونت عن الفله فيه ارضي مساحتها كبيره وعلى شارعين ابي ابني عليها فلة من تصميمي وانا اختار ديكورها
عمر : كل الي تبيه موجود ولو تبي عيوني اعطيك اياهن
ضحكت اسيل بصوت عالي : تسلم لي ياعمري بس وش ابي بعيونك هاااا فيه ارضي بنفس الموصفات الي ابيها
عمر وعدل من جلسته بعد ما ضحكتها هـزته : فيه الي تبي بس بحدود كم تبي
اسيل : قلت لك مايهمني السعر
قام بسام وباستحقار : هات انا اكلمها
عمر حط يده على السماعة : اقول اقلب وجهك هذي الصيده لي
والله انـت الـصيـده لهـا .. قالها بسام وهو ينزع السماعه من يدا عمر
مسك بسام السماعه وتكلم بصوت رجولي خشن : هــلا شـهـد
شهقت اسيل وقامت من مكانها : مين شـهـد
تكلم بسام بقهر : لاتستهبلي علينا حركاتك الوسخه مكشوفه وما اظننا مغفلين لهدرجه عشان نضيع مثل ماضاعوا المغفلين حقينك وصدقيني لو اشوفك بيوم اني ماراح ارحمك يا احقر خلق الله
اسيل بوعيد وقلب مفجوع : انت الحقير والله ما راح ارتاح غير اضيعكم واحد واحد والي ضيع الحشرات الي مثل اشكالكم يضيعكم ولا تقول شهد ما قالت وشوف ياخ بسام مين شـهـد وقفلت الخط بوجهه
قام عمر مقهور: انت وش سويت ياخي عليها ضحكة تطير العقل
رمـى بسام السماعه على الأرض : شوف الحيوانه عرفت تستغفلنا بس والله من هذ ورايح لعلمها كيف تستهبل
كشر عمر بوجهه : هذي شهد الي يقول عنها علي وتركي وطلال
تنهد بسام بحقد وجلس وهو يفكر : ايوووه بس ماتوقعتك مغفل لهدرجه انت من جدك مصدقها هذي مصيبه عرفت شلون تدخل علينا
عمر بخوف " الله يلعنها" وانا الي كنت اظن اني استغفلها طلعت هي من تستغفلني
***
في الصباح وتحديدا بغرفته الموجودة بفلته المهجوره.. فتح عينه ونظر لساعة بفزع قام بكسل من سهرته مع احدى ضحاياه الجديدة ناظر بفراشه وتذكرا الجمال الي ضاع فيه .. والليلة الي رجعته اصغر من عمره عشرات السنين.. فتح جواله شاف صورت غروب وضاق قلبه حسره عليها تفل بوجهها وتوعدها بصوت عالي .. رمى اللحاف عن وجهه وقام .. تسبح على السريع وطلع فتح دولابه وشافها كلها قمصان نوم قفلها بقرف وفتح دولابه الثاني.. لبس على السريع وجهز نفسه لشركة وقف على المرايا لثواني وعدل من أناقته وتأمل وسامته مسك ذقنه والتفت يمن وشمال يتأكد من حلاقته اخذ من عطره المفضل ورش منه اكثر من رشه طلع بالصاله واستوقفته صورته مع احلام وهز راسه حسره انها تكون من نصيب عامر الي مايستاهلها دعا لها بالتوفيق
وطلع خارج البيت حجب الشمس عن عينه واخرج ناظرته الشمسية من جيبه الامامي وركب سيارته البورش وانطلق مسرعا وصوت الموسيقى الأجنبية جعلته يتمايل مع الحانها .. فتح علبة الدخان واشعل سيجارته .. قطع الاشاره غير مبالي بحياته وحياة الأخريين .. وقف عند باب الشركه تسابق الحراس لفتح الباب نزل ببهاء تحت نظرات الموظفين والحارس ياخذ شنطته ولاب توب
جلس على مكتبه جاءت له القهوة مع حبة دونات وكروسان بالزعتر
ارخي عيونه ورجع يديه خلف راسه وتمدد براحه على الكرسي
انفتح الباب بدون استذان ودخل ابو سالم بهيبته ووقاره والبشت بيده وشاد نفسه على العكاز المرصعه بقطع الكرستال
قام سالم بترحيب : هلا يبه حياااااك تفضل اجلس هنا
جلس ابو سالم وباستفسار: وين نائم البارحة
سالم بارتباك : كنت عند واحد من أصحابي وراحت علي نومه
ابو سالم بدون تصديق : وانت كل يوم تروح عليك نومه .. وسكت ثواني وتكلم بهدوء امتص فيه غضبه : انا جاااي لك بموضوع ضروري
استبشر سالم وجلس مقابلة : خير يبه وش الموضوع
ابو سالم بابتسامة جعدت مابقى من وجهه : خطبت لك احلام بنت عمك وافقت
شهق سالم بصدمة وبعدها قـام مفزوع : يبه كيف تخطب لي احلام انت ناسي ان عامر خطبها
ضحك ابو سالم بصوت خافت : وش فيك انفجعت اجلس خليني اكمل كلامي
جلس سالم وهو متوتر ونيران اشعلها ابوه بجوفه
ابو سالم: انا ماخطبتها الا لما رفضت عامر و عامر هالايام اسمع عنه امور بطاله والبنت عاقله وماتبي تضيع عمرها معه وابوها قالي انها مواقفه عليك واي وقت نجي نملك
وبعدين ابوك يختار لك الزين واحسك متعلق فيها اكثر من اختها الكبيره
تكلم سالم بحرقه وصوت مقهور : متعلق فيها على انها بنتي اختي ماهو على شيء ثاني
ابو سالم باستغراب : اقول وش الكلام انا كلمة عمك والبنت موافقه وكلمتي ماتنزل الارض
سالم قام بضيق ونبرة غاضبه : انا ماني صغير ومن الحين اقول يبه كلم عمي وقول له ولدي ماهو اهل لزواج ولدي مريض أي شيء تبلاني فيه المهم ان الزواج هذا مايتم
قام ابو سالم وهوم يشد جسمه على عكازة : الزواج راح يتم واليوم انا وانت نخطبها رسمي ولا تــر من هالساعه لا انت ولدي ولا اعرفك والتوكيل اسحبه لولدي محمد وانت مالك شيء عندي
ناظر ابوه بصدمة وطلع من الشركة وهو يدف كل شيء قدامه قلبه مختبط ويضرب بقوة وشعور تلبسه بمزيج من الألم والأوجاع وطفح عليه الغيظ والقهر ركب سيارته وصار يمشي بالشوارع بسرعة جنونية ولا اهتم بروحه تمنى بلحظتها يموت
واحلام ماترتبط فيه الا احلام مايبي يدنسها مايبي صورته تتشوه قدامها والابتسامة الخجوله تتحول لكره لغضب لاشمئزاز
ضربات قلبه سريعه وانفاسه مخنوقه ضرب الدركسون وهو يتكلم بصوت مسموع
" ليش يا احلام ليش توافقي وش شايفه فيني عشان ترفضي عامر الي الكل يتمناه وترضي بواحد ماضيه اسود بواحد اكبر منك وما يعدك الا شيء غالي صعب الوصول له .. ومحرم عليه القرب منه " ..تعب وهو يدور بالشوارع والافكار والخواطر تلعب براسه وقف عند باب فلتهم ونزل من السياره وترك الباب مفتوح طلع على الدرج يركض ودخل على اخته وضرب الباب بكل قوته وجنون بداخله ماقدر يوقف بوجهه وابخرة الدخان تمد اعمدتها فوق راسه مد الجوال وصرخ بكل خليه قائم بها جسمة : خذي كلميها قوووولي لها اخوي مايبيك اخوووي يكرهك ولا بعمره فكر فيك هو ماخطبك بنفسه خليها تغير رايها لاتندم بيوم انها رضت في
ناظرت مرام فيه بخوف وعيونها على الجوال : مين قصدك لاتقول احلام
عصب سالم زيادة : هو في غيرها بسرعه قولي لها اخوي مايبي يتزوج وابوه غاصبه
وضغط على الازارير واتصل بيت عمه وحط الجوال على المكبر ومـد الجوال لها
حط يديه بشعره ويشدها من القهر ....وتنفس بالم وروحه تخرج مع كل نفس
ضرب بيده بقوة على الجدار وهو ينتظر رنين التليفون الي يدق مثل قلبه
ردت احــلام بدلع : هلا وغلا بمرام
رفعت مرام عينها على اخوها : اهلين احلام شخبارك
احلام بضحكة آلمت سالم: بخير اخبارك واخبار عمي وعمتي
مرام بارتباك : الحمد الله كلهم بخير ويسألوا عنك اممممممم احلام انت من جدك رفضتي عامر وافقتي على سالم
احلام بخجل وتوتر : اييييه وش ابي عامر انت شايفته كيف يلعب على شروق وسالم اعقل منه واحسن
مرام وتناظر بأخوها : بس سالم عصبي وطبعه حاد وما يعجبه شيء
احلام باستنكار : والله ازعل لاتقولي عن سالم كذا خلاص انا راضيه فيه وبعيوبه وبعدين ما اظن انا في احد يقدرني كثر مايقدرني سالم
مرام وبصوت خانقته العبرة : بس سالم يمكن انا مايحبك كثر ما راح يحبك عامر وووو
قاطعتها احلام بضيق : يووووه منك مرام لاتقارني بينهم يللا بااااي ابي انام
وقفلت الخط بوجهها
مدت مرام الجوال لسالم وناظرت فيه بقلة حيلة ..طلع ودخل غرفته وهو يسحب رجووله قدامه سحب .. وسكر الباب وراها بكل قوته ... وقف على الباب ونزلت دمعتين حاره تحجرت بعينه سنين.. شاف قدامه.. ناصر..سعيد ..نادر.. عزيزة .. كلهم ضيعوه كلهم دمروه .. حاول ينشل نفسه ويمسح دموعه ويصدق ان الي شافه خلال عشر سنين مجرد كوابيس وصحا على حياة جديدة ومافيها الا هو واحلام تذكر نظرات سعيد المكسورة .. وصدمة ناصر الأليمة ... جنون نادر .. وقسوة عزيزة .. والماضي انفتح له صفحه صفحة ..رمى نفسه على السرير وتلحف بالغطاء بقوة وكانه خايف انه احد يدخل عليه ويقوده لموت..فتح الدرج الملاصق لسرير وطلع صورت أحلام..اخذها وضغط عليه بقوة وارخى نفسه على السرير ومن العذاب النفسي نام وهو متمسك بصورتها وضاغط عليها بكل قوته
***
وقف سيارته عند باب المستشفى وعدل المرايا وناظر بنفسه للمره العاشرة فتح الدرج وتعطر ورجع على المرايا وعدل المرزام ومسح على وجهه ناظر فيه عمر وبشك من تصرفات بسام الغريبه : ليش متكشخ ومهتم بعمرك
هز بسام كتفه هو بنفسه ما لاقى جواب لسؤاله ليش سر الاهتمام فيها بذات ليش طووول اليله سهران بالمستشفى ولا قدر يروح غير يتطمن عليها وش يربط فيها والنوم فارقه من يوم ماشافها طايحة على الارض وهو يتخيل ملامحها كل ما انقلب على الفراش صورتها انطبعت بعقله وهــزته من داخله ولا يدري هو اعجاب او حب او شيء جهله
عمر: ايش فيك سرحت اكلمك لي ساعه
تكلم بسام بضيق و بنبرة حزينة وعينه تفيض بالم غريب : مدري وش في من يوم ما شلتها بحظني وانا ما ني قادر اشيلها من بالي وكل شوي افكر فيها
ضحك عمر باستخفاف : ههههه لا تكون بس حبيتها والتفت عليه بجسمة وباستهبال : خلينا نصور مسلسله سعوديه بطلها بسام والي ماتتسمى بدل المسلسلات التركيه الي خربت بزارينا
ضحك بسام وضربه على فخذه بخفه : ياحبك لسوالف الحريم والهذرة شكلي مخاوي لي فتحية ولا رسمية انطم وحرك السياره ولا تجي غير ادق عليك
ونزل من السيارة وهو يهز راسه على نقاصة عقل عمر
نزل عمر وراه والتفت بسام عليه بصدمة : وين نازل
عمر ببرودة : ابي اشوف الي طيحتك وهي ميته
شهق بسام بخوف مجرد انها البنت الي شافها راح تموت وعيونها ماشبعت منها : بسم الله لا تتفاول على البنت
ضحك عمر وتقدم بالمشيء : يمه تخوف مسرع ماتحب مسرع ماتنسى وبعدين ابي اشوفها حلوه ولا عادية بيضاء ولا سمره ابي اشوف الي طيحتك وبعدها انصحك تكمل مشوارها معك ولا ء
برزت عيون بسام ومسك كتفه وبعصبية وشيء بداخله تحرك ومايدري هي غيره او شيء امتلكه هو وحده وممنوع الاقتراب منه : انقلع اجلس بالاستراحة او أي مكان ماراح تدخل على البنت
عبس عمر وجهه : حلووووه هذي حلال عليك وحرام علينا ياخلي ضف وجهك وخليني امتع عيوني بخلقة ربي
وقف بسام بوجهه وبتهديد خوف قلب عمر : قسم بالله لو ما طلعت من المستشفى بكبره اني لعلمك شلون تمتع عيونك بخلقة ربك
انقهر عمر وتكلم بزعل واضح : انقلع انت وهي انا طالع بس قبل ما اطلع وين شريط شبكة ولد عمك المجنون ابي اروح امخمخ فيه على كيف كيفي
بسام وضرب جبهته بقوة لما تذكر انه عمته واضحه بالصوره ومايرضى عليها انا احد يشوفها : اوووو عمر سجلت عليه الفلم الي البارحة انعرض
عصب عمر زياده وطلع وهو مقهور منه
سأل عن غرفتها وثواني اندل عليها دخل بوجل وقف على السرير وشافها لونها اصفر ذابل ..وانفاسة لها سريعة وصوت رنات الاجهزة تثبت وجودها بالحياة وتقطع الهدوء والسكون المحيطها ..حبات العرق موزعة على جبينها من اثار الحراره وجبهتها ملتفه بالشاش ويدها اليمين مكسوره وباقي خدوش بسيطه على وجهها الي ابدا ماشوه ملامحها
تقرب بسام بوجل ويده ترتجف وكل ماقرب منها قلب يزيد ضربات مسح على جبينها بخوف وتوتر وازاح قطرات العرق من وجهها بنعومة وبعدها تنهد بقوة ودمعه احبست بعينة.. قرب الكرسي جنبها تأملها بشرود و سرحان و مايدري كم من الوقت مـر هو يتأمل فيها و شيء واحد كان يقطعه انه كل شوي يلتفت على وراء يخاف احد من اهلها يدخل ويلاقيه عندها
***
واقفه بالمطبخ تسوي الشاهي وتجهز القهوة ومن حبها سوت ثلاث انواع حلى من غير المعمول وبين فترة وفترة تروح المقلط تسمع صوته وتبتسم بحالمية وحب بنظرها من طرف واحد رجعت لمطبخ وشدت خـد وفاء وهي تنشد انشودة احمد المعروفه الي كان يقولها قبل ما يسافر وهم يضحكوا عليه " حـان الوداع "
هـل ياترى حان الوداع
فترقرقت منا الدموع
وبقيت ذكرى في الفؤاد
منها تحرقت الضلوع
والله لن انساكم حين لتقينا بانشراح
في هذا الأرجاء قد اشرق الحب ولاح
مهلا صديقي لا تقل حان الوداع فلا اجتماع
سنبقى اخوة واحبة رغم الوداع
وقف سلطان يسمع صوت الأنشودة بصوت لمى اعجبتها كلماتها ذكرته باخوه احمد لما يرددها وهو طالع وهو داخل وفهم ايش كان يقصد
تنفس بصوت محبوس فيه العبرة ودخل على لمى وبصوت ضعيف : لمى جهزتي القهوة
وطالع بصحون الحلى والمعمول بحيرة : وش معني سامر الوحيد لما يجي سامر نشوف صواني الحلى والمعمول والتفن بالسفرة
انحرجت لمى وخاصة من وجود وفاء وبارتباك : هاااا لا يتهيا لك وبعدين طفشانه قلت خليني ابيض وجهك قدام صاحبك
ضحك بسلطان وهو فاهم اخته : اجل كل يوم بعزم سامر عشان تتطفشي وتتفنني بالاكل ..وتكلم وما انتبه لوجود وفاء : شخبار خالتي وبناتها شروق روعه
ارتبكت لمى وحاولت تنبه سلطان ان وفاء موجودة : الحمد الله وش تبي فيهن انت خاطب وقريب اتزوج
سلطان: ومين قال اني قريب اتزوج وفيها شيء لما اسأل عن بنات خالتي وناظره نظرة هي تفهمها : وبالاخص روعة خطيبة اخوي
لمى بارتباك وتمزح : سلطان بخبر عليك وفاء انك تسأل عن البنات
سلطان : اقوووول لاتغثينا بوفاء قلعتك انت وياها ولف بوجهه يبي يطلع من المطبخ وانصدمت عيونه بدمعته وفاء الي سالت على خدها
انحرج سلطان وتلعثم بالكلام وحاولت يبتسم ويرقع كلمته : ووواااووو وفاء بالمطبخ مستحيل اكيد الشمس شارقه من المغرب
قرب منها وفاء نزلت دموع عيونها بغزاره وعلى وضعها ماتحركت الا لمعان دموعها
تندم سلطان على كلمته ولـمى قررت تنسحب تخفف حدة التوتر
وقف مقابلها وهو يتأملها حس بتأنيب الضمير انه سبب هالدموع وهي ماتستاهل بنظره انسانه شفافه حنونه وطيبه انسانه نادر وجودها بالزمن وفوق هذا جميلة لدرجة انها احيانا تاسره بملامحها بس قلبه ماهو راضي يقتنع ماهو راضي يفتح الابواب المقفله قرب منها ورفع ذقنها باصبعه السبابه وناظر بعيونها الممتلة بالدموع وحوط وجهها براحته : ليش تبكي
ماقدرت تستحمل يدينه الي ماسكه وجهها وشهقت شهقات كانها تنزع من قلبها : سلطان اذا ماتحبني ليش تظلمني معك حرام عليك صبرت على قساوة قلبك وكل يوم اقول تتعدل وانت عمرك ماتغيرت اذا ماتحبني على الاقل قدرني ماطلبت قلبك بس ابي احترامك
ابتسم سلطان على براتها وتندم على كلمته : ومين قال اني ماحبك
وفاء بين دموعها : كلامك تصرفاتك كل شيء يقول كل شيء يشهد عليك
اخذ نفس عميق وغمض عيونه وبعدين قال بهدوء عكس ما بداخله : بس انا احبك
وفاء بشهقات : انا ماني طفله عندك تسكتني بكلمتين
باس جبينها وشال خصلتها ورجعها على وراء ورجعت طاحت والتصقت بدموعها : انا من يومي دفش ولا اعرف الكلام الحلو بس والله انك غاليه عندي ويوم بيوم تكبيري بعيني بس استحملني شوي انا معترف اني قاسي ومقصر معك كثير بس انت بطيبتك وقلبك الكبير تقدري تذوبي الشيء هذا في
ابتسمت وفاء وفي عينها الف دمعه وناظرت فيه اول مره يتكلم معها يحسسها بانوثتها عرفت شيء واحد ان سلطان له قلب كبير وصعب الوصول له وان وصل له صعب الخروج منه
دخلت لينا المطبخ شافتهم قريبن من بعض لدرجه ان الي يلحظهم من بعيد يتوقع سلطان حاظن وفاء وانحرجت وبمزح : اوووو سوري دخلت غرفة النوم بدل ما ادخل المطبخ
وطلعت ضحك سلطان باحراج من اخته لينا وفاء ضاع وجهها من الخجل وبنفس الوقت ارتاح تنسيبا من كلامه الدافي ولمسته الحانية
طلع سلطان بـر المطبخ واستوقفه صوت العفاسي هو يقرا الأذكار المسائية وما يدري ليش رددها معه لين ما خلص الأذكار
دخــل على سامر وكان سرحان وعقله شارد جلس جنبه وابتسم وهو يتمعن تقاسيم وجهه القريبه لوفاء
وسامر لسه شارد وعينه على الباب يبي يسمع لها صوت يشوف لها اثر من يوم ماشافها هو مبسوط ومرتاح وحااااس نفسه ملك كل شيء بالدنيا
ضحك سلطان بدون صوت ولما حس انه راح بعيد اشر بوجهه : يااااهو خلك معانا
هز راسه سامر والتفت عليه : هـلا
سلطان : ياااخي من يوم ماجيتني وانت بس سرحان وش عنك
سامر تهند بحب وتكلم بصوت عاشق عرف العشق من سنين ماهو كانه يومين او ثلاثة : يااااخي حبيتها وما ني قادر انساها
كشر سلطان بوجهه : تتكلم عن مين
سامر بابتسامه : ومن غيرها انسة ليمـونـه
ضربه سلطان بضحكة عاليه : بلا ليمونه بلا زيتونه انطم من يوم ماشفتها وانت راجني فيها لو داري انك خفيف لهدرجه كان ما خليتك تشوفها
ابتسم سامر بمغايضه : لا تلومني بحبها
كشر سلطان ملامحه : اقول بلا مساخه خلك رجال وفكنا من سخافاتك
طنشه سامر وتكلم بتنهيده أتعبته لما خرجت : البارحه مانمت وانا افكر فيها والله لو اعمامي ماهو مشغولين جيت وخطبتها الليلة وبكره تزوجت .. وتنفس بارتياح : ابي ارتاح واودع العزوبيه وتستقر حياتي... وناظر بسلطان برجاء حـار ونبرة مجهولة : مهما يصير بيني وبينك اوعدني انا لـمى لي انا ماحد ياخذ لـمى غيري
خاف سلطان من نبرته : بسم بالله وش يصير وبعدين مليون مره قلتها لمى ماياخذها غيرك لو على قص رقبتي
***
مدري ليه أسال عليك وأنسى كل عمري وأجيك
مدري ليه تبكي عيوني كل ما أناظر اليك
اعترف أني هويتك وأني بعيوني فديتك
وأعترف لك ياحياتي غيرك أنت ما أبي
عذبتني في أسباب فرقاك
ظالم وأنا في الحب مظلوم
قلبي جبرني أمشي وياك
وش حيليتي والقلب مغروم
قـر الرساله بغضب وغيرة اصابت موقعها ولف على بسمة بتكشيرة
يوسف : ومن متى وهو يتصل
بسمه بتوتر : له شهر او اكثر
عصب يوسف زيادة : وليش ما خبرتيني غير الحين اكثر من شهر وش تسوي
بسمة بخوف : بالأول حطيت خدمة راحتي ولما رجع واتصل من رقم ثاني خفت يكون وراه شيء لانه يرسل مسجات مره غرامية
وقف سيف وهو يسمع كلامهن وهو مذهول ودخل عليهم فجأة وهو يقول : وش بينكم وعن مين تتكلموا
يوسف وعيونه على الرسائل : ولا شيء موضوع خاص بيني وبين بسمة
سيف بضيق وناظرة نظرة قوية : لا تستهبلون علي انا سامع كل شيء .. ولف على بسمة وبشدة : تكلمي مين الي يتصل عليك وازعجك برسائله
يوسف اشر لبسمه : بسمة روحي انا اتفاهم مع سيف
ولف على سيف : لا تعصب على بسمه هي مالها دخل وزين منها انها علمتنا وهي ما قصرت حطت خدمة راحتي والحيوان اتصل فيها من رقم ثاني وشكله ناوي عليها
سيف بعصبية وعيونه نطق شر : اعطيني الرقم وانا أتفاهم معه
مـد يوسف الجوال لسيف واخذ الجوال وشاف الرقم وشهق بقوة وشيء بداخله ضحك على غباءه اكتشف بلحظات انه مغفل غبي انه كان لعبة لسلطان وسامر و انها مخطاطاتهم لينتقموا منه عشان يأخذوا حقهم فهم الحين ضحكهم وهمساتهم كلام سامر الكثير عن صاحب الرقم ووعيده الدائم على انه بتكون له براكين تغلي وتطبخ وتوها انفجرت كسر الجوال على الجدار وطلع وهو يفكر شلون ينتقم منهم
تكلم بين نفسه بوعيد قاسي : طيب يا سامر وسلطان عرفتم تلعبوا في عرفتم تنتقموا مني اذا الصداقه الي فرحانين فيها ماكان لكم منها الا الذكريات ماكون سيف اخو بسمة
***
متمددة على الكنب بفساتنها الحريري المموج بالوان الفوشي مع الرمادي واصل تحت الركبه وماسك على صدرها بدون خيوط شعرها ملتف على وجهها بنعومة وحاظنها الخدادية بقوة من قوة حماسها وتاثره بالمشهد واظافره تاكل فيها..و على الرغم انها توها مخلصه 16 وداخله بسبع طعش الا من يشوفها يظنها اصغر من كذا بكثير ..
سمعت نوف صوت واحد داخل وبخوف : بسرعه غير عن الفلم مازن دخل
دخل ياسر ومازن مع بعض وياسر اول ماشافها قدامه حس رجفه سرت بجسمه
ابتسم بحب : السلام عليكم
نوف وعدلت جلستها : وعليكم السلام
مازن : انقلعي داخل وغيري ملابسك
ياسر بضيـق ومن داخـل مـقتنع بمبـد مازن : مازن اتركها
طنش مازن كلامه وبحدة : نوف انقلعي غيري قلة الحياء الي لابسته ولاتكثري بالكلام
طلعت ام مازن من غرفتها وهي ماسكة عباتها ونزلت على صوت مازن : وش فيك على اختك اترك البنت بحالها مافي احد غريب
مازن بقهر : اظن ياسر ما بعد صار زوجها عشان تتفن ملابسها
نوف وتناظر بفستانها : وش فيها ملابسي
مازن : اترك البنت بحالها وياسر في البيت وزعل وطلع بـر
ام مازن احنا رايحين المسجد النبوي انا وابوك بنصلي العشاء هناك تامر بشيء
قبل ما نطلع
ياسر بإحراج : خـذ راحتك عمتي
عصب وطلع مازن وبقت نوف مع أخوها بسام الصغير وياسر
ياسر : بسام شوف بالسياره شريط بلاي ستيشن ....وركض بسام من فرحته
نوف بغرابه وعيونها على أخوها الصغير : ليش ارسلته كان ناديت على السواق او الشغالة
ياسر بابتسامة شقت وجهه لما المكان مافيه الا هو وهي وسحبها مع يدها وجلسها جنبه : شخبارك حياتي وكيف دروسك
مدت نوف شفائفها الوردية بدلع : يووووه منك ياسر كل ماتشوفني ماتسالني الا عن الدراسة واخذت يد ياسر واشبكتها باصابعه وهي تتكلم : اممممم وش رايك نطلع بــر نشوي ذرة
توتر ياسر من حركتها وحاول ينشل نفسه من الإعصار الي يبي يداهمه وشيء بقرار يرضخه انه يستسلم دون مقاومة لهذا الوضع سحب يده بقوة وتكلم بضحكة مصطنعة : هههههه ذرة مره وحده... اذا طفشانه يللا البسي نطلع نتعشى بــره
حكت نوف خدها باستفسار ووجها قريب من وجهه لدرجة ان بعض خصل شعرها ملتصقه بشماغة : طييب وين نروووح
انفاسها قريبه منه لدرجه مايقدر يتمالك نفسه بلع ريقه وتكلم بصعوبة : انت اختاري مطعم كوفي امممم نتسوق او نروح منتزه
حطت اصبعها بفمها بتفكير : ايش رايك نروح مسجد قباء نصلي ركتعين وناخذ اجر عمره
ياسر : وانا اقووول ايش رايك نتزوج
ضحكة نوف بصوت عالي وبطفولة نفرزت ياسر : هههههههه
تضايق ياسر وحاول يرخي اعصابه : ماقلت شيء يضحك
نوف : بس انت تتمسخر علي عشاني شحاذه واحنا لسه ماتزوجت اجل كيف لتزوجنا
ياسر بضيق : بس انا اتكلم جد وما امزح
فتحت عينها وبدهشة: لا ياسر حرام عليك ليش مستعجل تووو الناس
مال ياسر عليها وطالع بعيونها : لنا الحين ثلاث سنين ملكين ولا ناوية ترضي
نوف بتفكير : طيب انت طالب وانا طالبه على الاقل خلص الجامعه وانا اخلص الثانوية
ياسر بتذمر واعصابه اشتدت : يووووه على كذا باقي لنا مشوار طويل
سمعت صوت مازن يصارخ ينادي على بسام اخوها الصغير باسته بخفه وركضت طيران على غرفتها وهي تقول : باااااي مازن بيذبحني لو شافني ماغيرت ملابسي
استرخى على الكنب بشرود عجز يقنعها ويقنع اهلها كلهم يقلون هي صغيره قربها ذبحها..احيانا يتهرب من دخوله للبيت عشان مايشوفها هو شاب واي شخص مثله مستحيل يبقى الوضع الي هو فيه بس مشكلته خجول والخجل مايناسبه يبي يقربها وبنفس الوقت يكره حياته لو حس بأنفاسها
رجولته بحالة جنون استنشق ريحتها الي من حبه لها يشمها بكل مكان وحمد ربــه ان ملك نفسه وبكل مــره يصارع وينتصر ومدري راح يبقى على شاعجته او رجولته راح تخووونه بيوم والخجل ما يكون له اثر بحياته
* * *
دخل سيف الاستراحة و شافهم مثل كل مره جالسين بروحهم وبعيدين عن الشباب ويضحكوا مع بعض وارواحهم مندمجه بشكل ملفت وضحك بين نفسه على مخطاطاته الدنئية جلس بينهم وعلى وجهه ابتسامة كبيرة : شخباركم شباب
رفع سامر نظرة : الحمد الله وين قاطعنا زمان ماجيت الاستراحه ولا الشقة
سيف والله ابي اغير حياتي ابي اتوب و الدنيا ماهي نافعتنا بشيء
ضحك سامر ولف على سلطان : شكل الاخ مودع
سيف بصوت كئيب : لا البارحة حلمت حلم ماهو زين ولما فسرت طلع تفسيرة يخوف
سلطان : يارجال الاحلام من الشيطان وتعوذ بالله والتوبه ما حد يردك منها
سيف : ايوووه والله يتوب علي وتراني غيرت رقمي وذكروني اعطيكم رقمي الجديد تعرفون الواحد اذا بيتوب لازم يغير المنكر
سامر بتريقه : شكل الرجال بيصير علينا احمد الثاني
انقبض قلب سلطان من ذكر احمد وهمس بين نفسه " يارب احفظه ورجعه لنا سالم "
قام سيف بسوي لنا شاي احد يشرب معي
سامر وسلطان اشر بيدهم بمعنى سوي لنا كلنا
دخل المطبخ وهو يتذكر انتقامه الي قادة ان يكفر بالله ويروح لساحر
الساحر : يعني اهم شيء يتفرقوا ويكون عبيد تحت رجلك
سيف : اييييييه انهم يتفرقون وكل واحد يكره الثاني ويشوفه شيطان قدامه وكلهم يكونوا خدام لي
الساحر : خذا هذي المويا ووحطها لهم بشيء عشان يشربوها وبعدها تلاقيهم الاثنين مايفارقوك وكل واحد همه خدمتك وبنفس الوقت مايطيق وجود الطرف الاخر
ضحك بخث شيطاني وصب مويا من الغلاية وحط الشاي والسكر وصب السحر بأكوابهم وصب لنفسه وشرب من كوبه وبقى نصه عشان مايشكوا بشيء ووقت الجوال على المنبه بدقيقة دخل عليهم وهو يقول احلى كاستين شاهي لاطول صداقه شفتها بحياتي ورن الجوال وقطع كلمته وقام : عن اذنكم شباب اهلي لهم ساعة يتصلوا
اخذ سامر وسلطان الكوب وسامر شرب جرعة كبيرة اما سلطان فمجرد ما مسك الكوب لسعته حرارة الشاهي وماقدر يقاوم الحرارة وانكب كله على الأرض ولا شيء لامسه
وربـما نجاه قراته الأذكار اليومية مع العفاسي اما سامر تمكن السحر من جسمه فهل حان الوداع ولم يبقى الا الأطلال
***
بــلا الــم
|