كاتب الموضوع :
^RAYAHEEN^
المنتدى :
الشعر والشعراء
راشد الخلاوي
الحرف الأبجدى: ر
معلومات شاعر: راشد الخلاوي أو الخلاوي راشد كما يسميه البعض عرف بكنيته الخلاوي لأنه يسكن الخلاء أي الصحراء وحيدا وقد تضاربت الأقوال في نسبه من أين هو؟ وإلى أي قبيلة ينتمي..؟
كان قدماء الرواة يذكرونه على أنه (صلبي) من (الصلبة) أما عن المحدثين المعاصرين فقد أظهروا أسانيد موثقة تذكر بأنه من قبيلة (بني هاجر) حسب توثيق بعض شيوخ القبائل وقد أضيفت هذه الأسانيد إلى الكتاب الذي صدر عن حياة راشد الخلاوي ولم تكن موجودة بالأصل...
ويقولون في سبب سكناه للخلاء أنه جرى خلاف بينه وبين جماعته (الهواجر) على حد روايتهم وصل لدرجة كان فيها راشد أما أن يَِِِقتل أو يُقتل فاضطر لقتل أحد أفراد القبيلة وهاجر للخلاء وحيدا ومن هنا أسموه (بالخلاوي) هذا عن نسبه الذي تضاربت الأقوال حوله واختلفت الروايات والأمانة تحتم إثبات الروايتين....
أما حياته: فقد عاش الخلاوي بالقرن الثامن الهجري وعاصر حكم (آل عريعر) شيوخ بني خالد وكان مقربا من (منيع بن سالم) قضى الخلاوي معظم حياته متنقلا بين الصحاري لا يستقر في مكان واحد فما أن يطيب له المقام حتى يرحل وكان من الصعب جدا إقتفاء أثره فقد أشتهر بمعرفته التامه للطرق ومسالك الصحراء ليلا ونهارا ...
أما شاعريته: فقد كان الخلاوي شاعرا كبيرا علما ويعد من أقدم الشعراء النبط فهو وحده يشكل المرحلة التي تعقب مباشرة مرحلة (بني هلال) حيث أخذ الشعر النبطي وضعه وتبلورت صورته واتضحت به الرؤيا وأن لم يضف الخلاوي للأوزان شيئا فقد أنتهج نفس منهج بني هلال في نظم قصائده على البحر الهلالي وكانت قصائده مطولات تصل إلى ألف بيت للقصيدة الواحدة فتأتي القصيدة شاملة كاملة جامعة في مختلف شؤون الحياة وقد أبدع الخلاوي في حسابه للنجوم والفصول والأنواء ومعرفته للظواهر الطبيعية والمناخية وكان علمه بها على البديهة ومن تجاربه مع الحياة جمعها في مطولاته التي نظمها كقوله:
لاصارت الجوزا أمام لا كأنها فرق الظبا قد لاحهن لواحي
فالزرع بين إفلات وأخناق واشتد زند العامل الفلاحي
أما عن معرفته بالطرق ومسالك الصحاري فحدث ولا حرج فقد عرف عنه معرفته التامة كهذه الطرق كما لا يعرفها شخص غيره ومن حكاياته أنه لما حضره الموت أخفى ما لديه من مال في مكان ما وقال لولده الذي لم يذكر الرواة إسمه فلا نعرف إذا كان إبنه شاعرا أم لا قال الخلاوي لولده سوف أصف لك المكان فإن دللت المال فهو لك وإن لم تستدل عليه فستحرم منه ووصف مكانه بالأبيات التاليه:
عن طلعة الجودي مواقيم روحه وعنها شمال للنسور مغيب
عنها مهب الهيف رجعه وفيضه وحراوي كان الدليل نجيب
خيار الدلايل طلحة فوق جالها خيمة شريف في مراح غريب
وقد خدم الخلاوي الشعر النبطي وأثراه كما لم يثره شاعر آخر وأضاف إليه أغراضا لم تكن قبل الخلاوي موجودة خصوصا فيما يتعلق بمجالات حساب الأيام والنجوم والوصف والأجواء الجوية ومواسم الزراعة ومعرفة الطرق حتى أن بعض المهتمين بالحساب الجوي وضربات الهواء وحركة الرياح وأهل الزراعة وأهل الصيد بالبحر لا يزالون يتبعون حساب الخلاوي ويعتمدونه حتى الآن وللخلاوي دور كبير في حفظ تراثه من الضياع فقد وسم قصائده بوسمه فلم يبدأ قصيدة من مطولاته إلا وكان ببدايتها (يقول الخلاوي والخلاوي راشد) وبذلك حفظ قصائده من أن تنسب لغيره أو يجهل قائلها...
وقد أتسم شعره بالحكم النادرة التي تلامس حياتنا العادية اليومية فلم يترك شيئا إلا وذكره وعالجه بشعره كقوله عن أوقات النوم للأنسان:
يامي نومات الضحى تدرك الفتى ويامي نومات العصير جنون
ويامي بين الظهر والعصر نومه أخبري بها اللي للرقاد زبون
هذا وقد نال الخلاوي إهتماما كبيرا هو أهل له من أغلب الكتاب والنقاد للشعر النبطي لم ينله غيره لدرجة أن الباحث يستطيع أن يقول أن تراث هذا الشاعر لم يضع منه شيئا أبدا وقد صدرت كتب تناولت تراث الخلاوي من جميع الجوانب ولعل أهمها كتاب العلامة حمد الجاسر (الخلاوي حياته وشعره)...
من أشهر مطولات الخلاوي نختار هذه الأبيات:
نعد الليالي والليالي تعدنا العمر يفنا والليالي بزايد
قولوا لبيت الفقر لا يامن الغنا وبيت الغنا لا يامن الفقر عايد
ولا يا من المضهود جمع يعزه ولا يا من الجمع العزيز الضهايد
وواد جرى لا بد يجري من الحيا إن ما جرى عامة جرى عام عايد
من عود العين المنام تعودت ومن عود العين المساري تعاود
ويا طول ما وسدت راسي كداده من خوفتي يعتاد لين الوسايد
ومن عود القوم المناعير مطمع تلوه بالأنضا والجياد العدايد
ومن عود الصبيان ضرب بالقنا نادوه باللقوات يابا العوايد
ومن كثر الطلعات للصيد ربما يوافيه مرات يجي منه صايد
|