المنتدى :
التحقيقات
الحصار يمنع الزى المدرسى
هاى
اليوم موضوعى مختلف
يعنى راح يتحدث عن قضية احنا بقالنا اكتر من 20 سنة مش عارفين نحلها
انا مش مصدقة
بس
يا ترى انتم هتصدقوا الكلام ده
اقروا و شوفوا:شارع عز الدين القسام في قلب مخيم النصيرات، ذلك الشارع الذي يفوح حيوية ونشاط بسبب توسطه لمركز المخيم ناهيك عن وجود محلات تجارية تصطف على كلا الجانبين، يقصدها عامة سكان المنطقة الوسطى في هذه الأيام من السنة، ذلك الشارع الذي يصعب عليك دخوله في أي وسيلة نقل حتى لو كانت دراجة خاصة في الأيام التي تسبق الأعياد أو تسبق بداية العام الدراسي الجديد بسبب توافد السكان من كل حدب وصوب لشراء الزي المدرسي ومستلزماته من حقائب وأدوات مدرسية وقرطاسية وغيرها، لكن كما يقولون: "من المحال دوام الحال"، ففي هذا العام وبعد أن أطبق الحصار خناقه على الأهل والأحباب في غزة لم يعد شارع عز الدين القسام حيويا كما سبق وانخفضت النسبة الشرائية إلى أدنى مستوياتها بشكل واضح لكل من يرتاد هذا الشارع .
مفكرة الإسلام تجولت في شارع عز الدين القسام التجاري في ساعة الذروة ، بدا واضحا تأثير الحصار على البضائع وعلى المشترين في آن واحد ، فالشارع غير ممتلئ كما كان سابقا بل يمكنك التجول بالسيارة على حد قول المواطن معتصم عبد الكريم صاحب بسطة للعطور والنثريات الذي تحدث لــ " مفكرة الإسلام " قائلا : قبل عامين كان من الصعب أن تجد مكانا لقدمك في هذا الشارع لكن اليوم بإمكانك التجول بسيارتك ، فعدد المتوافدين للسوق قليل جدا مقارنة بالأعوام الماضية .
أما المواطن سلطان عاشور وهو صاحب بسطة نثريات ومستلزمات الزي والملابس المدرسية في شارع عز الدين القسام التجاري فتحدث لمفكرة الإسلام بينما كان جالسا على كرسيه وهو يحتسي كوبا للشاي في دلالة واضحة على قلة المشترين قائلا : قبل عامين وفي مثل هذا الموسم من العام لم أكن أتمكن من الجلوس من كثرة الزبائن لكن اليوم اختلف الوضع وغالبية من تراهم اليوم في السوق قادمون للتبديل وقلة منهم للشراء فالزبائن لا يحملون أموالا أضف إلى عدم وجود كميات كافية من الزي المدرسي في الأسواق وجودتها رديئة جدا .
وأوضح أنه قبل عامين كان يضطر للمبيت في السوق لكنه اليوم في المساء يحزم بضاعته ويعود إلى بيته على أمل أن تتحسن الأوضاع على حد قوله .
وأشار عاشور إلى الارتفاع الباهظ لأسعار البضائع وقلة جودتها وضرب مثالا على الجوارب التي كانت العام الماضي بسعر لا يتجاوز الثلاثة شواكل " دولار تقريبا " في حين سعرها في هذه الأيام يزيد على 12 شيكل حوالي 4 دولارات وهو ما دفع المواطن للتفكير مرتين قبل إقدامه على شراء أي متعلقات بالزي المدرسي .
لهذه الأسباب قرر المواطن أبو محمد حسن 48 عاما عدم الذهاب للسوق أصلا لشراء الزي المدرسي لأبنائه مع بداية العام الدراسي هذا العام قائلا : قلت لأبنائي هذا العام إن عليهم استخدام ملابسهم القديمة فلا يوجد لدينا هذا العام ما يمكننا من شراء زي جديد للمدرسة الذي إن وجد في السوق فنوعيته رديئة وسعره باهظ جدا إذ قد يصل الزي المدرسي ( قميص وبنطال ) لتلميذ في الابتدائية ربما لأكثر من 120 شيكلا -حوالي 30 دولار أمريكي - لنوعية رديئة عفا عليها الزمن في المخازن قد لا تتحمل لبسها لشهر ناهيك أن حالي كحال بقية الناس لا نعمل ونعتمد على كوبونة الوكالة على حد قوله .
معدل الفقر في غزة 80%
هذا حال مواطن من غزة يعاني الفقر والبطالة وضعف الحال يوضحه تقرير صادر عن معهد دراسات التنمية في غزة " IDS " أن مسوحات القوى العاملة لسنة 2007أظهرت أن معدل الفقر في كانون الأول / ديسمبر 2007 وصل في قطاع غزة إلى 80% وأن ما نسبته 66.7% يعيشون في فقر مدقع نتيجة للآثار الناتجة عن الإغلاق الناجم عن الحصار وزيادة معدل البطالة وذلك في ظل استمرار ارتفاع مؤشر غلاء المعيشة نتيجة شح الواردات وضعف الرقابة على الأسعار وانخفاض حجم الإنتاج المحلي واستمرار زيادة معدلات الإعالة الاقتصادية والفقر واعتماد الأسر الفلسطينية على المساعدات الإنسانية خاصة الغذائية منها لتجنب ازدياد نسب سوء التغذية.
وأشارت نتائج التقرير إلى أن 62% من الأسر في قطاع غزة أجرت تعديلات في أنماطها الاستهلاكية كي تتماشى مع ظروف الحصار الراهن حيث أصبح ثلاثة أرباع سكان القطاع يواجهون صعوبة في توفير السلع الأساسية الأمر الذي يعكس محدودية القدرة على الاستمرار في التكيف مع الظروف الراهنة ما يتطلب تدخلات عاجلة على المستوين الدولي والمحلي لمساندة هذه الفئة.
الحكومة الفلسطينية تلغي الزي الرسمي
إذن غياب الملابس من أسواق القطاع وغياب الأموال من جيوب أهل غزة كانت السبب وراء قرار الحكومة الفلسطينية برئاسة هنية حيث قررت الحكومة الفلسطينية بغزة، الاستمرار في مجانية التعليم للعام الدراسي الجديد، كما قررت تعليق إلزام طلبة المدارس بالزي الرسمي لهذا العام.
وأشارت الحكومة بغزة، عقب جلستها الرابعة والسبعين التي عقدتها قبل نحو أسبوع إلى أن قرارها بإلغاء الزي المدرسي يأتي في ظل الحصار الخانق وإغلاق المعابر، ومن باب التخفيف عن أبناء الشعب الفلسطيني.
|