المنتدى :
الارشيف
اليوم التاسع عشر
أحبائي واعزائي اعضاء ليلاس العسل....هذة قصتي الأولى الطويلة....تتكون من 13 فصل أتمنى تتفاعلوا معي وتقرأوها....وها نحن نبدأ اليوم التاسع عشر
المقدمة انه اليوم التاسع عشر, اليوم الذي عشت حياتي أنتظره , اليوم الذي طاف بين أراضي أحلامي ليجعلها جنان خضراء مليئة بزهور الربيع . يوم التقى فيه روحان انتظرا طويلا ليلتقيا , روحان عاشا ميتان كل منهما وحيد يبحث عن قرينه حتى جمعهما ذلك اليوم .
ذلك اليوم الذي لم تغرب شمسه أبدا وظل قمره بدرا دائما وأبدا لماذا؟! لأن فيه ولدت و فيه مت , لأن فبه بدأت حياتي و فيه انتهت كذلك و بدأت من جديد .
يوم أعشقه أكثر من أي شيء آخر في العالم , يوم نزلت فيه الجنه على الأرض , يوم فيه رأيت المستحيل حقيقة
ماثلة أمامي , يوم لن أنساه ما حييت .
يوم توقف الدهر عنده وابتدأ من جديد , يوم لو كان كل انسان كتب امنيته لتمنى أن يعيشه ولقد كان لي أنا .. يومي أنا ..... اليوم التاسع عشر
الفصل الأول : حياتي ...
اسمي جمانة تخرجت من كلية الآداب قسم الانجليزية وعملت مترجمة وبعد فترة تركت عملي وصلتني دعوة أعز صديقاتي جيهان لطفي وهي كانت زميلة جامعية لي وجلست سنوات ندرس معا نمرح معا نضحك معا و نبكي معا احيانا ....قررت دعوتي لأجلس معها في دبي التي عشت فيها عشر سنوات من طفولتي و طبعا كان هذا بتسليط من زوجها الذي هو أخي الأكبر و الوحيد ماجد لكي أكون معه فلقد عشنا حياتنا معا و صعب علي جدا وعليه أن نفترق سنة كاملة و لكن كان الأمر أصعب على والدينا حيث سيكونا وحيدين بدوني و بدأ اليو بمناقشة كالعادة مع والدتي لكي تغير من رأيي :
-جمانة ان عمري أصبح 56 عاما و أنا بحاجة لتكوني الى جانبي أرجوك دعك من دعوة ماجد وابقي معنا .
-لكن ماما سوف أتزوج يوما ما و حينها هل ستقولين لي كم هو عمرك و تطلبين مني البقاء ....أرجوك أنا أتمنى منذ زمن بعيد أن أسافر الى دبي وأسترجع ذكريات طفولتي هناك و لا تقلقي سأكون مع أخي كلها أشهر و أعود ثانية .
-آآآآه وأرجو الا تطول اقامتك اذا استغرقت في الذكريات ....
-هاهاه ماما كم أحبك .......آآآآه سوف أسافر غدا أشعر بسعادة رهيبة لن أستطيع النوم هذة الليلة.
جاء الصباح و كنت في طريقي الى المطار و مرسومة على وجهي ابتسامة العودة للوطن فلطالما أعتبرت دبي موطني الذي أشعر بالغربة بعيدا عنه حتى في مصر ... و بعد ركوب الطائرة كانت الذكريات تداعب عيناي وصور تترائى لي عن طفولتي هناك و أصدقائي الذين فقدتهم بمجرد سفري من هناك .
اشتقت الى دبي كثيرا شعبها أرضها سمائها هوائها حتى طيورها اشتقت اليها كثيرا وعندما أعلن الطيار بداية الهبوط رقص قلبي من السعاده حتى أحسست ارتطام العجلات بأرض دبي الحبيبة ...نزلت السلالم لأجد نفسي في مطار دبي ظللت أنظر حولي ففي هذا المكان بكيت و أنا أعود الى مصر حتى أنها نفس الكراسي التي جلسنا عليها و ........
-جمانة!!!!!!!!.......
-هاه!!! ماجد !!!! هذا انت ؟ أشتقت اليك يل أخي العزيز ...
ورميت نفسي في أحضانه .......
-ماذا كنت تفعاين لقد ظللت أنادي عليك مرات عديدة فيمل كنت تفكرين؟!!
-أوه!!! آسفة لم أسمعك اطلاقا
-أهااه !!! لعلك كنت تسترجعين الذكريات أعلم مدى حبك لهذة المدينة , على أية حال كان هذا سبب دعوتي أنا و جيهان لك .
-يا سلام !!!!هذا هو السبب فحسب؟!!!!
-نعم! أوه!! حسنا السبب الثاني لأننا اشتقنا اليك
-آآه!!! هذا هو السبب الأساسي هاهاها!!!!!!
ركبنا سيارة أخي ومشينا في الشوارع التي لطالما حلمت أن أراها فبعد سبع سنوات أراها و قد ازدات جمالا ,الأشجار ,الشارع الرئيسي , المباني آآآآه كم كنت سعيدة في هذا الوقت , مررت بجانب مراكز التسوق التي كنا نقصدها و رغبت أن نتوقف عند كل واحد لكن أخي بعد ضحكات دامت دقائق قال أنه سيصحبني في جولة غدا ووصلنا الى المنطقة التي يسكن بها ولاحظت وجود مكتبة كبيرة جدا على الشارع الرئيسي فنظرت اليها بدهشة أبدت اعجابي و تنهدت......
-أعجبتك؟ انها مكتبة القاسم ألا تبدو جميلة؟! انها جديدة بنيت منذ سنتين فقط فيها كل ما تتخيلينه من الكتب ويمكنك الذهاب اليها بسهولة فهي قريبة من بيتنا .....
- ماذا تقول سأذهب اليها كل يوم فهي مكان مسلي .
وصلنا الى بيت ماجد ,مبنى جميل أسفله أشجار وأزهار , وصلنا الى باب شقته ففتحت لي جيهان ولم أقل لهل كلمة واحدة فلقد ابتسمت كلتينا و ارتمينا في أحضان بعضنا البعض ........
-ياهلا !ياهلا! لقد زارنا النبي اليوم .....
-آآآآآآه يا جيهان اشتقت لك وكأني لم أرك منذ ألف سنة
-تفضلي ....... تفضلي كم أنا سعيدة برؤيتك لقد أصبحت في غايه الجمال , ماجد ! ألم يحن موعد زواجها بعد؟!!
-هاها! أتسمعين يا جمانة ؟ يبدو أن جيهان لا تريد أن تترك أحد عازب في العائلة , تزوجتني و تريد أن تزوجك أيضا ... هاهاها!!
-معك حق يا ماجد و بعدين يا جيهان؟ أنا لم اجد الشخص المناسب بعد .
-اشارة منك و أنا أخلي العرسان على بابك عشرات , هو في أحلى من جمانة في العائلة ؟!
-هاها ربنا يخليك يا جيهان وحشني كلامك يا رفيقة عمري ....
بتنا هذة الليلة في الضحكات و لم أشعر بسعادة كما شعرت ذلك اليوم ودخلت غرفتي ونمت في سريري من الارهاق لم أفكر لحظة كما أفعل دائما قبل النوم ......
مرت الأيام ,أخرج يوميا أتطلع في جمال دبي وأذهب الى اللأملكن التي كنا نذهب اليها قبل سبع سنين تغيرت الكثير من الأشياء و لكن التغير كان للأفضل . ذهبت الى العمارة التي كنت أسكن فيها فوجدتها كما هي ظللت أتطلع في دخلة البيت حتى نزلت الدموع من عيناي و تمنيت لو صعدت الى هناك لأدخل شقتنا واجدها كما هي . ذهبت الى الأسواق التي كنت أذهب اليها ظللت أحرك عيناي هنا وهناك وذكرياتي عادت لها الحياة من جديد , أطالع الوجوه التي تعودت عيني على رؤيتها أسمع اللغة التي اعدت سماعها يااااه!!! كان ذلك أمل حياتي الذي انتظرته منذ سنين مرت علي كالصحراء الموحشة و بعد وصولي أصبحت جنان خضراء .
كانت حياتي تمر هادئة أخرج يوميا وأتطلع في السماء أجدها مختلفة كل يوم تزداد جمالا عن اليوم الذي قبله سبحان الخالق , ومساءا أخرج مع ماجد وجيهان بالسيارة أطالع النجوم التي اعتدت على مطالعتها , الجو الذي اعتدت عليه ياااه !! أين كنت أنا وأين أنا الآن و كأني في سحابة غبار لا أعرف ماهو الحقيقي و ماهو الحلم.
تمر اللأيام ولكني كنت أشعر أني أنتظر شيئا ما ,حدث غير متوقع أعيش اليوم أنظر حولي وكأني انتظر مقابلة شخص ما , شخص أطوق لمقابلته ولللأسف لا أعرف من يكون وعندما ينتهي اليوم أشعر باحباط ولكن يكون عندي أمل كبير في الغد المشرق.
بدأت أحفظ الأماكن و الشوارع و لكني كنت أتردد على المكتبة القريبة مكتبة القاسم قليلا بسبب انشغالي بزيارة الأماكن الحببة الى قلبي فقلت أنه لابد لي من الذهاب الى هناك و قضاء وقتي الصباحي فيها ...............
الفصل الثاني : اللقاء
خفق قلبي بشدة وأنا أدخل بوابة المكتبة لا أعلم لماذا , كانت كبيرة مبهرة المنظر رفوفها كثيرة كتبها رائعة من كل الأصناف و المواضيع الشيقة التي يمكن أن تقرأ فيها من الروايات العالمية الشهيرة الى كتب السياسة والتاريخ والكتب الاجتماعية و الكتب النفسية وكتب الرومانسية والحب التي تعتبر نوعي المفضل . أيضا يوجد كتب مليئة بلوحات للفنانين المشاهير وبما أن هوايتي الأساسية هي الرسم فلقد كانت هذة الكتب تشبع رغبتي بمعنى الكلمة و حصلت على بطاقة اشتراك للاستعارة و لكني لاحظت عدم فائدتها بسبب وجود طاولات المطالعة المريحة جدا والفاخرة فيمكن أن أجلس وأقرأ ساعات هناك حتى تتعب عيناي و كان هذا أمتع شئ بالنسبة لي .
استيقظت ذات صباح ونظرت في النتيج كعادتي لأجده اليوم التاسع عشر من الشهر و فتحت النافذة و اتسعت عيناي فاذا بي أرى أجمل عصفور في الدنيا يقف على حافة نافذتي يغرد بصوته الرائع الرنان ابتهجت كثيرا عندما رأيته ووقفت من بعيد أتطلع فيه حتى لا يطير كانت لدي رغبة شديدة في الامساك به والاستمتاع بملامسة ريشه الناعم ثم طار بعيدا فحزنت قليلا ثم تفائلت بعدها كثيرا و شعرت أنه سيكون يوما جميلا كما كان غناء العصفور فارتديت أفضل ثيابي ووضعت أفضل عطر و خرجت لأذهب الى المكتبة و عندما وصلت ذهبت الى مكاني المفضل حيث توجد كتب الرومانسية ونصائحها الثمينة . فتحت كتب عديدة أعجبتني حتى وجدت كتابا كان برف عال جدا علي و أعجبني عنوانه حيث كان ( الحب من أول نظرة) فرفعت ذراعي حتى أمسك به دون جدوي أرفع مرة بعد الثانية و نظرت الي يساري فوجدت سلم قصير متحرك في الناحية الاخرى و بينما أهم لآخذه فاذا بصوت رقيق من خلفي يقول :
-لا دعي للسلم سوف ألتقطه لك ......
التفت بسرعة حتى وجدت الكتاب أمامي بين يدي شاب . لا أعلم لماذا خفت أن أرفع عيناي وقفت لحظة ثم رفعت عيناي ببطء حتى أجد شخص بحثت عنه طويلا , لا أعلم كم مضى من الوقت وأنا اتطلع في وجهه, عيناه , شعره , ملابسه , ابتسامته العريضة ثم تذكرت فجأة أين أنا فخطفت الكتاب من يده بحركة سريعة و ابتسمت ابتسامة خجل و لم أجرؤ بعدها على النظر في عينيه ووقفت ساكتة لا أعلم ماذا أقول فلقد شعرت بالحرج و هو يطالعني بابتسامته و فكرت لو أنه لاحظكم أعجبني عندما نظرت اليه و تذكرت عنوان الكتاب فلابد أنه عرف ما أردت قراءته وجاهدت لأحصل عليه لذلك شعرت بحرج أشد .
-لا تشكريني يا آنستي أنه واجبي .....
فنظرت اليه نظرة احراج اخرى لأني تذكرت أني لم أشكره فقلت متلعثمة:
-أوه!!!!! أشكرك جدا شكرا جزيلا ..لا تؤاخذني
و نظرت فوجدت مكان فارغا عند طاولة المطالعة فاستأذنته و ذهبت وجلست عليه فاذا به يلحق بي ضاحكا و هو يقول :
-أوه !!! لابأس اذا كان هذا اختيارك و لكن هل يمكن أن آخذ كتابي ؟!!
فلاحظت أنه مكانه فنهضت مسرعه وقلت في هلع :
-هذا مكانك ؟! أنا آسفة لم أقصد أنا ....
-لا لا أجلسي لا يهم
-لا لا أنه مكانك و لن .....
-لا من فضلك اجلسي , أتوسل اليك انه ....
واذا بهمسات الناس تقاطع حديثنا لأنه مكان المطالعة و يجب أن يبقي هادئا و من الواضح أننا لم نجعله كذلك فألتقت عيوننا و ضحكنا و أعتذر هو للناس بالنيابة عني و اذا به يسحب كرسي آخر ثم جلس و أنا جلست على كرسيه و فتحت الكتاب وتظاهرت أني أقرأ ولكنني لم أقرأ أي كلمة فلقد كنت أختلس النظر اليه وهو يقرأ بهدوء و ثقة ثم نظرت الى ساعتي فوجدت أني تأخرت فنهضت مسرعة فناداني فنظر حوله ثم اقترب مني و قال بصوت خافت :
-اتذهبين الآن بهذة السرعة؟! لم تلحقي أن تقرأي شيئا .....
فقلت له مبتسمة بعد أن تمالكت أعصابي :
- آسفة لكن يجب أن أذهب الآن تأخرت و أشكرك مرة ثانية .... مع السلامه
- هل ستأتين غدا ؟
-مع السلامة
فقال مبتسما :
- مع السلامه
خرجت من باب المكتبة و أنا أتنفس بصعوبة لا أعرف ماذا أفعل شعرت برغبة في الرقص فلقد شعرت بفرحة لم أشعر بها من قبل لأنه أبدىاهتمام و شعرت أن عنوان الكتاب كان يتحدث عني (الحب من أول نظرة) وتساءلت ان كان قد شعر بنفس ما شعرت به حينها و نظرت الى الأشجار و أنا أسير و تفاجئت فأنا أسير في هذا الشارع كل يوم ولم أشعر أنه جميل هكذا من قبل و بأن أشجاره جدا جميلة و مبهجة , أسمع زقزقة العصافير ثم تمالكت نفسي و قلت ماذا جرى لك يا جمانة أول رجل تقع عليه عيناي أقع في غرامه من أول نظرة كم أنا حمقاء و لكنه يستحق فلم أرى في حياتي بمثل وسامته و فجأة وجدت نفسي أمام باب مبنى شقتنا فلم أشعر بالطريق إ طلاقا .
جلست في غرفتي ساعات أعانق وسادتي و أفكر فيه و في عينيه ثم دخلت جيهان فجأة تقول :
-جمانة ماذا جرى لك ؟ أنا أنادي عليك منذ منذ زمن ماذا حصل ؟
-لا شئ يا جيهان لا تقلقي .... فقط .....
-فقط ماذا؟ أنت اليوم غير طبيعية تجلسين في غرفتك تسمعين الموسيقي الرومانسية هنالك شئ ألست صديقتك المخلصة الوحيدة ؟ أخبريني ماذا حصل وأعدك لن أخبر أحدا.
فأطلقت إبتسامتي العريضة و قلت:
-حصل لي اليوم شئ عجيب لا أصدق..... من لقاء ساعة واحدة يحدث لي كل هذا؟
-لقاء؟ من التقيت؟ثم لماذا تلمع عيناك هكذا ؟ هيا شوقتيني.....
فحكيت لها كل شئ فقالت :
-واو !!!!! لا أصدق الفارس الذي انتظرناه طويلا ......كيف يبدو ؟أوصفيه لي
فطرفت عيناي وغرقت في الذكريات و انا أرى وجهه أمامي فقلت :
-كان ..... كان وسيما جدا أبيض البشرة طويل القامة رشيق الجسد ووجهه كان متناسق مريح للأعصاب ملامحه هادئة رقيقة و عيناه ..... عيناه كانتا عميقتان جميلتان بلون كهرماني جميل و كان شعره كثيف كالحرير ينسدل على جبهته لونه فاتح مائل الى الإصفرار قليلا كان تماما كما هو فتى أحلامي
-يا عيني!! ياعيني!!! باستثناء فتى أحلامك الأشقر وعيناه الزرقوتان فهو يشبهه أخشى أن أقول لك هذا لكنك تبدين معجبة به للغاية
فتوقف شريط ذكرياتي والتفت اليها بنظرة جادة :
-ماذا تقولين ؟ فقط معجبة بشكله ولكنه مجرد شاب مثل أي شاب ما الذي جاء في ذهنك؟
-لا شئ ربما حان الوقت لكي أزوجك كما فعلت بي من قبل . على أية حال يحدث لكل شخص أن يلتقي شخصا آخر يشعر نحوه بالإنجذاب له من أول لقاء و حالتك احداها .......
ثم نهضت وذهبت وأن فكرت و شعرت بالسخافة فلقد أعطيت الأمر أكثر من حقه و لكني لم أكن أعلم أن هذا اللقاء سيعمل تغيير جذري في حياتي ...........
أتمنى تكونوا غستمتعتوا بأول فصلين وأتمنى أن أجد ردودكم الحلوة يا أحلى أعضاء.....
|