كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل السادس
بينما كانت جوان تبحث عن مفاتيح سيارتها في حقيبها قالت في اتصال تليفوني؛
_عندي فكرة رائعة.
اجابتها جلينا ساخرة:
_وانا بالغريزة اشك في نوعين من الناس..هؤلاء الذين يدعون ان قليلا من الأردادة يكفي للنجاح في الحياة..وأولئك الذين يقولون لي :ان لديهم فكرة رائعة.
تركت جوان سماعة التيلفون مثبته بين كتفيها واذنها ونظرت في المرآة للتتفحص مظهرها.كانت مرتدية ملابس من قطعتين من الكتان بلون النعناع وقفاز جلد ابيض في يدها وغطاء رأس متناسقامع الباقي،كان هذا المظهر المثالي لحضور دعوة غذاء مقدمة من جمعية فن وتاريخ.
ثم استطردت جلينا في التلفون:
_دعيني اسألك بجدية:لما لا تأتين معنا الى النادي؟أني متأكدة ان وجودك لن يسبب اي ضيق لأيندا!
_ربما لن تجد أيندا اي ضيق أما أنا فمن الممكن ،لأني اذا ماسمعت ملحوظات على طريقة اكلي اوتعليقا على العزوبيةو ماعلي
في هذه الحالة سوى الذهاب عند أمي.
واستطرت جوان..
-أنها ليست دعوة غداء فقط اما الهدف هو انعقاد مؤتمر هناك فرصة لمقابلة أشخاص مثقفين.
_مثل موريس لمسون! اني لمتعجبة لك كيف استطاعت هذه الأيندا ان تجذبك الى هذه المصيدة؟
_اسمعي جلينا ان ايندا تمر بظروف قاسية منذ وفاة زوجها ..
قاطعتها بضحكة ساخرة ثم قالت:
_منذ وفاة جورج وأيندا تمرح كفتاة صغيرة مجنونة..أن ظروف هذه العجوز تحسنت ثلاث اضعاف منذ ان أصبحت ارملة..تعقلي ياجوان ولا تنساقي لمشاعرك الرقيقة.
أجابتها جوان قائلة:
_انتي حرة بحكمك على الناس اما أنا فلا أنسى ما كنت عليه بعد وفاة جوني ..لقد كنت..
وهنا رن جرس الباب.
يبدو أنها هي,أتمنى لك اسوأ يوم في العالم ياجلينا
_أما أنا فواثقة انه سيكون اجمل يوم لأني سأمرح وأتمتع أكثر منك.
يوجد نادي المدينة على الحدود الجنوبية لمدينة ديكتون.عندما وصلت جوان وبرفقتها جارتها وجدتا ان قاعة الطعام كادت ان تمتليء بالأغنياء.وكما توقعت وجدت ديف وكان في صحبته صديقته الرائعة الجمال.
اخذت جوان مكانها أمام منضدة مع صديقتها وبينما هي ترتشف كوبا من الشاي المثلج كانت تستمع الى صديقتها
التي كانت تكلمها عن محاسن ومساوئ الفلاحة باستمرار.
كانت جوان تتعاطف مع هذه السيدة ولكن سرعان ماأصابها الملل من كثرة ثرثرتها.
ثم أحست بعد ذلك بتمتمات تملأ المطعم تعبر عن الدهشة فألتفتت باحثة بنظرها عن سبب ذلك
ثم ثببتت نظرها على الباب وهاهي تكتشف السبب.
انه تانير!
كان واقفا على الباب يراقب المدعوين برخاوة،وعلى الرغم من الطابع الهاديء الذي كان باديا عليه كانت نظراته مجنونة.
كان يرتدي جاكيت بني مع قميص ابيض ولكن هناك مايتعارض مع مظهر باقي الرجال الموجودين.انها كرافاتته(ربطة عنقه) التي تتدلى حوليا حول ياقة قميصه المفتوح.كان ايضا حذاؤه البالي يكمل المظهر.
ترى هل هي تصرفات هوجاء أم روح دعابة سخيفة!
لقد ظهر الأرتباك على ايندا وتمتمت ممسكة بكم قميص جوان:
_تانير ويست أنا لاأصدق عيني ماذا يفعل هنا؟وحتى لم يترك حصانه خارجا!!يألهي كأنه قد قص شعره.
قالت جوان بعصبية:
_لا بل يبدو انه يضمه بشريط من الجلد.ازاء تعبير الدهشة البادي على الوجوه لم تتمالك نفسها من الضحك،شيء لايصدق!ان تانير يبعث حوله جوا مكهربا اينما ذهب.
بعد انتهاء المؤتمر الخاص بالفن البيزنطي وتأثيره على اورباانتقل المدعوون الى الشرفة لتناول القهوة وماهو الا القليل حتى تكونت مجموعات امام حمام السباحة.
لمحت جوان تانيير واقفا بمفرده في اخر حمام السباحة..وعندما همت للقائه،ارتفع صوت قوي بين الأحاديث التي كانت تملأ المكان من هنا وهناك.
_وأحب ان اؤكد ان ثروة العجوز جو لاتكفي لأقناع كل سكان ديكتون على بقاء تانير ويست في مدينتنا.
كادت قوى جوان ان تنهار في هذه اللحظة،وكالباقين ألقت نظرة نحو مصدر الصوت:أنه فيرجل امبري بطل قديم لكرة القدم وصاحب المصنع الوحيد لمعدات الزراعة في ديكتون..ولما حاولت زوجته أسكاته بهدوء صاح بأعلى صوته:
_اني اسخر منه من هذا التانير الكل يعلم الحقيقة انه يوجد ناس من الافضل عدم مخالطتهم.
ثم استطرد:
_كان على جو الا يترك الفرصة لأبنه غير الشرعي لأستخدام بطاقة عضويته للحضور الى هنا..!
وتوقف فجأة عن الكلام وشحب وجهه عندما ثبت تانير نظره عليه.
ودار ايضا ببصره على مجموعة المدعوين التي كانت تفصل بينهما.
وتقدم بكل هدوء تجاهه وعندما وصل حيا مدام أمبري ثم بحركة تنم عن الأحتقار والسخرية دفع فيرجيل بخفة وبساطة في حمام السباحة.
حينئذ صاحت جوان:نعم هكذا..لكن كلماتها ذابت وصت الصوت الصاخب التي تبعت هذه الحركة،وأسرع الرجال محاولين انتشاله ومع ذلك على الرغم من التعاطف الذي ابدوه نحوه الا انه كانت في عيونهم نظرات المرح.
في هذه اللحظة كانت جوان تبحث عن تانير بعينيها محاولة أخفاء ابتسامتها.ولما لمحته وهو يتأمل هذا المشهدبسخرية اتجهت نحوه ومن المحتمل ان يكون قدلمح شيئا في عينيها لأن وجهه قد ازداد سمرة.
ثم بضحكة جافة حيا الجمع الذي كان يتجاهله وانصرف دون ان ينظر خلفه.
منتديات ليلاس
اخذت جوان سيارتها الفولفو وكانت تقودها على غير هدى الى مكان غير محددزياله من هدوء نفس نعمت به بعد ان غادرت ديكتون وتركت وراءها كل الشائعات التي اخذت مجراها بخصوص تانير ويست.
على بعد حوالي ثلاثين كيلو مترا من المدينه دخلت حديقة معزولة عن المدينة تحوطها أشجار الأرز.
وكم كانت دهشتها عندما رأت سيارة تانير المتسخة بالوحل في اخر الموقف,وبدون تفكير فيما تعمل أوقفت جوان سيارتها الى جانبها وقبل ان تنزل من السيارة القت نظرة على تانير الذي كان جالسا أمام منضدة يوزع على العصافير الفتات .
نزلت وتوجهت نحوه بخطوات تحاول جعلها ثابته.
فبادرها بقوله:
_هل من المعقول ان اصدق انك تبعتني!
ماذا حدث ياجوان؟اما عندك الصبر الكافي لأنتظار موعد درسنا هذا المساء؟!
ارتبكت قليلا ثم قالت مبتسمة:
_الجو جميل هنا ألا ترى ذلك؟
وبظهر قبعته نفض الغبار الموجود على طرف المقعد ودعاها للحاق به وقال ضاحكا:
_تعالي اجلسي،لاتخافي أنا لاأعض.
جلست جوان بوداعة ثم قالت وهي ترفع عينيها نحوه:
_أهكذا تقضي أيام العطل؟
_أحب جانب سان فرانسو وأعشق العصافير الموجودة وكل الطيور والحيوانات ايضا.
_وأي جانب أظهرت لنا في المؤتمر؟
_آه سوف اعطي بعض الدولارات لمن يحضر لي صورة فيرجيل في غطسه،كنت اجهل انكم تمرحون هكذا في نادي المدينة.
وبنبرة جادة اكمل:
_أنا لاأملك شيئا اتعلمين!حصانينسيارتي،قميصي هذا كل ماعندي..انها أم أولادي التي ستتكفل بالباقي.كل مايهب المنزل روحا وبهجة وكل مايعطي الأولاد احساسا بالأمان.
وظل صامتا لحظة وغارقا في احلامه ثم استكمل بلهجة ينبعث منها احساس:
_سيكون على الشرفة كرسيان تجلس عليهما من ستكون شريكة حياتي وانا..نراقب الأولاد في اثناء لعبهم،لن تكون اي أمرأة انما ستكون الزوجة التي تعرف كيف تساندني حتى في أشداللحظات وتقف الى جانبي في كل مواقف الحياة،ستعمل هذا عن طيب خاطر لأنني الرجل الذي اختارته لتقضي عمرها معه ستكون زوجة تعرف معنى كلمة الى الأبد زوجة..
لم تكن جوان ترى وجهه لأنه يعطيها ظهره الا انها خمنت التوتر الذي يصاحبه.
ثم استكمل فجأة:
_اعلم تماما انك ترين في ذلك خيالا واسعا وأنه يستحيل ان يجد تانير زوجة أليس كذلك؟أعرف تماما انه ليس سوى مجرد حلم!ولكن من حق أي رجل ان يحلم!!
التفت نحوها متوقعا اجابة منها ورمقها ليرى في عينيها شعاع اشتياق للحب والمودة.
اجابته مستطردة.
_بلى كل رجل له الحق في ان يحلم..
وكل امرأه ايضا يمكنها ان تحلم.
وفي لحظة خاطفة شعرت جوان برغبة في الذهاب اليه ومعانقته.
ولكن سرعان ماتبددت افكارها عندما سمعته يضحك ضحكة عالية وقال:
_واذا كنت غير مصدقة .زسأكلمك ايضا عن كوبري..لكن أخبريني ياجميلتي:هل تأخذين كلماتي هذه بجدية؟!
وفجأة هز رأسه بشدة وقفز من على المنضدة التي كان مستلقيا عليها وقبل ان يتجه لأخذ سيارته قال:
_أتعلمين لماذا أسرد لك كل هذا!؟لأنك سريعة التصديق!انتظرك هذا المساء.هل ستأتين؟
_بلى سأحضر بمشيئة الله.
لم تشعر جوان نحوه بأي حقد او ضجر على الرغم من انه كان يعمل على أثارتها،
ربما تكون ساذجة ولكنها تعلم انه قال الحقيقة،
انه يحلم للمستقبل..ز
هذا هو السبب الذي جعله يتقهقر الى الوراء فجأة لقد حاول-لما أدرك انه سلم المرأه الشابة جزءا بسيطا من نفسه
وعليه ان يستعيده منها قبل ان يسنح الوقت امامها لتفحصه.
اليوم عرفت جوان السبب الذي دعا تانيرلمضايقتها وتعذيبها الى هذه الدرجةز
لقد تصرف هكذا لأنها الوحيدة التي اكتشفت مايوج بداخله حينما نظرت اليه.
وتانير يكرهها لهذا السبب.
لقد قال ان المدينة تعامله كشخص هار عن القانون لكنه اخطأ انه هو من يلقب نفسه بهذا الأسم
هذا هو سلاحه الذي يستخدمه دائما في هجومه.
قالت جوان لنفسها وهي تعود الى السيارة:
لا أحد يمكنه الوصول الى تانير لأنه يدفع اي شخص يقترب منه حتى قبل ان يهاجمه.
|