كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الرابع
وذات يوم سبت في يوم صيف عادي كانت السماء صافية،والشمس تسطع بأشعتها الذهبية اللامعة على البحيرة التي تنزلق عليها المراكب الشراعية والمركبات ذات المحركات تاركة خلفها الأمواج في منظر بديع..
جلست الصديقتان جوان وجلينا في ظل شجرة كبيرة تراقبان بنتي اخت جلينا في لهوهما على الشاطيء.
منتديات ليلاس
كانت جوان ممدة مغمضة العيينين وسرحت بفكرها قليلا:لقد أقسمت ان تذهب لرؤية تانير وهاهي قد نفذت ذلك..
_أستحلفك بالله ياجوان ماذا بك؟
فتحت عينيها لتجد جلينا وقد بدا عليها القلق،فجلست قائلة:
_المعذرة هل كلمتني؟
_اكرر نفس السؤال منذ الصباح وكأنك لاتسمعين!وأراكي تأنين وتتمتمين بكلمات غير واضحة.
دفعت جوان نملة كادت تقرصها وبنظرة مترددة قالت:
_أأستطيع ان اسألك سؤال؟؟
هزت جيلنا رأسها بالأيجاب.
_لنفترض انكي معجبة برجل..
قاطعتها جلينا:
_هذا سؤال ليس افتراضيا عزيزتي ,,انني اعجب بعشرات الرجال..
_لنتخيل اذن انه لايوجد سوى رجل واحد،وانت تعيشين بمفرد لأنك تفضلين انتظار..مقابلة الرجل المثالي الذي سيكون أبا لأولادك.
_وهل في أفتراضك انه يجب علي ان اكون اما حقا؟وعن كم من الأولاد نتكلم؟وهل سأكون اما صالحة؟
صاحت جوان ثائرة:
_اصمتي بالله عليك ودعيني أكمل سؤالي:
_لنفترض انك وجدت الرجل المثالي ،ماذا يحدث لو لم يجدك هو..اي ان الأهتمام والأعجاب كان من ناحيتك انتي وحدك؟
_أولا انا لاأحلم بلرجل الذي تتكلمين عنه هذا الذي سيكون أبا،اما في حالة حدوث شيء عجيب ربما كنت ألاحقه وأجعله يتربع على عرش قلبي،وافعل كل مابوسعي لأجعله يحبني.
لقد ازدادت جوان الما وتنهدت بشدة:
_لماذا اذن ألجأ اليك؟
_لأن الصغيرتين في الماء وأنا الوحيدة التي لديها الأستعداد لسماعك..لكن ماهذا!...مركب يقترب منا.. ومن به!
صاحت جوان معترضة:
_آه ياالهي لا!في الحقيقة لا اريد رؤية ليندا اليوم ولا تانير.
_تانير ليس معهما أنا لا آرى سوى ديف وهذه الشقراء.
لقد لمحت جوان ديف في شورت أبيض وتي شيرت ازرق ..ان له طريقة سير رائعة..ولما أشار بيده للسيدتين بالتحية ردت عليه جوان بالمثل.
أما ليندا فلم تحاول الألتفات او الأشارة للتحية وكانت ترتدي مايوه يثير الرغبة في نفس أي رجل.
نهضت جوان وقالت لجلينا:
_اني ذاهبة لشرء مجلة هل انت في حاجة لشيء؟
_نعم احضري لي شطائر وشوكولا..لماذا تنظرين الي هكذا!
انا أشغل نفسي بالأكل عندما اكتئب.
ابتعدت جوان عنها ,نادتها جلينا وأضافت :
_وأيضا علكة بدون سكر من فضلك.
لماتجاوزت جوان المطعم دخلت محل مأكولات مكيفا،وأحست بالراحة بسبب الهواء المكيف.وجدت في المطعم اشياء اخرى للبيع..كريمات..معطر..نظارات شمسية.. وكلها بأسعار زهيدة.
وعندما توجهت لشراء المجلة شدت انتباها مجموعة من المجلات قامت بتصفح البعض منها وبينما هي مهتمة بمقال خاص دخلت ليندا بصحبة ديف الى المحل.
_كنت متوقعا انه انت.
خفضت جوان جريدتها لترى ديف واقفا على بعد متر منها وهو يبتسم لها.
اجابته جوان قائلة
_صباح الخير،لكن اين صديقتك؟
اشار ديف برأسه تجاه دورات المياه
ثم تفرس فيها وقال بنبرة هادئة:
_لقد اصبح لون انفك ورديا ياجوان احذري التعرض الكثير للشمس،لماذا لاترافقينافي رحلة على ظهر المركب؟عندي كريم للفحة الشمس.
_شكرا جزيلا لكني مع جلينا ..
_ديف
جاء هذا الصوت الطفولي ليشد انتباه جوان انها ليندا واقفة امام المحل ورأسها مائل على الجنب ويبدو عدم الصبر على شفتيها.
قال ديف وهو يشير بحركة من يده الى جوان:
_الى لقاء قريب ياجوان.
ثم انصرف هو وليندا.
ولما اقتربت من المكان الذي تنتظره فيها جلينا كان لمنظر طفلين في الماء وضحكاتهما البريئة وقبلاتهما الطاهرة أثر البلسم على قلبها
تنهدت بحق يالله هذا هو حقا ماتتمنى. كانت تريد اطفالا تهدهدهم.زثم تقص عليهم القصص الخيالية وتهبهم كل الحب.
مسحت دموعا قد تساقطت بيدها ورفعت رأسها ثم تابعت طريقها
وجدت جيلينا والفتاتين نائمتين.
بلمسة قدم حاولت جوان ايقاظ جلينا ففزعت هذه الأخيرة~:
_ماذا؟ماذا بك؟
اجابتها جوان بحركة عصبية:
_قصي لي شعري،اريد ان أقص شعري.انا بحاجة الى تغير جذري
ستذهب جوان الى تانير لتلقي درس الحب الأول.
لما وصلت جلست على درجات السلم وذقنها بين يديها،
وماهي الا لحظات حتى رأت تانير على الطريق المؤدي الى الحظائر.
عندما رأها توقف دهشا أمام المرأة الشابة،فتح لها الباب:
_هاأنت قد اتيت ظننتك ماازلت تفكرين
ثم اغلق الباب وراءها وعندما لاحظ تغير مظهرها قال:
_رائع!أخيرا تركت لشعرك الحرية.
وبسرعة نزع مشطا صغيرا كانت تثبت به شعرها من الجانب الأيمن ليترك خصلة تنزل وتغطي عينها اليمنى.
ثم استطرد:
_الآن انت أمرأه عصرية جميلة وجذابه
قالت جوان وهي تكاد تخفي اللهجة الساخرة في صوتها:
_انني سعيدة حقا لتقديرك هذا كنت اتساءل طوال النهار ان كان سيعجبك.
_انا مسؤل عن مشروعنا ياجوان وماعليكي سوى ان تحترمي ماأقوله
_قل لي اذن من اين أبدأ
_افردي ذراعيك..لأنك عندما تشبكين ذراعيك اويديك تظهرين وكأنك تأخذين موقفا دفاعيا.
قالت بلهجة ثائرة
_ليس لك الا انتقاد حركاتي؟!
_انه عملي لكن اولا لابد ان تعلمي اني لن أعلمك كيف تكوني مغرية.
_لكنك قلت..
_لقد قلت من البداية انك تملكين بداخلك كل ماتحتاجينه,ولكنك لاتعرفين كيف تستفيدين من كل مايحيط بك.
مال نحوها وهو يبتسم:
_هذا بالضبط ماسافعله وسأظهر لك مايوجد بداخلك ثم أعلمك كيف تستخدمينه.
سألته جوان بلهجة مرتابة:
_ألن يصعب علي التظاهر بذلك؟
_انه يعادل نشوة الحب ياعزيزتي.
_هذا صحيح انني لم اتظاهر ابدا..ينبغي علي اذن ان..
ثم توقفت عن مواصلة الحديث انها تعود مرة اخرى الى لغة الصراحة وهذا ماأضحك تانير.
_انكي لاتعتنين بعد بكلماتك وهذا ماأحاول ان اخبرك به.
عندما اتت جوان الى تانير هذا المساء لم تدرك ابدا ماكان ينتظرها.لكن ينبغي عليها ان تعترف انه يجهز نفسه الى درسهما الأول.
اكد البريق في عينيه القلق الشديد الذي تشعر به.
قال تانير:
_سنبدأ كل شيء برقة.سنعمل على ردود افعالك ازاء رجل في موقف عادي.سنؤدي بعض تمرينات الأسترخاء.ينبغي ان تعتادي على الأحتفاظ بي بالقرب منك.
عندما داعب خصلة شعره الساقطة على خدها توترت بشكل غريزي.
قال تانير:
_اترين
سألته بصوت مضطرب
ماذا أرى؟
رأيتي كيف تأثرتي في لحظتها.لابد ان تتخلصي من رد الفعل هذا بأسرع وقت ممكن.
حسنا استرخي مع نفسك الآن وسنعمل على اقحامك في خبرات جديدة،
_كررت جوان فجأة بقلق:
_خبرات جديدة..؟
_نعم لاحظت انكي تفكرين قبل ان تتحدثي او تتصرفي وهذا يكبح اجاباتك الطبيعيه
لابد ان تشعري بالراحة مع نفسك قبل ان تستجيبي لأي رد فعل غريزي.
_وحينذاك يحتمل ان يتنهي الأمر بنا بممارسة الحب فترة طويلة.
اطلقت جوان صرخة فزع ونهضت ثم قالت:
_انك..كان لابد ان ارتاب في ذلك.. انك وغد خسيس تنتهز الفرصة!
انني اكرهك،فلتذهب الى الجحيم!
خرجت مسرعة من عنده وقد سمعته يقول بلهجة دهشة
قولي لي هل حققت نجاحات قبل الآن؟
***********
بعد ان استعرضت كل قنوات التلفزيون اختارت جوان احداها وجلست على الأريكة.انها على اي حال في حالة مزاجية لاتسمح لها بأعداد أي وجبة طعام.
تذكرت فشل الليلة الماضية في منزل تانير.
لما كانت غير راضية عن درسهما الأول الا انها كانت مقتنعه بأنه لايمكنها التقدم بدون مساعدة هذا الرجل.
فكرت جوان في ضرورة ان تحصل على وسيلة اخرى... في هذه اللحظة ارجفتها ضجة في حجرة نومها يبدو كأنه صوت نافذة يغلق.زأو تفتح..
زادت ضربات قلبها والقت نظرة هائمة من حولها قفزت من على الأريكة وأمسكت قطا برونزيا وضعته ببطء في مستوى عينيها.وأضاءت النور.
ازاء دهشته للمنظر الذي رأته حينذاك وقفت جوان دهشة للحظة.
كان تانير يوشك ان ينزل من على النافذة وهو يدير ظهره لها.
_انت ..انك وقح! هل هناك سبب يدفعك لعدم الدخول من الباب كما هو معتاد!
اجابها تانير وهو يستدير لها:
_جوان ..لقد فاجأتني.
ثم نظر الى المرأة الشابة بدءا بساقيها مرورا بصدرها حتى شعرها المشعث.
_اعترف ان رأيي بشأن قميص نومك خاطئا بالفعل.
بدا صوته الأجش والعميق الى جوان مغريا جدا كما هي عادته.
نظرت الى عيني المتطفل
وهمست بصوت معسول:
_تانير اماذا اتيت الى حجرتي عبر النافذة؟
_اتيت لرؤيتك لأنك تغيبتي حصتين عن درسك،اعرف كم انتي حساسة ولا اريدك ان تظني بي السوء
قالت ساخرة:
_انني متيقنه انك فعلت هذا عن عمد لقد اتيت لطلب مساعدتك وانت..
قاطعها بجفاء؛:
_وأنا عرضت عليكي مساعدتي بكل جدية.
بعد هذه الكلمات بدأ تانير بتفحص عالم جوان امسك وسادة مغطاة بالدانتيلا البيضاء وحملها الى انفه وقال:
_اعرف هذا العطر احسه في كل مرة اقابلك فيها مانوعه؟
انتزعت جوان الوسادة وألقتها على السرير.
_انك حقير..يستحخيل التفاهم بيننا..اني نادمة على ذهابي اليك.
_جبانه
اعترضت جوان:
لست جبانه
_بلى ادركت هذا منذ البداية.
_الشجاعة ليس لها صلة بما طلبته منك
_كلا ياجوان هل لديك من الشجاعة مايكفي لمواصلة ماتريدينه؟ان السؤال الصحيح هو عدم معرفة كيف اذا كان ديف يجسد حقيقة ماترغبيه؟اذا لم تكوني عازمة على تحملي بعض الوقت حتى تضعي يديك عليه فأنه لايمثل اي اهمية بالنسبة لك.
همست جوان من بين اسنانها:
تانير لقد ذهبت الى بعيد جدا.
انفرجت عن شفتي تانير ابتسامة وقحة اعطت جوان الرغبة في صفعه.
_لاتنس ان ليندا مازالت معه ولديها من الحرارة مايكفي لأذاتبة جبل من الثلج.كيف يمكنني ان اجرب اي شيء معها اذا تراجعت الأن؟
_هذه ليست مشكلتي.
قال وهو يقترب منها:
_اعتقد ان ديف بدأ يمل منها. لقدحان الوقت لتتصرفي قبل ان يبحث عن صيد جديد.
سألت جوان والدهشة تكسو وجهها:
اذا كانت لم تستطع ان تفتن ديف فلماذا ترغبها بعده؟
_لدي متطلبات مختلفة.هذا كل مافي الأمر.
_و..أتعتقد حقاانه مل منها؟
_لقد أتى الى العمل هذا الصباح تاركا ليندا الجميلة بمفردها بالقرب من حمام السباحة،كان لابد ان تشاهدي المايوه الذي كانت ترتديه اليوم..ترتديه كلمة كبيرة.
_اتعدني بألا تدلي بأي ملحوظات بذيئة؟
اجابها تانير بضحكة مكبةتة:
_متأسف ياجميلتي لايمكن ان اعدك بهذا..من ناحية اخرى يمكن ان أقسم لك بأني لن أعرض عليكي ممارسة الحب معي.اهذا يطمئنك؟
قالت اخيرا:
_اتفقنا
توجه تانير نحو النافذة وهو يبتسم ابتسامة رضا.
بعد ان اغلقت النافذة خلفه ورأته يقفز على الجانب الأخرمن السياج برشاقه جلست جوان على حافة النافذة وأغمضت عينيه ثم هزت رأسها ببطء
لقد وافقت في النهاية على تفويض امرها هذا الى تانير ويست.
انتهى الفصل الرابع
|