كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
تكملة الفصل الثالث
توجهت الى المرآة وتفحصت وجهها جيدا عن قرب ثم تلااجعت لتعود مرة اخرى وتنظر الى وجهها من كل جانب,
ان شعرها الكستنائي المرفوع في شكل قصة شنيون تتساقط منه بعض الخصلات وفستانها الأزرق الذي يظهر نحافة قوامها,
خلاصة الأمر انها لم ترى في مظهرهها شيئا منفرا,
يمكن لأي شخص ان يرى جمالها بلا اي مبالغة منه.
ابتعدتت عن المرآة واستلقت على السرير بالعرض وفكرت في نفسها:ان هذا التانير على حق,انها تتمتع بكل مالفتاة صغيرة عاقلة جميلة ومهذبة.
صعد تانير الدرجات الخشبية بهدوء وفتح الباب،وبدلا من ان يدخل،التفت ووقف يشاهد منظر الريف الجميل.كان يفكر في حياته،انه يسكن منزلا صغيرا جدا في اخر سراي ماكليستر ومن قبل كانت اقامته في حجرة خلف المطبخ للمنزل الرئيسي،
احتاج الى شهرين تقريبا ليقنع العجوز بالسماح له بالعيش بمفرده.
وهاهو اليوم له تسعة عشر سنه في هذا المكان الذي يحبه كثيرا.فهو يحب الوحدة والحرية وايضا المنظر الريفي الخلاب الذي يهبه احساسا بالسلام والأنشراح.
بعد فترة ترك منظر الخضرة وأغلق البابوخلع قميصه ملقيا به على الأرض.ونام كان اليوم طويلا وحارا والليل ايضا كان خانقا.
نزلت جوان من سيارتها وألقت نظرة على المنزل الصغير ثم بتنهدات عميقة سارت بضعة امتار وصعدت الدرجات الخشبية الثلاث..
توقفت بضع ثوان متررددة قبل ان تعتزم القرع على الباب.. من العتبة رأت الداخل مظلما..مظلما وساكنا وفارغا..تانير غير موجود بمنزله!
لقد كانت تخشى هذه الزيارة التي ظلت خلال ساعتين تجمع كل شجاعتها للقيام بها. وهاهو تانير غير موجود!
استندت الى مقبض الباب فوجدته قد فتح لتجد نفسها بالداخل بدل ان ترحل ناحية سيارتها.
ليس من طبعها التجسس على الآخرين،لكنها لم تستطع مقاومة الفرصة التي سنحت لها بتفقد منزل ذئب ديكتون العازب.
لمحت ان المنزل مكون من قاعة واحدة كبيرة بها المطبخ وحجرة الطعام وحجرة النوم ،تفصلهما حواجز زجاجية من غير ستائر.
كان ضوء القمر ينير المكان الذي كان يبدو مثل مستودع الحاجيات:ملابس على المقاعد والأرض,صحف تملأالأريكة والمنضدة..السرير غير مرتب والغطاء يتساقط وكأن يد دفعته...مجموعة كتب على البمنضدة الصغيرة بجانب السرير،فدفعها فضولها للأقتراب حتى تعلم اي نوع من الكتب يجذب تانير ويست!
فجأة فزعت لأنها شعرت بوجود تانير..في هذه اللحظة امسكها تانير من خصرها وألقاها على السرير.
اطلقت جوان صرخة رعب وتخبطت غريزيا عندما احست بجسد الرجل يسقط على جسدها.
بدأ قلبها ينبض من الخوف.اخيرا كان تانيرموجودا بمنزله.
همس بصوت أجش في أذنها:
_اتشعرين بالوحدة ياجوان؟هل لديك مايكفيك من احلامك الواهية؟انه انا من ارغب في قضاء هذه السهرة بمفردي.. هذا التغيير يثبت انك لاتعرفين حقيقة نفسك ياجوان!
_لاتأت بتصرفات غبية..لقد اتيت هنا كي..
_احكي لي عن رغباتك وسأحققها لك..وكلما كان يحاول التقرب منها كانت تنهاه قائلة:
_ابتعد ياتانير
ولما حاول ملاطفتها ولم يجد منها استجابة بادرها بقوله:
_من الأفضل انت تنصرفي
تمتمت جوان بأنفعال وهي تنهض من السرير وتضبط هندامها:
_لقد اخطأت ماكان ينبغي ان آتي الى هنا.
اضيء قنديل السرير فجأة وأعماها لحظة،عندما اعتادت عيناها على الضوء تجنبت جوان النظر الى تانير،ثم مسحت الحجرة بنظرها ووجدتهانظيفة.
بتنهيدة بطيئة وعميقة ابعدت جوان نظرها عن تانير،لقد كان يقف على يمينها والى خلفها قليلا. انها لاتراه ولكن تشعر بوجوده.
أدارت رأسها وألقت نظرة محذرة تجاهه،،لم يكن عاريا تماما كان يرتدي بنطلونه الشاحب فقط
تجنبت النظر اليه ورفعت رأسها لتجد تانير يوشك ان يتأملها،
قال:
_حسنا اللهو غير مقبول،لكن هناك شيء يخبرني بأنك لم تقطعي هذه المسافة لتسلي رجلا متعبا,ماذا جاء بك اذن؟
قالت جوان التي ظلت غير قادرة على تجاهله:
_ارتد قميصك
قال وهو ينفذ ماطلبت:
_في الحال! أهكذا أفضل؟لكني اخشىالا يمكنني ان ابدو محتشما في هذه الأمسية,لماذا اتيت هيا اخبريني!
اجابته وهي تقترب من الباب:
_حاول ان تنسى مجيئي الى هنا!لأن الأمر ليس ذا اهمية،آسفة جدا لأزعاجك!
اجابها:
_عجبا لك!تأتين الى منزلي وتفسدين امسية هادئة وبعد ذلك تطالبيني بأن أتصرف وكأن شيئا لم يحدث؟!
استند الى الباب وعقد ذراعيه:
_حتى الآن لم ترضي فضولي..لك العجب..عامان وانت تتجنبين رؤيتي واذا ماتواجدنا معا تحاولين التخلص مني،وحتى حديثي معك كنت لاتتقبلينه،،لماذا غيرت رايك فجأة هذا المساء؟!
استطردت وقد تملكها الضيق وقالت دون ان تنظر اليه:
_اتعدني الاتضايقني؟
قال مازحا:
_لا انا لا أعد بشيء لأن من دواعي سروري ان أقوم بمضايقتك،ومازلت اكرر لماذا جئت ياجوان؟
تراجعت جوان عدة خطوات بأحتراس.
لقد حاولت قدر استطاعتي تجاهل الأشياء التي اخبرتني عنها لكن على الرغم من ذلك ،هناك شيء واحد من بين ماقلته لي اؤمن به!
واكملت بقولها
_اعتقد انه اذا كان باستطاعة احد ان يعلمني كيف اكون...جذابة فهو أنت.الآن فقط يمكنك ان تضحك اذا أردت.
اغلق تانير الباب ببطء واقترب من النافذة القريبة من السرير؛
_تريدين ان..
قالت جوان بلهجة جافة:
_اذكرك بأنه انت من عرض علي ذلك!يمكنني ان اتعلم شريطة ان توافق على مساعدتي.
قال لها بجفاء دون ان يبعد عينيه عن النافذة:
_لا اقرئي كتابا اوتلقي دروسا اوخالطي من لديهم الخبرة ،افعلي مايحلو لك لاكن لاتفكري بي.
قالت جوان برقة:
_اتفقنا.انها حرب.مالمقابل الذي تطلبه اذن؟
استدار تانير عند سماع هذا السؤال بدهشة:
_تريدين ان أعلمك كيف تصبحين امرأة وتنوين دفع الثمن ؟
تقدم نحوها وهو يبتسم.
_سأفكر بالأمر
تفرسته جوان وهو يقترب منها ببطء تراجعت غريزيا الى الوراء قبل ان تقول:
_انني لا أقصد من وراء كلامي انك...ان..
قال مقترحا حينما لم يعد يفصل بين جسديهما سوى سنتيمترات قليله:
_انه يمكن شراؤك بكل سهولة!هذا مارغبت ان تقوليه لي ياعزيزتي انك محقة يمكن شراء الأنسان في بعض الظروف.
_تانير هذا خبث..أريد ببساطة ان أقول..
تواقف جوان من تلقاء نفسه عن مواصلة الحديث عندما اصدمت بالباب المغلق.تشابكت نظرات تانير بعد لحظة بنظراتها ثم فك الأبزيم الذي يحتفظ بشعرها على رقبتها.لم تفعل جوان اي شيء لتوقفه وقد تقطعت انفاسها من فرط الدهشة،لكنها اكتفت بالنظر في عينيه بينما مرر اصابعه في شعرها ليطلقه.
قال هامسا:
_اوه!نعم ينبغي علي ان أفكر بالأامر جديا.
عندما اطلق شعرها أحست جوان ان جزءا آخر منها تحرر في نفس الوقت.
هذا الرجل يمثل خطرا عليها أنها لاتحبه ولايبدو لها ضروريا أن تحبه.لقد حددت هدفها وماهو ألا وسيلة للوصول اللى هدفها.فهذا الرجل سيعلمها كيف تجذب الرجال..ان تجذب ديف.
لم تفكر ولا لمرة واحدة فقط أن هذا التانير قادر على ان يعزف بعض الأوتار التي لم يستطع اي شخص لمسها ابدا..حتى جوني..
قال تانير فجأة قبل ان يتراجع بضع خطوات الى الوراء:
_اتفقنا.
_لماذا مالفائدة التي ستعود عليك؟مالمقابل الذي ستطلبه مني؟!
لم يرد تانير مباشرة..أحست جوان في الظلام بنظراته المصوبة عليها،وشعرت فجأة بالعصبية.طالت فترة الصمت ثم نزلت كلماته عليها كالصاعقة.
_روحك.
أرتعد قلب جوان ثم ادركت انه يبتسم برقة قبل ان يقول:
_لابدعليكي ان تعرفي مايدور برأسك.
_عجيب جدا.
_نعم انه عجيب جدا ياعزيزتي.
هذا الرجل لايطاق!اذا كان على جوان ان تعاشره بصفة منتظمة فأنها ستصبح مجنونة،غير انها مجازفة لابد منها.لقد اختارت ولن تتراجع عن قرارها فلقد حصلت على ما جاءت لأجله.
سألت متحيرة؟
_ماسبب قبولك مساعدتي!
_لأني بصراحة أريد ليندا،ففي حالة وصولك الى ديف أكون أنا قد فزت بليندا وكما يقال قد ضربت عصفورين بحجر واحد.
في هذه الحالة ياجميلتي يكون كلانا قد قدم خدمة للأخر.
انتهى الفصل الثالث
|