كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل التاسع.
كيف لم تفهم جوان الحقيقة قبل ذلك؟كيف ظنت ان حمى لوتن ديس التي تملكت منها عندما تلاقت نظراتها الملتهبه مع النظرات الثاقبة لتانير.
كانت تقول ان هذا الرجل يزعجها ويثيرها وانها لاتحبه.كما انها ادعت ان جاذبيته تمثلت في الجانب الجسماني فقط.
منتديات ليلاس
ببساطة لقد انكرت جوان احاسيسها نحو تانير لأن حدتها تفزعها..
في اليوم التالي جلست جوان امام مكتبها وامسكت بصورة جوني.ان ماتشعر به اليوم نحو تانير لايقارن بالحب الذي كان من النوع الآخر.هذا الحب الرقيق والعميق والحار النابع من القلب.وهو هذا الحب الذي كانا يتبادلانه هي وجوني.
ان تحب تانير امر اشبه بمحاولاتها ان تسلك طريقا جبليا كله منحنيات ولا يخلو من المخاطر،
غير ان وجدانها يوحي اليها بأنه اذا ماوصلت الى القمة فستكون الرؤية من أعلى خياليه وليس لها مايشبهها على الأرض.
غير انه في الواقع لاتوجد حواجز بينها وبين تانير لأنه لم يدع احد يقترب منه..ثم عاودتها الخواطر..
لقد كانت بالأمس تريد ان تأخذه بين ذراعيها وان تعمل على تخفيف ألمه،لكنها لمحت من قسمات وجهه انه لن يسمح لأحد ان يعزيه.
جلست في مقعدها متراخية وفكرت انه لايرغب في حبها.انه ليس محتاجا اليها.لكنها رأت ان هذا الأحتمال يصعب الاعتراف به لأنها كلما واجالحقيقة كانت تصرفاتها أفضل.
افضل!وهنا انتصبت جوان فجأة ..أفضل بعيدا عن تانير !!يالها من فكرة مجنونة.
ترى هل طفت الىن جوان القديمة على السطح؟
ثم قررت وهي تنهض انه مهما كلفها الأمر فسوف تتغلب على كل الصعاب للوصول الى ما تبغي الحصول عليه..حب تانير.ز
أرتدت فستانا مثير يظهر أنوثتها وذهبت اليه...
لما لمحته في الأصطبل وهو يضع التبن للخيول حيته:
_صباح الخير ياتانير!
_ماذا تفعلين هنا؟ّاننا لم نتفق على ميعاد درس أخر.
أجابته:
_ان مجيئي هنا ليس من أجل ذلك انما لاكلمك بخصوص ماقد قلته لي بالأمس.
قال وقد نفذ صبره:
_اراك ترثين لحالي الذي يهمك كثيرا!اتين فيي طابع من هو بحاجة لشفقة الآخرين عليه!
وبحركة جافة ادار لها ظهره وعاد الى عمله.
_لست الآن على استعداد لمناقشة هذا الموضوع .واذا حدث فجأة أن اغير رأيي اعتقد انه من حقي ان احدد الوقت والمكان المناسب ..والشخص الذي اثق به.
اردفت جوان محاولة اظهار الهدوء لتخفي ماقد لحقها من حقد نحوه:
_مفهوم .لكنك تغافلت عن انك خلال سنتين لم تكف عن مضايقتي واستفزازي بطريقة او بأخرى غير مبال بما سوف يكون لهذا من رد فعل عندي،أتخبلرني لماذا لك الآن الحق في اعتبارات بعيدة عني؟
وهنا من شدة ثورته أمسك بذراعها ودفعها نحو باب الحظيرة قائلا ببرود:
_هيا أخرجي من هنا!
لكن جوان ابتعدت عن الباب بكل ثبات مستطردة:
_ليس قبل ان تقص علي الباقي..ليس قبل ان تكلمني عما حدث بعد ذلك..لوالدتك.
اجابها والغضب يطل من عينيه:
_استحلفك بالله ياجوان..
_لن اتحرك من هنا!
ازدادت ثورة تانير فضرب الحائط وتسبب في سقوط بعض لوازم ركوب الخيل من سرج ولجام وخلافه التي كانت معلقة على حامل خشبي.
_اتريدين ان اكلمك عن والدتي!حسنا !ترى اتعتقدين انه عندما كنت اعود الى المنزل كل مساء لأجد شخصا غير ابي في حجرتها أمر يزعجني!كلا!لا بالمرة لأن صبيا في مثل عمري وقتئذ عامة يعتاد الوضع الذي يفرض عليه.
وكان تانير من شدة توتره وهو يسرد ادق مرحلة في حياته يذهب ويجيء بعصبية.
ثم استطرد:
_اما مالم احتمله فهو ان اضطر الى قبول بل الخضوع لترك كل شيء خلفي.لكني انك لن تلمسي ما أتكلم عنه.
اذ انك قضيت حياتك في نفس المنزل ..وجوني بالقرب منك اليس كذلك؟
ليس في امكانك تصور ماكان يحدث لي عندما أرى ذات مساء امي تحزم متاعها لتذهب بعيدا..
كان من المفروض ان اترك كل شيء ولاسيما القليل من الأصدقاء الذين كنت ارتبط بهم.
ومنذ ذلك الحين تعلمت الا مبالاة والأحساس بأنه لاقيمة لأي شيء بالنسبة لي مادمت سوف أتركه.
قامت جوان منزعجة قائلة:
-تانير..
فقاطعها تانير رافعا يده بأشارة للأنتظار حتى ينهي حديثه.
_لقد وصلت الآن الى ادق نقطة..لقد اسقللنا في ديكتون عندما كنت ابلغ الثانية عشر من عمري..ولكن هذه المرة كان لنا الأستقرار.
للأسف كنت اجهل لماذا تم هذا!
ولكني لم استفسر ابدا من والدتي.
كان لوالدتي صديق يدعى توم ليل رجل متزن كان يعاملنا معاملة حسنة جدا..غير ان ماكنت قد ظننته استقرارا كان للأسف مصيدة.
فبعد ستة شهور من بقائنا هذا ظللت اتعشم انه سوف يكون لدينا منزل حقيقي واننا في النهاية سوف نعيش مثل باقي الناس.
كان عندي امل في تحقيق ذلك،"الأمل" ياله من خداع!الأمل ماهو الا وسيلة يكذب بها المرء على نفسه.
كان تانير يراقب وجه جوان خلسة ليرى انطباعها ثم ادار وجهه وأكمل:
_وذات يوم في شهر ديسمبر وبالتحديد أسبوع قبل عيد الميلاد فوجئت عند دخولي للمنزل بوجود حقائب وصناديق في كل انحاء البيت.ووجود شخص غريب في غرفة نوم أمي.حينئذ جن جنوني لمجرد التفكير بأننا سوف نرحل مرة اخرى.فما كان مني الا ان خرجت الى الحديقة وأخذت قضيبا من الحديدوانهلت على سيارة هذا الغريب الى ان حطمتها.
فما كان من امي الا ان تطلب لي الشرطة!!
وبعد يومين كنت نزيلا في مؤسسة الأحداث.وهناك وجدت مكان استقر فيه.
وببطء ادار رأسه نحو جوان فرأى الدموع تنساب من عينيها ثم أمسك بها من كتفيها وهزها بعنف قائلا:
_لاتنظري الي هكذا ياجوان! كنت مشتاقة لمعرفة المزيد عني وها قد عرفت والآن هل انت راضية!
اذن لاترثي لي..لاتبكي على حالي.اني لاأريد من احد ان يبكي علي.
كانت جوان تنظر الى عينيه دون ان تصغي اليه.
عيناه تبدو عليها الأحقاد المتراكمة عنده من جراء هذه الظروف.
_لقد أخطأت ياجوان بمجيئك الى هنا..اذ قد ايقظت كل المشاعر النائمة بداخلي...ارجوك مازال هناك وقت لتختفي من حياتي.
لم تتأثر جوان بكلماته هذه.وكانت نظراتها تعبر عن رغبتها في البقاء معه.انها تريد هذا الرجل كما هو،بحقده وحزنه وبتصرفاته الوحشية التي ماهي الا ثمرة الماضي المرير.
_لقد انذرتك ياجوان! اهربي مني..
وبتنهيدة غيض اخفض تانير ذراعه وتفرس في المراة الشابة طويلا ثم جذبها ناحيته وقبلها بقوة .اخيرا طالب بشفتيها التين قبلهما بنهم.
همس امام فمها:
_لاتعرفين ماسأفعله بك اذ بقيت لقد حذرتك.لكن الوقت قد فات الآن..فات..
حملها تانير بيديه القويتين واقترب بجسده من جسدها.تعلقت جوان بكتفيه وهي تتأوه.ثم ذهب بها الى مربط حصان فارغ ووضعها برقة على التبن وهمس:
_سأفعل بك كل ماأرغب لن أفعله منذ اول يوم رأيتك فيه.أحبك ياجوان وسأثبت لك ذلك فورا..
داعب تانير كتفي المرأة الشابة برقة لم تشك جوان ابدا في انه يمتلكها.ولم يكف ايضا عن الهمس بالكلمات المعسولة في اذنها.
ثم امطرها بسيل من القبلات الحارة التي تداعى لها كل جزء في جسدها.
تأملها تانير طويلا ثم داعب خديها وشفتيها حتى أفلتت منها بعض الصرخات الممزوجة بالدهشة والأحساس الطاغي بالحب.
قال لها هامسا:
_انك جميلة جدا ياجوان اتركي النار الكامنة بداخلك منذ فترة طويله تلهبنا نحن الأثنين،دعينا نمارس الحب معا.
اظهرت اللحظات التالية احاسيس رائعة،تلك الأحاسيس التي اعتقد الثنائي انهما قد نسياها،لكنها استيقضت بداخلهما بقوة عن ذي قبل.
عندما اسدل الليل ستاره على مربط الحصان ابتعد تانير عن جوان برقة،ثم تأملها بنظرة تظهر الحب الذي يكنه لها،وداعب جسدها المرتعد طويلا.
همست بصوت أجش:
_انك رائع ياتانير
_وانت ايضا ياحلوتي اتعرفين ان لوكو كان يرانا طوال هذا الوقت؟
صاحت قبل ان تتيقن انه يتحدث عن حصانه:
_لوكو آوه لقد افزعتني..
قال لها وهو ينهض ويمد يده لها:
_لاتخافي انها الطبيعة ياحبيبتي.
ايقظت النظرات النهمة لتانير امام جسدها المثير رغبة اخرى ادهشتها.انها لم تشعرابدا بهذا الأحساس.
اخفضت عينيها وهي تشعر بالخجل..
وبحركة رقيقة امسك تانير ذقنها وهمس:
_اعرف ماتفكرين به عزيزتي لاتخشي شيئا.احساسك طبيعي وغريزي ..ربما تحتاجين الى درس او درسين آخرين ..
هلم بنا الى منزلي..
****************
مرت ساعات طويلة على ممارستهما للحب ثم سألته جوان:
_وماذا بعد ان خرجت من مؤسسة الأحداث!
يبدو ان هذا السؤال سبب الضيق له
_آه من الحاحك ياجوان!اراك تريدين معرفة كل شيء حسنا.
بقيت في المؤسسة عاما وفيها تعلمت الملاكمة.
_عاما عقابا على تحطيم سيارة؟!أليست هذه بالمدة الطويلة؟
_بلى لأن امي لم تترك اي عنوان عند ايداعي المؤسسة.ثم بعد ذلك اودعتني هيئة الخدمة الأجتماعية عند اسرة قضيت عندها اسبوعين ثم عدت الى ديكتون.
كنت اقضي ليلتي في جراج في اشيلون عندما عثر علي جو ثم قام ببعض الأجراءت القانونية مع السلطات حتى يتمكن من ضمي اليه.وهكذا بدات العمل عنده.
_حقا! ان لهذا الرجل قلبا كبيرا وان كان يبدو جافا.
الأن هل انتهينا من هذه المناقشات؟
_نعم لقد انتهينا.
*****************
عندما استيقظت جوان وجدت نفسها بمفردها على السرير ونظرت من حولها فوجدت تانيرواقف امام النافذة مستندا الى الزجاج.
فسارعت بسؤاله والقلق يبدوعليها؟
_هل انت بخير ماذا بك ياتانير؟
_لاشيء!لاشيء بتاتا.
ثم استطرد:
لم أضع في حسابي انك ستكونين تلميذة جيده هكذا؟
اضطرب قلبها وهي تشعر بالخوف بداخلها.
_ماذا تقصد بقولك هذا؟
تظاهر بأنه لم يسمعها وأكمل:
_لم اتوقع ابدا ان دروسي ستذهب الى ابعد من هذا.لكني لن أتذمر ولن أندم على ذلك..لقد حصلت على ضعف ماكنت اسعى اليه.
_الضعف..!
_نعم لأنني بينما ألقنك هذه الدروس لجذب ديف استفدت انا الآخر.
_تريد ان تقول ان ماحدث كان جزء من دروسنا؟؟!
استطردت ملحة:
_فسر لي ماتقول ؟لماذا فعلت هذا؟
_ان السؤال الحقيقي هو لماذا اتيت عندي ياجوان؟!احقا كنت تسعين لمعرفة السبيل للوصول الى اجتذاب ديف!ام مجرد اظهارا للعطف لهذا المتمرد الذي هو أنا!!!
في هذه الحالة اقول لك :لست محتاجا الى اشفاقك هذا.احتفظي به لنفسك.
قفزت وأمسكت به:
اتعتقد انني تصرفت هكذا لأني اشفق عليك؟!لكن مع من مارست الحب اذن؟!ليس مع تلك التي تحدثك على اي حال!لان ماحدث بيننا لاعلاقة له بالشفقة..
قاطعها تانير وابتسامة مريرة تعلو شفتيه:
_هذا مجرد اطلاق للمكبوتات التي بداخلنا ياجوان!لكن اتذكرين ذلك اليوم الذي تقابلت فيه نظراتنا عندما كنا في حفلة لون ديس؟
لو لم تكوني متحفظة في ذلك الوقت لكنا مارسنا الحب في تلك الليلة.
لقد قضينا وقتا ممتعا وانتهى الأمر الآن.
ثم هز تانير رأسه وألقى عليها نظرة مليئة بالأحتقاروواصل حديثه:
_اتعتقدين انه يوجد شيء خاص بيننا؟هل النساء دائما يتسمن بالخداع ؟
انها ليست بالنسبة لي سوى لحظات لهو امنحها لنفسي عندما تكون لدي الرغبة.
تفرسها تانير وقطب عينيه ليقرأ جيدا مابعينيها ثم اضاف بلهجة عقيمة:
_على فكرة لقد عادت ليندا امس وهي كما تعلمين جميلة وجذابة،وهي ايضا تتمناني وسوف تحصل علي بعد ملاحقتها لي.
لكن لايوجد مشاعر او احاسيس هناك فقط ممارسة الحب،أتظنين ياجوان ان في هذه الحالة ستكون عواطفي لها مماثلة الى تلك التي اكنها لك؟ والآن اعلمي ان دروسنا قد انتهت.
وبينما كان يتكلم اسرعت جوان نحو سيارتها..وكما في الحلم كادت تسمع تانير يقول لها:
_الى اللقاء ياجوان.
انتهى الفصل.
الفصل العاشر
|