كاتب الموضوع :
safsaf313
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثانى
الفصــــل الثانى
-انت!
اجتاحت اوصال مارا الخائره مشاعر الصدمه والرعب والغضب الاعمى واندفعت دون تقدير لافعالها فى اتجاه الشخص الماثل امامها رافعه يدها لتهوى على تلك الابتسامه الساخره الماثله على وجهه ولكن بطشتها لم تصل الى هدفها فهو بحركه متكاسله مهينه قبض على معصمها قبضه كادت ان تدميها وتفادى بحركه جانبيه رشيقه الركله الوحشيه الموجهه الى كاحله
- تهذبى
وجاء امره فى صوت منخفض ولكن من الحزم لدرجه انه اوقف حركات مارا العشوائيه بينما عيناها العسليتان تصطدمان مع عينيه الزرقاوان اللتين بدتا لها وكأنهما تبعثان بالشرر
ودمدمت قائله:
- أأتهذب؟ من انت حتى تتكلم عن التهذيب ؟ ما نوع التهذيب فى اختطاف طفلين الى مكان لا يعلمه الا الله؟
وارتفعت الكتفان العريضان داخل القميص الرائع التفصيل فى هزه لا مبالاه
- ان لدى اسبابى
- آه اكيد انا متأكده من ذلك
وقد ذاد من ثورتها ذلك الصوت الخالى من المشاعر اى وحش قاسى القلب هذا الذى لا يلقى بالا لرعب يدب فى قلب طفلين صغيرين؟
- وكلها مقدره بعده آلاف من الجنيهات بلاشك ما الذى فعله لك جوليان سكوت؟
واقتحمت عيناه الزرقاوان عينيها لا اثر لطرفه المشاعر فى اعماقهما وقال بهدوء:
- بالنسبه لى شخصيا لا شئ
وكلمه لا شئ التى قالها بكل صراحه هى التى عصفت بتمالك مارا لاعصابها
- ايها الوغد
وطاحت يدها الحره فى الهواء تبغى وجهه ولكن حركتها كانت خائبه الاثر كسابقتها فقد رفع القابض عليها ذراعهه امام وجهه فارتطمت قبضتها بعضلات الذراع المفتوله بقوه فجعلتها تصرخ من شده الالم
- شيئا من العقل يا امرأه!
ولأول مره يحمل صوته شيئا من المشاعر اذ بدا وكأنه يتمالك نفسه بصعوبه وارسلت نبره صوته التى تحمل عنفا مكبوتا الرعده فى اوصالها :
- لا اريد بك اذى
- ولكنك سببته بالفعل
خرجت كلماتها مجهده فيدها تأن من موضع ارتطامها بذراعه ورأسها يفتقر الى الصفاء والتركيز وكدمه فكها تنبض بألم مبرح وبدأت طاقه الغضب تزول واد اجتاحتها موجه من اليأس اذ وجدت ان كل محاولاتها للتحدى لم تترك اثرا يذكر على الرجل
- لقد سببت هذا لنفسك
واخترق صوته البارد الهادئ الضباب الذى يغشى عقلها كالرمح الثلجى:
- انك...
وصمت فجأه وحين بدأ يعاود الكلام ذهلت مارا لرؤيتها ما يشبه الاهتمام على وجهه بدا فى نبره صوته:
- هل انت بخير؟
آه لكم تتمنى لو تملك ان تتحداه مره اخرى ان تعلن له انها بخير بل فى احسن حالاتها ولكن الكلمات لم يستطع لسانها ان يصوغها وزاغ بصرها فمدت يدها على غير هدى لتمسك بشئ فأذا بيد تمتد للامساك بها مسكه حانيه تختلف اختلافا بينا عن القبضه القاسيه التى اعتصرتها منذ لحظات قليله
- اننى...
وصمتت حين وجدت الدموع قد تجمعت تحت جفونها ولم تكن تريد لتظهرله ذلك
- من الافضل ان تجلسى
واسندتها يدان قويتان تقودانها عبر الغرفه وسارت مارا كأنسان آلى خالى من الشاعر حتى وجدت نفسها تسجى برفق على السرير
- ضعى رأسك بين ركبتيك وخذى نفسا عميقا
وضغط على مؤخره رأسها بقوه لم تتمالك معها الا لتنفيذ اوامره ولم يكن لها بديل عن الطاعه فعقلها قد شل من التفكير كما انها تدرك ان ما هو مطلوب منها فى هذه الحاله هو المفروض وبدأ رأسها يصفو بعد شهقتين متشنجتين بالبكاء وانقشع عنها الاعياء ولعنت نفسها لاظهارها هذا القدر من الضعف امام هذا الرجل الذى لا يعرف قلبه الشفقه ولا الرحمه
وقررت ان تحاول الكلام فتمكنت من القول:
- اننى بخير
وتمنت ان يكون صوتها اكثر قوه واقل اضطرابا
- استمرى فى خفض رأسك فتره فقد تعرضت لصدمه
ووجدت عبارته مخفضه فى معناها تحمل السخريه فاستمرت على الرغم من انقشاع الدوار عن رأسها ،ليس اطاعه لاوامره، ولكن لانها محتاجه الى وقت لترتيب افكارها وتتمالك شيئا من عزيمتها ومشاعرها وتتدبر امرها وما عسى ان يكون تصرفها فى ذلك الموقف
- ومحتاجه الى شئ تأكلينه بالتأكيد فالساعه الان تقترب من الثالثه
الثالثه؟ ورفعت رأسها فى قوه اعادت الدوار اليها ولكنها تجاهلته وهى تقبض بقوه على السرير وتدير رأسها ناظره اليه فى ذعر:
- الثالثه؟
كم مضى عليها وهى غائبه عن الوعى؟ ولا تدرى شيئا عما يدور حولها والى اى مدى يكون سار بها طوال الساعات الست ؟ وسألته:
- اين نحن؟
ابتسم لها ابتسامه عابره بارده وساخره من تلك التى تمقتها مارا:
- هل تتوقعين فعلا ان اجيبك على هذا السؤال؟
هل كانت مخطئه لما احست هذا الاهتمام منه ؟ فلا بد ان ذلك كان من وحى خيالها المجهد فليس ثمه اثر لهذا الشعور الان فصوته فى قسوه الصلب وعينيه فى برود الجليد
- لقد سألت سؤالا محددا ولكننى اقول انك ابعد ماتكونين عن سكوت بحيث لن يمكنك العوده دون سياره ولذا اقترح ان ترضخى الى الامر حينا من الوقت
ترضخ للامر؟ اذن فهو اخطأ فى حقها لو ظن انها تتركه يمضى فى مخططه المشؤوم انها متأكده ان جوليان مستعدا لدفع اى فديه تطلب منه ولكن لم يكن هو من يشغل بالها بل الطفلان وهى لن تتخلى عنهما لو انطبقت السماء على الارض ولكن ربما يكون من الآمن الآن ان تسايره حتى حين واذا ظن انها من الممكن ان ترضخ ، فربما يكون من الاصوب ان تسترخى الان وتكون اكثر لا مبالاه الى ان........
وحاولت جهدها مع صوتها وهى تقول:
- فهمت على الاقل موقفى
واسعدها ان تمكنت من ان تخرج صوتا يحمل رنه الخضوع الذى طلبه لكن العباره التاليه كانت اشد وطأه على نفسها كارهه ان تطلب منه شيئا حتى خشيت ان تحتبس الكلمات فى حلقها ولكن تمكنت من التغلب على هذا الشعور فى النهايه
- هل لى ان ارى الاطفال؟
- بكل تأكيد
وبلبلت السماحه الباديه فى موافقته افكارها فقد كانت متوقعه من تمنعا وهيأت نفسها لاستعطافه اذا لزم الامر وبالرغم من شعورها بالغثيان للتفكير فى هذا الامر وهزتها سرعه موافقته حتى انها لم تتمالك ان تقول له :
- شكرا لك
- ولكن هناك شرطان قبل ذلك
بالتأكيد لابد من ذلك وتلاشت فورا احاسيسها الكاذبه السابقه وتكشف لها على الفور اى نوع من الرجال تتعامل معه وعاد لها تكالكها بنفسها وهى تقول بهدوء:
- اية شروط؟
سنأتى الى ذلك حالا ولكنى اقدم لكى نفسى اولا انا ادعى كين ويلسون
كيف يفترض ان تستجيب لذلك؟ واهتز ادراكها بالواقع وهى تقاوم الرغبه بالانفجار بالضحك لما يتصور حدوثه مختطفه فى منزل لا تعرفه يعلم الله وحده اين يوجد ومختطفها يقدم لها نفسه بكل ادب كما لو كانا التقيا فى مناسبه اجتماعيه بهيجه وجالت ببصرها فى وجهه معترفه بما يوحى به من ذكاء ومدهوشه لان يكون وجه مجرم عريق ففى مناسبه اخرى كانت هاتان العينان الصافيتان البراقتان ةتلك الجبهه العريضه التى توحى بذكاء وبعقل راجح ويخيب ظنها لو كان اقل من عقلها رجاحه لو كانت قابلته فى مناسبه اخرى كحفله مثلا لكان من المحتمل ان تنجذب اليه لما فى شخصيته من تميز
كان اول انطباع لها عنه متأثرا بخوفها واجهادها هو الضخامه والقوه الباطشه ولكن ما ان عاد اليها هدوءها حتى وجدت انه ليس بتلك الضخامه وان كان وصفه بالمتوسط غير دقيق يحول دون ذلك بنيانه المتين العضلات ولمعان شعره الفاحم لقد كان وسيما بالمعنى المألوف ولكن شيئا فى وجهه حاد القسمات وعينيه المغناطيسيتين الزرقاوين العميقتين تحت حاجبين مستقيمين داكنين من شأنه ان يجذب اليه حملقه النساء بما فيه جاذبيه قويه ومسيطره تفوح برائحه الرجوله
- وانت...مارا
كيف عرف؟ لم تتمكن من اخفاء دهشتها ولكن سرعان ما تذكرت لقد ناداها باتريك بأسمها كان قد نزل من السياره قبل ان ...
- لقد ضربتنى!
وخرجت الكلمات الغاضبه بأندفاع ادهشها هى بقدر ما ادهشه
- كلا لقد زللت فأصطدمت بالسياره ولم يكن هذا ليحدث لولا ان دب الذعر فى قلبك ولم يكن من داع لذلك فلم اكن اريد سوى الاطفال وكنت ادعك تنصرفين بدن اذى ولكنك كنت فى منتهى العناد
وريثما استمعت الى كلماته الاخيره قال:
- كنت سأدعك تنصرفين بدون اذى
رنت هذه الكلمه فى رأسها لماذا اذن احضرها معه؟ كان من الايسر ان يدعها حيث سقطت فلا يكن لديه سوى الطفلين يتم بهما اكان ذلك افضل ا اسوأ؟ اقشعر بدنها لتصور منظرها حين تفيق وتجد نفسها فى الطريق المنعزل وسيارتها خاليه من الطفلين
سيارتها! قفزت ذاكرتها الى عقلها قد تركها بالفعل فى مكانها وبالتأكيد سيعثر عليها شخص ما ولعل ذلك حدث بالفعل كما ان لور سكرتيرتها ستكون قد انشغلت عليها فأتصلت بالمنزل لتطمئن عليها وحينئذ لن يرد عليها احد وبشقه تحكمت فى تعابير وجهها حتى لا تفضح الامل الذى راودها فجأه وسألته فجأه لتغطى مشاعرها :
- لماذا جئت بى الى هنا؟
تعانقت العيون الزرقاء والعسليه وكان يضيق من عينيه كما لو كان السؤال عويصا ثم اجاب بنبره تهكم :
- هذا ما اسأله لنفسى فقد كان من الايسر بمراحل لو كومتك فى سيارتك وتركتك هناك
وتركت عيناه عيناها لتقع على وجهها ثم تستقر على الكدمه السوداء فتقارب حاجباه بعبوس:
- هل تؤلمك كثيرا؟
ورمشت عيناها بسرعه لنبره صوته فلم تتمكن الا ان تقول بصوت مرتجف:
- وماذا تتوقع غير ذلك انها؟ تؤلمنى كثيرا
وكان صوتها يذوى بالتدريج وهو يلمس موضع الكدمه لمسه حانيه ادهشت مارا بأن تكون هذه اليد الضخمه لها هذه اللمسه وحين جفلت كان رد فعل غريزى اكثر منه شعورا بالالم ولكن حين تحركت اصابعه القويه على المساحه المصابه برقه ذهلت حين وجدت نفسها نهبا لمشاعر متباينه
كانت لمسته البارده تهدئه منطقه الالم سكن معها النبض المضطرب من قلبها حتى تنفسها عاد اكثر انتظاما وعمقا ورغم عدم تبادل كلمات بينهما فقد احست بنوع من الاتصال العميق بينهما وقاومت بعنف ان تستند بخدها على راحه يده وبدت لها عيناه تزدادان عتمه حتى صارتا سوداوان تماما وظلت عيناه محملقتان لعينيها برهه فى صمت آه لو كانت تستطيع ان تدير رأسها ولو قليلا
ولكنه جذب يده بعيدا عنها فجأه فأعادها الى دنيا الواقع لتجبر نفسها على تذكر انه الشخص البارد قاسى القلب الذى اختطفها هى والطفلين ثم سجنهم لاغراض جشعه وتقلصت امعائها وهى تدرك السبب من عدم تركه اياها على الطريق فهى قد رأته عن قرب وكان بأمكانها ان تدلى بأوصافه بدقه وبأوصاف سيارته وربما برقم السياره وان كانت لا تتذكره فى تلك اللحظه ولكن لا يعر ف اا كانت تمثل عليه خطرا فيه تهديد وعادت عضلاتها تتقلص خوفا وتوترا واذدادت مشاعرها سوءا بأحساس الضياع الذى انتابها
- اننى آسف لما وقع لك
- لقد قلت انه يمكننى رؤيه الطفلين
تصادم صوتاهما وهى تجاهد ان تتجاهل مشاعرها المتضاربه لقد كانت وحيده ومن الامانه ان تعترف بأنها فى غايه الرعب ولكن هل بلغ بها اليأس الى درجه ان تلتمس العزاء فى رجل قاسى القلب عديم المشاعر مثله
وهز رأسه وبدا هنه هو الاخر مشتتا فى اتجاه اخر فقالت وهى تحثه بصوت مضطرب:
- ولكن هناك شروط
- نعم
وظلت عيناه الشاردتان على وجهها مده اطول قبل ان يتبدل مزاجه ويعود فجأه الى ذلك الرجل الصلب ذا العينين الباردتين غير المباليتين
- اذا سمجت لك بالخروج من هذه الحجره فعليك ان تعطينى كلمه بألا تحاولى ان ترتكبى اى حماقه فنحن على بعد كيلومترات قليله من ايبيتون كما ذكرت لك بل من اى مكان فى الواقع فهذا المنزل منعزل وبالتالى فالصياح وطلب النجده امر غير مجد تماما ولا يوجد هاتف بالمنزل تتصلين بالشرطه من خلاله ولا اقترح عليك محاوله غبيه للهرب فذلك يثير الرعب فى الطفلين ومن مصلحتهما ان تظهرى طبيعيه قدر الامكان
- طبيعيه؟
لم تتمالك مارا ففر منها السؤال وربما كانت تقول المزيد لولا نظره غاضبه من عينيه الزرقاوين الغاضبتين الصافيتين اسكتتها وقلبها ينتفض ذعرا بين جوانحها
- لا اريد اى اساءه لمشاعر الطفلين اطلاقا
نعم لن يكون ذلك مناسبا لهما البته فهو لا يوجد لديه عطف او صبر على طفله ذات الاربع اعوام وهى تجهش بالبكاء او طفل ذى سته اعوام ينهش الرعب قلبه ايكون احضرها معه لهذا السبب ؟ ام.... - وتجمدت دماؤها من الرعب - قد توصل الى معرفه ثراء والدها هى ايضا؟
وسألها بلهجه حاده قطعت حبل افكارها:
- هل تعطيننى وعدا بذلك؟
ورفعت ذقنها بتحد فمن الطبيعى ان تكون الموافقه هى ايسر الطرق وآمنها ولكن حز فى نفسها ان تستسلم لهذا المخلوق بهذه السهوله فهى ليست طفله مذعوره وستبين له ذلك بكل الوسائل :
- انى لن اعد بشئ
وهزت نظره التهديد التى رانت على وجه كين ويلسون ثقتها فى انها قادره على الا تدعه يجبرها على الرضوخ للارهاب ولكنها مع ذلك واجهت عينيه الصارمتين بنظره تحد تمنت لو تكون مقنعه مخفيه نبضها الذى يشتد ايقاعه نتيجه تقلص امعائها بطريقه موجعه
- فلتبقى اذن هنا الى ان تفعلى
وكان فى هدوءه المطبق اكثر تأثيرا على نفسها مما لو خرج من طوره كما كانت متوقعه وكانت تعلم انه يعنى ما قاله باديا ذلك فى انطباق فكه وتشكل فكه فى خط مستقيم حازم
- سأحضر لكى شيئا تأكلينه
اعادت مارا حساباتها فى الثوانى التى استغرقها عابرا الغرفه لو كان الامر متعلقا بها فقط لتركته يطلب ما يشاء من مطالب الى ان يتجمد الجحيم ولن تجيبه لاى شئ منها ولكن هناك فى مكان ما فى هذا المنزل باتريك وبيتى وحيدين واذا كانت هى نفسها مرعوبه فما بالهما هما ؟ ان الطفلين يجب ان يكونا هما همها الشاغل وهذا يعنى انه مهما كلفها الامر فعليها ان تبدى لكين شيئا من التساهل
- انا موافقه
وخرجت الكلمات بصوت يشوبه البحه بينما المنطق واللهفه يتصارعان مع شعورها بالنفور لتنفيذ اوامره
- اعدك بالا افعل شيئا يثير الرعب فى نفس باتريك وبيتى او يكدرهما
كان هذا اقصى ما تفعله فلم تكن لتعده بالا تحاول الهرب او ان تطلب النجده لو حانت لها الفرصه لكن يبدو ان هذا كان كافيا لـ كين فتوقف عند المدخل واستدار لها
- سآخذك اذن الى الاسفل ولكنى احذرك حركه خطأ وستكونين هنا قبل ان تعلمى بأى شئ ضربت ولن اكون بهذا الكرم فى المره القادمه
ولم يكن ليها شك فى ذلك فهى ترك الى اى مدى كانت ستخسر اى فرصه بعنادها وعليها ان تتوخى الحذر اذا ما ارادت ان تتجنب مخاطره تنفيذه لوعده بأن يغلق عليها باب هذه الحجره وتصبح بلا حول او قوه بالنسبه للطفلين وحين انتصب رأسها معتدلا سارت بخطوات واثقه تجاه الباب الذى امسكه لها كين مفتوحا وما ان اقتربت منه حتى اطبقت يده على ذراعها بطريقه ما وان لم تكن مؤلمه كالمره السابقه فقد كانت بالقوه بحيث تكون تحت سيطرته تماما
منتديات ليلاس
قالت بعناد وهى تحاول التملص شاعره بالنفور من لمسه اياها :
- لا داعى لذلك
- مجرد تأكد
كانت اجابته الرقيقه التى تكذب رقتها مظاهر التصميم الذى لا يعرف الشفقه على وجهه وانطباق فمه وعيناه الداكنان التى توحيان بتهديد صامت لمارا فرأت انه من الامن لها ان تتحاشاه وهى تستسلم لقبضته الفولاذيه
وقالت لنفسها انها لم تكن لتأتى بأيه حركه طائشه على ايه حال فبداهه لا تعرف اى شئ عن المنزل وهناك تساؤلات كثيره قبل ان تتضع ايه خطه : اين هم ؟ وماذا فعل كين بسيارته ؟ اهى فى جراج ام تقف امام المنزل؟ وكيف يمكنها الحصول على المفاتيح..؟
فلتهدأ اذن وتساير كين حيث لا بديل لها عير ذلك ولكن ما ان تتكشف لها الامور فلن تتوانى عن التصرف
كان الامتعاض من سكه اياها هو رد الفعل الطبيعى على الاقل خلاف شعورها حين لمس وجهها فالشعور بالانزعاج يجتاحها حين تتذكر كيف استمتعت حين لمس كين وجهها فلا بد ان ذلك كان بسبب صدمتها او ان عقلها ما زال مضطربا فهى لا تدرى ماذا تملكهت وقتها
كانت اول مفاجأه لها عندما رجت ووجدت ان الحجره مواجهه للردهه وكذلك امام السلم وكانتا عاريتين من السجاد الواح من الخشب فقط تصدر اطيطا تحت اقدامها ومن شأن ذلك ان يصعب الامور عليها اذا ارادت الهرب فى جوف الليل
- يبدو وكأنك انتقلت حديثا الى هنا او اوشكت على الانتقال من هنا
وكانت تقصد من سؤالها ان تدارى تلفتها بالمكان تلاحظ الابواب المطله على الردهه والسلم الممتد الى الصاله المؤديه الى الباب الخارجى ووراءه الحريه
لم يأتها رد من الرجل المجاور لها اذن فاللعبه هى لعبه صراع صامت حسنا هذا فضل بالنسبه لها فكلما قل الحديث بينهما كان ذلك افضل كما ان تحفظه له ما يبرره فهو لن يمدها بشئ تستخدمه ضده لو حدث وخرجت من المكان ام ان هذا المنزل ليس ملكه ؟ ايتأتى لخاطف ان يستخدم مكانه الخاص كمكان للاختفاء معرضا اياه لخطر التتبع والملاحقه؟ الاكثر احتمالا ان يستأجر مكانا الى ان يستلم الفديه ثم يتبخر فى الهواء
وعند نهايه السلم اقتادها كين الى غرفه رحبه ولم تتح فرصه لمارا تأمل الوانها الحمراء الغامقه والكريميه ولا الاثاث المريح او المدفأه فقد وجدت على الفور ان الحجره ليست شاغره فعلى منضده الطعام كان يجلس كلا من باتريك الذى منشغل بألعابه التجميعيه وبيتى المستغرقه فى التلوين
وكانت هى اول من رأتها:
- مارا انظرى ماذا افعل انها صوره جنيه ...
ضاعت بقيه كلمات الطفله ومارا تحاول ان تؤقلم نفسها لمواجهه هذا التطور فى الاحداث لقد كانت متوقعه ان تجد طفلين مذعورين وحيدين يحتضن كلا منهما الاخر فى حاجه ماسه الى حضنها الحنون..ولذلك فقد هزها مظهرهما المسالم السعيد حتى انها بدأت ترجع نفسها وانه ربما كان كل ما تخيلته حلما بسبيلها الاستيقاظ منه
ولكن منظر الرجل الى جوارها وعيناه ترقبانها فى برود وترق ويده القابضه على ذراعها كل هذا بدد التخيل وجعلت حقيقه الموقف اشد قربا من الكابوس ثقيل لم تهرب منه الا لحظات وجيزه ولكنها الان رأت بيتى وباتريك فى هذا الموقف ان احد مواقفها على الاقل تبدد وبنظره سريعه اخرى حول الغرفه اكتشفت انها مكدسه بالاعاب الاطفال والعرائس من كل نوع وعلى مضض اضطرت الى ان تسجل نقطه فى صالح كين وان تخطيطه تضمن ان يشغل الطفلين ويبدد الخوف منهما وربما لم يكن بحاجه اليها لها الغرض- ولم تفهم لماذا اشعرتها هذه الفكره بخيبه امل- وانها لم تعد ذات قيمه فى الموضوع
رفع باتريك رأسه وقطعه من لعبته لا تزال فى يده:
- هل انت احسن الان؟ هل يغمى عليكى كثيرا هكذا؟
اغماء ؟ وحبست لسانها عن التكذيب الذى كادت ان تتفوه به اذن لقد كان صادقا فى قوله - وانها اغمى عليها بالفعل - وتصورت ان الامر بدا كذلط الى الطفلين فقد كان ظهرها لهما ولم يرا النزاع بينهما والذى ادى الى زل قدميها وارتطامها بالسياره
- كلا لم يغمى عليا كثيرا...- واعطت العباره تأكيدا لاذعا وهى تتمنى لو ان تنقل عينيها من باتريك وبيتى الى كين لترى مدى رده فعله كانت قد بدأت تتحكم فى غضبها متقبله انه من الافضل للطفلين ان يبدو الامر لهما على الوجه الذى صوره لهما كين- واشعر الان اننى بخير مجرد شئ من الجوع ولابد انكما تتضوران جوعا؟
وانبرت بيتى بالرد :
- كلا لسنا جائعين فالخال كين قدم لنا الغداء
الخال كين؟ وعند هذا الحد لم تتمكن مارا نفسها من الالتفات الى كين وقابلت عيناها بالدهشه الى عينيه الخاليتين من التعبير اى لعبه لعبها على الطفلين ليعطياه هذا اللقب العاطفى ؟ لقد وجد وسيله بالتأكيد ليكسب بها ثقتهما وهى غائبه عن الوعى رشوه بمجموعه من اللعب؟ فكرت فى ذلك الاحتمال بمراره من الواضح ان كين ويلسون استثمر بعض المال فى خطته فكم يتوقع فديه من جولان سكوت بضعه آلآف ؟ اكثر؟ حسنا ان مستر ويلسون لن يستفيد ببنس واحد من خطته مادام لها يد فى الموضوع
ام ان (اونكل) هذا هو الخال سئ الطباع الذى ذكره جولان لها ؟ وان صح ذلك ايكون الموقف اقل خطوره ؟ وماذا يبغى هذا الرجل من اختطاف ولدى اخته؟
تدخل كين بصوت هادئ :
- كنت قد جهزت لكى شيئا ايضا ولكن كل مره كنت احضره لك كنت اراك لاتزالين فى دنيا اخرى ولكنك فى حاجه الى شئ الان فلست اريد ان يغمى عليكى مره اخرى
تقلصت شفتاه فى ابتسامه سريعه ساخره وهى تعبس له بغضب ورماها بأبتسامه حانيه من ابتساماته التى تزعجها بسحرها وقال:
- ماذا تودين؟ لا يمكن ان اعرض عليكى وجبه شهيه للاسف فليس لدى الا القوت الضرورى
- اوه اى شئ بعض الشطائر
وكلما تصورت مارا لنها كانت معرضه لدخوله عليها وهى فاقده الوعى ليس مره واحده بل عده مرات توترت اعصابها ضيقا وتملكها الفزع ان تكون هى عديمه الحيله وذلك الوحش واقف على رأسها يتأملها وتجمد الدم فى عروقها لهذه الفكره فمدت يدها بحركه لا اراديه الى بلوزتها تضمها اليها كما لو كانت تتأكد من انها فى كامل ملابسها
وشكرت له ان ترك لها ذلك القدر من عزه النفس ولم ينتهكها ففى مرات عديده من حوادث الاختطاف التى قرأت عنها كان المختطفون يجردون ضحاياهم من ملابسهم حتى يحطموا فيهم الاراده ورفعت بصرها الى كين فوجدت عينيه الزرقاوين مركزتين عليها بعمق فأصابها رعده كما لو كانت محمومه فرفعت يدها امام وجهها كما لو انها كانت تتلقى وقع نظراته
- جبن ام لحم ام الدجاج؟
ووقع السؤال الطبيعى على عقلها المشوش بالافكار كما لو كان غير مفهوم فأخذت تحملق فيه ببلاهه فأضاف بلهجه ضيق حاد:
- فى شطيرتك
- آه جبن
عليها ان تتمالك نفسها فالافكار تتقاذف عقلها بينما يجب ان تكون مسيطره عليه حتى تتمكن من مراقبه ما يدور حولها وتقتنص ايه فرصه تلوح لها فرجل قد خطط بدهاء لهذا الاختطاف ليس من السهل التفوق على ذكائه وعليها ان تقدح زناد فكرها بسرعه اذا كان سيتاح لها ان تحرر نفسها والطفلين
- شطيره جبن آتيه حالا
اختفى كين وراء باب آخر يؤدى على ما يبدو الى المطبخ واخذت مارا نفسا عميقا وهى تشاهد اختفاءه ثم عدت ببطء حتى عشره ثم تجاهلت طلب بيتى ان تنظر الى صوره بيدها وبدأت تتحرك بهدوء على الالواح الخشبيه غير المغطاه وغطت قعقعه الاوانى فى المطبخ على وقع خطواتها الحذره وقبل ان تفكر فى خطوتها التاليه كانت يدها على مقبض الباب وشدت على مقبض الاب بيديها وهى تأخذ نفسا عميقا آخر
-أذاهبه الى مكان ما؟
وجاء السؤال الساخر بغته فدارت مبهوته كان كين واقف بأرتياح على ممشى قريب منها ورفع لها يده ببطء وهى تنظر اليه فغاصت روحها فرقا وهو يشير اليها بأصبعه
- اتتصورين فعلا ان انسى امرا بديهيا كأغلاق الباب؟
ثم اضاف بنبره ساخره جعلت اعصابها فى قمه التوتر:
- ارجوك ان تقدرى لى شيئا من الذكاء
وتمكنت من الرد بأنفاس متقطعه:
- لا بأس من المحاوله
وكان قلبها ينتفض فى صدرها من تأثير تلك الرحله الصغيره والظهور المفاجئ لكين واخذت ترقبه بقلق وهو ينتصب بقامته ماذا يكون مصيرها الان؟ هل سينفذ تهديده بحبسها فى تلك الغرفه؟
- حسنا لمعلوماتك كل الابواب ونوافذ الطابق الارضى موصده تماما والمفاتيح هنا- وربت على بنطلونه الجينز الذى تتدلى منه حلقه مفاتيح - وسأعمل جاهدا ان تظلى هنا والان عودى الى غرفه المعيشه لتتناولى شيئا من الطعام
-انك لن...
ولم يطاوعها لسانها على اكمال عبارتها فلو انتهى بها الامر محبوسه فى الغرفه العلويه فتكون فشلت فى تحقيق اولى اهنماماتها وهى العنايه بالطفلين وهى العنايه بالطفلين ولعنت تصرفها الطائش فى صمت فقد كان عليها ان تتوقع ان الابواب موصده وها هى ذى قد جازفت بكل شئ فى اندفاع اهوج
ورماها كين بنظره تشوبها تسامح ساخر اثاروخزه فى كل انحاء جسدها وقال لها بصوت حنون:
- كل انسان معرض للخطأ
وكزت مارا على اسنانها لتمنع ردا لاذعا ودت لو تجيبه به فقد تسامحه يعنى ان تصرفها كان من السذاجه من ان يرد عليه
ومع ذلك فقد اجبرت نفسها على الاعتراف بأنه على حق بصوره ما فهى قد اندفعت فى غير ترو منتهكه ما بينهما من اتفاق ولو استعمل حقه فى تنفيذ تهديده لحرمت نفسها من الاتصال بالطفلين تماما
- لماذا لا تجلسين الى ان احضر لكى الطعام؟
كان اقتراحه مؤدبا بصوره زادت من فقدها للسيطره على نفسها وودت لو تصفعه ولو بلسانها لتنفس عما يعتمل فى نفسها من خوف وترقب وغضب يموج كبركان كامن فى داخلها وكانت كلمه استهزاء اخرى كفيله بأن تجعلها تنفجر فى وجهه
وتدخل صوت طفولى لحسن حظ مارا :
- مارا لماذا كنت تريدين الخروج؟
وظهر هيكل بيتى الصغير فى الممشى
دفعها السؤال الى ان تذداد لعنا لنفسها فهى لم تكسب من تصرفاتها الحمقاء الا ان زادت الموقف سوءا بأثاره القلق فى نفس الطفلين واذا لم تر النظره التى رماها بها كين فهى قد احست بها وكأنها شحنه كهربيه فى الجو ولم يخف عليها تصلب جسده والتوتر المفاجئ لكل عضله فيه وجف ريقها لما حمله صمته وهو يتمالك نفسه من التهديد حتى ان اجابت الطفله بصوت عادى يحتاج منها الى جهد غير عادى فقالت بصوت متحشرج:
- كنت اريد فقط ان ارى اذا كان مستر ويلسون يحتاج الى عون
ولم تكن لتقنع احدا بذلك ولكن لحسن حظها كان ذهن الطفله مشغولا بشئ آخر
- لماذا تسميه بالمستر ويلسون؟ انه الخال كين
- ليس بالنسبه لى
وكان مستحيلا ان تتخلص من نبره المقت فى صوتها:
- انه بالنسبه لى المستر ويلسون
- ولكن هذا لا يكون بين الاصدقاء والخال كين قال اننا كلنا اصدقاء
ورمت كين بنظره غضبى تقول :
- ان كين ويلسون ليس صديقا بالنسبه لى
ولكنه رد عليها بنظره بارد محذره ارسلت الرعه فى اوصالها:
- حاولى ان تنادينى كين وكانت الرقه فى صوته تكذبها التهديد فى عينيه الذى جعل احساسها كسيل من ماء مثلج يسرى فى نخاعها الشوكى
ايكون كين ويلسون اسمه الحقيقى؟ انها لتشك فى ذلك فليس من الصور ان يعطيها معلومات تكشف شخصيته بسهوله وكان يراقبها منتظرا استجابتها فأبتلعت ريقها بصعوبه وهى تعترف بأن الكياسه هى افضل سياسه فى هذا الموقف
- اذن فليكن كين - والتوى فمها وهى تنطق بأسمه ووجدت نفسها لا تستطيع مقاومه ان تستطرد :
- اذا كان هذا هو اسمك حقا فالأفضل ان استعمله
ولم تؤثر هذه الوخزه الخفيفه منها فيه ففى نظرته المسلطه عليها لم تر شئ عدا الارتياح لما ابدته من شك فى اسمه
حسنا فلتهنأ فى انتصارك الان الى ان تنتهى يا مستر ويلسون هتفت بذلك صامته مطلقه فى نفسها مشاعر التحدى لم تتجرأ لتكشف عنها فلتدعه يعتقد انه اثار الجبن فى نفسها ولكنها لم تنهزم بعد فمازالت معركه طويله
ولكن كيانها فى اللحظه التاليه كان يهتز بعنف لما بدا من عبوس على وجه باتريك يعبر عن عدم فهمه لتصرفات الكبار:
- بالتأكيد هذا هو اسمه انه خالنا اخو مامى
وادركت مارا ان دهشتها لابد وان تكون واضحه على وجهها ولعن فيها سهوله افتضاح مشاعرها وابتسامته الساخره تبين لها انه ادرك منها ذلك
اذن فهو الخال الذى يكرهه سكوت والذى كان مصرا كل الاصرار على الا يقترب من ابنائه وكان من المفترض ان تجلب لها الحقيقه نوعا من الارتياح ولكن فكرتها عنه التى زرعها جوليان سكوت بأنه حاول تدمير زواجه وانه خليع فاسق ظلت تدوى فى ذهنها فلم تتغير مشاعر الخوف فيها بمعرفتها لشخصيته فها هى ذا مختطفه بعيدا عن الناس مع الطفلين عزل لا يعرفون ماذا ينوى ان يفعل بهم
***********
يللا ردود تشجيعات ههههههه
|