كاتب الموضوع :
safsaf313
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصــ الاخييييييير ــل
كانت مدينه بورفورد موشكه ان تستيقظ ومارا توجه سيارتها الى منتصف المدينه وبعد طول جدال مع نفسها تخلت عن فكره اللجوء الى اول منزل لاح لها لتطلب منهم ان يسمحوا لها بالاتصال بالشرطه عن طريق تليفونهم فمن جهة تجد صعوبه فى ان تقنعهم ان المأساه التى مرت بها حقيقيه ومن جهة اخرى رجال الشرطه انفسهم اكثر ميلا الى الاقتناع حين تخاطبهم وجها الى وجه ومن ثم فقد اتبعت اشاره المرور الى المركز التجارى بالمدينه حيث كانت تأمل ان تجد هناك مركزا للشرطه
منتديات ليلاس
قادت السياره متمهله فى الشارع الرئيسى للمدينه تتلفت يمينه ويسره وكل جسدها يئن من الاجهاد والتوتر لما تبذله من جهد لتبعد تفكيرها عن الرجل الذى خلفته وراءها ولذا حين رأت وجها حسبته مألوفا لها ارجعت ذلك الى زيغ بصر نتيجه الى الاجهاد ولكن بعد لمحه خاطفه الى المرآه العاكسه وجدت انها لم تكن مخطئه وحمدت ربها ان لم يكن احد يقود سيارته وراءها وهى توقفها بعنف بجوار الرصيف
لقد كان بالفعل جوليان سكوت لا خطأ فى قوامه الفارع وحلته الانيقه واقف على اعتاب فندق يبدو عليه الرقى وشعره الجميل يلمع تحت ضوء شمس الخريف فى اول طلوعها
وضعت مارا يدها على مقبض الباب لتفتحه واذا بشئ يمنعها من ان تفعل وغاصت فى كرسيها مره اخرى ترقب سكوت امام المرآه
ماذا بها؟ انها منذ ايام لم يكن يسيطر عليها سوى فكره الهرب من كين والعثور على جوليان وان تعيد اليه بيتى وباتريك فلم اذن جلوسها هكذا متجمده فى كرسيها وهدفها الذى كانت تريد انجازه على بعد خطوات منها؟
لانها لم تقدر على ان تفعل ذلك جاءها الرد بسرعه ووضوح مفزعين حتى وهى تهز رأسها فى حيره وارتباك ان كافه الافكار التى ابعدتها عن ذهنها طوال رحلتها وهى مبتعده عن المنزل قد عادت موجه مرتده تهدد بأن تغرقها تماما
جوليان سكوت والد الطفلين على بعد امتار منها ومع ذلك فهى غير قادره على ان تخرج من السياره وتهب اليه كما لو كانت المسافه القصيره جرفا هائلا لا سبيل الى اجتيازه انها لو اخبرت سكوت بما جرى وكشفت له عن مدى قرب ولديه ومختطفهما فإنه على الفور سيتصل بالشرطه ويطلب معونتهم فى انقاذ ولديه وان يقدم مختطفهما الى العداله وهذا بالضبط ما يمنعها عن الحركه
ولكن اليس هذا ما كانت تخطط لان تفعله بنفسها؟ الم تقد السياره تحت فكره واحده هى ابلاغ الشرطه بكل ما حدث ؟ وبأحساس اليأس واجهت نفسها بالحقيقه لو اعيد باتريك وبيتى الى والدهما فإن هذا هو كل ما تريده ان يتحقق
وعادت ببصرها الى الرجل المتأنق على اعتاب درجات السلم إن ثمه خطأ ما كل غريزه فيها تخبرها بذلك
لقد كانت تتخيل جوليان شاحبا مشتت الذهن قد هده القلق على مصير ابنه وابنته ولكن هذا الرجل لم يبد عليه اى اثر من القلق بل كان يبتسم ابتسامه عريضه الى المرأه الواقفه الى جواره
انها ليست لوسى لاحظت مارا ذلك على الفور ولكنها سيده فارعه الطول سمراء ذات ملابس راقيه الذوق كان شحوب وجهها يكسبها جمالا اخاذ بدا مألوفا لها جعلها تتسائل اين رأتها من قبل ؟ ربما فى مجله او صحيفه
اخذت مارا تشحذ ذهنها لتتذكر بينما كانت سياره اجره تقترب من الفندق ثم تقف امامه اتجه اليها سكوت ورفيقته ثم اخذ يراقب السياره وهى تبتعد بها ثم يبتسم ابتسامه رضا ويعود الى داخل الفندق
الان هتفت مارا لنفسها تحثها على الحركه ولكن الكلمه ظلت تتردد فى عقلها كما يتردد الصدى بصوت مرتعش بفضل عواطفها المتلاطمه حتى ان عزيمتها خارت مره اخرى بينما الصراع الداخلى فيها يكاد ان يشطرها الى نصفين
انها تعلم ان عليها ان تفعل ذلك ان تنزل من سيارتها وتبحث عن جوليان وتخبره بكل شئ انه والد بيتى وباتريك ،والدهما, ظلت تكرر تلك الكلمه حتى اعطتها عزما من ان تفتح الباب وتنزل الى الرصيف ان ما انتابها من مشاعر لم تكن فى محلها ان كين قد اخطأ وهى بصدد اصلاح ما اخطأ فيه وكانت الدموع تلسع عينيها وهى تتجه الى مكتب الاستقبال يتنازعها امر ما هى مقبله عليه وكم من المرات حاولت ان تقنع نفسها بأنها على صواب ومع ذلك فقد ظلت فكره خاطئه فى نظرها كما لو كانت تخون كين ومن اجل ذلك كان الامر شاقا عليها ان ترفع بصرها الى وجه موظفه الاستقبال
- هل السيد جوليان سكوت نازل هنا؟
واتتها فكره وهى تتكلم معها واجده فيها املا ضئيلا ان تكون قد وجدت وسيله لتعيد الطفلين الى والدهما وفى نفس الوقت دون ان تطعن كين فى ظهرهلان ما من وسيله تقنعها انها كانت بصدد ان تفعل ذلك معه
- ايمكننى ان اترك رساله
عبست المرأه متحيره لا تفهم لماذا يترك شخص رساله لشخص آخر موجود بالفعل ولكنها قدمت لمارا ورقه وظرفا ثم تولت عنها لترد على مكالمه
وبسرعه اخذت مارا تكتب بيد مرتعشه:
- مستر سكوت :بيتى وباتريك بخير وسلامه وموجودان فى ..
ترددت وهى تضغط على القلم محاوله تذكر العنوان الذى رأته على الخطاب ورت لحظه يأس لم تستطع استحضارها فى ذهنها وضغطت اصابعها القلم حتى تألمت ثم لاحت لها فجأه صوره الخطاب فى ذهنها واضحه فانكبت بارتياح على الخطاب تكمله
وترددت هل توقع الخطاب ام لا؟ واخيرا تنهدت وهى تضيف اسمها فـ جوليان يجب ان يعلم انها اختفت مع ولديه وقد يجد شكا فى خطاب مجهول وطوت الخطاب ودسته فى الظرف والصقته
- هل تاكرمين بأعطائه هذا الخطاب ولكن ليس فى الحال فلنقل بعد...
ونظرت الى ساعتها لقد استغرقت رحلتها من المنزل حوالى ربع ساعه ثم دقيقتين لقراءه الخطاب وخمس للاتصال بالشرطه اذا ما اراد - ماذا يفعل جوليان فى بدفورد؟ هل توصل مع الشرطه الى مكان كين؟ واذا كان هذا ما حدث فلماذا ليس هو بالفعل فى منزل كين بالفعل انها لا تدرى شيئا ولكن كانت شاكره الى ان الامور سارت على هذا الشكل
وكانت تعتمد على وصولها الى المنزل قبل جوليان بفتره معقوله
- ربع ساعه لا اكثر ، شكرا جزيلا
ونظرت اليها موظفه الاستقبال كما لو كانت السيده التى امامها مخبوله ومدت يدها تتناول منها الخطاب كما لو كان قنبله زمنيه
- سأتولى توصيله اليه
ولكن مارا لم تسمعها الا قليلا فقد بدت تسرع عبر البهو ثم تركض فور وصولها الى الشارع
وما ان اصبحت داخل السياره حتى اصبحت تقاوم رغبه قدميها فى الضغط على بدال الوقود بكل طاقتها فليس من مصلحتها ان تزيد السرعه اكثر من السرعه القانونيه وهى التى تحاول تحاشى الشرطه ما امكنها فى هذه الرحله وفى رحلتها الى المدينه رفضت ان تكون نهبا لايه افكار عدا التركيز فى خط سيرها فى الطرق المتعرجه الضيقه اما فى رحله العوده فقد تملكتها الافكار المتضاربه تاركه اياها نهبا الى القلق والتعاسه
لقد كان قرارها فجائيا وليس لديها فكره ان كانت خطتها ستنجح ام لا ولكن عليها ان تحاول اذا ما تمكنت من اخبار كين بما فعلت وان سكوت سيكون مع الشرطه خلال دقائق فبالتأكيد سوف يترك لها الطفلين وينجو بجلده
ولكن اليس هذا مجازفه منها؟ ايتأتى لرجل خطط بكل دهاء لهذا الاختطاف ان يتخلى بكل سهوله عن خطته دون ان ينال بغيته من الانتقام؟ وماذا لو تحول الى العنف؟ انها لا تملك فرصه واحده لو حاول الطش بها ودارت السياره دوره حاده ويد مارا متقلصه على عجله قيادتها
كلا! تمالكت مارا نفسها وهى تأخذ نفسا مرتعشا من الخوف ان كين ليس بالرجل العنيف لا يتأتى لرجل يهتم بالاطفال كما يفعل وهو من هدأ من روع بيتى حين انتابها الكابوس كما فعل حتى انه لجأ الى كذبته الشنيعه حول امها لا لشئ الا ليزيل عنها الخوف لا يمكن ان يكون رجلا عنيفا ومع ذلك عليها ان تكون على بعد آمن منه وهى تخبره بالامر
خنقتها عبره وهى تتسائل كيف يتأتى لها ان تكون على بعد منه وكل ذره فى جسدها تشتهى قربه؟ واذا كانت هذه مشاعرها الان فماذا فاعله حين تراه؟
لاح لها المنزل على بعد بهيئته المريع المثبته بجوار الطريق ومزقت الالام قلبها لرؤيته اربعه ايام مرت عليها فيه اشبه بأنشوده من اناشيد الرعاه مرت بسرعه كما لو كانت اختلست من عمر الزمن ولكنها فى اثناء تلك الايام لم تكن تراها بتلك الصوره كانت تحب بألحاح فكره الهرب ام الان فهى تتمنى لو اعيدت الكره لتكون مع كين لتراه وتحادثه ....
اوقفت سيارتها بجوار الطريق وهى تتنفس سريعا وتجابه الكلمه التى لا فرار منها انها تحب كين ولقد استولى على قلبها فى هذه الفسحه الصغيره من الزمن
انها لم تناقض عقيدتها الراسخه بأن الحب لا يأتى الا بعد معرفه وثسقه ففى فتره اقامتها مع كين عرفت عنه الكثير فأعجبت بعقله الصافى المرتب بصبره وتسامحه ورقته فى التعامل مع الصغيرين وما ابداه تجاههما من عطف وتفاهم - وتقلصت اصابعها على عجله القياده - وتجاهها هى ايضا
انها لا تريد الذهاب الى اى مكان كل ما تريده هو العيش هنا الى الابد والى ان يأتى موعد الفراق الذى تعلم انه آت لا محاله فإن كين قد اصبح جزءا من حياتها ولكن الزمن لن يتوقف فلا بد ان الموظفه اعطت الورقه الى جوليان وعليها اخطار كين بأسرع ما يمكنها ومدت يدها والالم يعتصر قلبها الى مفتاح تشغيل السياره
وى آخر وره لها بالقرب من المنزل كاد قلب مارا ان يتوقف وهى ترى سياره اجره متوقفه امام بوابته كين بسبيله الى الفرار بالطفلين ؟ ولكن المنزل ليس به اتصال هاتفى فكيف اتصل هو بأحد؟
جف حلقها وهى ترى السياره تتحرك الى الخلف ثم تأخذ طريقها الى الامام وتنفست الصعداء وهى ترى انها لا تقل الا سائقها
وقفت السياره على بعد من المنزل حتى لا ينتبه كين الى صوت محركها وكانت ساقها فى ثقل الرصاص وهى تتجه الى المنزل المختفى وراء سياج سميك
- آسف لم اتمكن من الحضور الى مقابلتك فقد كانت لدى مشكله بالنسبه الى سيارتى
قفز قلبها الى ضلوعها وهى تتعرف الى صوت كين ونبرته الرقيقه الدافئه كان واقفا فى الحديقه على بعد اقدام منها ولكن مع من يتكلم ؟ واضح انه لا يتكلم مع الطفلين فاقتربت بهدوء حذر
- لا يهم
كان صوتا انثويا ناعما خافتا
- واهم ما فى الامر اننى هنا اواه يا كين لا تدرى كم انا مشتاقه الى هذه اللحظه
وقعت الكلمات فى ذهن مارا الذى ملاه الطنين حتى شعرت بالدنيا تدور بها وقد تعرفت الى السيده التى كانت مع سكوت منذ قليل فماذا تفعل هنا؟
ورمشت بقوه لتزيل الغشاوه عن عينها واجبرت نفسها الى التطلع الى الشخصين الواقفين على مقربه منها وانتابها شعور غامض بالغثيان يعتصر معدتها وهى ترى كيف تحيط ذراع كين بخصر السيده والرأسين الفاحمين جد قريبين من بعضهما
- هل رأيت سكوت؟
- لقد جئت توا من عنده..
ضاعت بقيه عباره المرأه حين سطعت الحقيقه امام عينى مارا فأغشت بصرها، ان هذه المرأه هى جزء من مخطط كين انها الوسيطه بين كين وجوليان وواضح ان وساطتها قد اوشكت ان تنتهى بعد ان تمت بنجاح اذا ما ترجمت الابتسامه على وجهها الترجمه الصحيحه ومن ثم فقد بدا جوليان غير قلق .. فهو يعلم انه خلال دقائق سيعود طفلاه اليه
ولكن ما علاقه هذه المرأه بكين؟ انها لمحت خاتما يلمع فى اصبعها حين احاطت ذراع كين بيدها وتضاعف ما يعتريها من كرب وهى تشعر بأن قلبها تمزق اربا اربا
لقد قال لها كين:انه لا توجد اى فتاه فى حياته وقد صدقته يا لها من حمقاء عمياء سهله الخداع؟ وامتلأت عيناها بالدموع الحاره اللاسعه حتى انها لم تنتبه الى الفرع الى تقصف تحت قدمها وقد اطلق صوتا كطلق نارى فى السكون المخيم والتفت كين نحوها بحده
- مارا !
ولم تكن فى وضع يسمح لها ان تترجم نبره صوته فقد كان المسيطر على ذهنها هو رغبتها فى الفرار ان تركض بأسرع ما يمكنها الى مكان تخلو فيه بنفسها لتلعق جراحها ولكن كين تحرك بأسرع مما توقعت وقبض لى ذراعها بقوه تعجز عن التحرر منها ووجدت نفسها تجر ضد مقاومتها العنيفه الى حيث توجد المرأه الاخرى
سألت ذات الشعر الفاحم وعيناها متسعتان من الاستغراب:
- كين من هذه؟
- فتاه قابلتها، صديقه لى
انه متحير كيف يصفها بالنسبه له ولا عجب فى ذلك وشعرت بالمراره تشتعل داخل فمها كيف تصف لزوجتك فتاه اختطفتها ثم راودتها عن نفسها ؟ وانفجر بداخلها خليط من التقزز والقنوط
وصاحت فى وجهه:
- لست كصديقه لك
وخرجت الكلمات كشظايا متناثره وكانت العينان الزرقاوان غايه فى العمق وكادت ان تقسم انها رأت فيهما ما كان ينتابها هى من ضياع
وقال بصوت عار تماما من اى تعبير :
- ليست صديقه حسنا ولكن شخصا اريد ان اتكلم معه
- لقد قلنا كل ما لدينا وليس لدى المزيد لاقوله لك
- ربما ليس لديك ولكن لدى ما اريد ان اشرحه لك
والتفت الى ذات الشعر الاسود الواقفه بجواره صامته
- ليزا هلا تركتنا وحدنا دقائق ادخلى المنزل معهما فى غرفه المعيشه
وكانت عيناها الزرقاوان مثل عينيه تتطلعان فى وجهه بتساؤل وكست وجه المرأه ابتسامه ازالت كل شك لدى مارا عنها وعضت على شفتها لفرط ما بها من الالام مبرحه لتحبس زفره كادت تفر من شفتيها لهذه السعاده الطاغيه التى رأتها على وجه غريمتها
استدار كين الى مارا بعد انصراف ليزا :
- والان اعلم انك لا تريدين الحديث
- وانت على حق تماما
شعرت بوخزه فى صدرها وهو يلوى شفتيه كرد فعل على خشونتها معه
واستطردت:
- ليس هناك شئ تقوله يمكن ان يغير الموقف لقد كذبت على واغويتنى
وبدأ كين يقول :لا... ولكنها لم تدع له فرصه للحديث بل استمر لسانها فى اندفاعه :
- ماذا حدث؟ هل اصابك الضجر لمرور اربع ليال دون امرأه فى فراشك؟ الا يمكن تحمل مثل هذه الفتره فرحت تبحث عن فتاه ساذجه تفتنها بسحرك؟ كم كنت غبيه؟ ثم راحت تقلده بفظاظه"ليس هناك فتاه فى حياتى"
خبرنى الان ماذا تسمى نزوتك فى غياب زوجتك؟
- ماذا؟
دفع كين اصابعه فى شعره يائسا وتابعت مارا حركته لا تستطيع ان تستبعد عن ذهنا رغبتها السابقه ان تقوم بنفس الحركه له
- مارا هناك امر يجب ان تريه تعالى معى من فضلك
وودت لو تدق كعب حذائها فى الارض عنادا وتصرخ فى وجهه انها لن تذهب معه فى اى مكان ولكن عينيه الزرقاوين سلطتا اشعتهما على عينيها فسلبت معها ارادتها فلم تستطع مقاومته وهو يأخذ بيدها فى رقه ويدخل بها المنزل
وفى باب الصاله وقف بباب غرفه المعيشه
- كل ما اريده منك ان تدخلى هنا
وكان صوته رقيقا وهو يحاول اقناعها
- فإذا ظللت كاره لى فسوف ادعك تذهبين الى حال سبيلك ولكن افعلى هذا من اجلى ارجوك
لم تكن تريد ان تدخل الغرفه ولا ان تعرض نفسها للذكريات التى ستحطم قلبها ولكن الامر كان يتطلب قلبا اقسى من قلبها ليقاوم الاستعطاف البادى فى صوته وعلى وجهه ولذا فقد تحركت كأنسان آلى وفتحت باب الغرفه
ولم تكن تدرى ماذا تتوقع ان ترى ولكن المنظر الذى رأته داخل الغرفه افرغ كل التفكير الذى بعقلها ، كانت المرأه التى دعاها كين بليزا جالسه على الاريكه وبجوارها بيتى وباتريك كل الى جانب منها وهى تحيطهما بذراعيها والدموع تنهمر من عينيها والطفلان متعلقان بها كما لو كانا لا يريدان ان يفارقاها
- ليزا
وبدا صوت كين مجهدا واجش:
- هلا ذكرت لـ مارا من اكون؟
ولكن قبل ان تجيب المرأه كان بااتريك قد رفع عينيه الى مارا الواقفه متجمده فى المدخل
- مارا
وكان وجهه مشرقا بالفرح والنشوه
- مارا انظرى لقد عادت مامى!
مامى؟ ودار عقل مارا بعنف حتى تخاذلت ساقاها وكادت تهوى على الارض لولا ان احاطت بها ذراع كين من الخلف ولكن جوليان سكوت سبق وان قال....
واستدارت تحملق الى عينى كين الهادئتين المترقبتين وهز رأسه متجهما وهو يقرأ السؤال الذى يجول بخاطرها
- اعلم ماذا قال لك سكوت ولكن ذلك كان محض اكاذيب
وتدخلت ليزا بصوت هادئ:
- لقد طلقت من جوليان منذ ثلاث سنوات وكان زواجنا خطأ منذ البدايه وكان نظر كين اثقب من نظرى فقد كنت..
ثم اشاحت بيدها مستبعده التفاصيل الغير ضروريه
- وبعد الطلاق حكم لى بحضانه الطفلين ولك يكن جوليان الاب المتحمس لابوته وكنت اريد الطفلين ولا يريدهما كان يحب عمله فى المقام الاول وبعد الطلاق كان نادرا ما يراهما او يبدى اهتمام لما يجرى لهما ولكن بعد ذلك قابلت رجلا امريكيا هنا فى رحله عمل وتحاببنا ثم تزوجنا ورحلت معه الى امريكا مع الطفلين
وفى عقلها سمعت مارا صوت جوليان وهو يقول لها:
- لقد عاش الاطفال فى امريكا السنوات الاخيره
وتذكرت كيف بدا وقع عبارته غريبا فى ذلك الوقت
- ومن ساعتها تغيرت تصرفات جوليان جذريا فأصبح فجأه مهتما بالطفلين بعد طول اهمال ولم يكن الامر سوى غيره وحب تملك فلم يكن يحتمل رجل غريب فى مقام والد لولديه حتى ولو لم يكن راغبا فى ذلك الدور منذ البدايه وحاول كل ما فى وسعه ان يمنعنى من اصطحاب الطفلين معى الى امريكا وحين لم ينجح لجأ الى التهديد قائلا انه سوف يحرمنى منهما الى الابد
منتديات ليلاس
كانت دموع ليزا قد جفت واصبح صوتها هادئا وخافتا :
- وجاءنا يوما للزياره وكان امرا غريبا غير معتاد المفترض ان يثير الشك فى نفسى ولكننى بكل غباء لم افعل وطلب ان يذهب مع بيتى وباتريك الى حديقه الحيوانات ولم اجد سببا يمنعنى من الرفض ولكنه لم يعد
وارتعشت الكلمات على لسانها:
- كان ذلك هذا منذ سته اشهر لم ارهما وقتها حتى الان
تدخلت بيتى الصغيره ببرائه غير مدركه وقع كلماتها على نفس مارا
- لقد قال الخال كين ان مامى قادمه سريعا
انها اخته؟ اخذت هذه الحقيقه تسطع فى ذهنها المحموم تدريجيا وهى تدرك ما يعنيه بالنسبه لها
والتفتت الى كين والدفء يشع من عينيها ورأت فى عينيه السعاده ناطقه فيهما
- كان يقتفى اثر جوليان منذ اختفاء الطفلين ومنذ عده ايام لمحه فى بوسطن فطلبنى على الفور ليخبرنى بعثوره على بيتى وباتريك ولنرتب معا الخطوه التاليه وكانت تعليماتى الا يفعل شيئا الى ان اصل وقد تأخر حجز الطائره اربعه ايام ولم يطق كين الانتظار وكانت فكره اخذ الطفلين عنوه فكرته هو
وزمر كين:
- لقد اردت ان اذيقه من نفس الكأس وكانت المعلومات التى جمعتها عن جوليان تشير الى انه لم يتغير البته كان فى العمل طوال اليوم ومع محبوبته الجديده طوال المساء انه لم يرد بيتى وباتريك لمصلحتهما بل ليؤذيك انت لذا قمت بتنفيذ خطوتى
وعلى الرغم من ان الكلمات لم تكن موجهه الى مارا الا انها انغمست عميقه فى قلبها
لقد كانت تتصور كين هو الذى يستغل الطفلين ولكنه جوليان والدهما وهو من كان يفعل ذلك
وضحكت اخته وقالت:
- انك مخلوق عنيد مندفع على الدوام
شعرت مارا بساقيها تخوران وهذا التعليق من ليزا يرن فى اذنيها متذكره اندفاعهما تحت تأثير الشراب هل كانت نزوه عابره ام حب حقيقى سيكتب له الدوام وماذا عن كين؟ انها الان تدرك انه ليس بالفظ الغليظ القلب الذى تصورته من قبل وتعلم الان ان ما قاله جوليان هو محض افتراء ولكن ما حقيقه شعوره تجاهها؟
وصدمت ان تنتبه الى انه لايزال محيطا خصرها بذراعه يضمها اليه خشيه ان تقع ولم تدر اتترك نفسها فى ذلك الوضع ام تجذب نفسها بعيده عنه؟
- اننى لم اصدق قط..
والقى نظره سريعه الى بيتى وباتريك فتراجع بسرعه عما كان بصدد ان يقوله وصحح قوله قائلا:
- كان جوليان سيستمع الى اى منطق..
وامسك لسانه حين وضعت مارا يدها على فمها مذعوره
- ماذا هناك؟
قالت مارا وهى توشك ان تبكى:
- لقد ذكرت لجوليان عن مكاننا كان يجب ان اتروى قبل ان افعل يا كين..
وقال مهدأ من روعها :
- لا عليك لقد كانت ليزا معه بالفعل
وعندئذ تذكرت مارا ان ليزا كانت معه امام الفندق
- حين احضرت الطفلين الى هنا سالمين كان اول شئ هو الاتصال بليزا وكان ذلك عندما كنت غائبه عن الدنيا
ونظر اليها بأسى معتذرا
- لقد كنت على استعداد ان اترك جوليان يأكل قلبه القلق لكن ليزا طيبه القلب..
وقالت ليزا:
- واتصلت انا بجوليان وطلبت منه ان نتقابل وان نتحدث معا وانى قادمه الى انجلترا ورتبت اللقاء ببوردفورد فلم يكن فى استطاعتى ان اعيش طوال حياتى التفت الى الوراء قلقه على ولدى وتقابلنا ويبدو انه ترجع بالفعل بالنسبه لتفكيره لكل شئ اعتقد ان وجود بيتى وباتريك قد صعبا عليه الامور اكثر فخطيبته الجديده لم تكن متحمسه لاسره كبيره فى البدايه وقد انذرته اما هى.... او الطفلان وساهم فى اغراءه زوجى بأن تعهد بالا يكلفه شيئا لقاء الانفاق على ولديه فقبل على الفور
- اتمنى ان تكون الآنسه فريزر راضيه عن الاتفاق
وكانت عيناه صارمتان ولكن تحولتا الى الرقه عندما نظر الى المجموعه الجالسه على الاريكه:
- عن نفسى اعتقد انك الجانب الفائز فى الصفقه
وقالت ليزا عابسه ومتحيره:
- هناك امر واحد لا افهم ما الذى ادخل مارا فى الموضوع؟
توترت مارا وهى فى ذراع كين مترقبه رده
- كان هذا خطأ منى لقد اعتقدتها خطيبه جوليان
- اوه, والتفتت الى مارا:
اراهن انه اذاقك تلامرين نتيجه لذلك فأنا اعرف اخى .. يتمثل الفظاظه حين يكون غير واثقا فى نفسه او ينتابه القلق
كين غير واثق فى نفسه ؟ ورجعت بذهنها طوال الاربعه ايام الفائته تنظر الى الحوادث على ضوء هذه العباره وبدأت تقول:
- ربما اكون
ولكنها لم تتمكن من الاستطراد حين وجدت العيون الممتلئه بالحيويه تلتفت اليها ثم صدمت لما اعترى وجه كين من تغير فأصبح مجهدا وجامدا وتحرك اخيرا تاركا جسدها وقال لاخته:
- ليزا هلا سمحت لنا بدقائق هناك امر اريد ان احادث مارا فيه
ولم تكن ليزا منتبهه الى انصرافهما تماما فقد كان كل تركيزها منصبا على ولديها وامسك كين بيد مارا يأخذها الى البقعه التى كان واقفا فيها مع اخته من قبل ثم استدار يأخذ بيدها الثانيه وقد كسا الجد وجهه :
- اعلم انك فى البدايه اعتقدت اننى مختطف حقيقه وقد تركت هذا الخطأ لاننى كنت اعتقد انك خطيبه جوليان تلك الانسه المدللة التى سمعت عنها فى البدايه متصورا اننى لو قصصت عليك الحقيقه لن تصدقينى وتأخذى جانب كين
توقف فجأه وهو يهز رأسه هزه خفيفه:
- ما اريد ان اعرفه ... لماذا عدت؟
ايقظت كلمه اريد بصيصا من الامل فى قلبها هل هناك شئ وراء تلك الكلمه؟
تصورت انها ضاعت للابد حين تصورت ان ليزا هى زوجته وقابلت عيناها العسليتان عينيه المترقبتين فى ثبات وهى تتأهب الى الرد وحين فعلت كان صوتها خافتا ولكنه كان ثابتا فليس هناك من اجابه سوى الحقيقه
- لقد خططت ان اخبر جوليان بمكانك وتركت له رساله فى الفندق بهذا الخصوص ولكننى طلبت من موظفه الاستقبال الا ترسلها له على الفور حتى اجد فرصه الى تحذيرك
- تحذيرى؟
وكانت سرعه تساؤله بمثابه لفحه من الهواء زادت من توهج الامل الذى بدأ يخفف من عذاب قلبها
- لماذا اردت تحذيرى؟
- اردت ان اعطيك فرصه للفرار فقد كنت متأده ان جوليان سيحضر الشرطه و...
خمد صوتها وهى ترى وميضا من العواطف احال عينيه الى جواهر براقه
- حتى وانك تعتقدين اننى اجمع كل صور النذاله اردت ان تفعلى ذلك معى؟ لماذا يا مارا؟
ولم يكن هناك مجال لخطأ فى ان عمق نبره صوته كانت تكشف عن مدى اهميه اجابتها عن سؤاله فقد قال لها كل شئ تريد معرفته ومع ذلك فقد كان قلبها يدق بعنف فى صدرها حتى جعلها لا تجد نفسا يمكنها من الحديث فقال يستحثها :
- لماذا فعلت ذلك يا مارا؟
- لاننى احبك
ولم يكن من مجال لزياده عبارتها الواضحه ايضاحا على اثرها وجدت نفسها بين ذراعيه وشعرت وكأنها رست على بر الامان بعد عاصفه عاتيه وامتلا قلبا دفئا وامتلات نفسها امنا وسلامه
قال كين بصوت مختلج من العواطف:
- واننى احبك يا فتاتى الحبيبه واعتقد اننى وقعت فى شباك حبك لحظه ان وقعت عيناى عليك اول مره حين نزلت من سيارتك وقدمت نحوى وكل ما سيطر على فكرى وقتها هو انك ابهى واجمل فتاه وقعت عيناى عليها ولكن حين ناداك باتريك بأسم مارا اعتقدت انك خطيبه جوليان امتلأت نفسى غيظا ان يسبقنى اليك قبل حتى ان اعرف بوجودك
وربتت يده على خدها ثم رفع ذقنها لينظر بعينين ملتهبتين الى عينيها
وضحك ضحكه مهتزه غير واثقه :
- اعتقد ان الجنون اصابنى شيئا ما وكما قالت ليزا اننى اميل الى الاندفاع دون ترو فى مثل هذه المواقف وكنت قد سمعت عن فتاه جوليان ذات الرأس الاحمر فأردت ان المسك ان اتكلم معك ولو كان معنى ذلك افساد خطتى كليه
ونظر حيث كانت الكدمه على فكها وكست مشاعر الاسف والشعور بالذنب عينيه
- وحين كانت سقطتك شعرت بالامتعاض من نفسى ولكن فى الوقت نفسه شعرت ان القدر الى جانبى وتحت تبرير اننى لو تركتك مكانك ربما يصيبك الاذى اخذتك معى ولكننى لن اغفر لنفسى ما حييت ان تسببت لك فى كل هذا
ومدت يدها تمسح ما على وجهه من اجهاد وغمغمت تخفف عنه
- لقد كانت حادثه لا ذنب لك فيها
وحين رأت شكوكه لا تزال تتلاعب على وجهه قالت مازحه :
- على الاقل يمكننى ان اقول للناس انك اوقعت بى فى اول لقاء وبالمعنى الحرفى ايضا
وكان هذا افضل فقد بدت الغشاوه تنقشع من على وجهه بل وقد تمكن من رسم ابتسامه تأثر
- حين علمت هذه الليله انك لست لوسى فريزر.....
ولم يكمل عبارته ولكن ذهن مارا اشرق بصوره وجهه وقتها حيه وواضحه فى خيالها
- واردت ان احكى لك القصه ولكنك كنت وقتها عصبيه ومتحفزه كقطه متوتره ولذا فقد اقترحت عليكى شرابا لتهدئتك ولكن تحكمى فى نفسى لم يكن بهذه القوه ازاءك
وسادت فتره صمت تمتم بعدها:
- لم اكن اخطط ان تسير الامور بتلك الصوره على العموم لا استطيع الانتظار هل تقبلين الزواج منى حبيبتى؟
كان الرد يلسع لسانها ولكن نوبه خبث دفعتها الى ان تسأله:
- وكيف كنت مخططا للامر؟
فرد مازحا:
- كنت موشكا ان اركع امامك ليله امس كما تقتضى الاصول الرومانسيه
ونظرت الى الارض بصوره آليه فقال متظاهرا بأنه سيفعل:
- اذا كنت مصره..
فانفجرت ضاحكه:
- اياك ايها الابله ان الارض ملبده بالطين.. نعم اقبل الزواج منك
وقالت بعد فتره من النشوه الغامره:
- الم تلاحظ شيئا لقد قبلت الزواج منك رغم انى لا اعرف ماذا تفعل فى حياتك حينما لا تكون مشغولا بخطف الاطفال او النساء
جلجلت ضحكته فى المكان وتراقص قلبها تجاوبا معها
- اننى اعمل بالتاريخ القى محاضرات بالجامعه ولكننى الان مشغول بالتأليف اتتصورين انه يمكنك ان ترضى بأستاذ اكاديمى بدلا من مجرم عتيد؟
فار داخلها بالفرحه وارتسمت على وجهه ابتسامه مشرقه:
- فلأحاول
وسأل صوت طفولى صاف:
- مامى لماذا يقبل خالى كين مارا؟
وردت ليزا التى كانت قد خرجت بطفليها الى الحديقه دون ان يلحظها العاشقان:
- خالك يقبل مارا لانه يحبها ومن الآن سنناديها الخاله مارا لانه سوف يتزوجها
قفزت بيتى الصغيره من فرط الاثاره :
- رائع هل يمكن ان اكون وصيفه العرو؟
وردت مارا بسعاده :
- بالتأكيد يمكنك ان تكونى
تمــ بحمد الله ــت
التعديل الأخير تم بواسطة safsaf313 ; 30-10-08 الساعة 05:14 PM
|