كاتب الموضوع :
safsaf313
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وخمدت الكلمات على شفتيها وهى تتطلع الى وجه كين ما الذى قالته لتجعل ملامحه بذلك الشكل؟ لقد اختفى التلذذ وانطفأ بريق عينيه الزرقاوين فجأه فاصبحتا قاتمتين كبحر من الظلمات لا يسبر غوره كما فر لونه ايضا فشحبت بشره صدغيه المتقلصتين وهو يقبض بقوه على القدح حتى ابيضت سلاميات اصابعه اذن فهو يحمل مشاعر ايضا وذكر وفاه اخته قد مس وترا حساسا فى قلبه
- من قال لك ذلك؟
كان سؤاله بوحشيه حيث انكمشت فى موضعها فى حاشيه الاريكه وقد اتسعت عيناها العسليتين فى ذعر لم يكن غضبا ذلك الذى جعل صوته كذلك بل شيئا آخر شعورا عاطفيا طاغيا لم تتصور له تفسيرا
- انه... جوليان
بالتأكيد جاهدت للتحكم فى صوتها الذى اصابه الاضطراب من بدايته لنهايته
- جوليان!!
وخرج الاسم من فمه مصحوبا بكل آيات الاحتقار وقد اكفهر وجهه غضبا
فكرت مارا وهى تنتفض هذا هو كين الحقيقى وبدأت تنسى ذلك المسترخى الهادئ الذى كان امامها منذ لحظات وتنسى معه ذلك الماهر فى تقديم الطعام والملبس لبيتى وباتريك بل والرقيق والصبور معهما شاعره بوخزه حاده من الشعور بالضياع فى قلبها وهى تفكر فيه لقد ظهر كين اخيرا على حقيقته انسانا سيطرت على مشاعره الكراهيه ....مصبوبه كلها على رأس والد الطفلين ،يا الهى!، ما الذى فعله جوليان سكوت له؟
- نعم جوليان سكوت
ورفعت ذقنها فى تحد تكبت بلا هواده شعور الاسى لضياع الجانب الاخر من الرجل
- لست ادرى ما الذى تحمله ضد...
- لست تدرين
قاطعها محتدا
- الا تدرين حقيقه ما الذى بينى وبين جوليان سكوت؟
- حسنا يا آنسه لوسى سأخبرك
وعندئذ هبت مارا تقول
- بماذا ناديتنى؟
وتسبب سؤاله فى صمت فجائى شعرت فيه مارا بأثر هبتها فى وجهه يخيم ثقيلا عليهما معا ثم عادت تكرر سؤالها وهى تضغط على كل كلمه:
- بماذا ناديتنى؟
- آنسه لوسى اليس هذا هو اسمك؟ لوسى فرايز؟
بدا الاسم غريبا عن اذنها لحظات الى ان تردد فى ذهنها صوت جوليان سكوت:
- خطيبتى الآنسه لوسى سوف تكون بأنتظارهما
وفوجئت بهذا الادراك حتى انها انفجرت فى الضحك
- اخشى ان تكون الخيوط تشابكت فى يدك انا لست الآنسه لوسى
انها لم تسمع بأسم الانسه لوسى الاول ( يسمى 1st name فى الانجليزيه يعنى اسم الاب على حسب معلوماتى ولو كانت خاطئه حد يصححها) من قبل ولكنه رن فى اذنيها كاسم يليق بأمرأه كله بهرجه وقد فسر خطأ كين هذا اشياء كثيره : سؤاله عن الخاتم وتعليقه اللاذع عن جوليان الغالى لديك ولكن لماذا ظن انها لوسى فرايزر؟
- ولكن قد قال باتريك..
لو كان اثر ذكر اخته قد وقع دراميا فقد كان اثر اتضاح هذه الحقيقه طاغيا وقد بدا وكأن كين فقد السيطره على نفسه فبدلا من الشخص الممتلئ ثقه بنفسه وتصرفاته رأت رجلا يضرب اخماسا فى اسداس ويبدو عليه انه لا يجد الكلمات التى يريد ان يلفظها وقد استحال وجهه الى مثال للصدمه عيناه متسعتان تبرقان فوق خده الشاحب
لقد سبق وقال باتريك انها صديق والده المفضله وانه نعتها بأنها ملاك و.. وفجأه وجدت ان الزمن قد طوى بها فعادت بذهنها الى ذلك الطريق المؤدى الى المدرسه والسياره الاسكورت الزرقاء الداكنه معترضه طريقها وكين بقامته المديده وسحنته الداكنه واقف لديها بصوره مهدده
وامكنها ان تتصور باتريك نازلا من السياره وان تشعر بيد كين القويه تقبض على رسغها بقوه احست كما لو كانت تحدث فى تلك اللحظه ورنت فى رأسها صوت باتريك وهو يهتف بأسمها:مارا ورأت على الفور وجه كين قد تغير وران عليه البرود والتباعد مارا.. تدليل لاسم لوسى
- اوه نعم اسمى مارا ولكن ليس تصغيرا لاسم لوسى ان اسمى بالكامل مارا بوش
لقد اتضح لها الموقف تماما واصبح من السهل حل لغز اصرار كين على اخذها معهم بلا من تركها مكانها بأعتبارها خطيبه غريمه قدمها الحظ له على طبق من ذهب ليمكنه ان يفجعه فى ثلاثه من احب الناس على قلبه بضربه واحده ولكنه لم يكن ليقع فى الخطأ لو بذل جهدا اكبر فى التقصى ليعلم ان لوسى مخلوقه نحيله ضئيله الجسم فى الثلاثين وليست هيفاء فى الرابعه والعشرين ذات اجمه من التموجات الحمراء تعلو رأسها
قال كين بعد ان استعاد شيئا من تملكه لنفسه وعيناه قاسيتان وهما تقيمانها:
- اتعتقدين اننى اصدق ذلك؟
- اوه هذا سهل اثباته
وتلفتت لتبحث عن حقيبه يدها وبعد لحظه كانت تخرج منها بطاقه ناولتها له وعلى شفتيها ابتسامه ظفر لم تستطع مقاومتها وعيناه تترددان بين وجهها وبين قطعه الورق البيضاء
وقرأ بصوت عالٍ:
- وكاله الخدمات المنزليه
وكان صوته اجش خاليا مما عرف عنه من ثقه:
- مديره...
واندفعت متمالكه نفسها:
- مارا بوش
واتبعت ذلك بذكرالعنوان ورقم التليفون المذكورين على البطاقه مدفوعه برغبه خبيثه فى تلقينه الدرس لنهايته وكان طعم الظفر حلوا وهو يضغط بأصبعه على القصاصه البيضاء فتسحقها ولم تتمالك هى ان تضيف:
- هل تصدقنى الان؟
ولم تزد الاجابه عن هزه رأس بطيئه وصامته وعينا كين تراقبا نقطه ما على البعد وقد كسا وجهه عبوس قد كسا اخاديد على جبهته
وافرغ ذلك العبوس احساس البهجه من نفسها كما يتسرب الهواء من ثقب بالون منتفخ
لقد اثبتت انها ليست لوسى فرايزر ولكن ما الفرق ؟ انه لا يزال ذلك الانسان الذى لم يتورع عن اختطاف طفلين بدافع الكراهه لابيهما واذا اكتشف انها ليست من كان يقصدها هل ذلك يعنى ان يعاملها بشفقه او عطف؟اذا كان بالفعل يبغى مالا فأن ثراء اسرتها ان يعاملها معامله جوليان
وعلى الرغم مما كان ينبعث من المدفأه من حراره فقد وجدت نفسها تنتفض بالبروده وكأنها داخل قالب من الثلج وهى تجلس على الحافه تأبى عليها اعصابها المتوتره ان تجلس ساكنه وحين بدأ كين فى النهايه يلتفت اليها حملقت اليه بعصبيه تحاول ان تقرأ افكاره من عينيها المتوجستين
زاد اضطرابها حين لم تجد فى عينيه ذلك الغضب الذى توقعته حتى الازدراء بل وجدت فيهما رقه مع شئ اشبه بأسى عميق فى عينيه البراقتين وزاد ارتباكها حين بدأ يتحدث:
- اعتقد اننى مدين لك بالاعتذار
ووقعت هذه العباره على نفسها التى لاتزال على صورته الكريهه وقعا غير متوقع اطلاقا لم تستطع ازاءه الا ان تحملق اليه فى دهشه عقدت لسانها
- ان اسفى لعميقان اقحمتك فى كل هذا نتيجه خلط فى الشخصيات لقد ذكرت اننى خططت لهذه العمليه منذ شهر ولكن اغلب الوقت كان مستنفدا فى تتبع حركات جوليان ولم اصل الى بوسطن قبل اربع وعشرين ساعه فلم اكن اتجسس عليه كما ذكرت
وكان صوته متحمسا بصوره اذهلت مارا كما لو كان امرا فى غايه الحيويه بالنسبه له ان تصدقه
- كل ما عرفته عن خطيبه جوليان كان مصدره ما يتناقل عن الالسنه حمراء مغروره تملك من المال اكثر مما تملك من العقل
وابتسم بخبث:
- رأى من ابلغنى وليس رأيى انا وحين راقبت المنزل يوم الثلاثاء وجدت بيتى وباتريك بصحبتك ولم تخرجى منه على الرغم من مرور ساعه على انتظارى
وعادت بذاكرتها الى يوم الثلاثاء عصرا متذكره قلقها حين عادت الى المنزل فلم تجد مديره المنزل او لوسى فأضطرت الى ان تبقى معهما بعد ان اخطرت مكتبها تليفونيا بالموقف وظلت هناك ساعتين تقريبا الى ان عادت خطيبه جوليان من رحله تسوقها
منتديات ليلاس
ولو كان كين قد انتظر نصف ساعه اخرى لرأى لوسى الحقيقيه ورآها هى متجهه الى مكتبها ولو حدث ذلك فربما كان يتركها مكانها حيث سقطت ولما اقحمت فى الامر كله وبدا غريبا الا تروق لها الفكره اذا انها تصورت انها لم تكن لتقابل كين ويلسون او حتى تعرف بوجوده ان الامر يبدو وكأن يد القدرتحركه خالقه كل هذه الاخطاء ليتم لقائهما المحتوم وتولد احساس غريب لديها بأن حياتها لم تكن على ما هى عليه نتيجه لذلك
- ولذا فما ان رأيتك مع بيتى وباتريك حتى ...
- حتى قفزت الى استنتاج متسرع
هتفت مارا بحده وهى تشعر بتمزق داخلى لما يعتمل بها من افكار ولما يحمله صوته من صدق قلق وندم ولم تدر كيف تتصرف ازاءه
- حسنا ماذا عساى ان افكر فيه خلاف ذلك ان احد لم يذكر لى اى فتاه اخرى لها صله بجوليان سكوت وفى اليوم التالى انتظرتكم فى طريق المدرسه وكان الطفلان معك باديا الاسترخاء بما يدل على المعرفه الوثيقه
واخترقت ابتسامه الاسى على وجهه قلب مارا ولما كانت تدرك انه خطأ قاتل ان تبدِ امامه ليونه قد توقعها فى خطر داهم فقدد اجبرت نفسها على ان تبدو متصلبه وغير متخاذله وهى تجيبه:
- لو كانت تحرياتك دقيقه لعلمت ان استرخاء الطفلين معى دليل على اننى لست الانسه فرايزر فهما لا يحبانها ... وانا متأكده انه شعور متبال هى ليست من الطراز الامومى
- لماذا تقولين ذلك؟
- لقد رأيتهما معها انها غير مستعده لان تهتم بهما ولا تريدهما فى طريقها انها سيده مجتمعات غايه فى الرشاقه والتأنق لا وقت لديها لما يشغل غيرها من اناس مختلفين من نمط حياتها
هددتها ابتسامه اخرى بأن تدمر سيطرتها التى تجاهد ان تحتفظ بها على نفسها ابتسامه صافيه فيها سرور حقيقى عريضه والى حد ما صبيانيه تذكرها بوجه باتريك حين انتهت مشكله تحطيم المصباح بسلام وكان عجيبا ان ترى كين مثله وقد استراح من عبء ثقيل كان يثقل كاهله
- انك لا تحبيها اليس كذلك؟
- لم اقابلها سوى مره واحده ولكن لا لم احبها على الاطلاق ومن طريقه حديث الطفلين عنها ليس منهما من يحبها ايضا
ولم يستطع ان تسمع ما تمتم به من كلمات خافته وظنت انه قال "حمدا لله" ولكن لم تفهم مبررا لرد فعل من هذا القبيل وفى اللحظه التاليه كان قد هب على قدميه فجأه مخللا شعره الحريرى بأصابعه فى حركه عاديه لكنها هزت مارا بعنف وهى تتابعها بعينها لان شعورا طاغيا ساورها ان تفعل له نفس الشئ حتى انها ضمت اصابعها بقوه خشيه ان تفضحها حركتها اللااراديه
- اننى ارحب بشراب فما رأيك؟
كان رد الفعل الغريزى هو ان تهز رأسها رفضا فهى متوتره بما فيه الكفايه بسبب كل شئ فيه قوه جسده وجرس صوته وبريق عينيه واذا كان الشراب له اثر فى ان تشعر بالاسترخاء الا انه يقوى من تلك المشاعر فيطلقها من عقالها الى ما لا تحمد عقباه ولكنها اعادت التفكير فى نفس اللحظه تقريبا فكبحت حركه الرفض وقد خطرت لها فكره اخرى اذا كان الشراب يهدئها فبالتأكيد يكون له نفس الاثر عليه انها فى الايام القليله المااضيه وهى فى صحبته لم تره لحظه الا وهو فى قمه انتباهه وحذره وعيناه الزرقاوان تتابع كل حركه منها حتى وان بدا هو مسترخيا كما بدا لها منذ لحظات كان هناك شئ خفى فى اسلوب تحكمه فى نفسه واضح فى توتر عضلاته كقط فى الغابه مستعد الى الانقضاض فى ايه لحظه وحتى فى نومه كان متحفزا لاى حركه او صوت - مثل استجابته لبيتى- حتى دب اليأس فى ان تجد فرصه لتنفيذ ما كانت تنويه من فرار وربما بعد الشراب يتخلى عن ذلك الحرص
-سيسعدنى ذلك
وابهجها ان ترى صوتها قد خرج هادئا رزينا لا يحمل شيئا من خلجات نفسها التى اثارتها فكره الرغبه فى الفرار ان عليها ان تخرج من المكان لتخبر جوليان عن مكان ولديه ولكن عليها بصوره اكثر الحاحا ان تفر من الرجل الذى يجذبها اليه الرجل الذى لا تثق فى دوافعه وتحتقر فعلته ولكنها امامه تجد نفسها ضعيفه متخاذله بصوره مزعجه
اخذ كين يعدد انواع المشروبات فى الخزانه وهو يتفحصها :
- حسنا
واعتدل وقنينه الشراب فى يده
فكرت مارا على انها نفسها لن تفعل ولكنها ستبذل جهدها لان يكون نصيبه منها وافرا وبعدها ترى ماذا يحدث وقررت ان تشرب معه اقل القليل
وبينما كين كان يجوس خلال المطبخ بحثا عن آلة لفتح القنينات اخذت مارا تحاول ان تتماسك لكى تتمكن من التفكير بذهن صافِ اذا ما قدر لتخطيطها ان تجعل كين يثمل بالشراب او على الاقل تجعله يفقد فيه حذره فأنها يجب ان تكون متماسكه لاقصى حد فإن خطوه واحده خاطئه من شأنها ان تدمر كل شئ
وهبت فجأه غير قادره على الاستمرار فىالجلوس لفرط ما تشعر به من قلق وراحت تذرع الغرفه التى اصبحت لها مألوفه تماما على مدى اربعه ايام ، وبدا امرا يثير الشجن انها لم تتعرف على منزلا كهذا الا فى تلك الظروف فقد عشقت كل شئ فيه حجمه طريقه تزيينه حديقته التى رأتها خلال النافذه وبما يوحى كل هذا من راحه وهدوء نفسى ولكن الطريقه التى احضرت بها اليه والرجل الذى يملكه وشعورها المتضارب تجاهه يقفان حائلا بينها وبين التمتع التمتع به ووجدت كتابا ملقى على حافه النافذه وجهه لاسفل فالتقطته فى تكاسل ثم رمشت عيناها دهشه حين رأت عنوانه
ما الذى يهم كين فى تاريخ حياه الملك ريتشارد الثالث؟ وبتصفح سريع لصفحاته وجدت انه كتاب مغرق فى التخصص ملئ بالهوامش والاشاره الى المراجع المتخصصه وكان الكتاب نفسه سميكا وثقيلا
وتذكرت فجأه اللمحه الخاطفه للغرفه الموجوده فى نهايه الصاله والكتب المكدسه على رفوفها والكمبيوتر الموجود فى المكتب ، جو يوحى يوحى بمستوى ثقافى راقٍ لا يتفق مع فكرتها عن كين كمختطف
اذن فكين مختطف من طراز غير عادى فقد ذكر كين انه اختطف الطفلين نكايه فى جوليان لسوء معاملته لاخته وجوليان قد رمى كين بأنه افسد العلاقه بينه وبين زوجته فأصبخت فى حيره من امرها لا تدرى ايهما تصدق
ولكن ظاهر الامر يدفعها الى ان تصدق شخصا واحدا هو جوليان الاب المهتم بولديه فكين على الرغم مما ابداه من حب وعطف عليهما لا يرى فيهما الا وسيله لغايه ينشدها فهو قد صرح بكل برود انه خطط لهذا الامر منذ مه وابدى كراهيته لججوليان فى نوبات غضب لم يحاول اخفاءه وق ابدى اسف حقيقى للخطأ فى اقحامها بالامر قد دفع بها الى احساس زائف بالامن فنسيت الاسلوب التمجرد من الرحمه الذى يتعبه لينفث حقده الاسود تجاه صهره وهى لا تعرف الهدف النهائى الذى يريد كين ان يصل اليه
- اليك ما اردت
اقتحمت الكلمات اهادئه واللمسه الرقيقه لكتفها افكارها فأهتزت بعنف وسقط الكتاب من يدها وهى تستدير اليه بعينين مفتوحتين تماما وهالات من الذعر مرتسمه على وجنتيها وبصعوبه لمحت القنينه فى يده فقد كان تركيزها على وجهه انها رأت عبوسا قد مر خاطفا عليه وظله قد كست عينيه المتألقتين وكان آخر شئ كانت مستعده له هو مواجهه عاصفه بدأت تتجمع نذرها فى اعماقهما
وهتف بها فى صوت اجش مضطرب:
- بالله عليك لا تنظرى الىّ هكذا فلن احاول ايذاءك
- اولست تفعل ذلك؟
صاحت فى وجهه وهى لا تزال تحت افكارها السوداء التى تجمعت فى ذهنها كسحاب ينذر بعاصفه رعديه
- رباه ماذا تظنين بى ؟ اننى لست...
ثم تحول صوته فجأه الى الهدوء وعيناه متقدتان بالتركيز على وجهها:
- كلا يا مارا لا اريد بك سوءا اليك وعد منى بذلك
آه لكم تود لو تصدقه انها تريد ان تصدقه تريد ذلك بالحاح ترتعد له لقد بدا صدقه حقيقيا حين اعتذر لهاوقابلت عيناه الصافيتان عينيها دون تردد او طرفه
ولكن عليها ان تتذكر على الدوام كين الآخر البارد القاسى القلب الذى قابلته فى البدايه واذا ما عن لها ان تنساه فلتتذكر الطفلين النائمين بالاعلى طفلين انتزعا من حضن ابيهما كضحيتين بريئتين لمخطط حقد غامض لهذا الرجل ومن اعماقها جاء وصف جوليان كوصف لرجل فاتن محترف للنساء فرحبت بهذا الوصف ليمكنها ان تضع كين فى مكانه الصحيح وترى شخصه الجديد مجرد تظاهر مدروس بعنايه للايقاع بها
وشعرت وكأنها كانت فى الايام الماضيه وكأنها تتوازن على حبل مشدود لا تدرى اى خطواتها ستهوى بها على الارض محطمه واخذت تهتف فى اعماقها - وهى تغريه بأن يجلس فى استرخاء ليبدأ حفله الشراب - داعيه ان تفلح خطتها لانها ان لم تنجح فليس فى ذهنها ايه فكره عن كيفيه تصرفها بعد ذلك
********
التعديل الأخير تم بواسطة safsaf313 ; 24-10-08 الساعة 11:46 PM
|