كاتب الموضوع :
safsaf313
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل السابع
- كلا لا اريد .....لا اريد..
اخترقت صرخه الرعب ذا ت الصوت الحاد نوم مارا فقفزت جالسه لا تدرى ماذا يحدث محملقه فى الظلام مبلبله الذهن اعادها جسد كين وهو يهب من رقدته الى ادراك اين هى ومع من بينما الصوت يعود صارخا
- من فضلك لا اريد لا ليزا
وتدفق الادراك فى ذهن مارا وكأنه مغطى بالضباب وفى لحظه كانت تهرع الى غرفه الطفلين ووجدت كين قد سبقها وحين دخلت كان بجوار الطفله بالفعل على سريرها اخذ الجسد الصغير بين ذراعيه وصوته الحنون يهمس لها برفق :
- هش يا صغيرتى لا شئ ... مجرد كابوس مزعج..
وتوقفت مأخوذه بالمنظر وبنظره على سرير باتريك وجدته مستغرقا فى النوم على الرغم مما حدث وبعد ذلك لم تستطع ان تحول عينيها عن كين وبيتى والطفله الصغيره تحملق بعيون زائغه الى وجهه
- يا خال كين؟
كانت همسه بصوت فزع مهتز اعتصر له قلب مارا اشفاقا
- انا هنا يا حبيبتى انه حلم سئ ولكنه انقضى انت فى امان..
- اوه يا خال كين
انتفض جسدها الرقيق والدموع تنهمر على خديها واخذ كين يمسحها بيد عطوف:
- لا تخافى يا حياتى انا هنا معك وايضا مارا
- مارا؟
وحين استدار رأس بيتى الداكن تجاه مارا وجدت فى نفسها القدره على الحركه اخيرا وجلست على السرير وخذت الناحيه الاخرى المقابله لكين واخذت بيدها وقالت لها :
- لا تبكى يا حبيبتى
كانت تحاول محاكاه صوت كين الهادئ المطمئن ولكنها لم تفلح فمع يقظتها المفاجئه زادت نظره كين لها اضطرابا وهو يتحداها بعينيه ان تحاول ان تبعد الطفله عنه او تتدخل بينها وبينه ولكنها لم تكن لتفعل ذلك ليس فى الموقف الراهن كانت بيتى مستيقظه الان وعيناها لا تزالان ممتلئتين بالدموع تضم جسدها بأمتننان لصدر كين العريض ويدها منقبضه عليه كما لو كانت لا تريده ان يبتعد عنها وكان من القسوه محاوله ابعادها عنه فهى محتاجه الى كل الامان ومن الواضح ان كين قادر على ان يمنحها منه ما تحتاج اليه وذراعه القويه تضمها بقوه وهو يمسح على وجهها ورأسها ويهمس طوال الوقت بعبارات رقيقه مداعبه اثارت شيئا فى قلب مارا مثيرا الاضطراب فى نبضاته
بعد ما كان منه غضب جامح ذلك الصباح اخذ كين يتحاشى ان يتبادل معها كلمه الا بالقدر الذى تحتاج اليه العنايه المشتركه بالطفلين وكانت مارا شاكره له بعمق هذا التباعد فقد كانت محتاجه الى وقت لتعيد فيه ترتيب ذهنها وترتيب مشاعرها لان الاحساس بمشاعر اخرى خلاف المقت والاشمئزاز تجاه كين كان امرا بلبل عليها افكارها ومشاعرها جاعلا الاقامه معه فى نفس الغرفه امرا لا يطاق
وقطع صوته الهادئ افكارها:
- هل انت احسن الان؟
لم تحر بيتى جوابا الا بهزه واهنه من يدها وهى دافنه وجهها فى صدر كين واطلقت الحركه الغريزيه من الطفله مشاعر مزعجه وغير متوقعه من مارا ادركت بأنه شعور قاس وغير معقول من الغيره انها ايضا تتوق ان تفعل ذلك ان تلقى بكل متاعبها ووساوسها على صدر عريض تدفن فيه رأسها وان تشعر بذراع قويه لشخص ما تحوطها باعثه فيها الامن والسلام
شخصا ما؟ كائنا من كان؟ واجهها عقلها بالسؤال فتملكتها بروده تبعتها حراره ملتهبه حين واجهت نفسها بحقيقه انها فى لحظه تمن سمحت لنفسها ان تتخيل انه شخص معين بذاته ذو ذراعين رجوليين قائمتين على بعد خطوات منها تحيطان بجسد بيتى امامها وجعل هذا الادراك اعصابها تتشتت الى آلاف من التقلصات المؤلمه ولكن كل هذه المشاعر تبخرت فجأه مع طلب بيتى التالى:
- يا خال كين اريد رؤيه مامى!
- اعلم حبيبتى اعلم لا تنزعجى سوف ترينها قريبا جدا!
وانفجر زلزال داخل مارا لم تطق معه صبرا فهمست فى اذنى كين وعيناها تقذفان بالشرر:
- كيف تقول ذلك ؟ ان ابشع صور القسوه ان يوهم طفل بمثل ما فعل هذا الرجل لا يبرر ذلك رغبته فى بعث الطمأنينه فى نفسها ان هذا لفظيع...
- دعى هذا لى
وتصادمت عيناه مع مارا فوق رأس بيتى:
- انا اعرف ماذا افعل
- محال لا اقف مكتوفه اليدين وانت...
- مارا
وارتفع صوته عن الصوت الرزين الحنون واخترقتها كلماته الحاده كالسيف:
- اعتقد ان بيتى محتاجه الى بعض من اللبن... ربما لبن دافئ لماذا لا تذهبين وتعدين لها بعض منه؟
- واتركها معك ؟ فريسه لما لا يعلم الا الله من اكاذيب تحشو بها رأسها
وكان صوتها مثقلا بالتقزز والازدراء وتوترت اعصابها ارتقابا للعاصفه التى سوف تهب ولكنه لم يفعل ذلك لفرط دهشتها:
- لا تتدخلى فى امور لا تفهمينها انك لا تعلمين نصف ما يدور وعليك ان تمسكى لسانك الجموح وتصدعى لما آمرك به
وكانت كل كلمه تهوى على اعصابها كقطعه جليد متجمده
وكاد لسانها الجموح يقول فلتذهب الى الجحيم ولكنها راجعت نفسها امام العينين الزرقاوين والوجه المتحفز فالوقت غير مناسب وبيتى المسكينه فى حالتها تلك ولكنها لا تستطيع ان تترك الطفله لمقاصد كين المثيره للشكوك فرفعت ذقنها فى عناد وقد تقلص فكها:
- لماذا لا تذهب وتحضر اللبن انت؟
وفوجئت بتقلص شفتيه كما لو كان موشكا على ان يبتسم نظرات عينيه لم تتجاوب مع ذلك الظن فقد ظلتا فى بروده الصقيع
- كان بودى لو تخلت بيتى عنى ، ولكن...
وتململ قليلا ليثبت وجهه نظره فأصدرت بيتى صوتا واهنا من الاحتجاج وجذبت يدها من يد مارا لتحيط خصر كين بكلتا ذراعيها ضامه نفسها اليه بقوه
- هل اتضح الامر؟
لم ينطق كين بكلمه ولكن مارا فهمت الرساله بكل وضوح من عينيه وزاد اعتراضها تخاذلا وهو يقول:
- لا المكان ولا الوقت مناسبا للجدل حول ذلك ان آخر شئ تحتاج اليه بيتى هو اثاره التكدر فى نفسها ولما كان هذا هو شغلك الشاغل دائما فأنا متأكد من انك مقدره الموقف اهم شئ ان تعودى الى النوم وبعدها اطلقى للسانك بكل ما يشتغل داخل عقلك من صفات ترميننى بها
انتظر فتره قدرها بعنايه ان تعمل كلماته اثرها وبعدها استطرد بصوت كله منطق جعل مارا تكز على اسنانها :
- وعلى ذلك هل تذهبين لاحضار اللبن؟
ادركت مارا انها اسقط فى يدها وانها لا تملك الا الاذعان كيف تفعل وقد استغل كين نفس المنطق الذى يشغل بالها على الدوام ؟ وعليها اذن ان تذهب لاحضار اللبن ليس لشئ الا لأحتياج بيتى اليه لكن ما ان تروح الى النوم... واقسمت فى داخلها فلتنتظر يا كين ويلسون
ولم يستغرق تسخين اللبن الا دقائق ولكنها كانت كافيه لتتدبر امر هروبها وهى وحدها بالطابق السفلى ومن معرفتها بكين فكل الابواب والنوافذ موصده الان وتجمدت من المفاجأه وقبضت يدها على القدح بشده ان المفاتيح تحت الوساده
واستدارت نصف استداره الى الباب وعقلها يعمل فوق طاقته تتدبر امر تسللها متخفيه لكنها عادت الى وضعها الاول على مضض مستبعده الفكره قبل ان تختمر فى عقلها
انها لن تترك بيتى الان وقد دب الذعر الى نفسها بعد ذلك الكابوس وهى التى عقدت عزمها ان يكون مقامها فى ذلك المكان لمنع اى تكدر او خوف يصيب الطفلين وهو ما يجب ان يكون له الاولويه فى تلك اللحظه تنهدت وهى تصب اللبن فى القدح
كانت بيتى اصبحت اكثر هدوءا حين عادت مارا الى الغرفه وذراع كين لا تزال تحيط بها واعترفت مارا بغيظ ان ما قاله كين للطفله - مهما كانت طبيعته - فقد اسكن روعها ولذلك فقد تملكها الغثيان وهى تتصوره قد عاد الى بث الطمأنينه الكاذبه فى نفس الصبيه بأعطائها املا بأن ترى والدتها فى القريب العاجل
قدمت مارا القدح اللبن الى بيتى وهى متمثله اعتدادا بالنفس برفع رأسها فى تصلب هى ابعد ان تكون شعورا به واخذت تراقبها وهى تشربه واعيه بحساسيه فائقه بعينى كين اللتين تراقبانها بتركيز شديد ولكنها كانت ترفض بدافع العناد ان تدير رأسها اليه ان المواجهه مع كين آنيه فيما بعد اما الان فكل تركيزها موجها الى بيتى التى اخذت مع آخر قطرات للبن تستقر هادئه النفس فى فراشها الامر الذى سرت نفس مارا اليه
منتديات ليلاس
نظر كين فى انتباه الى تنفس بيتى المنتظم الرقيق انها راحت فى سبات عميق قبل ان ينهض بكل حذر من فراشها ثم يفرد عضلاته المجهده وجذبت هذه الحركه نظر مارا فشعرت بتجاوب نفسى مفاجئ لمنظر عضلاته وهى تنزلق تحت بشره صدره العريض ومنكبيه العريضين الامر الذى لعنت نفسها بسببه فهى لا تريد من هذا الرجل اى شئ يوحى بالجاذبيه انها تريد ان تشحذ كل طاقه الكراهيه ضده لما اقترفه فتلك هى الوسيله الوحيده ضد ما يمكنه ان يمارسه عليها من فتنه
- اريد ان اتحدث معك
وخرجت كلماتها بارده ومتعاليه بفعل المشاعر المتضاربه بداخلها وكانت اجابته بارده :
- اعتقد انك تريدين ذلك
استدار كين الى السرير الاخر المشغول بباتريك المستغرق فى النوم واخذ يسوى الغطاء حوله بيد حانيه فتقلص لذلك شئ ما بداخل مارا وقد اهتزت فكرتها عنه مره اخرى كأنسان فظ غليظ القلب وهى الفكره التى تريد ان تتشبث بها اذا كانت تريد الحفاظ على رجاحه
- لماذا لا تذهبين شئ من القهوه وسألحق بك فى دقائق
ولم يكن الا حين استدار كين تجاه غرفه النوم تذكرت مارا المفاتيح بعد فوات الاوان مدركه انه كان من المفترض ان تركز ذهنها فى محاوله الحصول عليها بأيه وسيله انتهازا لايه فرصه بعد ان تروح بيتى الى النوم ، هل لو انها فعلت هل كانت ستجد فرصه لاستعمال تلك المفاتيح؟ ان اول ما كان يفعله كين هو التأكد من وجود المفاتيح مكانها وربما هذا بالضبط ما يفعله الان وتنهدت فى يأس واستدارت الى السلم
وحين عاد كين الى المطبخ كانت تصب الماء الحار فى الاقداح وكانت مارا قد استغلت فتره خلوتها بنفسها لتعيد فى ذهنها ما ستقوله مكرره مره بعد المره الالفاظ المهينه فى عقلها ولكن كل عباراتها البليغه فرت من رأسها فور ظهوره كضباب انقشع مع ظهور الشمس فظلت صامته تنتظر منه الخطوه الاولى
- هاك...
ومد يده بشئ ما وادركت مارا بتجهم انه روب الحمام الذى ارتدته فى اول يوم لها:
- اظن انك محتاجه له فالجو بارد و....
اخذ بصره ينزلق من وجهها ليمسح جسدها فى بطء ونظراته اقرب ما تكون الى نظرات عاشق ولهان
تحول صوته الى حشرجه وهو يقول :
- وانت لا ترتدين الكثير من الملابس
وحاول ان يعدل من نبره صوته وهو يكمل بأقتضاب:
- لقد اشعلت النار فى غرفه المعيشه وستكون دافئه حالا
ووقعت كلماته فى اذنيها همهمه غامضه لان نظراته تلك لفتت انتباهها لقله ما يستر جسدها من ملابس ومدى عدم حصانتها بالتالى ضد نظراته المقتحمه التى تحرق كل مكان تحط عليه
جذبت الروب من يده بحركه فجائيه واخذت ترتديه بأصابع مرتبكه ومضطربه ولم تشعر بالامان الا بعد ان احكمته جيدا حول جسدها فتحرر لسانها لتقول:
- هلا جلسنا اذن؟ اريد انهاء هذا الامر بأسرع ما يكون فلست ادرى حالتك ولكننى محتاجه الى النوم هذه الليله
رد موافقا وهو يتقدمها نحو غرفه المعيشه:
- وانا مثلك ولكننى اشك اى منا سنحصل على قسط من الراحه الى ان نزيح عنك الافكار العنيفه التى تطن فى رأسك الجميل فلماذا لا تدخلين فى الموضوع مباشره وتذكرين ما يجول فى خاطرك لعلنا نستطيع تسويه الامور بيننا؟
ومرت لحظات لم تتمالك فيها سوى الحملقه الى وجهه مشدوهه لدرجه تعوقها عن اى تفكير مرتب فبعد ما كان عليه من غضب جامح كان آخر ما تتصوره بأن يكون على هذا التبسط وبدت السخريه المتفكهه ابعد ما تكون عن ثوره الغضب العارمه التى كانت تتوقعها بأعصاب مستنفره
كما ان كلمه المديح العارضه لم تفعل شيئا لتخفيف نبضها المتسارع بل لقد زادت الامر سوءا حتى غدت لا تستطيع التنفس بصوره طبيعيه
كان من الصعب ان تراه فى استرخاءه مائلا الى الوراء فى مقعده مادا ساقيه امامه يرشف قهوته بأستمتاع على انه الشخص الذى كانت تواجهه فى غرفه الطفلين كان قد وضع ستره زرقاء باهته فوق بنطلون البيجاما ذى اللون البحرى الامر الذى كانت ممتنه له لستر عضلات صدره البرونزى التى تثير الاضطراب فى نفسها ولكن من جهه اخرى كان لذلك تأثير فى اظهار مدى زرقه عينيه وايضا ابراز خصره القوى وقد التصق به قماش الستره القطنيه الناعمه شعرت بجفاف فى حلقها وادت دقات قلبها العنيفه الى ان تشعر بضيق بالغ على الرغم من كل ذلك من كل ذلك فقد جاهدت ان تهئ نفسها للمواجهه التاليه - مع شعورها الدفينين ينبئها بعدم اقتناعها بذلك
- حسنا
استحثها كين حين طال الصمت بينهما
- لقد كان لديك الكثير لتقولينه فى الطابق العلوى... لا تقولى لى انك غيرت رأيك
اشعلت نبره التلذذ الهادئه الهازئه فى صوته نيران الغضب بداخلها مكتسحه المشاعر التى لم تكن مرحبه بها منذ لحظات قليله :
- انك تعلم يقينيا اننى لم اغير رأيى وانا متأكده تماما انك تعلم ما سأقوله , كيف وانت تعلم ان اختك متوفاه تقوم بـ....
يتبع........
|