كاتب الموضوع :
safsaf313
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل السادس
- كم سنبقى هنا؟
كان السؤال الذى تخشى مارا ان تسمعه وتعجبت ان اخذ باتريك كل هذا الوقت ليسأله كان هذا هو اليوم الرابع لهما فى الاسر وكانت هى فى غرفه الطفلين تساعد بيتى على ارتداء ملابسها حين فاجأها باتريك بالسؤال الذى الجم لسانها
منتديات ليلاس
كيف ترد عليه؟ لقد سألت نفسها عده مرات لماذا لم يحاول جوليان او الشرطه البحث عنهما الى الان؟ انها على يقين من ان شك جوليان سيتجه الى صهره مباشره فيما يتعلق بأختفاء ولديه وان هذه الحقيقه ستؤدى الى سرعه العثور عليهم وان كان جوليان صرح بأنه لا يعرف مكان اقامه كين
- انا ....انا لست متأكده ربما عده ايام يعتمد ذلك على كين
- الخال كين صححت لها بيتى الاسم اوتوماتيكيا وعضت مارا امتعاضا لذكر الاسم الذى تمقته
كان قلقها قد تزايد حول تقبل الطفلين لتصرفات خالهما آخذين عطفه عليهما بنيه سليمه ربما يعتبرانه صله بينه وبين والدتهما غير واعيين لفرط برائتهما الدوافع الكامنه وراء احضارهما الى هنا اى نوع من الاخوال كان فى حياه اخته؟ وعادت بذاكرتها الى عده ايام مضت حول سؤالها للاطفال عن خالهما عندما كان الظل الاسود الكئيب يجثم فى الغرفه بوجود العينين المراقبتين على اعصابها محطما اياها
- هل كان خالكما يزوركما كثيرا حين كنتم فى امريكا؟
قال باتريك:
- كان يأتى لزيارتنا
وتدخلت بيتى قائله :
- وكان يأخذنا الى الشاطئ كانت متعه رائعه
- ولكن ذلك كان قبل ان.....
امسك باتريك لسانه فجأه وتوقفت مارا عن الاسئله حين رأت شحوب وجهه وما الم به من رعشه واحاطته بذراعيها تضمه اليها بقوه وحين شدت بيتى كمها ادخلتها فى احضانها معه وسادت فتره من الصمت زاذت فيها مارا من لعنها لكين الذى يعرض الطفلين لهذا الموقف رغم كل ما قاسياه
سألها باتريك بصوت مختنق من ضمتها :
- وقد سألنى خالى عنك ايضا
ووجدت جسدها يتصلب
- اى نوع من الاسئله
وكان مجهودا منها ان تحتفظ بصوتها هادئا
- سألنا ان كنا نحبك فقلت له انك صديقه عزيزه علينا انك اعز صديقه اليس كذلك يامار؟
ولم تستطع مارار الا ان تهز راسها وقد اختنقت من فرط الانفعال لقد استحوذ الطفلين على قلبها منذ ان رأتهما وزادت الايام القليله الماضيه من فرط هذا الاحساس
- وسألنا ان كان دادى يحبك ايضا؟
وسألته بكل حرص:
- وماذا ..بماذا اجبت؟
- قلت له انك اعز صديقه لدادى ايضا ولذلك تهتمين بأمرنا فى غيابه
اغمضت مارا عينيها فتره وجيزه خشيه ان تكشف عما يدور فى داخلها كا بأستطاعتها تسمع صوت كين يقول:
- صهرى هو اكثر من احتقرهم من الرجال
وتصورت مشاعره تجاه من يرتبطون به بصداقه متميزه
- لست صديقه لوالدكما بالضبط
وانبر باتريك مصرا:
- ولكنه يحبك كثيرا انا متأكد لقد قال لمسز هاين انه لم يكن يعرف ماذا يفعل لولاك ...وقال انك ملاك
وعند هذه اللحظه انتبهت حواسها لحركه خافته فى الممشى ثم ظهر كين لم تستطع ان تقرأ الملامح التى على وجهه وما ان لاحظ انها تراقبه حتى تحول وجهه الى برود واضعا عليه ذلك القناع الغريب الذى ترتعد لرؤيته
- اذن لن تعودى الى دادى قريبا
واعادها صوت باتريك الى الواقع ...
- ليس بعد
حاولت ان تبعد نبره القلق عن صوتها لقد كان سلوك الاطفال رائع حتى الان لكنها تكره التفكير فيما يحدث عندما يكتشف الاطفال الخدعه ويبدأ الحنين الى والدهما يثور فى قلبيهما
- انا سعيده
فاجأتها بيتى بهذا الرد وكانت تتوقع منها رده فعل مغايره وامن باتريك على كلامها:
- وانا ايضا لا اريد العوده الى ذلك المكان ولا احب مامى الجديده
وانتقلتببصرها الى وجهه فوجدت عليه ملامح غير متوقعه وغير طفوليه من التصميم انها لم تقابل خطيبه جوليان سوى مره واحده وتعترف انها لم ترتح لها نفسيا لقد اكنت مس لوسى سيده مجتمعات متأنقه على قدر كبير من الجمال ذات شعر كالنحاس الاحمر وعينين خضراوين لامعتين ولكن كان فى طباعها شئ من الحده جعلها تتباعد عنها من البدايه ولم تر اى من ملامح السعاده عليها بأن تكون اما بديله للطفلين بل انها فى الواقع ابعد ما تكون عن طباع الامومه التى يحتاج اليها باتريك وبيتى
عادت بذاكرتها الى تلك المناسبه حين عادت بالطفلين الى المنزل فوجدت خطيبه جوليان فى انتظارهما انها لم تكلف نفسها بالقاء نظره على الرسم الذى احضرته بيتى معها وارسلتها فورا الى غرفتيهما طالبه منهما الا يثيرا ايه فوضى فى المنزل الى ان يحضر والدهما وحينما حاولت بيتى ان تقص عليها شيئا من احداث يومها اخبرتها بجفاء انه لا وقت لديها الان على الرغم من انه كان واضحا لمارا انه لم يكن ورائها سوى مجله التى كانت تتصفحها حين وصولهما
واضافت بيتى بصراحه فجه:
- انها مرعبه انها لا تلاعبنا ابدا كما تفعلين انت والخال كين ولا تحب ان نكون موججودين حينما تكون مع دادى
- كما انها ليست مامى
وابدت شه باتريك السفلى ارتعاشا ينم عن مشاعره فاهتز قلب مارا بعنف عطفا على الصغيرين اللذين يواجهان مشقه فى التعامل مع المتغيرات الحاسمه فى حياتهما ليس اقلها هذه الام البديله التى لم يجد ايهما فيها اى قدر من الحنان
ربما الحاجه الى يد حانيه هى سبب تعلقهما بكين ذلك لان مسلكه مع الاطفال على الرغم مما تظنه فيه لا غبار عليه اطلاقا فقد ابدى تجاهها صبرا يثير الدهشه ومقدره فائقه غير متوقعه منه على خلق مجالات تجعل وقت الصغيرين مشغولا على الدوام وهى مشكله غير هينه حين يحبس طفلين فى منزل طوال هذه المده لا ترى عيونهما خارجها وكان اول يومين قد مرا بيسر حين تبدل الجو الى مطر منهمر فقد كان سيحبسهما فى المنزل على ايه حال اما فى اليوم السابق فقد عاد الجو صحوا
وتذكرت مارا لحظه صباح اليوم السابق حين مل باتريك مما يلهو به واستدار الى كين قائلا:
- هل استطيع الخروج للعب ؟ اريد ان العب الكره
التقت عيناها بعينى كين والفضول تملكها فى كيفيه الرد على هذا الموقف وقابلت عينيها عينين هازئتين وحاجبا داكنا يرتفع لها فى تحد:
- اخشى ان يكون النجيل مبللا ومليئا بالطين والصاله كبيره بما فيه الكفايه واسرع يكمل مع اول ملامح للتمرد :
- كما ان الصاله عاريه من اى ديكورات ولك ان تقذف الكره فى اى اتجاه تشاء
بدا هذا الحل مقبولا وبعد برهه اشترك كين فى اللعب كحارس مرمى عند اسفل السلم وحين سمعت مارا الضحكات وشاهدت عينى باتريك متقدتين بالبهجه شعرت بأحساس غريب فى معدتها وهى تفكر فى هذه الصداقه الحميمه التى تتوطد بين الصبى وخاله الذى يبدى حوله كل صور الحنان والعطف ولكنه يخفى وراء ذلك عقلا شريرا لا يعرف التسامح
تصاعد فى داخلها الشعور المؤلم حين حدث فى الليله السابقه حين رفض باتريك ان تأخذه الى النوم مصرا على ان يقرأ له خاله قصه قبل النوم فتمدد بجواره خاله واضعا يده حول كتف الصبى الذى استند على رأسه بأمان وكانت مستعده ان تضحى بكل شئ وتدخل عليهما الغرفه وتختطف الكتاب من يد كين وترمى به وجهه وتصيح بأن يخرج ويترك الطفلين وشأنهما ولكن نظره واحده من عينى باتريك الراضيتين اوقفتها حانقه فى صمت
- احب هذا الرداء الا ترين انى جميله فيه؟
وقطعت عليها بيتى حبل افكارها وهى تدور فى سعاده امام المرآه وتنظر الى صورتها عليها ممسكه بأطراف تنورتها الورديه اللون
-انك تبدين كأميره
كان الرد آتيا من الممشى جاعلا رأس مارا يلتفت بسرعه الى الذى واقف متكأ بأسترخاء على الحائط وقابل التحدى الصامت فى عينيها بابتسامه ارتياح وعيناه تنطقان لها بالسخريه
- لقد جئت لارى اذا كنتم جاهزين للفطور
كانت تود ان تكمل له محتده وايضا لترى اننا لا نهرب من خلال النافذه لولا المخلوقان الصغيران بينهما فأجبرت نفسها على ابتلاع الر الجارح واخذت تقاسى فى صمت احساس التوتر الذى تشعر به اثناء وجوده لقد كان يلاحقها كظل لها خلال الايام السابقه وهاتان العينان الزرقاوان تراقب كل حركه منها حتى اوشكت اعصابها ان تنهار لمراره الشعور بأن حياتها لم تعد ملكا لها وانها لا تتجرأ على ان تتنفس قبل ان ترى اولا انطباع وجه كين الكالح العبوس
- اتظن اننى اميره حقا يا خال كين؟
وقطع الصوت البرئ الصمت المشحون بالتوتر وهى تنطلق بأتجاه الباب
التقطها كين ثم قذف بها عاليا قبل ان يقول:
- اجمل اميره رأيتها فى حياتى
وكانت ابتسامته تبدو مقنعه حتى لعينى مارا المليئتى بالكراهيه له
ان هذا هو المتوقع من خال عطوف كريم ولكن اى انسان يحب ان يضع مصلحه الاطفال اولا وكل ما قاله كين حتى الان هو فقط توجيه حقده نحو جوليان والاصرار على ايذائه دون اعتبار اثر ذلك على بيتى وباتريك
- شكرا لك على الرداء انننى احبه كثيرا وانا احبك ياخال كين
كان على مارا ان تشيح بوجهها بعيدا وهى تعض على شفتها السفلى ثم تهبط ببصرها الى بيتى وهى تحيط بذراعيها ساق كين وتضمها بقوه وحماس وكان ذلك اكثر مما تتحمله مارا
واقبلت على الطفله وهى تقول فى سرعه:
- هيا الى الفطور
واخذت تفك ذراعى الصغيره عن ساق كين مركزه بصرها عليها لا تتجرأ على ان ترفعه له عالمه بالزهو الذى ستراه عليه لو فعلت، فقد سبق ورأته فى اول الصباح حين قدم للطفلين حاملا كل جديد من الملابس لهما وكان اتفاق المقاسات عليهما يدل على الامر م يكن مجرد تخمين منه ان تصرفات كين ليست من قبل التخطيط الدقيق فحسب بل هى اكثر من ذلك فهى تنم عن اهتمام بالغ منه لولدى اخته
- من المؤسف انك لم تشتر ملابس جديده للخاله مارا ايضا
عبست مارا لكلمه خاله التى تربطها بصوره ما الى كين الامر الذى يثير السقام فى نفسها لمجرد التفكير فيه ولم تكن لتكون انسانه لو لم يختلط اشمئزازها بشعور قاس من الاسى وهو يجيل بصره بها بنظره تقويميه تذكرها بأنها ليست فى احسن مظهر لها لقد اضطرت بعد محاوله الهروب الفاشله ان تستخدم بنطلونا من الجينز الى كين واحد قمصانه وكان القميص رقيقا شفافا واضطرت الى ان تلف رجلى البنطلون حول ركبتيها وتحكمه عند خصرها النحيل حتى بدا مظهرها اقرب الى مهرج بالسيرك ولكن ما اهميه مظهرها؟ انها مغطاه بصوره مرضيه وهو اهم شئ وهذه الفكره هى التى جعلتها تتغلب على نفورها لارتداء شئ يخص كين اضافه الى ستر جسدها عن عينيه المتلصصتين وان تكون فى صوره منفره غير جذابه حتى تبعد تفكيره عنها وهتف بها هاتف داخلى ان هذا التفكير فيه لم يكن مرحب به منها كما كانت تعتقد وهذا سبب ارتباكا فى عقلها وخاصه حين نطق كين:
-آه ولكن مارا ليست محتاجه الى زى معين حتى تبدو فاتنه
واثارت ضحكته الرقيقه مع ضغطه كلمه طنط اعصابها:
- انها تبدو فاتنه ولو مرتديه جوالا
ولم تكن تدرى الى اى مدى سيسترسل فى ذلك الاتجاه فقاطعته على الفور
- لن يفيدك هذا التملق يا مستر ويلسون
- ليس تملقا
وتصنع البراءه وهو يتظاهر بالشعور بالحرج حتى انها قبضت على يديها بشده تتمنى لو تطيح بهما فى وجهه:
- ان التملق مبالغه وانا لم اقل الحقيقه المجرده ثم ان اسمى كين لا تنسى
ولما كانت غير قادره على توجيه رد لاذع لا يجرح مشاعر الطفلين فقد شغلت نفسها بالقيام بالمطلوبفأخذت بيد الصغيرين نازله بهما السلم ثم ملأت لكل منهما وعاء من الحنطه وتدعو ربها الا يلاحظ كين ارتعاشه يدها وهى تصب اللبن على وعاء الطفلين
ولم تكن تدرى اى الرجلين اى الرجلين هى اشد كرها له ذلك القاسى البارد الذى واجهته فى بدايه المواجه ام ذلك المخلوق الهادئ الهازئ الذى يتسلى بتعذيبها انها تمقت الشخصيتين ولكن كين الاول اسهل تعاملا من الثانى لانها الان اصبحت لا تدرى من اى اتجاه سيوجه لها ضربته الثانيه فهو لا يفتأ ان يسحب البساط من تحت قدميها بتصرفات لو بدت من غيره لعدت توددا وغزلا ولكنها من كين ويلسون ليست سوى اثاره غيظها
وسأل باتريك الذى ازدرد طعامه بسرعه وبدا متعجلا مغادره المائده :
- الخال كين هل يمكن الخروج اليوم ؟
- لا اتصور ذلك
ولم يكن بحاجه الى تبرير تصرفه اليوم فرذاذ المطر الذى يطرق النوافذ يبرر ذلك ويوضح ان اليوم ليس للخروج
- ولكن لكما ان تلعبا فى الصاله والصاله فقط
- وهل ستلعب معنا حارس للمرمى؟
ابتسم لهما ابتسامه هددت واقع مارا بانقلابها رأسا على عقب لقد كانت تعلم مدى خشيه جوليان على تأثير الخال على اطفاله ولكنها منذ ايام وجدت صعوبه المقارنه بين الرجل الذى وصفه مخدومها لها بـ كين ذى الروح الدافءه المسامحه التى بدت امامها ولكن احد الرجلين هو الذى انتزع الطفلين بكل قسوه من والدهما ولا يفتأ يعلن كم يمقته لدرجه جعلتها اكثر ميلا لان تأخذ جانب جوليان
- حسنا سألحق بكما بعد دقيقه ولكن لى كلمه مع مارا قبل ذلك
تصلب جسد مارا من الترقب انها اصبحت تتحاشى مواجهته مستغله الطفلين حين استيقاظهما ولاجئه الى برامج التليفزيون بعد نومهما ترى منها ما لم تسمع به او تشاهده من قبل الى آخر ساعه متأخره ممكنه من الليل وشاكره لكين انه لم يعد يوجه لها الا القليل من الحديث وربما خالت عليه خدعه خطيبها
فما الذى يريد ان يحدثها به الان؟ انها لا تريد سماع كلمه منه وليس لديها كلمه تقولها له كلمه من الممكن ان تصدر من سيده وانتفضت مبعده كرسيها الى الوراء وكل عصب من اعصابها شد على اخره ونهضت لتأخذ اوعيه الفطور الى الحوض دون مبالاه اذا كان بعض منها سيتكسر بسبب عصبيتها ام لا
ورفع كين صوته فوق الضجه التى كانت تصنعها مارا بالاوعيه
- علينا ان نتحدث معا
-لقد سمعتك
وفتحت الصنبور على غير وعى منها على آخره فانهمر الماء منه مالئا الحوض بالرزاز والفقاقيع :
- ولكنى لست ارى مجالا للحديث بيننا اللهم الا اذا كنت تريد ان تخبرنى بعزمك على اطلاق سراحنا
- يؤسفنى الا يكون ذلك ممكنا
كانت ابتسامته تحمل شيئا من الاسف وقد اعترفت بنفسها كم افتقدت هذه الابتسامه ولقد بدا متباعدا وهادئا فى الايام الماضيه لدرجه ان نسيت معها كم يمكنه ان يكون جذابا حين يريد ثارت ثائرتها ضد هذا التخاذل منها ازاءه ورأت فى ذلك شرخا للدرع الذى تتحصن به ضده فأفرغت جام غضبها فى دعك احد الاطباق مما عليه من بقايا بيض بعنف كادت معه ان تزيل طلاء الطبق نفسه
- انظرى لماذا لا تتركين هذا وتجلسين لتناول قدح آخر من القهوه
- لست اريد قهوه
وجاهدت ان تعيد الدرع الواقيه الى عقلها
- ولست اريد الجلوس اننى اكره ان اجلس وتحيط بى الآنيه المتسخه ولو ظللت فى هذا المنزل مده طويله فسينتهى بى الامر الى الجنون
- امر غريب انك لا تبدين من الطراز المنزلى
فردت محتده:
- وما ادراك بذلك .. آه لقد نسيت انك كنت تتجسس علىّ
- ليس تجسسا يا مارا وكان صوته هادئا بطريقه لافته للنظر:
- اننى اعلم عنك.... ولكننى لم اكن ابغى سوى الطفلين ومسأله تورطك فى هذا الامر لم يكن الا من قبيل الخطأ
- اوه؟
كانت لفظه التعجب تلك قد فرت من شفتيها نتيجه لوخزه الالم التى اخترقت صدرها خطأ هذا كل ما فى الامر انها ليست سوى مشكله برزت فى تخطيطه المتقن على غير قصد واهتز كيانها لمدى قسوه هذا الاحساس
- ان الماء حار جدا
بادرت بالاستدراك وكأنها تعطى تعليلا للفظه التعجب تلك لتبعد عن ذهنه ان يكتشف السبب الحقيقى للتعجب
- دعى هذا العمل السخيف الان اننى لست عاجزا عن القيام به
كانت هذه مفاجأه اخرى لمارا فقد كانت متصوره انه سيستغل الموقف ويكيل لها اعمال المنزل مادامت موجوده فيه ولكن سرعان ما اثبت لها خطأ ظنها فقام بكل الاعباء بما فيها تجهيز الوجبات وبدا فيه كفئا تماما واظهر لها ذلك حتى ولم تكن موجوده
واعترضت قائله:
- لقد بدأت ولا بد ان انهى ما بدأت
وكانت تتستر وراء الفظاظه فى الحديث لتخفى الآلام النفسيه المبرحه التى تولدت اثر سماعها توصف بأنها خطأ غير مرحب به
- وعلى عكس ما تتصور اننى استمتع بالاعمال المنزليه ففى منزلى ...
وامسك لسانها شعور الاسى وهى تتذكر البيت الصغير الذى تركته فارغا منذ اربعه ايام الى الان
- فى منزلك؟ ماذا كنت تفعلين؟
وكان يستحثها للاكمال بصوت رزين
ماذا عساها ان تفعل لو كانت فيه؟ لقد بدا لها مع الاعمال التى كانت تمارسها فيه جد بعيده كما لو كانت تنتمى لعالم آخر حتى عز عليها ان تستحضرها فى ذهنها واهتز عقلها حين تذكرت عطله الاسبوع وماذا كان سيحل فيها
- لقد بعث لى والدى حملا من الفواكه كنت سأصنع منها مربى وشراب
- مربى
وحملت نبره صوته تعجبا صادقا
- نعم
وكان لسانها متلعثما وهى تقارن بين الجو المنزلى الهادئ الذى كانت ستكون فيه لحظتها وذلك الكابوس الذى تعيش فيه:
- اعلم ان هذا ليس من الاقتصاد فى شئ خصوصا لفرد واحدا ولكن ابى لديه محصول وفير هذا العام اكثر مما تستطيع مامى استيعابه كما اننى استمتع بما فى العمليه من ترويح للنفس
تخاذل صوتها وهى ترى مظاهر الاعجاب والاستغراب مع ملامح غريبه من البلبه الفكريه
وقال كين ببطء:
- اننى اتعجب من انك لا تكفين عن اثاره دهشتى انك من دون نساء العالم اتخيلها منهمكه فى العمل المنزلى كصنع المربى آخر شئ اتوقعه من تلك الانيقه ...
- انك لا تفتأ تصنع تلالا من الافتراضات حولى
صاحت فيه مغتاظه تلسع مشاعرها العباره الساخره "دون نساء العالم" متذكره ما سبق وان نعتها به من انتماء للمجتمعات الراقيه من الواضح انه محمل بآراء غير صحيحه عنها
- اذا كان ثمه افتراضات غير صحيحه صحيحها لى
كان رد فعله الهادئ منه هو آخر ما توقعته منه فلم تستطيع الا ان تحملق الى العينين الصافيتي الزرقه شاعره فجأه انها مهدده بالغرق فى اعماقهما ما الذى حل بالرجل بالرجل الفظ الغليظ القلب الذى تصورت انها تعرفه؟ انها لم تكن تعرف شيئا كل ما كانت تعرفه هى انها تريد البقاء معه افضل فتره ممكنه وان تعرف المزيد عنه
- ماذا؟ ..ماذا تحمل ضد جوليان سكوت ؟
جاء سؤالها بطيئا .. مترددا كانت تخشى ان تفجر غضبه ولكنها تريد ان تعرف اذا كان هناك تبرير فهى تريد معرفته محتاجه الى بكل الحاح الى هذه المعرفه وبصوره تدعو الى الدهشه لم يحدث ذلك الانفجار
- اسلوب معاملته لاختى ، لقد دمر حياتها
وكان صوته رزينا حزينا واضافت مره الى نفسها من وحى ما تعلمته من الموقف ان ذلك كان بسببه هو وكانت الرغبه الملحه ان تعرف المزيد عنه كانت قد تملكتها الى درجه اشعرتها بالوهن ولكن كان عليها ان تحافظ على تركيز ذهنها حتى تستطيع ان تزن ما يقوله امام ما ذكره جوليان
- ان جوليان ليس بالملاك حين يتعلق الامر بالنساء
وقد بدا صوته يتخذ نبره ثقيله وعيناه تزدادان قتامه وهو يركزهما على وجهها :
-انه فى الواقع وغد الى اقصى حد
- الا ترى انك تسمه بداء لست منزها عنه؟
وتدفق الامر الى وجنتيها حين ادركت كيف فضحت مشاعرها تجاهه وذهلت اذ رأته ينفجر ضاحكا ضحكه رقراقه صافيه لا تحمل شيئا من السخريه التى تراها عليه وتتوقعها فيه
- اذن فهذا ما قاله لك عنى... انه جوليان بحق ، لم يكن بيننا ود ولا فى اى يوم من الايام
ووجدت فى عبارته تبسيطا متناهيا للامور
- لماذا لا توقف هذه العداوه البلهاء الان؟ من اجل بيتى وباتريك اذا لم...
وقاطعها بحده :
- ان ما افعله من اجل بيتى وباتريك
- لا يمكنك خداعى اى خير لهما بعد ان انتزعتهما من ابيهما بتلك الصوره؟
- اسمعى سيدتى دعينى احدثك عن جوليان
- لست اريد ان اعرف ما فعله بك جوليان ان ما يعنينى هو ان يكون للولدين منزل ملائم وقد كان لديهما كل ما يحتاجان اليه فى ذلك المنزل ...
وامسكت لسانها حين انفجر فيها ساخطا:
- كل ما يحتاجان اليه؟ اللعنه مارا كيف ارفع تلك الغشاوه عن عينيك....
وقاطع حديثهما ضحكات عاليه من الطفلين ثم سرعان ما تلتها اصوات ارتطام ثم تحطم ...
- ماذا فعل هذان الشقيان؟
وفى صمت المفاجأه الذى تلا ذلك تلاقت اعينهما ورأت فى عينيه اقل ما يمكن ان يرى من حنق يحمله شخص بالغ ازاء طفلين مزعجين ما لبث ان تحول الى ابتسامه لم تتمالك الا ان ترد عليها بأخرى بغير وعى منها الى ان انقضت لحظه الافه بينهما ورانت على وجهها ملامح الشجن مره اخرى
ما الذى كان سيقوله اذا لم تحدث تلك المقاطعه ؟ لم يكن ذكر جوليان هو الذى اغضبه فقد سبق وان رد على السؤال المتعلق بهدوء اذن فثراء جوليان هو الذى يشعل هذا العنف فيه
فتح باب المطبخ على عل وظهر وه باتريك على عجل مضطربا قلقا:
- اخشى اننا ق تسببنا ى حادثه ما يا خال كين
واخذت مارا تقاوم نوبه الضحك التى تملكتها وهى ترفع نظرها الى كين ووجدته هو تلاخر يحاول كبح ابتسامه تغالب شفتيه على الرغم مما يبدو عليه من جد
وسأله بصوت منخفض:
- اى حادثه يا باتريك؟
- لم نقصد ان نكسر....
وتوقف حين اندعت اخته امامه
- ليس لنا ي يا خال كين لقد كانت الكره مندفعه فى طريقها...
- ما هى التى كانت فى ؟طريقها من الافضل ان تريانى
قالت مارا:
- لست افهم ليس فى الصاله شئ يكسر
ورددت فى ذهنها الا النوافذوذلك من قبيل الامل ان تكسر احد النوافذ بصوره تمكنها التسلل من خلالها
وردت بيتى بخجل:
-لم يكن ذلك فى الصاله تماما
- ولكنى طلبت منكما ان تلعبا فى الصاله وليس فى اى مكان آخر
واستنفرت عبارته مارا فأحاطت الصغيرين بذراعيها بطريقه آليه هو اذا كان عاملها بكل رقه حتى الان هى لا ترى ماذا سيكون ر عله اذا ما تجاوزا الحدود التى رسمها لهما
تصاعدت قلقا عندما رأت بابا مفتوحا فى آخر الصاله وبقايا مصباح مكتب متناثره خلفه وشدت قبضتها على الطفلين
وكانت تصورت ان تلك الغرفه خاليه من الاثاث كغرف النوم الاخرى فى الطابق العلوى لأن ذاك الباب مغلق على الدوام لكنها رأت الان غرفه مكتب فخمه تضم مكتبا خشبيا من الناحيه البعيده عليه حاسب آلى ومعالج للنصوص من آخر طراز وكان ذلك افعا بأن تراجع فكرها بأن الاختطاف كان بسبب المال ولكنها كانت فى وضع لم يتح لها التفكير فى ذلك الامر فقد اعادها صوت باتريك الى الموقف
وقال ياتريك مضطربا :
- لقد كانت.... حادثه
بالتأكيد لقد انتقل قلقها اليه
وران صمت ثقيل وكان كين يتأمل الاشلاء المتناثره صامتا لا يتحرك فى الغرفه سوى عينيه البراقتين وهما تنتقلان بين شظايا الفخار والزجاج والكره التى استقرت على كرسى بعيد ثم التفت بسرعه جفلت لها مارا وهى تتصور ما يمكن ان يحدث لو انفجر بركان غضبه بالصوره التى تعرفها
- هل اذنت لكما باللعب فى هذه الغرفه؟
كان صوته هادئا ولكن به لمحه حزم اعطت كلماته قدرا من القوه ثم استطرد مستحثا:
-باتريك؟
- لا يا خال كين
وكان الصوت هامسا:
- لا لقد قلت انه يمكنكما اللعب فى الصاله او ايه غرفه اخرى عدا ذلك الم يحدث ذلك؟
- بلى يا خال كين
وجائت الاجابه من الطفلين معا وعلى وجهيهما علامات الندم مما يدل على ان الكلمات اصابت مقصدها
- هذه الغرفه مختلفه انها مكانى الخاص اضع فيها كل احتياجاتى ولا اود ان تسودها الفوضى او ان يتحطم اى شئ فيها هل هذا كلام معقول؟ انكما لا تودان ان ادخل غرفتكما واثير فيها الفوضى او احطم لعبكما فيها اليس كذلك؟
وراقبت مارا كالمأخوذه رأس الطفلين احدهما داكن والاخر اشقر وهما يهتزان بالموافقه لقد استحوذ كين على انتباههما وكانت ايديهما لا تزال تمسك بيدها ولكن بلا اهتمام ورأت نفسها تنظر اليه معهما وهى تماثلهما بالتأثر
- اذن فقد فهمتما لماذا امرتكما بألا تدخلا هذه الغرفه؟
- نعم يا خال كين
وكان صوت باتريك مختلجا قليلا ولكن نظراته لكين مليئه بالثقه :
- لقد كان تصرفا شقيا وانا آسف لكسر هذا المصباح
وكررت بيتى كصدى لصوته:
- انا آسفه
ظل كين مركزا عينيه على عينيهما بنفس الحزم الذى با به ولكن لمه اطول ثم تحول فجأه الى الابتسام ووجدت مارا تراقب الارتياح الذى بدا يظهر على وجهى الصغيرين انها لم تتمالك نفسها من الابتسام اعجابا وفرحا بأسلوب كين فى التعامل مع الموقف فقد اوصل رسالته الى الطفلين بصوره رائعه دون ارهاب او تكرير مظهرا لهما خطأهما بصوت هادئ رزين افضل مما اكن سيفعله بصوت ثائر غضوب
- موافقان اذن فسآخذ منكما وعدا الا تدخلا هذه الغرفه مره اخرى
وردد الصغيران فى صوت واحد :
- نعدك
وذبت بيتى يدها من يد مارا وتندفع الى كين وتتعلق برقبته دافنه رأسها فى صدره ولم تجد مارا فى لك ما يكددرها فهو فى هذه المره يستحق كل هذا التعلق والحب
ضمها كين ضمه قويه سريعه ثم اعتدل ليضع يده علىيد باتريك قائلا:
- حسنا اذن يا باتريك انك ولد كبير ويمكنك ان تحضر المكنسه والجاروف لتزيل هذه البقايا
انطلق الصبى مشرق الوجه كما لو كان ازيح عن كاهله هم كبير قدرت مارا مقداره من وجهه نظر طفولته واضعه نفسها مكانه متذكره قلقه لما سيكون عليه رد فعل كين وامتلأ قلبها بالاعجاب به متذكره زوج اختها وله عشر سنات من الخبره كأب لم يكن ليكون افضل تصرفا من ووجدت نفسها تعيد النظر فى فكرتها عنه كوحش لا يرحم وعادت مره اخرى تذكر نسها ان كل فكرتها عنه كانت مبنيه على ما ذكره جوليان عنه وهو الرجل - بأعترافه هو - يكن له كل عداء
تحركت مارا بأضطراب تحت تأثير افكارها المتلاطمه فجذبت بها نظر كين وبد شارد الذهن لحظه كما لو كان نسى من هى وشعرت بوخذه من جرح الكبرياء لملاحظه كيف يمكن ان ينصرف بذهنه عنها فى الوقت الذى كان يشغل هو فيه كل تفكيرها
وقالت بصوت حافظت على هدوئه ما امكنها:
- كان هذا تصرفا طيبا لقد ادهشتنى فلم اكن اتصور انك تفهم الاطفال بهذه الطريقه
تقلصت شفتاه بصوره يثبت بها انها اخطأت فى عبارتها وكان اجدر بها ان تضعها فى صياغه افضل فقد بدا تعليقا منافيا للذوق بصوره فظيعه وقبل ان تستطيع ان تضيف شيئا آخر لتصلح من لبموقف وان تبين له اعجابها الحقيقى به استدارهو الى بيتى قائلا:
- لقد ظل باتريك مده طويله يبحث عن الجاروف لماذا لا تنطلقين وتساعدينه فى البحث عنه؟
وما ان اختفت الطفله حتى استدار اليها وملامح الغضب الجامح على شفتيه وعينيه قد تحولت الى قطعه من الثلج ناصع البياض وسقط قناع الجمود على وجهه وسأل بصوت اجش:
- ماذا بحق السماء كنت متوقعه منى ان افعل؟! أأمزق الطفلين لخطأ تافه ؟
- لم اكن اعنى ما بدت عليه كلماتى
- اذن فماذا كنت تعنين؟ اللعنه يا امرأه ! اننى كنت اراك تتدخلين كلما اقتربت منهما وما يبدو على وجهك كلما تحدثت اليهما وكيف تحاولين اختلاق النعاذير لابعادهما عنى
وكنت تفعلين ذلك بمهاره فائقه .... مره يجب عليهما ان يغسلا ايديهما ومره هناك صوره يجب ان يراها باتريك ... ولكن لم يكن خافيا على ما ترمين اليه ، ما الامر سيدتى ؟ اتتصورين اننى لا اصلح لأولاد جوليان الغالى عليك
- انا...
كان التناقض فى هدوءه ازاء الطفلين وعاصفه غضبه التى واجهها بها كفيلا بأن يشل تفكيرها
- حسنا
وانطلقت تلك الكلمه الوحيده المقطع كالرصاصه فى وجهها
- لماذا هذا التصميم منك على ابعادهما عنى؟
- انت تعلم السبب ! بحق كل معانى الشفقه انك تستعمل الطفلين فى نزاع عدائى مع والدهما
وصرخ فى وجهها:
- اى اب ! انه .....
- ها هو ذا الجاروف يا خال كين
كانا مستغرقين فى المواجهه العينان الزرقاوان متشابكتان مع العسليتين حتى انهما لم ينتبها الى ظهور باتريك ووراءه بيتى فخوره بالمكنسه التى تحملها فى يدها وخيم عليهما الصمت لحظه مضطربين لهذا التدخل الغير متوقع وكان كين هو الذى تمالك نفسه اولا متحولا الى ابتسامه دافئه بسرعه ويسر اذهلا مارا وهو يمد يده الى اليد الممدوده بالجاروف
اخذت تراقبه شارده الفكر وهو ينحنى لمهمه ازاله الشظايا ولم يزل عنها تأثير البركان الغاضب الذى كانت تواجهه منذ لحظه انها لم تفهم رد فعله فهو يعلم انه سيأتى يوم لا محاله بعد ان يشفى غليله من جوليان سكوت يعيد الصغيرين الى والدهماوربما لا يريانه مره اخرى ومن ثم فمن القسوه ان يدعهما يتعلقان به الى هذه الدرجه ولكنها منذ عده لحظات كانت معجبه بحساسيته وتفاهمه من كل قلبها وهزت رأسها فى حيره ان وجهى كين لا يتفقان معا... ولم يخف عليها انه ى موجه غضبته تلك ما بدا فى عينيه من الشعور بالحرج وكأنه بالفعل يهتم بفكرتها عنه وبمحاولتها ابعاد الصغيرين عنه
لقد قال:
- واى اب !
وكان سيفسر هذا التعليق القاسى لولا ان حدثت تلك المقاطعه لقد كان القلق يأكل قلبها على مشاعر جوليان ... ولكن اين هو؟ لقد كانت امامه ايام يمكنه ان يعثر عليهما فيها وبدا شك مزعج يجتاح عقلها ربما كان من الافضل ان تعرف شيئا عن جوليان بدلا من محاوله السؤال عن كين
وعادت ببصرها الى رأسه المنحنى لا يزال منهمكا فى مهمته منذ ايام قليله كانت تراه اقسى وابغض انسان من الممكن ان تصادفه ولكن الشعور بدا يتضائل مع معاملته للطفلين الى ان اصبحت لا تدرى ماذا تظن او تشعر هل سيتاح لها ان تعرف شيئا عن هذا الرجل الذى حبسها فى هذا البيت؟
تجمدت اطرافها وهى تدرك ان هذا التفكير يعنى انها تريد ان تفهمه ! وارتعدت وهى تعترف لنفسها انها- وضد كل منطق وعلى الرغم من كل شئ - ترى نسها منجذبه اليه كأبره تنجذب الى مغناطيس وانها ما لم تجد وسيله للهرب وفى اسرع وقت سو تجد نفسها قد وقعت فى شرك آخر ربما لن تخرج منه سليمه عاطفيا
**************
التعديل الأخير تم بواسطة safsaf313 ; 23-10-08 الساعة 08:21 AM
|