المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
""هذيان في غرفة المستحيلات""
""هذيان في غرفة المستحيلات""
حبيبتي سأكتب إليك أشياء وهذيان ..وقد أكتب كلماتٍ كالأشعار ولكنها ليستْ شعراً بل إلياذةُ حبٍ صادقة ..
في غرفة المستحيلات وضعتُ أنا ..فانظري سيدتي ماذا أصابني ولا تعجبي من حالتي من أفعالي وأقوالي ..
لأول مرة أكونُ في غرفة المستحيلات ويحيط بي الأطباء والأجهزة ..جميعهم يسعون من أجل خلاصي منكِ ..فهل يا ترى استطاعـــ(ـــوا؟)
هل تعلمين أنني حينما أفكر في كل الظواهر الطبيعية والاصطناعية المحيطةُ بي وحتى الاختراعات لا يشد انتباهي سوى((ابـن الـهــيـثــم))حينما أكتشف ظاهرة الانعكاس الضوئي..فأمنتُ أن قسماتُ وجهكِ هي التي تنعكسُ أمامي وتعكس كل شيء في حياتي إلى ضوءٍ ساطع ..
وقلتُ في نفسي لحظتها أن أدسون لم يكن اكتشافه للمصباح عبثاً..فأنا فعلاً في هذه اللحظة أحتاجكِ لتضيئي غرفة قلبي
وعلمتُ أيضاً مدى حاجتي للطنين ..فشكرتُ جرهام بل على اكتشافه الهاتف فهو الشيء الوحيد الذي يمكنني الوصول من خلاله إليك وسماع نبرةُ صوتكِ .
هل كان ((كلومبس..حينما أكتشف كوبا\ و هرنانـدوكورتس حينما اكتشف المكسيك\ وفاسكو دي جاما حينما اكتشف المحيط الهادي\ وفرانسيسكو بيزارو حينما أكتشف بيرو\وجون كابوت حينما أكتشف كندا\هل كان جميع هؤلاء الذي كتب عنهم التاريخ في سجلاته بأنهم أصحاب أكشافات وحدهم قادرين على الاكتشاف..فأنا هنا اليوم أتحداهم جميعاً حينما اكتشفتكِ .. فأنتِ شيئاً نادراً لم يستطع المكتشفون الوصول إليه من قبل..
[بالله عليكِ.. ] هل يستطيع جاليلو أن ينفي نظريتي في الدوران حول ذاتي وفي البحث عنكِ ..ربما لو علم بأهمية دوراني حولك في وقتٍ كهذا حتماً سيستبدل نظريتهُ ..فأنا كدينمو لا أستقر أبداً ولا أتوقف عن الدوران حتى لو عاد فارادي ليعيد اختراعاته من جديد ..فلن يكون بنفس القوة التي أحملها في داخلي اليكِ..
فيا سيدتي........... النظرية القوية التي لم أستطيع دحضها هي نظرية الجاذبية لا خوفاً من نيوتن ..ولكن طبيعتي في القرب منكِ مهما حاولتِ الابتعاد..هي التي تسيطر على كل جزء من جزيئاتي
نعم كنتُ أشد اعتراضاً على (( هوراس ولز)) وكأنني في حلقة من حلقات الاتجاه المعاكس و بكل قوةٍ أتحداه بأن مهما كانت دقة اختراعه للبنج وماله من تأثير على الشخص الذي تم تخديره ..لكنه لن يكون عليه تأثيراً بالنسبة لي ..فقد
كنتُ دوماً أردد
ستأتي
لن تأتي
ستأتي
لن تأتي ..
فهل تأتي
وبعدها توقف فيّ كل شيء وخسرتُ التحدي ولكني لم اخسر مجيئكِ لي..
ولم أنتبه إلا في غرفة المستحيلات ..
وهذه هي أولُ الأشياء التي بدأتُ بالهذيانِ بها ..
بدأت أسردُ كل شيء..كنتِ تعرفينه .. وعن أشياء كنتُ أُخفيها عنكِ..أتحدث عن النعمان القابع بأعماقي ..
فيا سيدتي اعلمي.. أنا لستُ شخصاً مثالياً ..ولم أكن ..بي من القبح مالا تتوقعين ..بي من الأنانية مالم تتصورين ..بي من الحماقة ما يجعلك حتى من قلبك تبعدينه وعنه تبعدين ..
وحتى أقرب الأصدقاء لي ..أضعه فوق رأسي كالعمامة من أجل أخذ صورةً فوتوغرافية ..وحالما شعرتُ بصداع منها رميتها بعيداً عني ولا اهتم في المكان الذي ستسقط فيه نظيفاً كان أم قذراً ..ففي هذه الأيام أصبح لافارق بين النظافة والقذارة . ..حبيبتي )
وأنا في غرفة المستحيلات ..قلتُ أشياء في منتهى القبح .. وكانت جميع أقوالي وأفعالي متناقضة..قلتُ
إنكِ أنتِ الوحيدة التي أحببتُ مع أن أجندتي تحمل العديد من النساء قبلكِ وستحمل الكثير من النساء بعدكِ مالم تستطيعين احتوائي..قلتُ لكِ بأنكِ سيدةُ الزمان والمكان .. وربما قلتُ أشياء أكبر من ذلك ..فهذه سجيتي وهذه طباعي على صدر كل فتاة أنقش وشماً مختلفاً عن الأخرى .. ولكن جميع النساء اللائي عرفت واللواتي سأعرف ماهن إلا محطات عبور ..لا تحتاج إلى هوية أو حتى تأشيرة دخول ..أما أنتِ سيدتي فوطنٌ عنوانه أنا وعالماً موقعه أنتِ.
سيدتي ..
أتذكرين في بدء البداية كنتِ شامخةً ..وحينما أقتربُ منكِ أجدكِ متمسكة بعادات وموروث القبيلة ..
فأكرهُ القبيلة لهذه الطقوس القائلة ..
كل شيء في قريتنا ممنوع .
أن نلتقي أن نتحدث
فهل حقاً مازلتِ تذكرين تلك القوانين التي كانت مفروضة ..
يوم كنا صغارا
أتذكرين كم من القوانين كان
يفرضها الأهل والقبيلة
أتذكرين منذ كنا صغارا
لاقبلة0 مسموحة 0.. بيننا
ولاحتى0
هدية ترمز عن براءتنا
كان كل شيء ممنوع
أن أراك في شوارع قريتنا
ممنوع0
أن أراكِ في المدرسة
ممنوع 0
.. كل شيء يا جميلتي ممنوع.. ممنوع
قيوداً تفرضها القبيلة ..
وها أنت تكبرين ..وتتألقين
وبالحسن والدلال تتفردين
فمهما قاومتِ من قيود حبي لن تنجين
وستأتين إليّ وفي قلبي ستسكنين وتتربعين..
وان بعدتُ عنكِ ستبكين
حبيبتي
ها أنتِ تكبرين
وتتألقين ..فهل
تسمحين.. .وتقبلين
أن أتوقف هنا
ونحن في غرفة المستحيلات
أتسمحين ..ونحن في
الثلاثين ..
أختارُ لون شعرك
ولون الفستان ورائحة العطر
وحتى ذكريات تلك السنين
وزهوراً وياسمين
وقد تكتشفين فيّ أشياء لم يسبقك أحد بها
وربما ماتتْ فيّ منذ سنين..
حبيبتي
هذياني اليوم ما هو إلا نتاج انعكاسات مررتُ بها وأنا في غرفة المستحيلات ..حيث أني أصبحتُ مغيباً عن الوعي ..مشلول الحركة منهك القوى ..ولكنني حالما أعود الى حالة الاستقرار .. ستتأكدين من أنتِ بالنسبة لي وماذا تعنين لي ..أنتِ شيء أقربُ من الخيال أبحثُ فيكِ عني وعن روحي الضائعة ..فان غبتُ يوماً فتأكدي أنني لازلتُ أبحث عنكِ فيكِ..وحينما أجدكِ لن أحتاج إلى منطاداً لألف العالم بكِ ..يكفيني أن أنظر إلى عيناكِ فتحلق بي إلى المريخ .. أو حتى عطارد ..ان أسكن في قلبكِ وأتربع فيه وتكوني أنتِ الناهيةُ ولآمرة كزنوبيا على مملكة تدمر وكبلقيس على سبا .. وتكونين كأم البنين حينما احتاج إلى المشورة لا أجد النصح إلا منك ..حبيبتي ..والله ثم والله في نفسي أشياء لا تحملها الأوراق ولا تختزلها المجلدات ولكنني لأجلكِ أتوقفُ هنا فمهما كتبتُ فيكِ ستبقى حروفي ضائعة ..
واليك تمتماتي<<<
لو كنتُ بالشعرِ نبيّ ذمْ
تحفني المشاعر الجنيّة
وكافراً في معبدِ السكارى
وشوكةً .. في نهدِ صبية
لو كنت بالشعرِ نبي دمْ
تحفني المشاعر الدمويّة
ومسرفاً في كيد العذارى
طلقة.. في عنقِ فتيّة
لو تمّت الأوهام في جذوري
مستاءة تدنو على دويّة
لكان شعري في انكسار
ينثرني يا حلوتي شظية
لكنني أخشى على صفائي
من صيحةٍ كريهة .. قوية
لكنني أخشى على عطائي
من ضحكةٍ سخيفة .. غبية
هويتي العزف وأنتِ أدرى
لا ترقصي من هذه الهوية
عطيّتي النزف وأنتِ ادري
لا تعجبي من هذه العطيّة
لو كنت بالشعرِ نبيّ ذم
تحفني المشاعر الجنيّة
وكافراً في معبدِ السكارى
وشوكة .. في نهدِ صبية
لكان شعري في انكسار
ينثرني يا حلوتي شظية
لكنني أخشى على صفائي
من صيحةٍ كريهة .. قوية
لكنني أخشى على عطائي
من ضحكةٍ سخيفة .. غبية
عاشــــــــق المستحيــــــــــل
التعديل الأخير تم بواسطة منصور السديري ; 08-06-11 الساعة 06:19 PM
|