4) أنا أعرفك
(( ستحتاجين إلى ثياب وسيارة ، ومن الأفضل أن تتركي عملك ))
(( أرجو عفوك ))
((قلت 00)
(( أعرف تماماً ما قلته ! ))
ولم تجفل بأنها تناقض نفسها 00لقد سمعت جيداً ما قاله كايل 00لكنها لم تستطع أن تصدق أذنيها 00حين قال أنها وكايل سيأخذان الأمور بروية ، تسألت كيف سيقضيان تلك الأيام معاً 00كيف سيتصرفان تجاه بعضهما 00لكنها لم تتوقع هذا !!
قالت بحرارة ، وهي عرضة لمزاج متقلب من القلق وانزعاج ، ففي حين أنها مهتمة بشعوره ، كان لا يهتم إلا بالأشياء العملية : (( وهل أنت مادي واقعي وبارد دائماً ؟ ))
هز كايل كتفيه دونما اكتراث ، وقال : (( على أحد منا أن يكون هكذا 00من الواضح أنك لم تفكري بهذه الأمور ))ردت بتمرد (( ظننت أن أمامنا مواضيع أخرى لمناقشتها ))
رد بحدة زادت من سخطها : (( الأهم ثم الأهم )
لم تكن هي المرة الأولى التي ترى فيها كايل منذ ظهوره الدراماتيكي في منزل دايان وجيم ، أي منذ يومين 0 فقد دعته دايان إلى العشاء أملاً في المساعدة ، وثبت أن ذلك المساء كان من الأوقات الأصعب والأكثر إحراجاً في حياة إيف 0 على الأقل ، الحياة التي تستطيع تذكرها 0
دار بينهم حديث مهذب حذر ، ناقشوا خلاله البيئة ، الحالة الاقتصادية ، وكانت تصرفات كايل ممتازة تماماً ، وأخلاقه لا عيب فيها ، لكن إيف عرفت من النظرة في عينيه السوداوين ن أنه يحترق بنفاذ صبر ، وأنه كان يريد أن ينتقل إلى أمور أكثر أهمية 0
لكنه أخذ وقته كما يريد ، وسار في اللعبة من دون احتجاج 00وكأنه صديق جديد يزور حبيبته لأول مرة 00
لكن نهاية الأسبوع حلت ، ولم تعد إيف قادرة على التذرع بساعات عملها كي لا تنفرد به 00وكانت دايان وجيم قد اصطحبا التوأم لنزهة بعد الظهر ، فتركا لهما الفرصة للخلوة والحديث 0
قالت إيف متوترة ( من خلال تعليقك على السيارة ، أستنتج أنني أعرف القيادة ؟ ))
هز رأسه الأسود الشعر بحدة (( لقد علمتك 00ونجحت في الامتحان من المرة الأولى أيضا ً ))
(( لكنني لم أقد سيارة منذ ما يقارب السنتين ))
أضافت إيف الواقع هذا إلى مخزون المعلومات الصغير ، الذي راح يتنامى يوماً بعد يوم ، وبدأت تبني صورة لجنفياف باكهام ، المرأة التي كانتها يوماً ن لكن هذا مجرد عنوان عريض ن من دون تفاصيل ولا ظلال لتكتمل صورته 0
(( لا يمكن ان تنسي شيئاً من هذا 000سأخذك لتقودي مرتين 00وسرعان ما تتذكرين ))
لو أنها فقط تستعيد مهارة أن تكون زوجته بمثل هذه السهولة 000بدا لها أن كايل يؤمن بهذا كل الإيمان 000لم يكن يهتم أنه الآن غريب تماماً عنها 00فهل كان دائماً المسيطر ، أم أنها هذا مجرد تجاوب مع الوضع الحالي ؟
قال كايل وكأنه يراجع الأشياء في ذهنه (( والآن 00بالنسبة للملابس 00))
قاطعته بكبرياء (( أمتلك ملابسي !! ))
طافت العينان السوداوان عليها وهما تتأملان الكنزة القطنية الزهرية اللون والجينز ن فشعرت كأنها نموذج مثبت على طاولة مختبر 0
كرر ساخراً (( تملكين ملابس 000))
صاحت وقد غضبت للطريقة التي ينظر فيها إليها (0 حسن جداً ، لعلها ليست مناسبة للصورة التي تريد أن تبرزها !))
لكن الفرق في نوعية ثيابهما ، لا يمكن أن يكون أكثر بروزاً 0
لا يحق لي رجل أن يبدو جيداً هكذا 00ولا جذاباً بشكل قاتل 00وتأملت كيف تتعلق سترته بكتفيه المستقيمين المربعين ، ثم يتدلى قماش السترة بنعومة على عضلات صدره المتناسقة 0
أعدت إيف نفسها إلى الحاضر ، وقالت (( لكنني لا أستطيع أن أبتاع ما غلا ثمنه 00لسنا جميعاً أصحاب ملايين !1))
غمرها الألم لأنها اضطرت إلى إخفاء أفكارها المثيرة ، بلهجه عدوانية فاقت تصورها 000وسرعان ما اجتاحها الندم وهي ترى التواء فم كايل ، وأدركت أنها زوجة لمليونير , رغم أنها لا تشعر بهذا ، صحيح انه أكد أنهم أمضيا ثلاث سنوات معاً ، لكن لا وجود في ذاكرتها للحظة من ذلك الوقت 00كما أنها تشعر بتقارب أكبر تجاه دايان وجيم ، وحياتهما البسيطة في الضواحي من هذا الزوج الثري 0
((لم أكن أنتقدك ))
تناهى إليها صوت كايل ، بمزيج من اللطف والتوبيخ ، ليلسعها كطرف صوت ، فتضاعف ألم إيف وما لبث أن ( وأنا أدرك أن الأمور لك تكن سهلة عليك 00 من الصعب أن تجدي نفسك وحيدة فيأكمل الدنيا من دون أن تذكري من أنت أو كيف وصلت إلى هنا ، هذا من دون ذكر الصعوبات المادية والعملية التي تكبتها لتبدئي من جديد بلا مال 00أو عمل 000لا شك أن تجاوزها بدا مستحيلا ً))
هزت إيف رأسها صامتة وقد صعقت لتفهمه العميق 0فمع أن دايان وجيم ساعداها 0ولن تتمكن من رد جميلهما ن فقد ظلت تناضل بيأس لتقف على قدميها 0
وتمكنت من القول أخيراً (( فرصة العمل كانت مستحيلة تقريباً 00فعلى أي حال ن لم أكن أعرف أني أملك مؤهلات ))
(( لكنك في الواقع ن تملكين العديد من الشهادات 00هذا دون ذكر سرعة مذهلة في الطباعة والاختزال ))
ابتسمت إيف ساخرة (( كم أتمنى لو عرفت ذلك منذ سنتين ، فكل ما استطعت أن أجده هو وظيفة في مكتبة ))
(( وهذا سبب إضافي إذن ، لاستفادتك من الملابس 00))
قاطعته((لا أريدك أن تشتري لي ملابساً ))
(( لا داعي لهذا 00على أي حال ن فهناك خزائن مليئة من الملابس ))
((لا !!))
أدركت أخيراً ماذا يقصد بالضبط ، لكنها ردت غريزياً ن بكلمة واحدة فيها من الخشونة ما يبعث على الاضطراب ن فما كان من كايل إلا أن قطب جبينه 0
(( لن أتركك تعطيني هذه !!))
ازداد عمق العبوس حتى أصبح خطيراً (( لكنها كانت ملابسك تلك التي اشتريتها لك 00الملابس التي تركتها ))
ظن آه يسهل عليها الأمور 00لكنها بالنسبة لإيف تزداد سوءاً
(( لعلها كذلك 00ومع ذلك لا أستطيع أخذها !! فهذا يعني إنني سأقبل غيرها من الأشياء أيضا ))
(( أي أشياء؟ ))
هزت إيف رأسها يأساً 00كيف تفهم كايل أن هذه الثياب قد لبستها يوماً 00وأنه أشتراها لزوجته 00وأهداها إياها حين كانا يعيشان معاً 00وأنهما تشاركا في ماض أوصلها إلى انهيار عصبي 00
بدا كايل وكأنه قادر على قراءة أفكارها في وجهها 0
(( ستضطرين إلى القبول بها يوماً ما ))
إذا كان صوته بارداً من قبل فقد أصبح الآن مثلجاً 0
تنهدت إيف (( أعرف 00لكنني لست مستعدة بعد 00مازال الوقت مبكراً جداً 00كنت يومها امرأة أخرى 00امرأة لا أعرفها الآن ))
حتى لو طلبت من كايل أن يخبرها عن الماضي 00فهل يمكن أن تثق أنه الحقيقة الخالصة ؟ أيقول لها ما حدث لزواجهما ، حتى ولو كان يؤثر عليه سلبياً ؟
(( هلا قبلت بعض الملابس الأنيقة لترتديها ؟ ))
أجفلت إيف من الخشونة في كلماته 00وأدركت كم يزدري مظهرها الحالي 0
(( نعم ، تلك الملابس كانت لإيف التي تعرفها 00المرأة التي تظن أنها أنا 00وقد لا أكونها بعد ))
وما من طريقة لتعرف إن كانت تريد أن تستعيد صورة المرأة التي عرفها ، حتى في تلك الأيام وأكملت (( عليك أن تفهم أنني لا استطيع قبول تلك الثياب 0 وهي ملك لإنسان آخر 00إنسان قد يكون ميتاً 00))
(( 000الجحيم يا إيف ! ))
وارتجف كايل بعنف ن ورغم ردوده العنيفة راحت تقاوم لتتابع قائلة (( لا أستطيع أن أستحيل تلك المرأة لمجرد إرضائك ))
(( ليست المسألة أن ترضني فقط ! ))
كانت لهجته شديدة وقاطعة ، تكشف عن غضبه العرم (( تكاد الملابس تهترئ في الخزانة في منزلي 00وأنا أعرف تماماً كم يهمك مظهرك ))
(( إذن 00أنت تعرف أكثر مما أعرف ))
وعرفت إيف أنها تخاطر بمعاداة كايل ، لكنها كادت تزداد عدائية مع كل كلمة تتفوه بها ، ومع ذلك لم تستطع منع نفسها ، فقد كان السخط يغلي في داخلها لمجرد فكرة أن يعرف عن حياتها أكثر مما تعرف هي 00وأن عليها أن تلاحقه بأسئلة عن أكثر الوقائع الأساسية التي تتعلق بها 0
(( إضافة إلى هذا ، لا شك في أنني تحولت إلى امرأة مختلفة تماماً خلال سنتين ))
(( هذا ممكن
إنما ليس في ما يتعلق بهذا الموضوع ، هكذا كانت لهجته تقول 00وكان على إيف أن تعترف في أعماق نفسها أنه على حق 00فهي فعلاً تجاهد لتبدو الأفضل ن ولو بمدخول محدود جداً 00فانصبغت وجنتاها بدم سال من كبريائها الجريحة في حين أكمل هو (( لكن 00بما أني أعرفك 00))
(( توقف عن هذا !))
وضربت قدمه في الأرض فعلاً هذه المرة 0
(( لا تقل لي مجدداً إنك تعرفني أفضل مما أعرف نفسي ! فأنا أعلم هذا ! وصدقني 00هذا ليس أمراً يسعدني !))
قال كايل بحدة لاذعة (( كان هذا مجرد جملة تردد ، لكنني أفهم رأيك ، وسأحاول أن أتجنب هذا التعبير مستقبلاً 00إذا لا ملابس 00))
لم تصدق إيف أنه تراجع بسهولة ، إذ كانت تتوقع أن تتسع المناقشة معه في هذا الموضوع 0
(( أنت موافق ؟ !))
(( إذا كان الأمر يهمك لهذه الدرجة ))
لبضع ثوان اندفعت إيف برد عفوي ، وبعد أن أحست بالانتصار كإنسانة وأنثى ، شعرت بالندم على ملابس كان يمكن لكايل أن يوفرها لها 00ثم استرخت في مقعدها 00لذا لم تكن مستعدة أبداً لما قاله لاحقاً 0
(( لكن يجب أن تتخلي عن الوظيفة ))
(( ماذا ؟ مستحيل ! أنا أحتاج إليها ))
(( تباً لك يا امرأة 00ألا تنفذين أبداً من دون جدال ؟ ))
(( لا أعرف 00هل أفعل هذا دائماً ؟ أخبرني 00)
وسبقته إيف بكلمة (0 أعرفك )) رمتها بوجهه بحدة لتجبره على ابتسامة مترددة :
(( يجب أن تواظب على الابتسام 00أتعرف هذا ؟ فالابتسامة تناسبك ))
تمتم بمرح ساخر (( هذا إطراء 00لا أقل ولا أكثر ، ولقد أرضيت غروري 00و 00لا 000أنت لا تتقبلين كل شيء 00لقد قلت لك 00لقد رفضت الوعد بإطاعة 00))
فجأة اكتأب وجهه 00لكن إيف أحست بالتوتر يتسلل مجدداً إلى الجو مع الإثارة المبهمة لزواج لا تستطيع تذكره ، وسرعان ما تدمرت الألفة التي تطورت بينهما 00
تابع كايل (( أنت لست بحاجة إلى عمل 00أستطيع إعالتك ))
كانت في هذه العبارة مرارة لم تعهدها في حياتها ، فلا يمكن أن تعيش عالة على كايل ، عاطفياَ أو مالياً ، ليس قبل أن تعرف حالتها بالضبط 0ومالبثت أن هزت رأسها بصمت وخصلات شعرها الأشقر تتطاير 0
تابع كايل (( أملك أكثر مما يكفي ))
(( أنا واثقة من هذا ، لكنك لا تستطيع أن تقتحم حياتي وتتوقع مني أن أسلمك زمام أمري ))
(( أقتحم ؟! إيف 000أنت التي تركتني !))
هذا هو الوقت المناسب لتسأله لماذا تركته 00لكن نظرة سريعة إلى عينيه الملتهبتين ، وعلامات الغضب على وجهه ، دمرت كل شجاعتها في لحظة ، فلجأت إلى خطة مضللة ، تركز فيها على جانب ثانوي بدلاً من المعركة المباشرة
(( ماذا كنت أعمل قبل أن التقي بك ؟ حسب ما قلته لي ، أفهم أنني كنت سكرتيرة
في البداية استحالت عيناه شظيتين من نار في وجهه 00وأفلت السيطرة على عضلات فكه ، فتصلبت في مقعدها ، وهي تحضر نفسها لما هو أسوأ من الانفجار 000لكن ، انتظارها ذهب سدى ، إذ رد على سؤالها بهدوء 0
(( هذا صحيح 00لقد عملت لشركة جنسن ، بعد لقائنا مباشرة 00ولو لم يكن من أجلي مباشرة ))
(( حقاً
ضاعت إيف لبرهة 00فقد غرقت في غموض هذا الماضي الذي لا تعرفه 00حاولت أن تتخيل نفسها في مكتب 00تعمل قريباً من كايل 0أدرار رأسه وقد فرغ صبره ، فعادت أفكارها إلى الحياة 0 فيما أكمل : (( لكن ذلك كان أمراً مختلفاً000 ))
(( ماذا تقصد ؟ ))
(( كنا متزوجين 000))
(( وهل نحن متزوجين الآن ؟))
أجفلت إيف للهيب الغضب المتوحش الذي اشعل العينين السوداوين ، وانكمشت في مقعدها فيما وقف بحركة عنيفة سريعة :
(( لا زلت لا تصدقيني ؟ حسناً جداً 00هاك ، الق نظرة على هذا 00))
ورمى مغلفاً في حجرها وكأنه سلاح ما ، فأحست إيف لو أن أفعى تسللت إلى حجرها لما انزعجت أكثر 0لم يكن لديها أدنى شك عما تحتويه الأوراق في المغلف 00لكنها لم تحتج إلى التركيز كثيراً على الكلمات التي أخذت تتراقص أمام عينيها 00كايل باتريك جنسن 00جنفياف ماري بوكانون 00تاريخ ما في شهر تموز 000تم الزواج في 00
سيطرت على صوت كايل لهجة ساخرة قبيحة :
(( تبدين مصدومة تماماً 00حبيبتي إيف 00ما بالك ؟ هل كنت تأملين أن أكون مخطئاً 00وأن أمامي امرأة أخرى ؟ أوه 000لا 000حبيبة قلبي 00أنا لا يمكن أن أفعل هذا ))
(( أنا لم أقصد هذا ! ))
أم أنها قصدته ؟ ألا زالت في أعماقها تأمل بأن يكون كايل مخطئاً ، وأنها ليست الزوجة التي يدعيها ؟ لم تستطع إيف أن ترد على هذا السؤال 00لكن على أي حال ، لقد أصبح كل هذا خارجاً عن الموضوع الآن 00كانت شهادة الزواج التي تمسكها في يدها برهاناً قاطعاً يثبت أنها في يوم من أيام تموز منذ خمس سنوات أقسمت على أن تكون زوجة كايل (( إلى أن يفرقهما الموت ))0
مال كايل فوقها 00كتفاه القويتان تحجبان عنها النور المتسلل من النافذة 0
(( ماذا عنيت إذن ؟ أمن طريقة أخرى إذاً ؟ ))
(( عنيت 00عنيت 00))
حل الخوف على حنجرة إيف ، فأنعقد لسانها داخلها 00بحيث لاقت صعوبة في تشكيل الكلمات 0
صاحت يائسة (( لا تقف فوقي هكذا ! لا أستطيع التفكير فيما أنت تهددني 00))
(( أهددك!! ))
انحبس نفس كايل بشكل غريب 00وكأن شخصاً ضربه بكل قوة على صدره 00وللحظة حافة بالتوتر ، اشتدت قبضتاه على ذراعي المقعد 00فسيطر الذعر على ذهن إيف وهي تفكر في أنه لا يحتاج سوى إلى حركة واحدة وتطبق هذه الأصابع القوية على خناقها 00لكنه أطلق لعنة منخفضة ن ثم ابتعد عنها ليقف مديراً ظهره إليها ، فمد يداه في جيبي بنطلونه ، وكأنه غير واثق إن كان يستخدمها 00وما لبث أن راح يحثها بصوت أجش (( وماذا عنيت ؟ ))
لم تعرف إيف أيهما أسوأ 00المستبد الخطير المهدد الذي وقف فوقها كالبرج منذ لحظة 00أم هذا الشخص البارد غير المتجاوب ، صاحب المظهر القاسي ، وارأس المرفوع بتصلب 0
حاولت مترددة :
(( ألا يمكن على الأقل أن تنظر إلي ؟ ))
لكنه أبقى وجهه مستديراً بعناد ، فيما تغير مزاجها فجأة 0
أشتعل الغضب في أعماقها ، وأحست بأن التوتر والضيق تلاشيا في موجة مشاعر ، حسن جداً 00هو الذي سعى إلى ذلك 0
(( في الزواج مشاعر أكثر من مجرد ورقة تقول إننا زوج وزوجة 000))
وتمتم كايل بشيء غير مفهوم 0
(( 000ماذا قلت ؟ ))
استدار ليواجهها ببطء 00بدت الحركة مثيرة بشكل غريب , وكأنها لقط كبير متوحش بفيق من نومه 00
قال متشدقاً :
(( قلت 000هذا صحيح 000))
خفق قلبها بتوتر وهي تسمع الشر الحريري في صوته ، ثم توترت نبضاته حتى صعب عليها التنفس جيداً ، وأكمل :
(( أنا موافق معك ن تماماً ))
كان يحاول متعمداً أن يثيرها ، وأدركت إيف هذا 00ولسوء الحظ ن كان ينجح في هذا جيداً 0 ومهما حاولت ، لم تستطع أن تستحضر أي ذرة من غضبها الملتهب 0
تابع كايل (( إذن 00أخبريني 00ما هو في رأيك ما يكون الزواج ؟ أريد أن أعرف حقاً ))
ابتلعت إيف ريقها وهي تحاول التخفيف من انزعاجها 00فجأة لم تعد تستطيع تحمل التناقض بينهما أكثر من هذا 00فنهضت باضطراب من مقعدها ، وهي تشعر أنها ضعيفة جداَ 0
بدأت تقول (( في الزواج الحب 000والصدق 00))
وتلعثمت حين هز كايل رأسه بموافقة ساخرة 0
(( والإخلاص والدعم 00))
بدا لها أن حنجرتها انسدت مجدداً مع ارتفاع متعمد لحاجبه الأسود 00ذكرتها ابتسامته بأنه ما عرض عليها سوى الحب والإخلاص ن لكنها رفضته بغضب 0
صححت كلامها بسرعة : (( الدعم العاطفي 00و00))
قاطعها بلطف مخادع : (( ماذا إيف ؟ ))
وفيما هو يتكلم ، خطا خطوة واحدة ، صامتة ، نحوها : (( بالتأكيد لن تتوقفي عند هذا ؟ ))
لكن صوت لإيف خذلها تماماً هذه المرة ، فهزت رأسها بيأس ، ونظرتها مسحورة بذلك العنيد الذي يجول عبر الغرفة 0
(( حسناً جداً 00لإيف ؟))
خطوة واحدة للأمام 00مجرد واحدة 0
(( و 00ماذا 00؟ ))
أقدم على حركة صامتة ، مختلسة ، كقط صياد ، ورمقها بنظرة سوداء سمرتها مكانها 00وكأنها مخدرة تماماً 00وكأنها في غشوة 0
(( هل أقول لك ما فاتك يا حبيبة قلبي ؟ ))
تابع الصوت الناعم النبرات ، نسج سحره المنوم 0 لقد أصبح قريباً جداً الآن 000قريب بشكل خطير 0
وازداد عمق صوته وكثافته وهو يقول :
(( الحرارة المشبوبة 000هذا ما نسيته يا حبيبتي 00أم أنك حاولت أن تنفي وجودها ؟ ))
***
بقي ذهن إيف خالياً من الأفكار ، واحتارت من أين تستحضر الكلمات لترد عليه 0 فكل ما كانت تعيه ، هو رجولته البارزة ، تلك القوة البدائية تحت نعومة قماش الكشمير 00وتمنت لو تشيح بنظرها بعيداً عن العينين العميقتين 00لكنها ألفت نفسها غيرقادرة على أية حركة 00فيما عدا إيماءة صدرت عنها من دون وعي 0فتسلل لسانها على الخارج ، يبلل شفتيها الجافتين بعصبية 00وإذا بها تنظر إلى كايل فتكشف أنها فضحت مشاعرها الداخلية إذ تغيرت نظرة عينية إلى سواد كامل 0
(( هل نسيت يا إيف ؟ أم أنك ببساطة خائفة من البوح بإرادتك ؟ أتردين أن أثبت أنني زوجك ؟ ))
أحست إيف بأنفاسها تنحبس ، وبدا أن قلبها قد توقف عن الخفقان 00وما لبثت أن اجتاحها توتر عصبي شديد ، فابتلعت ريقها بعمق ن ولم تعرف كيف استجمعت قوتها لترد0
(( لقد وعدت 00))
(( أوه 00صحيح 00لقد وعدت 00))
كان صوته همساً مثيراً ، بالكاد يسمع ، مع ذلك أحست إيف بكل كلمة تضغط على أعصابها المتوترة 0
(( لقد وعدت ألا ألمسك 00))
انضمت شفتا كايل بابتسامة واهية 00لكن إيف أحست وكأن ألفاً من الأصابع المثلجة تزحف فوق بشرتها ، لا سيما حين لاحظت إن دفء تلك الابتسامة لم تصل إلى عينيه 0
((لقد وعدت يا إيف 00لكنني لن التزم بوعدي إلى حين تكونين مستعدة 00))
ازدادت الابتسامة اتساعاً ، وهي ترسل فيها رجفة باردة 0
حاولت إيف أن تحتج (( أنا لست 000))
وخذلها صوتها فيما ارتفع حاجبه بصمت ساخر متسائل عن مدى صدقها 00ثم قال بنعومة (( أوه 00بل أنت مستعدة 00كل ما فيك ينبئ بهذا 00)
وبرعب أحست ببشرتها تقشعر ن وبأعصابها تتوتر ، فيما أطرافها تتألم بشكل مدمر 0
تابع كايل بالصوت المخدر ذاته (( أنت مستعدة 00سواء أعترفت بهذا أم لا ))
وبدافع غريزي فتحت إيف فمها لتحتج 00لكن كلماتها خرجت مشلولة 00مجرد تنهيدة خفيفة ، لعلها نداء خوف 00أو حاجة 00هي نفسها كانت عاجزة عن تحديدها 0إزاء هذا المشهد ، اتسعت ابتسامة كايل 0 وأحست إيف وكأنما وابل من الماء البارد ينهمر عليها 0
همس (( أوه 00إيف 00))
وكم توقعت ، تحرك ليقضي على المسافة المتبقية الصغيرة بينهما 0
لكنه بدا ملتزما ً بوعده ، في ذلك الحين ن كان ذهنها يدور في دوامة من المشاعر ، فطغت الحرارة على شرايينها 0
تمتم كايل (0 أوه إيف 00لا تدعي أبداً أنك لست مستعدة بعد الآن 00أبداً 00))
رددت إيف حالمة (( أبداً 00))
وانهت كلمتها بشهقة سعيدة ن بعد أن انتزع منها اعترافاً ، أقرته من دون أي مقاومة
(( إيف 00))
لا تتكلم 00توسلت إليه إيف بصمت يائس ، لا تتكلم ! أرجوك كايل 00
لن تعرف أبداً كيف فاتهما صوت السيارة وهي تقف في الشارع 00وما هي إلا بضع ثوان حتى انفتح الباب الأمامي ، وتصاعدت وقع أقدام في الردهة ، ثم ارتفع صوت أدريان ينادي :
(( لقد عدنا إلى المنزل !))
بردة فعل غريزية ، تراجعت إيف بعيداً عنه وقد علا اللون الدافئ خديها 00فيما نظراتها لا تقويان على التوجه إلى كايل 0 لكنها أيقنت أنه يراقبها 0
وفيما هي تشعر بقوة نظراته عليها 0 سألها بنعومة :
(0 ما المشكلة إيف ؟ لم أنت قلقة هكذا ؟ ))
وبدافع من التوتر داخلها ن رمته بكلمات حانقة :
(( لقد عاد دايان وجيم !!000))
رفع كتفيه دونما اكتراث :
(( وإن يكن !! أنا زوجك ، على أي حال 00وهذا ما تعرفه صديقتك ))
هذا صحيخ 00ولكن على إيف أن تعترف بذلك 0 بقيت دايان في الردهة ، وهي تخلع سترتي التوأم وتعلق معطفها ومعطف زوجها 0
سألت كايل : (( كيف أبدو ؟ ))
وتسألت في سرها كيف يتصرف بمثل هذا الهدوء وتلك السيطرة على النفس بينما هي محبطة ومدمرة 0
تسللت السخرية إلى صوته فيما رجع صدى سؤالها :
(( كيف تبدين ؟ ))
(( تبدين 00))
ساد بينهما صمت متعمد ، فازداد قلقها ، وأحست بأعصابها تكاد تنفجر 0
وما لبث أن ارتسمت ابتسامة على وجهه وهو يشدد على كلماته :
(( تبدين خائبة الأمل ، يائسة 00محبطة 00لكن ، لا تقلقي يا حبيبة قلبي 00يمكن لهذا أن ينجح في المرة القادمة ))
وما إن ترك كايل إيف تترنح تحت تأثير الفكرة ، حتى انفتح الباب ، ليكشف دايان والتوأم ، فاستدار وراح يرحب بهم بابتسامة عريضة 0
ترى 00هل كانت المشاعر التي أحستها ذكرى ماضية أم أحاسيس جديدة تماماً ؟ راح هذا السؤال يحوم في رأس إيف طوال المساء فباتت عاجزة عن الاسترخاء ، لا سيما وأن كايل يثير فيها اضطراباً دائماً 00وإزاء ذلك ضاعت كل آمالها في الانعزال في غرفتها والتفكير 0
كان كايل هو من اقترح أن يجالس التوأم مع إيف حتى يقضي الوالدان أمسية نادرة في مطعم محلي 00إلا أن إيف شكت في أن أسباب أخرى أكثر أنانية كانت وراء كرمه المفاجئ 0
منتديات ليلاس
وثبت أن شكوكها صحيحة ، فما إن خرج صديقاها ، حتى استدار إليها وتعبير غامض يرتسم على قسماته0
(( يجب أن نتكلم ))
سألت بقلق :
((نتكلم عن ماذا ؟؟ ليس لدي الوقت الآن 00يجب أن أجالس التوأم في السرير 000))
(( سأساعدك 00))
فتلاشى آخر أمل لديها في تجنب المواجهة التي يفكر بها بوضوح 0
لكن عبثاً ، فالقدر كان مصمماً على الوقوف إلى جانب كايل 0 فما إن سمعت كورتني ، إحدى التوأمين ، ما قاله ، حتى أضاء وجهها فرحاً 0فعرفت أن قلبها لن يطاوعها على حرمانها من هذه السعادة 0
قالت كارولين بعد أن اغتسلت وارتدت ثوبها القطني الجميل :
(( إروٍ لنا قصة إيف ))
ضمت كورتني توسلاتها إلى توسلات أختها :
(( أوه 00أرجوك ! ))
(( حسناً جداً 0 قصة صغيرة فقط ))
ما إن حان موعد النوم حتى أطفأت إيف النور وهي ترفض طلب التوأم بالمتابعة
ولما تركا الغرفة ، سألها كايل :
(( هل كان هذا من نسج مخيلتك 00؟ أم أنك صممته مسبقاً ؟))
(( رحت أخترعه وأنا أقص الرواية 00لا بد أنني أملك مخيلة خصبة ، مليئة بالأفكار 00ولهذا السبب بدأت الكتابة 00لقد سمعت دايان القصص التي كنت أقصها للتوأم ، وأقترحت أن أدونها ))
لف الضباب وجه إيف 00فباتت عيناها كليلتين ومظللتين وهي تذكر كيف أمضت ساعات طويلة وهي تبتكر عالماً خيالياً لأن عالمها الحقيقي فارغاً 0
(( كنت أؤلف تأريخياً شخصياً ، عائلات ، وعلاقات لشخصياتي ن فأحسست بسيطرة لم تكن موجودة في حياتي 00ولم أعرف ، بالطبع ، كم كان للإبداع الخيالي خطوط حقيقية 0 ثم ، حين انضممت إلى مجموعة كتُاب في الخريف الماضي 00قرأ الأستاذ جزء مما كتبته 00واقترح أن أعرض مؤلفاتي على دار النشر ، لذا طبعته على الآلة الكاتبة وأرسلته ))
(( وحط على مكتبي كأنه قنبلة هابطة من السماء ، أوه 00لم يستقر على مكتبي بالضبط ، إنما على مكتب إحدى المحررات ن ولمحت الكتاب مصادفة حين ذهبت لأناقش معها موضوعاً معين ، وإذا باسمك يطالعني 00حاولت اقناع نفسي أن في العالم مئات يحملن اسم إيف ، لكن ما إن قرأت أول عشرين صفحة حتى عرفتك
(( لم أكن أنوي نشر لقاءنا 00و الأحداث الأخرى 000لكنني لم أكن أعرف 000
قاطعها بسرعة :
(( أعرف 00إيف 00أعرف 0 واعتقد أنني أدركت أن في الأمر سوء تفاهم منذ البداية 00فعلى أي حال ، أنا أعرفك 00لا يمكن أن تكشفي عن أسرار شخصية ، حتى و إن للانتقام مني 00أنت 00إيف ؟ ))
ورأى كيف أشاحت بوجهها إلى الأسفل وكبف أبعدت عينيها عنه فكرر (( إيف ؟
كان السؤال الرقيق يفوق تحملها 0فغطت وجهها بيديها بحركة دفاعية وهي تحاول إخفاء الدموع التي أحرقت عينيها 00لقد قال (( إنه يعرف )) فأصابت هذه الكلمات قلبها مباشرة بطعنة مريرة 0
(( إيف ؟ ))
أنبأتها حدة صوته أن حركتها الدفاعية لم تكن دون جدوى 0 كان يعي مشاعرها جيداً !
(( لابأس عليك يا حبيبة قلبي 00أفهمك 00لا تبكي00أنا هنا إيف 00حبيبتي 00أنا إلى جانبك 00
وانفجرت إيف ، وقد فقدت السيطرة على نفسها :
(( هذه هي المشكلة بالضبط ! كنت قد توصلت إلى نوع من الأمان والرضا 00)كانت كلا الكلمتين صحيحتين 0
(( كنت أتدبر أمر نفسي 00! لكنك جئت 00))
قال كايل بخشونة :
(( أمان ؟ رضا ؟؟ تتدبرين أمر نفسك ؟ أي نوع من الحياة هذه ؟ أكنت تفضلين لو تركتك وشأنك 00 لو تركتك تجهلين وجودي 00وتجهلين الحياة التي كانت لنا معاً ؟ ))
وعرفت إيف أنها كانت ترفض مثل هذا الاقتراح تماماً منذ خمسة أيام فقط 00لكنها الآن ، وبعد أن اختبرت الأزمة الفكرية والعاطفية منذ ظهور كايل في حياتها ، لم تعد متأكدة ن ولم تعد تعرف ماذا تريد 0
((ربما ))
((لا يمكن أن تعني هذا ! ))كيف تحول صوته إلى هذه الخشونة ؟ أهو الغضب ، أم الكبرياء ، أم الأسوأ ؟ إحساس بالألم ، اعتصر قلبها شفقة وخوفاً 0
صرخت بيأس :
(( لا أعرف !))
مرة أخرى لم تستطع استخدام سوى هاتين الكلمتين وحسب فكررت :
(( لا أعرف !))
(( لكنني أعرف 00أعرف إيف 00ما كان بيننا لا يستحق أن نخسره ، نحن خلقنا لبعضنا 00وبالرغم من كل شيء ن أنت تعرفين هذا أيضاً 00لا يعقل أنك نسيت ذلك )9
كلماته هزت الحقيقة التي آمنت بها ، فتعلقت به كمصدر وحيد للثقة في عالم مجنون 0
(( كايل ))
كان اسمه كل ما استطاعت التلفظ به 00لم تكن تعرف بتاتاً هل تحتج أم تشجعه 00وفي ثانية ن اضمحلت الأفكار المنطقية جميعها 00وأصبحت تحت رحمة أحاسيسها 0
تمتم كايل بصوت متثاقل :
(( هكذا كنا يا إيف 00ولهذا السبب يجب أن نكون معاً 00))
وفجأة بدا أن ساقيها قد شلتا أو عجزتا عن دعمها ن وعرفت أنها ستسقط في دوامة لا حول لها ولا طول على الأرض وكأنها دمية قطعت خيوطها 0
عاد كايل يتمتم ك
00 هكذا كان الماضي 00هكذا كان 00وهكذا سيكون مجدداً 00صدقيني ))
لكن أيمكنها أن تصدقه ؟ ما إن تسلل السؤال إلى رأسها ، حتى لم يعد من سبيل لتبعده 0 لكن يجب أن يتوفر المزيد من الحقائق ، ما الذي مات إذن ؟ حادثة ما اعترضتهما في الماضي 00حادثة قوية جداً ، سلبتها ذاكرتها 0 لهذا مهما بلغت المرات التي يكرر فيها أنه زوجها ، ومهما كان نوع الدليل الذي يقدمه لها ، سيبقى غريباً تماماً عنها 0
وبسرعة مدمرة ، جال ذلك الإحساس الواقعي الفظيع في ذهن إيف وكأنه الأسيد ، يحرق الحب المشبوب المثير ، ويترك مكانه يأساً بارداً متحجراً 0
أحس كايل بذعرها : (( إيف ؟ ))
(( لا! ))
وسمعت كايل يردد كلمة الرفض بصوت أجش مصدوم (( لا ؟ ايف 00أنت 00)
(( قلت لا ! ))
فركت عينيها بقوة لتجلي نظرها ، من دون أن تهتم كيف أفسدت تبرجها الرائع 0
عانت جهداً ملحوظاً لتستعيد رباطة جأشها ، وتسيطر على عواطفها ، فخرجت الكلمات حارة باردة :
(( لا أستطيع المضي في هذا ! ))
(( لا تستطيعين المضي في هذا ؟ هل أقرفك إلى هذا الحد ؟ ))
(( أجل 00لا! ))
لم تستطيع النظر إليه ، لم تتحمل رؤية الغضب الأسود الذي تملك وجهه ، واشتعل في عينيه 0
بدأت (( لا أريد 00
لكن الصدق والإحساس المعذب الذي اجتاح جسمها ، بعد هدوء العاصفة المشبوبة ، التي شنها كايل ، كل ذلك قطع كلماتها :
(( لا أستطيع 00كايل 00أرجو أن تفهم ))
(( أوه تماماً000))
صفعتها المرارة في صوته كالسوط :
(( لقد تخليت عني دون أي كلمة تفسير منذ سنتين 00ثم عدت إلى الظهور في حياتي ، وتابعت اللعب بمشاعري 00تواجهيني بهبة ساخنة ، ثم هبة باردة كما يحلو لك 00حسن جداً 00سأقول لك شيء ، حبيبة قلبي 000))
وانقلب اسم التحبب إلى نعت سيء متوحش :
(( من الأفضل أن تقرري ماذا تريدين ، وبأسرع وقت ن وإلا سينفذ صبري 00لن أستطيع الاستمرار هكذا كثيراً ن إما أنك تريدينني ، وإلا 00ولا يمكن أن تنفذي الأمور بطريقتين 00لذا الأفضل أن تقومي بتفكير جدي 00لأنني أحتاج إلى أجوبة 00وأحذرك ، لن أنتظر إلى الأبد 0