لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > البحوث الاكاديمية > البحوث الإسلامية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

البحوث الإسلامية البحوث الإسلامية


تاريخ سقوط اهم المدن الاندلسية ...

تاريخ سقوط اهم المدن الاندلسية ... ((تاريخ سقوط أهم القواعد و المدن الأندلسية)) 0 13هـ \ 748 م: بمبلونة Pmpalone 374 هـ \ 985 م: برشلونة Barcelona 387

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-10-08, 02:02 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 50113
المشاركات: 34
الجنس ذكر
معدل التقييم: neomano2007 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
neomano2007 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : البحوث الإسلامية
Newsuae2 تاريخ سقوط اهم المدن الاندلسية ...

 

تاريخ سقوط اهم المدن الاندلسية ...

((تاريخ سقوط أهم القواعد و المدن الأندلسية))


0 13هـ \ 748 م: بمبلونة Pmpalone
374 هـ \ 985 م: برشلونة Barcelona
387 هـ \ 997 م: سانتياغو Santiago
392 هـ \ 1002 م: ليون Leon
446 هـ \ 1055 م: سلمنقة Salamanca
456 هـ \ 1064 م: قلمربة Colambra
457 هـ \ 1065 م: بربشتر Barbastro
476 هـ \ 1084 م: مدريد Madrid
477 هـ \ 1085 م: طليطلة Toledo
489 هـ \ 1096 م: وشقة Huesca
507 هـ \ 1114 م: تطيلة Tudela
512 هـ \ 1119 م: سرقسطة Zaragoza
543 هـ \ 1177 م: قونقة Cuonca
585 هـ \ 1179 م: شلب Silves
619 هـ \ 1222 م: ماردة Merida
627 هـ \ 1229 م: بطليوس Badajos
628 هـ \ 1230 م: ميورقة (من جزر الباليار) Mallorca
632 هـ \ 1235 م: يابسة Ibza
633 هـ \ 1236 م: قرطبة Cordoba
633 هـ \ 1236 م: طلبيرة Tolavera
636 هـ \ 1238 م: دانية Denia
640 هـ \ 1242 م: قرطاجنة Cartagena
641 هـ \ 1243 م: دانية Denia
641 هـ \ 1443 م: مرسية Murcia
644 هـ \ 1246 م: جيان Jaen
645 هـ \ 1247 م: لشبونة Lisbaana
645 هـ \ 1247 م: شاطبة Jativa
646 \ 1248 م: إشبيلية Sevilla
647 هـ \ 1249 م: لاردة Lerida
661 هـ \ 1262 م: ولبة Huelva
661 هـ \ 1262 م: لبلة Nibela
661 هـ \ 1262 م: قادس Cadis
686 هـ \ 1287 م: منورقة (بقية جزر الباليار) Menorca
702 هـ \ 1310 م: جبل طارق Giraltar
818 هـ \ 1415 م: سبتة Ceuta
890 هـ \ 1485 م: رندة Ronda
893 هـ \ 1487 م: مالقة Malaga
894 هـ \ 1488 م: وادي آش Cudix
894 هـ \ 1488 م: المرية Almeria
898 هـ \ 1492 م: غرناطة Granada

الغريب .. أن السقوط سريع جدا حتى تاريخ 1310 بسقوط جبل طارق وهو المنفذ الرئيس للعون من المغرب ... وبقاء مملكة غرناطة لوقت يقارب 200 سنة !!!

سقوط جزيرة ميورقة الأندلسية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الزمان/ 13 صفر – 627

المكان/ جزيرة ميورقة الأندلسية – شرق الأندلس.

الموضوع/ الصليبيون في الأندلس يشنون حملة صليبية للاستيلاء على جزر الأندلس الشرقية.

الأحداث/

الملوك الثلاثة:

عندما اشتعل ميزان الفتنة في ربوع الأندلس في مطلع القرن السابع الهجري وجد صليبيو أسبانيا في ذلك فرصة هائلة لا تفوت من أجل استرداد حكم الصليب مرة أخرى على الأندلس وكانت أسبانيا النصرانية في هذه الفترة تخضع لحكم ملوك ثلاثة وهم 'خايمي الأول' ملك أراجون ويسيطر على ناحية الشرق و 'فرناندو الثالث' ملك قشتالة ويسيطر على وسط الأندلس، و'ألفونسو التاسع' ملك ليون ويسيطر على ناحية الغرب، وكل واحد من هؤلاء الملوك الثلاثة يتربص بالمسلمين من جهته ويرقب الفرص المواتية للانقضاض عليهم وساعدهم على ذلك الحالة المزرية من التفرق والتشرذم التي أصابت المسلمين وانهيار السلطة المركزية المتمثلة في دولة الموحدين.



خايمي الأول وجزيرة ميورقة:

كانت جزيرة ميورقة واقعة في دائرة الأطماع الصليبية من ناحية الشرق أي ملك أراجون 'خايمي الأول' وميورقة واحدة من جزائر الأندلس الشرقية المعروفة باسم جزر البليار وهي ثلاثة جزر ميورقة ومنورقة ويابسة، و تعتبر ميورقة أكبر هذه الجزر وعاصمتها وكان الوالي عليها هو أبو يحيى الموحدي وكان خايمي الأول يحلم بضم هذه الجزر لمملكته أراجون على أساس أنها الامتداد الطبيعي للناحية الشرقية التي يفترض أنه الموكل من قبل الصليبيين في أوروبا كلها وليس أسبانيا وحدها بفتحها والسيطرة عليها.



وكان أمراء إيطاليا وفرنسا وبابا روما كبير الصليبيين وقتها كلهم يتوقون دائمًا ومنذ زمن بعيد لاحتلال تلك الجزائر الأندلسية وذلك منذ أيام أمير البحار الكبير 'مجاهد العامري' والذي دوخ تلك الممالك إغارة وحرباً في مطلع القرن الخامس الهجري حتى أنه استطاع أن يحتل جزيرة سردينية ويهدد قلب أوروبا نفسه، وكان بابا روما يشجع ويبارك كل مشروع لافتتاحها وقد افتتحها النصارى بالفعل مرة سنة 508هـ في أوائل العهد المرابطي ولكن استعادها المرابطون سريعاً وظلت هذه الجزر مصدر تهديد دائم لأوروبا حتى أن أمراء أوروبا كانوا حريصين على مهادنة حكام تلك الجزر الهامة لشدة بأسهم وتحكمهم في الممرات المائية إلى شرق الأندلس، ولما هاجت الفتنة بالأندلس وتفرق صف المسلمين وذهب ريحهم وجد الصليبيون في ذلك فرصة سانحة لاجتثاث تلك الجزر الطيبة.


الطابع الصليبي للحملة:

أخذ خايمي الأول في التفكير في كيفية الإعداد لتلك الحملة خاصة أن تكلفتها ستكون باهظة وهداه تفكيره الشيطاني لاستدعاء مجلس الرهبان الأسباني المعروف باسم 'الكوريتس' وعرض عليهم مشروعه لغزو جزيرة ميورقة وطلب منهم سن ضريبة جديدة على المؤمنين!! لتمويل الحملة ولاقت الفكرة قبولاً كبيراً عند الرهبان والقساوسة وسنوا له ضريبة وعرض أكابر الأحبار والرهبان الاشتراك بأنفسهم في القتال نصرة للصليب!! وعرض أيضاً أكابر الأشراف الاشتراك في القتال فوافق خايمي على ذلك كله وتعهد أمامهم بتقسيم الغنائم المكتسبة بالعدل والقسطاس وأقسم الجميع على الوفاء بالعهد.



وفي 14شوال سنة 626هـ خرجت الحملة الصليبية مكونة من 155 سفينة حربية وحوالي 16500 مقاتل بين فارس وراجل هذا عدا حشود المتطوعين النصارى الذين جاءوا من جندة 'بإيطاليا الآن'.


اتحاد الصليبيين وتفرق المسلمين:

في هذا الوقت الحرج كان يفترض على المسلمين أن يكونوا يداً واحدة وعلى قلب رجل واحد لمواجهة اتحاد الصليبيين وعدوانهم المقبل على البلاد المسلمة ولكن هيهات أن تتفق الدنيا مع الآخرة ومن يطلبون متاع الأولى مع خطاب الثانية، ففي الوقت الذي وصلت فيه أخبار الحملة الصليبية إلى مسامع والي ميورقة أبي يحيى وأثناء استعداده للدفاع عن المدينة والجزيرة وتجهيزه للجيش المسلم إذ بمجموعة من أعيان الجزيرة يدبرون في الخفاء محاولة للانقلاب عليه والإطاحة بحكمه وعلم الوالي بخبر المحاولة الانقلابية فقبض على المتآمرين وأعدمهم فوراً مما أسخط أهلهم وعشائرهم عليه وكان من الأفضل عدم إعدامهم حتى لا يضطرب الناس وتثور العصبيات وهذا من فقه التشريع الحكيم ألا يقام حد أثناء الحروب، وقبض الوالي على خمسين من الثائرين وأغلبهم من العشائر الكبيرة فاضطرب صف المسلمين جداً وكثر الإرجاف ولم يمض على ذلك يومان أو ثلاثة حتى أقبلت سفن النصارى وظهرت فبادر أبو يحيى برأب الصدع بالعفو عن خصومه ولكن بعدما امتلأت القلوب إحنا وضغائن.


الانتصار المؤقت:

دخلت السفن الصليبية مياه الخليج بسرعة كبيرة ولم تستطع القوة المسلمة المكلفة بحماية الخليج بمنعها، وكان أول من نزل إلى البر قوة صليبية مكونة من سبعمائة فارس وتحصنت بإحدى التلال ثم تبعتها قوة من فرسان 'دي مونكادا' وهو من كبار أشراف أسبانيا وقد اشترك بمجموعة كبيرة من الفرسان وقد تكفل هو بتمويلهم خدمة ونصرة للصليب!!

وقعت أول معركة بين المسلمين والنصارى عند التلال بعد أن استجمع المسلمون قواهم المرابطة على الشاطئ وانقضوا على الصليبيين فهزموهم هزيمة شديدة وقتل منهم عدد من الأشراف والفرسان وفي مقدمتهم الصليبي المشهور 'جلين دي مونكادا' وأخوه رامون وهرعت أمداد من الصليبيين لإنجاد المهزومين وكان مقتل دي مونكادا سبباً لمجزرة مروعة سيقوم بها الصليبيون عند الاستيلاء على الجزيرة.

سقوط المدينة:

بعد هذه الهزيمة المؤقتة للصليبيين اشتعلت قلوبهم ناراً وحقداً على أهل الجزيرة المسلمين وضربوا حصاراً مرهقاً على المدينة ورد المسلمون على ذلك بأن دفعوا قوة مسلمة حاولت أن تقطع إمدادات المياه عن المعسكر الصليبي ولكن الهجوم فشل وقتل معظم أفراد القوة وقام الصليبيون بقطع رؤوسهم وألقوها داخل المدينة ليدب الرعب في قلوب أهلها.


رغم محاولات الوالي أبي يحيى من رأب الصدع كما قلنا بالعفو عن خصومه إلا أن كثيراً من المدافعين كان ساخطاً عليه وفر كثير منهم من المدينة وتخلوا عن مواقعهم نكاية في الوالي وهذا يدل على الجهل والضلال المبين إذ أنهم بذلك ينكون دينهم وأمتهم بتسهيل السبيل أمام الأعداء لأن يحتلوا بلاد الإسلام وينهكوا حرماته.


شجع هذا الانسحاب الصليبيين لأن يضغطوا على المدينة أكثر فأكثر وشعر الوالي بخطورة الموقف وخاف من استباحة المدينة فأرسل إلى خايمي الأول يعرض عليه أموالاً طائلة ليرجع عن المدينة ولكن خايمي رفض مما يوضح مدى البعد الديني لتلك الحملة وأن الهدف هو أخذ بلاد الإسلام وسفك دماء المسلمين.


بعد ذلك الرفض عرض الوالي أبو يحيى على خايمي الأول تسليم المدينة على أن يسمح لأهلها بالخروج سالمين بأموالهم وأهليهم ولكن خايمي رفض أيضاً تحت ضغط الأشراف لأنهم كانوا يريدون الانتقام لآل مونكادا والاستيلاء على غنائم المدينة وثرواتها.


بعد أن تأكد المسلمون من نية الصليبيين في الاستيلاء على المدينة بحد السيف استعدوا للقتال حتى الموت ومن جانبهم عول النصارى على مهاجمة المدينة واقتحامها وفي يوم 12صفر 627هـ الموافق 20 / 12 / 1229م استعد الجيش الصليبي للهجوم واستمع الجند للقداس الذي أقامه الرهبان والقساوسة وعند الفجر بدأ الهجوم وأحدثوا ثلمة في السور واقتحموا المدينة فلقيهم المسلمون في داخلها ودارت حرب شوارع مريرة من شارع لآخر وكان الوالي أبو يحيى على رأس المدافعين عن المدينة وهو يحثهم على الثبات ودخل الملك خايمي نفسه أمام الجنود وهو شاهر سيفه.

المذبحة المروعة:

ولما لم يكن المسلمون على قلب رجل واحد بل أهواء شتى ومشارب ومطامع وضغائن وإحن ومثل هؤلاء لا ينتصرون ولا لعدوهم يقفون أو يثبتون فلم يمض سوى قليل حتى ظهر التفكيك في صفوف المسلمين وأخذوا في الفرار بعشوائية والصليبيون قد ركبوا أقفيتهم يمعنون فيهم قتلاً واستولى الصليبيون على المدينة في 13صفر 627هـ في مناظر مروعة من السفك وقد ارتكبوا مجزرة بشعة أزهقوا فيها أرواح ثلاثين ألف مسلم، وتم القبض على الوالي أبي يحيى وأمر خايمي بسجنه وتعذيبه حتى الموت واستمر أبو يحيى تحت التعذيب البشع طيلة خمسة وأربعين يوماً حتى مات - رحمه الله - وأخذ ولده الصبي الصغير ونصر قسراً وأصبح اسمه 'دون خايمي'.


وهكذا فقد المسلمون جزيرة ميورقة الغنية الزاهرة كبرى الجزائر الشرقية بعد أن حكموها أكثر من خمسة قرون وكان لافتتاحها رنة شديدة وفرحة كبيرة عند نصارى أوروبا وأقام بابا روما قداساً خاصاً احتفالاً بسقوطها وعاد خايمي إلى مملكته أراجون مكللاً بغار الظفر بعد أن قضى في غزوته زهاء خمسة عشر شهراً ولقب من ذلك التاريخ 'بالفاتح'.


كل ذلك حدث وباقي المسلمين في الأندلس أو ما بقى من الأندلس مشغولين بالخلافات الجانبية والصراعات الداخلية على الملك والرياسة وهكذا تضيع الأمم.


السلطان أحمد الأول وإنقاذ مسلمي "الأندلس
(في ذكرى مولده: 12 من جمادى الآخرة 998هـ)

يشترك السلطان العثماني أحمد الأول مع السلطان المملوكي "حسن بن محمد الناصر" في أن كليهما تولى الحكم في سن صغيرة، وتوفيا وهما دون الثلاثين، وأن كلاً منهما ترك أثرًا خالدًا يثير الدهشة والإعجاب، وهو ما جعل اسميهما يترددان على الألسنة مثلما ترددت أسماء مشاهير القادة وعباقرة الأدب والفن وجهابذته، وهما لم يكونا كذلك.

أما أحدهما- وهو السلطان حسن- فقد ترك بالقاهرة مسجدًا عظيمًا يحمل اسمه، ويجمع بين قوة البناء وعظمة التخطيط، وجمال الزخرفة ورقة النقوش، ولا يزال حتى الآن يدهش زائريه بفخامته وعمارته.

وأما الآخر- وهو السلطان أحمد الأول- فقد ترك أيضا مسجدًا عظيمًا عرف باسمه وهو "مسجد السلطان أحمد الأول"، والذي يعد من أعظم عمائر الدولة العثمانية، وأفخمها بناء، وأجملها هندسة، وصاحب هذا الأثر هو موضوع حديثنا.

المولد والنشأة

في "مانيسا" بغربي تركيا كان مولد أحمد الأول في (12 من جمادى الآخرة 998هـ = 18 من إبريل 1590م)، ونشأ في حجر أبيه محمد الثالث، الذي لم يكن قد تولّى خلافة الدولة. وبعد نحو خمس سنوات تولَّى محمد الثالث الحكم خلفًا لأبيه مراد الثالث، ودامت سلطنته تسع سنوات، وكان مثقفًا ثقافة عالية، وله ديوان شعر، وقد عُني بتربية ولده أحمد وإعداده ليكون أهلا لتحمل تبعات الخلافة الجسيمة، وعيّنه في ولاية العهد وهو في الثانية عشرة من عمره، ولم يمكث أحمد في ولاية العهد سوى عام ونصف العام؛ إذ توفّي أبوه السلطان محمد الثالث وتولى هو الخلافة من بعده، وهو في نحو الرابعة عشرة من عمره في (18 من رجب 1012هـ = 22 من يناير 1603م).

تولّى أحمد الأول السلطنة ولم يكن قد مارس إدارة الدولة، أو خرج لجبهات القتال، ولكن حاول أن يعمل ما وسعه الجهد في حماية مصالح الدولة التي كانت تمر بأزمة عنيفة؛ فقد كانت الدولة مشتبكة في قتال مع النمسا، والدولة الصفوية تتربص بها الدوائر.

الحرب مع النمسا

كانت الدولة العثمانية مشتبكة في حرب مع النمسا منذ سنة (1003هـ = 1594م)؛ بسبب قيام النمسا بالاعتداء على البوسنة، وقُتل حاكمها في معركة "سيساك" سنة (1002هـ = 1593م)، وكانت بداية الحرب سيئة بالنسبة للدولة العثمانية، ولحقت بها عدة خسائر، فخلعت ملداقيا وولاشيا وتراتسلفانية طاعة السلطان العثماني محمد الثالث سنة (1003هـ = 1594م)، وانضمت للنمسا، وتعرضت طرق مواصلات الدولة مع "بودا" و"بلجراد" للخطر، ولم يكن أمام السلطان العثماني سوى أن يقود الجيش بنفسه، فاشتعل الحماس في نفوس جنوده، وتمكّن من انتزاع حصن "إيجر"، ثم حقق نصرًا هائلاً في معركة "هاجوفا"، وأباد معظم الجيش النمساوي.

وبدلاً من أن يتقدم العثمانيون إلى الأمام لفتح بلاد جديدة عادوا إلى الخلف، وكانت فكرة المحافظة على ما تملكه الدولة قد سيطّرت على عقول سلاطين الدولة الذين فقدوا روح الفتوحات وطاقة التحرك، وظلت الجبهة العثمانية النمساوية مفتوحة، واستمرت المناوشات بعد ذلك.

ولما تولَّى السلطان أحمد الأول استمرت الحرب مع النمسا، واستعاد العثمانيون "إستركون" بعد حصار شديد بعد أن ظلت أسيرة في أيدي النمساويين عشر سنوات، كما استعادوا بعض القلاع، ووصل الجيش العثماني إلى أقصى الشمال الشرقي من المجر.

أدركت النمسا خسارتها في الحرب فطلبت الصلح، وكان هذا مطلبًا عثمانيًا حتى تتفرغ الدولة لحربها مع إيران، فعُقدت معاهدة بين الطرفين عُرفت باسم معاهدة "ستفاتوروك" في (10 من رجب 1015هـ = 11 من نوفمبر 1606م)، وانتهت بها تلك الحرب التي استمرت نحو ثلاث عشرة سنة ونصف السنة.

وبمقتضى هذه المعاهدة دفعت النمسا إلى الدولة العثمانية غرامة حرب قدرها 67000 سكة ذهبية، وأُلغيت الجزية التي كان يدفعها إمبراطور النمسا إلى الدولة العثمانية كل سنة، وثبتت الحدود على أساس أن لكلٍ الأراضي الموجودة تحت سيطرته، وأن تخاطب الدولة العثمانية حاكم النمسا باعتباره إمبراطورًا لا ملكًا، يقف على قدم المساواة مع السلطان العثماني.

الصراع مع إيران

بدأت الحرب بين الدولة العثمانية وإيران بهجوم الصفويين على تبريز في السنوات الأخيرة من حكم السلطان محمد الثالث، ونجح الشاه "عباس الكبير" في الاستيلاء على "تبريز"، منهيًا بذلك الحكم العثماني بها، وقد توغل في الأراضي العثمانية بعد أن عجزت الدولة العثمانية عن إيقاف هذا الزحف.

وقبل الطرفان الصلح، ووقّعا معاهدة عُرفت باسم معاهدة "إستانبول" في (24 من شعبان 1021هـ = 20 من نوفمبر 16012م)، وانتهت الحرب التي دامت نحو أربعة عشر عامًا بين البلدين، وبمقتضى هذه المعاهدة استعادت إيران ما يقرب من 400,000 كم2 من الأراضي التي كانت قد استولت عليها الدولة العثمانية من قبل، بما فيها مدينة بغداد.

القضاء على الثورات الداخلية

لم تكن الصراعات الخارجية وحدها موضع اهتمام السلطان أحمد وعنايته، وإنما واجهته مشكلات داخلية وقيام حركات التمرد والانفصال داخل أراضي الدولة العثمانية، وقد نجح في إخمادها والقضاء عليها؛ حيث قام الصدر الأعظم "مراد باشا"- وكان قائدًا محنكًا قد تجاوز الثمانين من عمره- بالقضاء على فتنة "جان بولاد" الكردي في حلب سنة (1016هـ = 1067م)، واضطر بولاد بعدها إلى الهرب إلى السلطان معتذرًا، فقبل السلطان عذره وعفا عنه.

كما نجح الصدر الأعظم في هزيمة "فلندر أوغلي" والي أنقرة، بعد أن استولى على "بروسة" و"مانيسا"، وشنَّ حملة على الأمير الدرزي "فخر الدين المعنّى" حاكم لبنان، الذي جمع حوله الأتباع من النصارى والدروز والنصيريين- وكانت تدعمه إيطاليا- وأعلن العصيان على الدولة سنة (1022هـ = 1613م)، وبعد هزيمته فر إلى إيطاليا.

إنقاذ مسلمي إسبانيا

بعد مائة وعشرين سنة من سقوط "غرناطة" آخر معاقل الإسلام في الأندلس سنة (898 هـ = 1429م) لم يعد هناك مسلم في إسبانيا والبرتغال، بعد صدور مرسوم ملكي في إسبانيا باسم "فيليب الثالث" سنة (1018هـ = 1609م) ينذر فيه المسلمين الموجودين في إسبانيا بتركهم الأراضي الملكية خلال 72 ساعة، وكان هذا أمرًا مستحيلاً في هذا الوقت، وكان الغرض من القرار هو إفناء آخر من بقي من المسلمين. واستمرت هذه المأساة الدامية عشرة أشهر، قُتل في أثنائها نحو 400,000 (أربعمائة ألف) مسلم، وفرّ من تبقّى إلى الجزائر، وتنصر بعضهم فوهبت له الحياة النصرانية.

في هذه الفترة أرسل السلطان أحمد الأول في سنة (1019هـ = 1610م) الحاج "إبراهيم أغا" إلى لندن سفيرًا فوق العادة، وكان الغرض الحقيقي من ذهابه إلى أوروبا الغربية جمع الأندلسيين الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى شمال إفريقيا فلجئوا إلى غرب أوروبا، وكان أكثرهم في عداد العبيد، وقد نجح الحاج إبراهيم في جمع العائلات التي تمكّن من العثور عليها، وقام بنقلها إلى الأراضي العثمانية.




أقام السلطان أحمد الأول في ساحة "آط ميدان" بإستانبول مسجدًا عظيمًا يحمل اسمه، وتولّى الفنان الصّداف "محمد أغا" مهمة إنشائه، وقد بدأ العمل في البناء سنة (1019هـ = 1069م)، وانتهى من تشييده بعد سبع سنوات ونصف السنة.

ويعد هذا المسجد أرحب ما أنشئ من المساجد السلطانية، وأكثرها مآذنَ؛ حيث ترتفع له ست مآذن سامقة، وتبلغ مساحة المسجد ما يعادل 64× 72 مترًا، وقطر قبته 23.50 مترًا، ويبلغ ارتفاعها 43 مترًا، وترتكز على أربع دعائم أسطوانية، قطر الواحدة منها خمسة أمتار، وتغطي جدران المسجد 21043 بلاطة خزفية تجمع أكثر من خمسين تصميمًا، وتشغل الزخارف المدهونة كل جزء من أجزاء المبنى، وقد أضفى لونها الأزرق على جو المسجد من الداخل إحساسًا قويًا بسيطرة هذا اللون؛ ولذا سُمي بـ"الجامع الأزرق".

السلطان أحمد في التاريخ

تولّى السلطان أحمد الحكم في سن صغيرة، وكان هذا من بين الأسباب التي أدت إلى تعرض الدولة إلى اضطرابات داخلية، غير أنه ما لبث أن أظهر جلدًا وحزمًا، وعمل بجدية في إدارة شؤون الدولة، ولم يترك كل شيء لوزرائه، وحاول جاهدًا حماية مصالح الدولة، وامتاز- إلى جانب ذلك- بأنه كان متدينًا، معتدلا في مظهره، شاعرًا، فارسًا، يستخدم السلاح بمهارة.

وفي عهده تحددت الامتيازات الأجنبية لكل من إنجلترا وفرنسا وهولندا وبولندا، واستطاعت هولندا من خلال تلك الامتيازات أن تدخل تجارة التبغ في العالم الإسلامي.

وفاة السلطان
استطاع السلطان أحمد الأول في الفترة الأخيرة من حكمه أن يكتسب خبرات واسعة، وأصبح سلطانًا ناضجًا عاقلا، وأظهر قدرات في الحكم أشبه بقدرات سلاطين الدولة العثمانية العظماء، لكن القدر لم يمهله فأصيب بالحمى في بطنه، ودام مرضه عدة أسابيع، ثم لم يلبث أن تُوفّي في (23 من ذي القعدة سنة 1026 هـ = 22 من نوفمبر 1617م)، ولم يكن قد أكمل الثامنة والعشرين من عمره.

من مصادر الدراسة:

[frame="5 80"]يلماز أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية- ترجمة عدنان محمود إسماعيل- منشورات مؤسسة فيصل للتمويل- إستانبول (1988م).

محمد فريد: تاريخ الدولة العلية- تحقيق إحسان حقي- دار النفائس- بيروت (1403هـ = 1983م).

يوسف آصاف: تاريخ سلاطين آل عثمان- تحقيق بسّام عبد الوهاب الجابي- دار البصائر- دمشق (1405هـ = 1985م).

علي حسّون: تاريخ الدولة العثمانية- المكتب الإسلامي- بيروت (1415هـ = 1995م).

 
 

 

عرض البوم صور neomano2007   رد مع اقتباس

قديم 09-10-08, 02:04 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2008
العضوية: 93915
المشاركات: 49
الجنس أنثى
معدل التقييم: طفلة سعيدة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طفلة سعيدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : neomano2007 المنتدى : البحوث الإسلامية
افتراضي

 

شكرا عالموضوع بصراحة ينفع للي يدرسون تاريخ

 
 

 

عرض البوم صور طفلة سعيدة   رد مع اقتباس
قديم 09-10-08, 07:28 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Jan 2008
العضوية: 61073
المشاركات: 2,843
الجنس ذكر
معدل التقييم: شرف عبد العزيز عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شرف عبد العزيز غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : neomano2007 المنتدى : البحوث الإسلامية
افتراضي

 

شكرا لك اخي على المعلومات .......... تحياتي لك

 
 

 

عرض البوم صور شرف عبد العزيز   رد مع اقتباس
قديم 12-02-09, 05:00 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Dec 2008
العضوية: 113418
المشاركات: 4,880
الجنس أنثى
معدل التقييم: #مهما الليالي# عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 34

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#مهما الليالي# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : neomano2007 المنتدى : البحوث الإسلامية
افتراضي

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك..موضوع احزنني..لضياع بلاد المسلمين...







 
 

 

عرض البوم صور #مهما الليالي#   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تاريخ سقون الاندلس, تاريخ سقوط اهم المدن الاندلسية, بحث اسلامي, بحث في تاريخ سقوط الاندلس
facebook




جديد مواضيع قسم البحوث الإسلامية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:15 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية