كاتب الموضوع :
**أميرة الحب**
المنتدى :
الارشيف
الفصل الثالث
جلست سارة على صخرة مقابل البحر تتأمل الأخرين يقومون بالبحث عن أصداف البحر الطازجة لطهيها كمقبلات....
الجو صقيع... لحسن حضهم أن الشمس لمعت وأدفأت الأجواء.
الشلة كلها هنا..
اصطفت السيارات في حديقة المنزل دو طابقين وكأنه معرض للعربات الحذيثة والجميلة.
سارة أتت برفقة ايهاب في سيارته الـ ب-م الـ"4_4" بينما تمددت فرونيكا في الخلف طيلة الطريق تقريبا
جيمس ودافيد وآلان أخد كل منهما سيارته لأن كل منهما رافق رفيقته أو زوجته..
ضمت سترتها الصوفية اليها وتطلعت الى البحر الامنتهي وككل مرة تندهش لقدرة الله سبحانه وتعالى على التفنن والابداع الدقيق في خلق البحر وكل مايحيط به من صخور ورمال...
وغاصت من جديدي في تأملاتها مبتعدة تماما عن كل الأصدقاء الذين راحو يرضون بابتهاج فوق الرمال ويتسابقون الى المنزل ...
ايهاب نجح باشعال الموقد للشواء...
كان سعيدا بالنتيجة لأن الأمطار والرطوبة أضرت بحالة الجمر و الموقد...
رفع وجهه باتجاه البحر وابتسم...
سارة ماتزال ساكنة مكانها منذ أكثر من ساعة
بما تفكر ياترى؟
بعظمة الخالق؟أم بهمومها...
انتفظ بعد حركة مفاجئة بالقرب منه...كان جيمس،يقوم بتجهيز السمك للشي...
تابع نظرات ايهاب نحو سارة وقال بهدوء
- مالذي يبقيك مكانك؟سأهتم بأمر الشواء واذهب اليها-
- لا...لا ياجيمس ارحمني من نصائحك...سارة مختلفة...لا أستطيع مباغتثها...
- لقد انتظرت ثلاث سنوات...وماحصلت عليه هو مرتبة الصديق..
- صديق خير من لاشئ...
وابتسم مرة أخرى دون القدرة على رفع عينيه عن التحفة الجالسة على بعد أمتار منه
- أنت مغرم يا ايهاب...وبكل بلاهة.. قال جيمس بسخرية فهزايهاب كتفيه قبل أن يواجه صديقه بنظرة جافة :
- ... أخبرها بمشاعري... وآخدها الى السرير مبرزا رجولتي... ثم أخيرها بين أن نعيش معا دون اللجوء الى الارتباط؟...هذا بنظرك سيجعلني بعيد عن البلاهة؟...أنا عربي وهي كذلك...هذه الأشياء الغير مشروعة لامكان لها في قاموسنا
- أعرف الكثير... الكثير من العرب يعيشون مع أجنبيات بدون زواج شرعي
- هذا لأن تلك الطينة من الناس يستعملون كلمة مسلم عنذ الحاجة فقط...سارة متدينة ..وهذا مايجعلها مختلفة بنظري...
بعد الغداء اعتذرت سارة وصعدت الى الغرفة التي تتشاركها مع فرونيكا...
بينما فظل الرجال مشاهدة ماتش كورة،والنساء طلعن للاستجمام بالقرب من الشاطىء..
توضت سارة وصلت الظهر قبل أن تستلقي على السرير طالبة الراحة
كانت تحلم
وأي حلم...حلم راودها منذ لطفولة
المغرب..
.كيف هو المغرب؟
لابد أنه بلد مميز لأن أغلب أصدقائها اللذين سبق وزارو هذا البلد شهدون بسحره
حلمها الذهاب اليه...الى مدينة أكادير الجنوبية...حيث عاود والدها بناء حياته
حتى أنه لم يكلف نفسه عناء دعوتها مرة...
فسارة تتمزق بين اللهفة ...والفضول...والحزن أيظا..
كلما رأت صور للمناطق السياحية في المغرب على وجهات الوكالات السياحية...
كيف هو منزل والدي؟ هل المنازل هناك تشبه الستايل الفرنسي؟
على أي شاكلة هي زوجة أبي؟
هل أشقائي من والدي يشبهوني في شىء أم أن ملامحهم مغربية بحتة...
فتحت عيناها الزمرديتين اللون ومنعت دمة حارة بالنزول...
لا لن تبكي اليوم...يكفي أنها استعملت البخاخ أكثر من ثلاث مرات منذ الصباح..
اتسعت عيناها دهشة وهي تنتبه الى أنها نامت على الأقل ساعتين...
- داق...داق...داق...-
طرقات على الباب انتشلتها من أفكارها،لابد أنها فرونيكا..
- أدخل...الباب مفتوح
لكنها تصلبت عندما أطل رأس ايهاب...
يبدو أن التيار أصاب ايهاب بدوره
سارة لم تكن تستر نفسها
كانت واقفة بقامتها الهيفاء،شعرها الكستنائي الطويل يحيط بها كأنه شلالات من الحرير
وذراعيها ذوي البشرة المخملية بارزتين من خلال القميص القطني الأزرق الذي ترتدي فيما الشورت القصير يبرز بكل خمول ساقيها الرشيقتين البيضاوين...
انعقد لسان كليهما...
بقيا يحدقان في بعضهما للحظات
وقررا ابراز ردة فعل واحدة مضطربة في الوقت ذاته
- يالهي...يالهي...ظننتك فيرو...
- آسف...سارة أقسم أني لم....
راقبها تركض بجنون الى البطانية وتلفها حولها،وقد اشتعل وجهها بكل الألوان...
- لاتفزعي..لاتخافي مابدي شي...أنا خارج...
أغلق الباب خلفه،واستند على الحائط وقلبه يدق بصورة مجنونة...يكاد لايصدق ما حذث للحظة...
- اللعنة ...اللعنة... سب وشتم دون القدرة على التحكم في ارتجاف باقي أجزاء جسمه...
- ايهاب...؟
فرونيكا وصلت للتو،وأقطبت وهي تراقب وجهه المتهجم
- مابك؟تبدو وكأنك رأيت شبحا...
لم يرد ايهاب عليها
وأسرع الخطوات الى الدرج ثم الى الطابق السفلي
في الشرفة أشعل سيجارة بأصابع مضطربة ورفع عيناه باتجاه نافدة الغرفة التي تشغلها سارة
مالذي ستفكر به؟ انه يحاول اللعب معها
هو ليس نذلا .. وهي دعته للذخول
ليس ماحصل خطأه
هي من دعته للذخول...كرر في نفسه بعصبية...
فجأة
مرغما وتحت تأثير ماحذث
استعادها في أفكاره
انها رائعة...انها...كاملة...انها زوجته وهو واثق من هذا.
سرعان ماأبعدها مكشوفة عن فكره لشعوره بالخجل
بالطبع سارة كانت ستعترض ان أدركت قدر الشهوانية التي يستعيدها بها في خياله...
لا يرغب بتجريد الصورة التي رسمها,أو حتى توسيخها بأحلام مماثلة
في المساء أشعلت الشلة النار في المدفئة..وتجمعو في حلقة بعدما قررو لعبة القنية و حقيقة أم حركة..
انتهت سارة من شرب قهوتها...وقررت الانضمام الى الشلة قبل أن يوقفها ايهاب ويتكلم بالعربي كي لايفهمه الباقين
- بودي أعتذر...
- ما في شي حصل من أساسه...واحمر وجهها خجلا وهي تتابع - ماشفته اليوم بالتأكيد بتشوفه دايما
- بالتأكيد...بس أنتي مش أي حد...ولا أي بنت...بصر على اعتذاري ياسارة
- بيكفي يا ايهاب...والله مو غضبانة
بعد قليل انضما للآخرين جيمس من ابتدى اللعبة،واستدارت القنينة باتجاه آلان
- حقيقة أم أكشن؟
- حقيقة..
- لمالاتتحمل أم زوجتك أليكس؟
انفجر الجميع بالضحك،فهز كتفيه وقال
- أفضل أكشن
- لا لا تتهرب أرغب بمعرفة السبب...أصرت زوجته مختنقة بالظحك.
- لأنها ثرثارة...تتذخل في حياتنا...وتتحسر عن عدم ارتباطك برجل أغنى- ابتسمت له زوجته بحنان وقبلت على رأسه
- لكنني اخترتك أنت...-
واستمر اللعب...وارتفع الضحك..والترفيه...ونسيت سارة وايهاب الحذث الأخير الى أن وقعت فوهة القنينة أمام سارة
- حقيقة أم أكشن؟
- حقيقة...قالت سارة مترددة
- لما تنعزلين في زاويتك المحمية بعيدا عن العواطف الجياشة التي يحملها لك ربما...أحدهم؟
- لايوجد أحد يحمل لي العواطف ولست منعزلة...أنكرت سارة بشدة واستدارت الى ايهاب
- هل تجدني منعزلة ياايهاب؟
- لاياعزيزتي...أنت رائعة كما أنت...
تبادل جيمس وألان نظرات ساخرة،وهزت فرونيكا كتفيها وهي تدير القنينة
- حان دوري...
توقفت الفوهة عند ايهاب
- حقيقة أم أكشن؟ سأله جيمس
فوقف ايهاب ووجهه ساخرا
- أفظل أكشن...
- اذن أركض الى غاية البحر وأصرخ بأعلى صوتك...أنا انسان مخبول...وأحتاج للنصيحة.
ضحك الجميع لكلام جيمس،فهز ايهاب رأسه موافقا...انه يعرف فيما يفكر ألان وجيمس...ولن يدع لهما متعة احراجه بسؤال رومانسي أمام سارة.
بعد لحظات انفجرت سارة ضاحكة عندما تردد لها صوت ايهاب من الشاطئ...
هذا النهار بعيد على أن يكون مملا..
وتحمد الله لأن ايهاب جزء من حياتها...لم تكن تعرف كيف تتصرف بدون الدفء والعطف اللذان يمنحهما لها.
|