كاتب الموضوع :
**أميرة الحب**
المنتدى :
الارشيف
الفصل الخامس
اختلطت الافكار في رأس ايهاب
سارة تلفضت بعبارتين سريعتين تنم عن ازدرائها قبل ان تهمل البطاقة فوق طاولة الطعام وتهتم بصنع القهوة
عم الصمت المكان لم يبقى صوت شبح الرجل الذي رحل للتو والذي وثر الجو وتركه مشحونا
سارة بدت بعيدة جدا بأفكارها...مما استخال على ايهاب قرائة ما يجول في خاطرها
صحيح ان رؤية الرجل الذي آلمها طويلا قد خيب أمله نوعا ما...لم يكن من النوع المتوفر في جميع زوايا المدينة,بل هو مختلف ويبدو خصما عنيدا
الرئي الذي كونه لخمس دقائق وربما أقل قد لايبدو مدققا لكنه يعرف هذا النوع من الناس ومن النظرة الأولى
سهم مؤلم اخترق صدره,وشعر بالغيرة تتلاعب بأوتار قلبه...
اذا ماكانت سارة تهيم حبا بهذا الرجل الى الآن فلا داع لتخمين المستقبل...لاحاجة له للعذاب مجددا وهو الذي اهمل فرص السعادة عدة سنوات...
مدت له فنجان القهوة،ارتجفت اصابعها بتوتر وهز نضراته نحو وجهها الملائكي التكوين ليرى أن الزمردتين غارقتان في بركة من الدموع
- سارة؟
- عفوا...
ودفعت يدها بسرعة تمسح أنهار الدموع التي بللت وجهها،وضع ايهاب فنجانه على الطاولة وأشار لها بالجلوس
استجابت بسرعة قبل أن يمسك بذقنها ويجبرها على النضر اليه
- ضننت أن العذاب انتهى مع الزمن...
- أبكي من قهري ياايهاب..مشاعري تلاشت نحوه منذ أن تركني عالقة في حبال العذاب والمعاناة,تجرعت مايكفي من الألم.. وهو يضهر فجأة ويقول بكل بساطة أنه يريد استعادتي...يريد استعادتي...ذلك المتسلط المستبد الأناني يتوهم أنني سأرتمي على قدميه شاكرة عودته...
- مازلت مغرمة؟أم أنه الغضب ما...يجعلك ..تنضرين الى الجانب الأسود من الأمور
- ماهو الحب بنظرك ياايهاب؟ وارتجفت شفتيها وهي تتابع - عندما نحب لانؤلم من نحب...واذا حذت العكس فانك تمضي العمر متسائلا لما قدر على قلبك الانتماء الى من لايعرف قيمته...
- صدقيني ياسارة لست بحاجة لدرس مماثل عن المشاعر والعواطف...وحاول الابتسام وهو يتفرس في وجهها - عليك بدء حياة جديدة بدونه،لا أحد يجبرك على العودة اليه...لا أحد مادمت واثقة بأن الروابط التي كانت تجمعكما في الماضي تكسرت الى غير عودة...
- ليس تماما...- قالت سارة ونذمت بسرعة على تصريحها،أقطب ايهاب وأمسك بيدها.
- مالذي يجب أن أعرفه...؟؟
رفعت سارة وجهها وأرهبتها فكرة أن يغير ايهاب طريقته في النضر اليها اذاماقالت مالديها
- لاشىء مهم...ماأريده شخصا يحبني لشخصي ولايهجرني في سبيل أهذافه وطموحاته وأن تتلاشى أنانيته عندما يتعلق الأمربي...
" أنا هذا شخص وأنا أحبك..." فكر ايهاب بمرارة،فهز رأسه بالايجاب بينما لم يفهم جيدا اذا ماكانت ملامحها قد اكتست بخيبة أمل كبيرة...أم أنه فسر خطأ تعابيرها.
- هل ترغبين حقا بتذخلي في هذا؟أعني أنني مستعد لكل شىء كي أريحك منه...
- أنت رائع ياأيهاب...لكنني قادرة على مواجهة المارد وهذه المرة لن تجرفني عواطفي الى أغلال الانكسار... همست له بثقة وضغطت على أصابعه كاعتراف بالجميل،ابتسم لها ابتسامته الرائعة وقال لها
- اذن توقفي عن ادماع هاتين العينين الرائعتين،لاتستحقان اذراف الدموع مهما استعصى الأمر..ولأي شىء في الدنيا..-
- لن أبكي يا ايهاب..أعدك...فقد جفت دموعي منذ زمن.
والتقت نظراتهما لوهلة،ايهاب يملك عيون رمادية رائعة مليئة بالعطف والحب...الحب؟فكرت سارة قبل أن تندفع الدماء الى وجنتيها..هل حقا رأت الحب في عينيه؟أم أنها مجرد شفقة؟لا ...فكلاهما مختلفان الحب لايسير في طريق الشفقة ...
أدرك ايهاب ارتباكها،فترك يديها وأمسك بفنجانه محاولا تلطيف الجو قليلا...
- كل هذا أشعرني بالجوع...مارأيك بدجاج محمص عند سامي؟؟؟-
ذلك المساء شعرت سارة بتجاذب حقيقي اتجاه ايهاب،لأول مرة تنضر اليه كرجل وليس كصديق،جعلها تضحك وأنساها همومها،شعرت باعجاب كبير وتسائلت لما كان عليها سماع رئي صديقاتها قبل أن تنتبه للتجاذب بينهما...؟
كان سامي ينضر اليهما وكأنهما لغز محير...
تجاهلا الكل وكأنهما وحدهما في المطعم..استمعت اليه،أحاذيثه شيقة وعذبة،يركز اهتمامه عليها وكأنها المرأة الوحيدة في المكان،طريقته في النضر اليها تجعلها تشعر بنفسها مميزة،ذلك الشعور النادر بالامان والثقة التي هي بحاجته اليوم أكثر من الغد.
- فيما أنت ساهية.؟ سألها ايهاب فجأة
- أفكر فيك...قالت بلاتفكير واندفعت الدماء الى وجنتيها وشرحت متلعثمة - أقصد كنت أتسائل عن نسب الحظ الذي تتوفر عليه المرأة التي سيقع اختيارك عليها...
- هذا أنا؟...- سألها بابتسامة مشرقة
-لا بد أنك لاتجهل كل ميزاتك..لاأريد أن أقول الكثير كي لاتضن بأنني أغازلك...
الأيام التي تلت لم ترى يونس مرة أخرى،وبالصدفة أدركت من صوفيا انه رحل لأمريكا لبضعة أسابيع لرؤية والده.
والده؟اذن لقد عادت المياه لمجاريها مع والده الذي لم يكن يحتمل حتى سماع اسمه...
استطاعت الحصول على موعد مع محامية الأسرة لصباح الأثنين...بينما هيئت كل الأوراق المهمة المتعلقة بمسيرة الطلاق في باريس...سبق وأعطت المحامية بعض المعلومات ووعدتها هاته الأخيرة بالبحث وأجابتها صباح الأثنين...
في نهاية الأسبوع تلقت دعوة أخرة من والدتها التي تدعوهل وايهاب للعشاء عندهم...
لم تستغرب سارة الدعوة بقدر مااستغرب قرار والدتها بالتقرب منها أخيرا...
صحيح أن الأمور بينها وبين ايهاب بدأت تتخد مسارا مستحسنا منذ أسبوعين...لكنه للآن لم يلمح لها بشىئ يدل على اعجابه بها...وعندما أخبرته عن الدعوة قبل على الفور.
مساء السبت لم تمطر وتبدل الجو للأحسن،في المساء أخدها ايهاب في سيارته الى نواحي سانت ايميليو حيث بانتظارهما الجميع،تبادلا أطراف الحذيث في كل العاميات،سارة كانت منهكة القوى بسبب العمل الكثير لنهار السبت لكنها انتعشت بصحبة ايهاب وتبدد ارهاقها..
عندما أركن سيارته ابتسم وهو يفتح لها الباب
- هاقد وصلنا...لا أعرف ماتخطط له والدتك بالذاخل...
أجل انها تخطط لشئ ما...فكرت سارة وهي تتأبط ذراع ايهاب ويتجهان نحو السلام الحجرية الجميلة التصميم..
هذه المرة لم يكن جدّاها في البيت،بينما والدتها كريستين كشفت عن ابتسامة حارة مرحبة ماان رأتهما
- نتاشا ومايكل هنا بالمثل...ايهاب الصالون من هناك..هل من الممكن أن أسرق سارة منك لبعض الوقت؟؟
تباذل وسارة بصع نظرات قبل أن يمتثل لطلب كريستين ويقول بهدوء
- بالطبع يا سيدتي
- ناديني كريستين...ستصبح صهري قريبا...
في المطبخ قدمت لها والدتها كرسيا عاليا بالقرب من اللوحة الرخامية التي وصعت عليها كأسين وصبت لنفسها النبيذ قبل أن تقول بلطف
- بالطبع لانبيذ لك...انه من صنع المنزل لاتعرفين متعة ماتفوتين...
- أفضل عصير البرتقال..أنا متأكدة أن متعته أفظل...أجابتها سارة بابتسامة رقيقة.
- اذن ياسارة...لاجديد لديك؟؟ سألتها أمها وهي تضع صندوق عصير البرتقال الكارتوني أمامها قبل أن تهم بفتحه
- دائما الشئ نفسه...العمل...الجامعة...
- لا..لا..أريد التكلم عن شئ أكثر تميزا...يعني عودة شخص معين...
أقطبت سارة وبلعت جرعة العصير وكأنها أشواك في حلقها.هزت أمها كتفيها النحيلين العاريين حيث كانت ترتدي قميص بلا أكمام بينما شعرها الذهبي الجميل متموج حول وجهها
- كم أرغب لو نتبادل بعض الأسرار ونتحذث..كما أفعل أنا ونتاشا...سارة أنا لا أعتبرك فتاة عاقة كما تعتقدين..صحيح أنك مميزة ومختلفة في بعض الأشياء الا أنك ابنتي وأحبك كثيرا...
- وأنا أحبك يا أماه...
- حسنا اذن كلمي أمك عن أمورك...
- يتعلق بشخص معين قد عاد؟ سألتها سارة مباشرة قبل أن تبعد كأسها وتنحني باتجاههل لتنضر الى عينيها - بماتهمك عودة يونس يا أماه؟سبق وأنكرت معرفتك بي عندما أتصل مستفسرا عني منذ سنتين؟
أقطبت أمها جبينها وقالت بصراحة - لم أكن أعرف أنه صار غنيا وأنه منساب لك...
اذن يونس لم يكذب؟لقد اتصل حقا بها وأمها لم تخبرها قبل اليوم بذلك؟شعرت بالغضب يتصاعد في ذاخلها ويغلي...راقبت شفاه أمها تتحرك بانتضام وهي تتكلم دون أن تفهم غير الكلمة الأخيرة
- يجب أن تخبري ايهاب انك متزوجة
- لست متزوجة لقد تطلقنا منذ سنوات...لكن كيف...؟كيف تعرفين أنت بكل هذا؟
-حسنا...بدأت أمها وهي تبلل شفتيها- ألفريد التقى بضعة أصدقاء عرفوه على المالك الجديد لمطعم " ميل اي ان نوي" أنت لابد أنك تعرفين موقع المطعم؟؟انه في وسط حقول داليات العنب التي جاهذ الفريد طويلا لضمها الى أراضيه القريبة...لكن المالك القديم عاند...وباع المطعم بأراضيه الى السيد يونس...دهب ليراه...والصدفة شائت أن تعرف عليه زوجك من خلال الكلام وقال بأنه متزوج من ابنة صديقته التي تدعى سارة...
- أمي..أمي...أنا وهو لسنا متزوجين... قالت سارة بغيض ومن بين أسنانها - ذلك الرجل لايعني لي شيئا ولاأريد حتى التكلم عنه
- يجب أن نتكلم...أصرت أمها وهي تلتقط يديها - اذا تبث أنكما مازلتما متزوجان فلا تطلبي الطلاق أرجوك...لا تفعلي...علينا الحفاظ عليه كصهر لنا...
- لماذا؟ليحصل ألفريد على حقول العنب؟
- هذا الى جانب انه من بين أهم الشخصيات التي يمكن الحصول عليها لن تجدي رجل بمثل ثرائه ليهتم بك كما يفعل هو..أضهر وبكل وضوح لأفريد أنه سيقلب الدنيا الى أن تعودا كما كنتما...وآلفريد موافق...بالطبع ليس لدينا أدنى اعتراض على ايهاب الا أنهما شخصين مختلفين,وأنا شخصيا أفظلك مع زوجك
- ليس زوجي...ولم يكن يوما...أنا مازلت كما جئت بي الى الدنيا...مازلت عذراء.قالت سارة من بين أسنانها
- لم أقصد هذا...
- لابأس...احدست أن لهذه الدعوة أهذاف وأبعاد مختلفة... ووقفت سارة وفي عينيها خيبة كبيرة - فليتعامل ألفريد مع السيد يونس الثري بالطريقة التي تريحه دون الاعتماد على تذخلي...سبق وحددت مصيري يا أماه...
- فكري في الأمر...كلنا نرتكب أخطاء ننذم عليها...زوجـ...أقصد السيد يونس يستحق المحاولة
- وهل السيد الثري وكلك محامية عليه؟...اذا كانت أراضيه تغريك لدرجة تجعلك تقتنعين بوجوب مسامحته فأنا لا أنضر للأمر من الزاوية نفسها...
+ + +
يُتبَع..........
|