المنتدى :
الاسرة والمجتمع
وسائل تشجيعية لتعديل نوم الأبناء
تعاني الأسر السعودية هذه الأيام من محاولة تعديل نوم أفراد أسرتها من طلاب المدارس والجامعات، وذلك استعدادا للبداية موسم الدراسة، بعد إجازة استمرت قرابة الأشهر الثلاث انقلب فيها جدول الكثيرين رأسا على عقب، حيث أضحى الليل نهارا والنهار ليلا.
تقول أم خالد وهي (ربة منزل) إن لديها ستة من الأبناء أكبرهم بنت في المرحلة الثانوية، وأصغرهم في الصف الأول الابتدائي، وإنها من بعد اليوم الثالث للعيد وهي تصحو الساعة العاشرة صباحا، ثم غيرت الموعد إلى الساعة السابعة حتى تستطيع تهيئة الأبناء للمدرسة.
وتصف أم خالد ذلك الأمر بالمتعب نفسيا لها، حيث إنها دائما ما توقظ الأبناء الستة في الصباح حتى يعودوا للنوم مرة أخري، فتطلب منهم الاستحمام لتنشيط أجسادهم غير أن ذلك لم يعط - بحسب قولها - نتيجة، فتضطر لحمل وعاء فيه ماء، وكل ابن يحاول النوم مرة أخرى ترشقه بقليل من الماء، حتى يستيقظوا.
وفي نفس السياق تقول هيا الحازمي إن لديها أربعة من الأبناء وقد تعودت من ثاني أيام العيد على الخروج من المنزل قبل طلوع الشمس برفقة زوجها والأبناء لتناول الإفطار بمطعم ثم التوجه إلى الحرم النبوي الشريف حتى قبل صلاة الظهر بقليل لتعود للمنزل، وتعطيهم فرصة للنوم لمدة ساعة.
وتستطرد الحازمي أنها في اليوم الأول واجهت مشاكل كثيرة، فمنهم من يرفض الخروج من المنزل طمعا في النوم، فيما يبقى الآخر مكتئبا طوال اليوم.
وقدم فيصل السهلي مبلغ خمسين ريالا يوميا لكل ابن من أبنائه بشرط أن يصحوا مبكرا، ويقول فيصل حاولت أمهم أن توقظهم مبكرا ففشلت بطرق رش الماء أو متابعة التلفزيون، ولكنه عندما طرح فكرة الجائزة المالية عليهم بدأوا في الاستيقاظ في الوقت المحدد لهم من ثاني أيام العيد.
أما محمد ابنه وهو" بالصف السادس الابتدائي" فيقول إنه جمع من والده 300 ريال من ستة أيام مضت، وهو يبحث الآن عن زيادة المبلغ حتى يصل 500 ريال قبل العودة للمدرسة، لتبقي له مصروفا يوميا يصرف منه خلال فترة الدراسة.
أما شقيقته يارا وهي "بالصف الأول متوسط " فتبحث هي الأخرى عن الوصول إلى مبلغ 1500 ريال مع المبلغ الذي خصصه لها والدها، إضافة إلى المبالغ التي كانت قد جمعتها وقت العيد، وذلك لشراء جهاز كمبيوتر لو كان مستعمل حسب قولها.
وفي ذات السياق تقول أم محمد (ربة منزل) إنها فشلت لمدة ثلاث أيام في تعديل نوم الأبناء الأربعة حيث إنهم من بعد إجازة المدارس لم يناموا قبل الساعة العاشرة صباحا ومن الصعب-بحسب وصفها- تحويل برنامج نومهم بسهولة.
ولم يكن السهر خاصا بطلاب المدارس فقط، حيث إن الكثير من الموظفين والمعلمين قد تحول ليلهم نهارا، حيث يسهر فواز ومعتز وأحمد ويوسف على اللعبة الشعبية ما يسمى بـ" الضومنة" من بعد الساعة الوحدة من منتصف الليل حتى اليوم التالي.
يقول معتز (موظف حكومي) إنه يسهر مع الأصدقاء بالاستراحة طوال الليل حتى ظهر اليوم التالي، ويتخلل ذلك وجبات الأكل والصلاة والباقي لعب ضومنة.
ويضيف معتز "تحول نومي من آخر يوم دوام حكومي، ولم أعرف نوم الليل، رغم أني وقت الدوام الرسمي أنام قبل الساعة الحادية عشرة مساء حيث إن دوامي يبدأ الساعة السادسة صباحا.
إلى ذلك حذرت أخصائية الطب النفسي الدكتورة أمل كفراوي بمستشفى الطب النفسي بالمدينة المنورة الأمهات من التعامل مع الأبناء بقسوة مثل الضرب لإجبارهم على النوم بالقوة، حيث إن التعامل بعنف يولد لدى المتلقي من الأبناء على مستو أعمارهم عنادا مستمرا للنوم، حتى لو ذهبوا للفراش، حيث يبقون في حالة استيقاظ.
وطالبت بأن تتعامل الأم بكل لطف مع الأبناء، وأن تنام معهم وقت النوم، وأن تمنع عنهم المنبهات من القهوة والشاي ومتابعة التلفزيون وقت المساء.
وذهبت اختصاصية الطب النفسي إلى أن مزاولة الرياضة الجسدية مهم في إعادة تأهيل وقت النوم للأشخاص، مثل مزولة تمارين المشي أو الكرة، وشرب كوب من الحليب الدافئ، والاستحمام بماء دافئ قبل النوم، حيث إن إناء الماء الدافئ يساعد على استرخاء عضلات الجسم، ويبعد الأرق، كما أن قراءة القرآن الكريم للكبار أثناء الاستلقاء على السرير تعطيهم نوعا من الهدوء النفسي.
وتضيف كفراوي أن النوم وقت الظهيرة يعتبر من الدوافع التي تسبب السهر في الليل رغم الفوائد الكبيرة للنوم المبكر، مؤكدة على أهمية أن تشغل الأم وقت فراغ الأبناء بدراسة جداول الضرب وبعض الدروس التي سوف يدرسها الطالب في العام الحالي.
نقلا عن : جريدة الوطن السعودية كتبه خالد الجهني
|