كاتب الموضوع :
شيخة الزين
المنتدى :
الارشيف
مرحبا هذا تكملة الفصل وباقي شوي منه ماتوقعت انو الكتابه صعبه عن جد
لقد صرخ حينذاك بألم محطماً قلبها وهو يقاوم الشرطيين اللذين كانا يمسكان به صرخ قائلاً انه سيعود إن الألم يحطمها الآن كما حطمها في ذلك الحين وادوارد يصرخ علناً معلنا ً براءته إلى النهاية غير معترف بذنبه لقد صرخ حينذاك (أقسم انكم ستهتمون جميعاً عندما اعود مكتسحاً المدينة).
وبوجه شاحب اتجهت كارولين نحو المقهى على بعد مئات من الأمتار وتمن لو لم يكن هذا اليوم هو السبت حيث لم يوجد سوى عدد قليل من الزبائن اغلبهم من اطلبة وامثالها ممن اعتادو النهوض من النوم للذهاب إلى المدرسة الساعة السابعه والنصف كانت تفضل لو ان هناك جمعا من الناسلكي تجد الأمان بينهم بوجوههم المألوفة لأن يوم المحاكمة ذاك كان يوماً حاولت نسيانه دوما لتجده امامها فجأه الآن وهننا..مالم تستطع احتماله.
وعاد الصفير مرة أخرى وقد ازداد ارتفاعا وإلحاحا وكأنه ينتظر منها ان تستدير راكضة إليه كالكلب المطيع وكاد يقف قلبها عن الخفقان وهي تتذكر كيف نعتها بأنها كلبة بينما عيناه تلمعان بالكراهية وكل خليه من جسده تتوعدانها بالإنتقام.
انتقام صقلي ,حذر, هادئ, حاسم.
وها هوذا الآن هنا ادوارد الذي تربى كصقلي نصف حياته فهو يرعى حقده الكامن والذي سيذهب معه إلى القبر إذا هو لم يشف غله لقد اندمج الماضي بالحاضر بكل قسوة..كل شي رأته وشعرت به ذلك اليوم في المحمكة عينا ادوراد السوداوان الحاقدتان اللتان كانتا تحدقان فيها تدينانها رشفها العصبي للماء الذي قدم إليها عندما خانها صوتها في الكلام شعورها بالمرض والغثيان..
وجعلتها موجات الغثيان التي شعرت بها الآن جعلتها تتعثر في سيرها وتمالكت نفسها وهي تندفع إلى الأمام بعينين لاتريان إن عليها ان تصل إلى قرب الجسر حيث المقهى والأمان الذي ينتظرها في داخله.
وفي الوقت الذي وصلت فيه إلى الجسر توقفت انفاسها وهي تشعر به خلفها شبه ملاصق لها فشعرت فجأة بساقيها لاتقويان على الحركة وقفت عند جدار منخفض ونظرت إلى ساقيها بإرتباك محاولة عبثاً تحريكهما.
تمتم ادوارد ببطء ورقة بإمكانها أن تحرك بها قلبأي امرأة:(مرحبا ياكارولين)
وسرعان ماشملت جسدها رجفة وتوقف ذهنها عن أي تفكير وحذر لتحل بدلا من ذلك بهجة عامرة دغدغت احاسيسها باعثة إياها إلى الحركة لقد كان حبها له مازال هناك كامنا في اعماقها رغم كل مافعله وصرفت بأسنانها وهي ترى مافعله صوته الرقيق العاطفي في نفسها كلا إن هذا لايخرج عن كونه ذكرى من الماضي أو لعله ردة فعل لاغير.
ولما استدارت عنه بعنف بعد إذ سمعت تحيته عاد يقول:(استديري إلي كارولين)
وسرت رقة صوته في كيانها ليبدأ فيض الذكريات بكل قسوته جارفا كل الحواجز الهشة تاركا اياها وحيده عاجزة لاترى أمامها سوى شخص ادوارد .
رفعت وجهها نحو شمس الصباح الدافئة ورأت نفسها بجانبه في اول أيام حبهما وضاقت عيناها اللتان أظلمتا بالغضب نعم لقد علمها كل ذلك فماذا كان جزاؤه منها؟
قالت بصوت خشن:(لا اريد أن أراك ولا ان اسمعك إنني ذاهبه إلى المقهى) كانت خائفة لاتريد أن تنظر إلى وجهه انه الرجل الذي احبته وتألمت لأجله وخانته.
قال ببطء:(ولكن بإمكانك أن تواجهيني لايمكنك الهرب من اخطائك إلى الأبد).
استدارت إليه ذاهلة وكل خلية في جسدها ترتجف لما في قوله هذا من ظلم لقد ثار طبعها الإيرلندي الحاد وهي تشعر مرارة الند لمنحا قلبها إلى رجل مخادع.
وصرخت:(إنك انت من الخطأ الذي وقعت في ادوارد لقد كنت انت الخطأ ان مجيئك إلى عالمي هو اكبر خطأ)
ورفعت يدها لتسدد صفعة مدوية إلى وجهه الساخر ولكنها سرعان مااطلقت صرخة ندم استدارت بعدها تبغي الهرب وقد انتابها الذهول لمنظر فمه المتوحش وعينيه الحاقدتين.
لكن يده الضخمه قبضت على ذراعها توقفها عن التقدم وهو يقول بهدوء خطر:(تلك الصفعه ياكارولين هي غلطتك)
قالت وهي ترتجف:(ارفع يدك عني)هاقد عادا فالتقيا مرة اخرى حيث اشعل التوتر الذي بينهما النار في احاسيسها وجذبت ذراعها من يده بذعر وقد غاص قلبها.
ان بإمكانها التصرف في هذه الحالة فهي لم تعد مراهقة فقد اعتادت في مهنتها مواجهة المتاعب وحدثت نفسها بأن هذا الأمر في غاية السهوله ولكنها كانت تعلم أنها كاذبة لأنها كات متورطة عاطفياً في هذا الأمر ماجعله مختلفا عما اعتادت عليه في مهنتها.
قال:(إنني لن اتركك الآن لدي أولا شيئا لك ياكارولين)ثم استدار نحوها لينظر في عينيها نافذاً إلى أعماقها بعينيه الحالكتي السواد.
وكانت تحدق في اثر صفعتها على وجهه كالمنومة مغناطيسياً.
ثم قالت بصوت منخفض:(ليس لديك أي شي لأجلي)
كان قد تغير اصبح أكبر حجما واكثر خشونة وكانت عيناه القاسيتين تفيضان بالكراهيه ومع هذا ومهما كان مقدار ماعاناه من مشقات فإنه مازال ذا مظهر لافت بجماله فشعره الأشقر على بشرته الصقليه السمراء كان يجتذب النساء من كل الأذواق والأعمار ولم تكن هي ذات مناعه ضد ذلك وارتجف فمها بزفرة مكتومة.
اجابها متمتما:(بل لدي أكثر مما تظنين)
قالت بهدوء:(ذكريات فقط)
أغانيهما معا رحلاتهما عل زورق مسطح في نهر لواسكس الأيام التي كانا يمضيانها بكسل يبنيان قصورا من الرمال الضحك الحنان.
وتنفست بسرعة وهي تشعر بالذنب إذ ادركت انه يراقبها بعينين لامعتين لايمكن سبر غورهما وكان اثر الصفعه على وجهه قد استحال إلى لون الدم.
قال ساخراً:(هلا انتهيت من تأملي؟ اتراني تغيرت كثيراً؟)
هزت كتفيها متظاهرة بأن هذا ماكانت تفعله ومازالت و مبدية دهشتها لأناقته البالغه ومع ذلك فإن القسوة في عينيه الماكرتين كانت تشير إلى الخطر.
اجابت بصوت اجش:(تغير قليل..إنك مازلت من الغرور بحيث تتصور أن النساء رهن اشارتك..دعني اذهب وإلا صرخت)
ضاقت عيناه ودار رأسها وقد عادت إلى ذاكرتها تلك الساعات الهانئة التي كانا امضياها معاً ماملأ قلبها بألم هائل وعندما بقيت صامته ابتسم ظافرا وهو يرى الوحشة ترتسم عل اساريرها .
قال:(اريد من وقتك خمس دقائق لا أكثر في الوقت الحاضر)
خمس دقائق؟إن بإيمكانها ان تحتمل هذا ومن ثم تمحوه من حياتها مرة أخرى,فسألته باقتضاب:(مالذي تريده؟)
بدت على شفتيه ابتسامة وقال:(انك تركت هذه خلفك الأن فقط إنها لك اضربيه بعشر تكونين حصلت على ثلاثين قطعة من الفضة)
كان يتكلم ببطء ولهجة ذات معنى وقبل أن تدرك مايعني بكلامه كان قد اسقط في جيب بنطالها الثلاث قطع نقدية بماكان ملتصقا عليها من تراب وغيره.
احمر وجهها غضبا وقالت:(أيها المتوحش لقد جعلتني أشعر بالقذارة من الداخل).
اجاب بلهجة ذات معنى:(كارولين لقد كنت اظن فيك القذارة من الداخل قبل الآن)
انتفضت قائلة:(ولكنني اغتسلت جيداً).
قال باقتضاب:(انك تبدين نظيفة انما لايوجد هنا شرف ولا وفاء)واشار بيده إلى قلبها وهو يتابع قائلا:(عندما تتخلى المرأه عن الإحتشام تبدو على حقيقتها فالمرأه التي تسيرها عواطفها لايهمها سوا نفسها)
وللحظة فقدت كارولين القدره على النطق وشيئا فشيئا اخذت عيناها تتسعان ثم شحب وجهها ثم عاد فاازرق لونه تبعا لتقلب مشاعرها من الصدمه إلى الشعور بالعار ثم الثورة العنيفة وهي تقول بمرارة :(يالك من منافق كنت اظن ان ماكان بيننا علاقة حب لم أكن اشعر بالعار من ذالك حينذام ولكنني الآن اشعر بالعار بأقصى معانيه لقد ائتمنك على ادق اسراري ولكنك غدرت بي وانا سأبقى احتقرك طوال حياتي لأخذك برائتي ثم خيانتي بعد ذلك).
قال ببطء:(وهل تعتبرينني وحدي المسؤول عن وقوعك في الحب؟)
حنت رأسها وهي تلوم نفسها لوضعها ثقتها به ثم قالت:(لقد كنت بريئة كنت بريئة ولم اكن اعلم انني كنت..)
قال يكمل كلامها:(كنتي توصلينني إلى نقطة اللارجوع فهل انا الملوم إذا وجدت من غيرالممكن مقاومتك أم انك انت الملومه لعدم ادركك مبلغ السذاجه في تصرفاتك بالنسبة لمراهق ذي دم صقلي؟)
قالت بهدوء:(نحن الإثنان ملومان).
قال ساخرا:(هانحن نتقدم اخيرا فهنالك مشاركة في اللوم على الدوام كارولين تذكري هذا اجعليه في رأسك الجميل وفكري فيه ثم تذكري اننا كنا حبيبين) قال ذلك وكأنه يتذكر مسرورا متابعا:(كنا حبيبين)
|