كاتب الموضوع :
**أميرة الحب**
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثاني
لم تكن قد عرفت من قبل انفعالات كهذه،عاصفة مشاعرها كانت ترميها في تيار حقيقي وإعصار الإثارة كان يحملها الى مصير لم تكن تتوقعه.
منتديات ليلاس
شهر عسلهما تخطى كل آمالها،عرف ليو كيف يوقض عواطفها ويكشف لها عن لذة لم تكن تعرف بوجودها حتى الآن.
لمساته كانت تجعلها تذوب من السعادة،وترميها في لذة غريبة.ولا مرة واحدة خلال الشهرالذي قضياه في ايطاليا،شكت في حبه لها،كانت مقتنعة أنها تحتل المكان الأول في حياته،ألم تكن زوجته،وإمرأته الشرعية.؟
كم دفعت غاليا ثمن أخطائها فيما بعد.
كانت ليندا فتاة جميلة جدا،لايمكن لرجل أن لا يتأثر بجمالها،خصوصا في اليونان حيث الشعر الأشقر يجذب أنظار الرجال.
"حوريتي" هكذا كان يناديها ليو عندما كان يداعب شعرها ،لسداجتها كانت تصدق اطراءاته،دون أن تشك بالحقيقة الفظيعة التي تختفي خلف المظاهر،حتى الآن لايمكنها مواجهة الواقع،لم تكن قد كلمت أحد عن انفصالها عن ليو،هذا السر المؤلم لايزال ملتصق بأعماق قلبها،وسيبقى حتى آخر يوم من حياتها.
في طريق عودتها الى الفندق،حاولت ليندا أن تطرد كل هذه الذكريات الثقيلة من رأسها،حاليا،هناك مشاكل طارئة أخرى تنتظر منها حلا،ابتسامة المدير طمئنتها عندما استقبلها ودعاها الى مكتبه.
" لحسن الحظ تمكنت من الاتصال برجل واسع النفوذ" قال لها المدير.
" لقد وعدني بأن يبذل كل ما في وسعه ليحل مشكلتك بأسرع ما يمكن،ارتاحي وتمتعي باجازتك ما ان تصلني أخبار مفصلة سأتصل بك لأعلمك بها"
عبرت له ليندا عن امتنانها وصعدت الى غرفتها،لحسن الحظ كانت قد دفعت حساب اقامتها في ثوس لمدة أسبوعين، تمددت طويلا في سريرها، ثم نزلت وقت العشاء،والتقت في المطعم برجل مسن وزوجته كانا معها بنفس الرحلة.
" أحب كثيرا الحياة في جزر اليونان البعيدة عن ضجيج المدن الصاخبة " قال السيد ريتشارد ايفنز.
" كم أحسد هؤلاء اليونانين أصحاب المليارات الذين يتمتعون بشراء جزرهم الخاصة"
وافقته ليندا بدون حماس،واستمتعت لحديثه عن رحلاته حول العالم،مضت السهرة بسرعة،وعندما طلبها المدير الى مكتبه،كانت قد نسيت تقريبا فقدانها لزواج سفرها وشيكاتها.
" كل شيىء يسير على مايرام " قال المدير" ستنتظرك طائرة مروحية تقلك الى أثينا حيث..."
" أثينا؟" سالته الفتاة بدهول " ولكن..."
" هذا ضروري يا أنسة لايجب أن تستخفي بهذه المسألة،سرقة أوراقك الثبوتية يحتاج لإجراءات..".
بدون شك هو على حق،فاذعنت ليندا واستمعت الى كلامه.
" ستمضين الليل في أحد فنادقنا بأثينا،وفي الصباح يمكنك الذهاب الى الجهات الرسمية للقيام بالإجراءات الضرورية.."
شكرته ليندا بأدب وأعتدرت لأنها تسبب له بكل هذا الإزعاج.
" هيا أعدي حقائبك وسأرافقك فيما بعد الى الهيليوكوبتر.."
رغم خوفها من ركوب الطائرة المروحية،كانت ليندا سعيدة لأنها ستعود بسرعة الى ثيوس بعد أن تحل مشكلتها،هكدا ستتمكن من متابعة اجازتها في هذه الجزيرة الهادئة.
أقلعت الهيليوكبتر على الفور،وارتفعت فةق الخليج حيث مراكب الصيد تستعد للابحار،ثم طارت الهيليوكوبتر على عدة جزر تلمع فوقها انوار المنازل وسط الظلام.عندما بدأت الطائرة بالانخفاض،بحتث ليندا عن أنوار المدينة ودهشت لأنها لم تر شيئا سوى بروجيكتور كبير أعماها بينما كانو يقتربون من الأرض.
انهم ليسو في أثينا،أدركت ليندا ذلك وهم يحطون،التفتت نحو الكابتن تسأله،لكنه كان قد قفز الى الأرض،سمعت من بعيد صوت رجال يتكلمون باليونانية،اضطربت الفتاة وحاولت الهرب في الظلام،لكن يدا أمسكتها بقوة.
" أتبعيني أنسة"
كان الأمر صارما،ولم يتسع الوقت لها كي تطرح أي سؤال،لأن أحدهم دفعها الى ممر ضيق يؤدي الى تل صغير،عندما التفتت الى الخلف كانت الطائرة تستعد للاقلاع من جديد.
" ماذا يجري..؟" سألت بصوت مرتجف من الرعب.
لكن الرجل لم يجبها وأكتفى بالاسراع بالخطى. الطريق كان يؤدي الى منزل واسع مضاءة شرفته الأمامية ويطل على حوض سباحة وحديقة.هذا المنزل يبدو مهجورا،فانتاب الفتاة ذعر شديد.
" أين أنا؟لما تصطحبني الى هنا"
فجأة تقدم رجل طويل للقائهما.فتركها خاطفها لكن ليندا ظلت مسمرة مكانها من الخوف. الضوء القوي أعماها،فلم تتمكن تمييز ملامح الرجل الذي يقترب.
بعد وقت بدى لها طويلا،أجابها صوت هادىء:
" أنت في أيوس،جزيرة الفجر،ولست بحاجة لأن أشرح لك اسباب مجيئك الى هنا"
وحدها معه الآن،أصيبت بذهول تام وكأنها تلقت ضربة قاضية على رأسها،كعادته تماما،كان ليو قد تدبر أمره ونجح في الامساك بالموقف بيده.
كل اخراجه هذا يدل على تصميمه على سحقها بكل قوته،لكن الفتاة الخجولة الساذجة التي تزوجها في الماضي لم يعد لها وجود،لن يخدع بنفس السهولة المرأة الناضجة الواعية التي حلت مكان زوجته.
ملامحه لم تتغير وكأنها منقوشة في الحجر لاتزول مع الزمن.ليو كان جميلا جدا.لكنه الآن الرجل القاسي العدائي الذي تهابه. لقد غير تسريحة شعره.ارتعشت بدون وعي عندما تدكرت ملمسه الحريري تحت أصابعها.
رموشه السوداء تتناسب مع بريق عينيه الرماديتين اللتين ورثهما عن جدته الانكليزية.
استعادت ادراكها شيئا فشيئا فرفعت حاجباها متسائلة:
" لا،ليو،لا أفهم لما خطفتني وجئت بي الى هنا"
قالت بجهد محاولة اخفاء غضبها.تجربتها السابقة علمتها اخفاء مشاعرها.الآن لا يستطيع ليو الوصول اليها.الحب الذي ضنت أنها تكنه لهذا الرجل مات ودفن مع أحلام المراهقة.لقد أحبت رجلا خياليا لاوجود له.أخترعت مثاليا لا علاقة له بالواقع.
الا انه.أخضع هذه الفتاة الصغيرة السادجة لبعض التغيرات.كان قد انتصر على كل الحواجز وتغلب على كل دفاعاتها وحرر في ذاخلها القوى الخفية للطبيعة البشرية.
لقد نجح في جرها الى فخه لإرضاء مصالحه الأنانية فقط.
" تريد الطلاق" سألته بسخرية."عزيزي ليو أنا موافقة.ولكن لم يكن من الضروري حبك كل هذا السيناريو.."
" أنت مخطئة ليندا لم أكن لأبدل كل هذا العناء لو كنت أريد فقط الطلاق"
ارتعشت الفتاة أمام صوته القاسي الذي يحمل الكثير من التهديد..الوضع خطير..يجب عليها أن تبعده عنها ولا تسمح له باخافتها.
" ماذا تريد؟"
" أريدك أنت ليندا" أجاب بصوت هامس،ففكرت أولا أنها لم تفهم.
" اريد استعادتك لأنك زوجتي،اليونانيون متمسكون بشرفهم،كان هروبك مشينا،وقصاصا لك سأجبرك على أن تستعيدي الى جانبي دور الزوجة المطيعة.انتقامي شرعي لأنك وجهت لي ضربة قوية"
شحب لون ليندا وتراجعت للخلف،لكن قبضة ليو الفولاذية انكمشت على ذراعها،وبمزيد من الغضب جذبها اليه.
" أيتها المزعجة كنت تعرفين نقط ضعفي وضربت لي الوتر الحساس،ستدفعين الثمن ياليندا،اليوناني لا يغفر لمن أهانه"
" لن أعود للعيش معك"قالت بضعف "أبدا"
" أوه بلى" صرخ بحدة:" وليس فقط هذا،ستمنحينني ولدا بدل ذلك الذي قضيتي عليه"
صرخت ليندا معترضة بخوف وبدا لها أن ظلمات من القلق تغمرها لتخنقها وشعرت بأنها تتدحر الى أسفل الجحيم." السيدة متعبة لايجب ازعاجها"
احتاجت ليندا لدقائق طويلة كي تتعرف على هذا الصوت،لكنها استعادت وعيها عندما تبددت آخر الظلمات من أمام نظرها :
جلست على سريرها الواسع لتتفحص المكان.ليو...
أغمضت عينيها عندما تدكرت ماحصل من نقاش بينهما بالأمس.وعندما فتحتهما وجدت مدبرة المنزل أمامها.
" أمرنا السيد بألا نزعج راحتك سيدتي،لابد أن ضجيج هذه الخادمة أيقظك.." قالت السيدة وهي تلتفت نحو الخادمة التي تحمل صينية الطعام.
"لا...لابأس" قالت ليندا "ضعي الصينية جانبا شكرا لك" ثم نهضت من فراشها ووقفت أمام النافدة علها تنسى ملامح وجه ليو القاسية وهو يتكلم عن خسارة طفلهما قبل أن يرى النور،كيف تجرأ على اتهامها؟ألايزال يعتقد أنها السبب؟ولماذا هذا التغيير المفاجىء؟
" ليندا؟"
التفتت ليندا نحو الباب وقد فاجأها بدخوله.لماذا تشعر بالشفافية أمامه قميص نومها الشفاف ونظرات الرعب في عينيها تتناقض مع بدلة رجل الأعمال التي يرتديها ليو.
كان شعره لايزال رطبا بعد حمامه الصباحي.وهذا التفصيل البسيط جعلها ترتعش من الذكريات.تذكرت عناقهما وضحكاتهما،أرعبتها ردة فعلها وأضعفتها فتوسلت اليه بصوت مرتجف:
" ليو دعني أرحل لايمكنك أن تسجنني هنا للأبد.أي هدف تسعى اليه؟أنا لا أفهم موقفك"
انتهى الفصل الثاني
|