كاتب الموضوع :
**أميرة الحب**
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الأول
يجب عليها عاجلا أم آجلا أن تعود الى الفندق وتواجه ديريك تململت ليندا أمام هذه الفكرة،حاليا هي وحدها على الشاطىء،ولكن بقية السواح لن يتأخرو في المجيىء لتعكير صفو هدوئها،الجزيرة صغيرة جدا ولهذا السبب اختاراها،هذا الاطار الهادىء المريح يمنحهما مزيدا من الوقت لتوطيد علاقتهما،هذا ما أعلنه ديريك .
لكن ليندا لم تشك بنواياه الحقيقية...الا أنها لم تكن سادجة.فعلاقتهما لم تكن لتستمر الى الأبد بشكل أفلاطوني.لكنها لم تكن قد منحت ديريك أقل أمل،بأن تصبح عشيقته كم أن المرء يجهل الناس المحيطين به.
حتى ولو كان يقابلهم يوميا...ديريك وهي كانا يعملان معا منذ عامين،وحتى اللآن لطف زميلها كان يدفعها للوثوق به،احتلرامهما المتبادل زاد من محبتهما الصادقة.فقبلت الفتاة بدون خوف أو قلق فكرة السفر لقضاء اجازة معه.
الا أنها كانت قد ارتكبت بموافقتها هذه خطأ كبيرا...
كانت في البداية قد ترددت قليلا عندما اقترح عليها السفر الى اليونان.لكنها في النهاية كتمت مخاوفها وتسائلت لما ترفض زيارة هذا البلد الرائع بسبب قصة قديمة مدفونة الى الأبد؟؟
قررت ليندا العودة الى الفندق،فهبت على قدميها وسارت ببطء،في الطريق توقف شخصان وسلما عليها،كانت هي وديريك قد وصلا مساء أمس فقط،لكن الجميع هنا لاحظوا هذه الفتاة الساحرة بوجهها الجميل وجسدها الرشيق .
لم تكن نظرات الآخرين تزعجها،للحقيقة كانت معتادة عليها ولا تعيرها اهتماما منذ أن كانت تعمل كعارضة أزياء في باريس في أكبر دور أزياء،بدون شك يتمنى السيد رينيه أن تعود للعمل معه،لكنها لم تعد ترغب بذلك.
كان الفندق قديم جدا لكن ادارته ممتازة والخدمة فيه سريعة،ليندا كانت تفضل مكانا أكثر فخامة،لكنها لم تستطع الاعتراض على اختيار ديريك.فهو الذي اهتم بالحجوزات في هذا الفندق المريح في جزيزة ثوس الصغيرة على بحر ايجيه.
تساءلت وهي تطلب مفتاح غرفتها عما يجب أن تفعله.وندمت كثيرا لأنها لم تضع الأمور في نصابها قبل رحيلهما.كان يجب أن توضح الأمر من كل جوانبه،فقبولها للسفر معه لا يعني أي تشجيع للابتعاد أكثر وتغيير نوع علاقتهما.
ليلة أمس فتحت لها عينيها،عندما رفضت عرضه تغيرت ملامحه،وفقد كل أثر للطلف والتهذيب.وأصبح وقحا جدا لدرجة اتهمها بالتظاهر بالطهارة والبراءة.
كان عامل الاستقبال ينضر اليها باعجاب كبير،لكنه أدار وجهه بسرعة عندما التقت نظراته بنظراتها،يبدوا أن الرجال ليسوا متشابهين،فكرت ليندا بمرارة وقد خطرت فكرة في رأسها،لكنها أبعدتها بسرعة كما تفعل في كل مرة تعاودها فيها الدكريات،هناك جرح كبير لم يندمل بعد في قلبها،لكنها تعلمت كيف تحمي نفسها من الألم .
بدفن همها الكبير في أعماق نفسها،كانت تمنع نفسها من التفكير بألمها كي لا تفتح هذا الجرح المؤلم رغم السنوات.
يجب أن تتصل بديريك من الاسعلامات والا فستضطر لساعات طويلة لاقناعه.لقد اتهمها بأن تصرفاتها لا تتناسب مع هذا العصر،حتى إنه سخر من مبادئها الأخلاقية..آه لماذا لم تسمع لتحذيرات صديقتها؟لقد تجاهلت لأنها كانت بحاجة ماسة للإجازة والسفر.
إن مهنتها كمسؤولة عن العلاقات العامة في شركة الإعلانات التي يديرها ديريك كانت توتر أعصابها.ورغم رغبتها في الراحة الا أنها لم تكن تتخيل السفر وحدها أبدا بدون رفقة،المرأة تكون دائما عرضة ملاحقة الرجال،وهذا ما يخلق نوعا من المشاكل المعقدة،وهكذا قبلت ليندا دعوة ديريك لأنه يقدم لها الحماية.
بيد مرتجفة اتصلت بغرفة ديريك،يالهي ماذا يحصل لها؟لا يجب أن تستسلم للذككريات المؤلمة،كل هذا ينتمي الى الماضي،بل يجب عليها ألا تفكر فيه والا ستعيش العذاب من جديد وتصاب بالجنون.
لم يكن ديريك في غرفته،ربما نزل لتناول الفطور؟كان قد تركها مساء أمس باكرا،وإقترح عليها ألا تطيل السهر بعد الرحلة التي قطعاها من مرفأ بيري حيث حصل الخلاف بينهما...
منتديات ليلاس
" الآنسة قلقة؟ أهناك شيىء لا يسير على مايرام؟" سألها الموظف بتردد.
" السيد سمبسون لا يجيب..."
" السيد سمبسون رحل هذا الصباح،وأعاد الي مفتاح الغرفة..."
هذا خطأ بالتأكيد،لا بد أن ديريك خرج ليقوم بنزهة صباحية.
" مستحيل " أجابته بهدوء،" لقد وصلنا بالأمس فقط،لابد أنك لم تفهم عليه جيدا"
" لا.حتى أنه أخد الوثائق التي كانت في خزانة أمانات الفندق،وسألني عن موعد انطلاق المركب المتجه الى البيري،وأنزل الخادم حقيبته"
ارتعشت الفتاة من الخوف،لايمكن لديريك أن يتركها هنا بسبب نقاشهما السخيف ولكن ما أدراها؟ لقد كشف لها مساء أمس عن وجه آخر لشخصيته...وأضهر عدم تهذيب.عندما رفضت مشاركته الغرفة،وقال بأنه كان يجب عليها أن تفهم منذ أن وافقت على المجيىء معه الى ثورس،لكن ليندا كانت قد دفعت تكاليف سفرها من نفقتها الخاصة،ولم تكن تشك أبدا بنوياه...هذا يعني أنها مضطرة لقطع اجازتها ،لا ،لايمكن لديريك أن يتركها بدون أي كلمة وداع،ويحمل معه المغلف الموضوع في خزانة الفندق.
شحب وجه ليندا أمام هذه الفكرة،لأنها كانت قد وضعت فيه جواز سفرها وشيكاتها السياحية.
اعتدر الموضف الذي أشفق عليها وعاد بعد دقيقتين برفقة مدير الفندق.
" أنا مدير الفندق ياآنسة،لقد أخبرني ستيفانوس بجزء من مشكلتك بعد رحيل صديقك..."
" اذن هذا صحيح؟؟" سألته وهي تتبعه الى مكتبه.
" أنا حقا آسف،اجلسي يا آنسة أرجوك..."
" ربما ترك لي السيد سمبسون مغلفا لي..."
" أعذريني دقيقة واحدة لأتأكد" أجابها المدير بكل لطف وتهذيب،لكنه عندما عاد فقدت الفتاة آخر أمل لها.وفهمت صعوبة موقفها،انها في بلاد غريب،بدون مال ولاجواز سفر،لماذا لم تحتفظ بالوثائق معها؟في حقيبتها؟ أي غباء دفعها لتركهها مع ديريكولكن كيف كانت ستتنبأ بتطورات الأحداث؟
أخفضت نظرها على يدها ولمحت مكان خاتم الزواج الذي ترك أثرا في أصبعها...وتدكرت التجربة الصعبة التي مرت بها،كم تعذبت في اليوم الذي خلعت فيه هذا الخاتم،رمز اتحاد القلوب والأجساد.كانت نظرتها حول الحب قد تلقت صدمة عنيفة... وأقسمت بعدها ألا تمنح ثقتها لأي رجل آخر.ماذا ستفعل الآن؟حافظة نقودها تحوي بالكاد عشرة جنيهات..نحو من تلتفت؟حاليا لايمكنها سوى أن تثق بهذا المدير.فشرحت له كل الموقف دون أن تشير الى سبب رحيل ديريك المفاجىء.
" السيد سمبسون ليس خطيبك؟"
" انه صديق فقط..هذا على الأقل ما كنت أعتقد."
" صديق سيىء هو أكثر خطرا من ألف عدد،ولكن بما أنه من المستحيل عليك مغادرة ثيوس بدون جواز سفر،لن تتمكني أيضا من مغادرة اليونان بدون أوراق رسمية،ساتصل بأثينا بمدير سلسلة الفنادق هذه،بانتظار ذلك،أقترح عليك أن تملأي هذه الأوراق من أجل الجهات الرسمية."
ثم طرح عليها سؤال مفصلا،طلب منها الاجابة على بعض المعلوملت كانت ليندا تعرف العقلية اليونانية،فامتنعت عن التعليق،وبدأ بالكتابة.
ولكن عندما وصلت الى الوضع العائلي تنهدت وكتبت منفصلة،ثم ثنت الورقة وأعادتها بسرعة الى المدير.
سارت مسافة طويلة حتى الخليج الصغير،وهناك جلست على الرمال ةاستندت رأسها على ساقيها المثنيتين.
بلمح بصر عادت اليها كل الذكريات التي كانت تلاحقها منذ عامين في رأسها وتغرقها في اليأس والمرارة.
لم يكن يجب عليها أبدا العودة الى اليونان،كيف تقاوم كل هذا السيل من الذكريات المؤلمة؟
بالتأكيد ثوس ليس رودوس،وديريك لا يشبه ليو،ولكن عندما حاول تقبيلها مساء أمس دكرها بآخر مشهد من خلافها مع ليو يوم حاول استغلالها، وكان قد اتهمها بـ...
ارتعشت بقوة رغم حرارة شمس الظهيرة.
كانت في العشرين من عمرها عندما التقت بليو ستيفانيدس.لم يكن قد مضى على عملها كعارضة سوى ثلاثة أشهر.لكنها كانت تعيش بتحفض وفضيلة وتقيم مع عائلة صديقة للسيد رينيه صاحب دار الأزياء.هذه العائلة كانت تعاملها كابنة وتصطحبها معها في كل الاجازات.
حتى مجيىء ليو.كانت حياتها هادئة لكن كل شيىء تغير عندما التقت به.بأي غباء ولا وعي سهلت له خططه.
طلبه منها الزواج جعلها تجن من الفرح.وكان والداها قد جاءا من انجلترا لحضور حفل زفافها الكبيرة. في أكبر الفنادق.لأن ليون كان غنيا يعمل في التجارة البحرية.
وعندما نصحتها والدتها بالتروي والتفكير،تجاهلت ليندا نصائحها،فهي تحب ليو وهو يعبدها،فلماذا الانتظار؟
كم كانت غبية وسادجة،لم تفكر بشيىء،ولم تطرح على ليو أي سؤال،لكنها لم تكن تجهل عادات بلده الأم.حيث العائلات تهتم عادة بزواج أبنائهم منذ صغرهم.لم يكن شيىء من الحقيقة قد خطر ببال ليندا،كان حبها يعميها تماما،ومبادلته الحب لها كانت تبدو لها أشبه بالمعجزة،كيف يمكن لرجل مميز مثله أن يعيش حياة مثيرة أن يهتم بفتاة صغيرة بسيطة مثلها عديمة الخبرة؟
كان قد سحرها،فكيف كانت ستشك به؟كانت تعتبره كالاه،قبلاته كانت تجعلها تنهار وتثير في نفسها ارتباكا ورغبة عنيفين.
تم الفصل الأول
|