كاتب الموضوع :
**أميرة الحب**
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل السادس عشر
رافقها سبيرو الى الهليكوبتر كان ليو يجلس خلف المقود وماريزا نائمة على المقعد الخلفي.
"راقبيها ليندا لو سمحت" قال ليو."لقد أعطيتها حقنة مهدئة،تبعا لنصيحة الطبيب ليفانوس الذي اتصلت به منذ قليل،لايجب أن تستيقظ قبل وصولنا الى المستشفى"
"ماذا حصل؟؟"سألته ليندا بعد الاقلاع.
لحسن الخظ كانت العاصفة قد هدأت مع الفجر لكن الغيوم لاتزال كثيفة والبحر هائج.
"أخبرني سبيرو أنك وجدتها في مغارة..."
"نعم هذا صحيح.."وعقد جاجبيه وتظاهر بتركيز كل انتباهه على القيادة،كي لايشجع ليندا على متابعة الحديث
"ولكن...كيف نزلت الى ذلك الكهف؟"سألته متجاهلة تحذيره.
"لست أدري كل ما كان يهمني هو اخراجها من هناك قبل أن تمتلئ المغارة بالمياه،لحسن حضها أن سبيرو لاحظ جاكيتتها معلقة بأحد الأغصان...سنكون في أثينا بعد اقل من ساعة سأوصلك الى الشقة قبل ان اوصل ماريزا الى المستشفى"
الشك عذب ليندا لأن جوابه لم يعجبها،ولكن أمام عدم رغبة ليو بمتابعة النقاش امتنعت عن طرح المزيد من الأسئلة من باب الحذر،أنهيا رحلتهما بصمت كان أحد الموضفين عند ليو ينتظرهم في المطار بسيارته،انطلق بهم على الفور مسرعا واوصلوا ليندا الى الشقة التي قضت فيها أول أشهر زواجها.
ذكريات مؤلمة عادت الى خيالها وهي تتجول في الشقة بانتظار عودة ليو،حاولت ألا تفكر بذلك اليوم الذي اعترفت لها ماريزا فيه بعلاقتها مع قريبها..
ماريزا،مجرد التفكير في اسمها يكفي لرميها في القلق والبؤس،تحفظات ليو ضاعفت في ألمها لما يتحفظ دائما عند الكلام عن ماريزا،؟لماذا يدافع عنها باستمرار وكأنه يخفي سرا فظيعا؟؟ولكن ربما ليندا تستسلم كثيرا لخيالها.
جاء ليو بعد الظهيرة وأخبرها بأن الدكتور ليفانوس قرر الاحتفاض بماريزا لليلة أخرى ضمانا لسلامتها ولكنها تجاوزت الصدمة وستتحسن أكثر
"لماذا خرجت تتنزه في وقت كهذا؟أنا لا أفهم/فهي عادة تكره السير"قالت ليندا بدهشة بينما كانا يشربان الشاي في الصالون،كان ليو متعب جدا فأجابها بحدة
"وماذا يهمك أنت من هذا؟"
"لاشئ.."أجابته بهدوء كي لاتزيد من توتره،وأشار اليها عقلها بعدم الخوض بموضوع مستقبلهما الآن.لكن فضولها وحاجتها لمعرفة الحقيقة كانا أقوى.:
"ليو أنت تتمنى اتحادنا،أنا أعلم ذلك،تريد منح أطفالنا صورة الزوجين السعيدين المستقرين..لكن هناك أشياء أخرى تربكني كثيرا...يجب أن أطرح عليك سؤالا"
أغمض ليو عينيه وأسند رأسه على ظهر الكنبة وقد أنهكه طول السهر،لكن ليندا مضت من اصرارها ورمت نفسها في الماء:
"هذا ليس الوقت المناسب للنقاش لكنني أريد أن أعرف...ماهي نواياك بالنسبة لماريزا؟"
ساد صمت ثقيل في الغرفة،لايمكن تحمله،ظلت ليندا تنظر اليه الى أن وقع كوب الشاي من يد ليو تحطم على الأرض.
"ليو..."
نهضت بسرعة واقتربت منه،فوجدته نائما اجتاحتها موجة حنان فجأة،يبدو أن التعب تغلب عليه فنام دون أن يسمع سؤالها.
وضعت ليندا وسادة تحت رأسه وخرجت على رؤوس أصابعها لتحضر غطاء،ثم أمرت الخدم بتركه يرتاح وبعدم ازعاجه رن الهاتف عدة مرات في الليل،كان سبيرو يريد الاطمئنان على ماريزا وأيظا بعض الأصدقاء،يبدو أن الشائعات سرت بسرعة،وأخيرا اتصلت السيدة جوانا كريليكوس
"أنت لم تتبعي نصائحي"قالت لها بعد أن تبادلتا بعض العبارات."كان يجب عليك أن تتخلصي منها يا عزيزتي لابد أنك نادمة لأنك أمنت الدفء لأفعى بين أحظانك"
للأسف لم يكن الخيار بيد ليندا وهذه المحادثة زادت مخاوفها.
في الساعة الحادية عشره عادت الى الصالون،انحنت لتصحح الغطاء علىليو،فهمس بصوت عميق
"ماذا أفعل هنا ممددا على الكنبة في الصالون؟؟"
"كنت متعبا فنمت هنا"
"هذا صحيح كنت متعبا بالفعل وغير قادلا على النهوض الى فراشي"فجأة عقد حاجبيه وسألها بلطف:"لماذا لم تخلعيني ملابسك؟"ثم أطبق يديه حول خصرها وضمها اليه
"اذا؟؟لم تشفقي علي؟كزوجة مطيعة كان يجي أن تساعديني"
احمر وجهها واخفضت عينيها لكن يديها كانتا ترتعشان وتفضحان انفعالها،حاولت السيطرة على انفعالها والتظاهر بالهدوء لكنها لم تتمكن
"ليندا" ناداها بصوته الدافئ وهو أيظا لم يعد بامكانه المقاومة،وارتميا بأحضان بعضهما تحملهما نفس الرغبة،حل الفراغ على الفور في رأس ليندا،نسيت كل شئ،المكان،الأحداث الأخيرة،لم يعد هناك من أهمية لأي شئ،ليو وحده يهمها.
منتديات ليلاس
"أوه ليندا"
كانت تشعر بأنها تسقط في فراغ لاقاع له،بينما روحها ترتفع نحو سماء صافية خالية من الغيوم،اندفاع عنيف يدفعها نحو ليو،كانت على وشك الاستسلام للرغبة العنيفة عندما سمعت صوتا حادا جافا كان كضربة قوبة على قلبها:
"ليو"
أطلق ليو شتيمة واسرع ورفع الغطاء الذي سقط على الأرض ليغطي به جسد زوجته التي أخدت ترتجف،وقد جحظت عيناها من الدهشة وهي تنظر الى ماريزا الواقفة أمام الباب شاحبة كلأموات.
"ليو"صرخت ماريزا من جديد بمرارة وألم "كيف تجرأت؟كيف أمكنك أن تتصرف بهذا الشكل معها بينما أنا بأمس الحاجة اليك؟"
"حبا بالسماء ماريزا"بدأ بصوت متقطع ثم قطع كلامه لأن ماريزا هربت راكضة.
"ماريزا انتظري"
تجمد الدم في عروق ليندا وهي ترى ليو يرتدي ملابسه بسرعة وسمعت صفقة الباب،لابد انه باب غرفة ماريزا،كيف نجحت هذه الفتاة بمغادرة المستشفى؟لماذا أصبح ليو قاسيا فجأة؟كانت تحب يماع كلمة حنان أو مؤاساة،أحست بالذنب وكأنها فوجئت متلبسة مع زوج امرأة أخرى...لكن ألم تكن ماريزا هي الدخيلة وليندا هي الزوجة الشرعية؟؟
هذه المقاطعة المفاجئة أربكت ليندا تماما،ليو وحده القادر على تهدئة اضطرابها،لكنه لم يعرها ادنى اهتمام وكأنه نسي وودها تماما،انقل حذائه بسرعة والتحق بماريزا،ماذا ستروي له؟كيف سيهدئها؟بأية حركات وأية كلمات؟قد لايتردد في قدح ليندا والتقليل من أهميتها في حياته..
بعد ساعة انظم اليها ليو في غرفتها
"ماريزا بخير؟؟" سألته متظاهرة بعدم مبالاة؟
"هربت من المستشفى كانت على حافة الانهيار العصبي،من الأفضل عدم ازعاجها والاحتفاض بها هنا بدل اعادتها الى المستشفى،اتصلت بالطبيب الذي وافق على رأيي يالهي كم أنا متعب" ورمى نفسه على السرير
"ليو يجب أن نتكلم...ماريزا"
"أرجوك ليس هذا المساء،غدا سنناقش الأمر،أما الآن فأريد أن أنام" وغط على الفور في نوم عميق بينما ليندا تتقلب في الفراش وتقلب في رأسها العديد من الأسئلة.ماذا تصدق.؟عندما تكون بين ذراعيه لاشئ آخر يهمها وتكون مستعدة للقبول بأي شئ لكن هذا لايمكنه أن يستمر،لن تقضي بقية حياتها في الخوف والقلق.
عندما استيقضت مدت يدها باتجاه ليو لكنه لم يكن الى جانبها،كانت الساعة تشير الى الرابعة صباحا،دون تفكير نهظت وخرجت الى الممر،كان الضوء يتسرب من تحت باب غرفة ماريزا،وسمعت أصواتا مخنوقة،كمن يسير في كابوس،ودون أن تتمكن من منع نفسها فتحت الباب،ماريزا في أحضان ليو،مرتدية قميص نومها الرقيق،وليو يدير ضهره لليندا...
"أنت لاتزال تحبني،ليو،أليس كذلك؟؟"سألته ماريزا متوسلة"أقسم لي،عدني بأنك ستطردها أنا لا أحتمل وجودها بيننا أريد أن أعيش كما كنا من قبل،أنا وأنت فقط..."
بم تستمع ليندا لرد ليو،لم يكن بإمكانها سماع المزيد،فركضت محطمة الى غرفتها تلوم نفسها على غبائها الرومنسي،سبق أن حذرتها ماريزا،لم يكن ليو قد تذكرها الا لأنه يريد طفلا،ليو لم يكن يحبها أبدا.
كم كانت غبية عندما استسلمت لأوهامها ووقعت في الفخ،كيف كان يمكنها مقاومة مشاعرها التي أيقظها في نفسها من جديد؟انتظرت طويلا عودة ليو..عندما أشرق الصباح فهمت أنها فقدته الى الأبد،رغم قوة رغبته بها لن يتخلى عن ماريزا.
يجب أن تتخد قرارا حازما الآن هل ستتمكن من العيش يوما بعد يوم في ظل هذه العلاقة؟هل ستتحمل كره ماريزا المدمر؟انها تعرف الجواب مسبقا،وليو يسهل عليها الأمور...
كان مرتديا بذلة رسمية ويشرب قهوته في غرفة الطعام عندما نزلت ليندا من غرفتها،تأمل شحوب وجهها ثم قال
"لدي نهار عمل شاق أمامي،أيمكنك تأجيل نقاشنا حتى المساء؟؟"
|